لم تخرج نتائج الإستفتاء على الدستور على الملأ بشكل رسمي بعد، حتى إستبقت ما تسمى بالقيادات البعثية الطائفية للطائفة السنية في العراق هذا الإعلان وبدأت تروج وتصيح وتشتم وتسب وتلعن كل العراقيين ممن بقوا أحياءً من محارق صدامهم وقرروا أن يصفععوا بالأصابع البنفسجية التي تضمخت متحدية وجوههم العفنة والسادية.
يبدو أن هذه الشخصيات البعثية الطائفية لا تستطيع أن تنتشل نفسها من جلسات البعثيين السرية، ومجالسهم القذرة التي كانوا يتآمرون من خلالها على العراقيين، ويرتبون إستفتاءاتهم التهريجية لصالح سيدهم الرائع على طريقة أن الشعب كله صوت بنسبة 100 بالمائة لأجل حبيب الطائفة الغالي صدام حسين تكريتي. ويبدو أن هذه الوجوه الصفراء لا تريد أن تعترف أن اللعبة قد إنتهت، رغم أن قائل هذه العبارة هو محمد دوري ممثل صدام في نيويورك بعد أن إنهار نظامهم العفن كما ينهار بيت العنكبوت. ومن يدري فربما مازال بقايا الأعراب هؤلاء يعيشون في حلم يقظة يوهمهم أن لهم مملكة يحكمها آل مطلك وصديد وكعود ولهيبي ومن لف لفهم، ومازالوا يحلمون باللبس الزيتوني، وحفلات الغجر، والإستيلاء على أملاك الآخرين، وممارسة اللذة الحرام على طريقة المرضى النفسانيين من المصابين بالسادية، إضافة إلى إبراز بطولاتهم الجبانة في الإعتداء على الضعفاء والمساكين والتمسح بعملاء العملاء أمثال سعود فيصل ومحمد صبحي ورغد وعبد ملك الأردن وعمرو وهلم جراً. لكن هذا الصياح الذي يملأون الدنيا من خلاله قد لا ينفعهم كثيراً هذه المرة، وبغض النظر عن نتائج الإستفتاء على الدستور إلا أن هذه القيادات الفاشلة والمنحطة، والتي أثبتت التجربة معها من خلال فترة تسلطها على مقادير الأمور في العراق، كم هو مقدار فشلها في كل معركة خاضتها وفي كل مجال تحركت فيه، حتى جعلت العراق بلداً مستباحاً خراباً يباباً يرزح تحت أجواء ما قبل الحضارة والتاريخ. هؤلاء الفاشلون يقودون طائفتهم إلى الهاوية، ورغم سعارهم الطائفي، ورغم دقهم كل الأبواب، ولعقهم كل الأحذية، وإحراقهم كل شيئ إستطاعوا إحراقه، إلا أن الأصابع المضمخة بلون الحبر البنفسجي جعلتهم يفقدون أعصابهم، يفقدون صوابهم، وأصبحت الأوراق المتاحة بايديهم لا تساوي شيئاً.
فمدنهم التي استباحها شواذ الأرض من كل مكان حولوها إلى مدن رمل تسفها الرياح، وتحولت إلى مناطق يرتع فيها الموت والعنف والتخلف.
ومساجدهم تحولت إلى مراكز شيطان بدلاً من أماكن عبادة، يتعلم فيها الشر واساليب الذبح وطرق القتل وعلم الدجل.
وقوادهم تحولوا إلى أصحاب خمارات ومواخير في عمان ودمشق
وضباطهم تحولوا إلى مهربي آثار وغجر، وسفاحين يغتصبون النساء ويقتلون على الهوية
ووعاظ سلاطينهم تحولوا إلى مرتشين يحثون على القتل والفجور، وتمزيق أوصال البشر بالمفخخات.
بعد هذا كله ما هي القيم التي يحملها هؤلاء الأوغاد والتي يريدون أن يقنعوا الناس بها؟ هذا إن كانت لديهم قيم؟ وما هي الأهداف التي يريدون الوصول إليها، غير جعل العراق مزرعة كبيرة لهم يقتلون من يشاؤون ويستعبدون من يريدون ويغتصبون من يختارون.
محاولات هذه النكرات الطائفية في هذه الظروف هي محاولات لإعادة العراق إلى أوضاع تشبه إلى حد كبير الأوضاع التي سادت وساهموا في تثبيتها زمن الفاجر الطائفي صدام وحزبه، وأية فرصة تمنح لهذه القرائن لتحقيق اية مكاسب على أرض الواقع السياسي العراقي تعني فيما تعنيه إعادة هؤلاء إلى التسلط على رقاب الناس مرة أخرى وبشكل أكثر بشاعة مما كان يحدث في زمن الفاجر الطائفي صدام حسين.
الديمقراطية شيئ جميل، لكنها تحمل نقطة ضعف في جوانبها، إنها تعطي الفرصة أحياناً للأفكار القذرة والمهزومة أن تصعد إلى الواجهة من خلال أدوات الديمقراطية وآلياتها، وأن تحول الوضع الديمقراطي إلى وضع ديكتاتوري من جديد، والكل يعرف كيف صعد هتلر إلى الحكم !
إن إعطاء الفرصة لهذه الضباع الطائفية أن تتحدث بما يعجبها، وتصرح بالشكل الذي تريد وتحرض بالطريقة التي تختارها يمثل خطراً جدياً على النظام الوليد في العراق، ويشكل خطراً أكثر على أمن وسلامة أهلنا في العراق، واقصد هنا الشيعة، لأنهم هم المستهدفون بالدرجة الأولى من قبل هؤلاء وبكافة الوسائل التي يمتلكونها. لقد أعطى الشيعة ما يقارب السبعين ألفاً لال هذه الفترة، من خلال عمليات قتل وترويع طائفية بعثية، إضافة إلى الملايين في فترة حكم حزب البعث، وهذه التضحيات يجب أن تكون نصب اعين كافة اللاعبين السياسيين، وكافة المواطنين العراقيين الشيعة لمواجهة أي تحد طائفي-سني جديد يبرز على الساحة ويستهدف إجتثاث الواقع الشيعي في العراق من الجذور، وبتعاون محموم من دول إقليمية واضح.
المسألة تتطلب وضع آليات تمنع هؤلاء من حرية الحركة، والتمويل، والتعاطي الإعلامي. بل وتتطلب المسألة تعاملاً مع هؤلاء على أنهم مجرمون ساهموا في قتل شعبنا، ولم يعلنوا توبتهم لحد الآن، ومازالوا يحملون نفس فكر ونهج الجريمة، وهذه النماذج لا ينبغي التفاوض معها بل إستئصالها. مطلك وصديد وحارث وزيدان لهيبي ومشعان جبوري وحارث ضاري وأمثالهم يجب أن لا يكون لهم مكان قيادي في الطائفة السنية في العراق بعد اليوم. وهنالك مئات الأساليب لإيقاف هذه القرائن عند حدها. كما ينبغي تشجيع الطائفة السنية على إختيار قيادات أكثر نظافة وأكثر تمثيلاً كي تمثلها.
وسائل دعم الإرهاب البعثي يجب أن تجفف من خلال تجفيف رموزه وآليات عمله وحالاً!