العراق: مدّعو المقاومة يخدمون الاحتلال
أما العراق، فإنه لا يزال يعيش الجوع والحرمان والخلل الأمني والمجازر الوحشية اليومية، من خلال الطريقة التي يدير فيها الاحتلال حركته وسياسته بما لا تستطيع الحكومة المؤقتة أن تأخذ حريتها في تطبيق برنامجها في إدارة الأوضاع العامة، لأنها لا تملك الإرادة القوية في قضايا الأمن والخدمات الحيوية، ولا سيما مع استمرار الفئات المتحركة في برنامج قتل المدنيين بشكل يومي بما لا يصل إلى مستوى قتل الجنود المحتلين.
لقد أكّدنا أكثر من مرة بأننا مع مقاومة الاحتلال بكل الوسائل السلمية والعسكرية، ولكننا نرفض اعتبار المقاومة غطاء للذين يقتلون المدنيين بلا حساب، ويفجّرون المساجد على رؤوس المصلّين، ويعتدون على العتبات المقدّسة، ويخططون للفتنة المذهبية من خلال ما قد يتحرك به الواقع في عملية الفعل ورد الفعل، في حراسة استراتيجية الاحتلال الذي قد تساعده الفتنة على الإقامة طويلاً في العراق لتحقيق مصالحه التي لا تلتقي مع مصالح العراق والمنطقة كلها.
إننا ندعو العراقيين جميعاً، والمسلمين بشكل خاص، للارتفاع إلى مستوى المرحلة بالوعي العميق الشامل، وذلك باللقاءات الحوارية بين العلماء المسلمين والقيادات السياسية المخلصة، للبحث عن مخرج لهذا المأزق الذي نخشى من أن يؤدّي استمراره إلى تدمير البلد كله والناس كلهم، وبالأخذ بأسباب الحذر من التصريحات الملغومة الصادرة عن أوساط سياسية في المنطقة، أو من بعض المصطادين في الماء العكر.
http://arabic.bayynat.org.lb/khotbat/kh23092005.htm