يبدو أن الشاذ جنسياً ابن تيمية قد تحول إلى نبي جديد للطائفة السنية بدل النبي محمد. ويبدو أن غربة الدين الإسلامي تتحقق بسبب دخول الشواذ والمرضى النفسيين والمجرمين على خطوط الفتوى والدين وتحولهم هم إلى أسس بدلاً من النبي والقيم الأصيلة يلعبون بالدين كيفما شاءوا.
عايض قرني أحد الأمثلة للشذوذ الذي يلحق بالطائفة السنية. ويبدو أن لفتوى أطلقها تبيح كشف وجه المرأة يخالف فيها تعليمات فتوائية سابقة له قد اسقطته أخيراً في مستنقع "التقية" التي يعيب من خلالها أهل السنة من يسمونهم بالروافض. ترى أحدهم مثل البندول والزنبرك ...يميل كيفما مالت الريح، وكيفما تبدل الضغط واتجاهه. إنهم القامشون كما وصفهم الإمام علي عليه السلام. ترى ماذا يختلف الصبي عايض عن الشاذ ابن تيمية وماذا يختلف الضارط عن أرضاوي وكفتارو عن إلهي ظهير ؟ أليسوا هم من ملة واحدة ومتخرجين من مدرسة واحدة
تقرير يشرح وضع عايض...عايض قرني أحد أهم مشايخ التكفير والإرهاب الطائفي...قبل أن يتحول إلى رافضي ...لكن من نوع جديد...رافضي سني ذي علامة فارقة.
عائض القرني ينطوي بعد ربع قرن من العمل الإسلامي
داعية سعودي شهير يلزم بيته ألماً وإحباطاً
سلطان القحطاني من الرياض: منذ تراجعه الشهير عن إحدى فتاواه التي ظهرت في فيلم وثائقي للسينمائية السعودية هيفاء المنصور، لم يعد الداعية السعودي عائض القرني، ذلك الاسم ذو الرنّة الفائقة، يحظى بنصيب كبير من كعكة الجماهيرية في الأوساط الدينية السعودية، رغم أنه كان أحد الدعاة البارزين على الساحة الداخليّة لأكثر من ربع قرن، خاض خلاله معارك ومواجهات طاحنة مع خصومه دون أن تبتلّ ملابسه أو معنوياته.
لكن الأمر اختلف كلياً خلال الأسبوعين الفائتين إثر نشر الداعية الشيخ القرني قصيدة تعبّر عن معاناة نفسيّة بعدما جاوز الأربعين عُمراً، ويعلن فيها أنه قد حل له الآن هجر الجميع، وسيؤثر الصمت ويلزم بيته بعد أن ناله ما ناله من التجريح والأذى من أشخاص كانت تربطه بهم وشائج وثقى لا انفصام لها. وهو تعبير لا يخفى على المراقبين المخضرمين أنه قصد به رجال الدين السعوديين الذين أنبوه على فتواه السينمائية تلك، وأجبروه بضغوطهم على التراجع عنها.
وكان الشيخ عائض القرني قد حل ضيفاً في الفيلم الوثائقي "نساء بلا ظل" الذي أخرجته السينمائية السعودية المنصور، وتحدث فيه مجيزاً كشف المرأة وجهها، ما جعل المنصور تستحضر فتوى قديمة للشيخ يظهرُ فيها برأي مغاير تماماً لما قاله ويشنُّ هجوم على المرأة التي تكشف وجهها، مما أبرز إلى العلن تناقضاً في مواقف الداعية السعودي البارز.
وأدى هذا الموقف إلى هبوط اسم الشيخ عائض القرني في بورصة رجال الدين الإسلاميين محققاً خسائر كبيرة، علما أن مفتي الدولة السعودية ووزير الشؤون الإسلامية ودعاة إسلاميين بارزين هاتفوه مطالبين بالتراجع العلني عن فتواه، وهو ما حدث أخيراً من خلال إصداره بياناً قال فيه أنه عاد إلى الحق بعدما أشبع الموضوع تمحيصاً وتدقيقاً واستشارةً، وبرر ما قاله بأن "المناسبة والمقام اقتضيا قول ما سبق" باعتبار أن الفيلم كان موجهاً إلى الغرب.
إلا أن هذا التراجع لم يشفع له من السهام الإسلاميّة المتشددة التي طالته، معتبرةً أن ما قام به يعتبر نوعاً من الردّة، في حملةٍ شرسة لم تهدأ وتيرتها حتى أثارت حفيظة الشيخ، فبادر بإعلان ألمه عبر قصيدة نشرها ملحق "الرسالة" التابع لصحيفة "المدينة" السعودية يوم الجمعة الفائت، وإعلان الصحيفة ذاتها أن الشيخ القرني يزمع كتابة مقال الأسبوع المقبل يبيّن فيه أسباب اتخاذه قراره الاعتزال وهجر الناس بعدما تضايق من كثرة المعاتبات التي وصلته من "أخوته الدعاة".
وحاولت "إيلاف" الإتصال بالشيخ عائض القرني لاستيضاحه موقفه إلا أن هاتفه كان مغلقاً حتى كتابة هذه الأسطر.
قصيدة "القرار الأخير"
والقصيدة جاوزت الخمسين بيتاً، بدأها الشيخ القرني بالحنين إلى مسقط رأسه في محافظة "بلقرن" جنوب السعودية،حيثُ الغيمُ الذي يسقي المعاطف والبرق الذي يُشعل المغاني، راوياً سيرة طفولة امتزجت بحقول الريحان التي تنتشر ملء النظر في قريته، ومشيراً إلى أنه مصابٌ بجرح الحنين الذي لا يندمل تجاه مرابع الطفولة والقرية التي شهدت أوائل سنيّ عمره.
ويستحضر القرني سيرة الأمكنة والطقوس مطلقاً تنهيدته على تلك القهوة السمراء التي كان يشربها في غرفة طينية أرضيتها منسوجة بحصير النخيل،في البيت الطينيّ الرابض أمام الغدير النحيل، والذي تآلفت فيه أذنيه مع خرير المياه وصوت الحمام، في وقتٍ كانت فيه قلوب الأصدقاء طاهرةُ أنقى من الماء الزلال لم تتبدل في دهاليز الحياة وثورة المال التي لا تهدأ.
ويبدأ الألم في القصيدة بعد أن يتطرق إلى الأرق الذي بات يخلّفه المال لصاحبه، وكذلك هموم الأبناء المؤذية، إلى التفسير التآمري – عبر التوريّة - الذي يُطلقه عليه معادوه حين يتحدث بآيات من القرآن، أو حين يلبس البشت، أو حتّى إلى الحديث، مشيراً إلى كم كبير من السباب الذي ناله حين يتحدث إلى الهاتف مع أشخاص كان يعتبرهم من المحبين،أو تلك الرسائل النصيّة الحارقة التي تأتيه على الهاتف المحمول
وتجعله كمن يُشوى على سعير متقد.
وبعد سرد عريض لكمٍ كبير من "الرزايا" التي تُثقل صدر الشيخ، أشار إلى أنه قد حل له الآن أن يهجر الجميع، معتبراً أن في لزوم بيته مواساة له، ليقوم بلثم الكتب الصفراء واتخاذه لها صديقاً وقريباً يتبادلان الحديث والشكوى، ومقدماً الشكر الجزيل لأعدائه الذين أبكوه بلذع سياطهم، ولم يبق له الآن سوى رفيقه الوحيد في البيت:الكتاب.
القرني في سيرة موجزة
والداعية الإسلامي الشيخ عائض القرني من مواليد بلاد بالقرن كما تقول سيرته الذاتيّة التي تبثها مواقع إسلاميّة عدة. ولد عام 1379هـ ، ودرس الابتدائية في مدرسة آل سلمان، ثم درس المتوسطة في المعهد العلمي بالرياض، ودرس الثانوية في المعهد العلمي بمدينة أبها جنوب السعودية، وتخرج من كلية أصول الدين من المدينة ذاتها.
وحضر الماجستير في رسالة بعنوان: (كتاب البدعة وأثرها في الدراية والرواية). ثم حضر الدكتوراه في (تحقيق المُفهِم على مختصر صحيح مسلم). وكان إمام وخطيب جامع أبي بكر الصديق بمدينة أبها.وحقق آخر كتبه "لا تحزن" مبيعات جاوزت المليون نسخة كما أشار إحصائية رسميّة الشهر الفائت.
و نما أسم القرني رفقة رجال دين سعوديين آخرين في بداية التسعينات حين كانت حركة الصحوة الدينيّة في أوج قوتها على الساحة السعودية الداخليّة،وكان شيوخ الصحوة السعوديون حينذاك يمتلكون رصيداً شعبياً جارفاً استثمروه في إقصاء كل التيارات المخالفة كونهم يسيطرون على العديد من المنابع الرسميّة ذات الصلة بالجمهور في المملكة المحافظة.