ذكرت صحيفة "نيويورك تايمز" الأمريكية أن الولايات المتحدة وبريطانيا قررتا في تطور مفاجئ تأجيل خططهما الرامية إلى السماح للقوى السياسية العراقية بتشكيل جمعية وطنية وحكومة انتقالية بنهاية شهر مايو 2002 إلى أجل غير مسمى، وهو ما أثار خيبة أمل القوى العراقية.

وقالت الصحيفة في موقعها على الإنترنت السبت 17-5-2003: إن كبار الدبلوماسيين الأمريكيين والبريطانيين الذين يقودون جهود إعادة الإعمار أبلغوا قادة القوى السياسية العراقية في اجتماع مؤخرا أن "إدارة الاحتلال ستظل مسئولة عن حكم العراق لفترة غير محدودة"، وقد رأس هذا الاجتماع بول بريمر الحاكم المدني الأمريكي للعراق.

وأضافت الصحيفة أن بريمر، مصحوبا بالدبلوماسي جون سوورز الذي يمثل رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، أخبرا الشخصيات السياسية العراقية التي حضرت الاجتماع أن المحتلين "يفضلون التحول إلى مفهوم إنشاء سلطة مؤقتة بدلا من مفهوم حكومة انتقالية، وهو ما يعني أن يساعد العراقيون بالتالي إدارة الاحتلال في إنشاء دستور للعراق، وتنقيح النظام التعليمي، وتصميم خطة للانتخابات الديمقراطية المستقبلية".

ونقلت الصحيفة عن سوورز قوله في الاجتماع: "إنه من الواضح أنكم لن تستطيعوا نقل كل السلطات إلى هيئة مؤقتة لأنها لن تكون لديها القوة أو الموارد الكافية لتنفيذ هذه المسئوليات".

وذكرت الصحيفة أن أحد العراقيين الذين حضروا الاجتماع قال: "إن زعماء المعارضة العراقية عبروا عن خيبة أملهم الشديدة بسبب هذا التراجع".

وقالت الصحيفة: إنه لم يتم تحديد موعد لإنشاء سلطة مؤقتة، ولم تتم مناقشة تفاصيل سلطاتها ووظائفها في الاجتماع، وإن بريمر قال إنه سيجتمع مع زعماء المعارضة العراقية خلال أسبوعين لإجراء مزيد من المناقشات حول هذا الموضوع.

وأضافت الصحيفة أن "قرار التراجع عن إقامة حكومة مؤقتة وجمعية وطنية مثَّل خيبة أمل ليس فقط لدى قوى المعارضة السابقة بل لدى مؤيديهم في البنتاجون وفي الكونجرس الذين كانوا يضغطون من أجل انتقال سريع للسلطة إلى حكومة تشكلها جماعات المعارضة العراقية".

وكانت إدارة الاحتلال الأمريكي والبريطاني للعراق قد نظمت اجتماعا في 28-4-2003 حضره 300 شخصية عراقية معارضة، سابقا، وأيدت فيه دعوتهم لعقد مؤتمر وطني في أواخر مايو 2003 لاختيار حكومة انتقالية.