 |
-
ماذا نريد حقا؟؟
ماذا نريد كشيعة عراقيين؟؟
معطيات الواقع الحالي تفرض مسائل يجب الألتفات اليها قبل ان ندخل مرة اخرى في نفق مظلم له مدخل ولا مخرج له.
هنالك غياب كامل لمشروع شيعي مرحلي يتعامل مع مرحلة مابعد سقوط النظام ومرحلة الأحتلال الأميركي الحالية. هذه المرحلة تتميز فيما تتميز به انهيار كامل للبنية التحتية للبلد بشكل كامل بحيث اصبحت الأوضاع مزرية للغاية من كافة الجوانب.
هنالك معاناة انسانية بكل معنى الكلمة ومن كافة الجوانب. هذا الغياب للمشروع اياه مع عدم توافر آليات تعامل مع هذا الواقع المؤسف يخشى ان يترك حلقات فراغ في الواقع العراقي سيملأها بكل تأكيد الجنرال غارنر وطاقمه الأداري. الناس بكل طبقاتهم يحتاجون الماء والطعام والدواء والأمن. واظن ان توفير هذه الأحتياجات اهم من المطالبة-على الأقل في الوقت الحاضر- من رفع شعارات ستنبه كل الأعداء ابتداء من قنوات العرب الفضائية ومرورا بسطام الگعود وانتهاء بجنرالات المخابرات الغربية الى واقع مزر للشيعة في العراق يحفز للأجهاز عليه وانهائه بشكل كامل. شعاراتنا لا ترقى الى الواقع, ومطالبنا تقترب من الخيال, وما يخيفني في هذه الظروف هو بداية واقع مؤلم نعمل بأيدينا على انشائه.
لقد تحقق جزء مما توقعناه من سيناريوهات ما بعد الخراب, وهو هذا التشويه الفظيع للمسيرة الحسينية من خلال انفلات عاطفي بدأ يخلط الأوراق ويجسد اوضاعا هي اقرب الى العبث منها الى الألتزام. ما يحدث وبكل بساطة هو ان هذا الأنفلات العاطفي سيؤدي-لا سمح الله- الى ابراز وضع قد يكون عائقا في استثمار الشيعة للحالة الذي نشأت حديثا لصالحهم. لا احد يستطيع ان ينكر ان الشيعة تعرضوا الى الأقصاء واللأستئصال وفي كثير من الأحيان عوملوا كمواطنين من الدرجة الرابعة يأتون بعد المصريين والفلسطينيين على مدى عقود من الزمن.
نحن نعلم ان الأميركان لا يريدون بنا خيرا ونحن نعلم ان الجيران لا يريدون بنا خيرا. وبقي املنا واملنا الوحيد ان نتمكن -كشيعة وعراقيين- من بناء وطن اسمه العراق يتساوى الجميع فيه امام القانون بغض النظر عن انتماءاتهم الطائفية مع ضمان كامل للحقوق التي كفلتها القوانين والشرائع وضمان لحرية الأعتقاد والخصوصية الدينية. اتمنى ان نرفع شعارا يمكننا ان نحققه ويستند على واقع ممكن. الحوزة يمكنها بأمكانياتها المالية الهائلة ان تساهم في بناء جزء من العراق بدلا من ان تأتي اميركا او السعودية او بولندا او اسبانيا لتمن على العراقيين مساهمتها في البناء. الحوزة يمكنها ان تبدأ في تنظيم برامج للمحافظة على الأخلاق الاسلامية في العراق كما انها تستطيع ان تقنن اسلوب ممارسة ما يسمى بالشعائر الحسينية. ولا ادري ما هي امكانية تحقيق مشروع دولة اسلامية في العراق في ظروف احتلال وفوضى واحتجاب وغياب واضح لاي فكر اسلامي رصين على الساحة العراقية.
ولا ادري ماهي امكانية تحريك عصيان مسلح او غير مسلح ضد الغزاة في ظرف تتربص بالشيعة العراقيين الوف الدوائر.
