خُـدايـا .. خُـدايـا : جقـد خالق مـطـايـا ؟
كتابات - صيهود الخنياب
لا تستغربوا العنوان فهو مُلمَّـع بين الفارسية والعربية وستكتشفوا مغزاه ومعناه حالما تنتهي هذه السطور التي تحكي جزء الواقع .
أولهم : رآني آسيا متألماً على نهب وتدمير المكتبة الوطنية في بغداد والمتحف العراقي وإحراق كل الوثائق , فبادرني بالقول : ما قيمة هذه الاشياء المادية التافهة , وهل كنا في العراق نزور المتاحف حتى نأسف على تدميرها اليوم !! . ما كان مني الا أن أسكت مستذكرا : واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما واختلقت لي موعداً وودعته .
ثانيهم : رآني متذمراً من عودة شعارات القائد الضرورة الى الساحة مرة أخرى رغم سقوط تمثاله .. متذمراً أتمتم مع نفسي بصوت خافت : لماذا نُقلد جلادينا ؟! استرق السمع وقال لي ناهراً معنفاً واعظاً آمراً بالمعروف ناهياً عن المنكر صالتاً سيفاً يختبيء تحت عمامة رعناء ! واضعا اصبعه في عيني وهتف عالياً : هل تستكثر "بالروح بالدم ...." على سماحته ؟ وهل صدام المقبور أفضل من ابن المراجع حتى نقبل له ما لا نقبل لسماحة القائد الرمز ؟ .. ابتسمت معتذراً موحياً بالشكر والامتنان لصديقي هذا الذي نورني باكتشافه الجديد , ودعته واعدا إياه بألا أنسى له جميله , ذهبت وتركته منتفخاً مزهواً ..
ثالثهم : مجموعة من المنظرين في المهجر من أمثالي يتصارخون في حوار هاديء حول ألف موضوع في نقطة واحدة .. جلست معهم وتجاذبت الصراخ وقلت : العراق لا يبنيه ويحرره الا ابناؤه واستشهدتُ بالقول "لا يؤلم الجرح الا من به الألم" فانتفض أحدهم مؤيداً رأيي بشدة ومؤكداً على أن الجمهورية الاسلامية في ايران لن تقف على الحياد في صراع الشعب العراقي مع المحتلين !! . مسكتُُ بطني واستأذنتُ مهرولاً الى أقرب تواليت غربي .
رابعهم : بادرني بالقول هل تابعت زيارة السيد خاتمي رئيس ايران الى لبنان , أجبت بالايجاب .. فأردف : الحمد لله لو خُليت قُلبت .. نظرت له مستفسراً عن مغزاها فقال واثقا : ايران تنسق مع حزب الله وسوريا وستنطلق المقاومة للاحتلال الامريكي للعراق من الحدود السورية العراقية على شكل غارات استنزافية .. قبل أن يكمل انتابني ما ينتاب الحامل في ألاشهر الأولى وهي تتوحم ! ..
خامسهم : قال يا صيهود الجيش العراقي المقبل لا بد أن يكون غير مسيس وخالٍ من التظيمات والولاءات السياسية .. قلت : هذا صحيح ولا غبار عليه .. فقال : ولهذا يا صيهود كانت دعوة سماحة السيد في محلها وأصابت كبد هذه الحقيقة .. قلت : وماذا أراد ؟ قال : سماحة السيد دعا الى أن تكون قوات بدر جزءً من الجيش العراقي الجديد .. "لطمت جبهتي بقوة" وقلت لصاحبي : سلم لي على السيد ونسأله الدعاء ..
سادسهم وليس أخرهم : قال ابشر يا صيهود ستولي أيام الصيهود الى غير رجعة وستعود أيام الخنياب الى ارض الرافدين .. قلت : بشرك الله حتى أغير اسمي ولكن كيف تعود تلك الأيام وبيننا وبينها عقود وعقود ؟! وأمريكا جاثمة على أنفاس الرافدين .. صاح بوجهي : دعك من أمريكا فهي في مهمة انسانية أكثر منها سياسية وستخرج من العراق بغضون سنة أو سنة ونصف على أكثر الأحوال .. قلت : الله يسمع منك لكن كيف توصلت الى هذه النتيجة ؟
قال : أمريكا همها الوحيد ارساء الديمقراطية في البلدان المحرومة منها .. وارسلت برايمر لتشكيل حكومة مؤقتة عراقية وبعدها دستور وتكون خاتمة السوء بالانتخابات العامة لحكومة دائمة ينتخب فيها الشعب العراقي من يريده حاكما عليه وبعدها اذا رأيت أمريكي واحد في العراق تعال عاتبني !! .
قبل أن التقي سابعهم تذكرت الحاج اجباري .. الحاج اجباري جيراننا من المهجرين عراقي الولادة ايراني الأصل هجين الثقافة .. تذكرته وجملته الشهيرة التي يطلقها على شكل دعاء لرب العالمين دعاء مشوب بالعتب .. بعد ما يواجه أمثال الستة أعلاه .. يرفع يديه الى السماء قائلا من أعماق قلبه :
خُـــــــدايــــــــا ... خُــــــدايــــــــا : جــقـــد خـــالــق مــــطـــــايــــــــــــــا
الهامش
جقد تعني : كـم
خدايا تعني : إلـــهي
http://www.kitabat.com/r5406.htm