[align=center]وجهاء سنة: "بدر" تشن حربا طائفية ضدنا[/align]
[align=center]مفاوضات سرية بين وزير الدفاع العراقي والمقاومة في عمان[/align]
[align=center] فيلق بدر متهم بتصفية السنة
الحكيم اشترط اعتذار الضاري
[/align]
[align=center][/align]
[align=center] استعراض عسكري لقوات بدر (ارشيف) [/align]
تحصلت "العربية.نت" على معلومات عن اجتماعات سرية ظلت تعقدها الحكومة العراقية منذ عام مع أطراف قريبة من المقاومة في العاصمة الأردنية توجت أخيرا بلقاء نهاية الأسبوع الماضي في قلب عمان ضم إلى جانب وزير الدفاع العراقي سعدون الدليمي، مقربين من المقاومة بالإضافة لنخب من شيوخ العشائر لا سيما عشائر "الدليم" التي تشكل حاضنة للمقاومة والمسلحين والسلفيين في هذا البلد الذي يعاني عنفا غير مسبوق منذ 3 أعوام.
وبحسب مصادر عراقية مطلعة وقريبة من الاجتماع، فإن هذا اللقاء واللقاءات التي سبقته تمخضت عن دعوة قدمها وزير الدفاع العراقي لهؤلاء بالانخراط في القوات المسلحة العراقية والأجهزة الأمنية. ويبدو أنه قطع وعدا بإدماجهم في الفرقة السابعة المتمركزة في الأنبار. وأضافت هذه المصادر لـ"العربية.نت" بأن مساع حثيثة تبذلها الحكومة العراقية من أجل نزع السلاح وإيقاف العمليات التي تشن في بعض المناطق. وكانت "العربية.نت" انفردت سابقا بخبر عن مفاوضات سرية بين مسؤولين أمريكيين وعراقيين وقيادات المقاومة.
ورهن وزير الدفاع العراقي طبقا لهذه المصادر نجاح هذه المفاوضات بسقف زمني ينتهي بعد شهرين لمشاركة هؤلاء في العملية السياسية وانخراطهم في الجيش والأجهزة الأمنية دون اشتراطات وبلا استثناءات. وأعرب بعض شيوخ العشائر عن خشيتهم من نهج الحكومة الجديدة خصوصا في جانب اعتقال أبناء تلك العشائر وفسروها بأنها "إجراءات طائفية".
[align=center]
فيلق بدر متهم بتصفية السنة[/align]
وطالب هؤلاء وزير الدفاع العراقي بإطلاق سراح 500 من رجال الدين وأئمة المساجد الذين اعتقلوا سابقا في الأنبار وديالى والبصرة وبغداد. وأعرب شيوخ العشائر الذين اجتمعوا إلى سعدون الدليمي عن قلقهم الشديد مما وصفوه بسلوك قوات بدر التي تدربت في إيران وتتبع للمجلس الأعلى للثورة الإسلامية الذي يقوده عبد العزيز الحكيم، مشيرين إلى أن هذه القوات تقوم بعمليات اغتيالات واسعة في صفوف السنة العرب والبعثيين من الشيعة وشن حرب طائفية.
وأبدى زعماء العشائر هؤلاء استعدادهم لتقديم وثائق دامغة عما تقوم به المليشيات الشيعية والكردية في تصفية الخصوم السنة وقيامها أيضا بعمليات تعذيب وما أسموه بشن "حرب طائفية". لكن مراقبين للشأن العراقي علقوا على هذه المعلومات بقولهم إن عمليات التصفيات الجسدية ومنذ انطلاقتها استهدفت الشيعة بالأساس. وقلل هؤلاء من صحة هذه الاتهامات بالإشارة إلى أن الاغتيالات في صفوف الشيعة تقوم بها إلى جانب جماعة الزرقاوي، بعض الأطراف السنية.
