شذرات من وصاياهن كُتبت على عجلٍ ، وهي غيضٍ من فيض ذلك المعين .. إنها بحق وصايا مُضَمَّخة بالعطر طافحة بالصدق عابقة بمعانى الولاء للإسلام ولمذهب أهل البيت : ـ كلمات لأعزّاءٍ لنا أفلحوا في تنقية النفس من ضغط الشهوات ، فآمنوا بأن الحياة عقيدةً وجهادا ، فصعدوا الى المجد :
* ( . . . البارحة أخذوا دكتورة اسمها ساجدة الى جهة مجهولة بعدَ أن فرّقوها عن رضيعها البالغ من العمر ثمانية أشهر .. ونحن ننتظر
نفس المصير . . . ) . [ كاظمية ]
* ( . . . أرجو من أبي وأمي وجميع أخوتي وصديقاتي أن يُفرغوا ذمتي ويسامحونني عن كل تقصير . . . ) . [ هيفاء ]
* ( . . . اليوم الثلاثاء 1981/8/15 ، يقولون غداً سيعدموننا . . . ) .
* كنّا وإيّاكم نزورُ مقابراً ومُتّم فزرناكم وسوف نُزارُ
* ( . . . هذا الجلاد الحقير أبو جواد أخذ كميلة وجميلة وعالية وفاطمة وكاظمية ومنال وشيماء في السيارة اللاندگروز ليلاً ومعه عدد من الشرطة ، ورجعوا قبل الفجر والسيارة فارغة ! . . . )
* ( . . . اللهم اجعلنا مع الحسين . . . ) .
* ( فليُقاتِل في سبيل الله الذين يَشرون الحياةَ الدُنيا بالآخرةِ ومن يُقاتِل في سبيل الله فيُقتل أو يَغِلب فسوف نُؤتيهِ أجراً عظيماً )[ سورة النساء : 74 ] .
* ( . . . مَن يقرأ كلماتي يدعو لي بالمغفرة ويقرأ لي الفاتحة استودكم الله ) [ خالدة ]
* ( . . . ولستُ أخشاك جُرحاً تحت خاصرتي . . . ) .
* ( . . . اللهم اجعلنا من الشهداء انصار الصدر والخميني وبنت الهدى ) .
* ( . . . مَن يعرفني يوصي أهلي بايجاد طفلي جهاد والعناية به ، لانني لا أعرف مصيره ! ) .
* ياشاطىء البحر خُذني موجةً طهُرَت فلستُ أقبلُ أن يغتالني الزَّبَدُ
* ( . . . أنا .. من البصرة ، لقد قتلوا ابنتي وحكموا عليّ بالاعدام ، خبّروا أهلي ) .
* ( . . . أخبرتني الرقيبة انهم سيعدموننا أنا وأختي غداً .. رحم الله من أخبر أهلي . . . ) [ نجاة ] .
* ( . . . أنا شذى ، انجبت ولداً بالسجن بتاريخ 1981/1/8 م ارجو الاعتناء به لانه ابن شهيدين ) .
* ( . . . أنا رضية ، فرّقوني اليوم عن أختي ، وقالوا سيعدموننا ) .
* إذا كانت الأبدان للموت أُنشئت فقتل امرءٍ بالسيف في الله أفضلُ
* ( . . . أوصي أخواتي بالصلاة والصيام والعمل للآخرة .. فالحياة قصيرة جداً والعمر رحلة . . . )
* ( . . . سمعنا ان عدداً من أخواتنا أجروا عليهن تجارب كيمياوية ، ونحن لم يعدموننا منذ حكم المحكمة قبل أربعة أشهر . .).
* ( . . . باقر الصدر منّا سلاما . . . ) .
* ( . . . اللهم ارحمني .. متى يعدمونني . . . ) [ سميرة ] .
* ( . . . مَن يعرف أهلي يخبرهم ان طفلي بقي عندهم ! . . . ) [ ساجدة ] .
* ( . . . والله لا أعطيكم بيدي اعطاء الذليل . . . ) .
* ياصدرُ ألفُ يد مُدَّت مبايعةً على المسير ، وهل وفَّت اليكَ يَدُ
* ( . . . اطلب من جميع أهلي وأقربائي العفو والمغفرة لي . . . ) .
* ( . . . اللهم احشرني مع الزهراء ، ومع بنت الهدى . . . ) .
* ( . . . أنا عالية وبنت خالتي معي .. حكموا علينا بالاعدام ، الحمد لله على الشهادة .. سمعنا سيعدموننا الأحد القادم . . ) .
* إذا كانت الأبدان للموت أُنشئت فقتل امرءٍ بالسيف في الله أفضلُ
* ( . . . يحسين بضمايرنا . . . ) .
* ( . . . إذا لم يسلموننا لأهلنا ، ارجو كل من يقرأ رقم التلفون .... يخبر أهلنا وأجره على الله ) .
* ( . . . اليوم أخذوا مجموعة من الأخوات الى الاعدام .. اللهم اجعلنا من الشهداء . . . ) .
* ( . . . ارجو من اختي الاعتناء باطفالي . . . ) [ خالدة ] .
وصايا مقدسة خالدة لاهل العبودية الحقّة ، تحكي قصة الظلم الذي أحاط بمخدرات عراق المقدسات ، اللائي عانقت اعناقهن مشانق الاذلّاء وعاثت بأجسادهن تجارب الكيمياء ..
وصايا جعلت من الجدران الصمّاء البشعة صحف نور ولوحات ثورةٍ غاضبة ، مثّلت فصلاً من فصول الجهاد المغيَّب لشعبنا في العراق ..
نعم وربّي .. تتضاءَل الكلمات أمام كلمات زينبيات الحسين ، وتتكسّر أسِنَّة الأقلام أمام أقلام الزنازين .. كيف لا ! وهي وصايا شامخة كرؤوس الجبال ، عميقة كقاع البحار ، سجّلت للاسلام وللصدر وبنت الهدى أعظم آيات الوفاء وأصدق عهود البيعة ..
وداعاً يامخدّرات العراق .. وداعاً يانوارس دجلة والفرات .. وداعاً يانخيلات الجنوب .. إرحلن ياحبيبات الروح ، يانسائم الفجر الموعود .. وهنيئاً لكم ياأعزّ الأحبّة ، ولمثلها فليعمل العاملون .. وعهداً منّا للسير في ذات الطريق حتى يحكم الله ، وهو خير الحاكمين .
مذكرات سجينة