في خضم الاحداث و في عشوائية التوقعات تشتبك المواقف والرؤى وينعدم الوعي. وفي حالة أنعدام الوعي يلتبس الحق بالباطل و يصبح الجميع يتكلمون نفس اللغة بحيث تخال أن الكل هم ذات اتجاه واحد وثقافة واحدة. وهذا ما حذر منه الامام علي-ع- في الكثير من خطبه. المشكلة في هذه الاوضاع أن الانسان العادي الذي يريد حلا وينتظر ردا لا يستطيع أن يميز الفرق بين كلام علي بن ابي طالب او كلام معاوية لسبب بسيط ان ان معاوية بدهائه استطاع ان يستعمل نفس اسلوب علي بن ابي طالب في الخطاب. هذه الحالة شبيهة بحالنا اليوم، فقمنا نرى ان الرفيق الشيوعي سابقا والرفيق البعثي والعلماني الاميركي والمحسوب على الاتجاه الاسلامي هذا او ذاك اصبحوا كلهم يتحدثون نفس اللغة واحيانا يتبنون نفس الافكار.
وفي هذه المعمعة اللغوية يقف الانسان حائرا. فبعض من كلام العلماني صحيح وجزء آخر من كلام الاسلمي ايضا صحيح والنتيجة خلطة افكار تقاس بالمليمتر. فاذا تحركنا مليمترا واحدا الى اليمين وجدنا انفسنا دون ان ندري وقد انطوينا تحت المظلة الاميركية واذا تحركنا مليمترا الى اليسار وجدنا انفسنا علمانيين من جماعة الرفاق وهكذا الامر بالنسبة للآخرين.

في وسط هذه الفوضى الفكرية الذي افرزها الواقع المر الذي يعيشه الانسان العراقي من دون وضوح جيد لاية مرجعية اخلاقية او ثقافية او دينية يزداد التأكيد على دورالمثقف العراقي الاسلامي الواعي الذي يفهم كيف يخاطب وكيف يحافظ على اصالة طرحه وكيف يفهم اليات تحركه من دون ان يتأثر بهذه الفوضى. أظن اننا في حاجة الى لحظة توقف نراجع فيها ان الهدف الرئيس من تحركنا الذي ينبع من كياننا الاسلامي هو الالتزام بان الهدف الكلي من هذا التحرك هو الاصلاح وكل ما عدا ذلك انما لا يعدو كونه مضيعة للوقت و مضيعة للموارد. كما لا ننسى تلك الاستراتيجية الرائعة التي اوصى بها الامام علي-ع- لقياس مدى ألتزام من يعلن انه ينتمي الى الاسلام فكرا ولكنه يبتعد عنه فعلا الا وهي عرض امره على الاصل الذي انتمى اليه بدء وقياس انتمائه الى هذا الاصل لاحقا اضافة الىمبدأ "أعرف الحق تعرف أهله".

أظن انه موضوع يستحق ان يكون للمناقشة. ا