إثر ثلاثاء السماوة الدامي ..عشيرة ال توبة تلجأ للقضاء
أيمن التوبي
aymantoby@hotmail.com
توفر الديمقراطية فرصة لأختلاف الرأي وتجد طرقاً حضارية تصون حقوق الخصوم وعندما تطعن الديمقراطية فلأن الطاعن يجهل طبيعة هذا المصطلح الذي تسلل الى قاموسنا بعد أن فرت الديكتاتورية الى الجحور. غالباً مايكون السلاح حلاً قد يستخدمه أحد المتخاصمين وإذا ماأشيع إستخدامه فقد يفضي الى عراق يشبه بأجواءه داحس والغبراء وتتلاشى أحلام غضة بالسلام.
حدث أن أطلقت شرطة العراق الجديد الرصاص على متظاهرين في المدينة المسالمة التي تدعى السماوة. الرصاص هنا كان حلاً مستورداً من أنظمة الجحور البائدة إستخدمته الشرطة التي كانت تحيط رئيس مجلس المحافظة ضد عاطلين عن العمل غاضبين لحجب أسمائهم من قوائم تعيين ليحتل مواقعهم من يستطيع أن يورق للمسؤولين!!.
تستطيع ببساطة أن تكون مواطناً فاعلاً وموظفاً بالدولة كشرطي أو جندي إذا ما أرفقت مع طلب تعينك ثلاثة أوراق أو خمسة بالعملة الأمريكية وإلا فأنك ستحافظ على نفسك كعضو بطوابير العاطلين وإذا مامارست حقك بالتظاهر إحتجاجاً فأن الرصاص قد يخلصك من هذا الهم وينقلك الى عالم أكثر عدالة.
الرصاص الذي إنطلق في السماوة لتفريق مظاهرة العاطلين أودى بحياة مواطن وجرح سبعة آخرين مات من بينهم لاحقاً متأثراً بجراحه المواطن رزاق فيصل سلمان الذي كان قد قدم طلباً بالتعيين لأكاديمية الشرطة في العشرين من نيسان وحدث أن زار رئيس الوزراء إبراهيم الجعفري السماوة ومنح موافقته لتعيين 1987 شرطياً كان رزاق واحداً منهم لكن القوائم إستبدلت بأقرباء المسؤولين ومن ورق من العامة وتساقطت أسماء الفقراء!.
لقد وضعت رصاصة شرطي نهاية لمعاناة المواطن رزاق فغادرنا يحمل غصة أنه حرم من حق العمل في هذا الوطن.. ذكر الكثير من شهود العيان أن رئيس مجلس المحافظة محمد الزيادي كان أول من رمى فرمى الشرطة من بعده سيل مخيف من الرصاص عكر صفوا السماوة الآمنة وهشم سلامها ووضعها على حافة بركان قد يسفر عن إقتلاع الفساد المستشري في مفاصلها بعد أن يسحق بهديره الكثير من الأبرياء.
عشيرة ال توبة التي ينتمي إليها القتيل رزاق رفعت دعوى قضائية وطالبوا بأستقالة الزيادي وإحالته للقضاء لتحديد دوره فيما حصل بالسماوة ذلك الثلاثاء الدامي.
********************************
http://www.nahrain.com/d/news/05/07/26/nhr0726o.html