اولا وقبل قراءة هذا المقال كلنا نتذكر تصريح السيد مقتدى الصدر -عند زيارة السيد ابراهيم الجعفري لمدينة النجف الاشرف -حول تأييده للإنتخابات مشيرا الى ان مشاركة التيار الصدري قد ساهمت في زيادة نسبة الأصوات المؤيدة لقائمة الإئتلاف العراقي الموحد حيث قالها بفخر وبمنتهى الوضوح .
المرواني ظاهريا يمتدح مقتدى الصدر ولكن من يقرأ مابين السطور يفهم ان راسم المرواني يشتم السيد مقتدى الصدر وكل الاطراف الشيعية الاخرى وبنفس الطريقة البعثية التي كان يكتب بها البعثيون.. راسم المرواني يصف الشيعة بانهم كمعسكر معاوية ويصف اتباع التيار الصدري بأنهم خوارج .. ولاندري بالضبط من يمثل الحق والحقيقة برأيه .. هل هي مرام والبعثيين مثلا
دفاعاً عن مقتدى الصدر .. دفاعاً عن أبناء المنهج الصدري
راسم المرواني
وهذه مرة أخرى .. أصرخ بصوت عال .. أنني لست ضد فكرة الإنتخابات بشكلها الديمقراطي الحضاري ، ولكنني أتقاطع تماماً مع الكثير من مفرداتها التطبيقية ، وأتقاطع بشكل واضح مع الآلية التي استخدمها أبناء المنهج الصدري في المشاركة بهذه الإنتخابات ، ولأنني آليت على نفسي أن أترك مسألة النقاش بهذا الموضوع ريثما تعلن نتائج هذا السيناريو المسمى بالإنتخابات ، ودام أن ( الفأس قد وقع بالرأس ) ولم ينتبه البعض لما ستؤول إليه النتائج بعد فرز الأصوات ، وحتى قبلها ، ولست أعني بذلك عدد الأصوات أو عمليات التزوير أو نزاهة أو فبركة الإنتخابات .. ولكنني أعني بذلك ما يترتب على مشاركة أبناء المنهج الصدري بهذه الإنتخابات ، وبهذا الشكل المتقهقر، لذا وجدت من المناسب والضروري أن أبين بعض النقاط على طريقة المثل العراقي القائل ( اللي يكرهك ..إيكول ردت أكلك ، واليحبك ، إيكول :- مو كتلك ؟؟؟) ، ولكي أبرئ ساحة الأخ القائد من تقولات البعض ، رغم أنني أعلم أنه لا يحتاج لدفاع مني ولا من غيري ، ولأنني أجد أن ساحته أنقى من تقولات البعض ، ولكني أحببت أن أسجل اسمي في قائمة ( أبناء المنهج الصدري ) الحقيقيين ، وابرئ ذمتى ، وأثبت للمولى المقدس أنني قد حفظت غيبته في ولده مقتدى ( والمرء يُحفظ في عياله ) .
لقد فهمت – وفهم معي الكثيرون – محتوى بيان الأخ القائد مقتدى الصدر ، الذي أصدره إبان العملية الإنتخابية ، كرد فعل انعكاسي على ادعاءات البعض ، وتخرصات البعض الآخر ، وأعتقد أن قراءة واعية للبيان ، ودون تسييسه أو توظيفه للمصالح الذاتية ، ودون ( الكذب) في تأويله للبسطاء ، يمكن أن توضح لنا الصورة الحقيقية لرأي سماحته بالعملية الإنتخابية برمتها ، وليس غريباً أن يقوم البعض بتفسير هذا البيان بالشكل الذي يخدم تطلعاته ورغباته ، فنحن نعرف أن كلام الله (جل ثناؤه ) وهو أشرف من كلام المخلوقين طراً ..قد فسره المفسرون وفقاً لمتطلباتهم ، وجحد الآخرون معناه الحقيقي ،بل حاول البعض أغماط حقه في توظيفه وفقاً لرؤاهم وتطلعاتهم .
بيان سماحته واضح ، ولا يقبل التأويل .. وفيه من الإشارات ما لا تحتاج الى ذكاء مفرط لفهمها ، بل وفيه من العبارات ما يذكرنا بكلام أمير المؤمنين (عليه السلام ) في رحلة قبول التحكيم تحت طائلة المعارضة الغبية التي شككت بنوايا أمير المؤمنين ، وشككت بصلاحية رأيه بموضوع التحكيم ، فاختارت لنفسها .. ولم ترض باختياره ، ونصبت نفسها راعية للمصلحة دون الإلتفات الى حجم ونوع وشكل القيادة المتمثلة بأمير المؤمنين ، وما أشبه اليوم بالأمس ، حيث سمعنا بآذاننا ورأينا بأمهات أعيننا سماحة الأخ المجاهد مقتدى الصدر وهو يشير باصبع الرفض الى هذه العملية ، وعرفنا حجم التهديد والضغط الذي تعرض له هذا الفتى الهاشمي العلوي ، وإلحاح الساسة وأصحاب القوائم الآيلة للتساقط ، ولمسنا فيه صموده المتفرد في زمن التهافت والتداعي ، وحفظنا له موقفه الصلب الآتي من وعي وإدراك أعجز المتقولين ، وفي النهاية ... رأينا انكساره الحكيم المتأنق المتألق العلوي ، أمام (البعض) من أصحابه ، وأمام رغبتهم الجامحة في إثبات أنفسهم ، أو إثبات نزعاتهم – لو صح التعبير - والذين رأوا في أنفسهم أنهم الأدرى بمصلحة هذا المنهج الطاهر، وقرأنا في بيانه – الذي سيكون حجة علينا وعلى غيرنا – أنه آلى على نفسه أن يكون أمة ( وسطاً ).. بعد أن أفتى (مراجعهم) العظام والعظماء بوجوب المشاركة بالإنتخابات ، ولأنه ( دام عزنا بعزه ) لم يشأ شق عصى المسلمين ، فقد خضع للتحكيم ، وأسلم أمره للمصاحف ، ورضي بما رضوا به ، ولكنه احنفظ لنفسه ببراءة الذمة حين قال ( لا آمركم ولا أنهاكم ) وأشد منها نكاية أن البعض لم يفهم قول سماحته حين أشار للذين يكذبون عليه ، وأزاحوا العبارة نحو معنى آخر ، بيد أني عرفت أنه كان يعني بها الخوارج من أبناء المنهج الصدري ، فنحن نعرف من كذب على سماحته ، وليس من المنطقي أن يدعي الشيوعي – مثلاً – أن قائمته مدعومة من قبل مقتدى الصدر ، بل كل المدعين الكذابين عرفناهم وعرفنا متاجرتهم باسم الصدرين ، وبصور الصدرين ، وزايدوا على كذبهم ، وراهنوا على تصديق البعض لهم ، وراهنوا على صمت السيد مقتدى .
والان .. وكي نعرف ما الذي كان يخشاه السيد المجاهد مقتدى الصدر من المشاركة بهذه الإنتخابات ، علينا أن نقف قليلاً لنفرز بعض الأوراق والمواقف والنتائج ، ونبرئ ذمتنا أمام الله ، وأمام سماحته الذي ما زلنا نفتخر أنه لنا قائد وأخ .
الآلية الخاطئة .. وتشتيت الأصوات
بدءً ، يجب أن نقرأ – بعناية – الآلية الخاطئة التي استخدمها أبناء المنهج الصدري في المشاركة بالعملية الإنتخابية ، والخطأ يبدأ – برأيي – بالنقاط التالية :-
1- كان المفترض بالجميع الإلتفاف حول راية السيد مقتدى الصدر ، والتي نسميها بفخر(راية المنهج الصدري) ، والتي نعتقد أنها الراية الممهدة لراية قائم آل محمد (عجل الله ظهوره المبارك) ، وكان المفترض أن نعتمد – اعتماداً مطلقاً على رأي سماحته في الموضوع ، من أجل غلق المنافذ أمام البعض ، وعدم السماح بعمليات الإختراق ، والمتاجرة بأصوات أبناء هذا المنهج الطاهر .
2- كان يمكن للذين ( يتفلسفون ) سياسياً ، وقبل أن يتخذوا خطوتهم الأولى ، أن يستأذنوا سماحة الأخ القائد ، في إصدار استفتاء لأبناء المنهج الصدري ، وأخذ موافقتهم ورأيهم بالمشاركة بهذه اللعبة العملية ،وأن يشركوا أخوتهم في الإدلاء بدلوهم في الدلاء ، وأنا أجزم بأن سماحته سيكون أول المشجعين على استصدار هذا الإستفتاء ، لما رأيناه من سماحته من حب حقيقي لأبناء منهجه ، وحب حقيقي لآرائهم وتطلعاتهم ، ولما لمسناه فيه من تواضع ورغبة في أن يشترك القاصي والداني من أبناء المنهج الصدري بهذا الإستفتاء ، ودليلنا على ذلك ما أصدره من استفتاءات سابقة حول جدولة انسحاب المحتل ، أو المطالبة بإعادة ترميم قبور البقيع وغيرها .
3- لو رأينا لدى سماحته الرغبة ، ولو قرأنا في تعابيره لغة الموافقة على المشاركة في العملية الإنتخابية ، ولو أن أبناء المنهج الصدري وافقوا على المشاركة ، فكان المفترض بنا أن ندعم رأيه ورأي الرجال الرجال من أتباعه ،ونتخلى عن رغباتنا الدنيوية ، وتسارعنا نحو الفوز بمنصب دنيوي ، ونتنزل قليلاً لإجراء انتخابات ( داخل أبناء المنهج الصدري ) لإختيار الرموز والشخوص المعروفة ، والنقية التاريخ ، والواضحة المواقف ، ( داخل وخارج العراق ) ، ولسنا عاجزين أبداً عن القيام بذلك ، ثم نستخلص الخلاصة ، ونوحد أنفسنا في قائمة واحدة ، قائمة لا تتمسح بعباءات الآخرين ، ولا تذوب بثقلها بين شتات القوائم والشخوص ، وكنا سنضمن تأييد سماحته ، وكنا سنضمن تلاحمنا .
4- كان يمكن لنا – نحن أبناء هذا المنهج – أن نستقل بقائمة شأننا شأن الآخرين ، بل كان يمكن لنا أن نكون أكثر وضوحاً حين نعلن عن قائمتنا ، وبذلك نكون ضامنين لأصوات الأعم الأغلب من الشيعة ، والكثير من أصوات أخوتنا من أبناء السنة ، لما يعرفوه عن هذا المنهج من رغبة في الوحدة ، ومصداقية في المواقف ، بل والكثير من أبناء العراق ، لما يرونه فينا من ثبات على المبادئ ، ولما يعرفونه عنا من تضحية دون انتظار لمقابل أو رغبة في منفعة أو مصلحة ، بدلاً من أن نشتت أصواتنا وأصوات غيرنا ، ونفسح المجال أمام البعض ليتهمنا بأننا نضع أيدينا بيد أخرى ربما هي متهمة في بعض الأحيان بالطائفية ، أو بالنفعية - ( هذا ليس رأيي وإنما رأي البعض وأنا أنقله كما هو ) – أو بالقيام ببعض الأعمال التي تبعد عن الوطنية والرغبة في الوحدة ، وبذا نكون قد خسرنا أصواتاً كثيرة ، وخسرنا معها الأساس المتين ( للوحدة ) الذي حاول المولى المقدس ( عليه صلوات من ربه ورحمة ) ومن بعده ولده مقتدى أن يرسوا قواعده في أرض راسخة .
إن الآلية لخاطئة التي اتبعها البعض ، قد أدت الى تشتيت الأصوات ،ووضعتنا موضع الحرج ، وأضاعوا علينا فرصة ملايين الأصوات ، التي كان من شأنها أن تغير خارطة العراق السياسية ، بل وأضاعوا علينا فرصة أن نبدأ بداية مدروسة ، واستندوا الى رؤاهم التي أثبتت وتثبت يوماً بعد يوم خطأها وقلة استيعابها للواقع السياسي للعراق ، وكلنا يعرف لماذا حصلت قائمة ( الرساليون ) مثلاً على هذا العدد المتدني من الأصوات ، والذي لا يتناسب وحجم وعدد أصوات أبناء هذا المنهج الصادق ، ذلك لأن الكثيرمن المخلصين قد فهموا فحوى بيان السيد القائد ، وبحثوا بين القوائم عن ( الصدرين ، وأتباع الصدرين ، ومن والاهم ) ولكنهم تعبوا من البحث – ربما – أو بالحقيقة هم وجدوا بعض الصدريين الحقيقيين ، ولكنهم موجودون في قوائم مملوءة بأسماء لا تمت للمنهج الصدري بصلة ، فآثروا إغلاق بيوتهم على أنفسهم ، بانتظار صبح جديد ، ولكي يصونوا آذانهم من إدعاءات البعض من الذين وصفهم الأخ القائد بالـــ ( كذابين ) .