النتائج 1 إلى 13 من 13
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,609

    افتراضي معد فياض في ميزان مقالته ..

    معد فياض في ميزان مقالته

    في التحقيق الذي نشره معد فياض في صحيفة الشرق الأوسط حول قصة مقتل الخوئي في النجف الاشرف يضع القاريء أمام اعلامي وصحفي تتلمذ على يد الاعلام البعثي الذي دائما وأبداً يصف نفسه بالبطولات واستحقاقات انواط الشجاعة وأوسمة أمهات وأخوات المعارك , كما ويضع خصمه - الذي يريد منه أن يكون خصمه - يضعه في خانة الشرير والغوغائي والمتعطش للدماء .. وهذه هي الرؤية الاعلامية البعثية التي كانت تتربع على اعلام العراق في حقبة التمثال المهزوم وما نقرأه انعكاس وبقايا ومخلفات تلك الحقبة .. وهاهو يعترف بنفسه أنه عمل مراسلاً حربيا لمدة ثمان سنوات : "فقد كنت قد عشت احداثا اكثر خطورة من هذه خلال الحرب العراقية الايرانية عندما كنت ولثماني سنوات مراسلا حربيا" .
    لا أدري كيف عمل مراسلاً حربيا لمدة ثمان سنوات وهو يقدم نفسه في هذا التحقيق تحت عنوان ابن آية الله اسحاق الفياض ,, واسحاق الفياض عالم افغاني يُقيم في النجف الأشرف !! .. ويبدو أن شعوبية معد الفياض طفحت في مقاله التحقيقي هذا فهو يقول : "كانت صورة صدام حسين قد رفعت من باحة المرقد ووضعت بدلا عنها صورة محمد محمد صادق الصدر المرجع الشيعي الذي كان صدام حسين قد فرضه على الحوزة كونه عراقيا وليس اجنبيا، ثم انقلب على النظام وتمت تصفيته وسط مدينة النجف قبل اكثر من عامين مع اثنين من ابنائه." .. وليس من الصعب اكتشاف شعوبية هذا المعد حين يلغي مرجعية السيد محمد محمد صادق الصدر ويعزو انتشارها الى أن سبب فرضها من قبل صدام كون الصدر عراقيا ! مستخدما بذلك أدوات اعلامه الحربي الذي مارسه لثمان سنوات يصفها هو بالعبثية , وقد كان أصاب بشكل أصح لو وصفها بالبعثية .. معد الفياض مستاء من مرجعية الصدر الثاني حتى بعد استشهاده ومستاء جداً لأن صور سيده الرئيس قد تم استبدالها بصور الشهيد الصدر الثاني .. ولم يكتف معد الفياض بهذا بل يوجه اللوم للسيد الشهيد الثاني لأنه تصدى سياسيا ويعتبر هذه سبة على الحوزة وبدعة وخروج عليها وعلى تقاليدها العريقة .. وليس غريباً أن يعتبر الفياض تصدي الصدر الثاني خروج عن تقاليد الحوزة العريقة .. تلك التقاليد التي لا تفارق السراديب .. كل هذا ليس مهماً لكن الأهم هل سأل معد الفياض نفسه حول أن يأتي من ينتسب للحوزة بالدبابات الأمريكية وهل هذه من التقاليد العريقة للحوزة ! يبدو أن تقاليد الحوزة العريقة أصبحت عند معد الفياض أن تأتي بدبابة أمريكية وتحمي المجرمين من أصدقاء صدام وأكثر من ذلك أن تطلق النار على الجماهير برصاص الرشاش والمسدس الموضوعان لحماية مكتب الكليدار كما اعترف في مقاله .. وفات معد الفياض أن هذا السلاح هو سلاح البعثيين وهذا المكتب هو مكتب رجال الأمن وقد لا يعلم الفياض كم من الآلاف من أبناء العراق الصالحين تم اقتيادهم من الصحن الشريف الى سجون وأقبية التعذيب البعثي من خلال بوابة هذا المكتب الكليداري ! ..
    ويتماهى معد الفياض حين يصف الحوزة والعلماء الذين يتصدون للعمل السياسي والاجتماعي بأنه تورط بأمور السياسة وأن الحوزة لم يُعرف عنها أن تورطت بهذا يوما من الأيام .. لا أدري عن أي حوزة يتكلم وعن أي علماء يهرف هذا المعد وكأنه لم يقرأ التاريخ بدءً من المستبدة والمشروطة في ايران وفتوى التنباك الشهيرة ومرورا بثورة العشرين في العراق وليس انتهاءً بالصدر الأول ومرجعية الامام الخميني والسيد محسن الحكيم !! . بالتأكيد أن مثل معد الفياض يعرف كل هذا التاريخ وأكثر خاصة وانه ابن أحد العلماء ورجال الحوزة لكنه بالتأكيد أيضا يريد أن يضع القاريء أمام الصورة التي يريدها وانطلاقاً من الخط الذي يمثله وهو ذاك الذي لا يريد أن يتورط بالأمور السياسية .. ويعود السؤال مرة أخرى مشابها لما مضى : هلا سأل هذا الفياض نفسه حول تصرف صديقه مجيد الخوئي واجتماعاته ببلير ورجالات واشنطن ودخوله العراق بالطريقة المعروفة مع ثلاثين من رجال المؤتمر الوطني نوع من التورط بأمور السياسة أم هي عين تقاليد الحوزة العريقة عند الفياض ؟! .
    ومرة أخرى يتماهى الفياض في غيه ليصف بطريقة تعميمية أن أتباع الصدر الثاني والذين يرفعون صوره وشعاراته هو من الطبقة غير المثقفة من الشيعة ويحاول التقليل من شأنهم ليقول أن عدد من الطبقة غير المثقفة اعتبروا الصدر رمزاً للتحدي .. ولا يخفى على كل حصيف ما في هذه العبارة من اساءة الى الصدر الثاني نفسه فهو يصيب رمزية التحدي قبل أن يطعن بحملة هذا الرمز ليصفهم بالغوغاء وغير المثقفين .. وليس غريباً هذا الذي يهرف به الفياض ولا جديداً في نفس الوقت فقد اتهموا الصدر في حياته بأنه عميل لصدام ولما تبين خلافه اتهموه بأنه مرجع المعدان .. وكلنا يعرف ما هو المقصود من "المعدان" حين تطلق الحوزة العريقة هذا اللفظ .
    وفي الجانب الثاني من المقال المتعلق بوصف حادثة الاغتيال فيحاول الفياض أن يبذل جهداً استثنائيا للصق التهمة بالسيد مقتدى الصدر ليس لسبب الا لأن الصدر وآل الصدر من الخوارج الذين خرجوا على تقاليد الحوزة العريقة وتورطوا بالسياسة ! .. يحاول جاهداً أن يلصقها بالصدر بالرغم أنه تراه مرة يقول كان أحد المتحمسين للقتل من فدائيي صدام ! وتراه يتخبط مرة ليقول سمعنا مبشراً بمجيء مقتدى الصدر ثم يسهب بالحديث واذا بنا نكتشف من مقاله أن الصدر كان في بيته ! ورغم تخفي فياض وسط الجماهير كما يقول كي لا يعرفه أحد والمفروض أن يكون قد انسحب لينفذ بجلده الا أنه ومن أجل اعطاء صورة شاهد عيان لمقاله التحقيقي هذا تسترق أذناه الاسماع وسط كل هذه الحشود والفوضى ليسمع أن رسولاً من بيت الصدر جاء لينقل قرار قتلهم !! .
    لعب بمشاعر الناس , اهانة للعقول , تحميل وفرض بالقوة للصق تهمة علم القاصي والداني براءة السيد مقتدى الصدر منها .. الا أن معد فياض يصر لغاية في نفسه ولتنفيذ أوامر أسياده فكما نفذها وذهب مرافقا بتلك الرحلة , ينفذها اليوم لتكمل اللعبة القذرة التي يُراد منها صراعاً شيعياً شيعياً وسيطرة الخط الشعوبي على الحوزة في العراق ..
    لم يبق الا مجموعة من الأسئلة لا يجيب عليها الا معد الفياض نفسه :

    الأول : لماذا كان مجيد الخوئي يلبس الدرع الواقي خاصة وأنه اصطحب الكليدار للمكتب ولم يظهر الكليدار قبل ذلك اليوم ؟ ومن أين أتى الخوئي بالدرع الواقي ,, من الأمريكان أم من الكليدار ؟
    الثاني : لماذا ترك الثلاثون شخص المرافقون للخوئي الميدان ؟
    الثالث : حسب المقال وحسب اتصال لكم سابقا بأحد الفضائيات أنكم أول من بدأ اطلاق النار ولم تستسلموا حتى نفذ العتاد .. والسؤال هنا ماهو المغزى من أوامر الخوئي لكم بالتقشف باستخدام الرصاص ؟
    الرابع : طريقة حل وثاقك بهذه الطريقة التي وصفتها أمر مضحك .. فهل فك الوثاق أحد الثلاثين الذين تركوا الميدان قبل اطلاق النار لينفذ احدهم دوره ويحل وثاقك لتكمل أنت الدور ؟ .
    صيهود لن يوقع ....

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الدولة
    زيورخ
    المشاركات
    105

    افتراضي

    أحسنت أخي صيهود في تسليط الاضواء على مقالة المدعو معد فياض .

    لفيف من الناس يشهدون على معد فياض بانتسابه على أروقة النظام البعثي الصدامي .
    والسؤال المحير لي على الاقل هل معد الفياض هو ابن المرجع اسحاق الفياض في النجف ؟


  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    179

    افتراضي تنويه

    لطيف هو قراءتك للمقال لكنك نسيت الكثير اذكر هذا المثال للتنويه وليس الحصر:

    (قبل ان نترك الحرم العلوي قتل حيدر الرفيعي، بينما شاهدت عبد المجيد الخوئي وهو يدافع عن نفسه بيده اليسرى وقد كان متعبا )

    لم يذكر من الذي حل وثاق عبد المجيد ليدافع عن نفسه بيده اليسرى ...
    ابو نورس العراقي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    93

    افتراضي

    الاخبار تقول كما في صحيفة الزمان ان الامريكان يبحثون الآن عن المشتركين في اغتيال الخوئي في النجف وعلى رأس المطلوبين السيد رياض النوري صهر السيد الصدر .
    تنويه
    النجفيون يعرفون معد فياض بشكل جيد وعلاقته بالمخابرات العراقية
    شكرا يا صيهود على قرائتك لتحقيق هذا المراسل الحربي

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    احسنت ايها العزيز صيهود على هذه الملاحظات ... ولكن ارجو ان ترسل هذا الرد الى صحيفة الشرق الاوسط التي نشرت موضوع فياض فسيكون وقعه اكبر هذا اذا نشرته الصحيفة ....
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,609
    أشكر لكم تعقيباتكم وتنويهاتكم ونصائحكم وكلها قيمة حقيقة .

    تنويه أبو نورس في محله وقد كانت قراءة سريعة .

    واقتراح الاخ قيصر في محله لكن هل تقبل الشرق الأوسط التي أبت الا الفتن ونشر ما تريده هي ..
    مع هذا سأحاول أن أجرب

    تحياتي
    صيهود لن يوقع ....

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الدولة
    زيورخ
    المشاركات
    105

    افتراضي

    شاهد على رحلة الخوئي إلى العراق: جهة عراقية شيعية معارضة عملت على إفشال المشروع وإيران أذاعت أنباء اعتقال الوفد وهو ما يزال في لندن
    شخصية عربية رسمية دعمت مهمة وفد الخوئي وأجرت الاتصالات مع الأميركيين لتسهيل دخوله * الكويت منعت وفد الخوئي من المرور عبر أراضيها وقبل صعودنا إلى الطائرة بثوان عرفنا إلى أية جهة نمضي
    تحقيق: معد فياض
    * عندما اعترض البعض على أن المستشار الإعلامي للمشروع سني رد الخوئي بأن مشروعه يقوم على التسامح وإلغاء التفكير الطائفي.
    * أشاعوا أن الخوئي حصل على 10 ملايين دولار وكنا ننام في الصحراء أو في الخيام.

    * أثير الكثير من اللغط والتشويش ونسجت الكثير من الحكايات حول الرحلة الاغاثية والانسانية التي كان قد نظمها عبد المجيد الخوئي الامين العام لمؤسسة الخوئي في لندن، الى مدن العراق لتقديم العون للعراقيين في الداخل. تلك الرحلة التي ضمت خمسة وعشرين من شيوخ العشائر والوجهاء العراقيين والمنحدرين من مدن الوسط والجنوب، نصفهم من بريطانيا والنصف الآخر من الولايات المتحدة.
    هناك من وقف ضد نجاح هذه الرحلة، وخاصة من جانب بعض الحركات العراقية المعارضة في لندن، وهناك من اتهمنا بالعمالة لاميركا، وهناك ايضا من قال ان الخوئي قد قبض عشرة ملايين دولار لهذه الرحلة. وهناك من دعم هذه الرحلة وعمل على انجاحها.
    «الشرق الأوسط» واكبت تفاصيل هذه الرحلة منذ التفكير بها وحتى تنفيذها، تلك الرحلة التي انتهت بمأساة جريمة مقتل الخوئي في النجف على ايدي فئة شيعية متطرفة. وكنا قد نشرنا في حلقة يوم امس التفاصيل الكاملة لحادث الاغتيال.
    في نهاية شهر فبراير ( شباط) من العام الحالي 2003 كنت في العاصمة الاردنية عمان، وكانت انباء الحشود العسكرية الاميركية والبريطانية في منطقة الخليج تؤكد بأن الرئيس جورج بوش قد اتخذ قراره ببدء العمليات العسكرية لتحرير العراق لازاحة صدام حسين. ولا ادري كيف كان غالبية من الصحافيين والمحللين السياسيين لا يقرأون الاحداث بصورة واضحة فيتصورون ان كل هذه الارتال العسكرية هي مجرد تهديد ليس الا؟.
    كنت ابحث عن طريقة لأدخل فيها الى العراق لاهداف كثيرة قد تكون التغطية الصحافية ضمنها لكنها ليست كل شيء بالنسبة لي، فدخول العراق بعد عقد من السنوات، ومعايشة حدث رحيل او ازاحة صدام حسين من الداخل، الى جانب اني لم اكن لاتحمل مراقبة الاحداث من خلال شاشات التلفزيون، كل هذه الامور كانت تدفعني لاكون هناك، في الداخل وليس في أي مكان آخر.
    كنت دائم الاتصال مع عبد المجيد الخوئي الامين العام لمؤسسة الامام الخوئي الخيرية في لندن، باعتباره الصديق الاكثر قربا لي، فكنت افاجأ بهاتفه النقال المغلق في غالب الاحيان، فاترك له رسائل صوتية كان يرد عليها في ما بعد، مرة من واشنطن، واخرى من ديتروويت، ومرة من طهران او قم، او من الخليج. ولم اكن لأسأله كعادتي عن سبب تنقلاته وجولاته المكوكية الكثيرة، سوى اننا كنا نتحدث عن آخر اخبار الوضع العراقي وتطورات الموقف.
    في نهاية شهر فبراير فوجئت بالخوئي وهو يكلمني من عمان واتفقنا على اللقاء في مساء ذلك اليوم في الجناح رقم 605 من فندق الفصول الاربعة (الفور سيزن) في الدو ر الخامس من جبل عمان. التقينا عند الساعة الثامنة والنصف مساء وكنت سعيدا بهذا اللقاء بعد طول غياب، اذ كان آخر لقاء لنا خلال مؤتمر المعارضة العراقية في لندن في اواخر عام 2002، وكان برفقته خلال هذه الزيارة فوزي موسى الذي يعمل في المؤسسة، وهو من المقربين للخوئي ومن المخلصين له.
    كان سبب وجوده المفاجئ في عمان هو حضوره ندوة كان قد نظمها الامير حسن بن طلال والذي تربطه علاقة وثيقة مع الخوئي، بل ان الامير حسن، والملك الحسين من قبله، كان ينادي عبد المجيد الخوئي بـ«ابن عمي»، وكان غالبا ما يلتقي بالخوئي في بيته في لندن اضافة الى اللقاءات الرسمية التي كانت تتم في مؤسسة الامام الخوئي.
    بعد ان تداولنا في وضع الشأن العراقي ومؤتمر صلاح الدين الذي لم يشارك فيه الخوئي، فاجأني بسؤاله «هل تريد الذهاب معي الى العراق؟»، نظرت الى عينيه فوجدته كعادته جادا في هذا العرض، فأجبت على الفور بنعم، ثم قال «ألا تحتاج وقت للتفكير قبل ان توافق او ترفض؟» قلت: هذا الموضوع لا يحتاج الى تفكير، فأنا اريد الذهاب الى العراق ولكني لم اهتد الى طريق مناسب بعد، والذهاب معكم شرف لي، ثم استطردت وسألته: كيف؟ قال «منذ اشهر وانا اشتغل على هذا الموضوع، رحلاتي خلال الفترة الماضية هنا وهناك كلها بسبب هذه الرحلة، ثم روى لي كيف انه امضى ثلاثة ايام متنقلا من طائرة لأخرى لإنجاح ما خطط له، وما كان قد خطط له هو جمع عدد من شيوخ العشائر والوجهاء العراقيين المقيمين في الخارج والمنحدرين من مدن ومحافظات وسط وجنوب العراق ليدخلوا معه الى العراق من اجل اغاثة ومساعدة الناس هناك.
    وبالفعل كان هناك اكثر من مائتي عراقي يريدون الذهاب معه لكنه قسمهم على دفعات بحيث تكونت الدفعة الاولى من خمسة وعشرين شخصا.
    لم يشرح عبد المجيد الخوئي كيفية الدخول الى العراق، فقد كانت الخطط تتغير دائما، بل ان هذه الرحلة كانت قد تأجلت لمرات عدة، وكادت ان تلغى بسبب ان الرياح كانت تأتي بما لا تشتهي السفن في احيان كثيرة. تعودت خلال علاقتي مع عبد المجيد الخوئي ان لا اسأله عن التفاصيل، فهو لا يطرح أي مشروع قبل دراسته وانضاجه، وكنت متأكدا بأنه يعني ما يقول، كما ان الحياة علمته ألا يكشف الكثير من اسراره، وربما كان هذا واحدا من اسرار نجاحه. اتفقنا على ان نتناول طعام الغداء في اليوم التالي معا في الفندق، وقد انضم إلينا فوزي موسى الذي كان بمثابة امين اسرار الخوئي والشخص الاكثر اطلاعا على تفاصيل التحضير والتنفيذ لهذه الرحلة، الى جانب طاقم محدود من العاملين في المؤسسة والذين كانوا يعملون بصمت لانجاح هذه الرحلة ومنهم رضوان الكليدار وعبد الحسن الخفاجي العقيد السابق في الجيش العراقي والذي كان قد ترك النجف عام 1991 مع الخوئي من غير ان يعرف الى أي قدر سيقوده مصيره،وحسن بحر العلوم وجواد الخوئي (ابن شقيق السيد عبد المجيد) ومحسن خلخالي وغانم جواد.
    وبينما كنا نراقب من الدور السادس في الفندق،عصر اليوم التالي، الثلوج تهبط على عمان، طلب مني الخوئي الاسراع في العودة الى لندن استعدادا للرحلة الى العراق، واتفقنا ان اكون هناك بعد يومين، وغادر هو وموسى في اليوم التالي بالرغم من تلال الثلوج التي كانت قد قطعت حركة المواصلات في عمان الغربية، بينما اجلت الثلوج موعد سفري لاكثر من اربعة ايام ولاصل الى لندن في الثاني من شهر مارس (آذار).
    * موعد في لندن
    * اتصلت بالسيد عبد المجيد الخوئي الذي ابلغني ان موعد الرحلة قريب جدا، وطلب مني وضع مخطط مفصل لما يمكن ان نقوم به في هذه الرحلة، وكيف سنتوجه اعلاميا للعراقيين لدعوتهم لعدم التقاتل وفتح صفحة جديدة من العلاقات الاجتماعية. وبالفعل التقينا في المؤسسة صباح اليوم التالي، وكنت قد وضعت المخططات التي ناقشناها معا مع الخطابات الاعلامية التي كانت ستطبع او تذاع في الاذاعات المحلية وكلها تدعو الى التسامح والتعاون والمحبة.
    بعد ثلاثة ايام اي في السابع من مارس اتصل بي عبد الحسن الخفاجي ليبلغني بان اكون جاهزا للسفر خلال ثماني واربعين ساعة.
    كنت شديد السعادة بهذا الخبر، وبالفعل هيأت حقيبتي التي كان يفترض ان تكون صغيرة، كما هيأت الكومبيوتر النقال (لاب توب) وكاميرا ديجتال صغيرة، وكان الاتفاق ان تجري الامور بصورة سرية للغاية حتى نصل الى العراق. لكن تبليغا لاحقا في نهار اليوم التالي افسد سعادتي اذ كان علينا ان نجتمع مساء ذلك اليوم في تمام الخامسة مساء في المؤسسة، وهذا يعني ان هناك امرا قد تغير بصدد موعد السفر.
    اجتمعنا في المؤسسة، وكانت هذه هي ا لمرة الاولى التي التقي بها مع بقية المجموعة التي ستنطلق من لندن وكان عددنا ثلاثة عشر شخص، وعرفت ان هناك اثنى عشر آخرين سوف يلتحقون بنا من الولايات المتحدة عندما يحين موعد السفر. أبلغنا الخوئي بان موعد السفر قد تأجل، وانه لا يعرف الموعد الجديد، وطلب منا وضع الخطط والتصورات التي يمكن ان تنفعنا في الداخل.
    كنت اقرأ في لهجة الخوئي كلاما آخر غير ما قاله في الاجتماع، فبالرغم من انه بدا متماسكا ومحاولا ان يوحي للجميع بان المشروع ما زال قيد التحقيق الا انني شعرت بانه قد ألغي وانه ليست هناك اية رحلة الى العراق.
    انتهى الاجتماع، ودخلت مع الخوئي الى مكتبه واغلقنا خلفنا الباب، فسالته:هل الغي المشروع؟ فأجاب «لقد تم الغاء الرحلة، وليس المشروع الذي امضيت من اجله اكثر من اربعة اشهر لم ارتح خلالها ولم التق بعائلتي من اجله، لقد انفقت حتى الان ما يقرب من ثلاثمائة وخمسين الف دولار من حسابي الخاص ولم اسمح لاحد بتدمير هذا المشروع».
    كان من المفترض ان تصل فجر اليوم التالي طائرة خاصة من واشنطن تقل الاثنى عشر عراقيا الذين هم ضمن المجموعة لنصعد اليها وتقلنا الى قاعدة عسكرية في الكويت، ومن هناك ندخل برا الى مدينة البصرة، وكنت قد عرفت هذه التفاصيل من الخوئي مباشرة بعد الاجتماع، لكن احد اطراف المعارضة العراقية والذين لم يسمهم الخوئي، قاموا بتحريض السلطات الكويتية ضد هذا المشروع «الذي سيجلب للكويتيين مشاكل هم في غنى عنها».
    صمت الخوئي وكان محتدا في داخله وقال «ابناء الحلال لا يعملون ولا يقدمون شيئا للعراقيين ولا يدعون غيرهم يعمل» «وكان يعني الجهة العراقية لمعارضة التي حاولت افشال المشروع»، ثم اضاف قائلا «هل يعتقدون ان لي اهدافا سياسية منافسة لهم من وراء هذا المشروع؟ والله لا هدف لي سوى مساعدة اهلنا في الداخل، انا مشروعي الاساسي هو نجاح هذه المؤسسة ولهم ان يوفقوا سياسيا في الداخل، ولكن يبدو ان عملنا سوف يفضح تقاعسهم عن القيام بأية خدمة للعراقيين».
