النتائج 1 إلى 2 من 2
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي فاضل بشناق: صدام حسين بين الحقد والشماتة

    فاضل بشناق يعتبر أحد كوادر حركة حماس الفلسطينية. أضع مقاله هذا بين يدي من يظن أن هؤلاء يحملون ذرة إيمان أو إنسانية.
    أضع هذا المقال ايضاً كي نفهم سر تركيز هيئة السفاحين على قضية الفلسطينيين، والتركيز على دورهم المحوري في إشعال وتهييج الحرب الأهلية اللبنانية في السبعينيات. فلنفهم أن التواجد الفلسطيني في أية منطقة سكنها كان عامل إذكاء حروب أهلية وإستقواء قوى إستبدادية بهم.


    صدام حسين

    بين الحقد والشماتة

    بقلم :الأستاذ فاضل بشناق..محام وباحث من فلسطين

    بعد بحث ومطاردة وارهاب دولي منظم بقيادة الولايات المتحدة دامت اكثر من ثمانية شهور القت قوات الاحتلال الأمريكية القبض على الرئيس العراقي صدام حسين بالتعاون الوثيق والأكيد مع جرذانهم في المجلس المحلي العميل باشخاصه ونهجه واهدافه وبفعل الآف المرتزقة والعملاء من ابناء الشعب العراقي الذين سال لعابهم وانهاروا أمام حفنة من الورق الأخضر وارتضوا أن يحرقوا العراق بها .

    صدام هل ادرك أبعاد المؤامرة فعلاً ؟

    وبعيداً عن الخوض في الموقف العام من صدام وما يمثله من نظام بعثي لنا منه رأي فانه يجب ان ننظر الى الحدث من زوايا سياسية ذات ابعاد خطيرة على مجمل الأحداث المنتظرة والقريبة في الساحة العربية والإسلامية فصدام ادرك كل تفاصيل المؤامرة على العراق من الأجنبي والقريب والصديق وحتى الشقيق وانه لا يمكن لهؤلاء المتآمرين ان يقبلوا بأي حل عدا تدمير قوة العراق العسكرية

    من خلال القضاء على الترسانة الحربية العراقية ولو ادى ذلك الى تدمير وتخريب وهدم العراق باكمله فكان القرار بترك الساحة داخل العراق تأخذ منحى شعبياً في المقاومة والجهاد تقادياً لكل المحاذير وانقاذاً لما يمكن انقاذه من اسلحة وهذا ما يفسر عدم ظهور الجيش العراقي النظامي بالشكل المأمول والذي اثار في حينه جدلاً واسعاً ونحن هنا بالطبع لا نعني بكلامنا هذا ان كل ما جرى في العراق كان ترجمة لهذا القرار الذي اتخذه صدام بل ان هناك اموراً لا يمكن وصفها او ادراجها تحت هذا العنوان لأنها في الحقيقة عمل خياني قام به بعض الساقطين في القيادة العراقية .

    السلاح ما زال بيد العراقيين ان صدام حسين أدى واجبه ، و اختار خندق الجهاد و المقاومة ، و رفض الاستسلام كما فعل ويفعل حكام العرب الآخرين الذين قدموا وما زالوا يقدمون ارضهم ومقدرات بلادهم وشعوبهم قرابين وهبات وهدايا مقابل رقصة مع عاهرة هناك في باريس وواشنطن وتل الربيع .

    ان ترك السلاح الذي يملكه الجيش العراقي في أيدي العراقيين سيشكل مصدر قلق وخطر للقوات الأمريكية ويعزز الإغتقاد بأن المقاومة العراقية ستواصل الجهاد ضد الغزاة وبوتيرة عالية وتطور ممنهج يصعب على الخبراء العسكريين تخمينه وتوقعه لأنهم سيواجهون بمقاومة غير نظامية وقوات غير مهيكلة ليس لها جسم وعنوان ومقرات قيادة فهي اشبه بحرب العصابات التي تعتمد على الضربات الخاطفة غير المحكومة لا بزان ولا مكان معد مسبقاً وكأن العراق تحولت الى فيتنام جديدة .

    كما ان الأمر سيتطور ايجاباًُ لصالح المتطوعين من خارج العراق وسوف يبرز دور الحركات الإسلامية السنية ونقول السنية لأن الأفق المنظور لا يوحي أن لدى الشيعة نية في مقاومة الإحتلال اذ ان مصالحهم الضيقة تفرض عليهم اطالة امد الإحتلال اكبر فترة ممكنة لأنه بشكل لهم سباجاً ويقدم لهم خدمة جليلة في تركيز وتثبيت أوضاعهم وجعلهم احد اركان المعادلة السياسية المدعومة والمرعية أمريكياً ولكن هذا الإعتقاد قد تعمل ظروف المستقبل وتطورات الأحداث في العراق بشكل يرسخ لدى عموم العراقيين حتى الشيعة أن الأمريكيين لم يأتوا الا غزاة وبالتالي من الصعب على المرجعيات الدينية لدى الشيعة تسويق نهج غير نهج المقاومة وبالتالي قد تنفلت ألأمور من ايديها ويحدث تحولات في صفوف الشيعة تفرض انخراطهم ولو بشكل رمزي في المقاومة حفظاً لماء الوجه وللتاريخ وهذا ما يمكن اطلاق وصف الإستفاقة من الصدمة عليه بعد طي عهد صدام سياسياً بكل ما حمل من صفحات يرى فيها الشيعة استبداداً وظلماً لحكم دام اكثر من ثلاثين .



    صدام زعيم عربي اولاً وأخيراً



    ان القاء القبض على صدام حسين المقاوم يجب ان يشكل عبرة ودرساً لباقي الزعماء العرب الذي يؤكد ان امريكا لن تكون نصيرة للعرب والمسلمين بل انها العدو اللدود لهم وان مشهد الجنود والمحققين الأمريكان وهم يحطون من إنسانية وكرامة صدام وهيبته خير دليل على أنها لن ترحم طفلاً أو امرأةً أو زعيماً حتى لو كان في يوم من الأيام خادماً وعبداً وذراع بطش لها ضد شعبه ومعول هدم او نهب لمقدراتها وإلا كيف نفسر تزامن إلقاء القبض على صدام مع إعلان فرض العقوبات على سوريا واتهام مصر بدعم الإرهاب واليمن بتمويله وما حصل مع صدام قد يحص مع زعيم عربي آخر ترى أمريكا في وجودة عقبة امام اطماعها ومصالحها ومصالح الكيان الصهيوني في المنطقة

    .

    الراقصون على جراح الوطن



    اني لأعجب أن ارى مشاهد بعض العراقيين وهم يرقصون ويصفقون ويتمايلون سكارى مبتهجين باعتقال صدام ولا ارى على وجوههم ملامح الحرقة والغيرة على العراق المغتصبة والتي يعيث فيها الإحتلال الأمريكي فساداً وتخريباً ونهباً لكل مفاصل حياتها ورموز خضارتها وعنوان مجدها وموروثها التاريخي فهل حقاً ان هؤلاء عراقيون لماء الفرات ودجلة اثر في نبرة صوتهم ولشمس سماء العراق نقشها في وجوههم السمراء ولرمال صحرائها قصة وحكاية ام انهم مستجلبون قطيعاً من حدود الحقد ومسافات التآمر .

    صدام والمقاومة العراقيةإن صدام حسين ما هو في نهاية الأمر الا احد العراقيين المسلمين ساهم في إشعال الشرارة الجهادية ضد الإحتلال ( ولسنا هنا في مجال الخوض في النوايا فهذه مسألة لا يعلمها الا الله ) والمقاومة اشتعلت بالفعل وستستمر وتتعاظم وتشتد خاصةً وان ملامحها في الفترة الأخيرة باتت تبشر بالخير وبصدق التوجه الى الله .

    وقد أجمع عدد من الخبراء السياسيين والعسكريين العرب على أن سقوط الرئيس العراقي صدام حسين في قبضة الأمريكان لن يكون له تأثير سلبي على المقاومة العراقية للوجودالأمريكي المرشحة للتصاعد، إلا أنه سيغير من الوضع السياسي العراقي الراهن في العراق باعتبار أنه سيؤدي إلى مزيد من التحديد الدقيق للمواقف سواء في صفوف السنة أو الشيعة العراقيين ولهوية المقاومة أيضا.

    وأنه بسقوط صدام زال السبب الرئيسي من أسباب التخوف العراقي من الوقوف في وجه الأمريكان ومقاومتهم أو طرح مشاريع سياسية يدفعون ثمنها في المستقبل في حال عودة الرئيس المخلوع ورجاله من جديد.

    أما الدكتور جهاد عودة أستاذ العلاقات الدولية بجامعة حلوان بمصر قال: "إن القبض على صدام سيحدث حالة من الاستقطاب السياسي الحاد داخل تيار السنة العراقيين"، وتوقع أن معدل العمليات ضد الأمريكان من قبل السنة "سيتصاعد في الفترة القادمة بشكل كبير نظرًا للتخوف الشديد من أي اتجاه لخصمهم من المعادلة السياسية بعد القبض واستحواذ الشيعة علىالمنبر السياسي العراقي بحكم حجم تمثيلهم الغالب في مجلس الحكم المحلي .

    من جهته رأى الدكتور محمد عبد السلام الخبير العسكري بـ"مركز الأهرام للدراسات السياسية والإستراتيجية" بالقاهرة أن القبض على صدام لن يؤدي إلى انهيار المقاومة لثلاثة أسباب "أولها: أن السبب الرئيسي وراء المقاومة، المنحصر في وضع السنة العرب ورجال النظام السابق ما زال قائمًا، والثاني أن التشكيلات العسكرية ما زالت موجودة وتعمل بكفاءة في غيبة كاملة عن صدام وتوجيهاته" أما ثالث الأسباب تتمثل في أن "السلاح المستخدم في المقاومة ما زال بحوزة المجموعات التي تقاوم، ومن جهة ثانية اعتبر سياسيون ومحللون أمريكيون اعتقال الرئيس العراقي أنه يصب في مصلحة الحملة العسكرية التي شنها الرئيس الأمريكي جورج بوش على العراق، التي طالما واجهت انتقادات شديدة في الداخل والخارج، كما يخدم أيضا حملته الانتخابية استعدادا للانتخابات الرئاسية المقررة بعد أقل من عام، كما اعتبر المحللون ذلك التطور "ضربة" للديمقراطيين في سباق الرئاسة ذاته.



    محاكمة صدام



    وحول محاكمة صدام طالب مرشح الرئاسة الأمريكية جوزيف ليبرمان بالإعدام له، مشيرا إلى أن "الرجل الشرير (صدام) يجب أن تطبق عليه عقوبة الموت"، كما رأى أنه يجب ترحيله إلى الولايات المتحدة بدلا من عرضه على محكمة لاهاي،

    حيث إنها لا تطبق حكم الإعدام على مرتكبي جرائم الحرب. أما وزير الدفاع الأمريكي الأسبق رمزي كلارك فقد ابدى استعداده للدفاع عن الرئيس العراقي السابق صدام حسين الذي أعلنت سلطات الاحتلال الأمريكية اليوم الأحد 14-12-2003عن اعتقاله، إذا ما تم تقديمه للمحاكمة"، مشككافي أن تكون محاكمة صدام عادلة بسبب سجل القوات الأمريكية وانتهاكاتها في العراق" وأضاف كلارك وهو المحامي المخضرم: إنه "لا يجوز محاكمة صدام بواسطة المحكمة التي أعلن مجلس الحكم عن إنشائها لمحاكمة مسئولي النظام البعثي السابق؛ لأن أعضاء ذلك المجلس تم اختيارهم أصلا من قبل الولايات المتحدة".ورأى كلارك أنه "يجب أن يظل صدام رهن الاعتقال حتى يتم تشكيل الحكومة العراقية الجديدة (مفترض تشكيلها في صيف 2004)، وإذا فشلت تلك الخطوة على اعتبار أن الاحتلال قد يطول فيجب تقديمه لمحكمة دولية تماما مثل سلوبودان ميلوسفيتش"، الرئيس الصربي السابق..

    من جانبه حذر السيناتور "بات روبرتس" من عقد محاكمة سريعة لصدام، وأشار إلى أنه "يجب دعم الأمن أولا بالعراق قبل محاكمته حتى لا يصير شهيدا في عيون شعبه". ومن جهته رأى النائب البريطاني جورج جالوي أن محاكمة صدام يجب أن

    تقترن بمحاكمة كل من الرئيس الأمريكي جورج بوش ورئيس الوزراء البريطاني توني بلير، باعتبارهما يقفان في نفس الموقف الذي يقف فيه صدام "فهم جميعا مجرمون وعلى الشعوب محاكمتهم في محاكمات شعبية علنية"، على حد قوله.