الشعب لعراقي تعب من التعذيب والسجون والفقر والحرمان واظنه يستحق ان يأخذ فترة يستريح فيها بعض الشيئ. الأميركيون لن يرتاحوا في العراق هذا ما نعرفه نحن وهذا ما يعرفونه هم. وللذي يطالب بتغيير فوري للواقع المأساوي الحاصل الآن ما هو البديل.
الواقع الدولي الموازي للأميركان لا يقل سوء عنهم. لاحظ انه مع وجود نظام عقوبات دولي مفروض على العراق فان العراق اذا ضخ نفطه بكامل طاقته الأنتاجية مع تحسين وضع الحقول النفطية فان موارده من النفط قد تصل الى 15 مليار دولار سنويا. ولاحظ ايضا ان الديون الأجنبية المترتبة على العراق تصل الى 300 مليار دولار اي اننا سنحتاج الى ما يقارب 20 سنة لسداد الديون. هل يوجد عندنا اي نظام بديل فكرة عن كيفية حل هذه المعضلة. عندنا مشاكل التنمية والبناء, عندنا مشاكل المهجرين خارج الوطن, عندنا مشاكل الفقر وتغيير البنية الفكرية للمجتمع العراقي. هل يوجد عند اي احد من فكرة عن كيفية حل هذه المشاكل. هل تتصدق ايران-مثلا- ببناء بعض المدن او المدارس او المستشفيات بدلا من بناء القبور ؟ ام هل تستطيع مؤسسة الشهيد التابعة لحزب ا... ان تتبنى الفا من عوائل شهدائنا الذين راينا بعض اجسادهم في القبور الجماعية؟؟ ام هل تستطيع الحوزة متمثلة في سيستاني وكشميري وتبريزي ومقتدى وحائري وشيرازي وغيرهم في التحرك في تشغيل اعمال توفر فرص عمل للألوف من شبابنا الشيعي العاطل عن العمل, او تزويج من لا يستطيع الزواج منهم؟؟
اظن ان الشيعة والسنة ممن يتبنون الفكر الأسلامي يجب ان يكونوا على مستوى من المسؤولية في تحمل الواجب الأسلامي في بناء عراق حر متطور خال من الآفات الأجتماعية. وافضل طريقة لطرد الغزاة هو بناء عراق متطور اقتصاديا وسياسيا متمسك بقيمه التي تحقق له سبل التقدم والتحضر. صوبوني ان اخطأت. وربما كان للحديث صلة.
-
Re: ماذا نريد حقا؟؟
الرسالة الأصلية كتبت بواسطة العقيلي
اظن ان الشيعة والسنة ممن يتبنون الفكر الأسلامي يجب ان يكونوا على مستوى من المسؤولية في تحمل الواجب الأسلامي في بناء عراق حر متطور خال من الآفات الأجتماعية. وافضل طريقة لطرد الغزاة هو بناء عراق متطور اقتصاديا وسياسيا متمسك بقيمه التي تحقق له سبل التقدم والتحضر.
أتفق معك في الكثير مما ذهبت اليه في المقال .
والفقرة المقتبسة هنا غير واضحة فقد ختمت مقالك بها وهي غامضة عائمة , فهل اعطيتنا رؤيتك بالتفصيل حول افضل طريقة لطرد الغزاة وهو بناء عراق متطور , اقصد كيف يتم بناء عراق متطور بوجود المحتل وتحت ظله ام بعد ذهابه أم كيف ؟ حقيقة لم أتوصل الى فهم الفقرة الاخيرة والشكر لك موصول
-
ابعدنا الله عن الغموض أخي العزيز ارض السواد.
