[align=justify]لم يعرف عن الشهيد الصدر كونه مفسراً ، ولم يترك أثراُ تفسيرياً ضخماُ كما هو المألوف في الاشتغال بالتفسير التجزيئي، إلا أنه ترك أفكارً مهمة في هذا المضمار وقد كتب عدة أبحاث :
1- القرآن الكريم واسماؤه.
2- نزول القرآن الكريم.
3- كيفية نزول القرآن الكريم على النبي (ص)
4- أسباب النزول.
5- المكي والمدني.
6- إعجاز القرآن.
7- التفسير والتأويل
8- حول التفسير ومراحله وتطوره.
وقد ضمنت هذه الأبحاث في كتاب علوم القرآن لغرض تدريسه في كلية(أصول الدين) في بغداد وأتمه السيد محمد باقر الحكيم.
9- الحرية في القرآن
10- العمل الصالح في القرآن هذا فضلاً عن شرح ىرائه في المنهج الموضوعي في تفسير القرآن.
التفسير، مراحله واتجاهاته
التفسير اصطلاحا هو: علم يبحث فيه عن القرآن الكريم بوصفه كلاماً لله تعالى.
وبهذا الاعتبار يتميز عن علم (الرسم القرآني) الذي يعني بكلامه تعالى من حيث انه حروف فيما يتميز عن علم (القراءة والتجويد) بوصفه معنياً بقراءة الكلام الإلهي.
وكلامه تعالى الذي اشتمل عليه القرآن الكريم وإن كان نزل بلسان عربي مبين، إلا أن ذلك لا يعني بالضرورة أن يكون العرب متوفرين على فهم كامل وشامل له.
لأن كون الشخص من ابناء لغة معينة لا يعني إطلاعه عليها إطلاعاً شاملاً، واستيعابه لمفرداتها وأساليبها في التعبير، وفنونها في القول، وإنما يعني فهمه للغة بالقدر الذي يدخل في حياته الاعتيادية، هذا مضافاً إلى أن فهم الكلام واستيعابه با يتوقف على المعلومات اللغوية وحسب، بل يتوقف إضافة إلى ذلك على استعداد فكري خاص، ومران عقلي يتناسب مع مستوى الكلام ونوع المعاني التي سيق لبيانها. كما أن عملية فهم القرآن الكريم لا يكفي في النظر إلى جملة قرآنية، أو مقطع قرآني، بل كثيراً ما يحتاج فهم هذا المقطع أو تلك الجملة إلى مقارنة بغيره مما جاء في الكتاب الكريم، أو إلى تحديد الظروف والملابسات.[/align]
[align=justify]إذا كان فهم القرآن الكريم يومذاك فهماً ساذجاً تعوزه الدقة والتحقيق والتأمل الفكري ، خاصة مع قيمومة النبي محمد (ص) إلا أن حاجة المسلمين إلى فهم القرآن بشكل أعمق سرعان ما تعمقت بعد وفاة النبي محمد (ص) ، خاصة في ظل ظروف التوسع الاسلامي وانتشاره في صفوف الأمم غير العربية الت ي لم تتوفر على أدنى مستوى لفهم القرآن الكريم مضافاً إلى الخبرة الخاصة بالقرآن التي توفر عليها العرب أخذت بالتضخم والنمو نتيجة الشعور المتزايد بالحاجة إلى فهم القرآن ومواجهة المشاكل الجديدة على ضوء مفاهيمه وأفكاره.
وتلبية مثل هذه الحاجة وتغطيتها تفتقر إلى نوعية، لا تتوافر في (الكادر) القرآني- إن صح التعبير - شروطها ومقدماتها، فإننا لو رجعنا إلى الوراء للتعرف على ثقافة المسلمين يومذاك لوجدنا أنها لا تتعدى حياتهم الاعتيادية . دون أن تبرز اية مظاهر توحي بالنضج الفكري فاقتصر فهمهم للقرآن على ما اصطدم منه بحياتهم، على مستوى اللغة، أو على مستوى الحوادث التي شكلت مناسبة صالحة لنزول عدد من الآيات، فضلاً عن عدد آخر من الآيات في سياق الرد على مظاهر متخلفة شائعة.
ولكن شيوع ثقافة قرآنية ساذجة في حياة المسلمين لا ينفي وجود ثقافة قرآنية عميقة وشاملة وناضجة بل الأمر على العكس تماماً، وهو ما يؤكده المنهج التعليمي الذي سار عليه النبي (ص) في تعليم القرآن الكريم وتفسيره، المنهج الذي فرضته طبيعة الأشياء- على رأي الشهيد الصدر - وأوحت به حياة النبي (ص) المثقلة بالأعمال والأحداث في ظرف زمني قصير، فاعتمد (ص) في تعليم القرآن وتفسيره للمسلمين مستوين مختلفين احدهما المستوى العام الذي يفي بالحاة الآنية، ومتطلبات الموقف العلمي في حياة المسلمين. وثانيهما المستوى الخاص الذي اشتمل على تفسير القرآن بأكمله بقصد إيجاد (لنخبة الصالحة) لحمل تراث القرآن الكريم، والمندمجة به اندماجاً مطلقاً، بالدرجة التي تتيح لها أن تكون مرجعاً للأمة الإسلامية في فهم القرآن الكريم.
ومهما يكن من أمر فقد تأكدت الحاجة بعد وفاة النبي (ص) إلى فهم القرآن الكريم والتعمق فيه على خطى وضع اللبنة الأولى لبناء علم جديد في حياة المسلمين الفكرية ، وهو ما سمي فيما بعد بعلم التفسير.[/align]