صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 16
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    45

    افتراضي صلح الامام الحسن .. ثورة الامام الحسين (تقارب أم تباعد)

    يقع معظم الباحثين في التاريخ الإسلامي - في نقدهم لرؤية الشيعة في الإمامة - في خطئ المقارنة الساذجة بين صلح الامام الحسن مع معاوية وثورة الامام الحسين ضد يزيد غير عابئين تقريباً بمدى التغيرات التي تمت بين المرحلتين في محاولة لاثبات وجود تعارض في الممارسة السياسية بين الامامين كدليل على عدم عصمتهما معاً.
    إن تحليل أي حدث تاريخي لابد أن يعتمد على رصد الأوضاع والتطورات الاقتصادية والاجتماعية والسياسية المعاصرة له والتي تمثل العوامل الضاغطة والدافعة لحدوثة.

    وبالتالي فليس من السليم المقارنة ما بين صلح الإمام الحسن مع معاوية من ناحية ، وثورة الإمام الحسين على يزيد بن معاوية من ناحية الأخرى دون رصد هذه الخلفيات.

    لقد تولى الإمام الحسن الخلافة عقب استشهاد الإمام علي عن طريق مؤامرة إشترك فيها معاوية بن أبي سفيان مع الإقطاع الكوفي بقيادة الأشعث بن قيس، وقام بتنفيذها أفراد من الخوارج.

    ومن الملاحظ أن الأطراف الثلاثة كانوا من الطبقات والفئات المتضررة من القرارات الاقتصادية والدينية التي أصدرها الإمام علي بن أبي طالب أثناء توليه الخلافة.

    فالإقطاع تضرر من قرارات الإمام بإلغاء الإمتيازات التي حصل عليها أقطابه في عهد عثمان بن عفان، كما أن القرارات الاقتصادية للإمام كانت منحازة للطبقات الكادحة والفقيرة الأمر الذي هدد زعماء القبائل والإقطاعيين بضياع نفوذهم.

    أما الخوارج والذين مثلت زعاماتهم طبقة كبار التجار فقد تضرروا من ذات الإجراءات ومن قيام الإمام بإصدار عملة رسمية وتحديد الموازين والمكاييل ، وإلغاء الاحتكار، ومن ناحية أخرى تضررت فئة القراء – وهي إحدى فئات هذه الطبقة – من قرار الإمام بإعادة رواية السنة، فقد كانت هذه الطبقة تستحوذ على الوجاهة الدينية والاجتماعية والمالية في عهد عمر بن الخطاب وعثمان بن عفان على أساس حفظها للقرآن الكريم، وعلى هذا الاساس كانت تصرف لها العديد من المكافآت المالية، على أن هذا الحفظ كان خلوا من أي معرفة بالسنة، وبالتالي فلم تكن لهم أي دراية بتفسير القرآن أو أسباب النزول وغيرها من العلوم المرتبطة بالقرآن، وقد أدى هذا القرار إلى كشف حقيقة هذه الفئة التي خسرت ما كانت تناله من مكافآت مالية وخسرت وجاهتها الدينية كذلك.

    ولعل الدليل على هذه المؤامرة الثلاثية ما رواه ابن أبي الحديد حيث ذكر أن معاوية بن أبي سفيان دفع أربعمائة ألف درهم لسمرة بن جندب كي يروي أن الآية القرآنية (ومن الناس من يشري نفسه ابتغاء مرضات الله) (البقرة / 207) نزلت في عبد الرحمن بن ملجم، وهي مروية ربما تشير بوضوح إلى هذا التحالف الذي تم بين معاوية وبعض جماعات الخوارج، وقد نقل ابن الأثير مروية مهمة أيضاً توضح هذه العلاقة بين معاوية والخوارج، فقد حاول شبيب بن بجرة – أحد الخوارج الذي اشتركوا مع ابن ملجم في التحضير لقتل علي – التقرب من معاوية في أثناء وجوده بالكوفة – عقب الصلح بينه وبين الحسن – عن طريق إخباره علناً أنه كان مع ابن ملجم أثناء قتل علي بن أبي طالب، وتذكر المروية أن معاوية ترك مجلسه مذعوراً وأمر بنفي شبيب خارج الكوفة وعدم السماح له بالتواجد أمام بابه أو الدخول عليه مرة أخرى، ويبدو من الأسلوب الذي واجه به معاوية شبيب بن بجرة أنه أدرك مدى خطورة كشف تفاصيل هذه المؤامرة أمام الكوفيين.
    ورغم أن أنصار الإمام الحسن من الشيعة المخلصين له إستطاعوا تنصيبه كخليفة إلا أنه كان يدرك مدى سعي الإقطاع الكوفي للقضاء على حكمه بعد بدا وضاحا أنه سيستمر في إتباع نفس المنهج الذي سار عليه الإمام علي، وقد ظهر ذلك بوضوح عندما كشفت الأجهزة الأمنية التابعة للإمام رسائل من بعض زعامات القبائل تحرض معاوية على غزو الكوفة وتعده بتسليم الحسن له أثناء الحرب ، كما بدأ بعض هذه الزعامات في إلقاء العثرات أمام الإمام الحسن لتعطيله عن مواجهة معاوية بن أبي سفيان.

    من ناحية أخرى فقد واصل الخوراج دورهم التخريبي حيث أشاعوا أن الإمام ينوي الصلح مع معاوية وقام أحدهم بمحاولة فاشلة لاغتياله.

    لقد كان من الواضح أن الأوضاع في الكوفة ليست في صالح الإمام الحسن، وقد استطاع الخوارج وزعامات الإقطاع إثارة الاضطرابات فيها بين الجماعات المختلفة.

    ورغم ذلك فإن الامام الحسن لم يكن لديه أي نية للصلح ولعل الدليل على أنه كان يعد للحرب هو قيامه بزيادة عدد أفراد كتائب الجيش وهي سنة إتبعها الخلفاء من بعده عند توليتهم للخلافة، كما أرسل مقدمة جيشه إستعدادا لمواجهة حاسمة مع معاوية، لكن في هذه الأثناء قام عبيد الله بن العباس بترك قيادة مقدمة الجيش والانضمام لمعاوية وهو تصرف يبدو أنه كان معداً له من قبل وبالتأكيد فقد أدى لبلبة في صفوف الجيش كما أثر على وضع الإمام في الكوفة تأثيراً سلبياً.

    لقد بدا ظاهراً أن أي مواجهة عسكرية ربما تؤدي إلى إبادة للشيعة المخلصين للإمام الحسن وبالتالي فقد اضطر الإمام الحسن للدخول في مفاوضات مع الأمويين.

    من ناحية أخرى كان معاوية رغم كل هذه الاضطرابات في الكوفة يخشى مواجهة الإمام بسبب إدراكه لحقيقة أن الإمام الحسن هو حفيد الرسول (ص) وهو في الأعراف العربية التقليدية يعد أكثر أحقية بالسلطة منه، كما أنه لم يكن على ثقة تامة بقدرته على هزيمة الشيعة في هذه المعركة بالإضافة لرغبته في ألا يستنزف قواته في مواجهة ضخمة مع الإمام الحسن قد بحيث يصبح غير قادر على السيطرة على الكوفة فيما بعد حتى في حالة انتصاره.

    لقد بالغت المصادر الإسلامية والسلفية منها بصفة خاصة في تصوير الحسن كمسالم غير راغب في الحرب، ورويت في سبيل ذلك الكثير من الأحاديث المنسوبة للنبي والتي تتنبأ بأن الله سيصلح بالحسن بين فئتين من المسلمين، من منطلق الدفاع عن معاوية بن أبي سفيان وشرعية الدولة الأموية التي أسسها، وقد تأثر معظم الباحثين بهذا الاتجاه سواء المسلمين أو المستشرقين الذين اتهموا الحسن بالسلبية وعدم القدرة على الكفاح، وهي مواصفات غير حقيقة إطلاقا ومن غير الممكن الاستسلام لها مع دراسة الأسباب الموضوعية للاتفاق بين الجانبين.

    أن الاتفاق بهذه الشروط لا يمكن اعتباره تنازلاً أو صلحاً بل هو فض اشتباك مؤقت بين القوتين العسكريتين، ولعل الدليل على هذا التصور هو تضمن الاتفاق للبند السالف – ينص على عدم مناداة الإمام الحسن لمعاوية بأمير المؤمنين وهو اللقب الرسمي للخلافة - مما يعني أن الإمام الحسن لم يبايع معاوية كخليفة ولم يعتبر نفسه من رعايا السلطة الأموية أو داخل تحت سيطرتها، كما أن اشتراطه عودة الخلافة إليه، أو إلى الإمام الحسين، بعد وفاة معاوية دليلاً كبيراً على أنه لم يكن يسعى إلى إنهاء الصراع أو أنه اعتبر الاتفاق صلحاً أو تنازلاً عن حقه في الخلافة، بل يشير – بالإضافة لنصوص أخرى – إلى اعتقاد يقيني بهذا الحق، إضافة إلى أنه أفقد الخلافة الأموية أي شرعية مدعاة بعد وفاة معاوية بن أبي سفيان.

    والواقع أن الإمام الحسن لم يعتبر أن هذا الاتفاق هو نهاية الصراع مع الأمويين، بل مرحلة اضطرته إليها الظروف الاقتصادية والاجتماعية التي حكمت الصراع، ويبدو أنه فضل العودة إلى العمل السري مرة أخرى بعد أن أدرك مدى عداء الزعامات الأرستقراطية في الكوفة له والتي يخضع لها أفراد القبائل، بالإضافة إلى الخوارج، وهو تصور تؤكده بعض المرويات التاريخيةوقد ذكر السيوطي إحدى المرويات التي تشير إلى أن نفوذ الإمام الحسن في الكوفة لم يتأثر كثيراً برحيله إلى المدينة، بل تؤكد أن أنصاره في العراق قد بقوا في حالة استنفار عسكري تحسباً لأي مواجهة مع معاوية في حالة عدم وفائه بتعهداته، وقد روت على لسان جارية بن قدامة - أحد أهم الشخصيات الشيعية العراقية المقربة من الإمام الحسن – قوله لمعاوية : " إن قوائم السيوف التي لقيناك بها بصفين في أيدينا ... إنك لم تملكنا قسرة، ولم تفتتحنا عنوة، ولكن أعطيتنا عهوداً ومواثيق، فإن وفيت لنا وفينا، وإن ترغب إلى غير ذلك فقد تركنا وراءنا رجالاً مداداً، وأدرعاً شداداً، وأسنة حداداً، فإن بسطت إلينا فتراً من غدر، زلفنا إليك بباع من ختر"والواقع أن الإمام الحسن ظل حتى وفاته هو الحاكم الحقيقي للإقاليم التي كان يحكمها قبل الاتفاق بينه وبين معاوية إلا أن الظروف الاجتماعية والسياسية إضطرته للتحول إلى العمل السري حفظاً لحياة أنصاره على أساس السعي لتكوين الجبهة الموالية له من جديد بعد أن تمكن الإقطاعيين من تفخيخها وتخريبها.

    إن كلا من الإمام الحسن والإمام الحسين كانا متفقين على العداء للنموذج الأموي وعلى الإيمان بحقهما في الإمامة لكن رد فعل كل منهما كان مختلفا نظراً لإختلاف الظروف الموضوعية (إجتماعية وسياسية) التي عاصرها كل منهما.


    باباك خورمدين

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    82

    افتراضي

    شكرا لك ولكن لماذا تعيد الموضوع مرتين

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    42

    افتراضي

    جاء في كتاب الإحتجاج الجزء الثاني بعنوان: احتجاجه (ع) على من انكر عليه مصالحة معاوية ...


    ونسبه إلى التقصير في طلب حقه عن سليم بن قيس قال: قام الحسن بن علي بن أبي طالب عليه السلام على المنبر حين اجتمع مع معاوية، فحمد الله واثنى عليه ثم قال: ايها الناس ان معاوية زعم: اني رأيته للخلافة اهلا ولم ار نفسي لها اهلا وكذب معاوية، انا أولى الناس بالناس في كتاب الله وعلى لسان نبي الله، فاقسم بالله لو ان الناس بايعوني واطاعوني ونصروني، لاعطتهم السماء قطرها، والارض بركتها، ولما طمعتم فيها يا معاوية، ولقد قال رسول الله صلى الله عليه وآله: (ما ولت امة أمرها رجلا قط وفيهم من هو اعلم منه الا لم يزل امرهم يذهب سفالا حتى يرجعوا إلى ملة عبدة العجل). وقد ترك بنو اسرائيل هارون واعتكفوا على العجل وهم يعلمون ان هارون خليفة موسى، وقد تركت الامة عليا عليه السلام وقد سمعوا رسول الله صلى الله عليه وآله يقول لعلي: (انت مني بمنزلة هارون من موسى غير النبوة فلا نبي بعدي) وقد هرب رسول الله صلى الله عليه وآله من قومه وهو يدعوهم إلى الله حتى فر إلى الغار، ولو جد عليهم اعوانا ما هرب منهم، ولو وجدت انا اعوانا ما بايعتك يا معاوية. وقد جعل الله هارون في سعة حين استضعفوه وكادوا يقتلونه، ولم يجد عليهم اعوانا، وقد جعل الله النبي في سعة حين فر من قومه لما لم يجد اعوانا عليهم كذلك انا وابي في سعة من الله حين تركنا الامة وبايعت غيرنا ولم نجد اعوانا، وانما هي السنن والامثال يتبع بعضها بعضا.


    الآن أمامنا طرفة جميلة:

    لو أن الحسن رضي الله عنه يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا لم يفر إلى غار ؟


    كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟


    هنا الدليل على أن الحسن بايع معاوية


    و بغض النظر عن المسرحية التي ألفها صاحب الإحتجاج


    إلا أن الموضوع يثبت و لله الحمد أن الحسن قد بايع معاوية و لا شك


    والحمد لله

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Nov 2004
    الدولة
    في أرض آل ِ محمد ( ص )
    المشاركات
    257

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الخفاجي
    الآن أمامنا طرفة جميلة:

    لو أن الحسن رضي الله عنه يقتدي بالنبي صلى الله عليه وسلم، فلماذا لم يفر إلى غار ؟


    كما فعل النبي صلى الله عليه وسلم ؟


    هنا الدليل على أن الحسن بايع معاوية


    و بغض النظر عن المسرحية التي ألفها صاحب الإحتجاج


    إلا أن الموضوع يثبت و لله الحمد أن الحسن قد بايع معاوية و لا شك



    والحمد لله
    وهل نسيت أو تناسيت أن أباه علي عليه أفضل الصلاة والسلام قد قاتل معاوية .. وحاشالأبي الحسن أن يكون هو المخطئ وقد تقدم لك في مواضيع أخرى على عصمته ومن أن الحق مع علي ( ع ) دار معه أين مادار .. أذا ً صلح ألأمام الحسن ( ع ) كان أمرا ً ألاهيا ً كما كان خروج ألأمام الحسين (ع ) أمر ا ً الاهيا ً .وهذا ثابت أيظا ً ..
    أما لماذا لم يفر ألأمام الحسن صلوات الله عليه الجواب واضح جدا ً ولكن على قلبك غشاوة لاترى الحق .. لأن الحجة قد أُلقيت عليه في العدد والعدة ... وبعد ذلك تشتت جيشه من دهاء معاوية وأبن العاص .. أقرأ صلح الأمام الحسن عليه أفضل الصلاة والسلام ..
    ولله الحمد
    مالك كيف تحكم ؟؟ .

  5. #5

    افتراضي

    هل تريد ان تعلم لماذا صالح الامام الحسن عليه السلام اللعين معاوية تمعن في هذه الشروط
    استراتيجية الصلح عند الإمام الحسن ( عليه السلام )
    قبل التحدث عن مبرّرات صُلح الإمام الحسن ( عليه السلام ) لا بد من توضيح معنى الاستراتيجية ، وقد شاع تعريفها على أنها :

    ( فن توظيف عناصر القوة للأمّة أو الأمّم ، لتحقيق أهداف الأمّة ، أو التحالف في السلم والحرب ، وهو أيضاً فن القيادة العسكرية في ساحة المعركة ) .

    لماذا الصلح ؟
    قَبِل الإمام الحسن ( عليه السلام ) الصلح مع معاوية للأسباب التالية :

    السبب الأول :
    إن نظرة أهل البيت ( عليهم السلام ) إلى الحكم كانت تنبع من أنه وسيلةً لتحقيق قيم الرسالة .

    فإذا مالَ الناس عن الدين الحق ، وغلبَت المجتمع الطبقات الفاسدة ، وأرادت تحويل الدين إلى مطية لمصالحهم اللاَّمشروعة .

    فليذهب الحكم إلى الجحيم ، لتبقى شعلة الرسالة متّقدة ، ولتصب كلُّ الجهود في سبيل إصلاح المجتمع أولاً ، وبشتى الوسائل المُتاحة .

    وقد أشار الإمام علي ( عليه السلام ) عن أسلوب الحكم قائلاً :

    ( والله ما معاوية بأدهى منِّي ، ولكنه يغدر ويفجر ، ولولا كراهية الغدر لكنت من أدهى الناس .

    ولكن كلّ غُدرة فُجرة وكلّ فُجرة كُفرة ، ولكلِّ غادرٍ لواءٌ يُعرف به يوم القيامة ، والله ما استُغفِل بالمكيدة ، ولا استُغمِز بالشديدة ) .

    أما عن نظرته ( عليه السلام ) إلى الحكم ذاته ، فقد رُوي عن عبد الله بن العباس أنه قال : دخلت على أمير المؤمنين ( عليه السلام ) وهو يخصف نعله ، فقال ( عليه السلام ) لي : ( مَا قِيمَة هذا النعل ؟ )

    فقلت : لا قِيمَة لها .

    فقال ( عليه السلام ) :

    ( والله لَهِيَ أحبُّ إليَّ من إمرتكم ، إلاَّ أن أُقيم حقّاً أو أدفع باطلاً ) .

    السبب الثاني :
    لقد عاش الإمام الحسن ( عليه السلام ) مَرحلة هبوط الروح الإيمانية عند الناس ، وبالذات في القبائل العربية التي خرجت من جَوِّ الحجاز ، وانتشرت في أراضي الخير والبركات ، فنسيت رسالتها أو كادت .

    فهذه كوفة الجند التي تأسست في عهد الخليفة الثاني لتكون حامية الجيش ، ومنطلقاً لفتوحات المسلمين الشرقية ، أصبحت اليوم مركزاً لصراع القبائل ، وتسيس العسكر ، وأخذ يُتبَع من يُعطِي أكثر .

    فبالرغم من وجود قبائل عربية حافظت على ولائها للإسلام والحق ، ولخط أهل البيت ( عليهم السلام ) الرسالي ، إلاَّ أنَّ مُعظم القبائل التي استوطَنَت أرض السواد حيث الخصب والرفاه بدأت تبحث عن العطاء .

    حتى أنَّهم تفرّقوا عن القيادة الشرعية ، وبدأوا يراسلون المتمردين في الشام حينما عرفوا أنَّ معاوية يبذل أموال المسلمين بلا حساب .

    بل إنَّك تجد ابن عمِّ الإمام الحسن ( عليه السلام ) عبيد الله بن العباس قائد قوَّات الطليعة في جيشه ( عليه السلام ) يلتحق بمعاوية طَمَعاً في دراهمه ، البالغة مليون درهمٍ .

    ونجد الكوفة تَخون مرة أخرى الإمام الحسين ( عليه السلام ) ، حينما يبعث إليهم ابن عَمِّه مسلم بن عقيل ، فيأتيهم ابن زياد ويمنِّيهم بأن يزيد في عطائهم عشرة .

    فإذا بهم يميلون إليه ، ويُقاتلون سِبط رسول الله وأهل بيته ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) بِأبْشَع صورة .

    ودون أن يسألوا ابن زياد عمَّا يعنيه بكلمة ( عشرة ) ، فإذا به يزيد في عطائهم عشرة تُميرات فقط ، ولعلَّهم كانوا يمنون أنفسهم بعشرة دنانير .

    لقد تعبت الكوفة من الحروب ، وبدأت تفكر في العيش الرغيد ، وغاب عنهم أهل البصائر الذين كانوا يحومون حول أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ( عليه السلام ) ، ويذكِّرون الناس باليوم الآخر ، ويبيِّنون للناس فضائل إمامهم الحق .

    لقد غاب عنهم اليوم عمَّار بن ياسر الذي كان ينادي بين الصفيْن في معركة صِفِّين : الرواحَ إلى الجنة .

    ومالك الأشتر الذي كان لعليٍ ( عليه السلام ) مثلما كان عليٌّ لرسول الله ( صلى الله عليه وآله ) بطلاً مقداماً ، وقائداً ميدانيّاً مُحنَّكاً .

    وغاب ابن التيهان الذي يعتبره الإمام علي ( عليه السلام ) أخاً له ، ويتأوَّه لغيابه .

    بلى ، لقد غاب أهل البصائر من أصحاب الرسول ( صلى الله عليه وآله ) وأنصار علي ( عليه السلام ) ، الذين كان أمير المؤمنين ( عليه السلام ) يعتمد عليهم في إدارته للحروب .

    وغاب القائد المقدام ، البطل الهمام ، الإمام علي ( عليه السلام ) أيضاً ، بعد أن أنهى سيف الغدر حياته الحافلة بالأسى .

    فإنه ( عليه السلام ) كان قد صعد المنبر قبيل استشهاده ، وقد نشر المصحف فوق رأسه ، وهو يدعو ربّه ويقول :

    ( مَا يُحبَس أَشقاكم أن يَجيء فيقتلني ، اللَّهُمَّ إني قد سئِمتُهم وسئِمُوني ، فأَرِحْهم منِّي ، وأَرِحْني مِنهم ) .

    وبالرغم من أن الإمام عليّاً كان قد جهَّز جيشاً لمقارعة معاوية قبيل استشهاده ، وهو ذلك الجيش الذي قاده من بعده الإمام الحسن ( عليه السلام ) .

    إلاَّ أنَّ خَور عزائم الجيش ، واختلاف مذاهبه ، وخيانة قُوَّاده ، كان كفيلاً بهزيمته ، حتى ولو كان الإمام علي ( عليه السلام ) هو الذي يقوده بنفسه .

    إلاَّ أن التقدير كان في استشهاد البطل ، وأن يتمَّ الصلح على يد نَجلِه العظيم الذي أخبر الرسول ( صلى الله عليه وآله ) ، أنَّ الله سوف يُصلح به بين طَائِفَتين من أُمَّته .

    ويشهد على ذلك ما جاء في حديث مأثور عن الحارث الهمداني ، قال :

    لما مات علي ( عليه السلام ) جاء الناس إلى الحسن ( عليه السلام ) وقالوا : أنت خليفة أبيك ووصيِّه ، ونحن السامعون المطيعون لك ، فمرنا بأمرك .

    فقال ( عليه السلام ) :

    ( كَذبتُم ، والله ما وفيتُم لِمَن كان خيراً منِّي ، فكيف تَفُون لي ؟ ، وكيف أطمئنُّ إليكم ولا أثق بكم ؟ إن كنتُم صادقين فموعدٌ ما بيني وبينكم مُعَسكر المدائن ، فَوافوا هناك ) .

    وماذا كان يمكن للإمام الحسن ( عليه السلام ) أن يصنعه في مثل هذه الظروف المعاكسة ؟

    فهل يسير في جيشه بسيرة معاوية ، ويوزع عليهم أموال المسلمين ، فمن رغب عنه عالجه بالعسل المسموم ؟

    أم يسير ( عليه السلام ) بسيرة أبيه حتى ولو كلَّفه ذلك سُلطته .

    لقد ترك ( عليه السلام ) السلطة حين علم بأنها لم تعد الوسيلة النظيفة لأداء الرسالة ، وأن هناك وسيلة أفضل وهي الإنسحاب إلى صفوف المعارضة ، وبَثِّ الروح الرسالية في الأمّة من جديد ، عبر تربية القيادات ، ونشر الأفكار ، وقيادة المؤمنين الصادقين ، المعارضين للسلطة ، وتوسيع نطاق المعارضة ، وهكذا فعل ( عليه السلام ) .

    السبب الثالث :
    إن شروط الصُلح التي أملاها الإمام ( عليه السلام ) على معاوية ، وجعلها مقياساً لسلامة الحكم ، تشهد على أنه ( عليه السلام ) كان يخطط لمقاومة الوضع الفاسد ، ولكن عبر وسائل أخرى .

    لقد جاء في بعض بنود الصُلح ما يلي :

    1 - أن يعمل معاوية بكتاب الله وسُنَّة رسوله ، وسيرة الخلفاء الصالحين .

    2 - ليس لمعاوية بن أبي سفيان أن يعهد إلى أحد من بعده عهداً بل يكون الأمر من بعده له ( عليه السلام ) ثم لأخيه الحسين ( عليه السلام ) .

    3 - الناس آمنون حيث كانوا من أرض الله ، في شَامِهِم ، وعِرَاقِهم ، وحِجَازهم ، ويَمَنِهم .

    4 - أنَّ أصحاب عليٍّ وشيعته آمنون على أنفسهم ، وأموالهم ، ونسائهم ، وأولادهم .

    5 - أن لا يبغي للحسن بن علي ولا لأخيه الحسين ولا لأحد من أهل بيت رسول الله ( صلوات الله وسلامه عليهم أجمعين ) غائلة ، لا سِرّاً ولا جهراً ، ولا يخيف أحداً منهم في أفق من الآفاق .

    فإن نظرة خاطفة لهذه الشروط تهدينا إلى أنها اشتملت على أهم قواعد النظام الإسلامي من دستورية الحكم على هدى الكتاب والسُّنَّة .

    وأنه مسؤول عن توفير الأمن للجميع ، وبالذات لقيادة المعارضة ، وهم أهل بيت الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .

    وقد قبل معاوية بهذه الشروط ، مما جعلها أساساً للنظام عند الناس ، وقد وجد الإمام ( عليه السلام ) بذلك أفضل طريقة لتبصير الناس بحقيقته ، وتأليب أصحاب الضمائر والدين عليه ، حين كان يخالف بعض تلك الشروط .

    وقد تحمَّل الإمام الحسن ( عليه السلام ) عناءً كبيراً في إقناع المسلمين بالصلح مع معاوية ، حيث أنَّ النفوس التي كانت تلتهب حماساً ، والتي كانت معبأة نفسيّاً ضد معاوية ، كانت تأبى البيعة معه .

    على أنَّ القشريين من طائفة الخوارج كانت ترى كفر من أسلم الأمر إلى معاوية ، وقد قالوا للإمام الحسن ( عليه السلام ) : كَفَرَ والله الرَّجُلُ .

    مُعارضة الصحابة :
    خطب الإمام الحسن ( عليه السلام ) بعد صلحه مع معاوية في الناس قائلاً :

    ( أيُّها الناس ، إنكم لو طلبتم ما بين جابلقا وجابرسا رَجُلاً جَدُّه رسول اللـه ( صلى الله عليه وآله ) ما وجدتم غيري وغير أخي .

    وإنَّ معاوية نازعني حقّاً هو لي ، فتركتُه لصلاح الأمّة ، وحقن دمائها .

    وقد بايعتموني على أن تسالموا من سَالَمتُ ، وقد رأيت أن أُسالمه ، وأن يكون ما صنعتُ حجةً على من كان يتمنَّى هذا الأمر ، وإنْ أَدري لعلَّه فتنة لكم ، ومتاع إلى حين ) .

    ومع ذلك فقد عارضه بعض أفضل أصحابه في ذلك ، فقال حجر بن عدي له : أما والله لَوَددتُ أنك مُتَّ في ذلك اليوم ، ومتنا معك ولم نَرَ هذا اليوم ، فإنا رجعنا راغمين بما كرهنا ، ورجعوا مسرورين بما أحبُّوا .

    ويبدو أن الإمام ( عليه السلام ) كره أن يجيبه في الملأ ، إلاَّ أنه حينما خلا به قال ( عليه السلام ) :

    ( يا حجر ، قد سمعتُ كلامك في مجلس معاوية ، وليس كلُّ إنسان يُحب ما تُحب ، ولا رأيه كرأيك ، وإنِّي لم أفعل ما فعلتُ إلاَّ إبقاءً عليكم ، والله تعالى كلَّ يوم هو في شأن ) .

    وكان سفيان من شيعة أمير المؤمنين والحسن ( عليهما السلام ) ، ولكنَّه دخل على الإمام ( عليه السلام ) وعنده رهط من الناس فقال له : السلام عليك يا مُذِلَّ المؤمنين .

    فقال ( عليه السلام ) له : ( وعليكَ السَّلام يا سفيان ) .

    يقول سفيان : فنزلتُ فعقلت راحلتي ، ثم أتيته فجلست إليه ، فقال ( عليه السلام ) : ( كيفَ قُلتَ يا سفيان ؟ ) .

    قال : قلتُ : السلام عليك يا مُذِلَّ المؤمنين .

    والله بأبي أنت وأمِّي أذلَلْتَ رقابنا حين أعطيت هذا الطاغية البيعة ، وسَلَّمت الأمر إلى اللَّعين ابن آكلة الأكباد ، ومعك مئة ألف كلُّهم يموت دونك ، وقد جمع الله عليك أمر الناس .

    فقال ( عليه السلام ) :

    ( يا سفيان ، إنَّا أهل بيت إذا علمنا الحقَّ تمسَّكنا به ، وإنّي سمعت عليّاً ( عليه السلام ) يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :

    لا تذهب الأيَّام واللَّيالي حتَّى يجتمع أمر هذه الأمة على رجل واسع السرم ، ضخم البلعوم ، يأكل ولا يشبع ، لا ينظر الله إليه .

    ولا يموت حتى لا يكون له في السماء عاذر ، ولا في الأرض ناصر ، وإنَّه لمعاوية ، وإنّي عرفتُ أنَّ الله بالغ أمره ) .

    ثم أذَّن المؤذِّن ، فقمنا إلى حالبٍ يحلبُ ناقته ، فتناول الإناء فشرب قائماً ، ثمَّ سقاني ، وخرجنا نمشي إلى المسجد ، فقال ( عليه السلام ) لي :

    ( ما جاء بك يا سفيان ؟ ) .

    قلت : حُبُّكم والذي بعث محمدّاً بالهدى ودين الحق .

    فقال ( عليه السلام ) : ( فأبشِرْ يا سفيان ، فإنِّي سمعت عليّاً ( عليه السلام ) يقول : سمعت رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) يقول :

    يرد عليَّ الحوض أهل بيتي ومَن أحبَّهم من أُمَّتي كهاتين - يعني السبّابتين - ، أو كهاتين - يعني السبابة والوسطى - ، إحداهما تفضل على الأخرى .

    أبشِرْ يا سفيان ، فإنَّ الدنيا تسع البرَّ والفاجر ، حتَّى يبعث الله إمام الحقِّ من آل محمَّد ( صلى الله عليه وآله ) .

    وفي بعض الأحيان كان الإمام الحسن ( عليه السلام ) يصد على أصحابه ببيعة معاوية .

    فحين دخل قيس بن سعد بن عبادة الأنصاري - صاحب شرطة الخميس الذي أسَّسَه الإمام علي ( عليه السلام ) - على معاوية ، قال له معاوية : بايع .

    فنظر قيس إلى الحسن ( عليه السلام ) ، فقال : يا أبا محمَّد ، بايعت ؟

    فقال له معاوية : أما تنتهي ؟ أما والله إنِّي ... .

    فقال له قيس : ما شئت ، أَمَا والله لَئِن شئت لتناقضت به .

    فقام إليه الحسن ( عليه السلام ) ، وقال له : ( بَايِعْ يا قيس ) .

    فبايَعَ .

    ما أكرم أبا محمَّدٍ الحسن المجتبى ( عليه السلام ) ، وأسخى تضحيته حين أقدم على الصلح الذي اعتبره بعض حواريِّه ذُلاًّ ، وزعَمَهُ أعداؤه جبناً واستسلاماً ، ولم يكن إلاَّ أروع صور النصر على الذات ، ومقاومة نزوة الهوى ، والمحافظة على دماء المسلمين ، وتحقيقاً لكلمة الرسول الصادق المصدَّق ( صلى الله عليه وآله ) حين قال :

    ( إنَّ ابني هذا سيِّد ، ولعلَّ الله عزَّ وجلَّ يصلح به بين فئتين من المسلمين ) .

    فلولا أن الحسن كان قدوة الصلاح ، وأسوة التضحيات ، وجماع المكرمات ، وكان بالتالي الإمام المؤيَّد بالغيب ، لتمزَّقت نفسه الشريفة بصعود معاوية أريكة الحكم ، وهو الذي قال فيه الرسول ( صلى الله عليه وآله ) :

    ( إذا رأيتُم معاوية هذا على منبري فاقتلوه ، ولن تفعلوا ) .

    ولولا اتِّصال قلبه الكبير بروح الربِّ إذاً لمات كمداً ، حيث كان يرى تقهقر المسلمين ، وصعود نجم الجاهلية الجديدة .

    ولولا حلمه ( عليه السلام ) العظيم ، النابع من قوة إيمانه بالله ، وتسليمه لقضائه ، إذاً ما صبر على معاوية ، وهو يرقى منبر جَدِّه ، ويمزِّقَ منشور الرسالة ، ويسبُّ أعظم الناس بعد الرسول ( صلى الله عليه وآله ) .

    بلى ، ولكنَّ الحسن ( عليه السلام ) آثر الآخرة على الدنيا ، لأنها - الآخرة - دارٌ جعلها الله للذين لا يريدون الفساد والعُلوَّ في الأرض .


    و هل تريد ان تعلم لماذا قام الامام الحسين عليه السلام بثورته المقدسة اقرأ
    أسباب ثورة الإمام الحسين ( عليه السلام )
    أحاطت بالإمام الحسين ( عليه السلام ) عِدَّة من المسؤوليات الدينية والواجبات الاجتماعية وغيرها من الأسباب المُحَفِّزَة لثورته ، فدفعته ( عليه السلام ) إلى التضحية والفداء .

    وهذه بعض تلك المسؤوليات والواجبات والأسباب :

    الأولى : المسؤولية الدينية :

    لقد كان الواجب الديني يحتم عليه ( عليه السلام ) القيام بوجه الحكم الأموي الذي استحلَّ حُرُمَات الله ، ونكث عهوده وخالف سنة رسول الله ( صلى الله عليه وآله ) .

    الثانية : المسؤولية الاجتماعية :

    كان الإمام ( عليه السلام ) بحكم مركزه الاجتماعي مسؤولاً أمام الأمة عما مُنِيَت به من الظلم والاضطهاد من قبل الأمويين ، ومن هو أولى بحمايتها وَرَدُّ الاعتداء عنها من غيره .

    فنهض ( عليه السلام ) بأعباء هذه المسؤولية الكبرى ، وأدى رسالته بأمانة وإخلاص ، وَضَحَّى ( عليه السلام ) بنفسه وأهل بيته وأصحابه ليعيد عدالة الإسلام وحكم القرآن .

    الثالثة : إقامة الحجة عليه ( عليه السلام ) :

    وقامت الحجة على الإمام ( عليه السلام ) لإعلان الجهاد ، ومحاربة قُوَى البغي والإلحاد .

    فقد تواترت عليه الرسائل والوفود من أهل الكوفة ، وكانت تُحَمِّلُه المسؤولية أمام الله إن لم يستجب لدعواتهم المُلِحَّة لإنقاذهم من ظلم الأمويين وَبَغيِهِم .

    الرابعة : حماية الإسلام :

    ومن الأسباب التي ثار من أجلها ( عليه السلام ) هي حماية الإسلام من خطر الحكم الأموي الذي جَهد على مَحْوِهِ ، وقلع جذوره ، فقد أعلن يزيد الكفر والإلحاد بقوله :

    لَعِبتْ هاشمُ بِالمُلك فَلا خَبَرٌ جاءَ وَلا وَحْيٌ نَزَلْ

    وكشف هذا الشعر عن العقيدة الجاهلية التي كان يدين بها يزيد فهو لم يؤمن بوحي ولا كتاب ، ولا جَنَّة ولا نار .

    الخامسة : صيانة الخلافة :

    ومن أَلمع الأسباب التي ثار من أجلها ( عليه السلام ) تطهير الخلافة الإسلامية من أرجاس الأمويين الذين نَزَوا عليها بغير حق .

    فلم تعد الخلافة - في عهدهم كما يريدها الإسلام - وسيلة لتحقيق العدل الاجتماعي بين الناس ، والقضاء على جميع أسباب التخلف والفساد في الأرض .

    وقد رأى الإمام ( عليه السلام ) أن مركز جَدِّهِ قد صار إلى سِكِّيرٍ مُستَهترٍ لا يَعي إلا شهواته ورغباته ، فثار ( عليه السلام ) ليعيد للخلافة الإسلامية كيانها المُشرِق وماضيها الزاهر .

    السادسة : تحرير إرادة الأمة :

    ولم تملك الأمة في عهد معاوية ويزيد إرادتها واختيارها ، فقد كُبِّلَتْ بقيُودٍ ثقيلة سَدَّت في وجهِهَا منافذ النور والوَعي ، وَحِيلَ بينها وبين إرادتها .

    وقد هَبَّ الإمام ( عليه السلام ) إلى ساحات الجهاد والفداء ، لِيُطعِم المسلمين بروح العِزَّة والكرامة ، فكان مقتله ( عليه السلام ) نُقطَةَ تَحَوُّلٍ في تاريخ المسلمين وحياتهم .

    السابعة : تحرير اقتصاد الأمة :

    ومن الأسباب هو انهيار اقتصاد الأمة الذي هو شرايين حياتها الاجتماعية والفردية .

    فقد عمد الأمويون إلى نهب الخزينة المركزية ، وقد أعلن معاوية أمام المسلمين أن المال مال الله ، وليس مال المسلمين فهو أحق به ، فثار ( عليه السلام ) ليحمي اقتصاد الأمة ، ويعيد توازن حياتها المعاشية .

    الثامنة : المظالم الاجتماعية :

    انتشرت المظالم الاجتماعية في أنحاء البلاد الإسلامية ، فلم يَعُد قَطَرٌ من الأقطار إلا وهو يَعُجُّ بالظلم والاضطهاد من جَورِهِم .

    فهب الإمام ( عليه السلام ) في ميادين الجهاد ليفتح للمسلمين أبواب العزة والكرامة ، ويحطم عنهم ذلك الكابوس المظلم .

    التاسعة : المظالم الهائلة على الشيعة :

    لقد كانت الإجراءات القاسية التي اتخذها الحكم الأموي ضد الشيعة من أسباب ثورته ( عليه السلام ) ، فَهَبَّ لإنقاذهم من واقعهم المَرِير ، وحمايتهم من الجَورِ والظلم .

    العاشرة : محو ذكر أهل البيت ( عليهم السلام ) :

    ومن ألمع الأسباب أيضاً التي ثار من أجلها ( عليه السلام ) هو أن الحكم الأموي قد جهد على محو ذكر أهل البيت ( عليه السلام ) ، واستئصال مَآثِرِهم ومناقبهم ، وقد استخدم معاوية في هذا السبيل أخبث الوسائل .

    وكان ( عليه السلام ) يود أن الموت قد وافاه ، ولا يسمعُ سَبَّ أبيهِ ( عليه السلام ) على المنابر والمآذن .

    الحادية عشر : تدمير القِيَم الإسلامية :

    وعَمِدَ الأمويون إلى تدمير القِيَم الإسلامية ، فلم يَعد لها أي ظِلٍّ على واقع الحياة الإسلامية .

    الثانية عشر : اِنهيار المجتمع :

    فقد انهار المجتمع في عصر الأمويين ، وتحلل من جميع القيم الإسلامية ، فثار ( عليه السلام ) ليقضي على التَذَبْذُبِ والانحراف الذي مُنِيتْ بِهِ الأمَّة .

    الثالثة عشر : الدفاع عن حقوقه ( عليه السلام ) :

    وانبرى الإمام ( عليه السلام ) للجهاد دفاعاً عن حقوقه التي نهبها الأمويون واغتصبوها .

    وأهمُّها : الخلافة ، لأنه ( عليه السلام ) هو الخليفة الشرعي بمقتضى معاهدة الصلح التي تم الاتفاق عليها ، وعلى هذا فلم تكن بيعة يزيد شرعية .

    فلم يخرج الإمام ( عليه السلام ) على إمام من أئمة المسلمين ، كما يذهب لذلك بعض ذوي النزعات الأموية ، وإنما خرج على ظالم مُغتَصِبٍ لِحَقِّهِ .

    الرابعة عشر : الأمر بالمعروف :

    ومن أوْكَد الأسباب التي ثار من أجلها ( عليه السلام ) إقامة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر ، فإنهما من مُقَوِّمَات هذا الدين ، والإمام ( عليه السلام ) بالدرجة الأولى مَسؤُول عَنهُمَا .

    وقد أدلى ( عليه السلام ) بذلك في وصيته لأخيه ابن الحنفية ، التي أعلن فيها عن أسباب خروجه على يزيد ، فقال ( عليه السلام ) :

    ( إِنِّي لَمْ أَخرُجْ أَشِراً وَلا بَطِراً ، وَلا ظَالِماً وَلا مُفسِداً ، وإنما خرجتُ لِطَلَبِ الإِصلاحِ فِي أُمَّةِ جَدِّي ، أُرِيدُ أَن آمُرَ بِالمَعرُوفِ وَأَنهَى عَنِ المُنكَر ) .

    الخامسة عشر : إِمَاتَة البِدَع :

    وعمد الحكم الأموي إلى نشر البِدَع بين المسلمين ، وَالتي لم يُقصَدُ منها إلا مَحْقُ الإِسلام ، وإلحاق الهزيمة به .

    وقد أشار ( عليه السلام ) إلى ذلك في رسالته التي بعثها لأهل البصرة :

    ( فَإِنَّ السُّنَّةَ قَد أُمِيتَتْ وَالبِدْعَةَ قَدْ أُحْيِيَتْ ) .

    فقد ثار ( عليه السلام ) ليقضي على البِدَع الجاهلية التي تَبَنَّاهَا الأَمَوِيُّون ، ويحيي سُنَّةَ جَدِّه ( صلى الله عليه وآله ) التي أماتوها ، ولِيَنشرَ رايةَ الإِسلام .

    السادسة عشر : العهد النبوي :

    واستَشَفَّ النبي ( صلى الله عليه وآله ) من وراء الغيب ما يُمنَى بِهِ الإسلام من الأخطار الهائلة على أيدي الأمويين ، وأنه لا يمكن بأي حال تجديد رسالته وتخليد مبادئه إلا بتضحية ولده الحسين ( عليه السلام ) ، فعهد إليه بالتضحية والفداء .

    وقد أدلى الحسين ( عليه السلام ) بذلك حينما عدله المشفقون عليه من الخروج إلى العراق فقال ( عليه السلام ) لهم :

    ( أَمَرَنِي رَسُولُ اللهِ ( صلى الله عليه وآله ) بِأَمرٍ وَأنَا مَاضٍ إِليه ) .

    السابعة عشر : العزة والكرامة :

    ومن أوثق الأسباب التي ثار من أجلها ( عليه السلام ) هي العزة والكرامة ، فقد أراد الأمويون إِرغامَهُ على الذُل والخنوع ، فَأَبَى ( عليه السلام ) إِلاَّ أن يعيش عَزيزاً ، وقد أعلن ذلك يوم الطفِّ بقوله ( عليه السلام ) :

    ( أَلا وَإِنَّ الدعِيَّ ابنَ الدعِيَّ قَد رَكزَ بَينَ اثْنَتَيْنِ ، بَينَ السلَّةِ وَالذلَّة ، وهَيْهَات مِنَّا الذلَّة ، يَأبَى اللهُ لَنَا ذَلكَ وَرَسُولُهُ ، وَنُفُوسٌ أَبِيَّةٌ وَأُنُوفٌ حَميَّةٌ مِن أَنْ نُؤثِرَ طَاعَة اللِّئَام عَلى مَصَارِعِ الكِرَام ) .

    الثامنة عشر : غدر الأمويين وفتكهم :

    وأيقن ( عليه السلام ) أن الأمويين لا يتركونه ، ولا تَكفُّ أيديهم عن الغدر والفَتْكِ به حتى لو سَالَمَهُم وبايعهم .

    وقد أعلن ( عليه السلام ) ذلك لأخيه محمد بن الحنفية :

    ( لَو دَخَلتُ فِي حِجرِ هَامَة مِن هَذِهِ الهوَام لاستَخْرَجُونِي حتَّى يَقتُلُونِي ) .

    فاختار ( عليه السلام ) أن يُعلنَ الحربَ ويموت مِيتَةً كريمةً تَهزُّ عروشهم ، وَتقضِي على جبروتِهِم وَطُغيَانِهِم .

    هذه بعض الأسباب التي حفَّزت الإمام الحسين ( عليه السلام ) إلى الثورة على حكم يزيد .

    هل عرفت لماذا هذه الاحداث التي تسميها حظرتك تناقض كل حدث و له موقف ام هل تستطيع القول انك لا تعلم هذه المعلومات
    و سأوضح لك كل هذا الامر في سطر واحد ماذا فعل المشركون في صلح الحديبية كذلك فعل معاوية هل تعلم لماذا فتح الرسول محمد صلى الله عليه و آله و سلم مكة كذلك اراد الحسين عليه السلام

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    11

    افتراضي ملاحظة

    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكراً لكم على هذا المقال ولكن في قولك
    ( إنَّ ابني هذا سيِّد ، ولعلَّ الله عزَّ وجلَّ يصلح به بين فئتين من المسلمين )
    إشكال

    اعتقد ان هذا النص من مصادر السنة ليثبت اسلام معاوية واصحابة وهو لم يرد عندنا والله العالم اسألوا اهل الذكر
    التعديل الأخير تم بواسطة القطيفي ; 12-10-2005 الساعة 00:41 سبب آخر: خطأ إملائي

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    42

    افتراضي

    ماذا نفعل بإستنتاجات الموسوي ؟



    بالنهايه بايع الحسن بايع معاويه خليفه للمسلمين


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الخفاجي
    ولو وجدت انا اعوانا ما بايعتك يا معاوية [/COLOR][/SIZE].

    بايع الحسن معاوية وأنتهى الأمر


    هل يبايع الحسن كافراً ؟ أعوذ بالله


    هل يتنازل الحسن عن حقه الإلهي الإمامة كما تزعمون لكافر ؟



    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القطيفي
    بسم الله الرحمن الرحيم الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله الطيبين الطاهرين السلام عليكم ورحمة الله وبركاته شكراً لكم على هذا المقال ولكن في قولك إشكال

    اعتقد ان هذا النص من مصادر السنة ليثبت اسلام معاوية واصحابة وهو لم يرد عندنا والله العالم اسألوا اهل الذكر


    نوجه السؤال لك هل يبايع الحسن بن علي كافر ؟

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    707

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الخفاجي





    هل يبايع الحسن كافراً ؟ أعوذ بالله


    هل يتنازل الحسن عن حقه الإلهي الإمامة كما تزعمون لكافر ؟







    نوجه السؤال لك هل يبايع الحسن بن علي كافر ؟
    بالانتظار .

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    45

    افتراضي سفسطة مذهبية .. وجعجعة بلا طحن

    [align=center]سفسطة مذهبية .. وجعجعة بلا طحن[/align]

    الحسن (ع) لم يبايع معاوية كخليفة للمسلمين .. وهناك فرق بين البيعة والصلح
    إن أحد شروط الصلح هو عدم مناداة الحسن (ع) لمعاوية بلقب (أمير المؤمنين) وهو اللقب الرسمي للخلافة منذ عهد الخليفة الثاني ، ما يعني أن الحسن (ع) لا يعترف بمعاوية كخليفة ، وكما قال الخفاجي لا يمكن للحسن (ع) أن يبايع كافراً ولا يمكنه أيضاً التنازل عن حقه الإلهي .
    ونرجو أن يقوم الخفاجي بإثبات تصوراته بطريقة أكثر علمية .
    باباك خورمدين

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    42

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة باباك خورمدين
    [align=center]سفسطة مذهبية .. وجعجعة بلا طحن[/align]

    الحسن (ع) لم يبايع معاوية كخليفة للمسلمين .. وهناك فرق بين البيعة والصلح
    إن أحد شروط الصلح هو عدم مناداة الحسن (ع) لمعاوية بلقب (أمير المؤمنين) وهو اللقب الرسمي للخلافة منذ عهد الخليفة الثاني ، ما يعني أن الحسن (ع) لا يعترف بمعاوية كخليفة ، وكما قال الخفاجي لا يمكن للحسن (ع) أن يبايع كافراً ولا يمكنه أيضاً التنازل عن حقه الإلهي .
    ونرجو أن يقوم الخفاجي بإثبات تصوراته بطريقة أكثر علمية .
    باباك خورمدين


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الخفاجي

    ولو وجدت انا اعوانا ما بايعتك يا معاوية

    الحسن بايع معاويه على السمع و الطاعه ؟


    وإلا كيف تكون المبايعه ؟

  11. #11

    افتراضي

    الامام الحسن لم يبايع معاوية اللعين بل صالحه و يوجد فرق بين المبايعة و الصلح و ثم من اين لك كل المعلومات التاريخية التي تثبت ان الامام الحسن بايع على السمع و الطاعة ثم ان اعتبرت صلح الامام الحسن مبايعة فهذا كفر لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم صالح عام الحديبية فذلك يعتبر مبايعة ام انت تأتي القول مثل ويل للمصلين و لا تكمل مخافة الله اتقي الله و مع هذا كلف اللعين معاوية عده جواسيس منهم جعده بنت الاشعث التي دست السم من امر معاوية

  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    166

    افتراضي

    الى اخي العيزيز السيد عبدالله الموسوي

    شكرا على هذا التوضيح والله يعطيك الفافيه

    اخوك جعفري


    www.alaw7ad.com

  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Oct 2005
    المشاركات
    42

    افتراضي

    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد عبدالله الموسوي

    الامام الحسن لم يبايع معاوية اللعين بل صالحه و يوجد فرق بين المبايعة و الصلح و ثم من اين لك كل المعلومات التاريخية التي تثبت ان الامام الحسن بايع على السمع و الطاعة ثم ان اعتبرت صلح الامام الحسن مبايعة فهذا كفر لأن النبي صلى الله عليه و آله و سلم صالح عام الحديبية فذلك يعتبر مبايعة ام انت تأتي القول مثل ويل للمصلين و لا تكمل مخافة الله اتقي الله

    الموسوي هدانا الله وياك والجميع لما يحبه ويرضاه



    إقرأ معي جيداً :


    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة خالد الخفاجي

    ولو وجدت انا اعوانا ما بايعتك يا معاوية

    وإليك مصدر آخر يثبت مبايعة الحسن لمعاويه :

    قال المجلسي « عن سفيان قال: أتيت الحسن لما بايع معاوية فوجدته بفناء داره وعنده رهط من قومه فقلت له: السلام عليك يا مذل المؤمنين» (مقاتل الطالبيين لأبي الفرج الأصبهاني ص44 تنزيه الأنبياء 169بحار الأنوار28/258 و44/57 و59 و62/237)



    إذن الحسن بايع معاويه وأنتهى الأمر



    السؤال :



    هل يبايع الحسن كافر ؟




    اقتباس المشاركة الأصلية كتبت بواسطة السيد عبدالله الموسوي

    و مع هذا كلف اللعين معاوية عده جواسيس منهم جعده بنت الاشعث التي دست السم من امر معاوية


    هل لديك سند متصل وصحيح لهذه الروايه ؟

  14. #14

    افتراضي

    الجواب اخي هل بايع الامام الحسن كافر لا اخي اني لا اقول ان معاوية كافر ما احط بذمتي ان معاوية كافر من قال هذا الكلام ان معاوية كافر بالاصح ان معاوية منااااااااافق و المنافق اخطر على الاسلام من الكافر لأن المنافق يتظل في ظل الاسلام و قد اسلم بعد فتح مكة هو و ابيه خوفاً على مصالحهم و هذا امر واضح جداً اخي لا يحتاج الى جدال و قولك ان الامام الحسن يعلم الغيب انا معاك في هذا الحديث و لكن في حدود و لا كامل الا وجه الله تعالى و الدليل على هذا من الانبياء و الائمة عليهم السلام اراد الله بهم امراً فهو قاضيه اخي مثلاً قول موسى كلي الله تعالى الم يكن يعلم ان لا احد على وجه الارض يتصف بصفات الكمال غير الله و هو يعرف الجواب و لكن هذه عبرة لأولي الالباب و لكن الم يعلم رسولنا صلى الله عليه و آله انه مؤيد من عند الله و يوحي الله تعالى و لا اجد عندك رفظ لهذة النظرية و لكن الله تعالى اراد ان يختبر قوتة و تحملة كذلك الامام الحسن لم يرد الله تعالى ان يوحي له بهذه اللحظة لحكمتين من عند الله تعالى يستطيع اي مسلم و كافر استنتاجها الا من طبع الله على قلبه وهما اولاً اختباراً لقدرة تحمل الامام الحسن حين يصيبة الله بمصيبة و هذا امر كل الرسل و الائمة و الامر الآخر اراد الله تعالى حين يشكرة ان يعلي مكانه اراد ان يكرمه شهيداً عند من لا يظلم قضي الامر الذي فيه تستفتي

  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    817

    افتراضي

    إذا أخذ النقاش منحىً مذهبياً سنضطر لإغلاق الموضوع !
    [align=center][/align]

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني