النتائج 1 إلى 4 من 4
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2005
    المشاركات
    151

    افتراضي دعوة مفتوحة لكل الاحبة على شبكة العراقية الثقافية...

    إلى المرأة التي وهبت قلبها للقمر

    دعوة مفتوحة لكل الأحبة على شبكة العراق الثقافية
    جواد المنتفجي
    -1-
    رغم هول زمجرة السيوف ،
    وقرقعت نبال الرماح !
    رغم عويل صفير الرياح ،
    ونياط البكاء والنواح
    رغم وهج سيل النزف
    وتخثر الدم على الأرض الطاهرة
    من اجل بريق الأمل الباقي شعاعه في السماء ..
    الأمل الذي جنت ثماره الأجيال متعاقبة ،
    بعد أن توافد من كل صوب أول الأتقياء
    لنيل وسام الشهادة في سوح القتال
    هناك وقفت امرأة وبصلابة ،
    امرأة كان ينز منها ضياء الصالحين عندما أصرت على أن توهب فلذة من قلبها لقمر لولا ضربة سيفه لما توحدت الكلمة ،
    لولا غرز رمحه الذي أطاح بالرؤوس العفنة
    لما انقشعت الحلكة عن سماء كواكبها أمست غافية ،
    ولكن الطواغيت ...
    الطواغيت ، وعبدة الصنم والوثن .. الذين خسروا كل شيء عندما راهنوا على رجحان كفتهم ، فاكتسحتهم رياح الشهادة الهابة من أولئك المؤمنين الاتقياء لا زالت ذكراهم في التاريخ تعطر أفول الزمن ،
    وبعض من يأس ...
    تشوبه ريح صفراء عاوية
    والكثير من البقع الفاقعة تحيطها هالة سوداء، كانت قد انحدرت من تلك السنين العجاف انتفضت للتو من مخابئها ، هبت لتخترق جدار الوطن الأشم...
    فصدتهم قامات رجال.. رجال أبات كانوا كالدروع الحصينة قوامها ،
    ومع السيل الجارف من نزف الدم الذي لم ينضب جريانه كدية وفاء لهذا الوطن راحوا يسقون بها كل بقاع الأرض منذ زوال الصنم
    -2-
    عشق مبهورا...
    قدم من سالف الأعوام المسلوبة ،
    جاء برفق ليسدل بجناحيه الرحيمين على صنو الوطن الآفل...
    من دمنا نملئ شطآنك السرمدية يا وطني لتكون الأجمل والأحب
    هو ذا مغزى الأسطورة ...
    فهيا معي يا أحبة لنبتدأ سوية بترتيل نشيد تلك الحكاية
    هيا لنوقف جريانا لنزيف الدم
    فتمالكوا أنفسكم ،
    ورباط جأشكم
    لنلم الشمل ،
    ولتكن ضربتنا القاصمة أينما شئنا مؤلمة
    بأقلامنا نفتت غريزتهم القاتلة ،
    وبألفة وحدتنا نشتت صفوف جموعهم الكافرة
    لنشد على أيدينا ونلبي دعوة زميلنا ( ديك الجن ) ...
    لنلم جمعنا تحت خيمتنا ( شبكة العراق الثقافية )
    وحتى انتم هلموا معنا يا عذال
    فالإحساس بالفقدان قاعدة ، وكل ما عدى ذلك استثناء!
    هي ذي ولادتنا الحقيقية يا أهلي ويا ناسي وكل أحبتي ...
    الولادة الجديدة بعد زوال الصنم
    والذي لا زال قابع في شفر حفرة هاوية طرد جرذانها المسكينة ليشم عبق الرفات التي دفنها قسرا في بطائح الأرض الهامدة
    هي ذي صرخة الحق التي ينبغي أن تطلقها أفواه جموعنا المؤمنة من اجل قوام مسيرتنا الجديدة الظافرة
    فالصمت مطبق ، وقد نخر كل شيء ، بل ولا زال يمط بشمعه الأحمر على طول وعرض خطوط الشفاه الساكتة
    -3-
    كم غالية هي فدية العقيدة والوطن ؟
    فمن أجلك اليوم يا سيدي (الحسين )،
    يا أبا الأحرار...
    يا من يرقد جثمانك الطاهر بين ربوع أهلنا ،
    ومن أجلك يا وطني يا مقلع الثوار
    نفديكما فلذات قلوبنا
    فالإحساس بالفقدان قاعدة ، وكل ما عدى ذلك استثناء!
    وإلا فلماذا لا زال خلود ذكرى تلك المرأة التي وهبت قلبها ذات مرة لفارس كان يدعى القمر ؟
    أنشودة خلفتها لنا آلاف من السنين ، تقص علينا بشجاعة براءة الأنوثة ،
    زوقت أسطورتها صفحات التاريخ كرونق القصيدة
    كشلالات من نور ،
    وفي أواخر الليل
    تأتينا مرة خاطرة...
    وفي أخرى تنساب خلسة إلى الذاكرة ،
    وبهدوء تنهمر وتنساب منا الدموع ،
    دموع الخشوع
    أواه يا لجمر هذه الدموع !
    فكلما ازداد حفر ملحها أقبية الجفون
    صرخنا بنشيج مثار...
    - أواه يا عراق ...
    أواه يا أبا الشهداء
    لا فرارا من حبك ،
    فهذا محال
    فدتك كل العيون التي ستبقى بخلودك حالمة .
    -4-
    وتجّول في ذاكرتي معاني تلك الأنشودة..
    كبلابل تتلو أساريرها في ساعات السحر .
    فمن أبصرها جيدا ، أو تمعن حروفها بروية ، يجدها قد رصت بنيانها على شكل فيروزا منحوتا ينّز من بين جملها عبق الأمل ،
    الأمل الموشوم بالفرح...
    الأمل الذي من فرط إحساسنا به صار كالجود الذي طالما سمعنا به ،
    ولكننا لم نراه أو نلمسه قطا !
    هكذا صار صوته كعصف لا يهدأ ولا يحد
    يأتينا من آخر الدنيا ماخر عواء صديد المحن..
    حتى ظننا أن هديره والذي طالما حلمنا به ربما سيفاجئنا يوما!
    أو ربما سيأتينا في غير ميعاده بغتة.
    -5-
    هو ذا مغزى الأحجية يا أحبة التي انتهيت للتو من قرأتها !
    فمن كوكب آخر...
    غير الأرض والشمس والقمر،
    ربما من نيزك ، أو جرم سماوي آخر لا أفقه أين هما يحلقان بالضبط... وعند الانتهاء من قراءة تلك الحكاية ، شعرت بأنني قد سقطت عنوة من طيلة إغفاءتي بين سطورها ، ووجدتني وكأنني أسير في مدن كان دخانها يتصاعد من لهب خانق ، في البدء ظننتها الفوهات الساخنة الواقعة في آتون براكين خط الاستواء ، ولما استفقت صدفة ، وجدتني أدور حول محور عازل يسمونه ممن لاقيتهم هناك مركز نواة الأرض ، إذ ذاك فطنت إلى نفسي وأنا اقف على شطان الوطن الآفل ،
    الوطن الأحب ...
    انظر وبخشوع إلى طيف ممن ارتحلوا بركب الشهداء منذ أن توالت قوافلهم في الساعات الأولى من فجر معارك ( الطف ) الخالدة ،
    كانت يداي مرفوعتان لله
    كعذقان متدليان ...
    يتأرجحان صوب المنائر المذهبة التي ما زال شعاعها محفور في أقبية صدورنا ، وعلى بعد أميال كانت هناك بيارقها الخضر تنثر همي ريح باردة كانت تطفي كل بقع القارات المحترقة بين ثنايا هذا الكون المفتون بالدمار ،
    وكثيرا من حزم شعاع نور راح يبدد الوحشة التي ملئت قفار كل الأمكنة والزوايا ، بعد ما كان لاشيء يضيء مفازاتها القصية سوى وهج يلفينا بين الفينة والأخرى من عصف صواريخ الدمار الذي خلفه الشرر المتطاير من أزيز رصاصات بنادق شرذمة المجامع الحاقدة ...
    غزاة الأرض الذين جاءوا من عالم أخر .. عوالم غير مأهولة لا وجود لها على سطح هذه الفانية ...
    جاءوا ليدمروا كل ما هو جميل لنا ، بمجرد ضغطهم على زر صغير فيقتلون آلاف الأبرياء ، بل ويغتالوا فرحة الأمل ولأجيال طويلة ومتعاقبة ، فلا تتعجبوا أن لم يتوانوا أبدا عن قتل حتى الرضع ، وبقر البطون ، وتثليج العقول !
    لحظتها لم تعد تتملكني سوى تلك الهمهمات التي ما فتئت إلا أن يعلوها صراخا ينط من هوى الأفئدة ،
    أواه يا لهذه القلوب !!
    أواه يا لهذا البكاء العارم الذي لا ينقطع جريانه بمجرد ذكر هدير عشقها...
    أحدهم قال ، وهو يخترق حشد الواقفين على ناصيتي صوبي ذلك الشارع الذي فجرت انهره إحدى مفخخاتهم الحاقدة بعد أن شمر عن ساعديه وهو يرفع إحدى الجثامين إلى الأعلى لتعانق عنان السماء...
    - تعالوا ...
    انظروا ...
    هو ذا ( عبد الله ) الطفل الذي قتلوه في حضن أمه،
    فلا تتعجبوا من هذا …
    فبالأمس ذبحوا ( عبد الله الرضيع ) وهو جاثم على صدر والده ...
    لقد قتلوهما أمام أنظار الجميع علانية !
    اغتالوا عيونهم لأنها كانت تشع بفرح الأمل...
    ثمة طفلة كانت قد زينت ضفائرها بالشرائط المدرسية اندلقت باكية من باب مدرستها لما سمعت ساعتها دوي الانفجارات الصاخبة ، وشفتاها تنبس بكلمات مرتبكة يند منها الخجل...
    - انظروا إلى فياء تلك الأشجار !!
    انظروا... لقد صارت موحشة بعد أن قتلوا عصفورها ذو الزقزقة اليتيمة بشظية طائشة ، مسكين فقد عاد للتو من هجرته..
    أما المعزيين الذين توافدوا على سرادق المآتم فقد حزموا أمرهم فيما بينهم على قرار...
    - ( تنظيم القاعدة ) هي العدو اللدود للشعوب المضطهدة!
    وبضع من نفرهم الضال ...
    أرادوا تدمير حدود البلاد بحزام ناسف،
    ألا انهم اصطدموا بذلك الجدار
    الذي صار تغلفه وحدتنا !
    وبدون انفعال مثار
    يتردد السؤال الذي ما برح يختلج أفكارنا...
    - متى الانتصار على الإرهاب الذي لا يخلف ألا الدمار ؟
    ويبزغ قمرك الفتي يا سيدتي...
    أيتها المرأة الخالدة على مرور الزمن ...
    ينط قمرك الآفل بالسحر من بين الكواكب التي برؤاك لازالت هي حالمة
    يشرق شاهرا كلمته ،
    كان لمعان الحروف .. كل الحروف وكأنها هالات فرحة راح يشع منها الأمل ،
    كانت قد بددت كل وحشة مظلمة ،
    صار زهوه يرسم لنا أمانينا القادمة ،
    لما أمست كل الجموع تهتف خلفه لتنادي بوحدة الكلمة...
    - رغم انهم قتلوا نبضات الحب في صدورنا ،
    رغم انهم حطموا صحون الانتظار...
    ألا أننا ابتدعنا صمودنا
    من كفن الشهداء ،
    وبيارق ( الحسين ) أبا الثوار...
    إذن لا فرارا
    من حبكما يا سيدي ( الحسين ) ..ويا وطني
    هو ذا أخر قرارا
    لا فرار…
    هذا محال!

  2. #2
    الصورة الرمزية دجلة الخير
    دجلة الخير غير متواجد حالياً مشرفة واحة التجارة والاقتصاد
    تاريخ التسجيل
    Jul 2003
    المشاركات
    2,033

    افتراضي

    احييك واحيي قلمك النابض بحب العراق وحب الحسين
    هنيئا لنا بك يااخي جواد المنتفجي يامن تُتقن ترويض الحروف والكلمات , تسطرها لنا ناطقة تصدح بالمشاعر الفياضة والأحاسيس الصادقة .
    احسنتم بدعوتكم هذه
    *·~-.¸¸,.-~*وبَشــــــــِّـــــــــــــــــر الصـــــــــــــــابرين*·~-.¸¸,.-~*

    [align=center][/align]

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Jul 2004
    الدولة
    هناك
    المشاركات
    28,205

    افتراضي

    دعوة حب ووفاء وإخلاص ، هذا ما نريد ترسيخه في قلوب الأحبة لنبني عراق الخير عراق المحبة عراق المستقبل المشرق...


    سلمت يداك أخي

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    393

    افتراضي

    اللهم صلي على محمد وال محمد
    سلمت يداك اخي الكريم جواد المنتفجي على ماخطت من كلمات ....
    رغم جراحها فهي تبعث الامل في بحر الاشجان
    عبارات يقف القلم حائرا حيالها !!!!
    سطور مزقت اشلاء الارهاب .....
    وايعنت على صفحتك زهور الثورة الحسينية

    سلمتم اخي على هذه الدعوة المباركة وان شاء الله نتامل المشاركة من الجميع

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني