[align=center]
( 8 )
يُعلـن الكاتب ( شلش العراقي ) ، عن تذمـّره ، من زيارة الناقد ( فاضل ثامر ) ، بعد أن أصبح رئيساً لإتحاد الكتاب والأدباء العراقيين ، للدكتور الجعفري ، رغم أنّها كانت زيارة مجاملة عادية ، لصديق ، وإنسان مناضل ، وطبيب أديب ، شغلته السياسة ، وهموم شعبه ووطنه ، عن الشعر والأدب . عرفه الكثير من العراقيين في المهجر ، بدماثة الخلق ، وحلاوة المعشر ، وعمق الثقافة ، وصدق الإنتماء ، قبل أن يُنتخب كرئيس للحكومة ، بعد أول إنتخابات شرعية تجري في العراق .
كانت زيارة بسيطة ، ليس فيها تكلّف أو رياء أو تملّق أو خضوع ، أو طقوس رسمية مفتعلة ومقيتة ، مثل تلك التي كانت تخدشُ أعيننا ، وتلوّث أحاسيسنا ، أيّام الدكتاتور المقبور ، الذي أرادَ ، أن يجعـل كلَ شيء في العراق المعذّب ، يسبّح بحمده ، ويتبرّك بأنفاسـه ، ويتغنّى بشمائله وخوارقه ، ويرقص على أنغام كراماته ومكرماته ، ويطبّل لحروبه وغزواته العبثية ، ويهتف بالموت والعار لأعدائه ، وحسـّاده ، ويذرف الدموع على زعله ، وكوابيسـه ، وألم أسنانه .. !.
هل أخطأ ( فاضل ثامر ) ، ذلك الناقد الجميل ، حقاً ، بذهابه إلى السيد الجعفري ، الذي يدعوه ( شلش العراقي ) ، بتهكـم ، بـ ( السياسي المـلا ) و ( المنظر الجديد للحياة العراقية ) .. ؟
وما هو وجه الخطأ ، والكارثة ، و ( المهزلة ) ، في تقديمه ( هوية اتحاد الكتاب شاكرا إياه , على الرعاية والدعم الكبيرين الذين يلقاهما الاتحاد من لدن سيادته . واستمع ومعيته الى محاضرة طويلة عريضة ! , عن اهمية دور الادب والادباء في حياة الشعوب .. ! ) .. على حد تعبير شلش ؟
ولماذا كل هذه الفزعة ، وهذا التهويل ، والتباكي من ( شلش العراقي ) على ( هزيمة المثقف المزمنة ) أمام ( جبروت الجعفري ) ، و ( دور المثقف اذا ذهب يزحف على ركبتيه لشراء رضى نصف السياسي ! ) .. ؟!.
وهل أراد الناقد اليساري ( فاضل ثامر ) و ( وأركان حكمه الثقافي ) ، من خلال هذه الزيارة القصيرة ، حقا ، ( الاختباء تحت عباءة السياسي ( الملا ) ) ، و الإنتقاص من ( رفعة المثقف ودوره النقدي في الحياة ) ، و ( الحصول على دعم مادي للانشطة والبرامج الثقافية ) ، التي هي ( في اغلبها تافهة وهزيلة ! ) .. كما يقول شلش ؟!.
وهل يستحق ( فاضل ثامر ) من ( شلش العراقي ) ، هذه الكلمات الجارحة ، التي تنمّ عن صفاقة قائلها ، لمجرّد أنّه ذهب في زيارة عادية ، لسياسي عراقي شريف ، وليس لطاغية حقير مثل صدام ، ومن على شاكلته : ( لعن الله المثقفين , يتزاحمون عند ابواب السلاطين ! ويتباكون على الديمقراطية , اهنتمونا اهانكم الله وطيح حظ كل من يطرق أبواب السلاطين باسم الثقافة والمثقفين .. ) .. ؟
المشكلة ، كما أتصوّر ، ليس في زيارة الأستاذ ( فاضل ثامر ) ، وأعضاء الإتحاد ، للدكتور الجعفري ، بل في تلك العقدة المزمنة ، التي تعشعش في عقل ( شلش ) ووجدانه ، التي تقوده دائما ، إلى ممارسة لعبته ، في تلطيخ وتسقيط الآخرين ، وعلى وجه الخصوص منهم ، المتدينين ، ومن ينتم للتيارات والأحزاب الإسلامية ، دون النظر بموضوعية ، وتجرّد ، إلى مواقفهم الوطنية المشرّفة ، ومعاناتهم ، وعذاباتهم ، وتضحياتهم ، بسبب مقارعتهم للدكتاتورية والقهر .. إبان حكم النظام البعثي الشمولي الساقط ..
ودون النظر إلى دخولهم ، بجرأة ، في العملية السياسية ، وإيمانهم بالديمقراطية والتعددية ، ورفضهم للتسلط والهيمنة والطائفية ، وتصدّيهم لقوى الإرهاب والجريمة ..
مايؤرق ( شلش العراقي ) ، فقط ، هو أنّ يضع هؤلاء الإسلاميين ( الشيعة ) على طاولة التشريح ، أن يجلدهم بنكاته اللاذعة ، وأن يسخر منهم ، وأن يمارس متعته في الإنتقاص منهم ، وتلويث سمعتهم وتاريخهم ، كما رأينا سابقا ، في عضـّه ونهشـه ، لبيت الحكيم ، وتيار المجلس الأعلى ، وغيرهم .
( يتبـع .. )
[/align]