[align=center]حريق يدمر الآلاف من ملفات اجتثاث البعث [/align]
GMT 1700 2005 الثلائاء 5 يوليو
أسامة مهدي من لندن : عبرت مصادر في هيئة اجتثاث البعث العراقية عن شكوك في ان يكون اندلاع حريق اليوم في مكاتب الهيئة بمقر مجلس الوزراء بالمنطقة الخضراء وسط بغداد والتي تتابع قضايا عشرات الالاف من البعثيين عرضيا واكدت ان تحقيقا فوريا بدا لمعرفة اسباب الحادث الذي قضى على ملفات هؤلاء البعثيين وبينهم مسؤولون في النظام السابق في وقت اتهمت هيئة علماء المسلمين القوات الاميركية بتفجير المعتقلين ودعت الامم المتحدة الى التدخل لوقف انتهاكات حقوق الانسان هذه في وقت قالت القوات العراقية انها نفذت عمليات بحث واعتقال لمسلحين في مناطق كركوك وبغداد والرمادي فاعتقلت عشرات المشتبه بهم .
واشارت المصادر التي تحدثت معها "ايلاف" اليوم الى ان الحريق دمر الطابقين السادس والسابع من مبنى مجلس الوزراء في المنطقة الخضراء المحروسة بشكل محكم من قبل القوات الاميركية والعراقية والتي توجد فيها مقرات الرئاسة العراقية وحكومتها ووزاراتها اضافة الى السفارتين الاميركية والبريطانية . واكدت ان الحريق اتى على معظم ملفات الهيئة المتعلقة بشؤون وممارسات عناصر حزب البعث العراقي المنحل ومسؤولين كبار في النظام السابق موضحة انه لايمكن الا ان يكون هذا العمل التخريبي من فعل عناصر تسللت او هي تعمل في بعض المؤسسات الحكومية في المنطقة . وكثيرا ما تشير تقارير شبه رسمية الى تسلل عناصر من النظام السابق الى اجهزة الدولة واليوم كشف الناطق باسم الحكومة ليث كبة عن اكتشاف ضباط شرطة في وزاة الداخلية كانوا يتعاونون مع الشبكات الارهابية .
وربطت المصادر بين حادث الحريق وقرار الجمعية الوطنية العراقية (البرلمان) اليوم باعتبار حزب البعث العراقي ارهابيا وفاشيا يحظر التعامل معه تحت اي واجهة او مسمى وذلك في اعقاب التقارير التي اشارت الى اتصالات بين الاميركان ومجموعات مسلحة ذات خلفية بعثية .
ومن جهته اتهم عضو البرلمان عن الائتلاف العراقي الشيعي عباس البياتي "اطرافا معينة" لم يفصح عن هويتها بالمسؤولية عن حريق مقر هيئة اجتثاث البعث وقال ان "حريق اليوم تقف وراءه اطراف معينة تريد حرق الملفات والمعلومات المهمة حيث وقع الحريق بقسم المعلومات دون وقوع ضحايا لذا لا بد من اجراء تحقيق موسع في هذا الجانب."
وقد رفضت هيئة اجثاث البعث التي تشكلت بعد سقوط النظام السابق برئاسة احمد الجلبي عضو مجلس الحكم سابقا ونائب رئيس الوزراء رئيس المؤتمر الوطني العراقي حاليا في سلسلة بيانات خلال الاسبوعين الماضيين هذه الاتصالات مع المسلحين الذين تتمحور مطاليبها على اعادة حزب البعث المنحل الى الحياة السياسية مؤكدة انها تتم بدون علم او مشاركة الحكومة العراقية المنتخبة وقالت ان عودة البعث تمثل خطا أحمر للعراقيين جميعا ً لا يجوز تجاوزه مشددة على ان الهدف من محاولات اعادة البعث هو تعطيل العملية السياسية ووضع العصي في دواليب تحركها الى امام .
واضافت الهيئة التي تعني بشؤون منتسبي حزب البعث العراقي المنحل ودراسة ملفات ممارساتهم خلال عهد نظام الرئيس المخلوع صدام حسين ان مطلب اعادة البعث يقف بالضد من رغبات وتطلعات العراقيين واشارت الى ان البعث يحمل فكرا شوفينيا فاشيا أوصل البلاد الى الاوضاع الصعبة التي تعيشها بعد ان تلطخت ايادي مسؤوليه بدماء الأبرياء وتسببهم في انهيار البنية التحتية للانسان العراقي أجتماعيا ً واقتصاديا ً وثقافيا ً.
ونفت الهيئة الاتهامات الموجهة اليها والتي تقول بان عملها مبني على اساس العقوبة الجماعية ضد طيف محدد من اطياف المجتمع "البعثيون" واكدت انها استثنت 15 الف و818 من أعضاء فرق حزب البعث المنحل من أجراءات الاجتثاث كما احالت 209 الى التقاعد بناء على طلبهم لكنها قدمت 350 عضوا الى المحاكم بتهمة ارتكاب جرئم ضد الانسنية وضد العراقيين في زمن النظام السابق .