صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة
النتائج 1 إلى 15 من 23
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    Arrow دعوة لتكريم عالم الاجتماع العراقي الكبير الدكتور علي الوردي

    [align=center]حول تكريم
    العلامة علي الوردي


    [/align]

    GMT 800 2005 الأربعاء 2 نوفمبر

    ايلاف أصدرت مجموعة من المثقفين العراقيين نداءً يطالبون فيه الحكومة العراقية تكريم عالم الإجتماع الراحل الدكتور علي الوردي. وقد نشر نص النداء "دعوة ثقافية لتكريم علي الوردي" في قسم (ثقافات) في إيلاف ومواقع أخرى. وقد جاء في النداء:
    (حفاظا منا، نحن العراقيين الشّرفاء الّذين قاوموا حــُكم البعث الطّائفي الحـاقد، وعرفانا وشكرا لروح المرحوم المفكّر العراقي الكبير الدّكتور عــلي الوردي، ولأنّ الشّعوب الحيّة تفخر بمفكّريها وعباقرتها، نحن مجموعة من المفكرين والصّحفيين العراقيين، نطلُب من الحكومة العراقية الموقّرة ما يلي: إقامة تمثال أو نصب يُخلّد المفكّر العراقي الكبير المرحوم الدّكتور علي الوردي. كما نطلب تدريس كتب وأفكار هذه الشّخصية العراقيّة الفذة في المـدارس والمعاهد والجّامعات العراقيّة كافـّة وترجمة كتبه إلى اللغات العراقيّة، الكرديّة والتّركمانيّة والسّــريانيّة، واللّغات العالمية الأُخرى، لإنشاء جيل عراقي جديد يؤمن بالعراق إنسانا و وطنا).

    أعتقد أن هذه المبادرة رائعة وهي تمثل الحد الأدنى مما يجب على المثقفين العراقيين عمله لتقييم أساتذتهم ومفكريهم من وزن علي الوردي الذي يحتاجه الشعب العراقي الآن أمس الحاجة وهو يمر بإنعطافة تحولات اجتماعية وتاريخية عاصفة، حيث أعاد النظام البعثي الساقط، المجتمع العراقي إلى الوراء لقرون عديدة.

    فقد عمل البعثيون على تدمير المجتمع العراقي وتفتيت نسيجه الإجتماعي وتمزيقه إلى ولاءات عشائرية وطائفية دون الولاء للوطن. والوردي هو ابن خلدون زماننا، وقد تبنى نظريته (ازدواجية الشخصية العراقية)، بين البداوة والحضارة، من فكرة ابن خلدون حول البداوة والعمران (الحضارة). وقد ألف العديد من الكتب في دراسة المجتمع العراقي، منها: وعاظ السلاطين ومهزلة العقل البشري وأسطورة الأدب الرفيع وطبيعة المجتمع العراقي، إضافة سلسلة كتابه القيم والذي أراده أن يكون كتاب العمر والموسوم: (لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث) الذي صدر منه ستة أجزاء مع ملحقين، وكتب أخرى مثل (منطق بن خلدون) و(الأحلام بين العقيدة والعلم)...الخ.

    أجل، لقد دمر البعث خلال حكمه الجائر لما يقارب أربعة عقود، المجتمع العراقي، حضارياً وفكرياً واجتماعياً وحتى إخلاقياً. لذلك فالشعب العراق الآن هو بأمس الحاجة إلى الإطلاع على أفكار هذا العالم الفذ، لمعالجة الأمراض الاجتماعية التي ورثها المجتمع من الحكم البائد. فمطالبة الحكومة العراقية والمؤسسات الثقافية بتكريم الوردي وترويج كتبه هي في صالح الشعب العراقي كأحد الإجراءات الصائبة لتقديم العلاج الناجع للأمراضي الإجتماعية التي يئن من وطأتها الشعب العراقي.

    لذلك، نشد على أيدي أصحاب النداء وخاصة الأستاذ ســــــهيل أحمد بهجت، صاحب المبادرة، في سعيهم لتكريم هذا العالم الخالد، كما نطالب الحكومة بالاستجابة لتحقيق الأهداف النبيلة المذكورة في النداء. فالوردي يستحق إقامة تمثال له تخليداً لذكره، وحتى وتسمية شوارع وقاعات للمحاضرات في الجامعات العراقية بإسمه. أما ترويج كتبه وإعادة طباعتها وتوزيعها بأسعار زهيدة ودراستها في المدارس والجامعات فهي من الأمور التي تصب في صالح الشعب وشرط ضروري للتخلص من الأفكار الفاشية السامة العالقة بأذهان الجيل الحالي الذي نشأ في عهد حكم الفاشية. فكتب الوردي هي من أمضى الأسلحة الفكرية لمواجهة الفاشية والفكر الظلامي المدمر.

    [align=center]د. عبدالخالق حسين [/align]





  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]تكريم المفكر العراقي الدكتور علي الوردي

    * مجموعة من المثقفين العراقيين [/align]

    [align=center][/align]

    01 / 11 / 2005

    حفاظا منّا نحن العراقيين الشّرفاء الّذين قاوموا حــُكم البعث الطّائفي الحــاقد ، و عرفانا و شكرا لروح المرحوم المفكّر العراقي الكبير الدّكتور عــلي الوردي و لأنّ الشّعوب الحيّة تفخر بمفكّريها و عباقرتها ، نحن مجموعة من المفكرين و الصّحفيين العراقيين ، نطلُب من الحكومة العراقية الموقّرة ما يلي :

    إقامة تمثال أو نصب يُخلّد المفكّر العراقي الكبير المرحوم (( الدّكتور علي الوردي )) .

    كما نطلب تدريس كتب و أفكار هذه الشّخصية العراقيّة الفذة في المـدارس و المعاهد و الجّامعات العراقيّة كافـّة


    و ترجمة كتبه إلى اللغات العراقيّة ، الكرديّة و التّركمانيّة و السّــريانيّة ، و اللّغات العالمية الأُخرى ، لإنشاء جيل عراقي جديد يؤمن بالعراق إنسانا و وطنا . و دمتم .

    على من يرغب بالتّوقيع على هذه المبادرة إرسال اسمه و بريده الإلكتروني إلى :
    ـ الكاتب ســــــهيل أحمد بهجت
    E-mail : sohel_writer72@yahoo.com


    الموقّعون :
    1ـ الدكتور عبد الخالق حسين . كاتب و باحث
    2 ـ الدكتور منذر الفضل . كاتب و باحث
    3ـ جاسم المطير ـ كاتب و روائي . مقيم في هولندا .
    4 ـ رافع الصفـار ـ قاص و روائي و مترجم .
    5 ـ خـالد الحلّي ـ شــاعر و صحفي مقيم في أستراليا .
    6 ـ الكاتبة سلوى غازي سعد الدين .
    7 ـ صـادق الموسوي ـ شاعر و كاتب عراقي .
    8 ـ الدكتور مصدق الحبيب ـ أستاذ جامعي و فنان مقيم في الولايات المتحدة .
    9 ـ عبد الباقي فرج ـ شاعر \ الدنمارك .
    10 ـ أحمد ثامر جـهاد .
    11 ـ الكاتب ـ فالح الحــمراني ـ صحفي و باحث و مترجم ـ مــوسـكو .
    12 ـ الكاتبة ـ رشـا فـاضل .
    13 ـ شلش حيدر العراقي .
    14 ـ فؤاد ميرزا ـ مدير موقع الكاتب العراقي و مؤسسة TRIII الثقافية .
    15 ـ الكاتب ـ مهدي قاســم .
    16 ـ ولــيد مـهدي ـ باحث و كاتب .
    17 ـ آزاد اسكندر ـ شــاعر .
    18 ـ صاحب الربيعي ـ باحــث .
    19 ـ شــبعاد جــبّار ـ ناشـطة في مجال البيئة ـ السّويد .
    20 ـ ســلام فضيل ـ طـالب إعلام ـ هــولندا .
    21 ـ آرا آرتين دمبكجيان ـ كاتب و صحفي ـ كاليفورنيا ـ الولايات المتحدة .
    22 ـ محمود الوندي ـ كاتب و محلل سياسي ـ ألمانيا .
    23 ـ الكاتب ـ صلاح سـمير .
    24 ـ الكاتب ـ كــريم عـــبد .
    25 ـ مجموعة من المثقّفين و الكتّاب العراقيين ـ رابطة الرّافدين الثّقافيّة العراقيّة ـ أمستردام .
    26 ـ الكــاتب ـ يحــيى السّـــماوي .
    27 ـ الكاتب و الشّــاعر ـ وجـــيه عـــبّاس .
    28 ـ الكاتب ناتك فرج .
    29 ـ الكاتب و الشّــاعر ـ نعيم عـبد مهلهل .
    30 ـ الكاتب ـ أحمد الخفاف .
    31ـ الدّكتور ـ تيسير الآلوسي ـ الجامعة العربيّة المفتوحة ـ الدّنمارك ـ مقيم في هولندا .
    32 ـ د . هــاتف الجــنابي ـ شـــاعر و كاتب و محاضر في جــامعة وارســـو .
    33 ـ الكاتبة ـ حــــنان الاتاي .
    34 ـ الكاتب ـ شموئيل نوئيل سركيس .
    35 ـ الكاتب ـ كامل السّعدون .
    36 ـ الكاتب ـ سـعد سـلّوم .
    37 ـ أحمد النعمــان ـ فنان تشكيلي و كاتب .
    38 ـ عبد القادر الجنابي ـ مواطن عــالمي .
    39 ـ محمد حسين الطريحي ـ شـــاعر و أكــاديمي ـ واشـــنطن .
    40 ـ أثير محمد شــهاب ـ نــاقد و إعلامي .
    41 ـ تيري بطرس ـ كــاتب عراقي ـ آشوري .
    42ـ عــــدنان الصّائغ ـ كاتب و شاعر ـ لندن .
    43 ـ خضـــر دوملي ـ إعلامي و صحفي ـ العراق ـ دهــوك .
    44 ـ رشـــاد الشّلاّه ـ إعـــلامي .
    45 ـ د . رياض الأمـــير ـ كاتب و مهندس مــعماري ـ فيينا .
    46 ـ نوري علي ـ كــاتب و إعلامي ـ ميونخ ألمانيا .
    47 ـ نصــرت مردان ـ قاص و كاتب ـ ســـويسرا .
    48 ـ فــوزي قــطّان ـ ناشط في مجال حقوق الإنسان .
    49ـ كــاظم العميدي ـ ناشــط سياسي ـ واشنطن ـ أمريكا .
    50 ـ د . واثق صبري العبيدي ـ أُستاذ جامعي ـ عمّان . الأردن .
    51 ـ د . عــلاّن ضياء عبد الحسين فرج . السويد .
    52 ـ د . ضياء حــسين البهادلي ـ هولندا .
    53 ـ الكاتب ألب عــلي البرزنجي ـ الدانمارك .
    54 ـ محسن راضي الدّراجي ـ كاتب مسرحي ـ الدانمارك .
    55 ـ عمّــار محسن ـ نيوزيلاندا .
    56 ـ دلــير الجباري ـ مصمم إعلامي .
    57 ـ إحســان الجيزاني ـ فنان فوتوغرافي ـ ألمــانيا .
    58 ـ فاضــل عـباس قادر ـ سجين سياسي سابق .
    59 ـ المهندس على الخفاجي ـ بريطانيا .
    60 ـ عصام عباس ـ بغداد .
    61 ـ عبد الأمير الخطيب ـ فنان تشكيلي .
    62 ـ د . بهجت عباس ـ كاتب و صيدلي ـ كــندا .
    63 ـ الصّحفي ـ حيدر الزركاني ـ النّجف الأشرف .
    64 ـ بيسر شالي ـ ألمانيا .
    65 ـ سلمان عبد السّعدواي ـ رسّـام كاريكاتير .
    66 ـ مــحمد الكــاظم .
    67 ـ صــباح دارا .
    68 ـ د . موفق الكرمنجي ـ أكــاديمي .
    69 ـ د ـ عبد موسى ( أبو فــدك ) .
    70 ـ مــاجد الغرباوي – كاتب وباحث
    71 ـ غالب حسن الشابندر – كاتب وباحث





  3. #3

    افتراضي

    المرحوم علي الوردي الكاتب الإجتماعي المبدع هو أحد أباطرة الفكر العربي الحديث والمعاصر. عقلية المرحوم الوردي هي عقلية متطورة ومتقدمة أتبتت نضج الفكر العراقي وتقدميته وهو أحد القلائل الذين تستطيع أن تقول عنهم أنهم أنتجوا نظرية ما أو مدرسة فكرية راقية. كل طالب تخصصه تاريخ العراق لا يستطيع أن يستغني عن كتابات علي الوردي أو إنتاجاته المعرفية. قد تكون هناك بعض الآراء التي قد يختلف بها الباحث مع علي الوردي خاصة هجومه اللامبرر على منطق أرسطو في كتابه "منطق إبن خلدون" واستخدامه مغالطات منطقية في التحريض على هذا المنطق الذي مازال يدرس في جامعات عالمية أو نظريته الشهيرة حول الشخصية العراقية "إزدواجية الشخصية العراقية" التي تستخدم الدراسة التاريخية في دراسة كينونة الشخصية وهي بطبيعة الحال سوف تؤدي إلى دراسة عنصرية لأن طبيعة الشخصية الإنسانية هي انها متحركة وليست متوقفة "static" و لا يمكن علميا تطوير نظرية عن شخصية عرقية.
    كل هذا لا يضر بفكر المرحوم علي الوردي ومدرسته الفكرية الشامخة. أخيرا إذا اراد العراق ان يفتخر بشيء فهو سوف يفتخر بــ:

    1- الشهيد محمد باقر الصدر ونظريته الإبستيمولوجية الجديدة في تحديد يقينية الإستقراء وبناء صرح المعرفية الإنسانية المتوافقة مع القراءة الدينية للطبيعة.
    2- المرحوم علي الوردي وإنتاجاته الفكرية في علم الإجتماع الحديث.
    3- الشاعر المرحوم بدر شاكر السياب
    4- المرحوم الشاعر محمد مهدي الجواهري

    العراق وفي هذه الفترة يستطيع أن يبني مشروع الثقافة العراقية الخالصة على هذه المشاريع الفكرية والادبية لهؤلاء العملاقة.

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    معكم اخي العزيز في دعوتكم لتكريم الكثير من الشخصيات المبدعة ومنها ما ذكرتم من امثلة ..ولو ان اكبر تكريم لها هو مواصلة الاهتمام بكتاباتها وتفعيلها دراسة ونقدا لكي لاتبقى دون تجديد او تنظير او تبقى حبيسة وقتها الذي انطلقت فيه وبالتالي توظيفها في المجالات الحياتية المختلفة...واسمحو لي بالتعليق على هذه النقطة النقدية التي ذكرتموها وهي ..
    قد تكون هناك بعض الآراء التي قد يختلف بها الباحث مع علي الوردي خاصة هجومه اللامبرر على منطق أرسطو في كتابه "منطق إبن خلدون" واستخدامه مغالطات منطقية في التحريض على هذا المنطق الذي مازال يدرس في جامعات عالمية
    ما اتصوره - ولا اجزم بذلك - ولو انني لم اقرأ كتاب الوردي (مقدمة ابن خلدون) وان تصفحته بشكل عابر..وانطلاقا من قرائتي لبعض كتبه الاخرى00فان ما استشفه من كتابات الدكتور الوردي الاخرى..وتحديدا الفصل الذي عنونه ب "المنطق الارسطوطاليسي" في كتابه خوارق اللاشعور هو عدم وقوفه معترضا بالمطلق على هذا المنطق بل نقده يتأتى من كونه يمثل منطق الحقيقة المطلقة الذي لامجال للحقيقة النسبية فيه بل ان استخدامه في القضايا النسبية او الحياتية والتعامل من خلاله مع حياتنا الاجتماعية له اكبر الاثر في صياغة الكثير من الاستنتاجات الخاطئة والنماذج الفوقية التي عاشت الحقيقة المجردة وتكيفت معها دون الحقائق الحياتية المتغيرة التي لاتستطيع التكيف مع هكذا منطق لايناسبها بل يتضاد معها ..فهو حسب وصفه منطق فوتغرافي مقارنة بالمنطق الجديد الذي يوصف بانه سينمائي فالاول يريد ان يأخذ على الامور صورة ثابتة مطلقة ليعتبرها نهائية بينما الحياة في حركة متواصلة والصورة الملتقطة لاتمثل الا لحظة عابرة على اعتبار انهم يستندون في حكمهم على الامور على حكم مسبق غير دارين بان الشي ربما تغير في طبيعته بعد صدور الحكم عليه فاصبح خيرا بعد ان اصبح شرا.
    واتصور ان هذه العبارة قد وضحت مقصوده بشكل اكبر ..( ان الحقيقة كما قال (مانهايم) نسبية ومطلقة في آن واحد او هي بعبارة اخرى : ذاتية وموضوعية معا. هذا ولكن انتصار منطق ارسطو جعل المفكرين يشغلون انفسهم بالنظر الى جانب واحد من الحقيقة وهو الجانب المطلق فأهملوا بذلك الجانب الاخر الذي لايقل عنه اهمية ونفعا.)

    ما فهمته من حديث الدكتور الوردي هو سلبية هذا المنطق الثابت على العقل الذي يتعامل مع القضايا الاجتماعية غير الثابتة وهو ينطلق في ذلك كما اتوقع من واقع تخصصه كباحث اجتماعي ....وقد ذكر الكثير من الامثلة والشواهد السلبية في ذلك والتي اجدها صحيحة ومطابقة لما نعيشه من سلبية فيها لازالت تطبع باثارها علينا وعلى حياتنا...هذا ما اتصوره..مع خالص التقدير والاحترام ..