الذي كنت احاول قوله هو ان الاوضاع تجبرنا ان نتحرك على مستويات ثلاث عملية وتكتيكية واستراتيجية. ولكي لا نكون نظريين اكثر من اللازم اقول ان هناك امرا واقعا مفروضا على العراق بأغلبيته الشيعية التي ذاقت الأمرين والأقلية السنية التي ذاقت ايضا امرين. هذا الواقع يتمثل بوجود احتلال من قبل القوة العظمى الوحيدة في العالم. وهي قوة تحتاج الكثير من الذكاء والتخطيط لكي نحاول ان نضمن حياة آمنة ومطمئنة وكريمة للمواطن العراقي. الواقع العملي يجبرنا ان نفكر ونعمل في توفير مستلزمات الحياة اليومية للأنسان العراقي ومحاولة مشاكله المادية والنفسية والأجتماعية. واظن ان الأسلاميين مدعوون اكثر من غيرهم للقيام بهذه المهمة وبالذات في هذه الظروف. الشيعة في هذه الأحوال هم الحلقة الأضعف, فبينما نرى المحيط العربي السني يستعد بأمكانياته المختلفة لأسناد الآخرين. نرى الشيعة يضغطون في زاوية حرجة بين مرجعيات نائمة او متطرفة او تقاليد غير عقلانية او دول مجاورة عنصرية ومذهبية متعصبة. هذا سيؤدي لا سمح الله الى انجراف الواقع الشيعي بفعل الضغط المعاشي الى الاستسلام للتيار الذي تتبناه اميركا من اعطاء الخبزة بيد والفكر السيئ بيد اخرى, او التحرك باتجاه الأنفجار الغير ملائم في توقيته والنتيجة معروفة سلفا.
الجانب التكتيكي يجب ان يأخذ في الأعتبار وضع الجانب الأسلامي والقيم والأخلاق الأسلامية في العراق في ظل احتلال وتركة استبداد. التكتيك يحتم علينا ايجاد سبل توصلنا الى تحقيق اهدافنا. اهمها ربما التواصل مع الآخر -وربما اتجرأ ان اقول اميركيا ايضا. التكتيك قد يجبر الانسان في مسيرته الى ان يستفيد من امكانيات واقعه في الوصول الى هدفه. اهدافنا يجب ان نحددها من الآن وهي بالتأكيد تختلف من فرد الى فرد ومن طائفة الى طائفة ومن حالة الى حالة. وهنا لابد من التأكيد على بعض الأهداف التي اراها تصلح اطارا مشتركا لكل العراقيين.
اعمار وبناء العراق.
توفير الحرية والحياة الكريمة للأنسان العراقي.
تمثيل ومشاركة في الحكم على مستوى الفئات
التمسك بالقيم والمبادئ الأسلامية وعدم التسامح في التفريط بها.
توفير ضمان اجتماعي وصحي لكافة العراقيين.
منع التفريق والتمييز بين العراقيين على اساس طائفي او عرقي.
استقلال العراق الكامل من اي تدخل اجنبي سواء كان من قبل الأميركان والبريطانيين والأيرانيين والسعوديين والأماراتيين.
عدم تدخل اسرائيل في العراق لا من قريب ولا من بعيد.
هذا مادار في خلدي لحد الآن من الأهداف المشتركة بيننا كعراقيين.
ما اتوقعه ان الأعمار والبناء يأتي في اولوية الأهداف بعد مرحلة حزب البعث وهي المعركة الفاصلة في وجود العراق. اما اذا قررنا ان نقاوم وندخل في مواجهة المارينز ومن لف لفهم فالمطلوب هو الأجابة على سؤال وماذا بعد؟؟
هل نمتلك مقومات اقامة نظام وطني, اسلامي, حوزوي, علماني, او ما شابه بعد انهيار كل البنى التحتية العراقية بعد عقود من التدمير المنظم؟
هل نمتلك خططا موضوعية تأخذ في الأعتبار الوضع الدولي والأقليمي المتعلق بالعراق. وضع روسيا وفرنسا والمانيا والصين والدول العربية وايران؟
هنالك الألوف من الأسئلة التي يجب على من يريد السير في خط التحرك المسلح الأجابة عليها, قبل التحرك واثناء التحرك وبعد التحرك. والى ان تتوفر ظروف محلية واقليمية مناسبة تسمح بالتحرك لطرد المحتل, اظن ان معركتنا كعراقيين تتمثل في بناء بلدنا ورفع المعاناة عن الأنسان العراقي.
-
أشكر الأخ العقيلي على هذا الموضوع المهم ، و هو أول موضوع جدي يحاكي متطلبات العراق في هذه المرحلة الجديدة و الصعبة و الخطرة. و بعيداً عن التنظير الشعاراتي البعيد عن الواقع فإن الأخ العقيلي طرح تساؤلات و أفكار حري بكل الأعضاء أن يساهموا في بلورتها أكثر. و لعل أهم هذه الأفكار هي بناء العراق و مؤسساته المدنية الخدمية ، فليس الأميركيون وحدهم هم من يتربص بالعراق الدوائر ، فكل دول الجوار ساهمت و تساهم في معاناته لحساباتها الخاصة.
و عبارة الأخ العقيلي (( وافضل طريقة لطرد الغزاة هو بناء عراق متطور اقتصاديا وسياسيا متمسك بقيمه التي تحقق له سبل التقدم والتحضر )) تختزل الكثير مما يجب عمله و من الممكن عمله ، بعيداً عن شعارات "طرد المحتل" أو "نريد دولة اسلامية" التي تفتقد الإرادة و الإعداد و لا تعدو كونها شعارات حماسية.
المشكلة الرئيسية هي أننا لا نستطيع أن نتحرك في هذه الأهداف و نحن في المهجر بعيداً عن أرض العمل ، حيث إن إمكانياتنا محدودة في التنظير و ربما الدعم المادي ، فهذه الحركة لابد لها من جماعة تقوم بها بإخلاص و تجرد ، ولابد لها من إمكانية مادية تدعمها لتواصل حركتها داخل العراق نفسه. لابد لها أولاً من نشر التوعية الوحدوية بين العراقيين ، لابد لها من صحيفة شعبية أو محطة إذاعية ( أو تلفزيونية إن أمكن ) تطرح هذه الأمور و تقوم بدور التوعية لتحشد زخماً جماهيرياً حولها ، لابد لها من التذكير بمباديء حقوق الإنسان الكريم الحر في شرع الله. و من الممكن أن نجد من يقوم بهذه المهمة لكن يجب أن يحظى بالدعم المالي. و كما ذكر الأخ العقيلي ، عليها أولاً أن تباشر حل مشكلات الناس و تبدأ أولاً برعاية عوائل الشهداء و أيتامهم ، و من ثم توفير اللقمة لعوائل الفقراء. و هذه الشعارات الحماسية من أجل دولة إسلامية لا تستند إلى أي مشروع عملي ، و أخشى أن تؤدي إلى نتائج عكسية.
إن كانت هكذا جماعة موجودة في العراق و تعمل في نفس الإتجاه فمن الأفضل الإنضمام إليها و رفدها و تقويتها و شد أزرها ، و إن لم تكن قائمة فلابد من إنشائها. و لكن يبقى العامل الأهم هو أنه لابد من ترجمة هذا الكلام إلى واقع على أرض العراق.
هذا الموضوع لايستطيع أن ينفرد بكل مقررارت شخص واحد ، بل لابد من مشاركة الجميع المخلص. و لذا أرجو من الإدارة تثبيت الموضوع في أعلى الصفحة ، مع التقدير.
هذا ما أفكر فيه الآن ، وربما لنا عودة ، وشكراً مرة أخرى للأخ العقيلي.
ملاحظة: مؤسسة الشهيد في لبنان ليست مسؤولة عن أيتام العراقيين ، أين تذهب أموال "الحقوق الشرعية" التي يكنزها كشميري و شهرستاني باسم السيستاني ؟
أليس الله بكاف عبده ؟
-
ما نحتاج اليه اليوم هو العقلانية والحكمة ودراسة كل خطوة لكي لا نقع في شرك تتمنى اجهزة مخابرات الجوار ان نقع فيه (فهي التي نصبته).
وطرح الاخ العقيلي يتميز بالبعد عن الشعارات ومحاولة تقصي المصلحة الواقعية.
ولكني اختلف معه حول كون هذه المرحلة هي مرحلة راحة, لا بل هي مرحلة وعمل متعب وشاق وطويل ولكنه يتخذ من الساحة السياسية مضمارا له.
المطلوب اليوم هو الديمقراطية, الديمقراطية الحقيقية ذات الخصوصية االعراقية (التي لا تفصل بين الدين والسياسة).
لماذا نستحي من ان نقول اننا نريد الديمقراطية؟
-
اخي العزيز العطار لم اقصد بالراحة هو الركون الى الدعة والسكون وانما ان العراقيين يحتاجون فترة هدوء بعيدا عن التقاتل والحروب واطلاق الرصاص واقبية السجون والملابس العسكرية والسيطرات والأنضباطية ورجال الأمن ورجال حزب البعث.
ما الاحظه اليوم هو نذير شؤم بالنسبة للواقع الشيعي. خاصة هذه النداءات التي تنادي بزعامة حوزة لا ندري ما هي؟ ومن هو زعيمها؟؟؟
انني اتجرأ ان اطلق دعوة الى كل من يسمون العظام من الآيات وخاصة سيستاني وحائري وغيرهم الى ان يقوموا بتوزيع اموال الخمس المتكدسة عند وكلائهم وخاصة كشميري وورثة خوئي وشهرستاني على الشعب المقهور في العراق اذ انه في احوج ما يكون اليها في هذه الظروف وبعد ان يثبت التوزيع والأسناد نستطيع ان نقف كلنا لنطالب بقيادة الحوزة. ولكن ان تكون ما يتسمى حوزة نائمة, محتجبة, مخدرة, لا تتفاعل اجتماعيا مع البيئة التي تحتضنها وتتاجر بأسمها فهي اقرب الى الموت منها الى الحياة. وللحديث صلة.
-
المطلوب
بسم الله الرحمن الرحيم
ماكو ولي علي و انريد :
حاكم منتخب من قبل الشعب العراقي و حكومة ديمقراطية و يجب ان تكون الانتخابات حرة نزيهة حتى يتبين من يجب ان يحكم في العراق و المعنى في قلب الشاعر .
وشكرا
غسلت ايدي من الكل... بس الله
-
نريد أن يشترك جميع الشعب العراقي من خلال كافة الأطياف السياسية بتشكيل حكومة مؤقتة لتعمل على احلال الامن والنظام في العراق واعادة الحياة المدنية وتقديم كل المجرمين للمحاكم لتأخذ أحكامها بشكل عادل ,, وبعد هذا نريد أن ترحل القوات الغازية من أرضنا ( مشكورة ) ..
تحياتي
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم
-
الاحداث تبشر بخير
تشير الاخبار الاتية من الداخل الى ان مؤتمر بغداد القادم سيشهد مشاركة كل القوى الرئيسية (فقط مشاركة الشيوعي غير مؤكدة لحد الان)
كما يبدو ان التيار الصدري يفاوض على شكل الدخول في الحكومة.
سير الاحداث يشير الى سيادة العقلانية اكثر فاكثر
ندعو الله ان لا يحصل ما يعكر الصفو الحالي.
-
معطيات الواقع والتخطيط الأستراتيجي
ربما اصبح مصطلح التخطيط الأستراتيجي من المصطلحات الشائعة الأستخدام في المؤسسات المعنية بوضع الخطط والأستراتيجيات للدول المتقدمة والمؤسسات المهتمة. هذا المصطلح وهذا الأسلوب من التخطيط يكاد يكون مفقودا من اللغة المتعارفة في قاموسنا السياسي والمنهجي. السقوط الغير مفاجئ للبعض لنظام صدام او سقوطه المفاجئ للبعض الآخر اثار عدة نقاط بالغة الحساسية بالنسبة لنا كعراقيين يهمنا امر بلدنا العراق ويهمنا امر شعبنا العراقي. الأحداث اثبتت ان الكثيرين كانوا وما زالوا يعيشون حالة الفعل ورد الفعل. وكأن الحياة والتطورات ما هي الا افعال وردود افعال وهي بالتاكيد ليست بمستوى قوانين نيوتن التي تقول بتساوي القوة والتضاد في ردود الأفعال. الزلزال الذي حصل احدث وبكل تأكيد ثورة على كيفية متابعة المسلم الملتزم سواء كان شيعيا او سنيا للاحداث المؤثرة في الواقع العراقي، وثورة في الفكر الذي ينطلق منه لدراسة واقعه وترتيب المواقف المتعلقة بالواقع ومتغيراته.
