 |
-
الجزيرة تلوذ بالسيد فضل الله زورا و بهتانا
قامت قناة الجزيرة اليوم بعض لقاء مع سماحة السيد فضل الله عبر برنامج حوار مفتوح و كانت تريد ان تظهر ان لا مشكله عندها بخصوص ما قام به مقدم الاتجاه المعاكس و تهجمه على المرجعية .
فماذا فعلت الجزيرة و كيف زورت هذا الموقف الجديد و استهدفت واحد من اثنين في عملها هذا اما ان تكون نزية و تحترم كل الاتجاهات كما تتدعي او الهدف الثاني زرع الشك و بذور الفتنه الشيعية الشيعية من خلال اظهار سماحة السيد انه لا يبالي بما جرى و انه يظهر على هذه القناة الحيادة و الـــخ .
الموضوع باختصار بعد متابعة الامر و الاتصال تبين ان سماحة السيد كان موجود في سوريا في ندوة السبت التي اعتاد على اقامتها هناك منذ سنين و ان البرنامج كان مسجل قبل ايام و تم عرضة اليوم و كان الامر طبيعي و تم الاتصال بمكت لبنان و اكد ان السيد في ندوة السبت في سوريا الان .
لهذا ارجو الانتباه لهذه المحاولة الدنية من الجزيرة
منبع الطيب
-
يا أخي الكريم السيد فضل الله أصدر بيان قبل شهر تقريباً ايد الجزيرة فيه بشكل غير مسبوق ودعمها بدون أي تحفظ أو شروط بل ومشجعاً لسياستها فيما أسماه متابعة رسالتها في كشف مخاطر السياسة الخارجية الأمريكية. والبيان تجده في موقعه الرسمي بينات. كنا نتمنى من السيد أن يصدر بيان يوازن فيه موقفه ويوجه انتقاده الى الجزيرة ألا تسيئ إلى الشيعة في العراق ورموزهم في هذه المرحلة وخاصة تلك الأخيرة. السيد يخسر كثيراً من مواقعه في العراق جراء مواقفه.
دعا إلى إجراء محاكمة عالمية للرئيس الأمريكي على خلفية عزمه قصف "الجزيرة"
فضل الله: بوش وإدارته يمثّلان خطراً على السلام العالمي
أصدر سماحة العلامة المرجع، السيد محمد حسين فضل الله، بياناً حول الوثيقة التي نشرتها صحيفة "الدايلي ميرور" البريطانية عن عزم الرئيس الأمريكي "بوش" قصف قناة "الجزيرة" القطرية بسبب تغطيتها لحربه على العراق، جاء فيه:
إن الوثيقة التي نشرتها "الدايلي ميرور" الانكليزية حول عزم الرئيس الأمريكي سابقاً على قصف قناة "الجزيرة" القطرية، تمثّل عيّنة حيّة من عيّنات الموقف الأمريكي الحقيقي من مسألة حرية الصحافة، وهي إدانة دامغة لبوش وفضيحة أخرى تضاف إلى فضائح هذه الإدارة التي لا تعرف إلا لغة القوة، ولا تملك مواجهة الحقيقة إلا بالإرهاب والقتل والدمار.
أضاف سماحته: إن ذلك لا يشير فقط إلى ضيق أفق الرئيس بوش وإدارته حيال الإعلام الحر والملتزم، بل يكشف أيضاً عن زيف ادّعاءاته حول سعيه لنشر الديمقراطية والحرية في المنطقة وعن موقفه الحقيقي من حرية الصحافة، وخصوصاً إذا كانت هذه الصحافة تنتمي إلى موقع إسلامي أو عربي أو إذا كانت تسعى لتظهير المواقف والأحداث كما هي.
وتابع: إننا أمام هذه الواقعة بكل ما تحمل من دلالات خطيرة وما تكشف من حقائق، أبرزها بأن قصف القوات الأمريكية الغازية لمكتبي "الجزيرة" في "كابول" و"بغداد" كان متعمداً، لا بل كان إرهاباً مباشراً جرى عن سابق تصوّر وتصميم. نتساءل، إلى متى يسكت ما يسمى "العالم الحر" عن كل هذه الارتكابات وهذه الوحشية، وعن كل هذه الجرائم التي هي جرائم ضد الإنسانية، وعن كل هذه الوثائق التي تدين الإدارة الأمريكية إدانةً حاسمة، وتؤكد بأنها تمثل الكارثة الكبرى على مستقبل السلام والحرية والعدل في العالم، هذا في الوقت الذي تقدم أمريكا ـ بوش نفسها بأنها قائدة للعالم، وهي تمارس أكبر عملية تعدي واعتداء على القانون الدولي، ولا تكف عن المطالبة بمحاكمة الدول الخارجة عن طاعتها.
إننا ندعو كل الغيارى في العالم، وكل الأصوات الحكيمة في الغرب وفي الاتحاد الأوروبي على وجه الخصوص والجهات الحقوقية والمعنية في الغرب إلى التحرك السريع للمطالبة بمحاكمة الرئيس الأمريكي محاكمة عالمية ما يمثله من خطر على البشرية وعلى العلاقات بين الغرب والعالم الإسلامي، وعلى هؤلاء بيان عدم أهلية الرئيس الأمريكي في الحكم وإبراز خطورته على الإنسانية، كما ندعو الشعب الأمريكي الذي يتظاهر في هذه الأيام ضد بوش ويؤكد فشله في استطلاعات الرأي إلى مضاعفة حركته السياسية والإعلامية والشعبية وعبر المؤسسات الأمريكية لإسقاط هذا الرئيس الذي يمثل، إلى جانب إدارته، كارثة على أمريكا والعالم.
ونريد للإعلام الحر سواء أكان غربياً أم شرقياً، عربياً أم إسلامياً، أن يتابع رسالته في كشف مخاطر السياسة الخارجية الأمريكية وفي فضح الجرائم الأمريكية، التي تتوالى وتتتابع ضد العرب والمسلمين بخاصة وضد الشعوب المستضعفة بعامة.
مكتب سماحة المرجع آية الله العظمى السيد محمد حسين فضل الله
بيروت 24 شـوّال 1426هـ / الموافق 26 تشرين الثاني 2005م
http://arabic.bayynat.org.lb/nachata...sh26112005.htm
-
سواء كان تسجيل أم مباشر .. الجزيرة قناة هي الأولى من حيث عدد المشاهدين في العالم العربي .. والسيد فضل الله مرجع ديني وسياسي تذهب الجزيرة وغير الجزيرة له لاجراء حوار كما يذهب اليه كبار الشخصيات في العالم وأصغرها للقائه وسؤاله وحواره ...
أما قضية الجزيرة والاساءة للمرجعية فهذه مسألة اعلامية لا أكثر ولا أقل .. وأريد منها الشحن الطائفي في وقت حرج .. وكلنا سمعنا أشد من هذه الاساءات للمرجعية وبعض رموز المسلمين والعراقيين من على الجزيرة ولم يتحدث أحد .. ولا أعتقد أن هناك اساءات أقوى من اساءات العام الماضي وقبل ذلك من على الجزيرة وعلى لسان المرادي والفيصل بوصف الشهيد مهدي الحكيم بأنه اسرائيلي والاساءات الى آل الحكيم قاطبة وكل علماء الشيعة ..
لا تحولوا القضية الى أكثر مما تستحق ...
ومع أنه لا يعجبكم أقول أرى ان الجزيرة لا تختلف كثيرا عن العربية بل الجزيرة أفضل بكثير من الشرقية العراقية والبغدادية وفضائيات أخرى ..
ثم موضوع الحلقة في الحوار المفتوح كانت حول لبنان باستثناء دقائق أخيرة حول العراق والانتخابات العراقية وأرى أن السيد قدم أفضل تحليلا واقعيا للواقع في العراق ..
لو تأملنا كثيرا فيما قاله السيد فضل الله حول المسائل المهمة التي تطرق لها في كل الحوار لوجدنا مدى امتلاكه للنظرة الثاقبة .
يبدو أن السيد سهل مختص في هذه الشبكة بمحاولات التصيد بالماء العكر ضد السيد فضل الله ... وتتصور بنقلك البيان أن تؤلب على السيد بينما كل ما قاله السيد في البيان حق يُراد به حق (فيما يتعلق بسياسة أمريكا) , وهذه الاحتقانات الطائفية السخيفة والحقيرة في نفس الوقت التي تعصف بالعراق والمنطقة ماهي الا مخطط أمريكي وبريطاني مخطط له من سنوات طويلة قبل احتلال العراق . ولا وجود لأمريكا في العراق بغير هذا التقسيم الطائفي وتعمل أمريكا جاهدة على خلق الأزمات , وها نحن نرى أنه مع كل أزمة لا نجد مستفيدا غير أمريكا .. والأهم من ذلك كلها استطاعت أمريكا بهذه الطريقة صرف الانظار عنها وعن أفعالها الى التوجه الى الطائفية والمحاصصات والتفجيرات على أساس الهوية .. ولنتصور مدى نجاح أمريكا بهذه الطريقة بحيث تناسى العالم وخاصة العراقيين جرائم أمريكا بالمعتقلين العراقيين وفيهم من هم طلاب حوزة وينتمون للتيار الصدري .. فضلا عن فضائح أبي غريب .. كيف صارت أمريكا حامية حقوق الانسان وضد تعذيب العراقيين (السنة حسب تسميتها) في سجن الجادرية التابع لوزارة الداخلية (الطائفية على حد تعبير أمريكا بالاشارة مرات الى وزير الداخلية بهذا الوصف ) ..
نحن بحاجة الى مراجعة الكثير من الأمور ولنتوقف عند هذا الحد من تنفيذ المخطط الامريكي دون أن نعلم , تماما كما يفعل غيرنا من المذهب الآخر !! ..
لقد كان وصف السيد الخميني رحمه الله بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر غير دقيق بالنسبة لهذه المرحلة , فإن أمريكا هي شياطين الانس والجن كلها .
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم
-
تخيلوا لو أن رسالة وصلت للفضائيات العربية والعراقية أن الشيعة عموماً بقياداتهم المختلفة لا يتعاطون معها إلا بشروط ومن أهمها عدم الإعتداء الطائفي ماذا سيحدث.
رأي أتمنى أن يفهمه كل القياديين الشيعة أن الذي يتعاطى معنا بهذا الأسلوب الإستهدافي يجب ألا يحصل منا على شيئ بالمجان وخاصة البيانات واللقاءات التي تستخدم في إستغلال دعائي تستفيد منه تلك القنوات. مقابلة مسؤول شيعي كبير أو عالم دين على مستوى فضل الله أو غيره يعني إعطاء دور إعلامي لهذه القناة أو تلك. أتصور أننا بحاجة إلى تفاهم وتنسيق أكبر بهذا الشأن.
أتصور أن السيد فضل الله وغيره من قياديي الواقع الشيعي لا يحتاجون هذه القنوات الإعلامية كي يطرحوا آرائهم من خلالها.
الولايات المتحدة هي شيطان الإنس والجن...ربما...، لكن ألا تتفق معي أخي العزيز الخزاعي أن هذه الفضائيات هي من نتاج شيطان الإنس والجن أيضاً وبالتالي ينبغي عدم دعمها حتى لا يستقوي شيطان الجن والإنس بها علينا!
أمر آخر مهم الطائفية موجودة، وتشتعل سنياً ضدنا، وسواء ألقينا باللوم على الشياطين كلها أم غيرها، فإن الأمر لا يغير من واقع الحال شيئاً. أن الإستهداف المعنوي والمادي مستمر ضدنا، بمساعدة أو بدون مساعدة من هذا أو ذاك. ولا أفهم بالضبط ماذا يراد مني هل أعلن للناس أنني بلا مذهب أو أنني تحولت إلى المذهب السني مثلاً كي أبطل المؤامرات الشيطانية؟
تحياتي
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
لم يطلب أحد منك أن تعلن أنك بدون مذهب ولم نتطرق الى المذهبية ... والمذهبية شيء والطائفية شيء آخر وشتان بينهما ... المذهبية دين والطائفية ليس من الدين بل عنصرية نتنة وبغيضة , وهي سمة التكفيريين .. أما عن دعوات التشرنق والتخندق على الذات قد تكون مقبولة لأي أقلية أو عرق في بلد ما ولا تنطبق علينا نحن الاكثرية في العراق .. الاستقطاب والشحن الطائفي أمر يضر بنا ولا ينفعنا قبل غيرنا من جانب ومن جانب آخر لا يحل مشكلة ابداً . ومن جانب ثالث يقوي الآخر عليك ويثير استعطاف الآخرين تجاهه باعتباره الأقلية التي تخضع لحكم أكثرية تدعو للطائفية .. وهذا هو ملخص المشروع الخبيث الذي يُراد للعراق والمنطقة الذي يخسر فيه الجميع دون استثناء وليس فيه رابح الا صاحب المشروع , وسنرى وترون ..
أما عن كون الجزيرة أمريكية أم لا , فهذا ما أستطيع التأكد منه ولكن مهما كان حتى لو قلنا أنها أمريكية فأن تتحدث من على شاشتها لا علاقة له بالموضوع والفكرة , والا فالقناة العراقية أمريكية حسب هذا المنطق ولا يختلف اثنان على ذلك !! .. والحديث من خلال هذه الفضائيات لا يعني ابدا دعمها , هي فضائيات لها مشاهدين مخالفين وموافقين , هي باختصار وسيلة اعلامية لا أكثر ولا أقل , نعم كل وسيلة لها أجندتها الخاصة التي لا علاقة لها بحديث المتحدث .. فالشرقية مثلاً بعثية وهي تظهر قادة الائتلاف يتحدثون فيها , فهل نعده دعما لها ولبعثيتها ؟ ! لا تقاس الأمور هكذا ..
نعم في مسألة الجزيرة يمكن القول والمطالبة من أشباه المتعلمين أن لا يلبوا طلب الجزيرة والتحدث فيها باسم العراق والعراقيين أو باسم الاسلام والاسلاميين , هذا أمر مهم .. والمتابع بشكل جيد لبرنامج فيصل القاسم يجد دقة اختياره لضيوف لا يمكن وصفهم الا بفريسة لتمرير أفكاره الصراخية .
على كل حال الشحن الطائفي والاستقطاب العرقي والطائفي وحتى السياسي في العراق لا يحل المشكلة بل يعقدها .. وأعتقد أن العراق الآن أحوج ما يكون الى استقرار سياسي يعتمد أساسا على تفريغ الشحن الطائفي والمؤدي الى استقرار أمني .. وفي غير هذا لا يوجد غير الحرب الأهلية وما يتبعها من انفصال والولوغ في دهاليز لا يعلمها الا الله ..
وللمزيد أقول لأصحاب هذا الرأي والمطبلين للانفصال بتوهم منهم انه الحل , أقول سيعيش الشيعة تطاحنا بعد الانفصال فيما بينهم وصراعا دمويا طويل المدى , وحتى السنة سيأخذون حصتهم فيما بينهم من هذا التطاحن والاقتتال .. القضية معقدة وصعبة وتحتاج الى روية وتأمل وتعالى على الصغائر .
إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم
-
تحياتي لك أخي الخزاعي
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخزاعي
لم يطلب أحد منك أن تعلن أنك بدون مذهب ولم نتطرق الى المذهبية ... والمذهبية شيء والطائفية شيء آخر وشتان بينهما ... المذهبية دين والطائفية ليس من الدين بل عنصرية نتنة وبغيضة , وهي سمة التكفيريين .. أما عن دعوات التشرنق والتخندق على الذات قد تكون مقبولة لأي أقلية أو عرق في بلد ما ولا تنطبق علينا نحن الاكثرية في العراق .. الاستقطاب والشحن الطائفي أمر يضر بنا ولا ينفعنا قبل غيرنا من جانب ومن جانب آخر لا يحل مشكلة ابداً . ومن جانب ثالث يقوي الآخر عليك ويثير استعطاف الآخرين تجاهه باعتباره الأقلية التي تخضع لحكم أكثرية تدعو للطائفية .. وهذا هو ملخص المشروع الخبيث الذي يُراد للعراق والمنطقة الذي يخسر فيه الجميع دون استثناء وليس فيه رابح الا صاحب المشروع , وسنرى وترون ..
أما عن كون الجزيرة أمريكية أم لا , فهذا ما أستطيع التأكد منه ولكن مهما كان حتى لو قلنا أنها أمريكية فأن تتحدث من على شاشتها لا علاقة له بالموضوع والفكرة , والا فالقناة العراقية أمريكية حسب هذا المنطق ولا يختلف اثنان على ذلك !! .. والحديث من خلال هذه الفضائيات لا يعني ابدا دعمها , هي فضائيات لها مشاهدين مخالفين وموافقين , هي باختصار وسيلة اعلامية لا أكثر ولا أقل , نعم كل وسيلة لها أجندتها الخاصة التي لا علاقة لها بحديث المتحدث .. فالشرقية مثلاً بعثية وهي تظهر قادة الائتلاف يتحدثون فيها , فهل نعده دعما لها ولبعثيتها ؟ ! لا تقاس الأمور هكذا ..
نعم في مسألة الجزيرة يمكن القول والمطالبة من أشباه المتعلمين أن لا يلبوا طلب الجزيرة والتحدث فيها باسم العراق والعراقيين أو باسم الاسلام والاسلاميين , هذا أمر مهم .. والمتابع بشكل جيد لبرنامج فيصل القاسم يجد دقة اختياره لضيوف لا يمكن وصفهم الا بفريسة لتمرير أفكاره الصراخية .
على كل حال الشحن الطائفي والاستقطاب العرقي والطائفي وحتى السياسي في العراق لا يحل المشكلة بل يعقدها .. وأعتقد أن العراق الآن أحوج ما يكون الى استقرار سياسي يعتمد أساسا على تفريغ الشحن الطائفي والمؤدي الى استقرار أمني .. وفي غير هذا لا يوجد غير الحرب الأهلية وما يتبعها من انفصال والولوغ في دهاليز لا يعلمها الا الله ..
وللمزيد أقول لأصحاب هذا الرأي والمطبلين للانفصال بتوهم منهم انه الحل , أقول سيعيش الشيعة تطاحنا بعد الانفصال فيما بينهم وصراعا دمويا طويل المدى , وحتى السنة سيأخذون حصتهم فيما بينهم من هذا التطاحن والاقتتال .. القضية معقدة وصعبة وتحتاج الى روية وتأمل وتعالى على الصغائر .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله
أخي العزيز الخزاعي
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي فوجئت جداً بقدرتك يا أخي في الاسلام العظيم و أنا أخوك من مذهب أهل السنة والجماعة أشعري ماتريدي من محبي السادة الصوفية
أقول فوجئت أخي بقدرتك على تجاوز جروح المرحلة والنظر إلى خلفيات الأمور والأحداث بوعي سياسي وديني كبير متعالياً بذلك على المشاعر الطائفية الجمعية التي ربما أتفهمها في ظل الحرب الضارية والمجنونة التي يشنها معتوه وهابي متطرف ومجرم ضد طائفة كبيرة من المسلمين وهي حرب تصب نتائجها المباشرة وربما البعيدة في صالح المشروع الأمريكي المعادي للأمة كلها بسنتها وشيعتها والذي ينجح حتى الآن في التلاعب بالطائفتين معاً في صورة تجعل الحليم حيران
أمام هذا الواقع البائس حيث نبدو لا سمح الله تعالى على أعتاب فتنة كبرى يحضر لها الغزاة ليس فقط انطلاقاً من العراق بل ومن لبنان حيث يعمل موظفو الوصاية الأمريكية في ذلك البلد على تحريض هادئ وتدريجي ومدروس وخبيث للطائفة السنية على شقيقتها الشيعية انتقاماً من نجاح المقاومة اللبنانية وهي شيعية في تكبيد إسرائيل أول هزيمة عسكرية مدوية وبدون أي ثمن سياسي
إنه العدو نفسه الذي يتظاهر بالعطف على الشيعة في العراق وعلى السنة في لبنان والهدف هو واحد في الحالتين وهو حرق الأمة بنار حرب طائفية تكون هي الكفيلة بتحطيم الأمة بدون أن يسقط للغزاة عدد كبير من الضحايا
هذا الوضع الخطير يتطلب وعياً عقلانياً كبيراً واستصحاب أصل الوحدة الاسلامية ويتطلب بالتأكيد الكثير الكثير الكثير من النقد الذاتي وعلى كلا الجبهتين معاً
أخي كانت الدنيا مظلمة في عيني بخصوص العلاقة السنية الشيعية ومستقبلها
لكن كلماتك الكبيرة في معناها والواسعة في أفقها أشعرتني بأمل عظيم
جزاك الله خيراً فقد أدخلت يا أخي السرور على قلب أخيك المسلم
وصلى الله وسلم على سيدنا محمد وعلى آله والحمد لله رب العالمين
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الخزاعي
سواء كان تسجيل أم مباشر .. الجزيرة قناة هي الأولى من حيث عدد المشاهدين في العالم العربي .. والسيد فضل الله مرجع ديني وسياسي تذهب الجزيرة وغير الجزيرة له لاجراء حوار كما يذهب اليه كبار الشخصيات في العالم وأصغرها للقائه وسؤاله وحواره ...
أما قضية الجزيرة والاساءة للمرجعية فهذه مسألة اعلامية لا أكثر ولا أقل .. وأريد منها الشحن الطائفي في وقت حرج .. وكلنا سمعنا أشد من هذه الاساءات للمرجعية وبعض رموز المسلمين والعراقيين من على الجزيرة ولم يتحدث أحد .. ولا أعتقد أن هناك اساءات أقوى من اساءات العام الماضي وقبل ذلك من على الجزيرة وعلى لسان المرادي والفيصل بوصف الشهيد مهدي الحكيم بأنه اسرائيلي والاساءات الى آل الحكيم قاطبة وكل علماء الشيعة ..
لا تحولوا القضية الى أكثر مما تستحق ...
ومع أنه لا يعجبكم أقول أرى ان الجزيرة لا تختلف كثيرا عن العربية بل الجزيرة أفضل بكثير من الشرقية العراقية والبغدادية وفضائيات أخرى ..
ثم موضوع الحلقة في الحوار المفتوح كانت حول لبنان باستثناء دقائق أخيرة حول العراق والانتخابات العراقية وأرى أن السيد قدم أفضل تحليلا واقعيا للواقع في العراق ..
لو تأملنا كثيرا فيما قاله السيد فضل الله حول المسائل المهمة التي تطرق لها في كل الحوار لوجدنا مدى امتلاكه للنظرة الثاقبة .
يبدو أن السيد سهل مختص في هذه الشبكة بمحاولات التصيد بالماء العكر ضد السيد فضل الله ... وتتصور بنقلك البيان أن تؤلب على السيد بينما كل ما قاله السيد في البيان حق يُراد به حق (فيما يتعلق بسياسة أمريكا) , وهذه الاحتقانات الطائفية السخيفة والحقيرة في نفس الوقت التي تعصف بالعراق والمنطقة ماهي الا مخطط أمريكي وبريطاني مخطط له من سنوات طويلة قبل احتلال العراق . ولا وجود لأمريكا في العراق بغير هذا التقسيم الطائفي وتعمل أمريكا جاهدة على خلق الأزمات , وها نحن نرى أنه مع كل أزمة لا نجد مستفيدا غير أمريكا .. والأهم من ذلك كلها استطاعت أمريكا بهذه الطريقة صرف الانظار عنها وعن أفعالها الى التوجه الى الطائفية والمحاصصات والتفجيرات على أساس الهوية .. ولنتصور مدى نجاح أمريكا بهذه الطريقة بحيث تناسى العالم وخاصة العراقيين جرائم أمريكا بالمعتقلين العراقيين وفيهم من هم طلاب حوزة وينتمون للتيار الصدري .. فضلا عن فضائح أبي غريب .. كيف صارت أمريكا حامية حقوق الانسان وضد تعذيب العراقيين (السنة حسب تسميتها) في سجن الجادرية التابع لوزارة الداخلية (الطائفية على حد تعبير أمريكا بالاشارة مرات الى وزير الداخلية بهذا الوصف ) ..
نحن بحاجة الى مراجعة الكثير من الأمور ولنتوقف عند هذا الحد من تنفيذ المخطط الامريكي دون أن نعلم , تماما كما يفعل غيرنا من المذهب الآخر !! ..
لقد كان وصف السيد الخميني رحمه الله بأن أمريكا هي الشيطان الأكبر غير دقيق بالنسبة لهذه المرحلة , فإن أمريكا هي شياطين الانس والجن كلها .
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله وصلى الله وسلم على رسول الله وعلى آله
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
أخي الخزاعي
تقول كلاماً يثلج صدري ويعبر عما يجول في نفسي وكثيرين من إخوتي المسلمين من شتى المذاهب
وأؤيدك تماماً في رفضك للاحتقانات الطائفية التي وصفتها بالسخافة والحقارة وهو الوصف الحقيقي المناسب لها
لطالما تساءلت وأنا السني ماهي المشكلة في أن يحكمني سني أو شيعي إن كان على نهج الجهاد والاباء الذي تفوق فيه السيد حسن نصر الله أو كان على شاكلة سيف الدولة الحمداني الشيعي الجعفري في حربه السجال مع العدو الحقيقي للأمة الاسلامية
بمناسبة الحديث عن سيف الدولة فأنا من حلب التي يشكل اسم سيف الدولة عنواناً لمجدها في مرحلة تاريخية ما يزال الحلبيون المثقون إلى الآن يتغنون بها
سؤال أتوجه به إلى الطائفيين من كلا الفئتين
ما الفرق بالنسبة إى المشروع الأمريكي الاسرائيلي بين الشيعي حسن نصر الله والسني خالد مشعل الذي لكم كبر في عيني عندما زار طهران أخيراً للاعراب عن تضامنه مع الأشقاء الايرانيين عقب الحملة الاعلامية التي تسبب بها كلام الرئيس نجاد حول اسرائيل ؟
هذا مع أنني شخصياً لم أشعر بكثير اعجاب بتصريحات نجاد ولكن ليس بسبب مذهب نجاد بل بسبب خوفي من نتائج غير مرغوبة لهذه التصريحات على المسلمين
-
المسألة ليست بهذه البساطة. إذ أننا عندما نسمع إدانة واضحة وصريحة وواضحة من القيادات السنية تدين وتمنع وتحرم أعمال القتل والإستئصال الطائفي التي مارستها القوى الطائفية السنية (وهذا ما يطالب به فضل الله ايضاً بلا جواب)..عندها نقول نعم هناك نوع من التفاهم يمكن أن يحدث. المسألة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تختزل بشخص يدعى خلايلة أو جنابي أو زوبعي.والمسألة لا يمكن ربطها فقط من خلال عقلية تؤمن بنظريات المؤامرة إلى درجة اليقين المطلق. المسألة تتعلق بوجود عقل جمعي ركب وثقف بشكل يتقرب إلى الله بتكفير الشيعي، بتصفيته، بإمتهانه بالقضاء عليه وعلى حرثه ونسله، عقل جمعي يؤمن أن السني هو المتفوق على الشيعي الأقل تفوقاً، هذه حقيقة توجد في كتب التاريخ والجغرافيا والفقه والأصول والجوامع ومراكز التثقيف الحزبي، وهذا شيئ لم يحصل فجأة حتى نقول عنه أنه حالة طارئة. إنه نتاج فكر ووجدان وثقافة متأصلة في الواقع السني في كل مكان، يتحول إلى قوى قتل وإرهاب حالما تتاح لهذه الأفكار الفرصة كي تقوم بتطبيق برامجها على أرض الواقع...برامج القتل الجماعي والترويع والتهجير والسرقة.
لم نسمع لحد الآن قيادة سنية واحدة أدانت بقوة الإستهداف الطائفي الإستئصالي الذي يمارسه الطائفيون ضد الشيعة في هذه الظروف. لا فتوى ولا قول ولا شيئ. لم يقل أحد من الطائفة تلك أن الذي حصل زمن البعث وأولاد العوجة كان خطأ، ولم يقل أحد أن صدام لا يمثل السنة. بل الذي حدث ويحدث العكس، هنالك تبن إجتماعي سني واضح للأطراف البعثية والطائفية السنية في عمليات إستئصالها وقتلها المروع.
جميلة هي عبارات الثناء، وسهل جداً رمي الأوساخ على الأجانب، ومن الجميل جداً تقبيل الشوارب واللحى. لكن الواقع شيئ آخر مختلف تماماً يمتلئ بمقابر جماعية، وعمائم تبرر هذه المقابر، وإغتصابات، وتكفير وسرقة وإمتهان لكرامة وعقائد الآخرين، وسط صمت سني جنائزي عن كل الذي يحدث.
المقابل لا يريد مني أن أكون طائفياً..إنني لست طائفياً، لكنني عندما أرى الطائفي في الجهة السنية يهلل لإنتصارات تقتل الأبرياء الشيعة في مساجدهم وأسواقهم، ويدعم هذه الغزوات بالمال والإعلام والفتاوى فإنني سأصبح طائفياً، نعم طائفي أدافع عن وجودي وعن مذهبي وعن مستقبلي.
عندما ينجح السنة في التخلص من طائفيتهم الإجرامية، وعندما تبرز قيادات سنية جديدة تحاسب تاريخها الحديث على الأقل، وتقر بالأخطاء التي ارتكبت، وبأنها تريد أن تتعايش مع الشيعة في وطن اساسه المساواة، وعندما يتقبل الأعظمي والفلوجي والمصلاوي أبناء الجنوب من السماوة والنجف والبصرة والناصرية وكربلاء عندها نقول أننا يمكن أن نتفاهم، أننا يمكن أن نتصالح، أننا يمكن أن لا نكون طائفيين.
بالمناسبة الطائفيون السنة لا يتوقفون عن إسداء الشكر إلى مقاومتهم النتنة لأنها تستهدف أبرياءنا، ولا يتوقفون عن الإشادة بمكارم صدام وأجهزته القمعية هذا عن المواقف فما بالكم بالأفعال التي تتعامل بأساليب عصابات الهاجانا الصهيونية والكتائب الصليبية.
إقرأالتقرير التالي واحكم بنفسك عن طبيعة طائفية السنة وأساليبها القذرة وهذا غيض من فيض. ولا تقل لي أن الذين يقومون بهذه الأفعال هم يهود أو صهاينة. الطائفية الإستئصالية هو فكر متأصل في المذهب السني وكي نبتعد عنها ويسود الحب والوئام وتحقيق اسطورة الوحدة الإسلامية ينبغي تطهير هذا الفكر من هذه اللوثة التي شرعها ابن تيمية وأزلامه. هذا ما توصلت إليه أخيراً. وأحياناً لا يصلح الأمور إلا الكي والكي هنا هو الإنفصال وبعد 10 سنوات بعد أن يراجع الطائفيون السنة حساباتهم سيكون لكل حادث حديث. لا تنسوا أن مسلمي قبرص لو لم يعلنوا انفصالهم لما وجدنا قبرصياً مسلماً اليوم هذه مفردة من مفردات تجارب الشعوب.
التقرير
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة العقيلي
المسألة ليست بهذه البساطة. إذ أننا عندما نسمع إدانة واضحة وصريحة وواضحة من القيادات السنية تدين وتمنع وتحرم أعمال القتل والإستئصال الطائفي التي مارستها القوى الطائفية السنية (وهذا ما يطالب به فضل الله ايضاً بلا جواب)..عندها نقول نعم هناك نوع من التفاهم يمكن أن يحدث. المسألة لا يمكن بأي حال من الأحوال أن تختزل بشخص يدعى خلايلة أو جنابي أو زوبعي.والمسألة لا يمكن ربطها فقط من خلال عقلية تؤمن بنظريات المؤامرة إلى درجة اليقين المطلق. المسألة تتعلق بوجود عقل جمعي ركب وثقف بشكل يتقرب إلى الله بتكفير الشيعي، بتصفيته، بإمتهانه بالقضاء عليه وعلى حرثه ونسله، عقل جمعي يؤمن أن السني هو المتفوق على الشيعي الأقل تفوقاً، هذه حقيقة توجد في كتب التاريخ والجغرافيا والفقه والأصول والجوامع ومراكز التثقيف الحزبي، وهذا شيئ لم يحصل فجأة حتى نقول عنه أنه حالة طارئة. إنه نتاج فكر ووجدان وثقافة متأصلة في الواقع السني في كل مكان، يتحول إلى قوى قتل وإرهاب حالما تتاح لهذه الأفكار الفرصة كي تقوم بتطبيق برامجها على أرض الواقع...برامج القتل الجماعي والترويع والتهجير والسرقة.
لم نسمع لحد الآن قيادة سنية واحدة أدانت بقوة الإستهداف الطائفي الإستئصالي الذي يمارسه الطائفيون ضد الشيعة في هذه الظروف. لا فتوى ولا قول ولا شيئ. لم يقل أحد من الطائفة تلك أن الذي حصل زمن البعث وأولاد العوجة كان خطأ، ولم يقل أحد أن صدام لا يمثل السنة. بل الذي حدث ويحدث العكس، هنالك تبن إجتماعي سني واضح للأطراف البعثية والطائفية السنية في عمليات إستئصالها وقتلها المروع.
جميلة هي عبارات الثناء، وسهل جداً رمي الأوساخ على الأجانب، ومن الجميل جداً تقبيل الشوارب واللحى. لكن الواقع شيئ آخر مختلف تماماً يمتلئ بمقابر جماعية، وعمائم تبرر هذه المقابر، وإغتصابات، وتكفير وسرقة وإمتهان لكرامة وعقائد الآخرين، وسط صمت سني جنائزي عن كل الذي يحدث.
المقابل لا يريد مني أن أكون طائفياً..إنني لست طائفياً، لكنني عندما أرى الطائفي في الجهة السنية يهلل لإنتصارات تقتل الأبرياء الشيعة في مساجدهم وأسواقهم، ويدعم هذه الغزوات بالمال والإعلام والفتاوى فإنني سأصبح طائفياً، نعم طائفي أدافع عن وجودي وعن مذهبي وعن مستقبلي.
عندما ينجح السنة في التخلص من طائفيتهم الإجرامية، وعندما تبرز قيادات سنية جديدة تحاسب تاريخها الحديث على الأقل، وتقر بالأخطاء التي ارتكبت، وبأنها تريد أن تتعايش مع الشيعة في وطن اساسه المساواة، وعندما يتقبل الأعظمي والفلوجي والمصلاوي أبناء الجنوب من السماوة والنجف والبصرة والناصرية وكربلاء عندها نقول أننا يمكن أن نتفاهم، أننا يمكن أن نتصالح، أننا يمكن أن لا نكون طائفيين.
بالمناسبة الطائفيون السنة لا يتوقفون عن إسداء الشكر إلى مقاومتهم النتنة لأنها تستهدف أبرياءنا، ولا يتوقفون عن الإشادة بمكارم صدام وأجهزته القمعية هذا عن المواقف فما بالكم بالأفعال التي تتعامل بأساليب عصابات الهاجانا الصهيونية والكتائب الصليبية.
إقرأالتقرير التالي واحكم بنفسك عن طبيعة طائفية السنة وأساليبها القذرة وهذا غيض من فيض. ولا تقل لي أن الذين يقومون بهذه الأفعال هم يهود أو صهاينة. الطائفية الإستئصالية هو فكر متأصل في المذهب السني وكي نبتعد عنها ويسود الحب والوئام وتحقيق اسطورة الوحدة الإسلامية ينبغي تطهير هذا الفكر من هذه اللوثة التي شرعها ابن تيمية وأزلامه. هذا ما توصلت إليه أخيراً. وأحياناً لا يصلح الأمور إلا الكي والكي هنا هو الإنفصال وبعد 10 سنوات بعد أن يراجع الطائفيون السنة حساباتهم سيكون لكل حادث حديث. لا تنسوا أن مسلمي قبرص لو لم يعلنوا انفصالهم لما وجدنا قبرصياً مسلماً اليوم هذه مفردة من مفردات تجارب الشعوب.
التقرير
أخي ربما كان من السهل علي أن أنضم إليك في حملة سباب وشتم ضد الوهابية وخط ابن تيمية بسبب تعاطفي المعلن مع الصوفية والأشاعرة والماتريدية بل ولائي المذهبي لهؤلاء
لكن مشكلتنا معكم
مع الصوت القادم من شيعة العرق بالذات هو هذه النزعة التعميمية المتعامية التي تحاول اختصار واختزال الطائفة السنية بكل تنوعاتها في الخط الوهابي ومن ثم مهاجم السنة كلهم بذريعة الوهابية
أخي لدي الكثير مما يمكن أن أقوله سلبياً عن الوهابية وربما أكثر منك
مشكلتكم هي أنكم لا تحاولون كسب أهل السنة في وجه الحملة الوهابية الاستءصالية التي نتفق على ادانتها بل تعملون بهذا الأسلوب الكلامي الضار على استعدائها أكثر فأكثر
الوهابية المتطرفة هي بصيغتها الزرقاوية على الأقل هي امتداد لخط المجرم الخارجي القديم نافع بن الأزرق و الزرقاويون اليوم هم امتداد للأزارقة القدماء وهؤلاء خوارج وهم خطر على أهل السنة قبل الشيعة
أخي بالنسبة لكم في العراق المشكلة من وجهة نظركم هي الاضطهاد السني وهذا ما يستثمره الأمريكيون تارة لاستخدام الطائفيين الشيعة ضد الطائفيين السنة مستفيدة من قضية المظلومية الشيعية وتارة تستخدم الطائفيين السنيين بحجة شفقتها على الأقلية المظلومة والتي تعاني من الخطر الايراني
لكن يا أخي إذا خرجت من نطاقك المحلي الضيق لاكتشفت أن أميركا تسستخدم الجميع ضد الجميع
انظر إلى لبنان حيث تعمل أميركا على تنمية التحسس السني مما يسمى باحتكار الشيعة للسلاح وتحاول تصوير السلاح الشيعي على أنه خطر على الطائفة السنية هناك
وتلعب على وتر العلاقة الجيدة جداً بين سوريا وحزب الله لتصوير الأمر على أنه مؤامرة شيعية يلعبها كل من ايران وحزب الله والحكم السوري المصنف مذهبياً ضمن الخط الشيعي بصورة أو بأخرى
إذاَ هناك عمل أمريكي حثيث ولكنه أيضاً خبيث جداً لتظهير الطائفة السنية في لبنان وربما لاحقاً في سوريا نفسها كطائفة مظلومة تعاني من تهديد تآمري شيعي
إنني سني ولكنني أرفض النظر إلى الشيعة على أنهم هم العدو والخطر
العدو والخطر هما أمريكا واسرائيل وليس حزب الله ولا ايران ولا الشيعة
وأميركا اليوم تصطاد في جميع المياه العكرة
فهي مع السنة في لبنان
وهي مع الشيعة في العراق
كلا بل هي مع الفتنة والطائفية في كل مكان وهي عدو السنة في سوريا ولبنان كما هي عدو الشيعة في العراق
أخي ربما ستجد في سوريا نفسها سنة قد يرددون كلامك نفسه عن الشيعة أو عن العلويين
ولكن أليس هناك من نهاية لهذا الجدل الخبيث والذي لن يفيد أحداً
أخي لقد وجدت كلام الخزاعي وهو شيعي جعفري أيضاً أكثر معقولية واقناعاً من كلامك
-
خطب الجمعة
الاستماع إلى الخطبة
خطبة الجمعة 30/01/1426 هـ الموافق 11/03/2005م
الفتنة هي الباب الذي يدخل منه العدو إلى ديار المسلمين
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، يا ربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناء عليك أنت كما أثنيت على نفسك. وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله وصفيه وخليله، خير نبي أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً. اللهم صلِّ وسلِّم وبارك على سيدنا محمد وعلى آل سيدنا محمد صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين. وأوصيكم – أيها المسلمون ونفسي المذنبة – بتقوى الله تعالى.
أما بعد، فيا عباد الله!
لا شك أن احتلال العدو المشترك لأرض إسلامية من أكبر المصائب التي تحيق بالمسلمين، ولكن هذه المصيبة لا يمكن أن تتسرب إلى أرض من بلاد الإسلام إلا من خلال بوابة واحدة لا ثاني لها، هذه البوابة هي الفتنة التي حذر منها رسول الله (ص). فمن خلال هذه البوابة يتسرب العدو إلى أرض المسلمين، ويبسط يده عليهم، ويغتصب حقوقهم.
وما هو المعنى الملخص للفتنة التي تحدث عنها رسول الله (ص) حديثاً ضافياً؟
هي تتلخص في عدوان المسلمين بعضهم على بعض، كل ما حدثنا عنه رسول الله (ص) من الفتن وأنواعها يتلخص في هذا الشيء، عدوان المسلمين بعضهم على بعض، وأحاديث الفتنة كثيرة جداً، وكلها يدور على هذا المعنى.
تأملوا مثلاً في قوله صلى الله عليه وآله وسلم، فيما يرويه الترمذي وابن ماجه بسند صحيح من حديث سعد بن أبي وقاص رضي الله تعالى عنه: أن رسول الله (ص) قال: ((لا تقوم الساعة حتى تقتلوا أئمتكم، وتعتلجوا بسيوفكم – أي تتقاتلوا أنتم المسلمين بأسلحتكم – ويرث دنياكم شراركم)).
انظروا إلى قول رسول الله (ص)، فيما يرويه الترمذي وأبو داود بسند صحيح، من حديث حذيفة بن اليمان، بيت سرّ رسول الله (ص): أنه (ص) قال: ((أما والذي نفسي بيده ستكون فتن القاعد فيها خير من القائم، والقائم فيها خير من الماشي، والماشي فيها خير من الساعي)) قال حذيفة: أرأيت يا رسول الله إن دخل داري وشهر سيفه علي وبسط يديه ليقتلني؟ قال: ((كن كخير ابْنَيْ آدم)). أي كن كما قال خير ابْنَيْ آدم: {لَئِنْ بَسَطْتَ إِلَيَّ يَدَكَ لِتَقْتُلَنِي ما أَنا بِباسِطٍ يَدِيَ إِلَيْكَ لأَقْتُلَكَ} [المائدة: 5/28].
وسائر أحاديث الفتن تدور على هذا المحور أيها الإخوة! إنها تتمثل في عدوان المسلمين بعضهم على بعض بذرائع مختلفة يبررها الشيطان ويحذر منها الرحمن سبحانه وتعالى.
وإني لأذكر ولعلكم جميعاً تذكرون يوم كانت تنثر بذور هذه الفتنة التي نشهد ثمارها اليوم، يوم كانت تنتثر بذورها متمثلة في كتب توزع مجاناً في مشارق الأرض ومغاربها، تنطوي على تكفير المسلمين، على تبديع المسلمين، على تحليل دماء المسلمين. وكنا نقول: أيها الناس! إنها بذور لفتن، وإن هذه البذور إذا استنبتت لن تنبت إلا الحناظل، وإنها ستتفجر بالفتن التي حذر منها رسول الله (ص). ولكن لم يكن الذين ينثرون وينشرون هذه البذور، لم يكونوا يسمعون، ولم يكونوا يسيفون هذا التحذير قط، كانت هنالك قوىً ولا شك تدعم هذا العمل، تدعم هذا النثر والنشر؛ من أجل أن تتفتح بوابة الفتنة، فيتسرب العدوان من خلال هذه البوابة أيها الإخوة. وها أنتم ترون حصاد تلك البذور، اليوم القتل يستمر بمن؟ لا بالعدو المحتل، وإنما يستمر كل يوم بعشرات من إخوانكم المسلمين المؤمنين الذين لم يقتلوا نفساً بغير نفس، ولم يشركوا بالله، ولم يرتكبوا الزنا، وهذه هي الأسباب التي أباح الإسلام من أجلها قتل المسلم، لم يرتكبوا شيئاً من ذلك، ومع هذا فها نحن في كل يوم نفتح أعيننا على صباح جديد من الفتن لا تتمثل في قتال العدوّ المحتل، وإنما تتمثل – كما قلت لكم – في القتل الذي يستحر بمسلمين.
ما المبرر أيها الإخوة؟ ارجعوا إلى بذور الفتن، البذور التي كانت تتمثل في الكتب المكفرة: إنهم أعوان سلطة، إذن فهم كفرة، إذن ينبغي أن يقتلوا.
أي دين قالها؟ أي آية قالها الله عز وجل نصت على حكم بإطلاقه؟ أي حديث نبوي صحيح عن رسول الله (ص) تضمن هذا؟
الذي يعرفه المسلمون أن الإسلام يتضمن نقيض ذلك، لا أعلم أن هنالك من كان عوناً لأعداء المسلمين مثل حاطب بن أبي بلتعة، هذا الرجل المسلم الذي أرسل كتاباً سرّاً إلى أهل مكة المشركين، ينبئهم بأن محمداً (ص) قد جهز جيشاً؛ وهو يوشك أن يتجه إليهم لفتح مكة، فخذوا حذركم. ومع ذلك فهل أهدر رسول الله (ص) دمه؟ هل قتله؟ جاء من يفكر في ذلك فقال المصطفى (ص): ((وما أدراك لعل الله اطلع على أهل بدر فقال: افعلوا ما شئتم فقد غفرت لكم)). وما من مسلم إلا وقد تقرب إلى الله بعمل، بما يجعله الله شفيعاً للذنب الذي ارتكبه عند الله سبحانه وتعالى، وأدل من هذا وذلك خطاب الله عز وجل الذي تنزل بهذه المناسبة تحذيراً لهذه الغلطة التي وقع فيها حاطب ماذا قال الله تعالى: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ} [الممتحنة: 60/1] خاطب الله حاطب بن أبي بلتعة وأمثاله بوصف الإيمان: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا عَدُوِّي وَعَدُوَّكُمْ أَوْلِياءَ تُلْقُونَ إِلَيْهِمْ بِالْمَوَدَّةِ} [الممتحنة: 60/1].
ما هو المبرر أيها الإخوة لهذا الذي يجري اليوم؟ متحدياً تحذير رسول الله (ص)، معرضاً عن أخباره المتكررة المنذرة المحذرة: ((والذي نفسي بيده لا تقوم الساعة حتى تقتلوا أئمتكم – حكامكم – وتعتلجوا بسيوفكم)). أي تتقاتلون – أنتم المسلمين – بأسلحتكم، والسيوفُ كناية عن السلاح الموجود لكل عصر.
رسول الله (ص) يقول هذا ولكنا نسمع ما يجري في كل يوم من دوران رحى القتل على مسلمين أمثالكم، وننظر إلى العدو الجاثم على الصدر، ننظر إلى العدو المستحل للأرض، الغاصب للحقوق، وإذا هو يصفق، وإذا هو لا يبيع فرحته لأحد، أأنتم مجاهدون؟ أهذا هو الجهاد الذي تزرعون الفرحة في قلوب أعدائكم؟ أيها الإخوة، ما هكذا يكون الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى، ومهما تاه مسلم عن مبادئ دين الله، ومهما تاه مسلم عن كلام رسول الله (ص)، فما ينبغي أن يغيب عن بيان الله سبحانه وتعالى المخبر والمحذر والمنذر {قُلْ هُوَ الْقادِرُ عَلَى أَنْ يَبْعَثَ عَلَيْكُمْ عَذاباً مِنْ فَوْقِكُمْ أَوْ مِنْ تَحْتِ أَرْجُلِكُمْ أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ انْظُرْ كَيْفَ نُصَرِّفُ الآياتِ لَعَلَّهُمْ يَفْقَهُونَ (*) وَكَذَّبَ بِهِ قَوْمُكَ وَهُوَ الْحَقُّ قُلْ لَسْتُ عَلَيْكُمْ بِوَكِيلٍ} [الأنعام: 6/65-66]. ها هو ذلّ {أَوْ يَلْبِسَكُمْ شِيَعاً وَيُذِيقَ بَعْضَكُمْ بَأْسَ بَعْضٍ}. هذا هو الذي يجري اليوم يذوق المسلمون بأس المسلمين، ما في المسلمون من عدوان المسلمين بعضهم على بعض، أهذا هو الدين الذي بعث به رسول الله (ص)؟
هنالك أحاديث أيها الإخوة، بلغت – كما يقول العلماء – مبلغ التواتر المعنوي، كلها يدعو عند الحيرة وعند احترام الخلاف، كلها يدعو إلى الانحياز إلى الجماعة، إلى السير على النهج الذي ترى عليه جماعة المسلمين، الأحاديث كثيرة بلغت مبلغ التواتر ((عليكم بالجماعة ومن شذّ شذّ في النار))، ((سألت ربي ألا تجتمع أمتي على ضلالة))، ((من أراد أن يلزم بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)) أي جماعة؟ يقصد المصطفى (ص) جماعة البشر، يقول الله تعالى: {وَما أَكْثَرُ النّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ} [يوسف: 12/103] ولكن المصطفى (ص) يعني السواد الأعظم من المسلمين. انظروا إلى السواد الأعظم من المسلمين فاتبعه، لا تشذ، لا تتخذ لنفسك بعيداً عن الجماعة، فتكون موقداً لنار الفتنة. أجل، ألم تقرؤوا قول الله تعالى: {وَأَنَّ هَذا صِراطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: 6/153] لا تتبعوا المنعرجات الدقيقة التي تنفصل وتشذ عن السبيل العام الذي يجمع سواد الأمة، إياكم.
ومع ذلك فنحن ننظر لنجد أن هذه الطائفة من الناس الذين يستوقدون الفتنة كلما همدت لا يصغون إلى بيان الله قط، لا يصغون إلى تحذير رسول الله (ص) قط، يرفعون لواء الجهاد، ثم إنهم ينحطون إلى قتال المسلمين باسم الدين، تلك هي البوابة التي يتسرب منها إلينا العدو، ولقد كلمتكم وأضحت لكم باختصار البذور التي بذرت بالأمس، والتي نجني حصادها الوم. بذور الأمس تلك الكتب التي كانت توزع في مشارق الأرض ومغاربها، لا تحوي تعريفات عن دين الإسلام، لا تحوي جمعاً لكلمة المسلمين، وإنما تحوي تكفيراً لكلمة المسلمين لأتفه الأسباب، لأبسط الأسباب، ونحن نعلم ولدينا الوثائق التي تدل على أن عدواً كان وراء نشر هذه الكتب، وبقصد أن نجني اليوم هذه الحناظل.
تَدْلَهِمُّ الفتن، وتثور هذه الفتن، ويدخل العدو في غمارها، ويفعل فعله، وعندما تنتشر هذه الفتنة فحدث ولا حرج عن الأعداء الذين يطلقون اللحى، والذ ين يظهرون أنفسهم بمظهر الإسلام في ثيابهم وكلماتهم، وهم كفرة صهاينة، أو مَنْ على شاكلتهم، ليثيروا مزيداً من هذه الفتنة، وليزيدوا من نيرانها؛ كلما كادت أن تخمد. ونحن نعلم كثيراً من هؤلاء الذين تركوا أعمالهم وهم يهود، وتركوا أعمالهم، وتركوا وظائفهم، ليطلقوا اللحى، وليجندوا أنفسهم بين هؤلاء الذين يفعلون ما حذر منه رسول الله (ص)، ولا يبالون إطلاقاً.
من ذا الذي يُقِرُّ أن تفتح عينيك كل يوم وتصغي السمع، وإذا بك تسمع عشرات من الإخوة المسلمين، من أمثالك، قتلوا من دون موجب.
أنتم شجعان، أنتم أبطال، لو كنتم كما تزعمون لاتجهتم إلى العدو الذي يصفق لأعمالكم، والذي تفيض نفسه فرحاً لفتنتكم الدهماء هذه.
أقول قولي هذا، وأسأل الله سبحانه وتعالى أن يكلأ أمتنا من العدو الذي يستشري في الداخل، والعدو الذي يسري إلينا من الخارج.
أقول قولي هذا وأستغفر الله.
أعلى الصفحة
--------------------------------------------------------------------------------
| فتاوى | محاضرات | خطب | قوائم البريد |صور وأحداث |
| مساعدة| مؤلفات | سيرة ذاتية | كلمة الشهر | أريد أن أستفتي| المقدمة|
| موقـع فرات | موقـع دار الفكر | موقـع د. وهبة الزحيلي | موقـع مدرسة القصاب الشرعية |
--------------------------------------------------------------------------------
- تم إنشاء هذا الموقع بإشراف دار الفكر دمشق - سورية
- لملاحظاتكم راسلونا على bouti@bouti.net
- جميع الحقوق محفوظة
- فريق العمل
http://www.bouti.com/bouti_friday_2005_03_11.htm
-
الخطبة التي نقلتها هي للعلامة الدكتور محمد سعيد رمضان البوطي حفظه الله وهو من أهم رموز الدعوة الاسلامية وعلماء الدين في سوريا
وهذه خطبة ثانية له يندد فيها بسلسلة المذابح التي يفتعلها التكفيريون الوهابيون في عراقنا الحبيب
خطب الجمعة
الاستماع إلى الخطبة
خطبة الجمعة 27/08/1426 هـ الموافق 30/09/2005م
لنستقبل رمضان بالتوبة وأهمها التوبة عن قتل الأبرياء
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم ـ أيها المسلمون ـ ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
أما بعد، فيا عباد الله:
ها أنتم ترون أن شهر رمضان المبارك قد دنا وأصبح على الأبواب، وإني لا أجد شيئاً أذكر نفسي وأذكركم جميعاً به في هذه المناسبة أهم وأخطر من التوبة إلى الله سبحانه وتعالى. بالتوبة الصادقة النصوح إلى الله تعالى نستقبل أيام هذا الشهر المبارك مرة أخرى، وكلكم يقرأ كلام الله عز وجل الذي يخاطب به عباده جميعاً؛ إذ يقول: {وَتُوبُوا إِلَى اللَّهِ جَمِيعاً أَيُّهَ الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ تُفْلِحُونَ} [النور: 24/31] ويقول: {يا أَيُّها الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَصُوحاً} [التحريم: 66/8] لم يخصص خطاب الله عز وجل الآمر بالتوبة العصاة فقط، بل وجه خطابه بذلك إلى الناس جميعاً، بما فيهم الرسل والأنبياء، وقد قال المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، فيما رواه البخاري وغيره: ((والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة)).
هذا ما أذكر نفسي به، وهذا ما أذكركم جميعاً به، وهذا ما أذكر به أولئك الناس الذين تاهت أسلحتهم وتاهت في تيه عجيب وغريب، وصدق عليهم ما قال المصطفى ( من الوقوع في الهرج الذي حذر منه، وهدد به، الذي حذر منه رسول الله (، وهدد الموغلين فيه. أذكر نفسي، وأذكركم، وأذكر هؤلاء جميعاً؛ وقد أصبح شهر رمضان على الأبواب، بكل ما فيه من نفحات ورحمات، بل بكل ما فيه من تهديد أيضاً لمن لا يقيم شعائر هذا الشهر كما أمر الله سبحانه وتعالى، ينبغي أن نتوب إلى الله من كل لغو، ومن كل تقصير، ومن كل سير وراء نداء الشهوات والأهواء والعصبية الرعناء.
أيها الإخوة! كي يصلح الله عز وجل حالنا، ولكي يحمينا من عقابيل السوء، وهي ألوان وألوان، ولكي ينتصر لنا من الأعداء الذين يحيطون بنا كإحاطة السوار بالمعصم، عندما أذكر نفسي، وأذكر عامة المسلمين بهذا الذي أمرنا به الله عز وجل جميعاً، أخص أولئك الناس الذين تاهت أسلحتهم كما قد قلت، والذين لم يعودوا يفرقون بين برّ وفاجر، ولم يعودوا يفرقون بين عدو وصديق، بين مؤمن وكافر، إن هو إلا الاستجابة للرعونة، والاستجابة للهوى، قتال يستحرّ صباح مساء في سلسلة لا تنقطع بالمؤمنين أياً كانوا، وأياً كانت مذاهبهم، ومن أي فئات كانوا هذا شيء حذر منه الإسلام، حذر منه كتاب الله، وحذرت منه سنة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، وحذر منه الشرف، وحذر منه المنطق، هذا القتال الذي يستحر بالمسلمين أياً كانت مذاهبهم كما قلت، إلامَ يؤول أمره؟ في الرصيد النهائي يؤولو أمره إلى تناقض المسلمين، وإلى الفرح ولشماتة التي تحيق بنفوس أعداء الله سبحانه وتعالى، وها هم أولاء يبيعون فرحتهم لأحد، وها هم أولاء يشمتون، وها هم أولاء يجعلون من هذا القتل الذي لا يفرح إلا الشيطان، يجعلون منه حجة لاستبقائهم مزيداً من الوقت في تلك الأرض المسلمة العراقية التاريخية المجيدة.
كما تعلمون لا يريدون أن يرحلوا، ذلك أنهم يرحمون المسلمين، إن رحلوا فإنهم سيفني بعضهم بعضاً، ولذلك لابدَّ من بقائهم، ولابدَّ من أن يظلوا إلى أمد غير معلوم، كي يفكوا قتال الإخوة الأشقاء بعضهم لبعض.
ذلكم هو الذي يحذر فيه كتاب الله عز وجل، وكل من قرأه وتعرف عليه علم النصوص الكثيرة التي تعلن النكير بذلك، وذلكم ما حذر منه المصطفى (، القائل: ((من خرج من أمتي على أمتي، يضرب برها وفاجرها، ولا يتحاشى مؤمنها، ولا يفي بذي عهد فيها، فليس مني)) وذلكم ما يقرره المنطق، ويقرره الشرف، ولقد ذكرت وحذرت أكثر من مرة من هذا الهرج الذي حذر منه رسول الله (، ولمّا أجد مصغياً ولا مجيباً، ولكني أعود فأكرر هذه التذكرة وهذا التحذير، بين مقدم شهر رمضان المبارك، لعل هؤلاء الذين أسكرتهم عصبياتهم يستيقظون من هذا السكر، لعل هؤلاء الذين يعبدون أهواءهم تحت غطاء الجهاد يستيقظون من هذا الجنون، لعلهم يرعوون، ولعل أيام رمضان توقظهم، ليتنبهوا إلى الفرق بين الجهاد الذي يتجسد في شهر رمضان بغزوة بدر والفتح، وفرق ما بينه وبين مقتلة تدور رحاها بين المسلمين بعضهم مع بعض. لعل هذا الشهر المبارك يوقظ السادر منهم، ولعله ينبه العاقل منهم، ولعلهم يتذكرون إن كانوا قد تاهوا عن الإسلام بفعل عصبياتهم، لعلهم يتذكرون قول رسول الله (: ((إذا التقى المسلمان بسيفيهما فالقاتل والمقتول في النار)) والفريقان مسلمان.
أيها الإخوة! وقد قلت لكم مرة: إن العدو الذي جاء من أقصى الدنيا ليستحل الأرض، وليعتدى على العرض، وليقضي على المبادئ والقيم، لا يفرق بين مذاهب الإسلام، لا ينظر إلى الإسلام، إلى فروعه وأغصانه، إنما ينظر إلى فروعه وجذعه، إنما ينبغي أن يقتلع الجذع الإسلامي من حيث هو، والوثائق تنطق، ولم يعد هنالك شيء يختفي، فإذا كان العدو الجاثم على صدر هذه الأمة لا يفرق بين مذهب ومذهب، إذن ينبغي لمن يزعم أن ينتصر لدين الله، ويقاتل في سبيل الله، ويدافع عن الأرض والقيم والعرض، ينبغي أن يدافع عن الإسلام من حيث هو، بقطع النظر عن الفروق، وبقطع النظر عن الاجتهادات المختلفة المتنوعة، هل من عاقل لا يدرك هذه الحقيقة؟
قرأنا فيما قرأنا - أيها الإخوة - وسمعنا فيما سمعنا، أن العدو يصطنع استشارة الفرق الإسلامية بعضها على بعض، وقرأنا بعضاً من الخطط التي تطبخ والتي تنفذ؛ من أجل استشارة بغضاء هذه الفئة على الفئة الأخرى، من أجل أن نتهم الفئة الواحدة الفئة الأخرى بأنها تمارس عمالة للعدو، الأمر يخطط له، والهدف من وراء ذلك أن يتهارج المسلمون بعضهم على بعض، وأن يدور رحى القتل عليهم جميعاً، وإلا فما الموجب لأن يمارس هؤلاء الإخوة فيما يسمونه عملاً جهادياً عمل ذاك الذي ينظر بعينٍ حولاء، ينظر إلى العدو المحتل الجاثم في اليسار، وينقض على من كان إخوة له ذات اليمين، أنت ترى العدو أمامك، لماذا لا توقع به؟ لماذا لا توفر قتالك له؟ أليس ما يسمعه صاحب العين الحولاء، ولا شك أن هؤلاء يقرؤون ما تقرأه نحن، ويقعون على الوثائق التي يقرأها أمثالنا، ومن ثم فإنهم يعلمون أنهم يقيمون أنفسهم في مقام العمالة لهؤلاء الذين وفدوا إلى ديارنا، واحتلوا أوطاننا، وأعلنوا بأنهم بصدد القضاء على الإسلام من حيث هو.
أيها الإخوة! مرجعنا دائماً هو كتاب الله، وليس لنا بعده أي مرجع، وسنة رسول الله ليست إلا تبيناً وشرحاً وتفصيلاً لما جاء في كتاب الله عز وجل، كان في عصر رسول الله منافقون أساؤوا إلى الإسلام كثيراً، وأساؤوا إلى رسول الإسلام أكثر، ومع ذلك لم يرفع رسول الله ( في وجههم سلاحاً، ولم يبرر أي قتال ضدهم بشكل من الأشكال، ولا أعلم في المنافقين الذين تسلسلوا من ذلك اليوم إلى يومنا هذا أسوأ نفاقاً من الذين أساؤوا إلى رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، لم يقاتلهم، ولم يشرع قتالهم، وإنما لنعلم أيضاً أنه وجد بين ظهراني أصحاب رسول الله ( من يسمون اليوم أعوان الظلمة، ومع ذلك فإن المصطفى ( لم يبح قتلهم، وإن كتاب الله سبحانه وتعالى لم يسقط سمة الإيمان والإسلام منهم، ولو قارنا بين ما قام أولئك الناس من تقديم العون بأشكاله المختلفة للمشركين الذين كانوا يناصبون رسول الله ( العداء، لرأينا أن عملهم كان أشنع من هؤلاء الذين يسمون أعواناً للظلمة، أياً كان الأمر، فإني أعود إلى التذكرة متأملاً أن يكون مقدم هذا الشهر المبارك يبعث في نفوس هؤلاء السادرين الذين أسكرتهم رعونتهم، أسكرتهم عصبياتهم، لعل هذا الشهر المبارك بنفحاته الرحمانية يوقظهم، ولعلهم يتوبون إلى الله، ويوفرون جرأتهم وشجاعتهم لأعداء الله سبحانه وتعالى، الجرأة العضلية، الجرأة النفسية، والإقدام العضلي لا قيمة لهما - أيها الإخوة - السباع الضاربة لها من هذه الجرأة ما هو أشد إطلاقاً، ورحم الله من قال: ((لولا العقول لكان أدنى ضينمٍ أدنى إلى شرفٍ من الإنسان)).
كثيراً ما تكون الجرأة وبالاً على أصحابها، الجرأة بدون عقلٍ جنون، والجنون يهلك الأمة كلها، على أني أعود إلى عقلي وأعتقد أن كل عاقلٍ لابد أن يفعل كما أفعل، لأتساءل: أهذا الاسم الذي يسمى الظاهري؟ أو أبا مرزوق؟ اسمٌ له مسمى، أم هو اسم لخيالٍ اختلق؟ ونحن في عصر الكمبيوتر، نحن في عصر اختلاق الصور الكاذبة، نحن في عصر اختلاق الأصوات مقرونةً بغير أصحابها، وإنكم لتعلمون من ذلك المزيد والمزيد. أهذا اسمٌ خيالي؟ أم هو اسم له مسمى اصطنعته أمريكا؟ أم لعله اسمٌ اخترعته الموساد؟.
على العاقل أن يتساءل، ولا يجدز إطلاقاً للإنسان أن يغمض عينيه، ثم يترك عقله عن التفكير والنظر إنسانٌ يظهر بين الحين وآخر في أجهزة معينة من الإعلام في بلادنا العربية هذه، يدلي بكلمات: تصنعها في ميزان القرآن لا تطابق، تصنعها في ميزان السنة لا تنسجم، تصنعها في ميزان ما أجمعت عليه الأمة لا تتلاقى.
مَنْ ذا الذي يستطيع أن يعتبر أن هذا إنسانٌ مجاهد؟ لماذا لا يكون هذا الاسم مختلفاً من قبل أشرس أعداء الله سبحانه وتعالى، وأعداء الإسلام؟ ليس بعد الرجوع إلى كتاب الله مرجع، وليس بعد الرجوع ما تركنا عليه محمدٌ ( مرجع، عشرات المسلمين في كل يوم يقتلون، ومعهم العدد الذي لا يحصى من الولدان والنساء إلى آخر ما تعرفون. بأي مبرر ديني يقتلون؟ ما الجواب الذي سيقوله هؤلاء الذي يديرون رحى القتال بشكلٍ كيفي وعشوائي؟ ما الذي يقولونه غداً لرب العالمين؟ تركتم العدو الجاثم على صدوركم وأخذتم تقتلون إخوانكم.
اختلفت المذاهب، نعم. واختلفت الفرق، ولكن كلهم مسلمون، والجامع المشترك واضح وواحد. بالأمس في صدر الإسلام تكاثرت الفرق الخارجة عن دائرة أهل السنة والجماعة، واهتاج هائجهم، لم يكفرهم أحد، ولم تصدر أي فتوى بقتالهم بشكل من الأشكال، كان فيما بينهم وبين المسلمين الحوار، سادت تلك الفرق ثم بادت عن طريق الحوار، هل سمعتم من كفر الخوارج؟ هل سمعتم من كفر المعتزلة؟ هل سمعتم من كفر الشيعة؟ هل سمعتم من كفر الشيعة؟ هل سمعتم من كفر المرجئة؟ هل سمعتم من كفر هؤلاء القديرية الحشوية؟ إلى آخر الفرق الذين ربما سمعتم أسمائهم. إطلاقاً من اتجه إلى قبلتنا، وتشهد شهادة الإسلام، فهو مسلم، ورسول الله ( يقول في الحديث الصحيح: ((من قال لا إله إلا الله مخلصاً بها دخل الجنة)).
لعل هذه الكلمة تبلغ آذان هؤلاء السكارى، ولعل أشنع نوع من السكر ذاك السكر الذي تتلاقى عصارته في كأسٍ من رعونات النفس، في كأسٍ من العصبية والهوى، في كأسٍ من الحقد على عباد الله سبحانه وتعالى، يدعو إلى التكفير بشكل عشوائي.
هذا أملي، وإن شهر رمضان المقبل على الأبواب، والله المستعان أن يحقق ما نأمله.
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم.
أعلى الصفحة
--------------------------------------------------------------------------------
| فتاوى | محاضرات | خطب | قوائم البريد |صور وأحداث |
| مساعدة| مؤلفات | سيرة ذاتية | كلمة الشهر | أريد أن أستفتي| المقدمة|
| موقـع فرات | موقـع دار الفكر | موقـع د. وهبة الزحيلي | موقـع مدرسة القصاب الشرعية |
--------------------------------------------------------------------------------
- تم إنشاء هذا الموقع بإشراف دار الفكر دمشق - سورية
- لملاحظاتكم راسلونا على bouti@bouti.net
- جميع الحقوق محفوظة
- فريق العمل
http://www.bouti.com/bouti_friday_2005_09_30.htm
-
خطبة الجمعة
الاستماع إلى الخطبة
خطبة الجمعة 09/10/1426 هـ الموافق 11/11/2005م
الإرهاب صناعة بريطانية تظهر بصورة إسلامية
الحمد لله ثم الحمد لله، الحمد لله حمداً يوافي نعمه ويكافئ مزيده، ياربنا لك الحمد كما ينبغي لجلال وجهك ولعظيم سلطانك، سبحانك اللهم لا أحصي ثناءً عليك أنت كما أثنيت على نفسك، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لاشريك له، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبده ورسوله، وصفيه وخليله، خير نبيٍ أرسله، أرسله الله إلى العالم كله بشيراً ونذيراً، اللهم صلِّ وسلم وبارك على سيدنا محمد، وعلى آل سيدنا محمد؛ صلاة وسلاماً دائمين متلازمين إلى يوم الدين، وأوصيكم ـ أيها المسلمون ـ ونفسي المذنبة بتقوى الله تعالى.
أما بعد، فيا عباد الله:
إن من أبهر وأجل الدلائل القاطعة على نبوة سيدنا محمد صلى الله عليه وعلى آله وسلم تلك الأحاديث التي تتضمن بياناً لحال أمة من بعده، والتي تتضمن بياناً جلياً للأحداث التي تتقلب أمته فيها، والتي تتضمن تحذيرات كثيرة لأمته من بعده، وإشارات وفيرة لما ينبغي أن تفعله، وللنهج الذي ينبغي أن تسلكه عند وقوع الملمات والفتن التي يصفها رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم. ومَن استعرض أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم في باب الملاحم والفتن رأي من هذا الذي أقوله شيئاً عجيباً.
من أبرز هذه الأحاديث التي يخاطب رسول الله صلى الله عليه وسلم فيها الأجيال الآتية من أمته مرشداً ومحذراً ومنبهاً؛ قولُه صلى الله عليه وسلم فيما رواه مسلم في صحيحه وغيره؛ أنه صلى الله عليه وسلم قال: ((من خرج من أمتي على أمتي، لا يفرق بين برها وفاجرها، ولا يتحاشا مؤمنها، ولا يفي بذي عهدها، فليس مني)).
كلنا يعلم أن العصر الذي كان فيه رسول الله صلى الله عليه وسلم كان بريئاً من هذا الذي كان يحذر منه رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم، والأجواء التي كان فيها أصحاب رسول الله رضوان الله عليهم لم تكن لها أية علاقة بهذا الذي يتصوره المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم، ثم يحذر أمته منه، ولكنه حدث أطلعه الله عز وجل عليه، سيقع من بعده، وفتنٌ كشف الله سبحانه وتعالى لرسوله عن الثقاب عنها، فأراه صلى الله عليه وسلم إياها، كشفتها الله عز وجل لرسوله، وأراها إياه كما ستقع، ومن ثمَّ وجه إرشاداته وتحذيراته إلى أمته عندما تقع هذه المصائب، وعندما تدلهم هذه الفتن: ((من خرج من أمتي على أمتي، لا يتحاشا مؤمنها)) لا يبالي بأن يوقع الأذى في المؤمنين من عباد الله عز وجل: ((ولا يفرق بين برّها وفاجرها، ولا يفي بذي عهدها)) ذو العهد الكافر أياً كان، الذي دخل بلاد الإسلام بموجب عهد وبطاقة، هذا هو الذي عناه رسول الله صلى الله عليه وسلم بذي العهد، فلا يفي بذي عهدها. هذا الإنسان ليس مني أنا بريء منه، أليس هذا الذي يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم وصفاً دقيقاً لما يقع اليوم، ولما تسمعون به اليوم؟ أليس هذا الذي يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم خطاباً لنا نحن المسلمين في هذا العصر، ولربما في عصور آتية أخرى أيضاً؟ مَنْ ذا الذي يجهل هذه الحقيقة؟ أليس هذا الذي يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم ينطبق بدقة على هؤلاء الذين يزعمون أنهم يجاهدون، ويزعمون أنهم يزجون أنفسهم في طريق الاستشهاد، ثم إنهم يمارسون بدقة نقيض ما أمر به رسول الله؟ يسيرون بدقة في الطريق المناقض لما أمر به رسول الله صلى الله عليه وسلم ، حذر المصطفى صلى الله عليه وسلم هؤلاء الناس من ألا يفرقوا أسماء أثناء أعمالهم التي يسمونها جهادية، حذرهم بألا يفرقوا بين برّ وفاجر، بل بروا بأن يكون براً، وإن لم يكن مسلماً. نعم: {لا يَنْهاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ} [الممتحنة: 60/8] فيصر على أن يفعل نقيض ما أمر به رسول الله، ويصر، على أن يقع فيما قد حذر منه رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ويحذر المصطفى صلى الله عليه وسلم من عملية لا يتحاشا فيها صاحبها المؤمن من أن يمسه بأذى، ولكنك تنظر فتجد من يقول بلسان حاله: لا بل أنت يا محمد مخطأ، وها أنا سأفعل ما أفعله دون تفريق بين مؤمن وكافر.
ويقول رسول الله صلى الله عليه وسلم محذراً من أن يخون ذا العهد الذي أعطى عهداً من قبل الإسلام مجسداً في المسلمين، يحذر المصطفى صلى الله عليه وسلم المسلم أياً كان من أن يخون ذا العهد، ولا يفي بالعهد الذي بيده، ولكن ألسنة هؤلاء الناس - إن بالقول أو بالحال - تصرّ على أن رسول الله مخطأ، وأنهم هم المصيبون، ولا حرج في أن نمزق العهد الذي أعطي لهؤلاء المعاهدين. ويقول المصطفى صلى الله عليه وسلم - وهو يبالغ في التحذير، ويؤكد في هذا التحذير - قائلاً: ((فليس مني من فعل هذا، وأصر إصراره على مخالفتي، فليعلم أنه ليس مني)). وأظن أن ألسنة حال هؤلاء الناس تقول: وليكن، وليكن أنت بريء منها، ونحن برآء منك.
أيها الإخوة! هل في هذا الذي أقوله مبالغة؟ أليس هذا الذي يقوله رسول الله صلى الله عليه وسلم من مشكاة النبوة دليلٌ على أن قد أطلعه على ما سيجري من بعده من أحداث وملاحم وفتن؟ ثم أليس هذا الذي يقوله المصطفى صلى الله عليه وسلم جزء من تبليغه عن الله؟ أي أليس هذا الذي يحذر منه المصطفى صلى الله عليه وسلم شرعةً أوحى الله عز وجل إليه بها؟ ومن ثم أليس مخالفة رسول الله صلى الله عليه وسلم مخالفة صريحةً لأمر الله؟ أليس هذه المخالفة مخالفةً لشرع الله وحكمه؟ إذن أي علاقة بقيت لهؤلاء الذين يقومون بأعمالهم الإجرامية التي تتبرأ منها الإنسانية قبل الإسلام؟ أي علاقة بقيت بينهم وبين الله؟ أي علاقة بقيت بينهم وبين نسب موصول إلى رسول الله؟ بل أي علاقة بقيت بينهم وبين أمر الله ونهيه؟
أشهد - أيها الإخوة - إن هؤلاء الذي يلبسون أقنعة الإسلام على وجوههم، ثم يقتحمون هذه العمليات الإجرامية، وقد قنعوا وجوههم بقناع الإسلام، أشهد أن الإسلام بريء منهم، وأنا على يقين أنهم يعلمون ذلك.
ولكن السؤال الملح: كيف يعلمون هذا ثم يضحون بأرواحهم ويقدمون أنفسهم قرابين للشيطان؟ كيف ومتى كان الإنسان يضحي بحياته في سبيل الشيطان؟ أن يضحي بحياته في سبيل الله من أجل الحياة الخالدة هذا شيء معقول ومقبول، ولكن أن يضحي الإنسان بحياته من أجل رضا الشيطان، كيف يتم هذا؟
أقول لكم كيف يتم: هناك أيها الإخوة جمهرة من أعداء دين الله عز وجل منتشرون في بلاد الله الإسلامية، هؤلاء متخصصون نفسياً وفكرياً، ويملكون أدوات روحانيتها ، إلى جانب الأمور الكثيرة التي في حوزتهم، والتي أُعطوا الحق أن يوزعوها بكرم ما مثله كرم من أجل تحقيق خططهم الرامية إلى خنق الإسلام، إلى شنق الإسلام بحبل الإرهاب، حبل الإرهاب الذي يتهم الإسلام به، ثم يجرم به، هذه الرؤوس موجودة في بلادنا العربية والإسلامية، يصطفون من الشباب والناس الذين يرون أنهم فاشلون في حياتهم الدنيوية، يعانون من شقاء، يعانون من ضنك معيشي، يعانون من كآبة، يحتاجون إلى شيء من الرزق، ومستقدمون هؤلاء ويدخلونهم في دورات من غسيل الأدمغة، أجل هذه حقيقة، ثم إنهم بعد ذلك يزرعون في أدمغتهم وهم يظهرون أنفسهم حملة لواء الإسلام، يظهرون من أنفسهم قادة لإعادة حقيقة الجهاد في سبيل الله سبحانه وتعالى على النهج الذي كان عليه سلف هذه الأمة، يغرسون في أدمغتهم بعد غسلها الأماني التي يشاؤون، ويصورون لهم أن الوسيلة الوحيدة لإعادة الإسلام إلى شأنه السابق، القضاء على الكفرة وعلى من لف لفهم، وعلى من بسط يده نحوهم، وعلى من تعايش معهم وأكل معهم على خوان واحد، وإذا رأوا أن الأمر يحتاج إلى سد الثغرات المعيشية قدموا لهم المال الوفير، وما أكثر من ضاق بحياته ذرعاً ويبحث عن وسيلة للتخلص من حياته، لكنه يريد أن يطمئن إلى الأسرة التي سيتركها من بعده، ويريد أن يطمئن إلى الزوجة والأولاد، يعمد هؤلاء الذين أحدثكم عنهم فيقدمون لهم الأموال الكافية، لا بل أكثر مما يطلبون، ثم إنهم يصورون لهؤلاء الناس أن هذا الطريق طريق فيه سعادة مزدوجة، وصول إلى الجنة، بعد أن غسلوا أدمغتهم وغرسوها بالباطل الذي غرسوها به، ثم إنهم مطمئنون أيضاً على أسرهم من بعدهم بأن في حوزتهم من المال ما لا تأكله النيران، وهكذا يتم هذا الأمر - أيها الإخوة - وأنا بهذا ضمين، وبهذا زعيم.
ترى، هل هنالك أمثلة تؤكد هذا الذي أؤكده لكم؟ لو كان الوقت متسعاً لذكرت لكم قصصاً تشيب الشباب، بريطانيا - أيها الإخوة - كم وكم جندت رجالاً دربتهم على النطق باللغة العربية نطقاً سليماً، كما أنطق به، دربتهم على صفة المشيخة، دربتهم على السير في خط التصوف، جعلوا من أنفسهم مرشدين، لبسوا العمائم وحملوا المسابح وأطالوا اللحى، والشخصية شخصية بريطانية، جمعوا التلامذة والمريدين من حولهم، ثم إنهم وجهوهم إلى الباطل الشفيع، ولا تزال نتائج وآثار أعمالهم منتشرة في أنحاء بلادنا العربية والإسلامية.
وهذا الذي أقوله لكم ليس قديم العهد، بل الشيوخ ربما يدركون ذلك العهد الذي يوجد فيه أمثال هؤلاء الناس، ولقد كانت بريطانية وما تزال هي الكائن المتخصص بهذا الذي أقوله لكم أيها الإخوة.
فيا أيها الإخوة! كونوا على يقين أن الإسلام اليوم يحاكم من قبل الضغمة الصهيونية ومن لف لفها، ومن سار وراء ركبها، تحاكم ليحكم عليها بالإعدام، والحبل الذي ستشنق فيه الحقيقة الإسلامية في زعمهم إنما هي جعل الإرهاب الذي يتهم به. كيف السبيل إلى ذلك؟ كيف السبيل إلى أن يلصق بالإسلام الإبرام الشنيع التي تتبرم منه الإنسانية؟ سبيل ذلك ما قد سمعتم، مما حصل بالأمس سبيل ذلك، هذا القتل الذي يدور رحاه على البرآء الآمنين باسم الجهاد في العراق وفي غير العراق، ربما هذا الذي أقوله لكم أيها الإخوة إنما هو تفصيل وشرح لكلام ذكره رسول الله، ذكرت لكم بعضاً منه ((من خرج من أمتي على أمتي، لا يتحاشا مؤمنها، ولا يفرق بين برها وفاجرها، ولا يفي بذي عهدها، فليس مني)).
أقول قولي هذا وأستغفر الله العظيم، وأسأل الله أن يوقظ أمتنا إلى الحق، وأن ينبهها إلى المكائد الخطيرة التي تطوف بها. فاستغفروه يغفر لكم.
أعلى الصفحة
--------------------------------------------------------------------------------
| فتاوى | محاضرات | خطب | قوائم البريد |صور وأحداث |
| مساعدة| مؤلفات | سيرة ذاتية | كلمة الشهر | أريد أن أستفتي| المقدمة|
| موقـع فرات | موقـع دار الفكر | موقـع د. وهبة الزحيلي | موقـع مدرسة القصاب الشرعية |
--------------------------------------------------------------------------------
- تم إنشاء هذا الموقع بإشراف دار الفكر دمشق - سورية
- لملاحظاتكم راسلونا على bouti@bouti.net
- جميع الحقوق محفوظة
- فريق العمل
http://www.bouti.com/bouti_friday_2005_11_11.htm
-
كلمة الشهر - آذار/مارس
أقنعة إسلامية.. تراهن على خنق الإسلام والقضاء عليه
أيها الناس:
بوسعي أن أقول لكم - دون تزيد ولا مبالغة - إننا نشهد اليوم استيلاد إسلام جديد لا عهد للقرآن به، ولا علم لمحمد صلى الله عليه وسلم بشيء منه.. إن استيلاده يتم على أيدي أناس هم من أبناء جلدتنا ويتكلمون بلغتنا، ويشدون أزرهم إلى تاريخنا الإسلامي العريق. غير أنهم، في أفكارهم وسلوكهم، ليسوا من الإسلام الذي تنزّل به القرآن في شيء.. إنهم ماضون في نسخه بالبديل الذي تهواه أنفسهم، ويستجيب لرعوناتهم، ويشفي غليل أحقادهم.
الإسلام الذي تنزل به القرآن، صاغه الله رحمة للعالمين، وهذا الذي يستولده أدعياء الإسلام وأعداؤه يراد له أن يكون نقمة وبلاء للعالمين..
محمد النبي الأمي الذي ختم الله به الرسالات، بعثه الله ليتمم مكارم الأخلاق في العالم، والذي يلهث وراءه أصحاب الأقنعة الإسلامية هو تحطيم بقايا هذه المكارم والقضاء عليها في العالم.
إنهم ليمارسون حقداً دفيناً غير معلن على الإسلام وتعاليمه، فهم ماضون في ممارسة نقائضها ومعاكسة مناهجها.
يقول كتاب الله عز وجل {وَلا تَزِرُ وازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى} أمّا هم فيقولون: بل إننا مصرّون على أن نأخذ الأطفال والأبرياء بذنب المذنبين، فنذبح ونقتل ونغتال.
ويقول كتاب الله عز وجل {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى} أمّا هم فيقولون: لا حاجة بنا إلى التقوى التي تزجنا في ساحة الرحمة وتخضعنا لميزان العدل. رسالتنا التشفي وغايتنا الوقيعة والكيد.
ويقول كتاب الله {وَمِنَ النّاسِ مَنْ يُعْجِبُكَ قَوْلُهُ فِي الْحَياةِ الدُّنْيا وَيُشْهِدُ اللَّهَ عَلَى ما فِي قَلْبِهِ وَهُوَ أَلَدُّ الْخِصامِ، وَإِذا تَوَلَّى سَعَى فِي الأَرْضِ لِيُفْسِدَ فِيها وَيُهْلِكَ الْحَرْثَ وَالنَّسْلَ وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْفَسادَ}.
أما هم فيقول قائلهم: فها نحن الذين نسعى في الأرض لنفسد فيها، وها نحن الذين نهلك الحرث والنسل ونفاجئ الأبرياء الآمنين بالتقتيل والتنكيل، مخالفين لكل ما تأمر به شرائع القرآن. ولله إن شاء أن يكره الفساد الذي نحبه، وأن يحذّر من الظلم الذي نعشقه.
بالأمس.. تقنّع هؤلاء الناس بلحى الإسلام الطويلة وجلابيبه القصيرة، وأوغلوا فساداً على أرض الجزائر المسلمة فذبحوا الأطفال وقتلوا الشيوخ والنساء وهتكوا الأعراض، مصرّين على أن يلصقوا إجرامهم بعدالة الإسلام، وأن يلطخوا بقذارتهم طهر الإسلام.. ثم لم يكفكفوا جماحهم حتى اطمأنوا إلى أن قدراً كبيراً من نصاعة القيم الإسلامية قد غاض عن بصائر كثير من الناس هناك، وأنّ إقباله مُني بالتراجع، وأن الآمال المعلقة عليه قد تقطعت أو اهتزت حبالها.
واليوم.. يعود هؤلاء الناس وأمثالهم فيلبسون الأقنعة الإسلامية من جديد، ثم يعثون فساداً على الأرض الإسبانية، فيفاجئون المسافرين في قطاراتهم والآمنين في بيوتهم، ممن لم يقتلوا نفساً ولم يرتكبوا جرماً، بتفجير أسباب الدمار بينهم، متحدين قرار الله القائل: {وَلا يَجْرِمَنَّكُمْ شَنَآنُ قَوْمٍ عَلَى أَلاّ تَعْدِلُوا اعْدِلُوا هُوَ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى}. فلئن كان المجرمون الذين أوغلوا إفساداً وتقتيلاً للبرآء على أرض العراق، هم الصهاينة وسدنتهم، فإن عليهم أن يتجهوا بالعقاب والتنكيل إلى من لا شأن لهم بهذا الإجرام ولا يبررونه بل إلى الذي هب ليشجبه ويستنكره، وأن ينظروا، كصاحب العين الحولاء إلى القاتل الذي يثور مهتاجاً عن يمينه، فينحطّ تذبيحاً وتقتيلاً في أفراد الأسرة الآمنة الراقدة عن يساره.
* * *
ترى هل يتأتى لأصحاب هذه الأقنعة أن يهنؤوا بما يسعون إليه، من تلطيخ إنسانية الإسلام بسواد جرائمهم، وتشويه مبادئه الحضارية السامية ببشاعة أحقادهم؟..
إن الإسلام لأسمى من هذا المنال المهين، وإن بصائر المسلمين الصادقين في إسلامهم، والدراية التي تتمتع بها المجتمعات الغربية، ذات النظرة الموضوعية إلى الأحداث لتلتقيان على معرفة راسخة بأن الإسلام الذي تنزل به كتاب الله عز وجل وبعث به محمد عليه الصلاة والسلام، بريء من هذا الإجرام الذي تدور رحاه باسمه، وأنه يدعو إلى النقيض مما يفعله أصحاب هذه الأقنعة الإسلامية الكاذبة.
ومن عرف الإسلام، أدرك أنه كهذه الشمس الساطعة في كبد السماء، لو تحول الناس كلهم إلى كناسين يثيرون من غبار الأرض وأتربتها وأوساخها، يبعثونها فيما يزعمون إلى ضياء تلك الشمس، لعاد ذلك كله أردية داكنة قذرة تلبس جسومهم، ولبقيت الشمس في كبد السماء صافية مضيئة تتلألأ.
رأيك يهمنا
تحت 15 سنة من 15 وحتى 20 سنة من 20 وحتى 30 سنة من 30 و 40 سنة من 40 و 55 سنة فوق 55 سنة العمر
الاسم
البريد الإلكتروني العمل
English
--------------------------------------------------------------------------------
| فتاوى | محاضرات | خطب | قوائم البريد |صور وأحداث |
| مساعدة| مؤلفات | سيرة ذاتية | كلمة الشهر | أريد أن أستفتي| المقدمة|
| موقـع فرات | موقـع دار الفكر | موقـع د. وهبة الزحيلي | موقـع مدرسة القصاب الشرعية |
--------------------------------------------------------------------------------
- تم إنشاء هذا الموقع بإشراف دار الفكر دمشق - سورية
- لملاحظاتكم راسلونا على bouti@bouti.net
- جميع الحقوق محفوظة
- فريق العمل
http://www.bouti.com/bouti_monthly36.htm
-
فتوى للدكتور البوطي بشأن الشيعة
أشعر بعدم الارتياح في منزلي، ولدت لعائلة شيعية وبدأت الالتزام منذ سنتين، ولاحظت دوماً بأنه يوجد شيء غير صحيح في الطائفة التي ولدت فيها، وأن بعض الأشياء غريبة تماماً، أتيت إلى دمشق وتعلمت المذهب الحنفي واستمريت في اتباعه، مشكلتي أنني أحياناً لا أعلم فيما إذا كنت أستطيع الصلاة مع والدي الذي ما زال على مذهبه؟
عائلتي ليست متدينة ولكني إذا دعوت أبي إلى الصلاة فإنه سيصلي على المذهب الشيعي، ولا أعلم الأفضل: هل أخبره بأن عليه الصلاة استناداً لأهل السنة والجماعة وهذا ربما يولد فتنة أم أدعه على مذهبه؟ بعض الأشياء التي يفعلها الشيعة، مثل: جمع الظهر والعصر، والمغرب والعشاء دوماً، يضيفون إلى الشهادة في الآذان (أشهد أن علياً ولي الله) ولهم آراء خاطئة حول أبي بكر وعمر وعثمان وعائشة رضي الله عنهم. أرجوك انصحني حول هذه الأشياء؟ وهل أستطيع الذهاب إلى مسجد الشيعة لتجنب الفتنة مع العائلة؟
يقولون أنهم يتبعون مذهب الإمام جعفر الصادق، فهل يوجد شيء كهذا؟ هل يوجد مذهب جعفري وهل يجوز إتباعه؟ سأقدر نصحك غالياً يا إمام، فأنا متلهف معرفة ماذا علي فعله وخاصة أنه عليَّ يوماً ما الزواج ولا أريد الزواج من فتاة عقائدها تخرج عن حظيرة الإسلام.
جواب الدكتور البوطي
أولاً: الذين ينتمون إلى المذهب الشيعي مسلمون.
ثانياً: بوسعك أن تصلي مع والدك الذي يصلي على المذهب الشيعي لأن الأركان والشرائط التي لابدّ منها تشكل جامعاً مشتركاً بين الشيعة وأهل السنة والجماعة.
ثالثاً: بوسعك أن تناقش والدك في أي أمور تريد معرفتها، كما أن بوسعه أن يناقشك، فالحوار هو المنهج الأمثل لمعرفة الحق. ولكن عليك ألاَّ تتخلى عن الأدب معه في الحوار.
رابعاً: زيادة ((أشهد أن علياً ولي الله)) لا يبطل الأذان ولا يفسده.
والخلاصة أن المسلمين بأمس الحاجة اليوم إلى أن يجتمعوا على المبادئ الإسلامية التي هي أساس وحدتهم وتضامنهم، وأن لا يتخاصموا من أجل الاجتهادات الجزئية التي يختلفون عليها.
-
فتوى أخرى للدكتور البوطي بشأن الزواج بين السنة والشيعة
هل تعدّون الشيعة الاثني عشرية مسلمين أم غير مسلمين، وهل بإمكان مسلم سني أن يتزوج من امرأة شيعية اثني عشرية؟.
نعم، الشيعة الاثنا عشرية مسلمون، وبوسعك - إن كنت مسلماً - أن تتزوج شيعية.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |