لم أشأ ان اتحدثن عن الرئيس العراقي السابق بما يمكن ان يفسر انه تأييد له او لغيره ، غير ان محاكمة صدام من قبل القضاة العراقيين غير جائز فصدام لازال الرئيس ولم يتنازل بعد والاجدر بالمحكمة ان تجبره على التنازل عن الحكم ومن ثم يتم محاكمته مجرداً من منصبه وعلى أساس استغلاله لهذا المنصب ، اما محاكمته على أنه مجرم عادي فهذه مهزلة قانونية والافضل هو نفيه الى اي بلد يختارها وطوي صفحته بشكل نهائي ، فالرجل يعتبر جزء من تاريخ العراق شئنا ام ابينا ، ومن خلعه هو المخول الوحيد بمحاكمته .
عندما كان صدام حسين رئيساً اندلعت في عهده عدد من الحروب والثورات ضده وقام حزبه بالتعامل الطبيعي مع هذه الاحداث كما يفعل كل دول العالم مع الحروب والمعارضة المسلحة ، وعيب صدام لايختزل في شخصة ، ولاننسى من يدعون اجرام صدام حسين بحقهم كانوا على مسؤولين عن الاوضاع المأساوية التي عاشها العراق ، فكثير من هولاء مان على صلة بجهات اجنبية تريد وضعاً معيناً للعراق يفصله عن العرب او عن المسلمين السنة او الشيعة ، ورغم ان الكثيرين تحدثوا عن علاقة هذه الجهات المعروفة ، الا ان المدافعين عن انفسهم من هولاء يقولون ان صدام نفسه كان عميلاً للغرب او عميلاً لبعض الدول العربية !!!
لقد تناسا من يروجون هذه التهم عن صدام حسين وحزبه ، ان وضع صدام كرئيس للجمهورية ووضع حزبه كحاكم يخوله باقامة العلاقات الدبلوماسية مع كل الدول بما فيها أمريكا واوربا وايران وغيرها ، في حين ان اي حزب سياسي عراقي مجرد اتصاله بالجهات الاجنبية يعتبر خيانة في العرف السياسي .
في محاكمة نورمبرغ في ألمانيا تم محاكمة الظباط الألمان المشاركين في الحرب العالمية الثانية ، سأل القاضي وزير الدفاع الالماني وكان يحاكم وقال له :
" انت متهم بتزويد الجيش الاماني بالطائرات والدبابات ومهاجمة لندن وباريس !!" ، فرد عليه الظابط الالماني بما نصه :
" نعم فأنا وزير دفاع في بلادي ولست مدير مدرسة"
والافضل هو هو اجبار صدام على كتابة اقرار ممهوراً بتوقيعه يتنازل بموجبه عن رئاسة العراق للشعب واعلان حل حزب البعث بشكل رسمي ، ومن ثم نفيه الى بلد بعيد الى أن يقضي الله أمره وهو مايتماشى مع العرف السياسي .