رونق الخفاجي

تتباين الاراء وتختلف وجهات النظر حول اعادة تطبيق نظام الزي الموحد على طلبة الجامعات مع بدء العام الدراسي الجديد باعتباره ظاهرة حضارية تمثل هوية الطالب العراقي وتمنحه الخصوصية بين اوساط المجتمع الواحد الذي يمثل فيه اشراقة المستقبل وديمومة التقدم وسط الظواهر السلبية العابرة التي تفشت في بلدنا العريق وباتجاه الطموح لتصحيح هذه المشاهدة الى كل ما هو جميل ومزدهر وللوقوف على رأي الطلبة في هذا الجانب استطلعنا اراء بعضهم في مختلف الكليات.. ففي اروقة جامعة بغداد (مجمع الكليات) في باب المعظم التقينا الطالب (علي رضا) ماجستير في كلية الاداب حيث ابدى رأيه قائلا: الزي الموحد هو ظاهرة حضارية تدل على وعي من ابتكره حين كانت المستويات المعاشية متباينة فثمة طلبة لديهم الامكانيات لارتداء ما يحلو لهم من الملابس باهضة الثمن كي يتميزوا عن اقرانهم واصدقائهم وفي الوقت نفسه نجد هناك طلابا مجتهدين درسوا وحققوا المستوى العلمي المتميز رغم بساطة حالهم وتدني اوضاعهم المعاشية وهم يرتدون كل ما هو بسيط وقديم لعدم تمكنهم من شراء الملابس الجديدة والفاخرة بنوعيتها وثمنها.. ومن اجل ان تتحقق المساواة بين هذا الطالب الفقير وذاك الغني يجب ان تضع وزارة التعليم العالي قرارا حاسما وصائبا في اعادة تطبيق هذا النظام ابتداء من هذا العام لكنها تحقق الافضل لو قامت بتوفير الزي الموحد للطلبة وتوزيعه عليهم ولو باسعار رمزية مثلما كان معمولا به في السابق وحتى لو اقتصر ذلك على الطلبة من ذوي الدخل المحدود الذي يتعذر عليهم الذهاب بـ (التاكسي) ولو لمرة واحدة في حياتهم الجامعية، اماالطلبة (ساجدة طاهر) كلية القانون فتقول (يعتبر الزي الموحد هوية الطالب) اقترانا بشهادته ومبادئه العلمية حيث ان لكل بلد زيه الخاص به فلماذا لا يكون لطلبة الجامعات زي موحد يميزهم عن الاخرين باعتبارهم الشريحة المثقفة الواعية في المجتمع ومن اجل منح الحرم الجامعي قدسيته وهيبته كونه صرحا علميا كبيرا وراقيا فلابد من تطبيقه.

وخلافا لذلك ترى الطالبة (زينة مهدي) كلية التربية/ حاسبات (الروتين اليومي ممل جدا وهناك من لا يفضله ولا يجب ان يفرض على الطلبة الالتزام بالزي الموحد وتضيف: لقد سئمنا القرارات التي قد اثرت على وضعنا النفسي وجلعتنا نعيش المخاوف والانصياع لامور تفرض علينا فرضا ويطلب منا الالتزام بها كرها لا مستحيا.. وارى من الافضل ان تسود حرية الاختيار في جامعاتنا .

ـوهل الحرية والديمقراطية التي صدرت الينا جعلتك ترفضين الالتزام بالزي الموحد؟

ـ كلا انا ارفض الزي الموحد قطعا وانما ان يكون اختياريا لمن يريد ان يرتديه اولا يرتديه اي ان يكون الطالب غير مجبر عليه مع الالتزام به حسب رغبته.. وعن الدوافع والاسباب التي جعلت زينة تقول ان يكون خياري لا اجباري هي ان يشعر الطالب بالفرق ما بين الاعدادية والكلية فعندما كنا في الاعدادية فرض علينا فرضا ونحن على امل ان نخوض في بحر الحرية في الاجواء الجامعية الا اننا سرعان ما وجدنا انفسنا قد سلبت حريتنا من حيث الاختيار للزي الذي نرغب فيه وارى ان هذا الروتين ممل وقاس بالنسبة لي ولبعض الطلبة .

اما الطالبة (مروة صلاح) كلية التربية تقول: الزي الموحد مفضل جدا فانه يميز الطالب عن غيره كونه طالب علم وليس (عارض ازياء) حيث يجب ان تؤخذ الالوان بعين الاعتبار فالقميص لونه ابيض هذا اكيد يبقى ثابتا اما التنورة فتكون اما ذات لون مقارب للرصاصي ان لم يكن رصاصيا كما مؤكد او لون نيلي او اسود وما شابه للتحفظ ويعتمد ذلك على ذوق الطالبة وحسن اختيارها ولا احبذ ان يلبسن الطالبات البنطلون لكي يتميزن عن زملائهن الطلاب وانا مع الزي الموحد دائما لكونه يقلل الفوارق الطبقية بين الطلبة ويجعل الدوام اكثر خصوصية.. وهناك طالبة اخرى من كلية اللغات توافق رأي زميلتها في ارتداء الزي الموحد وجوبا والزاما وفقا للاسباب التي اوضحتها لكنها تختلف معها في مسألة ارتداء البنطلون لاعتباره حالة اعتيادية وهي تحبذ ان يكون ضمن الزي الموحد بالوانه المقررة ومع هذا توجهت صحيفتنا الى الجامعة المستنصرية لتأخذ اراء البعض من طلبتها فكان رأي الطالبة (نورة سعد) كلية الادارة رأيا مؤيدا للزي الموحد حيث تقول ان فكرة الزي الموحد من الناحية النظرية جيدة جدا ولكن يبقى حصر الطالب ما بين الاسود والرصاصي يجعله متمردا على ارتداء هذه الالوان الداكنة اما الطالب (ياسين احمد) قسم الحاسبات يقول.. ان الغريب فعلا هو عدم اخذ رأي الطالب بخصوص الالوان المقررة علينا وما هي الالوان التي يفضلها الطالب فهناك من لا يرغب بالالوان الغامقة!! اما الطالب (علي محسن) التربية الرياضية يقول: انا ضد فكرة الزي الموحد اطلاقا لانه يقيدني جدا ولا استطيع ان ارى نفسي يوميا محصورا بنفس الملابس والالوان فنحن نحب الحياة والحياة عبارة عن بستان يضم كل الالوان فلا نريد ان تكون الدنيا رصاصية او سوداء .

ورغم تباين الاراء واختلاف وجهات النظر حول موضوع ارتداء الزي الموحد.. تبقى للزي الموحد خصوصية الرقي والتقدم هذا ما اوضحه المغزى السامي من خلال نقطة مهمة جدا تم تجاهلها من قبل اغلب الطلبة وهي ان التمييز العلمي والمجهود الحقيقي للطالب يكون بعيدا عن القشرة الخارجية والالوان والموديلات وهي التي تمثل الهدف الامثل والاسمى الذي يجب ان ينصب اهتمام الطالب عليه الا اننا وجدنا في الوقت نفسه ان الزي الموحد باختلاف الوانه هو الذي يمثل الحياة الجامعية وهوية الطالب المثقف اذ ان الهدف السليم هو العلم وليس عرض الازياء.