وقال هؤلاء المراقبون إن ثمة مفاوضات تدور بين الشيخ حارث الضاري الأمين العام لهيئة علماء المسلمين من جهة وعبد العزيز الحكيم من جهة ثانية. وأكدوا بأن الأول أرسل موفدين للأخير بهدف التهدئة، واستبعدوا تماما أن يكون لفيلق "بدر" يد في تصفيات السنة بسبب القوة العسكرية الضاربة لهذا الفيلق وتمرسه في القتال مما يضعف فكرة مشاركته في عمليات محدودة بحسبهم. وأشار هؤلاء المراقبون إلى أن أطرافا سنية بعينها تسعى جاهدة لإفشال العملية السياسية في العراق من خلال التصعيد الذي تمارسه ضد قوات "بدر".مراقبون آخرون للشأن العراقي أكدوا صحة عقد لقاءات بين الحكومة العراقية وأطراف من المقاومة بالإضافة لأطراف سنية رافضة للاحتلال. وأوضحوا لـ"العربية.نت" بأن عمّان تحديدا كانت وجهة وزير الدفاع العراقي، لأن بعثيين سابقين ومقربين من المقاومة يسهل اللقاء بهم هناك.
وأفادوا بأن الضاري ليس قريبا من هذه المفاوضات، لافتين إلى انقسامات في البيت السني العراقي، وتطلع بعض الأطراف السنية لتجاوز مواقف الضاري المتصلبة إزاء المشاركة في العملية السياسية، لخوض غمارها بالفعل واللحاق بلجان كتابة الدستور والمشاركة في الانتخابات المقبلة.
[align=center]الحكيم اشترط اعتذار الضاري[/align]
وعن وساطة التيار الصدري بين الضاري والحكيم بالإضافة للمفاوضات بينهما، قال هؤلاء المراقبون إن الحكيم اشترط اعتذار الضاري وهيئة علماء المسلمين عن اتهام قوات بدر باغتيال السنة أو تقديم أدلة على ذلك. وأشاروا إلى أن تلك المفاوضات لا زالت تراوح مكانها. وفي سياق غير بعيد، نفى أحد شيوخ عشائر الدليم في تصريحات خاصة لـ"العربية.نت" من مقر إقامته في العاصمة الأردنية علمه باجتماع وزير الدفاع ببعض شيوخ العشائر في العاصمة الأردنية.
لكن هذا الشيخ الذي فضل عدم الكشف عن اسمه أكد أن هناك اتجاها لإدماج شباب هذه العشائر في الفرقة السابعة المتمركزة في محافظة الأنبار (غرب). وأضاف بأن الاستعدادات تجري على قدم وساق لعقد مؤتمر وطني يضم العراقيين كلهم بعد أسبوعين في بغداد ينظمه "ائتلاف التضامن الوطني العراقي" وبرعاية الحكومة العراقية والأمم المتحدة وجامعة الدول العربية.
وقال إن تحركاتهم تهدف لتهدئة الأوضاع خصوصا في المنطقة الغربية، والدفع باتجاه مشاركة السنة في العملية السياسية. ونفى هذا الشيخ بشدة أية علاقة له بالمقاومة العراقية مستهجنا في الوقت ذاته العمليات الإرهابية التي تستهدف العراقيين والمؤسسات العراقية. وقال "إننا نؤمن بالمقاومة الشريفة لا الإرهاب ومستعدون للتصدي له". وأضاف بأن ليس لديهم أي اعتراض على حكومة الجعفري الحالية.
وأشار إلى أنهم يطرحون مشروعا وطنيا لوضع جدول زمني لخروج الاحتلال، لكنه أكد أن إيران تمثل بالنسبة إليهم هاجسا أكبر من توجساتهم بخصوص الولايات المتحدة، لافتا إلى أنها تشكل خطرا كبيرا، وتقوم بقتل "الأبرياء والسنة والوطنيين". ووصفها بأنها "سرطان في العراق". وكشف هذا الشيخ عن بيان ختامي أعده "ائتلاف التضامن الوطني العراقي" لمؤتمر بغداد بعد خمسة عشر يوما، احتوى على إشارات للأزمة السياسية الأمنية التي يمر فيها العراق، وبروز حال الطائفية السياسية والتطرف القومي، وإخفاق القوى السياسية التي برزت بعد سقوط النظام السابق في التوصل لمشروع وطني بعيد عن مصالحها.