اتوقع –من وجهة نظري- وانطلاقا من مفهوم التخطيط الأستراتجي الذي ياخذ في الأعتبار ادوات الواقع وامكانيته وطبيعة تاثيرالأحداث والقوى في حاضر و مستقبل هذا الواقع. المسألة بكل سهولة تعني اننا يجب ان نبدأ بالتفكير في مصلحتنا اولا، وهذا يعني تزححا في الفكر من اتجاه مؤدلج متشدد لا ينسجم مع الواقع وامكانياته الى اتجاه اكثر براجماتية. والبراجماتية تعني بالنسبة لي ان استغل كل ادوات الواقع الممكنة في سبيل تحقيق مصلحة العراق والعراقيين بالطبع في اطار منظومة قيمية غير قابلة للمساومة. وهذه المنظومة القيمية تستبطن ايضا العراق والعراقيين. هذا النوع من التفكير المرتبط بمفهوم التخطيط الأستراتيجي يحتم علينا ان ننظر الى بعض الأمور من زاوية مختلفة عما كنا ننظر اليها سابقا. ولنبدأ اولا في تحديد القوى المؤثرة على الواقع العراقي سواء في فترة ما قبل سقوط النظام البعثي وفترة ما بعد السقوط، هذه التحديد سيساعدنا في التركيز على بلورة تصور نهائي لهذه القوى من خلال وضعها في ترتيب ما اذا كانت قوى معادية لها تأثير سلبي ومعيق لحالة التطور العراقية، او ايجابي يمكن لها ان تطور الواقع العراقي، او محايدة تقبل الأنتقال الى الجانب الأيجابي في التأثير ام محايدة تقبل الأنتقال الى الجانب السلبي في التأثير. هذه القوى قد تكون دولا مجاورة او دولا اخرى لها تأثير دولي او مؤسسات دولية، او تنظيمات او احزاب او شخصيات عراقية او غير عراقية . هذه القوى قد تكون تيارات اجتماعية لها شكلها الطبيعي في بنية المجتمع العراقي دينيا و تاريخيا وعرقيا, او تيارات مستوردة قديمة او مستحدثة او في طور التشكل. كما ان هذه القوى قد تكون مؤسسات او اشباه مؤسسات عراقية او غير عراقية. الواقع اليوم يفرض علينا وبغض النظر من ان يزعل فلان او يرضى علان ان نكون صريحين في تحليلنا للواقع والتحرك في اتجاه تحديدالنقاط بيننا وبين القوى المختلفة التي يمكن ان نحقق منها الفائدة القصوى لمجتمعنا العراقي مقابل تقديم اقل الخسائرسعيا لتحقيق اعادة بناء مجتمعنا الذي دمرته سنوات عجاف من حكم بني تكريت. طيلة الفترة السابقة كان من اسموا انفسهم آيات يتقاضون الفوائد على جماجم العراقيين الشيعة. وفي مقابل موت كل طفل عراقي بسبب الجوع والمرض كان يترف احد الوكلاء هنا او احد الأبناء هناك باسم هؤلاء الجوعى والثكالى وباسم المرجعية واموال الخمس. وفي مقابل تجهيل كل شاب او شابة ومنعه من ممارسة حقه في الدراسة كان الآلاف من الطلبة الموريتانيين والمصريين واليمنيين والاردنيين يدرسون في جامعاتنا العراقية باسم القومية والعروبة. وفيما كان يقتل شبابنا في جبهات ظالمة كانت الملايين من العمالة المستوردة تعمل في طول العراق وعرضه. وساحاول ان افتح ملف القوى المؤثرة في العراق وكيفية تصنيفها اولا من خلال قربها او بعدها عن الشعب العراقي واحساسها بمعاناته. اذ ان الأساس في التقييم سينطلق من الأجابة على تساؤل
كم استفاد العراقيون من هذه القوة او تلك.
-
تم رفع التثبيت للموضوع لاستيفائه الوقت الكافي .. ويمكن لمن أراد المتابعة في غير الصدارة .
تحياتنا مصحوبة بالاعتذار
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |