معهد المؤسسة الأميركية American Enterprise Institute في واشنطن مركز مهم من مراكز الدراسات الإستراتيجية التي تمد الإدارة الأميركية بتقارير هامة تدخل في صناعة القرار الأميركي وتوجهاته. وهذا المعهد كان أحد المحاور التي ركز عليها علاوي في حملة اللوبي التي مارسها في واشنطن قبل أن يتم اختياره لرئاسة الوزراء. مايكل روبن خبير في الشؤون العرقية في المعهد ومن المتابعين للوضع في العراق. هذا مقال نشره قبل الإستفتاء، ورغم التحفظ على كثير مما ورد في المقال، إلا أنه يثبت أموراً هامة عن نظرة المحللين والخبراء السياسيين في واشنطن والمقربين من مواقع صناعة القرار في الإدارة الأميركية إلى البعثي علاوي وتحركاته المضخمة أكثر من اللازم.
عدو الخير
مقالة نشرتها صحيفة Correspondence لمايكل روبين الباحث المقيم في معهد المؤسسة الأميركية للدراسات الإستراتيجية في واشنطن في 5/9/2005
إن إدارة بوش الحكومة الأميركية قد اعطت وصفاً لاياد علاوي قبل أن يكون رئيساً للوزراء على أنه بطل الليرالية في العراق وقد أعطوه حجماً مضخماً على أنه الشخص الذي تعقد عليه الآمال. لكن التقارير التي وضعها مسؤولو السفارة في بغداد وخبراء مجلس الأمن القومي وصفت الحقيقة للبيت الأبيض بشكل آخر، وكان مفاد هذه التقارير يوضح أن علاوي لا يمكن إعتباره عراباً للعلمانية في العراق.
من خلال معيشتي خارج المنطقة الخضراء ومتابعتي للأمور فإنني أستطيع أن اقول أن هنالك العديد من الإتهامات التي لا يمكن أن نقول أنها لا تستند على دليل من قبل العراقيين ضد علاوي، وتختص الإتهامات من بين أمور أخرى على أن اياد علاوي رجل فاسد.
هنالك ايضاً عدم رضا واضح من قبل الشيعة والأكراد فيما يخص جعل علاوي فكرة إعادة تأهيل البعثيين السابقين في الحياة السياسية العراقية أمراً مركزياً في تحركه السياسي. بل ويصل عدم الرضا إلى السنة العرب العراقيين أيضاً حيث يشكو كثيرون من هذه الفئة أن علاوي فشل فشلاً ذريعاً في تحقيق وعوده المتعلقة بقيادة قوية وأمن مستتب. وهذا هو الأساس في تشخيصي لحالة الليبرالية في العراق. علاوي لا يمتلك فرصة الفوز، وأنا مندهش من وضع كل البيض الذي نملكه في سلة واحدة. علاوي يتحدث عن أمور صحيحة لكنه لا يمتلك اية أرضية تاريخية تثبت أنه سيقوم بتحقيق ما يقوله.
إن قائمة الإئتلاف العراقي الموحد المدعومة من آية الله علي السيستاني، تحتوي كما هي القوائم الأخرى على خليط غير متجانس من طيف من إسلاميين وبعضهم يحملون أفكاراً ليبرالية.
إن السياسة هي فن الممكن، وبما أن طريق الليبرالية العراقية لن يستطيع أن يشقه العلماني علاوي كما أن الأكراد لا يستطيعون حمل مسؤولية الليرالية في العراق لأنهم قوى ذات تركيز مناطقي أكثر من أن يكونوا ذات تركيز وطني.
إن الأمل الوحيد لليبرالية في العراق هو تحقيق إنتصار للقوى الليبرالية التي تدور في الأفق الإسلامي الذي يحظى بدعم السيستاني.