نقلاً عن صحيفة البعثي مشعان جبوري...
محمد هاشم
أولاً أسجل هنا أني انتخبت لصالح قائمة صغيرة لا علاقة لها بالقائمة العراقية أو قائمة الائتلاف. إذ لدي اعتراضات كثيرة على كل مرشحيها أبرزها أن لا همّ لهم سوى الجاه وكسب المال.
ومع عدم تحقيق القائمة التي انتخبتها نسبة ولو بسيطة في النتائج المعلنة للانتخابات العراقية إلا أني اقتنعت بالنتيجة واحترمت ما حصل من إيماني بالديموقراطية.
وكنت أتمنى على رئيس قائمتي أن يعلن تهنئته قائمة الاتئلاف بفوزها الأولي بالرغم من الاعتراضات على ممثلي قائمة وأنصار الائتلاف. فهذه هي اللعبة الديموقراطية وعلى من يؤمن بها أن يحترم شروطها.
المعروف عن الصارخين والمهددين الآن بعد خيبة أملهم بعدم تحقيق أصوات كثيرة تمكنهم من تشكيل حكومة عدم إيمانهم بالديموقراطية ويتمتعون بشخصيات ديكتاتورية داخل أحزابهم كما يروى مقربون منهم. وما يحصل الآن من عدم تصديق الخسارة أمر ليس بالمستغرب على من لا يؤمن بأحقية سواه بالفوز.
هل تساءل المعترضون عن سبب سكوت الجانب الأميركي على ما أعلن إلى الآن من نتائج الانتخابات؟ وما هي الخروقات ودلائل التزوير التي يتحدثون عنها. فما زلت أتمنى أن يتم تقديم هذه الطعون ولو بعضها بعيداً عن الصراخ الخطابي المليء بلدينا شواهد وقال لنا شهود واخبرنا مندوبونا.
الذين بدؤوا بالصراخ والاتهامات كانت جبهة التوافق السنية التي قال زعيمها عدنان الدليمي في مؤتمر صحفي (بماذا سنخبر أنصارنا الذين احتفلوا بفوزنا) وما دخل مفوضية الانتخابات بذلك وهل احتفال حزب قبل إعلان النتيجة تأكيد لفوزه؟ ثم ما دخل مفوضية الانتخابات التي أثق بمعظم مفوضيها من خلال قراءاتي لكتاباتهم ومتابعتي لمؤتمراتهم الصحفية إذا كانت مدينة الثورة تضم نصف سكان بغداد وهؤلاء ذهبت معظم أصواتهم لقائمة الائتلاف الذي نجح في كسب تيار مقتدى لجانبه بعد أن تسابقت جميع القوائم لكسبه لصالحها.
الأطرف ما حصل يوم في مؤتمر جبهة التوافق الصحفي وهو إعلان أحد قادتها خلف العليان الذي كان ضابطاً في الجيش العراقي قبل السقوط بأنه لن يسمح بتشكيل الجمعية الوطنية (تحول الاسم إلى مجلس النواب) ولا بتشكيل الحكومة وطالب بإعادة الانتخابات على أن يحميها أنصار جبهة التوافق!
كما أن أحد قادة حركة الوفاق من القائمة العراقية طالب بإقالة اثنين من مفوضية مفوضية الانتخابات متهما إياهما بالتزوير بدون دلائل!
الذي لم يعلمه هؤلاء الصارخون للأسف أن ما يقومون به يبدو دافعاً قوياً وسريعاً باتجاه انفصال الجنوب العراقي الذي ما زال معظم سكانه يوالون الائتلاف الشيعي وقد انتخبوا الائتلاف بسبب إصراره على الفيدرالية. فلو ألغيت نتائج الانتخابات سيكون الحدث الذي يلي الإلغاء هو الانفصال كما علمت من أصدقاء في محافظات الجنوب. باعتبار محافظات الغرب صحراء بلا موارد ولو كان الأمر معكوساً لتم الانفصال منذ عامين.
وسينتشر جيش المهدي الذي ما انفك يتحسس أسلحته لمعركة بغداد التي ستشهد مسرح الحرب الأهلية ونتيجتها معلومة من خلال الأصوات التي أحرزها الائتلاف بأنصاره المدربين والذين امتلكوا خبرات قتالية سواء في جيش المهدي أو منظمة بدر أو بقايا الجيش العراقي من العوائل الفقيرة.
الوضع في بغداد كما أشاهده كل يوم بات على مفترق طرق: أما أن يتم القبول بالنتائج المعلنة أو يعلن قادة الائتلاف باعتذارهم عن تشكيل الحكومة العراقية لمقبلة (الحكومة هي غاية المعترضين) والاكتفاء بنسبة الأغلبية في مجلس النواب حيث لن يمرر أي قرار بدون موافقته. أو انفصال الجنوب والفرات الأوسط وتفجر حرب أهلية ببغداد تحرق كل ما تم ترميمه من بناء متهالك أصلاً.
http://www.alitijahalakhar.com/