 |
-
هل يعلم السيد الطالباني أنه رئيس غير منتخب ؟ ....طاهر الخزاعي
[align=center]هل يعلم السيد الطالباني أنه رئيس غير منتخب ؟
أرض السواد : طاهر الخزاعي[/align]
kza_tahir@yahoo.com
بدءً لابد من التذكير بأن كل ما جرى ويجري في العراق على الصعيد السياسي وتداعياته الأخرى ومنها الأمنية والاقتصادية إنما يعود بالدرجة الأساس الى مهندس السياسة العراقية بعد سقوط الطاغية وهو المستر بريمر وقانون ادارته المؤقت .. ولقد كتبت سلسلة بحوث بُعيد صدور ذلك القانون سلطت فيها بعض الأضواء على مواطن التفخيخ في قانون بريمر المؤقت , ولقد توقفت حينها عند أحد فقراته وهي فقرة اشتراط نصاب الثلثين لتشكيل لتشكيل الحكومة .. وكل ما نحصده اليوم على الصعيد السياسي والالتفاف على الانتخابات باسم الوحدة الوطنية - والوحدة الوطنية براء من أكثر المتشدقين بها - , وغيرها من الممارسات التي لا تؤدي بسفينة العراق لغير الغرق إنما هي نتيجة طبيعية لتلك المقدمات التي أثبتها بريمر في قانونه .. والأنكى من ذلك أن الدستور الدائم كرّس هذه الحالة (الثلثينية) وهو ما لا يتناسب بالمطلق مع مصلحة العراق بل ينسجم فقط وفقط مع مصلحة السياسة الأمريكية التي تريد الامساك بكل المفاصل من خلال هذه القوانين الظالمة .. ونظام المجلس الرئاسي هو الآخر من المفخخات التي تم وضعها في الدستور من أجل أن تبقى حالة الجذب والشد والصراعات على الصعيد السياسي , وعلى هذا الاساس سيبقى العراق غير مستقر سياسيا والى أمد بعيد ! ولعل هذه العلة ستكون يوما من الأيام الثغرة التي تعود الديكاتورية الجديدة من خلالها وفقاً للديمقراطية الأمريكية التي أرادوها أن تكون نموذجا يُحتذى به في الشرط الأوسط ! ..
والسيد الطالباني أصبح رئيسا للعراق بمساعدة الفقرة الثلثينية من جانب ولغياب السنة العرب عن الانتخابات الأولى وتحالف الأئتلاف مع الأكراد من جانب آخر . ولابد من الاشارة الى أن التحالف بين الائتلاف والأكراد هو تحالف إجباري لا طوعي ! والإجبار تأتى ويتأتى من فقرة الثلثين المقيتة ! .. ورغم هذه الحقيقة التي يعرفها الجميع والطالباني نفسه الا أنه تصرف ولا زال يتصرف وكأنه الرئيس الأوحد للعراق لا بل الولي الفقيه الكردي للعراق الذي يشكل العرب منه أكثر من الثلثين !! .. وتمادى السيد الرئيس كثيرا وتجاوز صلاحياته التشريفية وصار يطالب بتغيير الدستور وتوسيع صلاحياته ! .. وعلى ذكر الصلاحيات هذه لم نجد السيد الرئيس يمارس شيئا من تلك الصلاحيات على إقليم كردستان في جانبه الأربيلي ! ..
ومنذ أن تم تنصيب السيد الطالباني رئيسا للعراق في الفترة الانتقالية نتيجة التحالف مع الائتلاف وحتى اللحظة ما انفك السيد الطالباني يمارس صلاحيات البالونات الاعلامية الموجهة لرئيس الوزراء الدكتور الجعفري ! .. ولا اغالي اذا قلت أن الطالباني لم يقدم حبة من خردل من انجازات للعراق سوى دق الاسفين بين مكونات الشعب العراقي ووجد ضالته في مهاجمة الدكتور الجعفري من دون أدنى مبرر لذلك سوى أنه يريد رئيس وزراء ضعيف يكون ذيلا لرئيس الجمهورية التشريفي وهذا ما لا يتحقق في شخصية الدكتور الجعفري ! ..
وكعراقي الزم نفسي بالحيادية المجردة وأنا أكتب الآن لأبحث عن سبب هذا الارهاب السياسي الذي يمارسه السيد الطالباني اليوم وأقول باحثاً عن الحقيقة : -
أولاً : هل هناك أدنى علاقة للدكتور الجعفري بقضية كركوك ؟ والجواب بلا شك بالعدم لأن الطالباني نفسه يعلم وهو الذي كتب الدستور مع بقية الفرقاء وأن قضية كركوك تكفلها الدستور المناط بمجلس النواب وليس رئيس الوزراء .. وهذا يعني أن قضية كركوك ليس الا قميص عثمان يرفعه سيادة الرئيس متناسيا أنه بإصراره هذا يثبت كرديته لا عراقيته بمعنى أنه يقدم مصالح قوميته على مصلحة العراق لان المنطق يقول مصلحة العراق بتطبيق دستوره الذي أقره أكثرية الشعب , والأكراد سجلوا اعلى نسبة في الموافقة على الدستور الدائم , فما هذه المفارقات يا سيادة الرئيس ؟ .
ثانيا : هل الدكتور الجعفري طائفي بحيث يصرح الطالباني بان ترشيحه لا يخدم حكومة الوحدة الوطنية ؟! والجواب بالنفي طبعا لأن العراقيون جميعهم يعرفون من هو الجعفري وماهو تاريخه ومنهجه الفكري وهو مشارك في الحكومات المتعاقبة بعد سقوط الطاغية وحتى اليوم لم تبدر كلمة واحدة تؤكد هذا الزعم فضلاً عن الفعل , فمن أين جاء الطالباني بهذا ؟
وهنا سؤال ربما لم يطرقه أحد بوضوح : نسأل السيد الطالباني ونقول له هل أنت على اتصالات بالحكومة السعودية وتأخذ رأيها حول تشكيل الحكومة العراقية ؟ هل السؤال وحده يحدد من يصف الدكتور الجعفري بالطائفي في العالم كله , وتذكروا رسالة الحكومة السعودية على خلفية أزمة الحجاج العراقيين هذا العام !! .
ثالثاً : هل يريد السيد الرئيس أن نحذف خريطة تركيا من العالم لأن رؤية تركيا حول انفصال الأكراد وضم كركوك مغايرة لهوى الأخوة الأكراد . أم يريد أن تكون علاقات العراق مع دول العالم والجوار بناء على مواقف الأكراد من تلك الدول ؟ لا أدري , هل السيد الرئيس يتأمل قليلاً قبل اطلاق تصريحاته , أم هكذا جزافاً ليذكرنا بأول لقطة تلفزيونية لمجلس الحكم أمام الفضائيات يوم هوى السيد الرئيس الى أدنى اللياقة الدبلوماسية وهو يطلب من السيد بحر العلوم أن يقرأ بيتاً من الهجاء في قناة الجزيرة !!! .
رابعاً : لا بأس فنحن نعيش زمن الديمقراطية والرأي والرأي الآخر وعراقاً جديداً , قل فيه ما تشاء وعلى الهواء مباشرة !! ومن هنا لك كل ما تقول عن الدكتور الجعفري ولكن أليس من الانصاف يا سيادة الرئيس أن تهاجم البعثيين بنفس القدر الذي تهاجم فيه السيد الجعفري ؟ ! .. أم ما نجده هو العكس وأنك تسير ضمن مشروع يعمل على اقصاء ضحايا البعثيين وألد اعدائهم ولا نريد أن نقول (عودة البعثيين) لأن هذا ما تفضلت به علينا كوفاء من الأكراد للائتلاف في أول يوم أصبحت به رئيسا للعراق !! .
خامساً : نريد أن نعرف السبب الحقيقي وراء موقفك هذا ؟ أو بتعبير أدق , نريد منك أن تكن شجاعاً وتذكر الحقيقة للشعب العراقي باعتبارك الرئيس ! , قل مثلاً أن السعودية لا تريد السيد الجعفري , وقل ان أمريكا لا تريد أن يكون رئيس العراق منتخباً كي لا يكون قوياً , وقل أيضا أن الصديقة مرام لا ترغب بذلك ! قل ما تشاء ولكن لا تستخف بعقولنا لتصف السيد الجعفري بالطائفي ! .
سادساً : كرر السيد الرئيس أكثر من مرة أن رئيس الوزراء يجب أن يحظى بقبول كل الكتل الفائزة .. ولا ندري من أي قاموس سياسي جئت بهذه البدعة الجديدة ! .. فلا توجد كتلة فائزة غير قائمة الائتلاف العراقي الموحد , واذا أطلقنا على القائمة الثانية بالترتيب (فائزة) فهو فوز مجازي بسبب فقرة الثلثين ليس الا , هذا أولاً . وثانيا اذا اشترطنا قبول كل الكتل برئيس الوزراء فهذا يلغي فلسفة الانتخابات يا سيادة الرئيس لأن الانتخابات وضعت كآلية للتخلص من التفاوت في القبول والآراء ! أم أنك لا تعي معنى ما تتحدث به ؟ لأن الاختلاف حول الاشخاص والاحزاب والكتل والبرامج السياسية والاقتصادية حاصل لا محالة , فقد لجأ العقلاء الى صناديق الانتخابات من أجل يكون الحكم الذي ما بعده حكم , اللهم الا اذا أراد سيادة الرئيس توسيع صلاحياته لالغاء مفهوم الانتخاب .
سابعاً : لعل أغرب ما ورد على لسان السيد الرئيس قوله أن انتخاب الائتلاف لرئيس الوزراء شيء وانتخابه داخل مجلس النواب شيء آخر !!! ولعمري لو سمعت هذه من أي شخص في غير هذا المنصب لما اعرتها اهتماماً يُذكر ! أما أن تصدر من رئيس الجمهورية فهو العجب العجاب ! .. وأكون أكثر تفصيلاً وشفافية حول هذه النقطة .. فالسيد الطالباني يريد القول أن مجلس النواب قد لا ينتخب السيد الجعفري رئيسا للوزراء بالرغم من انتخاب الائتلاف له ! وفاته أولاً أن الدستور اعطى الحق للقائمة الأكبر بتسمية مرشحها لرئاسة الوزراء ولكن هذا ليس مهما بقدر ما فات السيد الطالباني حول هذه النقطة كون أن ما نحن فيه من نصاب الثلثين يتعلق أولاً بمجلس الرئاسة وهو ما يتوجب تشكيل تحالفا بين القوائم والاتفاق على مجلس الرئاسة وتسمية الرئيس ونائبيه ويقابل ذلك اتفاقاً بتسمية رئيس الوزراء سلفاً قبل انتخابه في مجلس النواب تماماً كما يحصل لرئيس الجمهورية .. فهل قرأ السيد الطالباني الفقرة التالية في الدستور ( يكلف رئيس الجمهورية مرشح الكتلة النيابية الاكثر عدداً بتأليف مجلس الوزراء خلال خمسة عشر يوماً من تاريخ انعقاد الجلسة الاولى للجمعية الوطنية ) .. وهذا نص دستور تريد أن تتجاوزه يا سيادة الرئيس ! اقرأ معي تعريف رئيس الجمهورية وأصل واجبه ( رئيس الجمهورية هو رئيس الدولة ورمز وحدة الوطن، يسهر على ضمان الالتزام بالدستور، ) واجبك أيها الرئيس أن تسهر على ضمان الالتزام بالدستور .. فيا سيادة الرئيس هل أنت رمز لوحدة الوطن وانت تدق الاسفين يوما بعد يوم متجاوزا كل الأعراف فضلاً عن الصلاحيات ! ولا أريد أن أذكرك بنص دستوري آخر يلزم رئيس الجمهورية بالتخلي عن كل مهامه ومسؤولياته الحزبية , وكل ما رأيناه منكم في هذه الفترة لا ينسجم مع أدنى ما يتوجب عليكم كرئيس لجمهورية العراق ورمز لوحدة الوطن وساهر على ضمان الالتزام بالدستور !! .
بكل شفافية أيها الرئيس , لم نجد لديك ثمة ما يُقنع في طرحك ولنقلها صريحة لك ومن يحمل رأيك , إن جماهير الائتلاف العراقي الموحد اليوم اقتنعت وأيقنت انك تمثل رأس الحربة لتنفيذ مخطط واضح المعالم من أجل قمع صوتهم المليوني وأنك اليوم تكمل ما بدأه غيرك بالأمس حين سرقوا اصواتهم واعطوها لغيرهم .. أكثرية الشعب العراقي أدركت اليوم أنكم تنفذون سيناريو مؤامرة أطرافها دولية وأقليمية وداخلية ضد الائتلاف .. ولكن هيهات ثم هيهات , لأن ذلك معناه عدم شرعية الحكومة التي تريدون تشكيلها ولا أظنكم تجهلون العواقب الوخيمة لتشكيل حكومة غير شرعية , هذا اذا كان العراق جنوب حدود بلدية كركوك يعنيكم ! .
أخيرا يا سيادة الرئيس , هل تعلم أن رئيس الوزراء منتخب وهو يمثل أرقى الحالات الشرعية في الحكومة العراقية التي تريدون لها أن تكون توافقية بحجة الوحدة الوطنية ! فالدكتور الجعفري منتخب مرتين , الاولى في الخامس عشر من كانون الأول حين صوت أكثر من خمسة ملايين عراقي لقائمة الائتلاف والتي يُعد الدكتور الجعفري ركنا ركينا من أركانها . والمرة الثانية يوم انتخبت الهيئة العمومية لقائمة الائتلاف الدكتور الجعفري رئيسا للوزراء .
أما رئيس الجمهورية والذي هو سيادتكم فغير منتخب مرتين أيضا , لانك من القائمة غير الفائزة , أو الفائزة مجازا وأنت من قائمة لم تحصل على أكثر من عشرين بالمائة من أصوات الناخبين العراقيين !! والمرة الثانية أنك وصلت وقد تصل لرئاسة الجمهورية عبر التحالف والتوافق وليس عبر الانتخاب , فانتخابك في مجلس النواب سيكون رمزيا روتينيا بعد اتفاقات وتوافقات وستمثل أنت رأس الهرم التوافقي !! .. فهل علمت الآن أن الدكتور الجعفري رئيس لوزراء العراق منتخب ووصل عن طريق خيار الشعب ! وأنت وصلت عن طريق التوافقات ياسيادة رئيس الجمهورية غير المنتخب ؟! .
فيا سيادة الرئيس , وقد علمتنا دروساً في الديمقراطية المفتوحة ! , لقد أثبت أنك لا تمثل رمزا لوحدة الوطن بل العكس هو الصحيح ! ولقد أثبتت ضعفاً منقطع النظير تتجاذبك الأطراف هنا وهناك , والأجدر بك أن تستقيل وتكون خارج مؤسسات الدولة لانك أدمنت المعارضة وهيهات ما تُفطم !!! .
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |