بيان أصدره الضارط رداً على تصريحات السيد مقتدى الصدر الأخيرة.
البيان يؤكد ما كنا نقوله دوماً أن هذه الكلاب لا ينفع معها إلا الضغط والضغط والإستئصال. البيان مرتبك ويدافع عن نفسه، ولكنه في نفس الوقت مطاط ولم يقل صراحة أنه يكفر الزرقاوي وأتباعه، ولم يقل أنه سيواجه المد الطائفي القذر. ولم ينس البيا التحدث عن مصطلحهم الجديد الذي وصفوا به جيش المهدي ب"التكفيريين الجدد". كاتب البيان خائف، وفي قمة خوفه لم يتخل عن استراتيجيته القذرة في "ضربني وبكى وسبقني واشتكى" كما يعلن بطرف خفي بالتهديد واللمز والغمز، والصمت عن جرائم عصاباتهم الناصبية الحاقدة.
هيئة السفاحين والأجزاء السياسية السنية الأخرى تمثل بوضوح الجناح السياسي لقوى القتل والإرهاب السني.
بيان رقم 230 المتعلق بردود الأفعال على الأحداث الأخيرة
أصدرت هيئة علماء المسلمين بيانا برقم 230 عن ردود الأفعال الأخيرة من بعض الجهات والقوى السياسية والدينية على الأحداث الأخيرة وموقف الهيئة منها.
وفيما يأتي نص البيان:-
الحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه. وبعد:
فإن الهيئة تعجب من بعض القوى السياسية والدينية مطالبتها بأن يكون للهيئة موقف واضح ممن يكفر المسلمين ويستبيح دماءهم البريئة. وقد بينت الهيئة عشرات المرات وعبر بياناتها الموثقة في الصحف والفضائيات أنها تدين هذا التوجه وتبرأ إلى الله عزّ وجلّ من صنيعه وتكفر كلّ من يستحلّ دماء المسلمين، في حين لم يصدر من هذه الجهات أي موقف واضح من التكفيريين الجدد سواء الذين ينتمون إلى أجهزة الدولة أم غيرها ممن يحاربون الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم في أبشع صورة عرفها العصر الحديث حيث أطلقوا نيرانهم على بيوت الله وأحرقوا كتابه وقتلوا الأئمة في مساجدهم وظلوا لشهور قبل تفجير سامراء - وما زالوا - يستهدفون الأبرياء بالاغتيال والاعتقال والتعذيب على الهوية، كما قاموا منذ وقت مبكر - وما زالوا أيضاً - يهجرون مئات العوائل من مواطنها للسبب ذاته. وقد درجنا في الهيئة على أن نكتم غيظنا حفاظاً على المصلحة الوطنية في حين نجد غيرنا يملأ الدنيا ضجيجاً ليوحي للعالم - بما يملك من وسائل إعلام كثيرة - أنه المظلوم وهو في الحقيقة الظالم نفسه.
ومما يجب التنبيه إليه أنه ينبغي الكفّ عن حصر الاتهامات بجهة بعينها قبل التثبت ولا سيما بعد تكرار عمليات القبض على أمريكيين وبريطانيين يرتدون زياً محلياً وهم يعتدون على المواطنين بالأسلحة أو بحوزتهم متفجرات معدة للتفخيخ، وإلا فسنكون قد حققنا للمحتلّ مراده وسقطنا ضحية كيده ومكره إن تواطأنا معه - من حيث شعرنا أو لم نشعر - على إثارة الفتن والضغائن والأزمات في بلادنا.
إن الإرهاب ثوب يرتديه كلّ معتدٍ أثيم وليس له انتماء دولي أو طائفي أو عرق معين، وعلى الجميع أن يعملوا بجدّ لمعالجته والنجاة من شروره وآثامه. ونحن في هيئة علماء المسلمين لا نفرق بين سني وشيعي أو عربي وكردي، أو مسلم أو مسيحي، أو غيرهم، فكلنا أبناء العراق الواحد، ودم كلّ عراقي بريء أمانة في عنق الآخر.
إن إثارة هذه المطالبة وإضمار التهديدات بعد مواقفنا تلك أمر لا معنى له، وليس له من تفسير سوى استغلال عواطف الجماهير لمكاسب سياسية، والتغطية على الفشل الذريع لأداء الحكومة الحالية بساستها الذين يُراد إسناد أمر الأمة إليهم مرة أخرى.
إننا ندعو العراقيين جميعاً إلى فهم الواقع المرّ الذي نعشيه وخطورة المخطط الذي نُدفع إليه، فالعراقيون جميعاً اليوم هم ضحايا الإرهاب بكل صوره، وليس ثمة من هو بمأمن منه. وإن أساليب الاستفزاز ولغة التهديد ممن يزعم أنه يريد مصلحة الوطن من شـأنها أن تعقد الأزمات وتزيدها اشتعالاً، فلنلتزمْ بضبط النفس ولنتحلَّ بالصبر، فإن الاحتلال على وشك الفشل الذريع، وحينها يبقى العراق للعراقيين جميعاً من غير تهميش لأحد أو إقصاء، وقد أودع الله فيه من الخير ما يكفي لعدد نفوسه وأضعافاً مثلها مضاعفة، وحينها فقط نتمكن من القضاء على كلّ أشكال الإرهاب بإذن الله جلّ وعلا.