  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    2,848

    افتراضي

    اول هذا التكريم يجب ان يعمل موقع علي الانترنيت لنشر كتاباته،

    اني احاول الحصول علي بعض كتبه لكن لم اتمكن
    اللهم صلي علي محمد وال محمد

    https://www.facebook.com/pages/%D8%A...54588968078029

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    الدولة
    بريطانيا
    المشاركات
    302

    افتراضي

    السلام عليكم , كتب الرحوم الدكتور علي الوردي تستطيع طلبها من مكتبة النيل و الفرات علي الانترنت.

    و لنا عودة أن شاء الله حول كتابات المرحوم علي الوردي.

    عشتم و عاش العراق

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]
    دعوة للمساهمة لعمل ارشيف لكتابات علي الوردي [/align]


    تكريما لذكرى الدكتور علي الوردي سوف يصدر قريبا للدكتور ابراهيم الحيدري كتابا يتناول شخصيته ومنهجه وفلسفته الاجتماعية ( دار الجمل, كولون بالمانيا).

    يعتبر علي الوردي معلما من معالم الفكر الاجتماعي التنويري. الذي خلف وراءه مؤلفات قيمة في علم الاجتماع والانثروبولوجيا والتاريخ الاجتماعي. ولعلنا لا نغالي حين نقول , بان الاهتمام بافكار علي الوردي الاجتماعية وتسابق الناشرين لاعادة طباعة كتبه من جديد, في بيروت ولندن وبغداد, انما يعتبر بمثابة اعادة الوعي باهمية افكاره واراءه الاجتماعية النقدية وضرورة قراءته من جديد وفق ما استجد من احداث.

    وكان علي الوردي ساهم مساهمة جادة في رسم معالم الفكر الاجتماعي التنويري في العراق ورفده بافكار نقدية جريئة وخلف وراءه ثروة فكرية واجتماعية كانت حصيلتها ستة عشر مجلدا وعشرات البحوث والمقالات, التي اصبحت مرجعا هاما فتح باب الوعي الاجتماعي في فهم وادراك الظروف المختلفة التي ساهمت في تشكيل المجتمع وتطور شخصية الفرد العراقي , والقاء الضوء على كثير من القضايا والمشاكل التي عشناها وما نزال نعيشها , والتي اوصلتنا الى ما نحن فيه من محن وتفكك واستلاب.

    ومع التحولات البنيوية العميقة , الاجتماعية والاقتصادية والسياسية , التي حدثت في العراق خلال العقود الثلاثة الاخيرة التي طالت البنية التحتية وتفكيك النسيج الاجتماعي والعائلي والاخلاقي , فقد بقيت افكار الوردي التي شخصها في كتبه مؤشرا على ما يحمله عراق اليوم من تناقضات وانقسامات وصراعات وتشوهات اجتماعية ونفسيه, وبالرغم من انه لم يعالجها , فقد كان يعرف تماما انه لا يستطيع ان يقاوم هذا التيار الجارف من الاستبداد والقمع , في مجتمع منقسم على ذاته , وقد مزقته المحن والحروب والحصار . وكان قد تنبأ بانفجار الوضع مثلما تنبه الى جذور الازمات والاستبداد السلطوي الزمني والتزامني , الذي شجع على اعادة انتاج القيم والعصبيات العشائرية والطائفية والرواسب الاجتماعية القديمة وترسيخها من جديد.

    يتضمن الكتاب سيرة حياة الوردي وشخصيته واستقلاليته الفكرية ومنهجه وفلسفته الاجتماعية , مع نقد وتقييم لاراءه وافكاره الاجتماعية. كما قمنا بعمل ارشيف حاولنا فيه جمع ما وقع تحت ايدينامن مؤلفات وبحوث ومقالات وحوارات وكل ما كتب الوردي وكذلك ما كتب عنه من الكتب والبحوث والمقالات والتعليقات من المجلات والجرائد العراقية والاجنبية.

    ويرجو المؤلف من الزملاء وتلامذة الوردي ومريديه وقرائه , تزويده بما كتب عنه وبخاصة في اللغات الاجنبية , من كتب وبحوث ومقالات (اسم الكاتب والموضوع ودار النشر والمدينة والتاريخ..الخ) مع الشكر والتقدير لمجلة العلوم الانسانية الموقرة ولكل من يساهم في تكريم الوردي.


    [align=center]الدكتورا ابراهيم الحيدري[/align]





  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]علي الوردي رائد الفكر الاجتماعي التنويري في العراق [/align]

    [align=center]GMT 15:00:00 2005
    الإثنين 15 أغسطس
    د. ابراهيم الحيدري
    [/align]

    مقدمة

    يمر العراق اليوم بمرحلة حرجة ومعقدة من تاريخه الحديث بعد تعرضه لمآسي وحروب وحصار اقتصادي داخلي وخارجي كان نتيجة من نتائج الحكم الاستبدادي المزاح والنزعة الابوية/البطريكية واشكالية الدولة التي لم تكتمل بعد وكذلك ضعف روح المواطنة وانقسام الهوية والتباس الوعي الاجتماعي.

    ان هذه التركة الثقيلة ادت في الاخير الى سقوط النظام الدكتاتوري بايدي قوات الاحتلال، وتركت ورائها مجتمعا مفككا وشعبا ممزقا ومنقسما على ذاته كما دفع الفراغ الامني والسياسي والاداري الى فوضى واعمال عنف وتدمير طالت جميع مجالات الحياة وفجرت في ذات الوقت المكبوتات التي تراكمت عبر اكثر من ثلاث عقود واججت شحنات الحقد والغضب والعدوانية، كان من نتائجها نهب الكنوز الاثرية العظيمة و اندفاع اعوان النظام البائد الى القيام باعمال نهب وسلب للذاكرة العراقية وقتل وتدمير الانسان والمجتمع والحضارة.

    ان المحنة التي ما يزال العراقيون يعيشونها حتى اليوم هي ليست محنة شعب محكوم بنظام استبدادي قمعي فحسب، وانما هي اعراض لتراكم واقع موضوعي يمتد عمقا في التاريخ تداخلت فيه عوامل المكان الجغرافي بعوامل الزمان التاريخي المتذبذب بين قطيعات حضارية وتركيبة مجتمعية من وحدات اجتماعية انقسامية متنوعة مازالت غير موحدة في اطار اجتماعي وهوية وطنية واحدة. كما ان هذه المحنة هي ليست محنة بلد فقير، فالعراق بلد غني بموارده وطاقاته وامكانياته المادية والمعنوية، وله تاريخ حضاري مجيد وتراث عربي- اسلامي زاهر.
    كل هذه المعطيات كان بامكانها ان تساعد على تأسيس دولة حديثة مستقلة ومجتمع مدني متقدم لو اعتمد على تنمية امكاناته وموارده الذاتية بطريقة عقلانية رشيدة، غير ان الانتاج الهائل من النفط ادى الى ارتفاع عائدات النفط واتساع حجم الدولة وتضخم اجهزتها العسكرية والادارية البيروقراطية وانتج دولة "ريعية" احدثت قطيعة بين المجتمع والفرد وتراجعت بذلك الدولة عن خدمة المواطن الذي اسندها.

    وبالرغم من ان العراق لم يستطع بناء قاعدة صناعية وزراعية وتجارية قويمة، ولكن ما قام به هو فقط مؤسسات عسكرية وصناعات حربية ضخمة سرعان ما احترقت بفعل ضربات قصيرة وموجعة، افرزت مزيدا من الازمات والتأزمات ومزيدا من الاستبداد والقمع والمقابر الجماعية.
    وفي الوقت الذي ما زال العراقي اسير تناقضات اجتماعية وسياسية، انخرط في صراعات اثنية وطائفية وقبلية واصبح الانتماء الجغرافي والعشائري والحزبي الطريق الوحيد للوصول الى السلطة والثروة.

    ومع تحطم الوسط ما بين الفرد والمجتمع والسلطة اختل التوازن الاجتماعي وتشوهت البنية المجتمعية وتفكك النسيج الاجتماعي ومعها منظومة القيم الاجتماعية والثقافية والاخلاقية واثرت بعمق على بنية المجتمع بصورة عامة، وعلى العائلة والمرأة والطفولة بصورة خاصة، وافرزت بالتالي مشاكل وصراعات اجتماعية ونفسية وتحللا في شبكة العلاقات الاجتماعية والقرابية والقانونية وعمقت انقسام المجتمع على ذاته، واثرت بالتالي على تشكيل نمط الثقافة وسمات الشخصية في العراق.

    وهكذا ظهرت اجيال جديدة لا تعرف معنى الانتماء والولاء للوطن والدولة لانها اجيال نشأت على التسلط والخضوع واضطرت بشكل او آخر الى الالتفاف حول نفسها ومصالحها الآنية والتضامن فيما بينها، اثنيا ومذهبيا وعشائريا وطائفيا، بالرغم من انخراط عدد كبير منهم في الاحزاب السياسية والمنظمات الجماهيرية والمؤسسات العسكرية والامنية، بسبب الخوف والحاجة والخضوع .

    كما ان هاجس الخوف المركب من السلطة ومن الآخر ومن الذات نفسها زاد في حدة القلق والخوف على المستقبل وقلل من احتمالات الامل في التعبير وقوى الميل نحو التكيف السلوكي والتطبع بالقيم الجديدة التي يفرزها الواقع، لتصبح في الاخير سمة من سمات الشخصية التي تلجأ الاغلبية اليها.

    ان هذه المواقف السلبية من الذات ومن الآخر والخضوع الطوعي لمثل هذه الاحداث التي لا قبل للفرد بمواجهتها، تهدف في حقيقة الامر، الى تقليل حدة التوتر والصراع بين الفرد والسلطة من جهة وبين الفرد والآخر من جهة اخرى، وفي ذات الوقت، استخدامها كفرصة لاشباع الحاجات والمصالح الآنية بحيث يتحول مثل هذا السلوك الى ثقافة سائدة . وليس من الغريب ان تتفجر المكبوتات بعد الاحتلال وسقوط النظام وينتشر العنف والارهاب ويتخذ كذريعة لحسم الصراعات والخلافات على المصالح والاستحواذ على السلطة، وفي ذات الوقت عرقلة عملية تسليم السيادة الكاملة الى العراقيين، باي شكل كانت.

    ولعل العودة الى علي الوردي وقراءته من جديد تقدم لنا مؤشرات على مصداقية افكاره الاجتماعية النقدية الجريئة، لانه كان شاهدا امينا على احداث قرن بكامله .والسؤال الذي يطرح نفسه : هل قدم الوردي اجوبة شافية لتشخيص عوامل الخلل الذي اصاب المجتمع والثقافة و شخصية الفرد العراقي وتمزيق هويته وانكسار ذاته وعجزه عن استعادة وعيه وحريته وكرامته والوقوف على رجليه؟! والحقيقة لم يثير كاتب او مفكر عراقي مثلما اثاره علي الوردي من افكار نقدية جريئة. وكان من البديهي ان يتعرض للنقد والتجريح والهجوم من اقصى اليمين الى اقصى اليسار حتى انطبق عليه المثل العراقي المعروف " مثل السمك مأكول مذموم".

    حياته

    ولد علي الوردي في الكاظمية عام 1913 ونشأ وترعرع فيها وكان مولعا منذ صباه بقراءة الكتب والمجلات وقد اضطر الى ترك المدرسة ليعمل في دكان والده، ثم للعمل صانعا عند عطار المحلة، ولكنه طرد من العمل لانه كان ينشغل بقراءة الكتب والمجلات ويترك الزبائن. ثم عاد الى المدرسة واكمل دراسته واصبح معلما. كما غير زيه التقليدي عام 1932 واصبح افنديا .وفي عام 1943 ارسلته الحكومة العراقية الى بيروت للدراسة في الجامعة الامريكية، كما حصل على شهادة الماجستير وكذلك الدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة تكساس الاميركية .وبعد عودته الى العراق عمل في قسم الاجتماع في جامعة بغداد حتى تقاعده عام 1970. وتوفى في بغداد في 13 تموز عام 1995.



    مؤلفاته

    كتب الوردي ثمانية عشر كتابا ومئات البحوث والمقالات. خمس كتب منها قبل ثورة 14 تموز 1958 وكانت ذات اسلوب ادبي -نقدي ومضامين تنويرية جديدة وساخرة لم يألفها القاريء العراقي ولذلك واجهت افكاره واراءه الاجتماعية الجريئة انتقادات لاذعة وبخاصة كتابه " وعاظ السلاطين" الذين يعتمدون على منطق الوعظ والارشاد الافلاطوني منطلقا من ان الطبيعة البشرية لا يمكن اصلاحها بالوعظ وحده، وان الوعاظ انفسهم لا يتبعون النصائح التي ينادون بها وهم يعيشون على موائد المترفين، كما اكد بانه ينتقد وعاظ الدين وليس الدين نفسه.
    اما الكتب التي صدرت بعد ثورة 14 تموز فقد اتسمت بطابع علمي ومثلت مشروع الوردي لوضع نظرية اجتماعية حول طبيعة المجتمع العراقي وفي مقدمتها دراسة في طبيعة المجتمع العراقي ومنطق ابن خلدون ولمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث في ثمانية اجزاء.
    لقد تنبأ الوردي بانفجار الوضع مثلما تنبه الى جذور العصبيات التي تتحكم بشخصية الفرد العراقي التي هي واقع مجتمعي تمتد جذوره الى القيم والاعراف الاجتماعية والعصبيات الطائفية والعشائرية والحزبية التي ما زالت بقاياها كامنة في نفوسنا. وكذلك الى الاستبداد السلطوي، الزمني والتزامني، الذي شجع وما يزال يشجع على اعادة انتاج الرواسب الاجتماعية والثقافية القديمة وترسيخها من جديد.

    فرضيات الوردي الاجتماعية

    من اجل الاحاطة بافكار الوردي الاجتماعية نستعرض بايجاز فرضياته السوسيولوجية الثلاث التي تشكل المقومات الرئيسية لنظريته.
    ان هذه الفرضيات ترتبط معا بعلاقة جدلية ويجب اتخاذها كثلاثة اوجه لمعضلة سوسيولوجية واحدة تمتد جذورها الى نظرية ابن خلدون حول الصراع بين البداوة والحضارة، والتي طرحها في كتابه " دراسة في طبيعة المجتمع العراقي" .
    ويجب الاشارة هنا الى ان كل فرضية من هذه الفرضيات تأثرت بعالم من علماء الاجتماع. فقد تأثرت فرضيته الاولى بعالم الاجتماع الامريكي مكيفر، والثانية بالعالم العربي المشهور " ابن خلدون" والثالثة بعالم الاجتماع الامريكي اوجبرن.
    كانت الفرضية الاولى باكورة اعمال الوردي التي قدمها في محاضرة القاها في بغداد عام 1950 حول شخصية الفرد العراقي، التي اثارت سجالا علميا واسعا في الاوساط الثقافية انذاك، وشكلت محاولة اولية لتفسير "طبيعة" المجتمع العراقي في ضوء ظاهرة "ازدواج الشخصية" كظاهرة اجتماعية وليست نفسية باعتبارها نتاج وقوع المجتمع العراقي تحت تأثير نسقين متناقضين من القيم الاجتماعية، بحيث يضطر بعض الافراد للاندفاع وراء نسق قيمي تارة ووراء نسق قيمي آخر تارة ثانية. وهذا حسب الوردي، مصدر التناقض والصراع في شخصية الفرد العراقي وازدواجيتها وقد اشار الى ان الفرد العراقي من اكثر الناس هياما بالمثل العليا ولكنه في الوقت نفسه، من اكثر الناس انحرافا عنها في واقعه الاجتماعي.

    ان ازدواج الشخصية كمفهوم اجتماعي هو غير الازدواج من الناحية النفسية، كمرض يصيب بعض الافراد ويسبب شذوذا في تكوين الشخصية، فازدواج الشخصية ظاهرة اجتماعية تعكس صراعا في القيم الاجتماعية.

    ويظهر الصراع في نشاط الافراد وسلوكهم وافعالهم وممارساتهم للقيم والعادات والتقاليد والطقوس التي تلونها المعايير الاجتماعية. وهذا النموذج من "ازدواج الشخصية " نموذج جمعي وليس فرديا، ويمثل نوعية موجودة تلعب دورا مهما في الحياة الاجتماعية. انها ليست شخصية العامل والفلاح والموظف فحسب بل هي ايضا شخصية التاجر والعسكري والمثقف. وهي نمط لسلوك ثقافي -اجتماعي- قيمي، استمده الوردي من عامة الشعب بافراده المختلفين والمتنوعين الذين يعكسون في سلوكهم قيما اجتماعية متناقضة تختفي احيانا في اقوالهم، غير انها سرعان ما تكشف عن نفسها في سلوكهم في الواقع العملي.

    وقد استعان الوردي، بذكاء، بمقدمات تاريخية لتوضيح هذه الازدواجية بكل تناقضاتها، من خلال دراسته العلاقات الاجتماعية السائدة وتشخيص مكوناتها ودوافعها واثارها على سلوك الفرد. كما استعان بالتراث العربي- الاسلامي في العراق، حيث وصف اهل العراق بـ "اهل الشقاق والنفاق" وهذه الصفة ليست اصيلة فيهم وانما هي وليدة ظروف اجتماعية، تاريخية وسياسية معينة.

    ومن العوامل المهمة لهذا الصراع ميل اهل العراق الى "الجدل"، الذي طبع التراث الفكري في العراق "بطابع مثالي" بعيدا عن الواقع الملموس فعلا، ولهذا ظهرت هوة بين التفكير وبين الممارسة العملية. فبينما كان المفكرون والفقهاء يجادلون بالادلة العقلية والنقلية، كانت الفرق والطوائف المختلفة تتقاتل في ما بينها. ويبدو ان هذه النزعة الجدلية ما تزال قوية في العراق حتى اليوم.

    لقد ظهر مثل هذا الصراع خلال حكم الامويين والعباسيين وكذلك العثمانيين. غير ان " ازدواج الشخصية" اصبح اليوم اكثر انتشارا بين فئات المجتمع العراقي، لا سيما بين المتعلمين منهم. وقد لاحظ الوردي ان كثيرا من المتعلمين حفظوا الافكار والمبادئ الحديثة وتحمسوا لها ودافعوا عنها وانتقدوا كل من خالفها، لكنهم في الوقت نفسه، لم يطبقوها، بل خالفوها بانفسهم كل يوم في حياتهم العملية، بصورة شعورية او لا شعورية.
    كما تظهر الازدواجية في ظاهرة "الوساطة" حيث يدعو المرء الى المساواة بين المواطنين وعدم التفريق بينهم ولكنه في الوقت نفسه، يحترم الوسطاء واولي النفوذ فيتقرب اليهم ويمدحهم حين يحتاج اليهم او حين يقومون بالتوسط له عند الاخرين، مع العلم ان المبدئين متناقضان.
    ومع ذلك يشير الى ان الناس ليسوا كلهم على درجة واحدة من ازدواج الشخصية، وان هذا الازدواج يظهر في المدن اكثر من الريف، وهو نادر في البادية، ويعود ظهوره في المدن الى التربية التقليدية التي تكثر فيها المواعظ والتي تتناقض مع الواقع الاجتماعي المعاش. ومثال على ذلك ظهور الازدواجية في الاغنية العراقية المطبوعة دوما بالحزن والالم والمملوءة بالعتاب والشكوى وخيبة الامل.

    فالفرد العراقي يتعارك ويتشاتم ويتحدى، ولكنه سرعان ما يكون مستضعفا وسلبيا حين يشرع بالغناء. ويبدو ان المرأة في العراق لا تختلف عن الرجل في هذا المجال، فهي تربي اطفالها على هذا النمط من السلوك المزدوج، وبهذا فان التربية الاجتماعية تعلم الفرد ان يكون "اسدا" مرة و "ارنبا" مرة اخرى.

    اما الفرضية الثانية، فهي الصراع بين قيم البداوة وقيم الحضارة وترتبط بالفرضية الاولى. وتعود مقدماتها الى محاضرة شارك فيها الوردي بمهرجان ابن خلدون الذي اقيم في القاهرة عام 1962. وقد لاحظ ان العراق، اكثر من اي بلد عربي آخر، يقف على حافة منبع فياض من البداوة، لانه يتلقى ومنذ امد بعيد موجة بدوية بعد اخرى، ولا بد ان يؤثر هذا المد على "طبيعة" المجتمع العراقي وعلى السلوك قليلا او كثيرا، عن طريق انتشار القيم والعادات بين افراد الشعب العراقي.

    وقد خلص الوردي الى ان الفرد العراقي واقع بين نسقين من القيم الاجتماعية المتناقضة: قيم البداوة، وقيم الحضارة، وقد افرز هذا التناقض صراعا مستمرا بين بدوي غالب وحضري مغلوب، ذلك الصراع الذي عانى منه الشعب العراقي وما يزال.

    ان من طبيعة البدوي عدم الخضوع للدولة والحرفة ولكنه يخضع للعصبية القبلية، بينما من طبيعة الحضري الاستقرار والطاعة واحترام المهن والحرف، وهذا هو مصدر التناقض والصراع بين قيم البداوة وقيم الحضارة.

    اما الفرضية الثالثة فتدور حول التغير والتناشز الاجتماعي الذي بدأ بعد الاتصال الحضاري مع اوروبا منذ بداية القرن التاسع عشر. فبعد دخول المخترعات الحديثة انهارت على اثرها جميع الحواجز بين المعقول وغير المعقول، واصبح كل شيء ممكنا.

    وبعد دخول القوات البريطانية الى العراق حدثت تغيرات بنيوية عديدة سببت تناشزا اجتماعيا ونفسيا عند فئات واسعة من المجتمع العراقي. فالحضارة الغربية الوافدة جلبت معها عناصر مدنية وحضارية عديدة كانت متقدمة علميا وتقنيا، وهو ما اثار دهشة العراقي وجعله مبهورا امامها، وفجر صراعات بين مؤيدي الحضارة الغربية "المجددين" وبين الواقفين ضدها " المحافظين" وقد اعتبر البعض المجددين "كفارا" في حين اعتبر المجددين المحافظين "رجعيين".

    كما ظهر هذا الصراع في المدن اكثر من الريف وبخاصة في المجالات التربوية وفي الاعلام ووضعية المرأة وغيرها. كما ولد توترا اجتماعيا ونفسيا وسياسيا حادا. ففي الوقت الذي لم يستطع المحافظون مقاومة اغراءات المدنية الغربية، اندفع المجددون وراء اغراءاتها وانجرفوا في تيارها مما ادى الى نوع من التحلل الديني والاجتماعي وظهور صراع بين الجيل الجديد والجيل القديم.

    كما ظهرت نتائج هذا التناشز في الصراع السياسي، وذلك بسبب النزعة الجدلية التي اتصف بها اهل العراق المعروفين "باهل الشقاق والنفاق" وفي المحسوبية والمنسوبية والوساطات وفي توزيع الحقوق والواجبات، وكذلك بالتمشدق بالشعارات الفارغة التي هي طلاء سطحي يخفي وراءه "شخصية زقاقية" لا تكاد تمس اوتارها الحساسة حتى تنتفض وتثور.

    ان المجتمع العراقي متعدد الاثنيات والطوائف وان الاتصال بين الريف والمدينة هو اتصال قبلي وريفي وطائفي وهو ما يؤثر على الحياة الاجتماعية والثقافية والسياسية ويحدث خللا وتناشزا اجتماعيا.

    ولذلك دعا الوردي قبل كل شيء الى اصلاح الاذهان قبل البدء باصلاح المجتمع لان التجارب القاسية التي مر بها الشعب العراقي علمته دروسا بليغة، فاذا لم يتعض بها فسوف يصاب بتجارب اقسى منها. وعلى العراقيين ان يتعودوا على ممارسة الديمقراطية حتى تتيح لهم حرية الرأي والتفاهم والحوار دون ان تفرض فئة او طائفة رأيها بالقوة على الاخرين.

    وقبل نصف قرن قال الوردي، بان الشعب العراقي منقسم على نفسه وفيه من الصراع القبلي والقومي والطائفي اكثر من اي بلد آخر. وليس هناك من طريق سوى تطبيق الديمقراطية، وعلى العراقيين ان يعتبروا من تجاربهم الماضية، ولو فلتت هذه الفرصة من ايدينا لضاعت منا امدا طويلا.

    لقد صدق الوردي، فالعراق اليوم يقف في مفترق طرق، وليس امامه سوى ممارسة الديمقراطية حتى في ابسط اشكالها وآلياتها.
    لقد رحل الوردي بعد ان ترك لنا ثروة فكرية واجتماعية علمتنا ان نتعرف على ذاتنا وان ننتقدها قبل ان ندافع عنها او نجلدها. وقد آن الاوان ان نعي ذاتنا بعد الازمات والمحن والحروب التي مر بها العراق اليوم وان ندرك مدى ما خلفته من تفكك وعجز واستلاب اجتماعي ونفسي وسياسي وما افرزته من تشوه واغتراب في شخصية الفرد العراقي، مما سهل استلاب حريته واهدار دمه واستباحة ارضه واهانة كرامته، وليس امام العراقيين سوى طريقا واحدا هو ان يستعيدوا وعيهم المستلب ويقفوا على ارجلهم من جديد وان يتوحدوا تحت هوية وطنية واحدة ثم يبدأوا بتغيير انفسهم اولا، ثم بتغيير الآخرين، وليس ذلك بمستحيل .



    * محاظرة القيت في مؤتمر الجمعية الطبية العراقية في المملكة المتحدة IMA، لندن من 13-14/8/2005.
    وسوف يصدر للمؤلف قريبا كتاب حول الدكتور علي الوردي، دار الجمل، كولون.





  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    817

    افتراضي

    [align=center]تأملات في رحلة معرفية

    فالح عبداجبار[/align]


    للكتابة عن علي الوردي مذاق خاص، فهي كتابة عن المجتمع وعن الشخص في آن . ولد الوردي عشية تأسيس الدولة الحديثة، ورحل عشية أفول الجمهورية الرابعة. وتاريخه الشخصي هو، بمعنى من المعاني، تاريخ العراق الحديث. اما استجاباته الفكرية فهي جزء جوهري من تحولات هذه الحقبة.

    والبحث في كتابات الوردي (من وعاظ السلاطين – 1954 – الى لمحات اجتماعية – الجزء السادس 1976) يشكل رحلة فكرية متشعبة. فهذا البحث هو تأمل في علم الاجتماع (او بعض اوجهه)، وهو ايضا تأمل في تاملات الوردي في هذا العلم، تواشجا او تنافرا. وأجد في سيرة الوردي الفكرية منابع شتى حافزة على التفكر، اجتزيء منها، لاغراض تركيز البحث ليس الا، العلاقة بين عالم الاجتماع (السوسيولوجي) وعلم الاجتماع (السوسيولوجيا)، وبتحديد ادق نظريات ومناهج علم الاجتماع. اما نظرية الوردي، خلدونية الأرومة، فستندرج هنا كعنصر ثانوي رغم موقعها المركزي في افكاره ونتاجاته. وسبب هذا الاجراء انني كتبت عن ذلك مبحثا وجيزا مستقلا يقوم على التحليل المقارن بين الوردي وابن خلدون المبحث الحالي اذن يتركز في الجانب النظري، وهو مسعى لتحليل المصادر النظرية لمنهجية الوردي، التي أراها خلائط من نقائض ذات ثراء خاص، تعتمد مزيجا نظريا انتقائيا هو الآخر.

    وتحسبا لأي لبس او ابهام، اقول ان نقائض الفكرة، فهما وتطبيقا، هي دليل عافية فكرية بنظري، كما ان المزيج الانتقائي هو برهان حيوية خاصة، لانه ما من نظرية واحدة تلم بكل جوانب واقع مركب.

    اما الباحث عن فكر بلا نقائض، ومناهج بلا تلاقح، فلن يجد مسرته إلا في مقابر التاريخ، حيث السكون المطبق.
    ما هي النقائض في منهجية الوردي، وما هو الخلائط الانتقائية، التي يعتمدها؟ الأجابة عن هذين السؤالين تدوران في النقاط الآتية:
    اولا – ان مجرد اشتغال الوردي بعلم الاجتماع يبدو، كنقطة انطلاق، في تضاد صارخ مع البيئة الاجتماعية التي ينشط فيها.
    واذا صدقنا قولة اوغست كونت (1789 – 1857) من ان علم الاجتماع، هدا الفرع المعرفي الجديد، الذي اسهم هو في تأسيسه، لم يظهر الا بعد انتقال البشرية من المرحلة اللاهوتية، الى الميتافيزيقية، ليصل اخيرا الى المرحلة الوضعية (مرحلة الدراسة العلمية المجردة للوقائع المتاحة امام الحس)، اي فلسفى العصر الصناعي، عصر المدن الكبرى، والعلوم الحديثة، والدول المركزية قومية الطابع، فان ظهور علي الوردي نفسه كعالم اجتماع، في عراق اربعينات القرن المنصرم، في رقعة متأخرة تعيش في عالم ما قبل – وضعي، يشكل تناقضا في التعريف، او استثناء خارقا ان جاز القول.

    ثانيا – اعتمادا على ما تقدم، ولد الوردي في عصر انتقالي، يتفكك فيه المجتمع الزراعي المتجزيء قبائل وطوائف، منتقلا الى مجتمع حديث يندمج في أمة ودولة، رغم ان هذه العملية تبدو، من منظار الجمهورية الخامسة، وكأنها تبدأ من جديد.
    وولد الوردي ايضا في حقبة تفكك المراتب القديمة من حرف وصنايع، وسادة واشراف ومشايخ، وبروز الطبقات الحديثة.
    هدا الوضع الانتقالي اورثه حساسية مرهفة لادراك ديناميكيات التغيير، رغم وجود ميل معاكس عنده (لا شعوري، او مجتمعي ان استعرنا لغته) الى القبول بالسكون او الثبات المجتمعي (القول بوجود "طبيعة" ثابتة للمجتمع العراقي، او "طبيعة" بشرية... الخ).
    ثالثا – لما كان الوردي يشخص في المجتمع العراقي ثلاث مشكلات اساسية (صراع البداوة والحضارة،. التناشز الاجتماعي بين الاثنين، تفتت الوعي الجمعي وانغلاقه) فانه يعتمد في معالجته هذه الاوجه على ما يلي:

    أ – نظرية ابن خلدون، مفسرة على اساس المنهج التجريبي – الوضعي (بيكون – كونت).
    ب – المدرسة السوسيولودية الاميركية، (جورج هربرت ميد – 1863 – 1931) مؤسس مدرسة "التفاعل الرمزي" Symbolic Interactionفي الجماعات الصغيرة .
    ج – المدرسة التاريخية الالمانية (كارل مانهايم وفرديناند كون).
    هناك عناصر اخرى مستمدة من علم النفس الاجتماعي في جناحه الاميركي.

    رابعا – رغم تكرار الوردي بأنه يعتمد ابن خلدون فان قراءته لهذا الاخير تعيد بناء النظرية
    الخلدونية بل تقلبها رأسا على عقب. فصراع البداوة والحضارة الخلدوني يقوم بين نمطين متضادين (ومتفاعلين) من التنطيم الاجتماعي (المدن والبوادي)، اما عند الوردي فهو ازدواج قيمي داخل المدينة، اولا، وضمن الدولة الحديثة ثانيا. وهو، عند الوردي، نتاج صراع الحضارة العراقية مع محيطها البدوي (الجزيرة العربية)، اولا، ثم هو، صراع بين العراق والحضارة الغربية الوافدة ثانيا،

    إثر غزو العراق في الحرب العالمية الاولى. لكن الاهم في عملية قلب ابن خلدون رأسا على عقب (وهو قلب ضروري) ان "منطق" ابن خلدون، كما يرى الوردي، ينفصل عن المنطق الاوسطي، الميتافيزيقي، اي القائل بوجود جواهر ثابتة، وكليات عقلية مسبقة. والوردي هنا يقرأ ابن خلدون او يعيد قراءته انطلاقا من المنهج التجريبي (فرانسيس بيكون) والمنهج الوضعي (اوغست كونت) الذي يشكل، من نواح معينة، امتدادا للتجريبية. هذا المزيج الانتقائي، فريد، املته ضروراته الموضوع المدروس.

    خامسا – يرى الوردي في علم الاجتماع منهجا لدراسى "الثقافة الاجتماعية" Culture محللا اوجه الثقافة الروحية والمادية (القيم ونمط العيش)، معتمدا على مؤسس علم الاجتماع الاميركي (جورج ميد)، ومتجاوزا اياه في أن، بخروجه على حدود الثقافة الروحية (التفاعل الرمزي) الى رحاب الثقافة المادية ايضا. وهو في هذا يقترب من ماكس فيبر (1864 – 1920).

    وان علاقته بعلم الاجتماع الاميركي الذي تأسس متأخرا عن نظيره الاوربي بنحو سبعة عقود، اورثته نزعة وصفية للاحداث والوقائع، تنسجم ونفور المدارس الاميركية في النصف الاول من القرن العشرين، من اية مراجع نظرية كبرى تحدد ماهية المجتمع وماهية علم الاجتماع (تغير هذا الحال في اميركا بعد هجرة الالمان هربا من النازية).

    كما ان هذه العلاقة بعلم الاجتماع الاميركي افادته في ملاحظة الفوارق العميقة بين علم الاجتماع الاوربي الذي يضرب جذوره في منظومات فلسفية – لغوية معروفة (الوضعية، الماركسية، البنيوية)، وعلم الاجتماع الاميركي المتحرر نسبيا من هذه الجذور (حتى الفلسفة البراغماتية الاميركية تشبه علم اجتماعها).

    سادسا – لكن هذه العلاقة الغنية والنقدية بعلم الاجتماع بجناحيه الاميركي – الاوربي دفعته الى الاعتقاد بوجود خصوصية لكل مجتمع تحتم انشاء علم اجتماع خاص بذلك المجتمع. هذا المنحى الى الخصوصية لم يكن فقط وليد "ضغط" منهجي بل ايضا ثمرة مؤثرات سياسية: صعود الناصرية بمنحاها العروبي، وصعود التيارات القومية العربية (البعث وغيره) الداعية الى انشاء علم اجتماع عربي، كان بحسب الوردي، وعظيا لا علميا.
    لكن مبدأ الخصوصية الذي جاهر به الوردي (ولم يطبقه اصلا في كتاباته) وهم ايديولوجي. فلكل مجتمع خصوصيته، ولكل مجتمع عموميته. وما من مجتمع يشبه غيره بحذافيره، بل ما من مجتمع يشبه نفسه قبل قرن، او قرنين، إلا في حدود ضيقة، ثفالة قابلة للحذف.
    حقا لقد انحبست نظريات علم الاجتماع في اطر قومية (فرنسا، المانيا، انجلترا، اميركا) خلال جل القرن العشرين، لكنها سرعان ما انفتحت على بعضها البعض في اواخر القرن المنصرم لتولد خلائط خصبة في سياق من التحليل والتركيب.

    سابعا – استمد الوردي من المدرسة الالمانية (كارل مانهايم) مفاهيم اساسية لتفسير تنوع انماط المعرفة حبيسة التنظيمات الاجتماعية، مثلما استمد من مانهايم قواعد نظرية لدراسة الدولة الحديثة. الأهم في ذلك هو اعتماد مبدأ النسبية المعرفية الذي يشكل اليوم اساس فكر ما بعد الحداثة.
    اما فرديناند تونيس فقد استمد الوردي منه (على نحو غير مباشر – اعتمادا على ماكايفر صاحب مفهوم التناشز الثقافي والتصادم الثقافي) افكار التمايز والتضاد بين المجتمع التقليدي والمجتمع الحديث (الصناعي). الاول، حسب تونيس، منظم في جماعات، والثاني منظم في مجتمع كبير. في الاول ثمة علائق حسية مباشرة، واحساس بالمكان (الجغرافي والاجتماعي)، والانتماء، واعتماد تقاليد ثابتة، تسيطر فيها العائلة والكنيسة (الدين). اما في الثاني فتسود العلائق اللاشخصية، والمصالح الاقتصادية، والتنافس على الموارد، في حراك متصل، متغير يربأ بالثبات. لكن الوردي حبس التضاد بين الحداثة والتقليد في قفص البداوة والحضارة الخلدونية، علما ان حضارة ابن خلدون شأن بداوته تنتمي الى العالم ما قبل الحديث.

    ثامنا – اخيرا ابتدع الوردي في هذه الرحلة طريقا ثالثا للخروج من اسار الفكر القومي المتزمت، او قواعد الفكر اليساري في صيغته المتحجرة. ولم يكن من باب المصادفة ان يدعو الى مجتمع يعتمد الليبرالية السياسية.
    كان يحرص على تفرده في مجتمع يبغض الفردية، وينفتح على كل النظريات في مجتمع يحول النظرية الى معتقد ديني، ويمضي في البحث وسط مؤسسات علمية خاضعة لجبروت الدولة، ومجردة من حرية التفكير والبحث الطليق.
    هذا وحده اعجاز!
    [align=center][/align]

  10. #10

    افتراضي

    ما ذكرته أستاذ سيد مرحوم هو صحيح ودقيق إذ أنه من اللاواقعي إستخدام المنطق الصوري العقلاني في دراسة ظواهر إجتماعية لها الكثير من القوانين اللاثابتة والمتعددة على عكس المجردات العقلية كمفهوم الكل والتناقض والعلية لأن هذه المفاهيم هي إنتزاعية ليس لها وجود خارجي. هجوم علي الوردي على المنطق الصوري يجب أن يكون ضد توظيف هذه المفاهيم في دراسة ظواهر إجتماعية متغيرة وليس ضد المنطق كمنطق لأنه يبقى هذا العلم علم آلي وليس إنتاجي.
    وعلى كل حال شكرا على ردك الرائع

  11. #11
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي للمتابعة حول ذات الموضوع في الموقع ...

    [align=center]
    [web]http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=9949&highlight=%C7%E1%E6%D1%CF%ED[/web]

    [web]http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=9949&highlight=%C7%E1%E6%D1%CF%ED[/web]

    [web]http://www.iraqcenter.net/vb/showpost.php?p=46111&postcount=1[/web]

    [web]http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=8052&highlight=%C7%E1%E6%D1%CF%ED[/web]

    [web]http://www.iraqcenter.net/vb/showthread.php?t=7842&highlight=%C7%E1%E6%D1%CF%ED[/web][/align]





  12. #12
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=center]

    [mark=000033]الوردي عالم شغل العامة والدارسين [/mark]
    [/align]

    [align=center][/align]


    GMT 800 2007 الأحد 15 يوليو


    [mark=000000]1[/mark]

    د. باسم عبود الياسري:


    [align=justify] في مثل هذه الأيام وفي 13 تموز عام 1995 رحل العلامة الدكتور علي الوردي المولود في بغداد عام 1913, تاركاً خلفه إرثاً مثيراً للجدل في حياته وبعد مماته. والوردي عالم اجتماع عراقي درس المجتمع العراقي بصدق وتوقف عند الشخصية العراقية وبين سبب تميزها, وله أراء ونظريات كانت موضع اهتمام العراقيين كافة قبولاً ورفضاً.
    نزل الوردي بالباحث من برجه العاجي الى أرض الواقع, واقترب بلغته وطروحاته من العامة فكسب ودهم, وهو مفكر خالط الباعة ودرس أحوالهم, كتب أفكاره دون تردد ولا مجاملة, فكسب عداء أهل السياسة ورجال الدين, لكنه ربح عامة الناس لأنه احترمهم وعبر عما في نفوسهم خير تعبير, حتى صارت أقواله يتداولها البقال والحداد مثلما يدرسها ويتفحصها الباحثون. نظر فأصاب, وحلل فشخص, شغل وسائل الإعلام دون أن يكون هذا همه, وعاداه بعض زملائه دون قصد منه, فقد اختار منهجاً غير منهجهم المتعالي.
    كان الوردي على الدوام أكثر الكتاب مبيعاً حتى أذكر أن أخي كان يحجز نسخته من المكتبة قبل صدور الكتاب, وكان الجمهور يلح عليه في زيادة نسخ طبعته لكنه كان يرفض ويتوقف عند عدد معين, ولايزال بعد 12 عاماً على رحيله هو الكاتب الأكثر مبيعاً, حتى أن دور النشر طمعت به فأعادت بعضها طباعة كتبه بعدة طبعات دون استئذان من ورثته.
    كتب الدكتور الوردي عدداً من الكتب يكاد لايخلو بيت عراقي منها (وعاظ السلاطين, مهزلة العقل البشري, ) وقبل سنوات في أول وصولي الى قطر تعرفت الى مثقف قطري سألني عن الوردي فعجبت لأنه يعرفه, فقال بل أنا اعتبر نفسي تلميذاً له وأراني معظم كتبه وقد اقتناها عنده.
    يتساءل بعض من درسوا الوردي هل أجاب على كل التساؤلات في كتبه, أرى أن المثقف ليس ملزماً بإيجاد الحلول فهو ليس سياسياً لكنه يثير القضية ويحرض على التفكير فيها. لقد شخص الوردي عوامل الخلل الذي اصاب المجتمع والثقافة و شخصية الفرد العراقي وتمزيق هويته وانكسار ذاته وعجزه عن استعادة وعيه وحريته وكرامته, وأثار من الموضوعات ما لم يثرها غيره, ولاشك أنه ـ رحمه الله ـ حين كتب ما كتب قد وضع أمامه ما سيتعرض له من نقد وتجريح وهجوم من كل الأطراف, لكنه حقق ما عجز عنه غيره من أن يكون مفكراً مؤثراً في قطاعات واسعة من الجمهور.
    لم يكن الوردي طالباً تقليدياً لكنه كان مولعا منذ صباه بقراءة الكتب والمجلات وقد اضطر الى ترك المدرسة ليعمل في دكان والده, ثم للعمل صبياً عند عطار الحي, لكنه طرد من العمل لانه كان ينشغل بقراءة الكتب والمجلات ويترك الزبائن. ثم عاد الى المدرسة واكمل دراسته واصبح معلما. وفي عام 1932 تخلى عن زيه التقليدي ليلبس الملابس الافرنجية. وفي عام 1943 ارسلته الحكومة العراقية الى بيروت للدراسة في الجامعة الامريكية, ثم حصل فيما بعد على شهادة الماجستير والدكتوراه في علم الاجتماع من جامعة تكساس الاميركية. وبعد عودته الى العراق عمل في قسم الاجتماع في جامعة بغداد حتى تقاعده عام 197.. كتب الوردي بأسلوب جديد لم يألفه القارئ العراقي فكان أسلوبه نقدياً يحمل في طياته فكراً تنويرياً لا يخلو من أسلوب ساخر فتناول في كتابه "وعاظ السلاطين" الذي جعل علماء الدين يهجوه من على المنابر فقد تحدث عن طائفة منهم أولئك الذين يعتمدون على منطق الوعظ والارشاد الافلاطوني منطلقا من ان الطبيعة البشرية لا يمكن اصلاحها بالوعظ وحده, وان الوعاظ انفسهم لا يتبعون النصائح التي ينادون بها وهم يعيشون على موائد المترفين, لكنه اكد بانه لا ينتقد الدين نفسه وإنما وعاظه الذين يحاولون تغيير الطبيعة البشرية بالنصائح.
    حاول الراحل الوردي أن يؤسس لمدرسة اجتماعية فكتب سلسلة من الكتب تحت عنوان لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث وصل الى ثمانية أجزاء قبل رحيله. لقد شخص الوردي أمراض المجتمع العراقي ونبه الى أن الفرد العراقي ظاهره متحضر لكن القيم القبلية والعشائرية هي الأكثر عمقاً وقد يأتي يوم تتفجر من جديد, لأن التراكمات التي خضع لها الفرد في ظل سلطات مستبدة ضاعفت هذه الضغوط وهو إنما يكظمها الى حين.

    [/align]





  13. #13
    تاريخ التسجيل
    Jul 2005
    المشاركات
    3,085

    افتراضي

    في يوم من الايام .. وفي احدى المناسبات التقيت بشيخا طاعنا في السن .. تمايزت ملامحه فاذا هو المرحوم علي الوردي .. سررت جدا للقائه .. بعد المجاملة والسلام سالته سؤالا واحدا كانت الاجابه عليه صدمه لي خصوصا لانها تاتي من رجل ثقافة وادب واجتماع له باع طويل في اثراء الفكر الاجتماعي العربي ..

    سالته لماذا لم نقرأ لك كتابات تنتقد فيها التسلط الغاشم على العراق البلد التاريخي الكبير و لتوعية الجمهور العراقي من مخاطر البعث في بداية توليه السلطة ولماذا لم تحرك ساكنا تجاه الجبروت المتمثل بهدام والانتهاكات واالمجازر والفضائع التي قام بها خصوصا انك عرفت بشجاعتك وجرأتك في طرح افكارك ؟

    فقال لي يا بني خذها مني نصيحه .. اخطر انواع التعامل في حياتك هو التعامل مع شخص خائف .. فعندما تتعرض له ستكون ردة فعله كارثية مهما كان نوع التعرض قويا ام خفيف اعلامي او عسكري !!

    فقلت له لك طول العمر .. لا اتصور انك بهذا العمر وخائف من صدام وبطشه .. فقال لي لدي ابناء واحفاد !!

    هكذا يفكر مفكرونا ... لا اقلل من اهمية الرجل .. ولكن الى كل ابواق المقاومة للبعث والتي انطلقت بعد زوال البعث اقول اسمحوا لنا .. لم يعد ينطلي علينا نفاقكم .. ان اضعف مجاهد من الذين قضوا في سجون هدام رافضا الاعتراف على زملائه متحملا ابشع انواع التعذيب اقوى من قلم الف كعلي الوردي وغيره .. الم يكن لهؤلاء المجاهدون عوائل وزوجات وابناء وحتى احفاد ؟

    انا ادعو لتكريم اطفال العراق الغارقين بالدم المحرومين من الالوان .. وادعو الى تكريم الامهات الفاقدات لفلذات اكبادهن .. وادعو الى تكريم الاباء الذين انكسرت ظهورهم في تربية ابنائهم لياتي فاسد فاسق فاجر كافر يذيقهم جحيم الانفجار ويودي بحياتهم محولا اجسادهم التي نمى كل شبر منها بنذر ..

    وادعو ايضا الى تكريم الاستاذ علي الوردي بقراءة سورة الفاتحة المباركة على روحه كباقي اموات بلاد وادي الرافدين .

  14. #14
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    [align=justify]

    نعم اخي العزيز موج البحر ،،، في تصوري ان التكريم المطلوب هو مواصلة الاهتمام بكتابات هذه الشخصية العلمية وتفعيلها دراسة ونقدا لكي لاتبقى دون تجديد او تنظير او تبقى حبيسة وقتها الذي انطلقت فيه وبالتالي توظيفها في المجالات الحياتية المختلفة بل ومن ضمن اجواء الاحتفال بيان النقاط السلوكية المختلف عليها في الشخصية ، وأدائها الحياتي اثناء ممارستها لفكرها لانه لاينفصل كثيرا عما تطلقه من أراء وأفكار وتعيشه كسلوك ، بل ان إلقاء الضوء على كل ذلك بموضوعية صرفه يجعل الناس تعيش الشخصيات الكبيرة دون تقديس او مجاملات او صنمية ..أما إقامة الاحتفالات والبوفيهات واطلاق الصلوات فذاك امر شكلي لايفيد دون تحقيق الاول ، وهو ما اخرج لنا الكثير من الشخصيات المنتفخة او بالغ في نفخ الشخصيات العادية ليصورها لنا بمستوى العظيمة فكرا وخطا وجهادا ..نعم المفكر المجاهد العامل بعلمه او الانسان العادي العامل بتكليفه المجاهد في عصر الجهاد والتصدي لهو افضل بكثير من القاعد المحايد و المبرر لقعوده بشتى الاعذار سواء كان مفكرا او رجلا عاديا او حتى مناضلا متقاعدا حيث التكليف مع الاستطاعة لا تقاعد فيه خصوصا لو كان عينيا ! الا ان يكون له دور آخر يراه يفيد مع القعود اكثر من النهوض وبدرجات الاستطاعة المختلفة (وهي منطقة شائكة ولاشك يختلط فيها المنافق بالعامل الصامت)، نعم هناك من يحاول إستغلال بعض الاسماء الكبيرة في مجالات علمية او فكرية او مهنية معينه فينفخ فيها لتحقيق اغراضه السياسية والشخصية كمايفعل البعثيون، الا ان التصدي لذلك لايكون بمقابلة محاولاته بالاستجابة والانصياع لخدعته والدخول فيها كما اراد تحقيقا لمآربه بل في تكريس الجانب الايجابي لهذه الشخصية وعدم وأد جهودها العلمية والفكرية (ولا اعنيكم هنا) لانها نتاج المجتمع وملك له في النهاية والعمل في المقابل على وأد المحاولات البعثية التي تود استغلالها وتجيير اعمالها لصالح اهدافها الشيطانية . وهو مايتم من خلال بياننا للنقاط السلبية فيها كما هي الايجابية او مناقشتها وتوضيح اثارها الماضية والحاضرة والمستقبلية اذا ما اريد التعامل معها كقدوة عملية في هذا الاتجاه ، بل والاقتباس من اعمالها العلمية بما يشير الى اعمال هذه الزمرة البعثية ويفضحها كامثلة حقيقية متحركة في الواقع ، وهو ما سيكون السيف الذي يرتد على نحر البعثي بعد ان اراده سيفا على نحر المجتمع ! ..وبهذه الطريقة غير الصِدامية والحضارية يستطيع الشارع من وضع النقاط الحقيقية على الحروف بعيدا عن نقاط التزييف والاستغلال والتحريف وحتى لايستغل البعثيون هذه الشخصيات الحيادية في مواقفها فيجعلوها رموزا له او يجعلوا منها مادة تظهرهم كمدافع عنها على السطح او كأنها تجسد تاريخه او تنتمي له في عيون الأخر .خالص التحيات.

    [/align]





  15. #15
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    افتراضي

    السلام عليكم

    الإنقطاع لا يعني عدم التواصل ...تحية إلى جميع الإخوان والأصدقاء في شبكة العراق ومنهم إلى الأستاذ السيد مرحوم...

    أحببت أن أضع رداً على أحد الردود المتشنجة والإنفعالية أرى أنها تلوثت إلى حد ما بالأسلوب البعثي..رغماً عنها.

    فلنثبت بعض المسلمات

    - علي الوردي عالم اجتماع عراقي كبير ومبدع حلل الكثير من الظواهر الإجتماعية في المجتمع العراقي.
    - علي الوردي سواء حار أو لم يحارب تحدث أم لم يتحدث ضد نظام صدام، فإن هذا الأمر لا يقلل من شأنه كعالم رائد في تخصصه.
    - علي الوردي -لمن يقرأ كتبه- كان يتحدث بصراحة ضد التمدد الطائفي في العراق، والسني على وجه التحديد
    - آراء علي الوردي وانتماؤه المذهبي لم ترق للنظام البعثي لذا زوي علي الوردي دون أن تتحرك ماكنة الإعلام البعثي كي ترفع من شأنه، مقارنة بوجوه بعثية خانعة وفاشلة أخرى.

    المحصلة إذن تقول ينبغي أن يكون احرامنا وتقديرنا لعلمائنا على مستوى علمهم وإبداعهم، ماداموا لم يدخلوا في السلطة ويكونوا جزء منها. إذ أن انزاواءه بحد ذاته مع مستواه العلمي كان يمثل مقاومة في تلك الفترة، مع ملاحظة أنه مجرد متخصص وليس مصلحاً إجتماعياً أو صاحب مشروع.

    إنني مع أن ينصب لعلي الوردي تمثال برونزي كبير في أكبر ساحات بغداد ينافس تمثال الرصافي (البائس). ومع أن يكون كرسي علم الإجتماع بإسمه في أكبر جامعات العراق إضافة إلى إعادة نشر كتبه. من الملاحظ أيضاً أن أكثر الكتب مبيعاً في العراق هي كتب علي الوردي مقارنة بالكتب الأخرى.

    أخيراً اقول أن من قاوم واستشهد فقد وقع أجره على الله، ومن نجا من أبنائهم وغيرهم فإنما يتم الحكم عليهم من خلال مواقفهم وأفعالهم، ومنهم الطالح ومنهم الصالح، وكثيرون ممن لم يستشهدوا تنطبق عليهم نفس المواصفات كثير منهم طالح وقليل منهم صالح. إن التكريم يتم على قدر الأفعال والأعمال.

    أتمنى أن لا نبخس الناس أشياءهم.
    "أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام"
    كونفوشيوس (ع)

صفحة 1 من 2 12 الأخيرةالأخيرة

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني