النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1

    افتراضي سؤال يطرح نفسه: أيهما أهم الأخلاق أم العقيدة ؟؟؟

    على ضوء الأحداث الأخيرة من تفجيرات تستهدف الإنسان والبشرية و الأطفال تستخدم العقيدة كتبرير لهذه الجرائم الكبيرة ضد المباديء الإنسانية والأخلاق الرفيعة منها احترام كينونة الإنسان.

    هنا يحصل تصادم غير متوقع ما بين العقيدة والمباديء الإنسانية المتفق عليها جميعا.

    في الكتب التقليدية لعلم الكلام استخدمت عبارة عقائد فاسدة وهي عبارة قديمة لعلماء الكلام و لكن لا نعلم ما هو معيار الفساد في العقيدة ؟

    هل هو معيار أخلاقي أم منطقي أم قرآني أم نبوي ؟

    الواضح من كتب علم الكلام التقليدي هو أن المعيار فقط لقياس فساد العقائد هو معيار منطقي فلسفي وقرآني ولم يتم اتخاذ الإخلاق والمباديء البشرية كمعيار أساسي لقياس صحة العقائد.

    هنا سؤال يجب الإجابة عليه وهو من له الأسبقية على الآخر هل العقيدة أم الأخلاق الإنسانية المتفق عليها؟

    أتمنى من الأخوة أن يدلوا بدلوهم في الإجابة على هذا التساؤل الكبير

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    الدولة
    طائر لا أرتضي الأرض مسكنا
    المشاركات
    4,759

    افتراضي

    مسألة جديرة بالإهتمام حقيقةً و قد يدرك المسلمين ممن يحملون نوعاً من الثقافة الإسلامية حقيقة ما يجري من إستغلال للعقيدة و الدين و أسماء أخرى كالتحرير و المقاومة و الثورة التي تعتبر شرف كل الأمم. إلا أنه الكثير من المسلمين و غير المسلمين قد ينتابهم الشك في أصل العقيدة عندما يمثلها بعض المسخ من القتلة المجرمين.

    أيهما أهم؟
    بالتأكيد الأخلاق أصل كل عقيدة و ديانة سماوية و الرسول صلى الله عليه و آله يقول (ما بعثت إلا لأتمم مكارم الأخلاق)
    و لو تتبعنا السيرة النبوية لوجدنا أنها غنية جداً بمكارم الأخلاق بكل الأتجاهات.
    ففي الحروب كان يوصي المقاتلين بأن لا يقتلوا طفلاً أو أمرأة أو يجهزوا على هارب أو يقتلوا جريح أو يأذوا أسير.
    و في السلم هناك مئات الأحاديث التي تحث المسلمين على الإلتزام بكل ما يضمن أمان المجتمع و سلامته و الحفاظ عليه لا بطريقة المراقبة و الأجهزة الأمنية بل عن طريق زرع الأخلاق الحميدة في المجمتع.
    و ينسب للنبي صلى الله عليه و آله أنه قال (المسلم من سلم الناس من يده و لسانه)
    و الله سبحانه يقول (لا ينهاكم الله عن الذين لم يقاتلوكم في الدين ولم يخرجوكم من دياركم ان تبروهم وتقسطوا اليهم ان الله يحب المقسطين)

    هذه الآيات و الأحاديث تثبت أن الأخلاق و أحترام حقوق الناس عامة مرتبطة إرتباط وثيق بالعقيدة الإسلامية.
    إلا أن ما يجري هو قضايا سياسية بحتة لا تأخذ الدين و العقيدة بعين الأعتبار و إن أدعى فاعلها بهذا.

