التوقيع على مسودة الدستور العراقي

وقع اعضاء لجنة صياغة الدستور العراقي على المسودة النهائية التي ستقدم الى الجمعية الوطنية لمصادقة عليها.
اعلن ذلك رئيس اللجنة همام حمودي الذي اضاف ان "بعض" اعضاء اللجنة سجلوا تحفظات على المسودة، في اشارة الى الاعضاء السنة.

وكان مفاوض عراقي سني، رفض الكشف عن هويته، قد اكد الاحد ان السنة العرب مازالوا رافضين لمسودة الدستور التي اقترحها الشيعة والاكراد، وانهم لن يستجيبوا لضغوط الولايات المتحدة.

وأضاف المفاوض في تصريح نقلته وكالة رويترز قائلا "إن موقفنا لم يتغير من حيث المبدأ، كنا قد التقينا السفير الامريكي السبت ووجه الينا تهديدات لكن تهديداته لن تجدي."

ودعا المفاوض السني البرلمان إلى حل نفسه بعد انقضاء أكثر من مهلة لتقديم مسودة للدستور

وينتظر أن تعرض المسودة النهائية للدستور العراقي على الجمعية الوطنية العراقي (البرلمان) اليوم الأحد، رغم الفشل الواضح من جانب ممثلي الفئات العراقية في التوصل إلى إجماع.

وقد استمرت الأقلية العراقية من السنة تعرب عن تحفظاتها على المسودة رغم الجدال والمساومات التي وقعت في اللحظات الأخيرة.

وقد أكد رئيس الجمعية الوطنية العراقية حاجم الحسني أن الجمعية ستجتمع اليوم للنظر في مسودة الدستور.

وتستطيع الجمعية التي تمثل فيها أغلبية من الشيعة والأكراد - أن تقترع على المسودة أو تطرحها للاقتراع العام في استفتاء في شهر أكتوبر/ تشرين الأول المقبل.

وكان الحسني قد صرح يوم السبت بأن الأكراد والشيعة قد قدموا بعض التنازلات في اللحظة الأخيرة، خاصة فيما يتعلق بمسألة الفيدرالية.

وأوضح في إشارة إلى الانتخابات المقرر إجراؤها في شهر ديسمبر/ كانون الأول المقبل: "تمنح مسودة الدستور الحق في اقامة فيدرالية إلا أنها تترك آلية اقامة مناطق فيدرالية للبرلمان الجديد الذي سيتم انتخابه".

إلا أن صالح المطلك أحد ممثلي السنة قال إن اقامة نظام فيدرالي في العراق قد يؤدي إلى اقامة كيان شيعي يتمتع بالحكم الذاتي في جنوب العراق مثل الكيان الكردي في الشمال ولكن تحت هيمنة ايران.

ويخشى السنة من أن يؤدي الحكم الذاتي للشيعة والاكراد إلى تقليص نصيبهم من عائدات النفط العراقي الذي يتركز إنتاجه في الشمال والجنوب.

وقد عارض خمسة من كبار المسؤولين من العرب السنة في الحكومة العراقية (4 وزراء وأحد نواب رئيس الوزراء) على 13 مادة من مواد مشروع الدستور.

وهؤلاء المسؤولين هم وزير الدولة لشؤون المحافظات سعد حردان ووزير الصناعة أسامة النجفي ووزير الثقافة نوري فرحان الراوي ووزيرة الدولة لشؤون المرأة أزهار عبد الكريم ونائب رئيس الوزراء عبد المطلك الجبوري. الافراج عن السجناء

وكان السفير الأمريكي في العراق زلماي خليل زاد قد اجتمع يوم السبت مع قادة العرب السنة في محاولة لإقناعهم بقبول المقترحات التي تقدم بها المفاوضون الشيعة والأكراد بشأن مسودة الدستور العراقي الجديد.

وقد ناشد خليل زاد أيضا الزعيم الشيعي البارز أية الله علي السيستاني للمساعدة في التوصل إلى اتفاق بشأن مسودة الدستور.

ويقول محللون إن غياب الاجماع سيكون بمثابة ضربة للولايات المتحدة التي حاولت مرارا إشراك السنة في المفاوضات على امل أن يساعد هذا في تخفيف شدة العمليات المسلحة التي يشنها مسلحون من السنة.

وهناك أيضا احتمال أن يسفر الاستفتاء عن رفض الدستور لأن السنة يستطيعون حشد ثلثي المقترعين في ثلاث محافظات وهو ما يكفي لاجهاض المشروع.

وكانت الولايات المتحدة قد أعلنت يوم السبت أيضا عن اطلاق سراح ألف سجين من سجن أبو غريب.

ورفض المسؤولون الأمريكيون التعليق على ما إذا كان اطلاق سراح السجناء يتصل بالمحادثات المتعلقة بالدستور الجديد.

إلا أن مراسل البي بي سي في بغداد يقول إن اطلاق سراحهم الذي جاء في اعقاب مناشدة من جانب السنة، يمكن أن ينظر اليه كعلامة ايجابية في ظل المناخ القائم.

موضوع من BBCArabic.com
http://news.bbc.co.uk/go/pr/fr/-/hi/...00/4192198.stm