• حسن المالكي (الثائر على الوهابية)
يقول أكثم بن صيفي المنتمي لأصوله الثقيفية القينقاعية الوهابية في الطائف: كل من يقف موقفاً متشدداً من الشيعة يعد وهابياً في عرف الشيعة !!
الوهابية (إن صح التعبير) فكر أكبر بكثير من الموقف من طائفة معينة .
أما جزيرة العرب فهي بحمد الله موحدة لربها كافرة بالأوثان .
نحن العرب وفينا بعث محمد صلى الله عليه وسلم ، وعند إحدى قبائلنا (بني سعد " وهي قبيلة موجودة حتى الآن بالطائف" ) استرضع ونما عوده وفصح لسانه، وبلساننا أنزل القرآن ، فنحن أحق من يتبع هذا الدين ، ونحن أولى من يفهمه ، بعيداً عن تصوف الصفويين ، وخرافات الهنود .
ما رأيه في حسن المالكي الذي كان وهابيا....
ولد حسن المالكي في عام 1970م في منطقة جيزان على بعد بضعة كيلومترات من الحدود اليمنية. وفي سنوات مراهقته أصبح باعترافه الشخصي (سلفي محافظ) يقضي وقت فراغه في توزيع أشرطة (ابن باز)، حتى أنه كان يفكر بالذهاب إلى أفغانستان لمحاربة الروس. وفي عام 1987م غادر إلى الرياض للدراسة في قسم الإعلام بجامعة الإمام محمد بن سعود حيث تخرج منها في عام 1992م. وخلال فترة دراسته صُدم بالجو المتشدد المحيط به، وبدأ بالانفتاح الفكري وأصبح مولعاً بالتاريخ. في عام 1993م عمل في وزارة التربية كمشرف على النشر ثم أستاذا فباحثا. وفي نفس الوقت بدأ بالكتابة في الصحف بشكل مستمر، وتم اعتقاله لمدة شهرين في عام 1996م بسبب مقالة اعتبرت استفزازية بشكل كبير.
ونشر أيضاً عدة كتب منعت جمعيها في المملكة. وأثار كتابه الأخير المليء بالنقد اللاذع للمناهج الدراسية السعودية والذي نشر بعد أحداث 11 أيلول - سبتمبر بقليل (مع أنه يصر على أن التوقيت كان محض مصادفة) أثار فضيحة لدرجة أن مؤلفه طرد من وظيفته ولم تتم إعادته إليها مطلقا.
يصرّ حسن المالكي باستمرار على أنه ليس رجل سياسة ولا ينوي أن يصبح كذلك، وعلى كل حال إذا لم تكن كتاباته تستهدف النظام السياسي السعودي بشكل مباشر، فإنها تهز بعضا من دعاماته الأساسية: إعادة كتابة التاريخ، ونقد المناهج الدراسية، وكذلك الفكر الوهابي. في كتابه (نحو إنقاذ التاريخ الإسلامي) يكشف حسن المالكي لأول مرة رؤيته حول الطريقة التي يتم بها تدريس التاريخ في المملكة، حيث يتم إظهار السلف الصالح كأنهم معصومون عن الخطأ، وهو حسب المالكي أمر خاطئ تماماً، حيث يقول: (إن أسلافنا ليسوا مختلفون عن بقية البشر، ولقد نجح بعضهم في تحقيق ما أراد تحقيقه وفشل البعض الآخر في ذلك). ولا يتردد المالكي في اتهام بعض الشخصيات التي كان لها حضور رئيسي في كتب التاريخ السعودي كالخليفة (معاوية) الذي يصفه المالكي على أنه طاغية وانتهازي وكـ (ابن تيمية) الذي يشجب المالكي مواقفه المتشددة وخاصة فيما يتعلق بالتكفير.
وبالنسبة للمالكي فإن إصلاح المجتمع السعودي لن ينجح إلا إذا بُدئَ بعملية إعادة قراءة التاريخ الإسلامي بدون تحيّز، بحيث يصار إلى الإستفادة من دروس الماضي. وبنفس الحماسة يهاجم المالكي بعنف المناهج الدراسية السعودية مركزاً انتقاداته على أحد دعائم التعاليم الدينية الوهابية وهو موضوع: (التوحيد). وفي كتابه: (مناهج التعليم: قراءة نقدية لمقررات التوحيد لمراحل التعليم العام) يُظهر أن الكتب المدرسية التي تُدرَّس للناشئة السعوديين متخمة بالتهجم على المسلمين غير الوهابيين، وتحرض على تكفيرهم وعلى الجهاد ضدهم في حالات معينة، وفي جميع الأحوال الحرص على عدم الاختلاط بهم حتى لو تطلب ذلك الهجرة إلى (أرض الإسلام)؛ وفي حال غير مسلمين فإن الهجوم يصبح اعنف. ولكن المالكي يذهب أبعد من ذلك في نقده ويرى أن الكتب المدرسية السعودية هي فقط إحدى سمات ظاهرة أعم حين يقول أن السبب وراء كل ذلك هو الفكر الوهابي.
إن نقد الوهابية هو المهمة الرئيسية للمالكي وهو من ناحية يهاجم مصادرها الفكرية الأساسية مثل ابن تيمية وابن عبد الوهاب (اللذان مارسا حقهما في الاجتهاد، وقد وقعا مثلهما مثل أي مجتهد آخر في ارتكاب أخطاء). وعلى سبيل المثال في كتاب جدلي بعنوان (نقض كتاب كشف الشبهات) يهاجم المالكي أحد الكتب الأساسية لابن عبد الوهاب (كشف الشبهات) حيث يدين مرة أخرى التشدد الذي يبديه وخاصة فيما يتعلق بالتكفير، ومن ناحية أخرى ينتقد بشدة القسوة المنهجية الشديدة للوهابية، ويقول أن الوهابية التي كانت ترى نفسها فوق المذاهب الإسلامية تحولت إلى نقيض ما أرادته وهو مدرسة دينية جديدة وأصبحت أكثر تصلباً من كل المدارس الأخرى. وفي هذا السياق يتوافق المالكي مع عبد الله الحامد على ضرورة التخلص من ذلك الكاريكاتور السلفي الذي أصرت عليه الوهابية والعودة إلى مثلها الأصلي: حركة سلفية متجددة واعية قادرة على بناء المجتمع المدني، ونظام قائم على الشورى.
إن آراء المالكي الثائرة على التقاليد سببت له الكثير من المتاعب حيث أنه تمت - كما ذكرنا - إقالته أولا من عمله في وزارة التربية، وتردد أن الشيخ صالح اللحيدان والشيخ صالح الفوزان التكفيريين، وهما من كبار علماء المملكة، طلبا شخصياً إقالته. وبعد ذلك جعله الشيوخ السلفيون التكفيريون هدفاً لأقلامهم....