  3. #3

    افتراضي

    أشكرك استاذ صفا على هذا الرد الجميل والمتوقع

    إشكالية الدين والأخلاق هي إشكالية كبيرة في الفكر البشري ولكن أنا أردت إستبدال كلمة الدين بالعقيدة لأن الدين مفردة شاملة وواسعة أما العقيدة فهي تختص بالتكوين اللاهوتي أو الفكري للإنسان المؤمن ولا تعني بالضرورة التشريعات الفقهية والمعروفة بإصطلاح فروع الدين. الدافع الرئيسي لطرح هذه الإشكالية هو الطروحات الغربية القائلة بأن اللاهوت أو العقيدة قد أختطفت الأخلاق لأن الأخلاق الإنسانية هي إختراع بشري ولا علاقة للدين بها وبسبب عقدة النقص الأبدية الملازمة للإنسان نسب هذا الإنسان هذه القيم والأخلاق إلى ما هو ميتافيزيقي أي ما وراء الطبيعة.الفلاسفة الغربيين من أمثال ديكارت وكانط أعتبروا أنه من الواجب أن يكون هناك دافع أخلاقي وطبيعة هذا الدافع الأخلاقي هي ميتافيزيقية أي متعالية عن الطبيعة والماديات. فأعتبر كانط أن المسيح بن مريم قبل أن يكون نبيا فهو معلم أخلاقي وكذلك سقراط وغيرهم. إذن الأخلاق تحتاج بطبيعتها إلى إلهام ديني أو إلهي.
    ولكن يحصل هناك تصادم غير متوقع ما بين عقيدة ما والاخلاق الإنسانية العالمية.لندعي في البداية بأن كل العقائد الدينية هي عقائد عقلانية بنيويا أي أن بنيتها المعرفية الداخلية هي بنية متناسقة داخليا (Consistency)هذا التناسق هو داخلي لا خارجي قد تكون عقيدة ما أصح من عقيدة اخرى لو عقدنا مقارنة عقائدية عقلية أما البنية التشكيلية المتضمنة في كل عقيدة فهي متجانسة ومتناسقة تناسق تام. لذلك نستطيع القول بأن عقيدة الزرقاوي هي عقيدة متجانسة وعقلانية داخليا لأن توضيفها للأدلة الشرعية والادلة القرآنية هو توظيف عقلاني داخليا. ونستطيع القول بأن عقيدة الزرقاوي يمكننا تسميتها عقيدة لأنها بالنهاية تتضمن كل مقومات المصطلح.
    كلنا يعلم بأن عقيدة الزرقاوي هي عقيدة تتصادم تصادم كبير مع الأخلاق والقيم الإنسانية المتعالية وهذا يخلق المعضلة الرئيسة في هذا الموضوع.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    57

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة فياض
    لذلك نستطيع القول بأن عقيدة الزرقاوي (((هي عقيدة متجانسة وعقلانية داخليا))) لأن توضيفها للأدلة الشرعية والادلة القرآنية هو (((توظيف عقلاني داخليا))). ونستطيع القول بأن عقيدة الزرقاوي يمكننا تسميتها عقيدة لأنها بالنهاية تتضمن كل مقومات المصطلح.
    كلنا يعلم بأن عقيدة الزرقاوي هي عقيدة تتصادم تصادم كبير مع الأخلاق والقيم الإنسانية المتعالية وهذا يخلق المعضلة الرئيسة في هذا الموضوع.
    شلون بلله...عقيدة متجانسة و علاقنية داخلياً....لأنها تتضمن مقومات المصطلح...

    ما تعريفك "للعقيدة " بشكل عام حتى نعرف ما مقومات التضمن المذكور عندك ؟؟؟...

    فالخوارج فلقوا هامة رأس أبا الحسنين عليه السلام... بضربة سيف ابن ملجم اللعين...

    تحت شعار ((الحكم لله... لا لك يا علي))...

    فهل هؤلاء و من ورائهم ابن ملجم أيضاً.... ((( يحملون عقيدة متجانسة و عقلانية داخلياً))) استاذ فياض ؟؟؟...

    بتصوري المتواضع....

    المشكلة تكمن في فكر أهل السنة و الجماعة من الناحية العقدية .....

    فهم يقفون عاجزين أمام "ادلة" كل من ابن لادن مثلاً...والزرقاوي و أضرابهم....

    ممن وضف و سخر بمكر متناهي الأدلة الشرعية "السنية".... من سنة ((أهل السنة)) اذا صح التعبير...

    وكذلك بمن لوى عنق الأدلة القرآنية لتحقيق مآربه الشيطانية في التكفير و الابادة و الارهاب و حز الرؤوس ....

    فهم عالقون بين نارين...نار "النصوص" و نار "النفوس"....أي في مأزق نفسي حقيقي....

    ينكرونها بعقولهم لأنهم بشر... و يعرفون بالفطرة السليمة الفرق بين الخير و الشر و الحق و الباطل ...

    و لكن قلوبهم معها بسبب" أزمة النصوص المقدسة في سنتهم "

    فتراهم يدورون...خاضعين... مسلوبي الارادة ... كيفما دارت هي ...بكل تناقضاتها وازماتها...

    أي جعلوا منها نصاً الهياً متوازياً مع النص القرآني المحفوظ من التحريف....

    لم يآتي الزرقاوي أو ابن لادن ((أو الكاهن الحراني ابن تيمية)) من قبلهم ... بجديد "عقائدي"على الساحة الشرعية عندهم ....

    فهم جميعاً "امناء" اذا صح التعبير مع بعض تلك النصوص المشبوهة...

    هذا ما يجعل ائمة أهل السنة يمارسون "تقية سنية" عندما تتصادم مصالح "عامتهم من أهل السنة" مع هؤلاء ...

    فتراهم يسمونهم عند حدوث هذا التصادم ...

    تارة "بالسلفيين" و تارة "بالخوارج"...و تارة "بالمتشددين" و تارة بالمتطرفين" ....كل مرة ...

    بحسب مصلحة أولياء أمورهم و وعاظ سلاطينهم من ورائهم...

    و لكنهم في نهاية الأمر ...و رغم كل شيء...

    يبقون "سنة" بالمعنى الجامع العريض ..أخوة في العقيدة و المذهب....

    مثلهم مثل بعض ....يجمعهم البيت السني العريض...رغم اتهام الخط الوسطي في التسنن...

    لهم(الزرقاوي و ابن لادن...) ببعض الشطط و التطرف العقائدي....



    ابشع انواع "التقية السنية" من الناحية العقائدية...

    و أقصد في الشارع السني العريض ....ومن ورائه علمائهم وفقائهم...

    نراها تمارس عندما تتصادم تلك الشراذم السنية المتطرفة مع شيعة أهل البيت....

    و تحاول ممارسة دور التكفير والقتل و الاقصاء و الغاء وجود الآخر...

    عندها ترى الصمت الرهيب من الشارع السني العام ....

    لا بل السكوت "العقائدي " المخيف من ما يحصل....و كأن على رؤوسهم الطير

    و كأن قلوبهم وعقولهم قد اتحدت هذه المرة...

    لأن لا تصادم حقيقي عندها في "النصوص" و في "العقيدة" بل تضامن حقيقي بين عامتهم و أولياء أمرهم....

    لأنه "العقيدة"السنية هي جامعة كلية في هذه الحالة... (متطرفين -سلفية مع عامة الأشاعرة و الماتردية)...

    و أقصد في نقطة "الموقف من الرافضة... لاعني الصحابة"...

    أهل الزور و الباطل و البهتان....

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    تحية للأخ فياض على فتحه هذا الموضوع الشيق والهام

    العقيدة رغم أنها مركب يحوي بين ثناياه إلتزام الإنسان ببعض القيم والمثل والأسس، ورغم أن العقيدة يفهم المعتقد بها تكوينه، وذاته، وهويته، ووجوده في الكون، والحياة، وحتى مرحلة مابعد الحياة، إلا أن هذه العقيدة بشكلها المجرد تطرح إشكالية من نوع معقد، إنها إشكالية الأخلاق من حيث أنها هل هي عقيدة بحد ذاتها، أم أن هذه الأخلاق هي إفراز طبيعي لهذه العقيدة أو تلك. وهل ترتبط الأخلاق إرتباطاً عضوياً بالعقيدة، أم أنها إفراز طبيعي لفطرة الإنسان السليمة، وما تفعله العقيدة هو توجيه عقلاني لتلك الأخلاق، إضافة إلى تشجيع الإنسان -الخلوق فطرياً- على أن تتعمق صلته بالأخلاق السليمة والحميدة؟

    من حيث المبدأ يجب ألا يكون هنالك أي نوع من التناقض أو التصادم بين العقيدة والأخلاق.
    ومن حيث المبدأ نستطيع أن نقول أن العقيدة، الإيديولوجيا، بمفهومها العام تعتبر الإطار أو لنسمِّها البوصلة التي توجه الأخلاق، وفهم هذه الأخلاق إضافة إلى التنوع في تطبيقات هذه الأخلاق.

    هل العقيدة هي القانون الغير مرئي الموجه للأخلاق ؟
    سؤال نجد إجابته عند إستقرائنا لبعض النصوص القرآنية. فعندما نقرأ "كتب ربكم على نفسه الرحمة" وهو مبدأ إسلامي، يدخل في صميم العقيدة الإسلامية. نجد أن هذا النص القرآني هوالحلقة التي تربط العقيدة الإسلامية بالأخلاق. وعندما نحاول أن نقرأ الأخلاق، فإننا نكتشف أن هذه الأخلاق تستبطن مفهوم الرحمة أيضاً، وهذا النص ربما ربط جانب الفطرة وجانب العقيدة وجانب الأخلاق بالإنسان، هذا المخلوق الذي خلقه الخالق الذي كتب على نفسه الرحمة.

    العقيدة الإسلامية إذن تستبطن منحىً مهماً يشجع ويشكل ويصيغ الأخلاق الكريمة بجوهرها العام. إن العقيدة الإسلامية تبني قيم الرحمة والتراحم في منظومة أخلاقية رائعة تدخل في حياة الإنسان اليومية وفي أدق تفاصيلها. من خلال علاقة الخالق بالمخلوقين، أو من خلال علاقة الإنسان بأخيه الإنسان أو الإنسان بغيره من المخلوقات. بل ونراها تتعدى إلى أن تصل إلى إلى أساليب التعامل المسلح مع العدو، أو الإقتصاص.
    إن مفهوم الرحمة كمكوِّن من مكوِّنات العقيدة الإسلامية يمثِّل اذن عنواناً هاماً يوجه فهم الأخلاق . وقد إستخدمت العقيدة الأخلاق كأسلوب ناجح لضبط السلوك البشري بشكل متوازٍ مع القانون والفقه.

    الأخلاق كأداة تنظيم إجتماعي

    نستطيع أن نقول أن العقيدة إستخدمت الأخلاق (وهو إستخدام عقلاني جداً) كأداة غير مباشرة تسير جنباً إلى جنب مع القانون والقواعد الرسمية لتنظيم وضبط السلوك البشري، وضبط العلاقات البشرية في المجتمع. وهذه مسألة كانت الديانات السماوية سباقة لتثبيتها في سبيل بناء مجتمعات تلتزم بمعايير مقبولة من الأسس والقيم، تنظم العلاقات وتسد الطريق على عوامل تتحرك في آفاق نشر الفوضى والإنهيار الإجتماعي والمعنوي. وكما إلتفتت الديانات إلى هذا الجانب فقد إلتفت علماء الإجتماع والإدارة إلى ظاهرة ما يسمى بعنوان أخلاقيات المهنة. وهي أخلاقيات قد تكون مكتوبة أو غير مكتوبة تتحرك بشكل متوازٍ مع القوانين والأعراف واللوائح والإلتزامات المرعية في بعض المؤسسات أو القطاعات. وكمثال على هذه الأخلاقيات تلك الإتفاقيات الأخلاقية الغير مكتوبة بين التجار مثلاً، والتي يعني الإلتزام بها أحياناً تجاوزاً على بعض الفقرات في القوانين الرسمية المكتوبة، لكنها تبقى أسمى وأعلى من تلك اللوائح والقوانين. وهنا يعكف الكثيرون من رجال القانون إدخال هذه الأخلاقيات في اللوائح الرسمية، وإن كانوا يواجهون صعوبات جمّة في ذلك نظراً لعدم إنطباق هذه الأخلاقيات مع جوهر القانون الذي يتميز بالشدة والصرامة، وتثبيت الحقوق. لأن الأخلاق أحياناً تعني تضييع بعض الحقوق الخاصة في سبيل القيم، والمثل العليا، وهي أمور لا يمكن أن تقاس بمعايير مادية بحتة.

    هنالك أمثلة كثيرة لا تعد ولا تحصى نستطيع أن نقرأها في النصوص الفقهية، والتي تعتبر اللوائح التي تعكس العقيدة في تنظيمها للسلوك البشري والعلاقات بين الأفراد.
    القانون يقول بأن من حق الأم أن تأخذ أجرة على رضاعة طفلها من الأب، لكن القاعدة الأخلاقية تقول لا.
    القانون يقول بأن من حق الأب أن يأخذ فائدة ربوية على القرض الذي يعطيه لإبنه، لكن القاعدة الأخلاقية تقول لا.
    القانون يقول بأن من حق الذي يعطي قرضاً أن يأخذ رهناً مقابل القرض، لكن القاعدة الأخلاقية تمنع هذا الأمر أحياناً.
    القانون يعطي الحق لذوي المقتول ان يقتصّوا من القاتل، بينما القاعدة الأخلاقية تنصح بالعفو.

    أما ما يخص أخلاقيات المهنة بين المتعاملين تجارياً فإن القوانين المختصة بالتعامل التجاري تجعل فقط العقود المكتوبة ملزمة للمتعاملين، بينما القاعدة الأخلاقية تجعل الإلتزام بالإتفاق الشفهي بنفس مقدار الإلتزام بالعقد المكتوب.

    وكما تصرفت العقيدة بشكل يثبت الأخلاق بمكارمها في المجتمع، فإن الذين إنتموا إلى العقيدة، ومثلّوها التمثيل السليم تحركوا بنفس الطريقة، وكانوا مثالاً صادقاً للتطبيق الأخلاقي الإنساني السليم الذي كانت تغذيه وترعاه وتشجعه العقيدة. والأمثلة التأريخية كثيرة جداً لا تعد ولا تحصى، نذكر منها تحديداً لا حصراً، سلوك الرسول الأعظم صلى الله عليه وآله وسلم مع بعض أعدائه، وسلوك الإمام علي عليه السلام في مواقف كثيرة، وأخيراً سلوك مسلم بن عقيل في عدم قتله عبيدالله بن زياد، مع قدرته على قتله وإستحقاقه القتل. إنه سلوك ثبّت القيم الأخلاقية التي تستمد جوهرها من العقيدة في مواقع الحركة بكل تفاصيلها، وبشكل عملي بحيث لم تعط المسألة مجالاً للتأويل على اساس نظري.

    وربما كان للحديث صلة !
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

  6. #6

    افتراضي

    أشكرك أستاذ العقيلي علي مداخلتك الرائعة..........
    قولي بأن عقيدة الزرقاوي هي عقيدة عقلانية قصدت منها تعريفا محددا للعقلانية وهو الترابط الصحيح ما بين المنظومة المعرفية للأفكار داخليا أو بنيويا وليس حديثي هنا هو عن العقلانية المجردة والتي تقوم على البرهان الصحيح.فعقيدة الزرقاوي هي عقيدة بحد ذاتها كما أن الإنسان هو إنسان بحد ذاته لأنها تتضمن كل مقومات مصطلح العقيدة وهو التوظيف المعرفي ( سواء وافقنا مع هذا التوظيف أو لا) لأفكار ميثولوجية دينية.

    محورالإشكال يقع هنا لأن عقيدة الزرقاوي تبقى عقيدة بحسب التصور الإسلامي الديني أو حتى التصور الديني الغير إسلامي مع أنها تنافي الأخلاق الإنسانية الرفيعة وتتصادم تصادم كلي مع قيم الإنسان المتكاملة. وهذا ما يجرنا لسؤال الأستاذ العقيلي وهو هل الأخلاق عقيدة بحد ذاتها؟
    جوابي لهذا التساؤل هو أن الأخلاق ليست عقيدة بل هي منظومة إنسانية متعالية متعارف عليها من كل البشر أما العقيدة فهي مجموع نظريات قابلة للدحض أو للنقاش و الاخلاق لا تقوم على هذه الأسس لانها حسب تصوري البسيط هي علوم حدسية "priori". العقيدة والأخلاق لا يتصادمان بالمبدأ لأنه وكما ذكر الأستاذ صفا في حديث رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق" فمقاصد العقيدة الدينية هي الأخلاق و إصلاح المجتمع على أسس رفيعة.
    لذلك أعتقد بأن الأزمة تبدأ عند التعريف والتعامل التقليدي والكلاسيكي في علم الكلام الإسلامي واللاهوت المسيحي مع العقيدة بشكل عام لأن علم الكلام الإسلامي قد أهمل وأغفل الجانب العملي والجانب الإجتماعي للعقيدة في تشكيل البعد الاخلاقي للأفراد وركز تركيزا كاملا على الجانب النظري والتوظيف الإبستيمولوجي للأفكار. هناك علم يسمى سيسيولوجيا المعرفة وهو يدرس كيفية تأثير الأفكار والمعارف على الحراك الإجتماعي للمجتمع ويدرس كذلك العقائد في تاثيراتها على الوعي الإجتماعي للأفراد وهو سيسيولوجيا الدين. أول من ألف في هذا الحقل حسب اعتقادي هو ماكس فيبر الفيلسوف والمفكر الإجتماعي الألماني في كتابه الشهير"الأخلاق البروتستانتية وروح الرأسمالية" وهو كتاب يقدم لنظرية تقول بأن المحرك الرئيسي للنهضة وللثورة الصناعية في أوروبا هي الأخلاق البروتستانتية التي تقوم على نظرية كالفين اللاهوتي الشهير وهي نظرية "predestination"أي الجبر. عقيدة الجبر هذه ساهمت في تشكيل الوعي الأخلاقي لأغلب أصحاب النهضة الإقتصادية في الغرب لأنها زرعت فيهم روح الإستقلال المادي والخروج من الخوف الدائم الذي بعثه كالفين في عقول البروتستانت.
    الجانب الإجتماعي للعقيدة قد اهمله أغلب مفكري الإسلام ولم يقيموا العقائد على اساس مساهمتها في تشكيل وعي اخلاقي بل فقط على مقدار مساهمتها في تشكيل وعي نظري للأفراد.لذلك اقترح أن يتضمن تعريف العقيدة في علم الكلام الجديد هو مقدار مساهمتها في صنع وعي أخلاقي إنساني متعالي. ولنأخذ عقيدة الوهابية كمثال لعقيدة ساهمت في نشر معرفة أخلاقية إجتماعية وهي مازجت ما بين مجتمع البدواة وأفكار دينية مغلقة و تتحسس من الجانب العرفاني والصوفي للدين.عقيدة الوهابية تتعامل مع المذاهب الاخرى كقبائل ( وهنا نرى كيف يلعب المجتمع البدوي دوره) وليس كمذاهب فكرية قد تحتمل الصدق والكذب. هذه العقيدة ساعدت معتنقيها على القول بأن كل من لم يحمل أفكارنا فهو عدونا وجعلت الوهابية في قبال كل عقائد البشر فهم الفرقة الناجية الوحيدة. لذلك أصبحت الثنائية في عقلية كل وهابي هي ثنائية (أنا×الكافر). هذا بدوره أحدث وعيا أخلاقيا مميزا لكل معتنق أفكار الوهابية لأنها تجعله يتصادم مع الآخر دائما.

  7. #7

    افتراضي

    استكمالا للموضوع أقول أنه من الواجب إضافة العنصر الإجتماعي في تعريف العقيدة لأن العقيدة تلعب دورا محوريا في صنع المستوى الأخلاقي للفرد

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    517

    افتراضي

    ليست المشكلة بالعقيدة و لا الأخلاق

    المشكلة الكبيرة هي بالنفس البشرية الأمارة بالسوء

    فنفس الزرقاوي و بن لادن سولت لهم أنهم أحسن من الناس جميعا و أنهم قادرون على قتل كل من يخالفهم و هم يرون أنهم على حق و من هنا يتخذون ما يرون عقيدة لهم و بأعمالهم التي يبررونها بعقولهم المظلمة يظنون أنها أخلاق لا تعارض عقيدتهم




    الموضوع طويل و متشعب

    سأحاول اختصار الإجابة

    برأيي الشخصي



    أن الدين الحقيقي و العقيدة
    هو


    تحطيم صنم الأنا داخل أنفسنا البشرية

    نحن حتى داخل الأسرة الواحدة ترى بعض الآباء أو الإخوة الكبار مستبدين بآرائهم و يبررونها بالدين
    مع أن الدين لا يلغي العقل



    المشكلة أن الناس جمدت الدين
    فالدين يحوي العقيدة و الأخلاق معا

    لكنهم جمدوا الدين في صورة ركوع و سجود و صيام
    مع أن هذه عبادات و الدين أكبر من العبادات و إن كان يحث عليها

    يحث على هذه العبادات حتى تقربنا اكثر من بعضنا البعض و حتى نتعايش بحب و أخوة مع سائر البشر
    فالسجود يمنع التكبر عن الناس لكن من يعرف معناه فقط هو من يدرك حقيقة هذه العبادات

    أما من يظن أن العبادة تجعله أفضل من باقي البشر
    ؟
    فهذه هي المصيبة؟

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    بسم الله الرحمن الرحيم ( انك لعلى خلق عظيم ) ... صدق الله العلي العظيم ... انما بعثت لاتمم مكارم الاخلاق ) صدق رسول الله .
    معروف ان الاخلاق فضلوها على العلم ... والعلم معروف انه اسمى مواقع حياة الانسان ... انا اعتقد ان الاخلاق والمعاملة الحسنة هي الفاصل في معاملات الناس ... لا يهمني دينك لونك عرقك عقيدتك .. المهم عندي معاملتك لي .... اما تناول شخصيات مثل الزرقاوي وابن لادن كرموز للحوار فاعتقد ان الاثنين ومن على شاكلتهم ليس لديهم لا اخلاق ولا علم اما عقيدتهم فهي ايضا موضع سخرية بين الكثير من الناس ... وموضوع الغداء مع الرسول دليل على ما اقول ... فكرهم ينبع من عقيدتهم واذا كانت عقيدتهم ساذجة ومتخلفة فماذا نتوقع من فكرهم او اخلاقهم .... اما شمول جميع اهل السنة بالعقيدة السلفية وما شاكلها فاعتقد ان في هذا ظلم كبير لاهل السنة لان كل واحد منا لابد وان تعامل مع اناس من اهل السنة ففيهم من يتمتع بالاعتدال والاخلاق والطيبة والمعاملة الحسنة اذن لا يمكن شمولهم مع العقيدة الفاسدة ...وهنا يبرز دور الاخلاق فكثير ممن هم ليسوا مسلمين بل وبلا دين تراهم يتعاملون في ما بينهم ومع الاخرين بالاخلاق الطيبة وقبول الراي الاخر بغض النظر عن عقيدتهم ... اذن مرة اخرى يتجلى لنا ان الاخلاق هي المعيار بين الناس ليس العقيدة والسلام .

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    126

    افتراضي

    الاخلاق كانت موجودة حتى قبل الدين ... و هي لا تتعلق باي شكل من الاشكال بالسمو او الرقي او الواعز الديني...و ان بدت لنا هكذا اليوم ,, انها قوانيين معاملات غير متفق عليها كليا حتى الان.. انما اتفق الجميع على ضرورة ايجادها و خلقها ,, توصل لها البشر خطوة خطوة و طوروها مرحلة مرحلة نتيجة اتساع و كبر التجمعات البشرية اللتي وجدت نفسها فريسة للاقوى و فريسة للعوامل و الكوارث الطبيعية و غيرها من الاسباب اللتي اقنعت الانسان بانه قد يستطيع ايجاد صياغات تقيه او تحميه من الشر..... فتوصل الانسان في الصحراء مثلا بذكائه الى مفاهيم مثل النخوة او الكرم نتيجة لخصائص الصحراء و القبيلة ... و خلت بعض اللغات الافريقية المحلية تماما من المفردات اللتي تخاطب او نصف الفرد و استخدمت بدلها مفردات تتعامل مع المجموعة ,فاسقطت هذه الشعوب بالخبرة المكتسبة الحالة الفردية من اجل المصلحة العامة ....
    فهل نقول انه كان هناك دين علم البدوي النخوة و اكرام الضيف الاتي مشيا على الاقدلم من مسافات شاسعة .. او الافريقي انكار الذات او سكان الاسكيموا ان لا يصيد من الحيتان الا القدر اللذي يحتاجه احترما للحياة الحيوانية!!! لم يكن الدين انما فن التعايش اللذي توصل الانسان له حبا في العيش بسلام قدر الامكان... اما من ناحية العقيدة فالاهم هو ان الاخلاق حيادية و العقيدة ليست كذلك.. لهذا بالتاكيد ان الاسبقية للاخلاق.. فاطارها اشمل و تستطيع ان تجمع اكثر من مختلف تحت مضلتها.....

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني