بين غزوة لندن الارهابية ... والمواقف الازدواجية!!
بقلم:علـي البصـــري
albasry2003@yahoo.com
في البدء اقول، ان ما حصل في لندن هو عمل ارهابي لايقره شرع ولادين ، وهو عمل اجرامي يستهدف الابرياء من الناس ، سواء قامت به عصابات ابن لادن وتنظيماتها الوهابية او بعض الجهات المخابراتية الدولية!! . لقد هب العالم باجمعه لاستنكار وادانة ماحصل في لندن وهذا امر طبيعي ومن الواجب على الجميع استنكار وادانة اي عمل ارهابي والوقوف بحزم ضد هذه العمليات الاجرامية، حتى ان بعض وعاظ السلاطين ادان هذا العمل الاجرامي !! وهنا لدينا وقفة حول الموضوع ، اين هذه الاصوات المستنكرة واين هذه الفتاوى النيرة!!! عما يجري في العراق ؟؟ولما هذا الصمت من الوعاظ المعممين ، وعلماء السلطة المسلطين ؟؟ ان مايجري في العراق هو ارهاب منظم تشترك فيه جهات واطراف رسمية وعصابات بعثية ووهابية ، ويسقط خلاله عشرات الشهداء والجرحى يوميا ، وقد صك العالم المتحضر على اسنانه وبقي متفرجا اخرسا لايستطيع النطق حتى الاستنكار اليتيم لاتجد له مكانا عند حكماء ورؤساء وعلماء المدنية المتحضرة ، وكانما اصبح جريان الدم العراقي الطاهر هو من سمات تمدن وعصرية هذا العالم المملوء بالمتغيرات والمفارقات والازدواجيات ، وقد سارع علماء ومفتي سلاطين العرب والعالم الاسلامي ، وملوك ورؤساء الانظمة العربية، سارعوا بالتنديد والاستنكار لما حصل من جريمة نكراء في لندن وهذه حالة صحيحة ونحن مع هذا العمل ، ولكن اين هم مختفون عما يجري في بلادنا ، اليس من يقوم بقتل كهولنا وشبابنا ونسائنا واطفالنا هم ابناء واحفاد هؤلاء المستنكرين!! اليس من قدم الى ارض السواد هم قتلة مجرمون ارتشفوا من كاس الفتاوى التكفيرية المزيفة المضللة ، وعاثوا في بلادنا فسادا وبمساعدة مرتزقة البعث البائد وبعض عمائم التكفير وبعين امريكية غامضة تارة ، وتارة اخرى مشجعة وترى الاسود ابيضا!! ما هذه المعايير المزدوجة ، ثم ناتي الى بعض التصريحات التي صدرت ،والتهويلات التي اثيرت من قبل مفتي ديار مصر ، حيث قال ، ان الله سينزل غضبه على من قام بقتل السفير ، سبحان الله هل ان الله جلت قدرته سيفرق بين اغتيال السفير المصري وبين ضحايا الارهاب من ابناء الشعب العراقي؟ ثم من قتل سفيركم ، اليسوا هم ابناؤكم ؟ اليسوا هم مجاهدوكم ؟ ، ثم ناتي الى ازدواجية حكومتنا الرشيدة الفتية !! وهنا الكلام يخص السياسيين منهم ولا يشمل جميع اعضاء الحكومة، لان فيها من يعمل لصالح شعبه وقد عاش محنة الشعب العراقي فتراه يان لانينه،
اما سياسيو الحكومة فهرعوا هم الاخرين بالتنديد والاستنكار ، بينما نراهم صامتين لما حصل ويحصل يوميا من ارهاب دموي في العراق ، ففي اليوم الذي حدثت فيه تفجيرات لندن ، كانت عملية اجرامية ارهابية كادت ان تحصل في مدينة الشعلة في بغداد ، مستهدفة مكتب الشهيد الصدر( رض) ، ولولا لطف الباري جلت قدرته والموقف البطولي والشجاع لابناء التيار الصدري المجاهد ، لحصلت كارثة ابشع مما حصل في لندن مدينة الضباب ، ولذهب ضحيتها المئات بل الالاف من المواطنين لاسيما وتناقلت الاخبار ان هناك بعض القناني المملوءة بالمواد الكيمياوية كانت في سيارة التفخيخ ، اين هو موقف الحكومة الموقرة من هذه الحادثة ، ولماذا لم يصدر بيان رسمي يشرح فيه ماحصل؟
ام ان الفقراء لايعنوكم بشيء!! ؟ انتهاكات تحصل يوميا من قبل المحتل ، ومجازر لايخلو العراق منها يوما ، وانتم متفرجون فقط؟ متى ياتي اليوم الذي نراكم فيه وانتم في خدمة شعبكم وليس في خدمة المحتل؟