    من ناحيته اعتبر إبراهيم يسري خبير القانون الدولي لقناة العربية أنه ليس من حق الاحتلال الأمريكي أو حتى مجلس الحكم العراقي محاكمة صدام حسين. وأوضح أن هناك مشكلة قانونية في محاكمة صدام حسين متعلقة بالجهة التي ستحاكمه

    وفي السياق نفسه، رأى البعض في اعتقال صدام "ضربة قوية" للحملة التي يقوم بها المرشح الديمقراطي "هاوارد دين"، وبرغم معارضته الشديدة للحرب على العراق.



    صدام غير طبيعي



    ان المشاهد للقطات التي بثت عبر وسائل الإعلام لصدام والتي تظهر انه غير طبيعي ( مرهق ، لا مبالي ، شاحب ، خائر القوى ، فاقد الوعي ، مشلول الأعصاب ، ) تثير عدة تساؤلات انقسم الخبراء والمحللون حولها فقد رجح خبير بوزارة العدل المصرية أن تكون حالة اللامبالاة للرئيس العراقي والاستسلام ليد الطبيب الذي راح يقلب وجه صدام ويفحص فمه وشعره بحرية تامة ناتجة عن "عملية غسيل مخ كيميائي استمرت لفترة من الوقت قبل تصوير اللقطات التي عرضت في شريط الفيديو". ويقول خبير آخر بوزارة العدل المصرية: إن هناك مجموعة من المخدرات يطلق عليها Murphia يمكن بها عمل غسيل مخ كيميائي لشخص ما، عن طريق إعطائه جرعات بسيطة، لا تزيد عن حقنه واحد سم في الوريد مرة في الصباح وأخرى في المساء، ليكون جاهزا تماما لاستقبال معلومات يتم تلقينه بها أثناء تلك المدة، ليصبح معدا ليقول ما يراد منه قوله وأضاف الخبير نفسه إن هناك أيضا مجموعة من المهدئات مشهورة في ذلك المجال تعرف باسم Barbiturates، ومن أشهر العقاقير التي تنتمي إلى تلك المجموعة عقار يدعى Amital Sodium ويتم بعد حقن شخص ما بها بنفس الطريقة السابقة، الحصول علىأي معلومات من! هذا الشخص، وكذلك غسيل مخه كيميائيا. جدير بالذكر أن عددا من الشخصيات مثل الزعيم الانفصالي الكردي التركي عبد الله أوجلان قداستخدمت ضده أساليب مشابهة أثناء القبض عليه، كما أن القوات الخاصة الروسية استخدمت غازات تم تخدير محتجزي الرهائن في مسرح روسي لتحريرهم في وقت سابق هذا العام، وهو ما سبق أن فعلته أيضا القوات الفرنسية الخاصة لدى اعتقالها ونقلها الزعيم الثوري الفنزويلي "كارلوس" من الخرطوم إلى باريس في العقد الماضي لمحاكمته بتهمة القيام بـ "اعتداءات إرهابية".

    فيما أشارت بعض الفرضيات الأخرى وهي ضعيفة إلى إمكانية أن تكون عملية اعتقال صدام حسين تمت ضمن صفقة تسوية بين الرئيس العراقي السابق، وأن يتم هذا الإخراج السينمائي لها.

    ردود عربية غير مسؤولة



    وحول ردود الفعل العربية على اعتقال صدام حسن فانها لم تكن ردود مسؤولة تعتبر عن خطورة مثل هذا العمل الذي اقدمت عليه امريكا ومن معها ولا يمكن تبريره او اعتباره تصرفاً طبيعياً فرضته ظروف الحرب في العراق وان من اشد ردود الفعل على هذه العملية ما صرحت به شخصيات عربية مشاركة في مؤتمر القاهرة الثاني لمناهضة العولمة والصهيونية واعتبرت اعتقال الرئيس العراقي صدام حسين على يد القوات الأمريكية يعد "مهانة وعارا" لكل العرب، لكونه أول رئيس معاصر لدولة عربية يتم اعتقاله على يد قوات أجنبية في المنطقة، غير أنهم شددوا على أن ذلك الحدث لن يؤثر على المقاومة العراقية ضد الاحتلال اما

    الأمين العام لجامعة الدول العربية عمرو موسى فقد وصف نبأ اعتقال الرئيس العراقي السابق صدام حسين بـ"الحدث المهم" في التطورات الجارية على الساحة في العراق وهو نهاية كاملة للنظام السابق فيما اعرب وزير الخارجية المصري أحمد ماهر عن أمله في أن يؤدي هذا إلى "الإسراع بتولي الشعب العراقي أموره بنفسه واسترداد سيادته في أسرع وقت وهذه تصريحات هشة وغير مسؤولة لأنها تتجاوز حجم وطبيعة هذه العملية التي اصابت رأس الهرم العربي وكأن صدام l!جرد مواطن عادي لا يمثل عنواناً سياسياً كان له حضوره في رسم السياسة العربية برمتها وكأن ما جرى لصدام لن يتكرر او يحدث مع غيره فعلى الأقل كان عليهم ان يعبروا عن قلقهم من السياسة الأمريكية في المنطقة بشكل عام بعيداً عن التخصيص حتى لا يتعرضون للمساءلة .

    وفي نهاية الأمر وبعد ان اصبح صدام حسين اول رئيس عربي في قبضة الإحتلال الأمريكي كان لا بد أن نتعرض الى شخصيته وميرته في الحكم الذي دام ثلاثة عقود

    .

    من هو صدام



    هذا الرجل الذي حشدت له قوى الإستكبار والظلم والحقد الصليبي كامل قوتها وشكلت اقوى تحالف دولي للقضاء عليه ؟ وهل حقاً ان قوة شخصية والدته ؟

    وصلابته ؟ وتنقله بين اجواء قاسية ؟ كانت كلها اسباباً لخلق زعيم طالما وصف بالقسوة والتجبر والإستبداد ؟ ام ان كل ما يقال حوله من قسوة واستبداد امر مبالغ فيه ومسألة خارقة للعادة وبالتالي فان حولها اشارات كثيرة ؟ سوف نتركها للزمن .

    فقد ولد الرئيس العراقي صدام حسين الذي اعتقل اليوم السبت 14/12/2003- لأسرة فقيرة، وعاش طفولة أقرب إلى البؤس، فمنذ البداية اختير له اسم يتسم بالعنف؛ فالنطق الصحيح لاسمه ليس صدّاما بتشديد الدال ولكن صُدام بضم الصاد، وهو ما يعني التصادم أو إحداث صدمة ويحيط الغموض بتاريخ ميلاد صدام، فطبقا لما أعلنه صدام ذاته، فقد ولد في 28 إبريل 1937، وفي 1980 أعلن هذا التاريخ عيدا رسميا في العراق والدته هي "صبحة طفلح المصلات"، كانت شخصية قوية جدا. يقول البعض بأنها أقوى كثيرا من شخصية زوجها، عاشت في تكريت حتى وفاتها عام 1982، وقد بنى لها صدام مقبرة فاخرة وأطلق عليها "أم المجاهدين". أما والده حسين الماجد فقد توفي قبل ولادة صدام ببضعة أشهر، وقد تعددت الأقاويل التي فسرت سبب وفاته ما بين وفاة لأسباب طبيعية، أو مقتله على يد قاطع طريق.

    وقد التحق صدام بالمدرسة في سن الثامنة أو العاشرة، وقد سبب ذلك له معاناة شديدة بسبب سخرية رفاقه منه بسبب كبر سنه عنهم، ولكن صدام اشتهر بأن له ذاكرة قوية، وبشكل خاص ذاكرة بصرية.



    حياته العسكرية



    وانتقل للعيش مع خاله خير الله طفلح في بغداد عام 1947 الذي كان يعمل مدرسا في قرية الشاويش بالقرب من تكريت، حيث تعلم الكثير من رفقاء خاله من العسكريين، ثم اندمج صدام فيما بعد في النشاط السياسي، حيث التحق بحزب البعث المعارض آنذاك. وسطع نجم صدام بسرعة في الحزب، وفي عام 1959 ساعد في تدبير محاولة اغتيال عبد الكريم قاسم الرئيس العسكري للعراق في ذلك الوقت، ثم هرب صدام إلى القاهرة بعد إصابته وقاسم أيضا.