    ابلغ الخوئي مجموعة العراقيين في الولايات المتحدة بتأجيل موعد الرحلة، حيث كان يتوجب عليهم التوجه الى المطار للمجيء الى لندن، وكان هذا الخبر قد اصابهم بخيبة امل، لكن الخوئي طمأنهم بان المشروع سيتحقق قريبا وعليهم البقاء في واشنطن في انتظار الموعد الجديد. كنت على يقين بان الرحلة ستتحقق وذلك لاصرار الخوئي على تنفيذها بالرغم من انها قد ألغيت تماما وتم حفظ اوراقها في الارشيف.
    وقرر الخوئي السفر على متن ذات الطائرة القادمة من واشنطن والتي كانت ستقلنا الى الكويت، وقال «سأذهب لاصحح ما افسده غيري، هذه الرحلة يجب ان تتم، واذا الكويتيون رفضوا دخولنا الى وطننا عبر اراضيهم فهناك ان شاء الله الف باب ندخل من خلاله الى بيتنا». وغادر الخوئي الى الكويت فجر اليوم التالي.
    * من يقف وراء الرحلة؟
    * بل التحدث حول من كان يقف وراء هذه الرحلة، سأتحدث عمن وقف ضدها اولا. كانت هناك جهة عراقية شيعية معارضة هي التي حاولت افشال مساعي الخوئي في هذا المشروع خشية من تنامي نفوذه السلمي بين شيعة العراق في الخارج والداخل، فالمعروف عن الخوئي ان لا طموحات سياسية له في العراق سوى المشاريع الخيرية.
    كما ان ايران وقفت وبقوة ضد نجاح هذه الرحلة الى العراق، وهذا ما اوضحته الاخبار التي بثت من الاعلام الايراني وعندما كان الخوئي في لندن، حيث قالت هذه الاخبار ان القوات العراقية حاصرت قوات الخوئي في البصرة وقتلت ثلثمائة منهم وحاصرت الاخرين،وان الخوئي مع بقية المحاصرين حيث لم تستطع القوات البريطانية مساعدته. عندما سمعت بهذا الخبر سالته مازحا عبر الهاتف: هل نحن ضمن المحاصرين ام المقتولين؟ فضحك وقال: اطمئن انت في لندن، وهذا يعني انت ضمن المحاصرين معي.
    كما ان هناك شخصيات عراقية معارضة في اوربا وايران، كانوا يتمنون عدم نجاح رحلتنا الى داخل العراق لاسباب تتعلق بفشل ادائهم المعارض ضد نظام صدام حسين ولا يريدون ان يروا الاخرين وقد قدموا شيئا ولو بسيطا للعراقيين في الداخل، وكان يغيضهم ايضا ان يصل قبلهم الى العراق أي شخص آخر، وكانت مهمة هؤلاء هي التشويش علينا هنا وهناك.
    وبالرغم من ان الخوئي كان قد طلب منا العمل بتكتم الا اننا كنا نفاجأ بآخر اخبار الرحلة التي نتداولها في اجتماعاتنا تتردد في مساء ذات اليوم او اليوم الثاني على السنة الاخرين، ووصل الامر ان اصدقاء لنا مقيمين في سورية او الاردن او اوربا يتصلون بنا وهم يستفسرون عن صحة هذه الانباء.
    اما من كان قد دعم هذا المشروع وحسب ما كان يردد الخوئي فان هناك شخصية عربية مسؤولة هي التي دعمت مشروع رحلتنا الى العراق من حيث تقديم التسهيلات في ما يتعلق بالاتصالات والحركة من غير ان يقدم الدعم المادي الذي كان الخوئي قد تعهد به شخصيا.
    هناك نقطتان حصل حولهما الكثير من اللغط والتشويش ولا بد من ايضاحهما، الاولى هي حقيقة الدعم الاميركي او البريطاني في انجاح رحلتنا، والثانية تتعلق بالدعم المادي الذي قدم من قبل الادارة الاميركية لهذا المشروع.
    لقد تحدث البعض واصفا الخوئي، بل نحن جميعا بالعمل لدى الادارة الاميركية او البريطانية، وعلى حد الوصف الايراني للخوئي فانه ذهب مبعوثا للنجف عن الخارجية البريطانية، فقد سربت وسائل الاعلام الايرانية خبرا مفاده ان السيد السيستاني المرجع الشيعي رفض استقبال مبعوث الخارجية البريطاني عبد المجيد الخوئي.
    لقد كان الدور الاميركي يتلخص بتسهيل عملية دخولنا الى العراق وبوساطة من الشخصية العربية التي دعمت مشروعنا، وكان هذا امرا طبيعيا، فكيف لنا ان ندخل الى العراق والحرب تدور رحاها، والحدود مغلقة من كل الجهات؟ وحتى اليوم لا تستطيع اية جهة او شخصية دخول الاراضي العراقية من دون الحصول على موافقة قوات الحلفاء، واعني القوات الاميركية والبريطانية حصرا، حتى وسائل لاعلام ومنظمات الاغاثة والعون عليها ان تحصل على هذه الموافقات مسبقا لتكون في الداخل.
    واعترف ان القوات الاميركية ساعدتنا كثيرا من اجل الوصول الى العراق بسلام كونهم كانوا يعرفون حجم العمل الذي كان الخوئي ومجموعته سيقدمونه من اجل استقرار الاوضاع في المدن الشيعية، وكان هذا لصالحهم ولصالح العراقيين في الداخل في آن واحد. كما ان الادارة لاميركية كانت على يقين بان هذه المجموعة لا تشكل جهة عراقية معادية وليست لها اهداف سياسية في الداخل، وبذلك لن نثير لهم اشكالات امنية هم في غنى عنها.
    اما موضوع الدعم المادي، وحسب تاكيدات الخوئي لي شخصيا، فانه هو من تحمل تكاليف هذه الرحلة ومن حسابه الشخصي، وافاجأ اليوم بمن يسالني ان كان الخوئي قد تسلم ثلاثة او عشرة ملايين دولار من الاميركان لدى دخولنا العراق؟ واجد انه من الامانة ان اكتب الحقيقة التي اعرفها، فقد كنت من الملازمين للخوئي في تلك الرحلة، كنا ننام تحت خيمة او سقف غرفة واحدة،وكان يتحدث لي عن كل شيء، وقد اكد لي ولاكثر من مرة بانه تحمل تكاليف هذه الرحلة من حسابه الخاص، ولم نر اية ملايين من الدولارات. فأين كان يخبئ هذه الملايين ونحن ننام في الصحراء مرة وفي معسكرات هي عبارة عن خيام عادية مرة اخرى؟ومبلغ عشرة او ثلاثة ملايين دولار كان بحاجة الى من يحمله له او يخزنه او يخبئه، لكن حقيبة ملابس الخوئي كانت بين حقائبنا وهي مفتوحة باستمرار، وكان كل من يطلب منه علبة سكائر او أي شيء اخر يقول له «افتح حقيبتي وخذ منها ما تريد»، ولم نسمع بموضوع الملايين من الدولارات الا هنا في لندن، وهي جزء من حملة منظمة اطلقتها بعض الاصوات المريضة لتشويه المشروع او سمعة الخوئي.
    * موعد آخر
    * عاد الخوئي من الكويت، بعد ثلاثة ايام، وهو مستبشر بنجاح مساعيه، اتصل بي فورعودته واخبرني ان كل شيء على ما يرام واننا في انتظار موعد آخر للدخول الى العراق.كنا، نحن مجموعة بريطانيا، او لندن، نجتمع مساء كل يوم مع الخوئي في المؤسسة للتباحث في الافكار والمقترحات والسلبيات والمشاكل التي يمكن ان تواجهنا في الداخل. وكانت المجموعة قد قسمت حسب المدن التي ينحدر منها كل شخص، كان علي ان اذهب الى مدينة البصرة التي تنحدر منها عائلتي، لكن الخوئي خطط لان نبقى، عبد الحسن الخفاجي وانا معه في اية مدينة يذهب اليها، كما ان كل افراد المجموعة كانوا من الشيعة باستثنائي فقد كنت السني الوحيد بينهم، وغالبا ما كان الخوئي يذكرهم بذلك، ويقول لهم ان المستشار الاعلامي لهذا المشروع الشيعي هو سني، وعلمت ان احدهم قد لامني على اختياره لسني بينهم فما كان من الخوئي الا ان يقول له «ان مشروعنا ينصب حول دعوة العراقيين الى التسامح وإلغاء التفكير الطائفي وانت تلومني لانني اخترت سنيا بيننا، فكيف ستتعامل في الداخل مع السنة او المسيحيين او الصابئة؟».
    بدأت العمليات العسكرية ضد العراق، وكنت اشعر كانني هنا محبوس في قمقم، وكنت كلما سألت الخوئي عن موعد رحلتنا حتى اجاب «قريبا ان شاء الله»، ولا ادري ان كان هو يعرف بالموعد الجديد ام لا؟ وعرفت ان هناك مجموعة اخرى ضمن مشروعنا كانت قد تسللت الى المدن العراقية من مدن الجوار ومزودة بهواتف ترتبط بالاقمار الصناعية، وكان هؤلاء يرفدون الخوئي بأخر التطورات في داخل العراق، وخاصة في مدن الوسط والجنوب.
    في الساعة الواحدة من ظهر يوم السادس والعشرين من مارس اتصل بي الخفاجي ليبلغني بان موعد السفر بعد اثنتي عشر ساعة من الان، وكان الخفاجي وبحكم عمله كضابط في الجيش العراقي يحدد المواعيد ويتصرف كعسكري. كان هذا التبليغ بمثابة المفتاح الذي سيفتح بوابة العراق المغلقة امامي.
    وفي تمام الساعة السادسة وخمس وثلاثين دقيقة من مساء ذات اليوم وعندما كنت اشتري حذاء رياضيا يساعدني في مهمتي المقبلة، من شارع اكسفورد وسط لندن، رن هاتفي الجوال، وكان الخفاجي على الطرف الاخر، واول ما استهل كلامه بتحيتي سألته «هل تأجلت الرحلة؟» «فأجاب بنعم من غير ان يدلي بأية تفاصيل».
    شعرت بالانقباض، فالموعد الاول قد تاجل لما يقرب من ثلاثة اسابيع، وها هي الرحلة تتاجل لموعد لا نعرفه بالضبط. هاتفت الخوئي لاستفسر عن حقيقة الامر، وكان واضحا الضجر في صوتي لهذا بادرني سعيدا وقبل ان اساله وقال «لقد تاجل الموعد لاربع وعشرين ساعة فقط، ونحن على نفس الموعد فجر الغد،لا تقلق».
    * بداية البداية
    * كان هناك اربعة عشر عراقيا يرتشفون الشاي في منزل عبد المجيد الخوئي في لندن قبل ان التحق بهم بعد منتصف ليلة السابع والعشرين من مارس .صف الحقائب واكياس زرقاء، اسميتها المظلات (البارشوتات) عندما وقع نظري عليها، هي اول ما استقبلتني عند مدخل البيت، اما هذه الاكياس الزرقاء فقد كانت تحتوي على منامات سفرية، ربما سنحتاج اليها مستقبلا، وقد احتجناها بشدة فيما بعد. حيث لم يترك الخوئي اية تفاصيل ومهما كانت صغيرة الا وفكر بها.
    لم يكن أي منا يعرف الوجهة التي سنذهب اليها، فكل ما نعرفه هو اننا سندخل الى البصرة عن طريق الكويت، لكننا فوجئنا في تلك لليلة بان السلطات ا لكويتية لم توافق على مرورنا عبر اراضيها. وعندما سالنا الخوئي عن الطريق الذي سنصل خلاله الى العراق، قال «هذه التفاصيل غير مهمة، نحن نريد الوصول الى بيتنا واهلنا، واذا اغلق بوجهنا باب فهناك ابواب اخرى فتحت امامنا، ولن يمنعنا احد من الوصول الى بلدنا، اتركوا التفكير بهذه لتفاصيل، كيف سنذهب، وبأية طائرة، ومن أي مطار؟ المهم اننا سنكون في العراق».
    امضينا الليلة، بعد ان تناولنا وجبة، لا ادري ان كانت عشاء متاخرا، ام فطورا مبكرا، نتحدث ونشرب الشاي، وبعد صلاة الفجر، قرأ علينا الخوئي بعض آيات المصحف الكريم ودعا للجميع بالتوفيق، وصعدنا الى الباص الذي كان يقوده فوزي موسى، بينما كان صهر الخوئي (زوج ابنته وابن شقيقته) محمود ايماني يقود ميني باص ضمت حقائبنا، وتوجهنا على بركة الله الى مطار لوتن خارج لندن.
    بعد وصولنا الى المطار وانتظارنا لأكثر من ساعة الطائرة التي ستأتي من واشنطن وهي تقل بقية المجموعة القادمة من الولايات المتحدة، علمنا ان الضباب منع هبوط الطائرة وان علينا التوجه الى مطار غاتويك، فالطائرة حطت هناك وهي في انتظارنا.
    تركنا مطار لوتن وتوجهنا وسط الضباب والازدحام الشديدين الى مطار غاتويك، بعد اجراءات سريعة توجهنا الى الطائرة، وكانت طائرة خاصة. قبل ان نرتقي سلم الطائرة اخبرنا الخوئي الى أية جهة سنمضي.

