السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
هجرة بعض قبائل عنزة من نجد والحجاز وأسبابها
· مدخل :
من المعروف أن ما يستدعي هجرة القبائل البدوية هو أسباب عديدة ولكنها لاتخرج عن الاسباب الاتية :
1- عدم وقلة توفر مراعي الكلاء وموارد المياه
2- كثرة الجدب والقحط والامراض والاوبئة في إقليم المنطقة التي بها القبيلة
3- ضيق الديار والبحث عن ديار أوسع تسع القبيلة وحلالها
4- ضغوط سياسية من سلطة الدولة التي تجبر القبائل أو ترغمها على أمور لا تريدها القبيلة ، وخاصة اذا كانت القبيلة من القبائل الكبيرة والتي ترى أن سلطتها بيدها هي لا من غيرها كأخذ الزكاة ون
والمتتبع لتاريخ قبائل عنزة يجد أن أسباب الهجرة لبعض قبائل عنزة من منطقة نجد إلى الشمال في أواخر القرن الثاني عشر والثالث عشر ماهي الا لاسباب شظف العيش التي كانت سائدة في إقليم نجد وكذلك ضيق الديار وكثرة قبائل عنزة وكثرة أدباشها وحلالها مما يستدعي لها البحث عن موارد مياه أوفر ومراعي للكلاء أخصب من التي كانت في نجد ..
وما دعانا لهذا البحث الا كثرة ما يتردد من مغالطات وإدعاءات ليست لها أساس من الصحة حول هجرة قبائل عنزة ، وأنها أرغمت بالقوة على ترك ديارها وأنه تم إجلائها الى الشمال بسبب معارك مع بعض القبائل ، وفوق كل ذلك أنه لم يتم تناول هذه المسألة بطريقة توثيقية من المراجع بالشكل الذي يرضي ويشبع الباحث عند قرائته لمسألة الهجرة ، كذلك الرد على من أسموا أنفسهم بمؤرخين وهم من المتأخرين ورسموا صورة غير دقيقة عن هجرة قبائل عنزة خاصة ً ، وعن القبائل الاخرى عامة ً فاعتمدوا على ابيات قليلة من الموروث الشعبي وجعلوها دليلا ً ولم يقرونها بالمصدر التاريخي حيث أن أهم جانب في مناولة ومناقشة هذه المسائل أن يقترن الموروث الشعبي مع ما تقوله المصادر والمراجع التاريخية حتى تكون الصورة دقيقة جدا ً عند الحديث عن الهجرة وهذا ما سوف نفصله بإذن الله ..
أما مسألة المزاعم وتهجير وإرغام قبائل عنزة بالقوة من ديارها ، ومن تلك المزاعم ما يدعيه بعض كتاب قبيلة مطير بأن قبيلة مطير هي التي أجلت قبائل عنزة الى الشمال ، بالاضافة إلى إدعاءات أخرى يدعيها كتاب قبيلة حرب بأن قبيلة حرب أجلت قبائل عنزة إلى الشمال سيتم الرد عليها بالحقائق التي لاتدع مجالا للقاريء بأن يصدقها ، وقد تم تفنيد جميع هذه الادعاءات الزائفة في مواضيع مختلفة في هذا المنتدى ، وسيتم توضيح أسباب الهجرة مرة أخرى وفي نهاية الحديث سيتم الرد على الادعاءات الزائفة التي يستند إليها هؤلاء الباحثين وإستندوا فيها للمتأخرين وليس للمؤرخين..
أولا: سنين القحط والجدب التي ذكرت في المراجع التاريخية المعاصرة في حقبها الزمنية ..
سنستعرض هنا سنين الجدب والقحط التي مرت على الجزيرة العربية من منتصف القرن الحادي عشر الهجري وحتى بدايات الربع الاول من القران الرابع عشر الهجري ، من بعض كتب التاريخ لمؤرخي نجد أمثال إبن بشر وإبن عيسى والمنقور وإبن عباد وإبن ربيعة وذلك للدلالة على وجود القحط والجدب الذي ينكره الكثيرين ..
أحداث الجدب والقحط التي وقعت في نجد وغيره من أقاليم جزيرة العرب، وأسماء السنين المشهورة لها :
· أحداث الجدب في القرن الحادي عشر هجري :
1032هـ وفيها جلدان وهو وقت عظيم* ..