    التحق صدام بمدرسة قصر النيل الثانوية بحي الدقي حيث كان يعيش، ومنذ عام 1959 وحتى تخرجه عام 1961 عاش حياة النفي السياسي، منشغلا بالأحداث السياسية التي تدور في بلده، وكان يعيش على المرتب البسيط الذي تصرفه له حكومة الجمهورية العربية المتحدة (مصر وسوريا آنذاك).

    الارتقاء البعثي التحق صدام بكلية الحقوق لدراسة القانون، ولكن انشغالاته السياسية دفعته لعدم استكمال دراسته. وبهروبه للقاهرة لم يتعرض صدام للمحاكمات العلنية التي أجريت على المشاركين في محاولة اغتيال قاسم، خاصة أن قيادة الثورة بمصر تعاطفت مع هذه المحاولة.

    احتفل صدام عام 1962 بزواجه من ساجدة ابنة خاله التي كانت لا تزال في العراق في ذلك الوقت حيث أقام احتفالا كبيرا لرفقائه المنفيين، وقد تم العقد عن طريق المراسلة، في تلك الأثناء كثف نشاطه في مكتب حزب البعث بالقاهرة،

    وسرعان ما انتخبه النشطاء السياسيون من زملائه -وأغلبهم من الطلبة- عضوا في اللجنة القيادية لهذا الفرع.



    انقلاب 1968



    وبعد انقلاب 1968، بدا صدام حسين عضو الحزب البعثي ذو الثلاثين عاما يظهر بقوة على الساحة السياسية. مع تنصيب أحمد حسن البكر رئيسا للجمهورية بدأ صدام يجمع السلطة في يده بطريق حثيثة، فحينما كان مسئولا عن الأمن كان مسئولا أيضا عن إدارة الفلاحين، وسرعان ما وضع التعليم والدعاية تحت نطاق سيطرته، وما لبث أن تولى صدام رسميا منصب السكرتير العام لمجلس قيادة الثورة في يناير 1969، وبعد ذلك بعدة أشهر بدأ وصف صدام باسم السيد النائب.

    ونُصب صدام رئيسا رسميا لحزب البعث الحاكم، وهو ما تمكن معه في نهاية عام 1970 من أن يحتكر السلطة فعليا في العراق.. تمهيدا للاستيلاء عليها نهائيا في يوليو 1979؛ حيث اضطر البكر إلى الاستقالة وتسليم كل مناصبه لصدام حسين، وقابله صدام بتحديد إقامته في منزله إلى أن توفي في أكتوبر 1982.

    ودخل صدام حسين أثناء حكمه 3 حروب أولها مع إيران (1980 -1988)، ثم قام بغزو الكويت في عام 1990 إلا أن تحالفا دوليا بقيادة الولايات المتحدة هزم قواته وأجبرها على الانسحاب من الكويت، وفُرض بعدها على بلاده حصار دولي

    دام اكثر من اثنتي عشرة سنة مهدت لإسقاط النظام ولإحتلال الولايات المتحدة مع بريطانيا للعراق تحت ذريعة تدمير اسلحة الدمار الشامل التي يمتلكها العراق في 20 مارس2003 .

    عزاؤنا في الثلة المؤمنة


    انه لمن السخرية أن يصبح رعاة البقر سادة العالم وحثالة المجتمعات رموزه والساقطون علية القوم والمتخاذلون اشرافاً والمرتزقة والخونة اهل حل ورط ولكن يبقى عزاؤنا في الثلة المؤمنة والمخلصة والصادقة من شعبنا العربي

    والإسلامي الذين نذروا اموالهم وارواحهم دفاعاً وحفاظاً على عقيدة الأمة ومقدراتها وشعارهم التوحيد وغايتهم رفع راية الله أكبر فوق المآذن والقباب وتحكيم شرع الله في الأرض.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    الدولة
    مابلد خير لك من بلد وخير البلاد ماحملك
    المشاركات
    7,411

    Arrow

    أول موضوع يخلو من ذكر لمقتدى الصدر .. و " الطائفة " المقتدائية !! ..
    خَالِطُوا النَّاسَ مُخَالَطَةً إِنْ مِتُّمْ مَعَهَا بَكَوْا عَلَيْكُمْ، وَإِنْ عِشْتُمْ حَنُّوا إِلَيْكُمْ.
    nmyours@gmail.com


ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني