التجربة الأميركية في اليابان /قراءة تاريخية

[العقيلي]

التجربة الأميركية في اليابان /قراءة تاريخية
1

وقعت اليابان تحت الحكم الأميركي المباشر سنة 1945 بعد خسارتها الحرب امام عدوها اللدود والغير تقليدي اميركا. وقد استمر الأحتلال الأميركي لليابان من 1945 الى 1952. حيث قامت الولايات المتحدة الأميركية بتغيير جذري في التركيبة السياسية والأقتصادية والعقائدية لأجتماعية والتعليمية في المجتمع الياباني. هذه محاولة أستقراء تاريخي سريع للتجربة الاميركية في اليابان خلال فترة الحكم الأميركي المباشر لذلك البلد. وتم اختياري للتجربة الأميركية في اليابان كمحاولة لفهم طريقة التفكيرا لأميركي الحالية في ادارة المناطق الشديدة الأهمية من الناحية الأستراتيجية مثل العراق. حيث نلحظ تشابها بين اليابان والعراق من عدة نواح. واوجه هذا التشابه يمكن تلخيصها كالأتي

العراق خرج من مواجهة مسلحة مع الأميركان مهزوما كما كانت اليابان.
العراق يمثل ثقلا نوعيا من النواحي الأستراتيجية وكذلك اليابان.
العراق كان يخضع لديكتاتوريات شرسة على مدى طويل من الزمن وكذلك اليابان.
العراق كما كانت اليابان كانت تلعب المؤسسة العسكرية فيه دورا رئيسيا.
العراق يستحق ان يعتبر مثالا لتجربة اميركية في الهندسة التغييرية كما تحولت اليابان الى مثال اميركي في الهندسة التغييرية لبلد محتل.
العراق خرج من حرب بدون اية بنية تحتية تذكر وكذلك تحولت الجزر اليابانية الى يباب بعد الحرب.
العراق كانت تحكمه افكار متطرفة ذات منحى فردي متعصب وكذلك كانت اليابان.
ونظرا لظروف التشابه بين العراق سنة 2003 واليابان سنة 1945 فان طبيعة التعامل الأميركية لن تختلف كثيرا في العراق عنها في اليابان, مع بعض التغييرات التي تفرضها الظروف المحلية والمرحلية الراهنة.


وقد اطلق اليابانيون على بلدهم بعد انتهاء الحرب في سنة 1945 مصطلح ياكي نوهارا وتعني الأرض المحروقة، ونستطيع ان نستشف ما تعنيه هذه الكلمة من شكل الدمار الذي الحقته القنابل النووية. حيث لم تتوفر اليابان على وجود اي اساسيات حقيقية للمعيشة البشرية. حيث كانت التجمعات البشرية تشكو في المدن والقرى اليابانية من الحرمان من المأوى اضافة الى نقص الغذاء.
وبعد وقوع اليابان تحت الأحتلال الأميركي المباشرقام الأميركان بقيادة قوة تحالف تضم كلا من بريطانيا والأتحاد السوفييتي السابق بالأضافة الى ثماني قوى غربية اخرى لحكم اليابن عسكريا وقد كان للاميركان اليد الطولى في قيادة الأحتلال و عملية اتخاذ القرار والتخطيط وصناعة السياسات الخاصة للبلد في مرحلة ما بعد الحرب حيث احتل الضباط الاميركان كل المناصب القيادية في مؤسسات التخطيط والتنفيذ التابعة للأحتلال. وقد شكلت القوات المحتلة الأميركية ما سمي بمكتب القائد الأعلى لقوى التحالف تحت قيادة الجنرال دوجلاس مكارثر. وقد اعتمد مكارثر في قيادته على مجموعة من الضباط والخبراء الأميركان ممن كانت تجمعهم صفتا الولاء المطلق له ومعارضتهم التامة والمطلقة للفكر الشيوعي الذي كان يعتبر التحدي الأقوى الذي كانتيعتبر الشاغل الأكبرلأميركا بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية.

يقول المؤرخ الأميركي جاري الينجسون" لقد كان الفكر الطاغي على عقلية مكارثر وطاقمه تمثل انعكاسا لوضع المجتمع الأميركي والحكومة الأميركية في فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية، حيث كان الخطر الشيوعي ماثلا امام الأميركان وخاصة في الصين والأتحاد السوفييتي". وهذا ما نستطيع ان نتبينه في هذه المرحلة في العراق من تصور المجتمع الأميركي والحكومة الأميركية الأسلام كخطر ماثل امام الحضارة الغربية وكيفية تأثيره على عقلية بريمر ورامسفيلد وجارنر وغيرهم وربما اعتبر هو العامل الأهم الموجه للسياسات الاميركية تحت ذريعة مكافحة الأرهاب على الأقل رسميا واعلاميا.
سأحاول في الحلقة القادمة المرور على الخطط والسياسات التي استعملها الأميركان بعد تأسيسهم لوجودهم الرسمي للأحتلال وسنكتشف التشابه الغير طبيعي في اسلوب الأحتلال الأميركي في التعاطي مع الشأن العراقي وأسلوب مكارثر في التعاطي مع الشأن الياباني .

[ali110]

الموضوع جيد جداً لأن التاريخ يعيد نفسه
المشكلة هي أن


العرب لا يقرأون
وأذا قرائوا لا يفهمون
وأذا فهموا لا يطبقون




هذه مقولة رئيس وزراء الصهاينة الاسبق
والسلام

[أرض السواد]

أحسنت أخي

قراءة موفقة جداً

بانتظار الحلقة المكملة

[أبو الحارث]

تابع يا عقيلي موضوعك المهم ، لنجد متنفساً من الهرج الذي ملأ الساحة.

[العقيلي]

شكرا لكم اخواني الأعزاء ali110 وابي الحارث وارض السواد. وسأحاول قدر مستطاعي ان اكمل هذا الموضوع.


التجربة الأميركية في اليابان /قراءة تاريخية
2

بدأت الولايات المتحدة الأميركية بقيادة الجنرال مكارثر بالقيام بخطوات عملية في مشروعها التغييري لليابان. وقد بدأت هذه الخطوات اول ما بدأت بعملية تصفية وتطهير لآثار العهد الذي سبق استسلام اليابان لقوات الحلفاء. حيث تمثلت العملية بالتخلص من بعض المسؤولين السابقين او بعض الجمعيات او التنظيمات السياسية والحزبية او بعض المؤسسات الرسمية اليابانية. وقد شرعت في القيام بعدة خطوات ضمنت لها الوصول والنجاح في المرحلة التالية، ومن هذه الخطوات حل ما تبقى من الجيش الياباني، والقضاء على كتلة من الشخصيات المهمة في النظام ممن كان يعتقد انها تمثل الثقل الذي كان يقود البلد قبل واثاء الحرب، حيث تم تقديم 28 شخصية عسكرية ورسمية ليحاكموا امام محكمة عسكرية دولية في الشرق الأقصى ما بين 1945 و1948 وقد تم تنفيذ حكم الأعدام شنقا بسبعة منهم وتم الحكم بسجن البقية الباقية لمدد متفاوتة بتهمة ارتكاب جرائم ضد البشرية.
ويمكن تقسيم الشرائح والشخصيات التي استهدفتها الحملة الأميركية الى اربعة اقسام

اولا: حل ما كان يسمى بشرطة الفكر اليابانية ومراكز التوجيه الديني والمجموعات المتطرفة التي تحمل فكرا وطنيا متشددا. ومن هذه المجموعات مؤسة الأحتياط الأمبراطورية وهي مؤسسة اقرب ما تكون من مجلس اعلى يضم شخصيات ذات تأثير ونفوذ عالي المستوى في طبقات المجتمع الياباني وعلى كافة مستوياته وشرائحه, حيث كان هذا المجلس تقوم بتوجيه المجتمع الياباني نحو الأندكاك بالأمبراطور والأندفاع نحو الحرب والمحافظة على القيم والتقاليد اليابانية. ويمكن اعتبار هذا المجلس من الهيئات السياسية المتطرفة في اليابان والذي لعب لعب دورا فعالا في توجيه البلد والمجتمع الياباني نحو استعمار الدول المجاورة وبث روح نزعة التعالي واحتقار الشعوب الأخرى.

ثانيا: تغيير كلي للبنية الأقتصادية لليابان وذلك من خلال منع ما يقارب 300 رجل اعمال ياباني من مزاولة اعمالهم واقصائهم من مناصبهم التي كانوا يتولونها. وقد شملت عملية الأقصاء هذه مدراء عامين واصحاب شركات صناعية ومؤسسات مصرفية ومالية يابانية كبيرة اضافة الى حل بعض المؤسسات الأقتصادية الكبرى واهمها مؤسسة زايباتسو العملاقة.

ثالثا: منع ممارسة اي نشاط سياسي او نشاط عام لثلاثمائة شخصية سياسية وحزبية يابانية. حيث تم بهذه الخطوة قطع الطريق على هذه الشخصيات السياسية من لعب اي دور سياسي او اجتماعي بارز في الساحتين السياسية والأجتماعية اليابانية بدعوى تعاون هذه الشخصيات مع النظام الياباني ومشاركتها في دعم المجهود الحربي الياباني. وقد كانت احد الأسباب لأقصاء النخبة الأقتصادية والسياسية المتنفذة في اليابان ما قبل انتهاء الحرب هي تفريغ الساحتين الأقتصادية والسياسية من هذه العناصر واعطاء فرصة لجيل اكثر شبابا للوصول الى مواقع صناعة اقرار السياسية والأقتصادية.

رابعا: اتخذ مكارثي قرارا استراتيجيا يقضي بالأعتماد على المؤسسات البيروقراطية اليابانية واستخدامها كوسيلة لتطبيق الأصلاحات وبرامج التغيير التي كانت تعتمدها قوات الأحتلال. ولهذا السبب تم التعاطي بشكل اقل حدة مع المؤسسات الرسمية اليابانية والمنتسبين اليها. وعلى هذا الأساس فقد تم الغاء وزارتي الجيش والبحرية اليابانيتين وتسريح كافة موظفيها. اما وزارة الداخلية فقد تم تقطيعها الى ثلاثة اوصال وهي وزارة الأعمار ووكالة الشرطة الوطنية ووكالة الحكم الذاتي. اما بقية لوزارات والهيئات الحكومية الأخرى فقد سلمت من عملية اعادة الهيكلة اوالألغاء.
مردود هذه المرحلة كان فقدان ما يقارب مائتي الف رجل لوظائفهم الرسمية وذلك للأشتباه بمشاركتهم بشكل مباشر في دعم المجهود الحربي الياباني. كما ونصت القرارات على منع كل من يشتبه بان له توجها يساريا من العمل في قطاع الدولة او الأعلام او في مجال الحركة العمالية.

اما المراحل الأخرى من عملية التغيير فقد شملت كتابة الدستور الياباني وبناء الحالة السياسية اليابانية وبناء النظام التعليمي الياباني اضافة الى اعتماد نظام اللامركزية كنظام سار في كافة القطاعات في اليابان. وسأحاول ان اعرج في الحلقة القادمة على مرحلة الدستور والتعليم والبنية السياسية.

[العطار]

الاخ العقيلي
هل هناك مصادر على الانترنت نستطيع من خلالها الاطلاع على تفاصيل الحكم الامريكي لليابان؟
والامر نفسه بخصوص المانيا.
بوش ذكر اكثر من مرة انه يريد تكرار التجربة اليابانية والالمانية في العراق.
ويقال ان بريمر هو "رجل بوش" في العراق بعد ان كان غارنر هو "رجل البنتاغون".

[العقيلي]

أخي العزيز العطار الصفحات ليست متوفرة بشكل تعطي تفصيلات عن طبيعة الحكم الأميركي ولكن هنالك شذرات متفرقة هنا وهناك

هذه بعضها قد تعطي تصورا عاما وملخصات

www.japan-guide.con

عن النظام التعليمي الياباني الحديث توجد صفحة وزارة التعليم اليابانية

wwwwp.mext.go.jp

www.nihondatabank.com/modern-japan.htm


أما الكتب فأفضل كتابين وجدتهما هما كتاب جاري الينسون وهو استاذ وباحث متخصص في الشؤون اليابانية

اسم الکتاب
Japan's postwar history
Gary D. Allinson

والثاني كتاب
Antitrust in Germany and Japan
The first Fifty Years, 1947-1998
John O.Haley

تقبل تحياتي

[الخزاعي]

جميل جدا أخي العقيلي العزيز ..
اليابان ومع اختلاف الظروف المحيطة طالها سبع من الاحتلال .. فكم من السنين تنتظر العراق ؟ وهل يتحمل العراقيين - أصحاب الدم الحار - ثلاث سنوات من الاحتلال المباشر لبلدهم ؟
لا أدري فعلاً فالعلم تطور كثيرا وربما يتم تحويل الحار الى بارد وأساليب الشيطان الأكبر ما أكثرها وأفتنها .

شكرا لك وحقيقة مقارنة جميلة وموفقة
واصل سلمت أناملك

[المتيقن]

شكرا لك اخي العقيلي على هذا الموضوع الرائع وللمزيد من هذه
المواضيع الرائعه ودمتم

[ali110]

السلام عليكم
الموضوع موضوعي ولاكن
هل يعقل
ألعراق سيكون يابان الشرق الاوسط ؟
ألجيش المريكي يلاحق البعثية من زاوية الى زاوية ؟
الصناعات العراقية غير النفطية تغزو العالم ؟
من لا يصدق فليعش لخمسين عام أخرى ليرى بأم عينه صحة الخبر من كذبه
والسلام

[العقيلي]

التجربة الأميركية في اليابان
3

الأصلاحات

شرعت القوات المتحالفة المحتلة لليابان بأزالة المعارضين المحتملين لسياساتها وخططها من الساحة اليابانية. حيث هدفت عملية التطهير والتصفية الى تخليص المجتمع الياباني من بقايا الحقبة السابقة للحرب وسد الطريق على اية قوى يسارية قد تدخل في عرقلة المشروع الأميركي في اليابان. وتزامنا مع عملية التصفية هذه بدأت بسلسلة من برامج اصلاحات شملت عدة قطاعات، حيث استهدفت الأصلاحات ستة قطاعات رئيسية في اليابان
1- قطاع الأراضي الزراعية
2- قطاع المنظمات العمالية
3- قطاع الزايباتسو (الشركات الصناعية)
4- النظام التعليمي
5- الدستور
6- الحكومات المحلية

يقول جاري الينسون
"لقد اثرت الأصلاحات على كل فرد في المجتمع الياباني، سواء كان امرأة او رجلا ، صغيرا او كبيرا، غنيا او فقيرا او من كان يعمل او من كان عاطلا عن العمل. وقد كان الهدف الرئيسي لهذه الأصلاحات هو تخليص المجتمع الياباني من تأثير القوى التقليدية التي كانت تتحكم في مفاصله ، وأعادة صياغة هذا المجتمع حسب الهيئة والنموذج الأميركي".

اصلاحات الأراضي

كانت الأدارة الأميركية تفتقرالى الخبرة الكافية لتنظيم وأعادة هيكلة الأراضي الزراعية وملكيتها وتوزيعها في اليابان، وكان مرد ضعف الخبرة الأميركية في هذا المجال الى التباين الكبيربين طبيعة وهيكلية الاراضي الزراعية وظروف ملكيتها بين الولايات المتحدة واليابان. حيث تصنف الولايات المتحدة على انها من اكبر البلدان من حيث مساحة الأراضي الزراعية وتستخدم اسلوب الزراعة الكثيفة مقارنة باليابان التي تشكو من محدودية وصغر مساحة الأراضي المزروعة وتستخدم اسلوب الزراعة المكثفة، والتي تتركز في الجزر الجنوبية وقد كانت الأراضي الزراعية في اليابان مملوكة لمجموعة من الملاّك والأقطاعيين.
وأضافة الى نقص الخبرة في التعاطي مع اصلاحات الأراضي الزراعية فقد كانت الأدارة الاميركية تفتقد معلومات موثّقة عن الوضع الزراعي ووضع الأراضي الزراعية واساليب توزيعها في المناطق الريفية اليابانية في سنة 1945. وفي هذا الشأن فقد اعتمدت الأدارة الأميركية دراسة ميدانية قديمة في علم الأجناس البشرية أعطت وصفا أوليا للقرية اليابانية وللحياة الريفية اليابانية. وبالأضافة الى هذه الدراسة البدائية والقديمة فقد اعتمد الأداريون الأميركان في تحليلهم للواقع الزراعي الياباني على كتب كتبها ماركسيون ناقشوا فيها نظريات ماركس في الاقطاع والملكية الفردية. حيث كانت هذه الكتب تناقش هذه النظريات اكثر من ان تسلط الضوء على الواقع المعقد في الريف الياباني.
واستناداً على معلومات فقيرة كهذه فقد بنى الأميركان تصوراً عن الواقع الريفي الياباني على أساس ان هذا الريف يتكون من ملاّك اراض يمتلكون مساحات زراعية ومجموعة من المزارعين الذين يؤجرون هذه الأراضي من هؤلاء الملاّك. وقد ادى عدم الفهم في تحليل الواقع الى استثناء شريحة مهمة في الريف الياباني ممن كانوا يمثلون طبقة تتوسط الملاّك والمزارعين. وقد كانت هذه الشريحة تقوم بشراء المنتجات الزراعية وبيعها وتسويقها وكذلك دفع ما يستحق على الفلاحين تجاه الملاّك. ولعبت هذه الشريحة دورا مهما في الحياة الريفية اليابانية لم يفهمه الأميركان بشكل جيّد، حيث قللّت من تسلّط الملاّك على المزارعين. أما الواقع فقد كان أكثر تفاؤلاً مما تصوره المخططون الأميركان.
أما حجر الزاوية في هذه الأصلاحات فقد كان هدفه أعطاء مركزية أكثر لشريحة الييومان او المزارعين والتي اعتقد الأميركان انها ستكون مركزاً لتطبيق التجربة الديمقراطية في الريف الياباني.

وفي بدايات 1946 بدأت أولى المحاولات لتطبيق الأصلاحات في نظام توزيع الأراضي. وفي هذه العملية تم اعادة توزيع الأراضي الزراعية لتقليص ان لم نقل الغاء النظام الأقطاعي في الريف الياباني. وفي هذه العملية تم مصادرة كافة الأراضي الزراعية التي اختفى او تغيّب مالكوها أثناء تطبيق الأصلاحات وبيعها وبشروط ميسرة للمزارعين. كما وتم منع الملاّك من امتلاك ما تزيد مساحته على 2.5 هكتار. وأخيرا فقد صدرت قوانين تضمن ملكية هذه الأراضي التي تم اعادة توزيعها على المزارعين.

[يقظان]

لا اظن ان أمريكا اليوم تفكر للعراق ما فكرت به لليابان .

أوجه الاختلاف كبيرة ولم يكن من اسباب الحرب على اليابان تامين حماية لاسرائيل .

شكرا جهد قيم

[العطار]

بالعكس يا اخ يقظان
امريكا حيدت الجيش الياباني وحولته من قوة هجومية الى قوة دفاع محدودة العدد.

[يقظان]

لا انفي وجود تشابه في الحالتين

لكن اسباب الحرب مختلفة تماما ودوافع الأولى غير الثانية .

وما تفعله امريكا بتحييد الجيش العراقي وحله فالمنظور فيه أمن اسرائيل بالدرجة الأولى وعدم سنوح فرصة للعراق للسيطرة على بترول المنطقة .

مسألة اسرائيل وكون العراق بلد عربي ومسلم له ارتباط بالقضية الفلسطينية هو الدافع الرئيس وراء حل الجيش العراقي واستبداله فالجيش العراقي مبني على مفاهيم - وان كانت صورية - مفاهيم العروبة والدفاع عن فلسطين والعرب وما الى ذلك . امريكا ستستبدل ذلك بجيش مفاهيمه عكس تلك المفاهيم للغرض نفسه .

أمريكا تفكر بالادارة المباشرة والاشراف المباشر وفي غير هذه الطريقة لا ينفع مع العراقيين .

[العطار]

اي مفاهيم عروبية تتحدث عنها يا يقضان؟
المفهوم الوحيد الذي كان يؤمن به الجيش العراقي هو الطاعة للقادة وان كانوا مجرمين.
كنا قبل الحرب نتصور ان امريكا ستحتفظ بالجيش لأنه خالي من المبادئ ويخدم من يدفع له ويسهل توجيهه ضد الشعب.
التغيير الذي تقوم به امريكا في العراق اكثر جذرية مما تصورنا.

وهذا يعود بنا الى اليابان, التجربة متشابهة.
المقلق هنا هو ان الجيش الامريكي بقي في اليابان ستة سنوات وثمانية اشهر. لا اتصور انهم سيتمكنون من البقاء في العراق كل هذه المدة, الظروف مختلفة.