المصدر – تاريخ إبن عباد – صفحة 55
وقت عظيم* : يقصد بذلك ما أصاب البلاد من قحط وجدب ومجاعة ، وتسمية سنوات الاوبئة والحروب وأعوام الرخاء أمر مألوف عند العرب ، وما يزال كذلك وبخاصة في بلاد نجد ، وابن ربيعة يؤرخه عام 1030هـ أما المنقور فيشير في النسخة المخطوطة إلى أنه كان عام 1031هـ .
1046هـ وفيها بلدان وقت عظيم..
المصدر – تاريخ إبن عباد – صفحة 55
1047هـ وفيها وقع غلاء ومحل في البلدان وكان وقت شديد سمي بلادان...
المصدر – صفحة 88 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1063هـ وفي هذه السنة الوقت الشديد المعروف بهبران..
المصدر – صفحة 107 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1065هـ وهي أول سنة هبران وهي شديدة الوشم ..
المصدر – صفحة 42 – تاريخ المنقور
1066هـ وفي أولها شرايد هبران..
المصدر – صفحة 43 – تاريخ المنقور
1070هـ وفيها ظهر جراد كثير بأرض الحجاز واليمن ثم أعقبه دبى أكل جميع الزروع والاشجار ، وحصل بسببه غلاء بمكة وغيرها وأرخه بعضهم بقوله : غلا وبلا ...
المصدر – صفحة 108 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1076هـ وهذه السنة هي أول المحل الوقت المشهور بصلهام الذي هتل فيه البوادي ، وماتت مواشيهم كعدوان وغيرهم..
المصدر – صفحة 110،111 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1078هـ وفيها صلهام وهو وقت عظيم ..
المصدر – صفحة 60 – تاريخ إبن عباد
1085هـ وفيها جرمان وحدرة الفضول للشرق ..
المصدر – صفحة 45 – تاريخ المنقور
ويقول إبن عباد : وفيها جرمان وهو وقت عظيم وهو أول جرادان
المصدر – صفحة 62 – تاريخ إبن عباد
1086هـ وفيها القحط الشديد المسمى جرادان..
المصدر – صفحة 54 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى
1087 وفيها كثر الجراد ، وكثر موت الناس من أكله من شدة الوقت والغلاء والجوع ، وهي منهى الوقت المعروف بجرادان ، وجلى مانع بن عثمان رئيس آل حديثة وذويه أهل القارة المعروفة في سدير ، وقصدو الاحساء ...
المصدر – صفحة 134 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1091هـ وقع بمكة سيل عظيم أغرق الناس قال العصامي في تاريخه : وأخرب الدور وأتلف من الاموال ما لا يحصى ، وأغرق نحو مائة نفس وهدم نحو ألف بيت وغلا على مقام إبراهيم وعلى قفل باب الكعبة ، وشاهدت وأنا على باب المسجد وأقطار من الجمال عليها الركبان دهمها السيل ، ورأيت الماء وصل من الجمل وهو قائم إلى منخره ، ثم زاد واقتلع القطار بما عليه ، وسبح بعض الجمال حتى أتى المنبر فارتفع عليه ، وصار يداه وعنقه مرتفعان ..
المصدر – صفحة 140 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1096هـ وفيها غلا الطعام من الحنطة وغيرها..
المصدر – صفحة 151 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1097هـ اسمها سنة البطين ودويغر غلا فيها الزاد وصل التمر ثلثين وزنة بالمحمدية والعيش الصاع بثلاث ولم يبطيء..
المصدر – صفحة 65 – تاريخ إبن عباد
تعليق : عند إستعراضنا لسنين الجدب في القرن الحادي عشر هجري نجد أنها ذكرت كخبر 15 مرة على مختلف سنين هذا القرن بمعنا أن الجدب والقحط في هذه الفترة لازال وكان موجوداً ، وفي نفس الوقت كانت قبائل عنزة موجودة ومسيطرة على قلب نجد ولها تواجد قوي فيه والقاريء للاحداث هذه الحقبة الزمنية يجد لها اصطدامات كثيرة مع القبائل وذكر وفي نفس الوقت كانت هناك قبائل منها قد هاجرت مع توالي الجدب مثل بعض قبائل المنابهة والخماعلة والشراعبة والحسنة وهذا سنأتي على تفصيله لاحقا ً..
· أحداث الجدب في القرن الثاني عشر الهجري :
1100هـ وفي هذه السنة نزل مطر دقيق ، وبرد شديد وجمد المطر فوق أعساب النخيل وغيرها ، حتى على أهداب عيون الابل ..
المصدر – صفحة 179 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1101هـ وقع الطاعون العظيم والموت الذريع في البصرة ونواحيها ، قال محمد بن حيدر هذا الطاعون لم يعهد مثله لانه أفنى البصرة وأخربها خرابا لم يعمر الى زماننا هذا وأهلك في بغداد أمما كثيرة..
المصدر – صفحة 183 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1108هـ وفيها تأخر نضاج الرطب في النخل ولم يشبع الناس الا بعد سبعة عشر يوما من ظهور سهيل..
المصدر – صفحة 215 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1113هـ وحصل فيها غلاء عظيم ، حتى أنهم أكلوا الميتة ، وسوي التيس خمسة مشاخصة ..
المصدر – صفحة 59 – تاريخ المنقور
1114هـ وفي هذه السنة أول وقت سمدان ، المحل المعروف والقحط والغلاء الذي سمد فيه أهل الحجاز وكثير من البوادي ...
المصدر – صفحة 242 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1115هـ وفيها اشتد المحل والغلاء وهلك أكثر هتيم وبعض أهل الحجاز..
المصدر – صفحة 244 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1116هـ وفيها اشتد القحط والغلاء ..
المصدر – صفحة 68 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى
1120هـ أنزل الله بردا وأذهب زروع ملهم وهب ريح شديد تكسر منها نخيل كثيرة في البلدان وهدمت قصر رغبة ...
المصدر – صفحة 277 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1124هـ وقع مرض في بلد ثرمداء ورغبة والبير ...
وفيها أرخص الله الاسعار وبلغ التمر مئة وزنة بالاحمر ، ثم كثر القوافل من عنزة حتى انتهى الى خمسين وزنة ، وباعوا جلائبهم السمن علىعشرة آصع بالاخمر ، والفاطر بخمس محمديات الى أربعين في الغاية...
المصدر – صفحة298،299 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
· تعليق:
هنا إشارة إلى كثرة قوافل قبائل عنزة وفي هذا دلالة على أن قبائل عنزة قبائل كبيرة ولايكفيها لاستقراراها ومعيشتها وضع القحط والجدب الذي كانت تعاني منه نجد فكانت تعتمد على القوافل التي تأتيها من الشمال وتمدها بالمؤن وإذا إستعرضنا نجد أن هناك من بعض القبائل تعديات على القوافل التي كانت تأتي لقبائل عنزة وهذا يدل على شظف عيش هذه القبائل التي كانت تحاول سد رمق الجوع لديها بتعدياتها على تلك القوافل..
1127هـ حصل برد أَضر بالنخل وكسر الصهاريج الخالية من الماء وجمد الماء في أقاصي البيوت الكنينة وذلك من الخوارق ...
المصدر – صفحة 305 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1132هـ وفيها وقع الطاعون في العراق ومات فيه قدر تسعين ألفا ، وفي السنة الثالثة بعد هذه أرخص الله الاسعار وبيع التمر على مئة وعشرين بالاحمر ، والبر خمسة وأربعين صاعا ...
المصدر – صفحة 339 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1135هـ وفي هذه السنة كانت شدة عظيمة وغلاء وضيم ، وهي مبادي الوقت الشديد الذي اختلفت أسماؤه ، وهي سحي ...
المصدر – صفحة 348 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1136هـ عم المحل والغلاء والقحط من الشام الى اليمن في البداي والحاضر وهثل أكثر البوادي في البلدان وغارت الابار ، وجلا أهل سدير ولم يبق في العطار الا أربعة رجال ، وغارت أباره حتى لم يبق في بلد العودة والعطار الا بئرين في كل بلد ، وجلا كثير من أهل نجد الى الاحساء والبصرة والعراق ...
المصدر – صفحة 348 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
وفي هذه السنة والتي تليها تلفت بوادي حرب والعمارات من عنزة وتلف جملة من مواشي بني خالد وغيرهم وكان الامر فيه كما قال بعض أدباء و أهل سدير :
غدا الناس أثلاثا فثلثا شريـــده @@ يلاوي صليب البين عار وجائـع
وثلث الى بطن الثرى دفن ميت @@ وثلث الى الارياف جال وناجـــع
و انقضى الميشوم ندري بسدّه @@ ولا درى غدا ما الله بالخلق صانع
المصدر – صفحة 349 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
ويقول إبن عباد : وفيها جلا كثير من أهل نجد ومات كثير منهم جوعا وهو شدة وقت سحي المذكور في السنة قبلها .. صفحة 78
المصدر – صفحة 78 – تاريخ إبن عباد
ويقول ابن ربيعة : قاظ ابن صويط بين العراق والشام وذهب دبش البدوان ومات أكثر الناس جوعا ، وجلا أكثر أهل نجد وذهبوا حرب والعمارات وهي سنة سحي وأخذ ابن معمر عرقة ، وغلا فيها الزاد والدهن ، وإصطلحوا بني خالد فيما بينهم ..
المصدر – صفحة 85 – تاريخ إبن ربيعة
· تعليق :
من الواضح في خبر هذه السنة أن بعض قبائل العمارات توفوا نظرا لما أصابهم من الهلاك من شدة هذا القحط والذي يفسر لنا هجرة بعض قبائل عنزة من نجد ، وهو ما سيتم التفصيل فيه لاحقا..
1137هـ المحل والقحط والغلاء الى غاية في هذا الوقت الشديد المسمى بسحي ومات أكثر الناس جوعا وفي التي قبلها ، ومات أكثر بوادي حرب وبوادي الحجاز وغلا الزاد في الحرمين حتى لايوجد ما يباع وأكلت جيف الحمير ...
المصدر – صفحة 355 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
ويقول ابن ربيعة : ومات ناس كثير جوعا ومرضا وكثر فيها الجراد وغلا فيها الزاد ...
المصدر – صفحة 86 – تاريخ إبن ربيعة
1137هـ وطاح فيها حيا عظيم لم ير مثله ، وماتت الزروع في كل مكان من الصفار بسب المطر والسيول حتى من الشام وفارس ...
المصدر – صفحة 79 – تاريخ إبن عباد
1146هـ وفيها قل الحيا والمطر ، وصار بنو خالد وعنزة ومطير وعتيبة وزعب وبنو حسين وعربان شمر متنازلين من ببان الى الدجاني في خطيطة حيا اجتمعوا فيها ، والذي غيرها قحط ليس فيه مرعى ...
المصدر – صفحة 46 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1156هـ ولم يأت فيها مطر واشملوا الظفير للبصرة واكتالوا منها وصل التمر ثلاث وزنات بمحمدية ... وفيها سنة قرادان ..
المصدر – صفحة 84 – تاريخ إبن عباد
1175هـ وفيها وقع حيا كثير وسيول ورجعان ، وحدث في البلدان وباء شديد سمي أبا دمغة ، مات فيه خلق كثير ..
المصدر – صفحة 87 ،88 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1179هـ وفيها أتى برد شديد أذهب الزروع ..
المصدر – صفحة 96 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1181هـ هذه السنة هي أول القحط المعروف المشهور بسوقة ، غارت فيها الابار وغلت الاسعار ، ومات كثير من الناس جوعا وجلا أكثر الناس في هذه السنة والتي تليها الى الزبير والبصرة والكويت وغيرهم ..
المصدر – صفحة 100 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1187هـ وفي هذه السنة وقع الطاعون العظيم في بغداد والبصرة ونواحيهما ، ولم يبق من أهل البصرة الا القليل ، وذكروا أنه مات فيه منهم ثلاث مئة وخمسون ألفا ، ومات من أهل الزبير نحو ستة آلاف ...
المصدر – صفحة 113 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1197هـ وهذه هي أول القحط المسمى دالوب غلت فيه الاسعار واشتد الغلاء والقحط والجوع في السنة التي بعد هذه واستمر الى تمام المئة ، وبلغ سعر الحنطة والذرة مدين بالمحمدية ، والتمر وزنة ونصف ، ومات أناس جوعا من النساء والرجال والاطفال والبهائم ، فأمر عبدالعزيز بصدقات للضعفاء من أهل البلدان ، وفرق عليهم شيئا كثيرا رحمه الله وعفى عنه ..
المصدر – صفحة 139 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1199هـ وأوقع الله في الابل وباء ً عظيما خلت منه مرح البوادي والحضر ، بسبب الوجع الذي يسمونه الغدة حتى إن مطية المسافر تموت وهو عليها وسميت سنة جزام..
المصدر – صفحة 142 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
· تعليق :
من قرائتنا للاحداث الجدب في القرن الثاني عشر الهجري نجد أنها ذكرت من المصادر المختلفة في 23 حدثا ً أورخت من معاصريها وذكرت لنا شدة هذا القحط وأنها زاد عن القرن الذي قبله وهذا واضح جدا من النصوص ونجد أن قبائل عنزة هنا ما زال لها تواجد بالرغم من هجرة أغلب قبائلها إلى الشمال نتيجة هذا القحط والجدب..
· أحداث الجدب في القرن الثالث عشر هجري :
1211هـ وفيها أنزل الله سيلا عظيما أشفق منه كثير من أهل البدان وغرقت منه حلة الدلم ومحاها ، ولم يبق من بيوتها الا القليل ، وذهب لهم أموال كثيرة من الطعام والامتعة وغيرها ، ونزل على بلد حريملاء برد لم يعرف له نظير خسف السطوح وقتل البهائم وكسر عسبان النخل وخوصها ، وكسر الاشجار وهدم الجدران حتى أشرفوا على الهلاك ، ثم رحهمهم الله تعالى وفرج عنهم ثم جاء في الصيف سيل عظيم أشفقوا منه أهل البلدان وهدم بعض حوطة الجنوب وذهب بزروع كثيرة محصودة ، وجاء في وادي بني حنيفة سيل عظيم ، هدم في الدرعية بيوتا كثيرة ، وارتفع على الدكاكين والبيوت ، ولم يكن يعلم أنه قبل ذلك بلغها ، وهدم في العيينة بيوتا كثيرة وسمي أهل الدرعية هذا السيل موصة...
المصدر – صفحة 201 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1220هـ وفي هذه السنة اشتد البلاء والقحط على الناس في نجد وما يليها ، وسقط كثير من أهل اليمن ومات أكثر إبلهم وأغنامهم .
وفي آخرها في ذي القعدة بلغ البر ثلاثة آصع بالريال ، وبلغ التمر سبع وزنات بالريال ، وبيع في ناحية الوشم والقصيم خمس وزنات بالريال ، وأما مكة فالامر فيها أعظم مما ذكرنا بسبب الحرب والحصار وقطع الميرة والسابلة وذلك حيث انتقض الصلح بين غالب وبين سعود ، فسدت الطرق كلها عن مكة من جهة اليمن وتهامة والحجاز ونجد ، لان كلهم رعية سعود وتحت أمره ، فثبت عندنا وتواتر أن كيلة الارز والحب بلغت في مكة ست أريل ، وكيلتهم أنقص من صاع ، وبيع فيها لحوم الحمير والجيف بأغلى ثمن وأكلت الكلاب ، وبلغ رطل الدهن ريالين ومات خلق كثير عندهم جوعا ..
وأما نجد فاشتد الجوع على الناس ، ولكن الله جعل الامن العظيم في نواحيهم ، يسافر الرجل الى أقصى البلاد من اليمن وعمان والشام والعراق وغير ذلك ، لايخشى أحدا الا الله ، وصارت الدرعية لهم ردءا كأنها البصرة والاحساء ، فمن أتاها بنفسه وعياله وسع الله عليه دنياه ، وطاول هذا البلاء والجوع في نجد نحو ست سنين ..
المصدر – صفحة 238 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
* تعليق : هذه السنة التي هاجرت بها بعض قبائل عنزة وقصد بها الشيخ عبدالله الهذال في قصيدته عن نجد والتي ذكر عنا بها هذا القحط المذكر من هذه السنة بهذا البيت :
سبعة سنيـن ما لمع فـيـك بـارق @@ مات الـحلال ويـبست الأشـجــار
وقد ذكر إبن بشر في نصه السابق من سنة 1220هـ أن هذا القحط إستمر ست سنين ولكن هذا لايختلف مع ما ذكره الشيخ عبدالله بن هذال ، إذ يشير إبن بشر في القحط الذي ذكر خبره في سنة 1251هـ أن القحط الذي حدث في سنة 1220هـ إستمر 7 سنين ..
ويقول إبن عيسى : وفيها إشتد القحط والغلا وهلك كثير من بادية الحجاز واليمن ونجد وعدمت الاقوات في مكة المشرفة...
المصدر – صفحة 99 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى
1222هـ وفي هذه السنة اشتد الغلاء والقحط في نجد وبلغ البر أربعة أصواع باليال والتمر إحدى عشرة وزنة بالريال ، وأمحلت الارض ، وأهلك غالب مواشي البوادي ولم يبق لاكثرهم الا قليل ، وهلك أيضا غالب مواشي الحضر..
المصدر – صفحة 245 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1223هـ وفي هذه السنة الغلاء والقحط في نجد على حاله في الشدة وانتهى سعر البر أربعة آصع بالريال ، ولاثة آصع التمر عشر وزنات بالريال ، وعم الغلاء في جميع نجد واليمن والتهائم والحرمين والحجاز والاحساء ، ووقع مع ذلك مرض ووباء مات فيه خلق كثير من نواحي نجد ، ودخلت السنة الرابعة والامر على حاله من الغلاء والمرض ، ومات فيها والتي قبلها من سواد النااس مئون ..
المصدر – صفحة 249 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1224هـ وفيها اشتد الوباء والمرض ، خصوصا في بلد الدرعية فمكث على ذلك الحال الى شهر جمادى ، ومات في الدرعية خلق كثير من الغرباء والسكان ، حتى أتى عليهم أيام يموت في اليوم الواحد ثلاثون وأربعون نفسا وكتب سعود نصيحة بليغة الى أهل الدرعية وأرسلها الى جميع النواحي وحضهم على التخلي عن الذنوب والتوبة النصوح ، وذكر فيها كثيرا من المحظورات وأورد الترهيب بالادلة عنها ودعا الله في اخرها دعاء عظيما أكثر فيه من الثناء على الله والتوسل بأسمائه الحسنى برفع الضر والوباء بعدها عن الدرعية..
المصدر – صفحة 249 ،250 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1229هـ وفيها ظهر في نجد جراد كثير ودبى أكل غالب زروعهم وقطع كثيرا من ثمر النخل في بلدان كثيرة ...
المصدر – صفحة 279 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
وفي هذه السنة وقع في بلدان سدير ومنيخ وباء عظيم وحمى مات فيه خلق كثير وأكثر من مات في بلد جلاجل ، مات منهم أكثر من ستمائة نفس بين الكبير والصغير ، ولم يزل الوباء مبتدأ السنة الى اخرها ..
المصدر – صفحة 296 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1235هـ وفي هذه السنة كثر الدبى في البلدان وأكل الزروع وسعر البر ثلاثة آصع وأربعة بالريال ، والتمر أربع وزنات بالريال..
المصدر – صفحة 355 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1236هـ وفي هذه السنة حدث الوباء العظيم الذي عم الدنيا وأفنى الخلائق في جميع الافاق ، وهو الوجع الذي يحدث في البطن فيسهله وتقيء الكبد ويموت الانسان من يومه ذلك ، أو بعد يومين أو ثلاثة ، ولم أعلم أنه حدث قبل هذه في الدنيا ، وكان أول حدوثه ناحية الهند ، فسار منه في هذه السنة إلى البحرين والقطيف ، وفني بسببه خلائق عظيمة ثم وقع في الاحساء والبصرة والعراق والعجم غير ذلك...
المصدر – صفحة 362 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد1 لابن بشر
1242هـ وفيها غلت الاسعار وقلت الامطار ومات في سدير والقصيم خلق كثير جوعا ً ...
المصدر – صفحة 38 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1246هـ وفي آخر ذي القعدة منها هب ريح عاصف وقت العشاء الاخرة ورمت نخيلا في سدير وغيره ، وأحصي الذي طاح من قريتنا من النخل ، فكان أربع مئة نخلة ومن قدرة الله تعالى أن أكثر الانكسار من النخل القصار ، وأما النخل الطوال فلم يختلف منه الا القليل ، وهذه من الايات وخوارق العادات التي طمت وعمت ، حتى قيل : إنها فعلت كذلك في الاقطار ...
وفيها وقع وباء وموت عظيم في مكة المشرفة وهو أبو زويعة عند العامة ، وهو العقاص الذي أشار إليه النبي صلى الله عليه وسلم وأول ما وقع فيها قبل قدوم الحاج في ذي القعدة ، ومات منه فئام من الناس ، ثم إرتفع منها على دخول ذي الحجة ، فلما كان يوم النحر حل الوباء والموت ثانيا في الحاج وغيرهم ، ومات في أيام التشريق خلق كثير ..
وذكر لنا أنه ما بقي من الحاج الشامي الا نحو الثلث ، ومن حاج أهل نجد نحو النصف ، وذكر لنا : أنه أحصي من مات من أهل مكة فكانوا ستة عشر ألفا ..
المصدر – صفحة 55 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1247هـ وفي هذه السنة وقع الطاعون العظيم الذي عم العراق والسواد والمجرة وسوق الشيوخ والبصرة والزبير والكويت وما حولها ، وليس هذا مثل الوباء الذي قبله المسمى العقاص ، بل هذا هو الطاعون المعتاد نعوذ بالله من غضبه وعقابه ، وحل بهم الفناء العظيم الذي انقطع منه قبائل وحمائل ، وخلت من أهلها منازل ، وإذا دخل في بيت لم يخرج منه وفيه عين تطرف ، وجثا الناس في بيوتهم لايجدون من يدفنهم وأموالهم عندهم ليس لها وال ، وأنتنت البلدان من جيف الانسان وبقيت الدواب والانعام سائبة في البلدان ليس عندها من يعلفها ويسقيها حتى مات أكثرها ، ومات بعض الاطفال عطشا وجوعا وخر أكثر المساجد صريعا ، لان أهاليهم إذا أحسوا بالالم رموهم في المساجد رجاء أن يأتيهم من ينقذهم فيموتون فيها ، لانه لا يقام فيها جماعة ، وبقيت البلدان خالية لا يأتي إليها أحد وفيها من الاموال ما لايحصى عده الا الله ..
المصدر – صفحة 59 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1248هـ وفيها حدث برد أَر بالنخيل وقطرت عسبان النخل مثل الدبس من شدة البرد ، فلما جاء فصل الصيف بان الخلل في النخيل ويبس أكثر عسبانها..
ثم حصل في السنة التي تليها برد أعظم من الاول ، بحيث أن الماء يقطر من الغروب الدارج وقت السقي وهو ما تحته يعترض على حافة البئر جامدا ً كأنه العمود..
المصدر – صفحة 64 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1251هـ وفيها قل المطر وغلت الاسعار وصار سعر البر ستة أصواع وخمسة أصواع بالريال ، والتمر خمسة عشر وزنة بالريال ، وأصاب الناس مجاعة ، وجلا كثير من أهل سدير للزبير والبصرة وكان هذا الغلاء والقحط أوقعه الله بعد قتل الامام تركي وعلى وجه إقبال عساكر الترك كما يأتي بيانه وكان هذا الغلاء يشبه ما أوقعه الله من الغلاء بعد قتل الامام عبدالعزيز بن محمد بن سعود ، فإنه وقع الغلاء والقحط بعده في نجد سبع سنين كما تقدم ...
المصدر – صفحة 102 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
* تعليق : وهنا هذا القحط والغلاء مشابه لما حدث في سنة 1220هـ
1252هـ وفيها الغلاء والقحط على حاله وجلا كثير من أهل سدير للبصرة والزبير..
المصدر – صفحة 115 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1254هـ وفيها الغلاء والقجط على حاله ..
المصدر – صفحة 116 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1255هـ وفيها القحط والغلاء على حاله لكنه أهون من السنين التي قبل هذه...
المصدر – صفحة 129 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1264هـ وفيها وما قبل أولها منع الله الغيث بحكمته فلا هو يقع في الارض حيا في بلدان نجد ولا غيم ولا مطر كثير ولا قليل من أولها إلى آخر الشتاء وقت حلول الشمس برج الحوت ..
المصدر – صفحة 174 – عنوان المجد في تاريخ أهل نجد2 لابن بشر
1274هـ وفي هذه السنة وقع الوباء العظيم في نجد والبحرين والاحساء ومات خلائق كثيرة ...
المصدر – صفحة 27 – عقد الدرر لابن عيسى
1287هـ وفي هذه السنة وقع الغلاء الشديد والقحط في نجد ، واستمر القحط والغلاء إلى تمام سنة 1289هـ ...
المصدر – صفحة 80 – عقد الدرر لابن عيسى
1288هـ وفي هذه السنة إشتد الغلا والقحط وأكلت الميتات وجيف الحمير ومات كثير من الناس جوعا ، وحل بأهل نجد من القحط والجوع ، والقتل والنهب ، والفتن والمحن والموت أمر عظيم وخطب جسيم ، فنعوذ بالله من غضبه وعقابه،،
المصدر – صفحة 131 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى
1289هـ وفيها إشتد الغلاء والقحط في نجد ، وأكل الناس الميتة وجيف الحمير ، وعظم الامر ، ومات خلائق كثيرة جوعاً ، وصار كثير من الناس يأكلون الجلود البالية بعد حرقها بالنار ، ويدقون العظام ويأكلونها ، ويأكلون الرطبة وهو القت* بلسان العامة ، ويأكلون ورق الزرع ، فأثر ذلك في وجوه الناس وأرجلهم نفخا ً وأوراما ً ، ثم يموتون بعد ذلك واستمر الغلاء والقحط إلى آخر السنة التي بعدها..
المصدر – صفحة 85 – عقد الدرر لابن عيسى
1294هـ وفي هذه السنة كثر الجراد في نجد وأعقبه دباء أكل كثيرا ً نم الزرع والثمار وأكل الاشجار..
المصدر – صفحة 104 – عقد الدرر لابن عيسى
1298هـ وقع في مكة المشرفة وباء عظيم مات فيه خلائق كثيرة منهم أمير حاج الوشم حمد بن عبدالعزيز بن حمد بن عيسى ..
المصدر – صفحة 137 – تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد لابن عيسى
· تعليق:
نجد في هذا القرن أيضا ذكرت أحداث الجدب والقحط في 23 خبرا ً ذكرتها المصادر النجدية المختلفة بالاضافة إلى أن الجدب والقحط قد يتكرر في نفس السنة أكثر من مرة وهي لم تختلف عن القرن الذي قبله وهنا أغلب قبائل عنزة القسم الاعظم قد هاجر إلى الشمال في بدايات هذا القرن تقريبا سنة 1220هـ وهم من قبائل ضناعبيد من ضنا بشر وهم( الفدعان – السبعة – ولد سليمان ) ليلتحق ببعض قبائل ضنا مسلم التي هاجرت مسبقا في منتصف وأواخر القرن الحادي عشر الهجري كما هاجرت أيضا بعض قبائل العمارات متأخرا ً في أواخر هذا القرن الى الشمال لتلحق بأبناء عمومتها الذين سبقوهم ووجدوا الخير الكثير في الشمال من موارد مياه وأراضي خصبة لترعي فيها إبلهم وكذلك قبائل الرولة التي كانت تهيمن على وادي السرحان فبعض قبائلها إتجه شمالا وإستقر البعض الاخر في صحراء الحماد والجوف ..
· أحداث الجدب في القرن الرابع عشر هجري :
1310هـ وفي هذه السنة وقع في مكة المشرفة وباء أيام الحج ، مات فيه خلائق كثيرة..
المصدر – صفحة 115 – عقد الدرر لابن عيسى
1319هـ وفي هذه السنة وقع في مكة المشرفة وباء أيام الحج ، مات فيه خلائق كثيرة..عقدالدرر ابن عيسى صفحة 117
المصدر – صفحة 117 – عقد الدرر لابن عيسى
وفي سنة 1320هـ وقع في بلدان نجد وباء مات فيه خلائق كثيرة...
المصدر – صفحة 117 – عقد الدرر لابن عيسى
· تعليق مجمل على أحداث هذا القرن وما سبقه:
بالنسبة لاحداث هذا القرن نلاحظ أن ما ذكر تقريبا 3 أخبار ، وشهد هذا القرن إختلافا ً جذريا للحياة المعيشية في الجزيرة العربية ، حيث
قيض الله الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود موحد الجزيرة العربية الذي سعى إلى تهجير البادية وتوطينها في الهجر ونقلها من حياة البداوة والتنقل إلى حياة الاستقرار فاقتطع هجراً لكل قبيلة وعشيرة وفخذ من تلك القبائل ليستقر فيه ويترك حياة البداوة والانتقال الى نقلة كبرى بعد ظهور النفط ورجوع أغلب القبائل إلى ديارها واستقرارها فيه وهذا ما نعيشه اليوم ونراه .. أما بالنسبة لقبائل عنزة لو قرأنا أحداث القرن الحادي عشر هجري إجمالا وجدنا أنها هي المسيطرة فيه كذلك ما قبل ذلك من منتصف القرن التاسع الهجري ، وعند دخولنا للقرن الثاني عشر الهجري نجد بالاضافة الي تلك الاخبار التي ذكرت عن القحط والجدب وأسباب شظف العيش ما دعا قبائل عنزة للهجرة هو سبب ثاني وهو ظهور الدولة السعودية الاولى التي بدأت في العقد السادس من القرن الثاني عشر الهجري إثر مبايعة الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله لامير الدرعية الامام محمد بن سعود على نصرة الحق والدعوة إلى دين الله ، وقمع القبائل عن غزوها لبعضها وأخذ الزكاة منهم ، وتطبيق مذهب السلف الصالح ، وكانت قبائل عنزة من مؤيدين هذه الدعوة ولم تخالفها ولكنها في نفس الوقت لم تكن لترضخ لهذه الضغوط فما جعلها تهاجر الى الشمال إضافة الى القحط هذا السبب ولم تكن تعاون المحتلين والدخلاء على الجزيرة العربية من قوة سياسية أخرى كالعثمانين ، وماذكر في المصادر لبعض فخوذ عنزة ممن عاونت والي مصر العثماني لم تكن الا مجبرة بسبب الضغوط والاحداث تؤكد ذلك ، وسيت إيضاح ذلك في موضوع مستقل ولا نريد الخروج عن موضوعنا الاساسي وهو الهجرة..
هذا بالنسبة لما ذكر من بعض سنين الجدب والقحط والامراض والاؤبئة التي أرخت بالمصادر لبعض المؤرخين وذلك للدلالة على وجود القحط الذي ينكره الكثيرين ..
وسنوضح هنا ما هو تعريف النجعة وراء الماء والكلاء والذي يجهله الكثيرون مما لايعرفون أسباب الهجرة جيدا ..