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الدولة
    زيورخ
    المشاركات
    105

    افتراضي

    شاهد على رحلة الخوئي إلى العراق (2): فوجئنا بأن المحطة الأولى في الرحلة هي البحرين والناصرية أول أرض عراقية نصل إليها بعد سنوات المنفى
    تحقيق : معد فياض
    كان من المقرر ان يبقى اسم الشخصية العربية الرسمية التي دعمت عبد المجيد الخوئي في مشروعه الاغاثي والانساني، واسم الدولة التي استضافتنا والتي اتجهنا منها الى الاراضي العراقية، قيد الكتمان، بل وسري للغاية، وان لا نذكر اسم المسؤول او تلك الدولة. وقد شدد الخوئي علينا بألا نذكر لأحد من كان اننا مررنا من هنا.
    هناك سألت الخوئي: الى متى سيبقى هذا السر قيد الكتمان؟ اجاب «لا تتصرف مع هذا الموضوع بنفس صحافي، اعرف انك لا بد ان تبوح بهذا السر يوما ما، وسيكون لك ذلك»، سألت: متى؟ اجاب «عندما نعود الى لندن» وكان يعني عندما تنتهي مهمتنا، قلت: هل هذا اتفاق؟ قال: «نعم».
    وكان اتفاق الامين العام لمؤسسة الامام الخوئي معنا في لندن وقبل سفرنا بأسبوعين، بانه ملتزم معنا بالعمل في هذا المشروع الاغاثي لمدة مائة يوم، بعدها سيعود الى عمله في المؤسسة في لندن ومن يريد ان يبقى في العراق فهذا شأنه، ومن يريد العودة قبل ذلك، او في أي وقت يشاء فسوف يوفر له طريقا للعودة بذات الطريقة التي سافرنا فيها. كان بيننا من له طموحات سياسية يريد تنفيذها في العراق بعد رحيل صدام، وهؤلاء حاولوا الضغط على الخوئي لان يبقى ويقود مشروعا سياسيا، ووصل الامر بالبعض ولغرض احراج الخوئي ان دون وثيقة مبايعة مطلقة للخوئي، رفض هو التوقيع عليها او الاخذ بها بل طواها ووضعها في جيبه، وقال لي في ما بعد «ان لي اعتراضاتي على هذه المبايعة». والغريب ان من تحمس لهذه المبايعة لم يكن حوله ساعة مقتله.
    الآن وقد عدنا الى لندن، وانتهى المشروع، اجد نفسي، وحسب اتفاقنا، الخوئي وانا، في حل من كتمان السر، وان لي الحق في الكشف عن اسم الشخصية العربية التي مررنا من خلالها الى العراق، وتلك الدولة التي يصر الاصدقاء على السؤال عنها حتى اليوم.
    بعضهم قال الكويت، وآخرون توقعوا الاردن، وهناك من اعتقد ان سورية هي من سهل لنا المرور او تركيا عبر كردستان العراق، وليس هناك بالطبع من وضع ايران على القائمة بسبب موقفها المعادي للخوئي اولا وللمشروع ثانيا. في هذه الحلقة سأجيب عن كل هذه الاسئلة.
    * الهدير لا يزال في رأسي
    * هدير محركات انواع من مختلف الطائرات لا يزال يدور في رأسي، بدءا بهدير الطائرة الخاصة التي كانت قد اقلتنا من مطار غاتويك في بريطانيا، ومرورا بطائرات الشحن العسكرية العملاقة، وليس انتهاء بطائرات الهليكوبتر المتعددة الاغراض.
    اكثر من ستة انواع من الطائرات تعاقبت على ايصالنا الى الاراضي العراقية، وربما اكون قد ارتكبت خطأ عندما اغفلت معرفة وتسجيل انواع هذه الطائرات واجيالها وامتيازاتها، طائرات كنت قد شاهدت مثيلاتها في الافلام السينمائية الحربية او خلال الاخبار عن الحرب الاميركية على العراق، وما كنت لاتصور باني سأصعد الى احداها في يوم ما. الطائرة الخاصة التي كان يفترض ان تقلنا الى ارض الوطن، كانت تبدو مترفة من الخارج، وهي كذلك، وكنا نتصور ان يتم نقلنا بطائرة عسكرية معتمة اللون، لكن هذه طائرة بيضاء، ليس عليها أي شعار يوحي بعائديتها لأية شركة طيران معروفة، فهي طائرة للاجرة (تاكسي)، مثلما مدون في داخلها وعلى لوائح الآمان وتعليمات النجاة.
    قبل ان نرتقي درجات سلم الطائرة، سبقنا عبد المجيد الخوئي ووقف في منتصف السلم وقال «هل تريدون ان تعرفوا الى اين نحن ذاهبون؟ حسنا، الى البحرين». كان هذا السر قد وقع وقع المفاجأة علينا، كنا متأكدين اننا سنذهب الى الكويت باعتبارها الاقرب الى الاراضي العراقية، وان القوات الاميركية اتجهت من اراضيها نحو العراق.
    ثم انه ليس هناك ما كان يمنع دخولنا الى بلدنا من خلال الكويت المؤيدة للحرب والمعادية لنظام صدام. بل كنا نتوقع كل الدعم والمساعدة من الكويتيين لمشروعنا الانساني من جهة، ولاننا ضد نظام صدام من جهة ثانية. اما انا الذي كنت على اطلاع، ومن الخوئي مباشرة على تفاصيل هذه الرحلة، وكنت اعرف بان تأجيل تنفيذ مشروعنا، ووصوله الى حد الالغاء كان بسبب عدم موافقة السلطات الكويتية على مرورنا من خلال اراضيهم الى العراق، فقد كنت اتصور ان الخوئي قد اقنع الكويتيين بمشروعنا وانهم سمحوا لنا بالمرور عبر اراضيهم، وذلك خلال سفرته الاخيرة للكويت، لكنني عرفت في ما بعد انه لم يذهب الى الكويت، بل كان قد اتجه الى البحرين لطلب المساعدة بتوفير محطة لنا نصل من خلالها الى العراق.
    فعندما افرغ بيد الخوئي وادرك ان مشروعه على حافة الانهيار بسبب عدم وجود منفذ لنا الى العراق، استعان بالشخصية العربية التي كانت قد ساعدته منذ البداية لانقاذ المشروع، وكانت هذه الشخصية هي الشيخ حمد بن عيسى آل خليفة، ملك البحرين، الذي فتح لنا اراضيه لتكون لنا الجسر الذي ينقلنا الى بلدنا.
    نعم كت اعرف اننا سنمضي الى العراق من خلال ارض عربية هي غير الكويت، لكنني لم اكن تصور ان هذه الارض هي البحرين، لبعدها عن العراق اولا، ولانه ليس هناك طريق بري يربط بينها وبين اية مدينة عراقية، لكن ملك البحرين كان قد رتب مع الخوئي كل شيء من اجل انجاح مشروعنا الانساني.
    * بداية الرحلة
    * على متن الطائرة الخاصة استقبلنا (م) وهو شاب اميركي، وموظف مدني في القوات الاميركية، والمكلف الوقوف على طلباتنا، وسأكتشف في ما بعد كم هو دمث الاخلاق وصبور في تحمل طلبات البعض منا. وكان (م) يشكل الوجود الاميركي الوحيد بيننا، كما تعرفنا على زملائنا القادمين من الولايات المتحدة. اتخذنا مقاعدنا، وقبيل الساعة الواحدة ظهرا بدأت الطائرة بالاقلاع. وبينما كنت اراقب لندن وهي تتحول الى خطوط ومربعات من خلال النافذة، استسلمت للنوم، حيث لم اكن قد نمت خلال الاربع والعشرين ساعة الماضية سوى اربع ساعات فقط. كان لكل منا طموحه في هذه الرحلة، واذا كان للبعض منا طموحات سياسية وجدت الآن الفرصة المناسبة لتحقيقها، فقد كنت شخصيا اريد معايشة حدث التخلص من نظام صدام حسين من الداخل، ذلك النظام الذي لم نكن لنتخيل الطريقة التي سينزاح بها من فوق صدور العراقيين، وكأنه قدرنا الازلي.
    حتى هذه الحشود العسكرية الاميركية والبريطانية العملاقة كانت هناك شكوك لدى غالبية من العراقيين بامكانية ازاحتها لهذا النظام الذي بالغ في قسوته ففاق الخيال. عندما فتحت عيني كان المساء يخيم في الخارج، ووجدت ان الخوئي قد استلقى على المقعد المجاور لي، اخرجت دفتر ملاحظاتي الصغير من جيبي ودونت ما يلي «هل الوطن مجرد قصيدة في اشعار الجواهري او السياب او البياتي او مظفر النواب؟ ام هو صورة سياحية متخيلة او محفوظة في ذاكرتنا نستعيدها كلما اشتقنا اليه؟ ام هو اغنية تنساب بصوت ناظم الغزالي او كاظم الساهر؟
    لا ادري لماذ افكر الآن بمعنى الوطن وانا انتظر مع الآخرين موعد وصولنا اليه بعد كل هذه السنوات. ألم تتحول بريطانيا التي استقبلتنا ومنحتنا الأمان الى وطن؟ وماذا بقي لنا من وطننا الاصلي العراق؟ وبأية لغة سنتفاهم مع عراقيي الداخل الذين اعاد صدام صياغتهم خلال خمسة وثلاثين عاما من الحروب والقسوة والحرمان؟».
    كنت بالفعل افكر بما قاله لي بعض الاصدقاء العراقيين الذين كانوا قد زاروا العراق وعادوا ليتحدثوا عن ان العراقيين هم ليسوا انفسهم، حتى الذين يعرفونهم من اقاربهم واصدقائهم كانوا قد تغيروا، ولا ندري هل هم الذين تغيروا ام نحن؟
    افكر اليوم واتساءل: ترى ما الذي دفع بذلك الشاب العراقي الذي ظهر على شاشات الفضائيات لحظة دخول القوات الاميركية الى بغداد لان يهتف قائلا «انا اليوم قد اصبحت اميركيا» ولم يقل اني استعدت اليوم عراقيتي، ان لم يقل عروبتي؟
    على مدى سنوات طويلة ونحن في اوروبا او في بعض الدول العربية نتحدث للاصدقاء ونكتب عن قسوة نظام صدام حسين فلا يكاد يصدقنا احد، هناك من كان يقول لنا «انتم تبالغون لانكم ضد الرجل (صدام)، نتحدث عن سجون سرية تحت الارض فيقولون: هذا غير معقول، نخبرهم عن اعدامات بالمجان ومقابر جماعية تضم نساء واطفالا وشبانا، فيسخرون من خيالنا. وها هي الحقائق التي تتكشف اليوم والتي تفوق ما كنا نقوله حتى قبل شهر من اليوم.
    مزق (ف) الصمت الذي كان يلفنا وهو عراقي في الخمسين من عمره متسائلا بصوت عال «يا جماعة هل سنتخلص بالفعل من صدام حسين؟» اجابه الخوئي: «بل تستطيع ان تقول لقد تخلصنا منه ولم يتبق من ايامه سوى القليل». ولقد سرق صدام حسين منا زمننا وسنواتنا وحريتنا الى جانب ما سرقه من حياة الناس وقطف رؤوس الابرياء.
    قبل ان نهبط بأقل من عشرين دقيقة شدد علينا الخوئي بعدم اخبار الاهل او أي شخص عبر الهاتف باننا في البحرين، وقال اخبروهم اننا في الخليج وحسب اذا تتطلب الامر ذلك، ويفضل ألا تتحدثوا عن الامكنة التي سنكون فيها حتى ندخل العراق.
    لم نهبط في المنامة كما تخيل البعض، كما لم يهيأ لنا فندق ذو خمس او اربع نجوم، بل حتى ذو نجمة واحدة. كنا قد هبطنا في الصحراء، او هذا ما بدى لي لحظة نزولنا من الطائرة، لم تكن هناك اية بناية او منشأة تدل على وجود مدينة، كانت الصحراء تحيط بنا من كل جانب، ولم يكن هناك أي من المستقبلين يتحدث العربية، وهذا يعني ببساطة اننا هبطنا في قاعدة عسكرية اميركية، او قاعدة بحرينية توجد فيها القوات الاميركية.
    حتى هذه اللحظات كنا نتصور ان مكان اقامتنا سيكون في بناية او دار استراحة تتوفر فيها مستلزمات الراحة، لكن الباص الذي كان يقوده جندي اميركي كان قد قادنا الى مجموعة من الخيام، خيام متقابلة وتكون في ما بينها خطين متوازيين. توقف الباص ونزلنا قرب هذه الخيام، قادتنا جندية اميركية الى خيامنا، كانت هناك خيمتان متقابلتان، تتسع كل منهما لخمسة عشر سريرا، وبدى ان الخيمتين وضعتا تواً لاستقبالنا، وفي داخل كل خيمة كان هناك صفان من الاسرة المتقابلة والتي فرشت حديثا، بل ان الافرشة كانت لا تزال في اكياس البلاستيك.
    تم ارشادنا الى مواقع الحمامات والتدخين، وحددت مساحة حركتنا ما بين خيامنا والحمامات مرورا بموقع التدخين، ثم وزع علينا العشاء في علب كارتونية، وسيكون هذا الطعام الذي اعترض عليه بعضنا، فاخرا للغاية مقارنة بطعام المارينز الذي سنتناوله فيما بعد وفي موقع آخر. صباح اليوم التالي اكتشفنا ان البحر على مبعدة خمسمائة متر منا، لكن هناك حواجز تمنع الوصول اليه، كما ان جدارا كونكريتيا كان يحدنا من اليمين ويقف باستمرار ثلاثة من الجنود او الجنديات الذين لا تزيد اعمارهم على العشرين او الثانية والعشرين عاما، بالقرب منا، لا ندري ان كانوا هناك من اجل حراستنا او الاحتراس منا، وسرعان ما تحول هؤلاء الى اصدقاء لنا نتبادل الاحاديث معهم ونعلمهم بعض المفردات العربية.
    كانت الحمامات نظيفة للغاية، وكان يحق لنا اخذ (الشَّوَرْ) في أي وقت نشاء، وتم وضع نقطة تدخين وطاولات وكراس في المساحة الفاصلة بين الخيمتين التي نتخذ منهما سكنا لنا، وكنا نمضي غالبية الوقت بالطبع بالاحاديث ومتابعة الاخبار، اما عبر التلفزيون الذي جلب خصيصا لنا، او الراديو، كما ان (م) كان ينقل لنا آخر الانباء التي حدث في جبهات القتال وقبل ان تتم اذاعتها.
    كانت ايامنا متشابهة في هذه القاعدة، ولا جديد فيها، كنت امضي غالبية الوقت اما في طباعة بعض الافكار والاحداث على الكومبيوتر (لاب توب) او متحدثا مع هذا وذاك، اذ لم اكن اعرف من بين المجموعة وعن قرب الا الخوئي والخفاجي، وكان عليّ ان اكتشف الآخرين الذين سأعمل معهم قريبا.
    كان هناك شاب مبادر، يخدم الآخرين من غير ان يطلب منه ذلك، مرح باستمرار، ويتحدث الانجليزية بلهجة اميركية، ذلك هو ماهر الياسري، وآخر كان لاعبا لكرة القدم في المنتخب العراقي ويقيم حاليا في الولايات المتحدة، ذلك هو «ابو ظافر»، اما «ابو عمار» فقد كان نموذجا للرجل الريفي بطباعه الطيبة واخلاصه.
    لا استطيع ان اتحدث عن الجميع، فقد كان بيننا شاعر شعبي ظريف، كما كان هناك شيوخ عشائر ووجهاء هؤلاء من الصعب اختراقهم، وكان هناك المزعجون الذين لم نطق وجودهم بيننا. كنت اعجب لطاقة الخوئي في تحمل كل هؤلاء ومجاملتهم من غير ان يتعب او يمل، وعندما كنت اسأله عن موهبته هذه كان يجيب مبتسما «اذا اردت ان تخدم الناس فلا بد ان تكون كذلك، هؤلاء هم ناسك واهلك».
    يقولون ان رفقة السفر هي التي تكشف عن نفوس الآخرين، وفي هذه السفرة الاستثنائية بكل المقاييس اكتشفت الخوئي بصورة اخرى، كان صبورا، ذا طاقة عجيبة في تحمل المتاعب وابقاء ابتسامته مرسومة على وجهه رغم كل شيء، حتى اني كنت افاجأ به في الصباحات المبكرة وهو يجمع بعض القمامة بالرغم من وجود من هو مسؤول عن ذلك، وعندما كنت ابدي استغرابي كان يقول «هذا شيء بسيط يجب ان نبقي مكاننا نظيفا، وجمع القمامة لن يصغرك امام الآخرين».
    لم نكن نعرف الى متى سنبقى في تلك القاعدة، ايام تشابه بعضها، ولا شيء حقيقي نفعله سوى تكرار الاحاديث والاكل وشرب الشاي والقهوة، واحتدام النقاشات في بعض الاحيان. كانت القوات المتحالفة تتقدم من الاراضي الكويتية باتجاه المدن العراقية من غير ان نسمع عن تحرير كامل لأية مدينة، كما ان القصف الجوي والصاروخي كان يدق بغداد، ونحن في انتظار تحرير اية مدينة لننتقل اليها.
    كانت الخطط الاولية تقضي بدخول البصرة اولا، ثم تغيرت واصبحت محاور مدينة السماوة هي المرشحة، لكن سرعان ما جاءت الاخبار لتتحدث عن قرب تحرير مدينة النجف ثم الناصرية. لم يكن يعنيني اية مدينة اولا، بل اية مدينة نذهب اليها وتحررنا من هذا الحجز الممل. كنت اشعر بأني محتجز بالرغم من «الدلال» والاهتمام الذي كان الاميركيون يوفرونه لنا ريثما نغادر القاعدة. ولم نلحظ ولو لدقيقة واحدة شعورهم بالضجر منا، بل كانوا مبتسمين باستمرار وطيبين للغاية، كلهم، جنودا وضباطا، وجنديات، وبالمناسبة فانه من الصعب ان تميز في القوات الاميركية بين جندي وضابط، فلكل منهم واجباته التي يؤديها على اكمل وجه من غير صراخ او اصدار الاوامر. ومن الصعب ان نقارن بين اسلوب الجيش الاميركي واساليب الجيش العراقي الذي امضيت نحو عشر سنوات من عمري مجندا فيه.
    بعد اربعة ايام من وصولنا الى هذه القاعدة، وصلت الينا سيارتان (شيفروليه، وسوبر بان) واخبرونا انها لنا ولمساعدتنا في تنفيذ مهماتنا المقبلة، كما تم توزيع هواتف «ثريا» المرتبطة بالاقمار الصناعية على كل واحد منا، عند ذاك ادركت ان موعد رحيلنا صار قريبا. كان يجب اختيار خمسة اشخاص من بيننا لمرافقة الخوئي، من غير ان نعرف الى اين، ولم يتم الاعلان عن الاسماء حتى مساء ذلك اليوم الذي ستغادر فيه المجموعة الاولى الى الاراضي العراقية، كنت اتمنى ان اكون ضمن المغادرين، وقد نقلت رغبتي هذه للخوئي الذي قال «لم نحدد الاسماء بعد» لكنه كان قد حدد من سيذهب معه وبلغ الاسماء للقوات الاميركية، وقبل موعد السفر بثلاث ساعات عرفت أنني ضمن هذه الوجبة الى جانب كل من: عبد الحسن الخفاجي، وماهر الياسري، وجلال الزيادي (ابو عمار) والشيخ حازم الشعلان، وقد اسعدت حقا بهذا الخبر، ورحت اشد حقيبتي متهيئا لدخول الاراضي العراقية بعد عقد من السنوات.
    عند الساعة الحادية عشر ليلا كنا نحن الستة، في مطار القاعدة. اجبرنا على ارتداء الدروع الواقية من الرصاص، وجهزنا بالملابس الواقية من الاسلحة الكيماوية، اذ كان هناك اعتقاد كبير بأن قوات صدام حسين سوف تستخدم الاسلحة الكيماوية في فصل من فصول القتال.
    كانت هناك طائرتان ضخمتان عسكريتان مخصصتان للنقل تستعدان لنقلنا الى الاراضي العراقية، حملت احداهما احدى السيارتين وصناديق الطعام والمياه، وصعدنا نحن في الطائرة الثانية مع السيارة الاخرى ومجموعة كبيرة من مشاة البحرية الاميركية (المارينز)، لم نكن نعرف الى اية مدينة سنذهب، وفي أي مطار سنهبط، وكانت الطائرة من الداخل تبدو وكأنها ورشة عمل وضجيجها يصم الاذان بالرغم من اننا وضعنا في آذاننا قطعا اسفنجية مانعة للضجيج.
    عندما وجدنا ان الجلوس على مقاعد هذه الطائرة والمصنوعة من شباك بلاستيكية غير مريح على الاطلاق، تسللنا الى السيارة المترفة التي كانت على ظهر الطائرة واسترخينا على مقاعدها.
    كانت الطائرة قد هبطت عند الثانية فجرا، كنا لا نزال في السيارة عندما قادها السائق الى مدرج المطار، كان الظلام شديدا في الخارج، ولم نستطع ان نتبين المكان الذي هبطنا فيه، كما ان احدا لم يخبرنا بالموقع الجديد، لكن الخوئي كان يعرف اين نحن، فرحنا نحزر اسم القاعدة التي وصلنا اليها، بعضنا حدس انها قاعدة الشعيبة في البصرة، والبعض الآخر قال انه مطار النجف العسكري، لكن جلال الزيادي اصر على اننا في قاعدة الامام علي في الناصرية والتي تسمى حاليا بقاعدة طليلة، فضحك الخوئي وقال «نعم نحن في الناصرية» وكانت هذه اول ارض عراقية نصلها بعد كل هذه السنوات.
    * (يتبع غدا)

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي تعليقات على قصة معد ( ابن اية الله العظمى الشيخ اسحاق فياض )

    السيد محمد باقر

    قرأت القصة التي كتبها معد فياض حول مقتل السيد مجيد الخوئي على يد الغوغائيين كما وصفهم معد فياض ولعدة مرات والتي نشرت على موقع كتابات يوم 23 نيسان 2003 وحاولت ان اترك صاحب القصة وأمثاله الذين يسعون وبشتى الطرق لترويج الفتنة بين ابناء الطائفة الشيعية الذين يعانون الويلات من مئات السنين على يد الحكام الظالمين وقبل ايام سقط ظالم لم يعرف التاريخ مثله والذي استعمل كل انواع الظلم والأضطهاد ضد ابناء الطائفة الشيعية وللأسف الشديد وقبل ان يتنفس الشيعة هواء الحرية ولو ان ال شك يراود الكثير بهذه الحرية لأن الذي اسقط الطاغية صدام هم اساتذته وهم الذين دافع عنه طيلة فترة حكمه المشئوم يخرج علينا معد فياض ومن خلال قصص وهمية وكلمات خائبة يريد من خلالها بث الفتنة وللأسف بأسم المرجعية لأن المقتول ابن مرجع وكذلك كاتب القصة ابن مرجع ويدعي ان القاتل ابن مرجع انه يستغل هذه العنوانين ليمرر كذبه على الناس وقد استعمل معد فياض اسم والده اية الله العظمى اسحاق فياض والذي استعمله واسغله لجلب انتباه القارىء الكريم وبخصوص ماكتبه ;معد فياض في قصته العجيبة فسوف اكتبه باللون الأزرق وأما التعليق فبللون الأسود ارجوا من كافة الأخوة الأعزاء المعذرة ولكني شعرت ان كثير من الناس في هذه الأيام اصبح عملهم وهمهم بث الفتنة بين الشيعة في العراق مسغلين كل الوسائل التي يعتقدون الأستفادة منها لعملهم القذر واني على يقين ان هؤلاء ليس لوحدهم وأنما ورائهم يد دولية خبيثة اسئل الله تبارك وتعالى ان يحفض العراق والعراقيين من كل سوء

    اولا عرفت نفسك على انك ابن اية الله العظمى الشيخ اسحاق فياض اقول لك لايستطيع احد ان ينكر انك ابن الشيخ اسحاق فياض ولكن لاأعرف لماذا تعرف نفسك بهذه الطريقة هل تريد من القارىء ان يصدق كل ماتقوله لأنك ابن مرجع وأنك صادق في كل ماتقوله تريد ان تستغفل الناس في هذه الطريقة وكما يقولون في ايران ان ابن المرجع نصف مرجع أهكذا تريد ان تعرف نفسك أحب أن أنبهك لشيء مهم واقول لك الحقيقة ان هذه الطريقة اصبحت موضة قديمة ومعدان اليوم ليس كمعدان الأمس اذا قلت انا ابن مرجع سوف تبتلي لأن ا لناس سوف يضعون الف علامة استفهام حول صدق قولك وسوف يسألون الف مرة حول شخص المرجع من اي نوع هذا المرجع وما هو تاريخه ومن اين ووووو00 ومن ثم يبدأ التحقيق حول شخصية ابن المرجع

    ثانيا تقول ان عملك صحفيا والدليل انك كنت مراسلا حربيا لمدة ثماني سنوات اذن ليس لك علاقة بالحوزة والمرجعية لامن قريب ولامن بعيد سوى ان والدك مرجع ولكن لم تذكر للقارىء الكريم في أي جهة كنت تعمل مراسلا حربيا في العراق ام في ايران فأذا كنت في الجانب العراقي فلا داعي ان تعرف نفسك لأن كل العالم يعرف ان المراسلين العراقيين والعرب وغيرهم لم يعرف الصدق ابدا يقلبون الحق باطلا وبالعكس لأنكم دائما كنتم تصورون الهزيمة انتصار ويحيى القائد المغوار اما اذا كنت في الجانب الأيراني فالويل للعراقيين من امثالك معناه ثمانية سنين تعمل مع المخابرات الأيرانية وهذه المخابرات تعمل ليل نهار على تمزيق العراقيين واذلالهم بشتى الصور لقد اذلوا العراقيين الذين حاربوا معهم والذين لجأوا اليهم فكيف الآن وهم يريدون العراق تحت ولايتهم

    تقول وكما جاء في القصة التي كتبتها انت لقد طلب عبد المجيد الخوئي من القوات الأمريكية عدم الأقتراب من الأماكن المقدسة ولكن لم نرى سيد مجيد وقف امام القوات الأمريكية عندما اتجهت الى حرم امير المؤمنين سلام الله عليه ولم نشاهد اي مرجع أو أحد أبنائهم لقد شاهدنا فقط ابناء النجف العرب الملحان وبعض الملحان من المعممين
    وكان برفقتنا الدكتور حيدر الرفيعي الكليدار والذي يزور مكتبه لأول مرة منذ بدء العمليات العسكرية لتحرير العراق وكان قد امتنع عن الذهاب الى مرقد الأمام علي خشية من تصفيته على يد جماعة الصدر الذين يتهمونه بالأنحياز لنظام صدام حسين لأستقباله له خلال زيارته للنجف اولا جميع ابناء النجف يعرفون حيدر الكليدار يعمل مع المخابرات العراقية بكتابته التقارير حول الناس المؤمنين وهو مطلوب من جميع ابناء النجف الشرفاء وليس فقط جماعة الصدر الذي اساء هو وأصحاب ال كشاييد لهم ولجميع من كان يصلي خلف السيد الصدر قبل استشاهده والأهم من ذلك اذا كان السيد مجيد الخوئي يعرف ان حيدر الكليدار سوف يقتل اذا ما ذهب الى مرقد الأمام لماذا اصطحبه معه هل هو تحدي لأهالي النجف أو للناس الذين اذاقهم حيدر الويل مع البعثيين ماذا تفسر مصاحبة سيد مجيد لحيدر الكليدار ( انك تضع مجيد الخوئي في موضع اتهام لهكذا تصرف ) 0

    ان صدام فرض السيد محمد صادق الصدر على الحوزة كونه عراقيا وليس أجنبيا فوالله هذه شهادة فخر من عدوا حاقد لآل الصدر بأن السيد صادق الصدر لم يكن يسعى للزعامة والهيمة على مقدرات المسلمين وأنما فرض من قبل صدام مع العلم أنه كان اهلا للتصدي للمرجعية في وقت كان الأجناب في سابع نومة لهم وأما انه ليس اجنبيا وهذه شهادة منطقية أن الأجنبي لايحق له أن يتزعم امة هو غريب عليها ولايعرفها انه جاء لطلب العلم وعليه ان يعود من حيث اتى بعد انتهاء در استه

    ثم انقلب على النظام وتمت تصفيته وسط مدينة النجف قبل أكثر من عامين مع اثنين من أولاده وهذه شهادة ثانية على ان السيد صادق الصدر كان ضد النظام البعثي وسبب قتله وقتل وابنائه كان معارضته للنظام عكس مايدعيه بعض المراجع وابنائهم أن السيد الصدر كان عميلا للنظام البعثي وجهات أجنبية

    وبسبب وقوفه ضد نظام صدام حسين ومقتله أعتبر لدى عدد من الطبقة غير المثقفة الشيعية رمزا للتحدي والله هذه شهادة تكتب ضدك وضد اكثر ابناء المراجع الحاقدين على ادعائكم أن كل العراقيين العرب معدان وشروكية لأن ملايين الناس التي كانت تهتف وراء الشهيد الصدر بنظرك غير مثقفة اذا من المثقف ياحضرة الصحفي وابن المرجع
    مع أن الحوزة والمرجعية الشيعية لم يعرف عنها التورط في امور السياسة بل الأنهماك في الدرس والتدريس وأعتبرت الحوزة تورط الصدر في السياسة وقتذاك خروجا على أعرافها وتقاليدها العريقة الله الله وهذا اعتراف من ابن مرجع على ان المراجع ليس لهم علاقة بامور الناس فقط الدرس زائدا الحقوق الشرعية وهذه المصيبة التي اوصلت شيعة العراق الى وضعهم المأساوي الظلم الذي اصابهم والسجون والتعذيب واذلال الشيعة والشيعة من الدرجعة العاشرة من انواع البشر والشيعة والشيعة والمراجع ليس لهم علاقة الا الدرس انه خرو ج على اعراف الحوزة اذا ماجاء انسان شريف يدافع عن الشيعة وكرامتهم وحقوقهم هذه مأساتنا فليفهم الذي لم يعرف ويطلع على المراجع في النجف

    ففي أعراف الحوزة لايتصدى رجل الدين الشيعي للمرجعية الا ان يكون قد امضى أكثر من ثلاثين عاما على الأقل في الدراسة والأجتهاد وأن يعترف له الشيعة بالمرجعية أي يجب أن يكون في الأقل متجاوز الخامسة والستين عاما من أين لك هذه القوانين هل جلبتها من دستور الحوزة وهي التي لاد ستور لها لأنه كل مرجع يعمل حسب رأيه ومصلحته وهاك وخذ مع انك ابن مرجع انك تنفي كل مراجع الشيعة تقريبا وحتى مرجعية والدك على ما اعتقد لأنه ليس هناك شرط للعمر وان كثير من المرا جع تصدوا للمرجعية وعمرهم دون الستين والبعض دون الخمسين عام
    وهناك ملاحظة اخرى بما أنك ابن مرجع أكيد تعرف بعض القوانين لطلاب الحوزة التي لايعرفها غيرك وهذه القوانين تخص الطلاب القادمين من الخارج شخصيا ولها علاقة بالحوزة بما ان الأنسان الغريب الذي يأتي للدراسة في الحوزة يبقى أكثر من ثلاثين سنة سوف يكبر اولاده في هذا البلد ويتزوج الأولاد فتصبح هناك صلة قرابة ومصاهرة وعلاقات واسعة فيصبح ابن البلد بالقوة وهذه الطريقة والفترة الزمنية الطويلة تهيء لطالب الحوزة الغريب ان يأخذ موقعه داخل الحوزة وحتى استلام منصب الزعامة
    كانوا قد خططوا لقتل الخوئي ومن معه بدليل أنهم هيأوا أنواع مختلفة من أسلحة الرشاش الثقيلة والقنابل اليدوية وقاذفات ( آ بي جي 7 ) التي انهالوا علينا بلا سابق انذار
    وتقول ونحن في غرفة لاتزيد مساحتها 5 في 6 أمتار ملحق بها حمام اختبأ به الآخرون وبدأ اطلاق نار غير متكافيء فقد كان عددهم يربو على المائة والخمسين عجيب كل هذا ا لعدد والعدة وفي غرفة صغيرة لايحتاج الى وقت ساعة وخمسة واربعون دقيقة انا لست عسكري ولكن المفروض أن لاتأخد المعركة اكثر من خمسة دقائق وخصوصا انتم لاتملكون غير رشاشتين ومسدس والمعروف أن أل ( آر بي جي 7 ) سلاح ضد الدروع ضد الدبابات والعربات المصفحة وانت تذكر رفعنا اركتين ( كنبتين ) وجهاز تكييف واسندناها على الباب لايقاف الهجوم هل تريد احد ان يصدقك ان ال ( آر بي جي 7 )الذي يدمر دبابة من الحديد الصلب لايدمر اريكتين من خشب وكذلك بالقنابل اليدوية والرشاشة الثقيلة وانتم في غرفة صغيرة عجيب هذه القصة
    استلم ماهر الياسري رشاشة وشخص آخر الرشاشة الثانية بينما بقي المسدس مع الخوئي سؤال يطرح نفسه لماذا الخوئي يقود المعركة كما تسميها واثنين آخرين فأين حيدر الكليدار لماذا لم يدافع عن نفسة هل اختبأ في الحمام ؟ ولماذا الخوئي يقاتل وهو ليس مطلوب للغوغائيين جائوا الى حيدر هل حياة حيدر الكليدار أهم واغلى من حياة الخوئي غريب وما علاقة ماهر الياسري بحيدر الكليدار حتى يفتدي بحياته لأجله
    بعد أكثر من ساعة ونصف لم يسد الهدوء خلالها ولو للحظة خاصة من جانبهم دخلت أنواع جديدة من الأسلحة عرفت في ما بعد نقلت من مدرسة القوام الدينية الكائنة قبالة المقام العلوي وهذا الأعجب مئة وخمسون شخصا وانواع الأسلحة وقتال لأكثر من ساعة ونصف وانتم في غرفة صغيرة ولاتملكون غير مسدس واحد ورشاشتان وتدعي دخلت انواع جديدة لماذا لاتقول ماهي انواع هذه الأسلحة الجديدة هل هي مضادات للطائرات ام دبابات ام قنابل عنقودية ارجوا ان تتأكد وتخبر الناس مع نو ع الطائرات التي شاركت بالهجوم 0

    سمعنا أصواتا تبشر بمجيء مقتدى الصدر وتفائل أحد الخدم بأن مجيء مقتدى سوف يحل المشكلة لكننا فوجئنا بعدها بشراسة الهجوم بأستخدام القنابل اليدوية هالله هالله أل ( آر بي جي 7 ) والرشاش الثقيل لم يفعل شيء فستعملت القنابل اليدوية وتقول اقترب أحد الغوغاء من الباب ورمى بقنبلة يدوية انفجرت قرب الخوئي فمزقت ثلاثة من أصابعه هل انت متأكد يا معد كانت قنبلة يدوية التي مزقت ثلاث اصابع والمعروف ان القنبلة اليدوية ممكن ان تمزق جسد الأنسان بالكامل وليس ثلاث اصابع فقط

    كان هناك شاب يرتدي ثوبا أسود حاملا رشاشة اكلاشنكوف كان جاهزا للأنقضاض علينا وشاب آخر يرتدي ملابس رياضية هو أكثر حماسا لقتالنا والذي عرفت في ما بعد من اهالي النجف بأنه من أكثر المتحمسين لصدام وأنه قاتل مع ميليشيات فدائي صدام هذه طريقة اتهام سخيفة أسخف من البعثيين عندما كانوا يتهمون الناس0 بقولك هذا لك غاية في نفسك الخبيثة تريد ان تقول ان جماعة السيد الصدر بعثيين وعندما دخلت القوات الأمريكية اصبح يحمون أنفسهم بأسم السيد الصدر ;انها تهمة قذرة

    اجبروا الخوئي على ان يخلع الدرع الواقي من الرصاص والسؤال هل كان الخوئي يستعد لمعركة حتى يرتدي الدرع الواقي من الرصاص أم ماذا ؟

    لاأدري كيف حل وثاقي وقت ذاك حيث علمت فيما بعد ان أحد الزوار من أقارب صديق لي هو الذي غامر وحل وثاق يدي اليمنى بينما تكفلت انا بحل وثاق اليد اليسرى وابقى سائرا مع الموكب كمتفرج كي لااثير انتباه جماعة الصدر ذكرت انت ان مجموع الذين بقى في الغرفة قبل المعركة خمسة اشخاص وبعض الخدم ولنفترض ثلاثة من الخدم فأصبح المجموع ثمانية اشخاص وقلت قبل ان نترك الحرم العلوي قتل حيدر الرفيعي يعني اصبحتم ثمانية اشخاص وانتم مربوطي الايدي ويحيطون بكم اكثر من مئتي شخص يحملون انواع الاسلحة كيف استطاع اقارب صديقك ان يحل وثاقك وكيف خرجت من دائرة محاطة باكثر من مئتي شخص وعددكم فقط ثمانيةأشخاص فقط ليس عددكم ثمانية آلاف حتى يضيع الحساب كما يقولون وتقول سرت مع الموكب تدري يامعد حتى طرزان لايستطيع ان يفعل مثلك ( أنا أعتقد عندما كنت تكتب هذه القصة كنت تشاهد المسرحية العراقية الذي يظهر بها أحد الأشخاص يرقص ومتحمس أكثر من اهل العريس والعروس وعندما سئل من انت فأجاب انا ابن خالة الخياط الذي خييط بدلة العريس ولذلك تقول ( أحد الزوار من اقارب صديق لي غامر وحل وثاق يدي اليمى )0

    كان الموكب يتجه نحو بيت مقتدى الصدر حسب اوامره التي بلغنا بها قبل خروجنا مكبلين وكان الغوغاء يهجمون على الخوئي للأجهاز عليه وقبل الوصول الى بيت الصدر خرج أحد مرافيقيه ليبادر الحشد قائلا يقول مقتدى اقتلوا هؤلاء المجرمين في الشارع ولاتدخلوهم بيتي بينما ذكرت ان السيد مقتدى كان مع الغوغائيين في الحرم جاء اثناء المعركة وقد استبشرتم بقدومه واخيرا تقول خرج احد مرافيقيه يقول اقتلو هم خارج بيتي هل انت في وعييك عندما كتبت هذه القصة العجيبة أنا لا اعتقد ستكون قصة حرب الخليج الثالثة أهم من قصتك هذه 0

    الا تستحي على سمعة والدك وانت ابن مرجع وتتبجح بأنك ابن اية الله العظمى اسحاق فياض لماذا تريد الأسائة لآل الصدر هل هي معركة عوائل المراجع لماذا تريدون الفتنة لشيعة العراق اقتلوا بعضكم البعض واتركوا الشيعة المساكين ألا يكفيكم ماسالت من دماء على يد البعثيين تريدون ان يتقاتل الشيعة مع بعضهم البعض من اجل ماذا من اجل المال كل اموال الشيعة عندكم من اجل الزعامة انت تتربعون على كرسي الزعامة ماذا تريدون من شيعة العراق كفى اراقة دماء الشيعة بسبب تخاذلكم ونومكم العميق واذا جاء شريف ير يد اي يحمل هموم الأمة توحدتم حتى تنفوه من هذه الدنيا ولم تكتفوا بهذا تقتلون ابنائه ومحبيه كما كان البعثيين عندما يحاسبون الأنسان الشريف يحاسبون اقربائه معه حتى الدرجة السابعة وكذلك اصدقائه لقد عرفتكم الأمة كما قلت لك ان معدان اليوم ليس معدان الأمس انت وامثالك الذي يسعى الى الفتنة لن يكون له مكان بين الشرفاء انتم منبوذين انتم اصحاب الفتنة ومرويجها منبوذين خسأتم جميعا ولا مكان لكم بين شيعة امير المؤمنين0
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    1,658

    افتراضي

    معـد (أسـحق) فيـاض . . حقيقـة، أم افتـراء، أم تشـابه أسـماء؟

    عبد الحليـم علي الشـاعر

    لسـتُ من مقلـّـدي السـيد الشـهيد الصـدر الثاني . . ولسـت من مريدي المرحوم السـيد عبد المجيـد . . كما أني لسـت إيرانيـاً ولا فضللاهيـاً (اشـتقاق من السـيد فضل الله) ولا عمليـاً (من منظمة العمل الإسـلامي) . . سـمّوني كما شـئتم، وليكـن اللامنتمـي على رأي كولن ويلســون . . . ولكـن أفيـدوني في سـؤالي هذا، أفـادكم الله

    لم أتـردد من أول قراءتي لكتابات معد فيـاض عن الحكـم بأنه قيثارة بعثيـة تداعبهـا أنامل أمريكــية لتصـدر أنغاماً إســلاميـة..!! لا ريـب في ذلك، ولكم أن تسـألوا كل من كان له قلب أو ألقى السـمع وهو شـهيد . . ولا أدري كيـف لمن يدعي أنه إعلامي (محنـّـك) أن يكتـب بهذا الأسـلوب الركيـك أن لم أقـل الهابـط؟!

    ولا أدري أيضـاً لماذا أحسـسـت رائحة النتـانة في كتابات هذا الرجل، وأرجـو أن تنتبهـوا الى أنهـا المرة الأولى التي أكتـب فيها شـتائم موجهـة الى شـخص محدد، فذلك مالم أجـرؤ عليه من قبـل، بل طالما كنـت أمقت أن يتبادل العراقيـون الشـتائم من على منبـر (كتـابات) . . غير أني لآن أعـذر بعضهـم تمامـاً

    المهـم . . لسـت هنا بصـدد النقـد والتحليـل، أو الشـتم والتنعيـل . . بل هو سـؤال عن ما قيــل:

    بإن هذا الـ(معـد) هو ابن آية الله العظمى أسـحق الفيـاض . . تـرى هل أن ذلك صحيح؟؟ وإن صـحّ، فكيـف يذكر في مقاله في الشـرق الأوسـط أنه كان (السـنـّي) الوحيـد ضمن مجمـوعة المرحوم السـيد الخوئي؟ هـل هي حقيقـة؟ أم افتـراء؟ أم (تشـابه أسـماء)؟

    أي بصـيغة أخـرى: هل أن معــد فيـاض (السـني) هو ابن المرجع (الشـيعي) أسحق الـفيـاض؟

    أفيـضــــونا . . أفادكم اللـــه
    بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (1) الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (2) الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ (3) مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ (4) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ (5) اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ (6) صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ (7)




  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    المشاركات
    132

    افتراضي

    هناك عدة -كما للكثير من العلماء- من تلامذة الشيخ محمد إسحاق الفياض يكتبون على الإنترنت -في مجموعة من المنتديات-

    لا يظن -صراحة- أن معد فياض نجل للشيخ الفياض -مجرد تشابه في الأسماء- والأفضل -قطعا -التحقق منهم -طلبا لسلامة-

    سيتم الإتصال بأحدهم -خلال هذه المدة- للتعرف على حقيقة الأمر

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    الدولة
    العراق
    المشاركات
    179

    افتراضي

    وايضا ذكر انه من اهالي البصرة
    (كان علي ان اذهب الى مدينة البصرة التي تنحدر منها عائلتي)

    واعتقد ان الشيخ محمد اسحاق الفياض من افغانستان اليس كذلك؟

    افيدونا افادكم الله
    ابو نورس العراقي

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965
    الحقيقة أن معد فياض سني من أهل البصرة , كما يقول هو .. وقد عمل لثمان سنوات مراسلاً اعلامياً في الحرب العراقية الايرانية .. ولا مجال لأن يعمل أحدهم مراسلاً اعلاميا في اعلام النظام الصدامي دون ارتباط بالدوائر المخابراتية الصدامية .. الا أن الغريب أن موقع "كتابات" مقالاً أو شهادة لمعد فياض واضعا أمام اسم الكاتب تعريفا يقول (ابن آية الله اسحاق الفياض) !! وأعتقد أن الاخ صيهود انطلق في رده من خلال مقالته في موقع كتابات .
    فتنة النجف أو بعبارة أدق فتنة العراق لأنه اُريد لها تختزل العراق كله , هي فتنة عمياء خُطط لها بذكاء منقطع النظير ولا زال وكل يوم يمر نكتشف ضخامة الروافد التي ترفد هذه الفتنة وأعتقد أن اضافة فياض لنفسه أو اضافة غيره له ابنوية اسحاق الفياض تصب في هذا الاتجاه ..
    والهدف واضح المعالم فالشيعة اليوم أقرب ما يكونوا من تحقيق أهدافهم ونيل حقوقهم على مر التاريخ وبالوقت ذاته تفويت الفرصة على الأمريكان الغزاة , فكانت الفتنة لتضييع حقوق الشيعة والاسلام بشكل عام في العراق واعطاء الفرصة للاحتلال ليرسخ أكثر .. طبعاً لابد من التنويه أن هناك الكثير ممن يحترق في الفتنة وقد لا تكون له لا ناقة ولا جمل وايضا الكثير ممن لم يكن يقصدها لكن يقع فيها فالفتنة اختلاط الحق بالباطل ومزيج لقليل من الحق بكثير من الباطل وبالعكس .. كفى الله العراق وأهله شر الفتن
    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني