مؤسسات الدولة تمنع منعاً باتاً إستخدام الإفراط في إستخدام جهاز الكمبيوتر في اللعب أو الإستخدامات الشخصية الأخرى، كما تمنع وتجرم تنزيل البرامج وما إلى ذلك نظراً لإحتمال ضرب المنظومة الخاصة بالفيروسات ووسائل الإختراق الأخرى. عراقياً تحولت أجهزة كمبيوترات دوائر الدولة إلى وسائل للتكسب وومارسة عادات اللعب. الفساد الإداري والمالي يبدو أنه يتمدد دون رقيب ولا حسيب. والوزارات والمدراء والموظفون الذين يقبلون بمثل هذه التصرفات من المؤكد أنهم يقبلون أو يمارسون تصرفات سوء إدارة على مستويات أعلى. بل ونرى أن الموظفين يدافعون عن هذه العادات السيئة جداً.
دوائر الدولة والعاب الكومبيوتر
بغداد / نزارعبدالستار
غزت العاب الكومبيوتر دوائر الدولة وقطاعاتها المختلفة وهي تحرز التقدم الملحوظ مقابل انكفاء عادات حفلات الشاي وجلسات السمر الوظيفي واستقبال الزوار.
مهندس صيانة في احدى الوزارات قال لـ (المدى) ان العديد من الموظفين يطلبون تجهيز حاسباتهم بالالعاب وان الكشف الذي يجري على الحاسبات يدل على ان العابا عدة تم ادخالها دون عون من احد. ويتابع المهندس: الالعاب جزء من البرامج التي يجهز بها الكومبيوتر العادي وهي بدائية ولا تحتاج الى مهارة كبيرة والرائج عند الذين يتمتعون بخبرة متواضعة ممارسة الالعاب البسيطة كلعبة الورق التي تجد رواجا كبيرا لدى متوسطي التعليم من الموظفين وقد اغرت هذه اللعبة العديد من الموظفين للطلب، بشكل شخصي، لتزويدهم بالالعاب الاكثر اثارة وخاصة العاب الحروب والاسلحة.
قبل الكومبيوتر كان الموظف يشبه الحلاق وسائق التاكسي، يتوق فطريا للثرثرة والكسل وبعضهم يرى في الدولة وعناوينها العريضة مرتعا للوجاهة الاجتماعية خاصة في مراتبها العليا.
البعض ينجزون مشاغلهم الاجتماعية والحياتية في مكاتبهم بحصانة من مناصبهم الحكومية وبعد ذلك يمارسون هواية العاب الكومبيوتر التي باتت تستهوي الكبار وتجذبهم بما فيها من اثارة. مديرعام كافح هذا واسماه (فايروس الالعاب)
يقول المدير: تطلب الامر انذار العاملين في الصيانة وعقد ندوة تثقيفية واجراء فحص دوري لاجهزة الكومبيوتر والقيام بجولات تفتيشية ومحاسبة المخالف واضاف: لايمكن السيطرة على الموقف بشكل كامل وخاصة لدى رؤساء الاقسام
صاحب كافتريا في دائرة خدمية وضع في زاوية بارزة حاملا حديديا عليه اقراص الالعاب والبرامجيات الحديثة. قال لـ (المدى): انها مطلوبة مثل السكائر والبسكت والببسي. ابيعها بضعف اثمانها في السوق وانا اول من انتبه إلى هذا.
سألته ان كان قد واجه منعاً في هذا ؛ فاجاب: لا ابدا المدير يأخذ مني ويوصيني على الجديد دائما. يقول انه يشتريها لاولاده ويدفع ثمنها فورا وليس مثل الموظفين الذين يدفعون عند تسلم الراتب.
بلقيس طالب (موظفة ولها خبرة في الكومبيوتر) ذكرت ان الالعاب تشد الموظفين خاصة وان دائرتهم (سبورت) ولا يخلو مكتب من جهاز كومبيوتر والمكاتب غير مفتوحة مثل مكاتب البنوك والكل منشغل في لعبة ما واحيانا يتبادلون الالعاب.
حسين عبد الواحد قال لـ (المدى): نحن لانفعل هذا في بيوتنا. واوضح: اقصد لا نلعب في بيوتنا لان الوضع يختلف امام الاولاد وانا امارسها في اوقات الفراغ اثناء الدوام. وتابع: تستهويني وتأخذني من حالة الخمول التي اشعر بها ظهرا. انها تنشط الحواس واجدها مفيدة ولا تؤثر على سير العمل مطلقا.
شيماء كاظم هي الاخرى تجد في العاب الكومبيوتر فرصة للتنشيط وهي اكثر اثارة من الانترنت الذي يزعج بثقله وانقطاعاته المتكررة.
وعن تأثير هذا الامر على العمل تقول شيماء: هناك وقت فراغ كثير وهو امر مفيد من ناحية انك على تماس دائم مع الكومبيوتر وهذا لا يؤثر بل على العكس فقد قضت الالعاب على عادات كثيرة مثل النميمة والكلام الفارغ.
سعد جاسم (مواطن يراجع دائرة) يشكو من هذه الظاهرة ويقول: الموظفون بطيئون في انجاز المعاملات وهم يفضلون دائما ان لا يقاطعهم المراجع سواء في الحديث او شرب الشاي وجاءنا الكومبيوتر. انا ارى رؤوسهم تكاد تدخل في الجهاز ولا اعرف ماذا يفعلون وانا صراحة اشعر بان الامر مهم اي ان الشخص الذي ينظر في هذا الجهاز لابد وانه يقوم بشيء ما ولكن النظر الى الكومبيوتر لاينتهي سريعاً مثل استكان الشاي والحديث عن النفط والبنزين والغاز ولا ادري ماذا يفعلون وهم ينظرون الى الكومبيوتر هكذا.
http://www.almadapaper.com/sub/02-593/p01.htm#4