[align=center]

[/align]

* - 25 / 1 / 2006م - 1:40 ص



صدق رسول الله (ص) حينما قال في حقه «أن الحسين مصباح هدى وسفينة نجاة وإمام خير ويمن وعز وفخر وبحر علم وذخر».

من بركات شهيد الطف ورائد الثورة الكربلائية الإمام الحسين بن علي أبو عبد الله سبط رسول الله بروز المنبر الحسيني منارة الثقافة الدينية والتاريخية والسياسية والاجتماعية للشيعة كافة والحصن الشامخ للشخصية الشيعية الممانعة والمقاومة على مر التاريخ للظلم والجور والاستبداد، غرست في من يؤمن بها الأبعاد الإيمانية بما تحتويه من تضحيات معنوية وجسدية في سبيل هدف يسمو على مر العصور، واقعة الطف تستلهم منها العبر والعظات بقيادة قائد عظيم وقف في وجه الظلم والبغي كالطود الشامخ والجبل الراسي في مواجهة ألوان الفساد والفسوق، هو شجرة ثابتة في الأرض وسامية تناطح عنان السماء، ثورة الحسين لها الفضل الكبير على مر العصور في إبقاء جذوة الدين مشتعلة وهاجة وكان لا بد أن تكون لهذه الثورة المتقدة الحامية والمضيئة، أدوات ووسائل لتوصلها إلى كل جيل حسب ظروف العصر الذي يعيش فيه، فبرز ذلك المنبر الحسيني الذي أثرى الساحة الشيعية ثقافة وفكرا وتاريخا خصوصا أنه كان القناة الوحيدة لنشر التوجيهات والتعليمات والمبادئ وإزالة بعض الشبهات عن مصيبة وثورة الحسين وتاريخ الأئمة ، كانا الشكل والمضمون يناسبان بشكل نسبي تلك الحقبة، بالرغم من السلبيات التي صاحبت تاريخ المنبر الحسيني حتى ظهر المجدد وصاحب الأسلوب الرائع الشيخ أحمد الوائلي رحمة الله عليه.

قد يكون من الطبيعي أن تطغى النبرة العاطفية والحزينة على مضمون المنبر الحسيني لتصان في القلوب وتحفر في العقول، في زمن السلاطين والحكام الذين تكالبوا على محاربة الثورة الحسينية، وحاولوا طمس معالمها ومحو آثارها وما تتضمنه من قيم ومبادئ تقارع الظلم والجور حاضرا ومستقبلا، فهي نبراسا ودرعا للمستضعفين والمحرومين وسلوى للمظلومين والمدافعين عن حقوقهم.

قال الفيلسوف الفرنسي ميشيل فوكو في تفسير ظاهرة سياسية مهمة بالقرن العشرين بمجلة المستقبل الباريسية، «إنها نتيجة صرخات الحسين يوم الطف»، ومن آثار واقعة الطف والمنبر الحسيني، التحلي بمنظومة القيم والمبادئ والمثل التي تحكم حاملي منهج واقعة الطف على مر التاريخ الذين يذبحون ويقتلون وينفون ويحرمون، لكنهم يصبرون ويحتسبون لله درءا للفتنة وحقنا للدماء وسعيا لتحقيق مصلحة عامة ووطنية، أثبتت الثورة الحسينية وأداة إعلامها المنبر الحسيني، إنها رافد مهم لتجذير وتأصيل الوطنية في نفوس من ذاب فيها وتغليب المصلحة الوطنية والعامة على المصلحة الخاصة وهذا ما تثبته الأحداث في كل مكان وزمان.

مع هذا كله، يحتاج منبر العزاء الحسيني إلى تجديد مع حداثة خطاب اليوم مضمونا وشكلا وخروج منافس للخطاب المنبري مثل الحوارات المباشرة واللقاءات والنقاشات وطرح التساؤلات في الندوات والفضائيات والإنترنت، كان لا بد من صياغة رؤية جديدة للمنبر الحسيني الذي سيظل علامة فارقة في الثقافة والفكر الإسلامي لا غنى عنه، ولأننا وصلنا إلى مرحلة المنافسة والتحدي والبحث عن أدوات جذب لمستمعين وحضور للمنبر الحسيني، لم يعد سمو الهدف والغاية أو القيم والمبادئ كافية لحشد حضورا أكبر في الحسينيات في هذا الزمن، لكن أساليب الطرح والتقديم عوامل جذب مهمة في استقطاب الحضور للاستماع والإنصات بوعي وفهم لأبعاد الحركة الحسينية.

وحتى يتم تجديد خطاب المنبر الحسيني لا بد أن نعرج على عناصر الاتصال ومفهومه.

حسب تعريف الدكتور لطفي راشد يعرف الاتصال «بأنه عملية إنتاج ونقل وتبادل وتفهم المعلومات والأفكار والآراء والمشاعر من شخص إلى آخر أو مجموعة إلى مجموعة أخرى بقصد التأثير فيه أو فيهم وإحداث الاستجابة التي أرادها المرسل».

عناصر الاتصال:

المرسل «الخطيب»: هو الذي يود نقل الرسالة «مجموعة المعلومات والأفكار والمشاعر أو الأحاسيس» إلى المستقبل المراد إثارته.

الرسالة «العزاء الحسيني»: عبارة عن مجموعة الأفكار والآراء والمعلومات والعواطف أو الرموز الذي ينقلها المرسل.

الوسيلة «منبر الحسينية»: هي القناة أو الوسيط الذي من خلاله نقل رسالة المرسل إلى المستقبل.

المستقبل أو «المرسل إليه» «الحضور والمستمعين»: هو الطرف الذي يستقبل الرسالة من المرسل أو الخطيب من خلال البصر والسمع.

التغذية الراجعة «العكسية»: عملية معرفة جدوى أو تأثير مضمون الرسالة ومدى نجاحها في تحقيق الهدف المقصود.

و الخطابة بالمنبر الحسيني يعتبر من الاتصال الشفهي المباشر والغير مباشر أي أن هناك حضور داخل القاعة «الحسينية» يتفاعلون بشكل مباشر مع الخطيب ويشاهدونه وجها لوجه ويتأثرون بنبرة صوته وانفعالاته وتعبيرات وحركات وجهه، ويمكن للخطيب معرفة ردة الفعل ومدى تأثير خطابه في الحضور والاستجابة للخطاب، وهناك مستمعون خارج الحسينية يسمعون للخطيب ولا يرون انفعالاته وسلوكه الخطابي عادة من السماعات وغالبا تكون هذه الشريحة من النساء، كذلك بواسطة وسائل التقنية الحديثة مثل الكاسيت والأسطوانات المدمجة وغيرها.

و الهدف من الاتصال بصورة عامة والمنبر الحسيني بصورة خاصة اكتساب المعارف والمعلومات والآراء ومعرفة الأدلة والبراهين وإثارة العواطف والمشاعر والأحاسيس للحضور والمستمعين وحتى الخطيب نتيجة التفاعل بين المرسل والمتلقي، أيضا يهدف المنبر الحسيني معرفة الأثر الأدراكي للمتلقي «الحضور» مثل الاستجابة للرسالة والبكاء والسلوك الانفعالي نتيجة فهمه وإدراكه لمضمون ومحتوى الرسالة «المجلس الحسيني أو المأتم».

نعود إلى المنبر الحسيني المعبر عن حادثة تاريخية سطرت ملاحمها على تراب كربلاء وجمعت بين طياتها مفاهيم ومضامين حفرت في جبين التاريخ، تتجدد سنويا وتضفي معاني لكل متلقي وتزرع في نفوس المحرومين والمضطهدين والمقهورين الإباء والعزة والإيثار والبحث عن الشهادة في سبيل الله والعدالة الاجتماعية والسياسية للمجتمعات.

وعلى ضوء عناصر العزاء الحسيني الأربعة الخطيب والمنبر الحسيني والحضور والتفاعل أو ردة الفعل.

المحور الأهم في مجلس العزاء هو الخطيب الذي يقع على عاتقه جوهر المنبر الحسيني الذي يجب أن يكون هناك ضوابط وقوانين يضعها أصحاب الاختصاص تحكم من يعتلي المنبر الحسيني، فوعي الخطيب وثقافته لها انعكاس إيجابي على توصيل الرسالة المطلوبة وتطوير وتجديد المنبر بما يمتلكه من أدوات اتصالية ولغوية مؤثرة، لإيصال أهداف ومقاصد الثورة الحسينية بالجانبين الفكري والرثائي اللذين يكملان بعضهما بعضا والسعي للمقاربة بينهما بشكل عصري وعدم إطغاء جانب على آخر فالتوازن مطلوب بين إدرار الدمعة والتوعية الفكرية، وعلى خطيب المنبر الحسيني متابعة ما يدور حوله من شئون سياسة واجتماعية واقتصادية. بدون شك للبيئة الأسرية والاجتماعية والسياسية تأثير على ثقافة ووعي الخطيب.

ثقافة اليوم ثقافة مفاهيم ومصطلحات وقيم يراد لها أن تزرع وتغير بعض الثوابت لدى المجتمعات الإسلامية، فالخطيب الذي لم يتسلح بالثقافة العصرية وفهم ما يدور على الساحة الأسرية والاجتماعية، الذي ابتكرت فيه وسائل لتوصيل هذه الثقافة المعولمة إلى كل فرد، في عصر ضعفت فيه الخصوصية الثقافية والفكرية ورفعت الحواجز المعرفية بين الأمم ولم تعد الكلمة والصورة محبوستين في حيز ضيق يصعب تنقلهما، إن صياغة شخصية الخطيب الواعي المواكب للقضايا العصرية وعوامل الحداثة التي تحيط بنا بالبيت والشارع والمدرسة تمثل تحديا للمتصدي للمنبر الحسيني، فليس بمقدور الخطيب أن يتوارى خلف أسوار الثقافة الخاصة ويعتقد أنه في حصن حصين عن هجمات التيارات الثقافية القادمة من جهات متعددة وبمفاهيم متنوعة، إذ لا بد من النزول إلى الميدان لمعرفة ما يدور وما يتناقل من أفكار ومفاهيم.

حمل لواء الثورة الحسينية تحتم على الخطيب أن يكون في مستوى التغيرات المتسارعة للمفاهيم والقيم والمبادئ المختلفة، حتى المتناقضة مع فكر ثورة الحسين لمناقشتها وتحليلها تحليلا موضوعيا وتقديم البدائل المقبولة والمعقولة لفسيفساء ثقافة قادمة بقوالب عديدة ومتلبسة بلباس الإسلام في كثير من الأحيان، أبعاد العزاء الحسيني تقتضي القراءة المستمرة والمتنوعة في جميع مجالات الحياة ولا تقتصر على قراءة الكتب الخاصة بالمصيبة، بل تشمل أصناف المعرفة العلمية والأدبية ليسهل نقل المعلومة للمتلقي بقالب حديث مواكب للعصر.

العنصر الآخر في المنبر الحسيني هو الرسالة ومضمونها وما تحتوي هذه الرسالة السامية التي ألهمت وما زالت تلهم كل من عاش مبادئها وسمع بها وقرأها، حتى تكون الرسالة سريعة القبول والتأثير ينبغي أن تتحلى بالواقعية والموضوعية والتقليل من الطرح الخصوصي، عصرنا مليء بالمصائب والكوارث وآثار الدم الأحمر تنزف باستمرار في وسائل الأعلام المختلفة من صحف وفضائيات وإنترنت، كل أمة مشغولة بمصائبها وكوارثها، ونادرا ما تجد جماعة لم تثخن بالدماء ودموعها لم تجف من الدموع الساكبة على مفقوديها، من غير شك قيم الحسين لم تنضب في فكرنا ودموعنا لم ولن تجف على مصيبة وتضحيات أبي عبد الله، لكن ينبغي أن توصل رسالة الثورة الحسينية بمضمون فكري يناسب العصر وبأفكار وتعاليم يقبلها الآخر, علينا أن نوصل القيم والمبادئ الحسينية إلى الآخر بجوانب أخرى غير الجوانب الخاصة بالمذهب «أني لم أخرج أشرا ولا بطرا ولكن لطلب الإصلاح»، نوصل رسالة الثورة الكربلائية إلى الآخر كما تلقاها غاندي الذي يحمل فكرا غير سماويا لكنه وعاها بمفهومه الخاص وبلغته الخاصة.

الرسالة الحسينية ينبغي أن تكون لها مفردات ومفاهيم عصرية تستوعب المتغيرات الفكرية وتدحر الهجوم الثقافي متعدد الوسائل وأن تكون بديلا معقولا له وليس رافضا له من أجل الرفض، إننا نعيش في واقع لا مفر من هبوب العواصف الثقافية والتغيرية التي أصبحت وسائله في اليد والجيب، دفن الرؤوس في التراب ووصد الأبواب على البيوت ولى من غير رجعة فأنت تعيش مع فكر وثقافة الآخر وأن كنت بعيدا عنه جغرافيا، كانت الرسالة تصلك بعد فلترة ولكن لا حيز للموانع والفلترة، جاء دور الرسالة التي تحصن وتوعي المتلقي، العصر الحالي أو بالأحرى اللحظة الحالية المتسارعة التغيير، زمن تفاعل الثقافات والبقاء للأقوى والأصلح للحياة الإنسانية والتي تعالج قضايا البشر وليس أمة أو فئة جماعة معينة، يحتج عليك الآخر بأنك تتحدث بلغتك ومفهومك الخاص وهو مبرر كافي لرفضك وعدم قبول رسالتك، نعيش في عصر قبول الآخر والتعايش السلمي وكيفية الاستفادة من مكتسابات الحضارات والانصهار في بوتقة الأنظمة والقوانين الدولية والعولمة الثقافية التي تجبرنا إلى الحصانة الذاتية وليس غض النظر لعمل توازن ما بين الخاص والعام، أثبتت الأحداث في كثير من الأحيان أنك لا تستطيع فرض مبدئك على الآخر بالكامل بالرغم من اعتقادك الراسخ به، ولكن تغض الطرف عن بعض أجزائه من أجل التعايش في واقع لا تملكه كله، واقعة الطف تفجرت على التكامل الإنساني بين الرجل والمرأة كل منهما أدى ملاحم تاريخية، الحوراء زينب قامت بدور المظلة الإعلامية والصوت المدوي الذي أوصل الرسالة في ظل التعتيم، صوت الحوراء زينب وما تحمله من منهج المعصومين طغى على الظلم واخترقت عباراتها وكلماتها سياط الظلم ومنطق الاستبداد لتبرز دور المرأة الحقيقي، وحري بنا أن نبلغ الآخر الدور الحقيقي للمرأة من خلال شخصية الحوراء زينب التي لم تثنيها الخطوب والمصائب من تأدية دورها ومهامها التي أوكلها لها الإمام الحسين ، عصرنا الحالي يبحث عن دور حقيقي للمرأة ويتخبط في نظرياته بالنسبة للمرأة التي يريدها أن تكون سلعة تسويقية وليس نصف المجتمع تقدم رسالتها في الحياة التي لا تقل أهمية عن الرجل.

العنصر الآخر هو المتلقي سواء فرد أو جماعة الذي به يحدث التفاعل والتغذية المرتدة والتأثر والتأثير، أمام المتلقي «الحضور» سحب من الأسئلة تطرح عليه يوميا متعلقة بتاريخ الثورة الحسينية منذ أن أرسى دعائمها الإمام الحسن وفجرها الإمام الحسين ، مستقبل الرسالة الحسينية يريد أن يتجاوز مرحلة الانكفاء على الذات والشعارات المذهبية وعبارات الحزن التي ينتهي تأثيرها بزوال الدموع، مطلوب تمازجا بين العبرة والُُعُبرة، الحضور الحسيني لم يعد هؤلاء القاعدون حول المنبر يستمعون ويتعاطفون بالمطلق مع مصاب الحسين وأصحابه بل تعدى إلى الآخر المتعاطف والمخالف اللذان يريدان أجوبة عقلانية بعيدا عن عاطفة الموالي يريد إجابات على تساؤلات تثار بين الحين والآخر، المتلقي أو المستقبل الموالي والغير موالي يؤمن بمفاهيم مؤسسات المجتمع المدني ويعتقد بالعمل المؤسساتي المبني على القانون والنظام وعلى الفكرة وليس على الفرد، مجتمع المنبر الحسيني اليوم أمام تحديات أخلاقية وتيارات ثقافية متنوعة، يواجه مفاهيم وقيم براقة جذابة كالديقمراطية وحقوق الإنسان والسلم ونبذ العنف والحرب على الارهاب بمعايير الآخر، المتلقي أمام فضاء مفتوح يرى الرسالة بأشكال وألوان ومضامين مختلفة تستولي على عقله وتثير لديه علامات استفهام عقائدية وتاريخية وفكرية تتطلب البحث وسرعة الإجابة وتروي عطشه الثقافي والفكري، بيئة المنبر الحسيني من جمهور وخطيب والمجلس يمثلون عناصر تفاعل حواري ونقاش مستمر كل عنصر يفرض على الآخر تساؤلات، ما هي رسالة مجلس العزاء الحقيقية، ما هو الأسلوب الأمثل للطرح، ما هي الكيفية المناسبة لتوصيل قيم ومفاهيم الثورة الحسينية للآخر، ما السلبيات التي تعتري المنبر الحسيني بل وتسيء لمجس العزاء، أسئلة كثيرة تطرح وتتولد يوميا في المحيط وفي وسائل الأعلام تقتضي منا التغيير الإيجابي وعدم الركون لأساليب لم تعد ملائمة لعصر السرعة والتغيير، في وسط أنت جزء منه قبلت أم أبيت. حامل مبادئ وقيم الثورة الحسينية يجد نفسه في صراع مع مظاهر عنف وضرر بالنفس وبين مناداة في كل مكان بوجوب نبذ وإزالة السبل التي تؤدي إلى العنف والإرهاب، وأصبح الاحتجاج على العزاء الحسيني بتلك المناظر الغير لائقة لعصرنا الذي امتلأ بالدم والظلم والجور والعمليات الانتحارية والإرهابية التي تستهدف الأبرياء.

المرسل «الخطيب» والمتلقي «الحضور» يريدان تفاعلا عاطفيا وثقافيا وفكريا بينهما ليخرجا برسالة تجسد تلك القيم والمبادئ الحقيقية التي أرادها الإمام الحسين وأصحابه الكرام بمفردات ومفاهيم عصرية تواكب المتغيرات، لتنهض بالفرد الموالي والغير موالي بمعاني إنسانية يعيش العدالة مع نفسه ومع الآخر ويؤمن بالتسامح وقبول رأي الآخر ويتمتع بالإيثار ويحب أخيه المسالم المعتمد على المفاهيم الإنسانية المشتركة، لتهيئة أرضية ملائمة للإمام الحجة عجل الله فرجه وسهل مخرجه.