النتائج 1 إلى 10 من 10
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي سجيَّات وطبائع المجتمع العراقي


    بسم الله الرحمن الرحيم
    لأهمية هذا الشعب وهذا المجتمع أحببت أن أحاول تسليط ولو جزء حزمة من الضوء على طبيعة هذا المجتمع الثابتة والمتغيرة , سجاياه , طبائعه , بُنيته الاجتماعية والسياسية والدينية وما يتعلق بهذه الأمور .. فالعراق كبلد ومجتمع ضارب في أعماق التاريخ وموغل في القدم فهو بحق بلد الحضارات الانسانية بدءً من سومر وأكد وبابل وآشور كحضارات انسانية مرورا بتلاقحه - أجزاء مهمة منه - مع حضارات انسانية أخرى كحضارة فارس ثم الحضارة الاسلامية . والعراق بلد تعاقبت عليه أنواع الحكومات في القديم والحديث من العصور ودالت في العراق دول .. حكمه في يوم ما حمورابي صاحب المسلة القانونية الشهيرة التي اشتهرت بعدالة الفقرة القضائية القائلة " العين بالعين والسن بالسن" .. وحكمه في مفصل آخر من مفاصل حياته علي بن أبي طالب واتخذه عاصمته وحكمه الحجاج وابن زياد وساد العباسيون في العراق والاتراك العثمانيون .. تعاقبت عليه الحكومات الجائرة والعادلة وذاق هذا البلد أنواع مختلفة من الاحتلال منها المغولي الأصفر ومنها الاسلامي الصفوي الفارسي ومنها الاسلامي العثماني التركي ومنها الانجليزي والامريكي .. أرض العراق مهبط رسالات عديدة ومجتمع لدعوة بعض أنبياء الله وأوليائه فقد كان لهؤلاء الانبياء والاولياء في يوم من الايام محطات في العراق .. آدم ونوح .. هود وصالح .. يونس وشيت .. أيوب وابراهيم .. العزير وذو الكفل الخ .. صراعات الحق والباطل كانت أرض الرافدين ميدانا لها في فترات من التاريخ ! علي مع المارقين مرة والناكثين ثانية والقاسطين ثالثة .. الحسين ويزيد وما تبعها حتى صارت طشت الرؤوس المقطوعة في قصر الامارة مضرب الأمثال .. الكاظم وهارون والعديد غيرها وليس آخرها الصدرين وصدام . أرض العراق سُميت أرض السواد لشدة خضرة ربوعها ! .. دجلة والفرات يشقان أرضه من شماله الى جنوبه يحملان الخير لأبنائه .. ثروات هائلة تغفو عليها وفيها أرض العراق وسكانه يعانون القتل والتشريد والجوع والاضطهاد في كافة العصور ! .. اختلاف في الأديان والاعراق والمذاهب .. حضارة وبداوة .. الحاد وتدين .. جبال وأهوار , سهول وصحارى .. تنوع واختلاف وتوافق في كل شيء وعلى كل شيء .
    كل هذه الاشياء لابد أن تكون مرايا في بعض حالاتها على المجتمع القاطن في هذه الأرض وفي هذا البلد .. وسأبدأ بمتفرقات هنا وهناك عن سجايا هذا المجتمع على أمل المواصلة .. المعروف أن النسيج الاجتماعي العراقي هو نسيج تطغى عليه الصفة القبلية العربية منها وغير العربية وهذه الصفة تجعل من التفاخر بين الناس أمراً غريزيا في أمور الدنيا الاجتماعية لذا تجدهم يتسابقون في مضامير الكرم والشجاعة والايثار حرصا منهم لتفوق هذه القبيلة على تلك وحفاظا على سمعة أهل هذا الحي أو تلك المدينة ومما لا شك فيه أن مثل هذا تنافس ينتج عنه سجايا كريمة يتطبع بها المجمتع وينشأ عليه النشأ الجديد ومن تلك السجايا حماية من يلجأ الى هذه العشيرة أو ذلك البيت أو ذاك الشخص ويسمونه بالــ"دخيل" والداخل في حمى عشيرة أو حمى شخص ما يعني أن لا يصل اليه أحد حتى يتم البت في أمره عبر مفاوضات يكون "الدخيل" أو من يمثله طرفا فيها .. وبالرغم من أن توفير الأمن للدخيل صفة جيدة وسجية كريمة لكنها بالتأكيد اُستخدمت في مواقف قد تكون مضرة بالمجتمع وخير مثال على ذلك استغلالها في الوقت الحاضر من قبل بعض المجرمين من البعثيين فكان استغلال السجايا الكريمة لنوايا دنيئة .. ولكن هذا لا يعني تشويه خُلقا كريما يُعد من سجايا هذا المجتمع .. وفي مجال "الدخالة" تحتفظ الذاكرة العراقية بصور كثيرة جداً ومعبرة عن هذه الصفة وللمثال يُروى أن رجلاً لاذ دخيلاً عند أحد الوجهاء وصادف أن قتل ابن الوجيه القبلي ابن الدخيل فتأذى الدخيل وعزم على ترك بيت وقبيلة الوجيه الى مكان آخر ولما عرف الوجيه بخطورة الأمر وما سيسببه له من عار نتيجة لذلك , قام وقتل ابنه وطلب من الدخيل أن يبقى في حمايته ما دام أخذ له بثأر ابنه !! دخل هذا الشخص ابنه كي يبقى محافظا على سمعته من الانحطاط لأن الدخالة سجية اجتماعية لا يمكن لمن يتجاوزها الا الانفكاك عن البنية الاجتماعية العامة ..
    أكتفي بهذه المقدمة على أمل المتابعة لاحقا


    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    2,491

    افتراضي استادي الفاضل

    حضرة الاخ الخزاعي المحترم
    سلام عليكم
    بارك الله فيك و احسنت ، لقد ظلم شعبنا العراقي طوال التايخ لمواقفه البطوليه و المشرفة الكثيرة و مع الاسف كان دائما هدفا لحسد الحاسدين و ظلم الظالمين .
    شكرا لك علي هذا الموضوع المهم الجميل ، اتمنى ان تكمل هذا الموضوع و تاخذ وقتك فيه .
    شكرا
    غسلت ايدي من الكل... بس الله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    شكرا لك أخي العزيز سلام
    سأحاول أن أكمل الموضوع في شتى مجالاته

    الكرم والضيافة

    لعل قائل يقول أن الكرم والضيافة سجية من سجايا العرب ولم ينفرد بها العراقيون وحدهم فأقول نحن هنا لا نريد تسجيل ما يتميز به المجتمع العراقي دون غيره .. ومع هذا أيضا لابد من التنويه أنني سأحاول أن أشير الى حتى لبعض السجايا التي يعدها البعض من السلبيات والتنويه أيضا أن الموضوع لا يشمل كل المجتمع فبالتأكيد يوجد البعض ممن يتصف بالبخل فالحديث عن الظاهرة الغالبة .. والكرم والضيافة سجية عربية بكل تأكيد ولكن العراقيين أوضح مصاديق العرب فيها .. فالضيف يُشكل في ثقافة هذا المجتمع قيمة من القيم العليا لها دورها في النسيج الأخلاقي للفرد والمجتمع .. ومع الاختلاف البسيط بين الريف والمدينة في التعاطي مع هذه السجية الا أنه لا يمثل ذلك الفارق الكبير الا بقدر ما يوفره الريف أكثر مما توفره المدينة من طبيعة السكن والحياة فيها واذا دققنا النظر في مدن العراق فسنجد أغلبية سكانها منحدرة من الريف العراقي ومرتبطة بالنسيج العشائري بطريقة وأخرى .. يُجهد صاحب الدار "المْعَزِب" نفسه ويُبذل مافي وسعه لتقديم أكبر كمية من الطعام مع الحرص على النوعية والتنوع لأجل أن يرضي نفسه بأنه كان كريما ومضيافا لائقا مع ضيفه . ومن مظاهر هذه الضيافة :
    1 - يحرص صاحب الدار على أن يقدم الأكل لضيفه بيده , بمعنى أنه يقطع اللحم الموجود أمام ضيفه .
    2 - أن لا يُقدم بعض أجزاء من اللحم مما يُعد في عرف الضيافة أنها صالحة للضيف كقطعة لحم فيها جزء من غضروف ! أو لحم الرقبة عند البعض ! والحرص على تقديم لباب الأكل .
    3 - يحرص صاحب الدار أن يذبح لضيفه وخاصة اذا أتاه من مكان يُعد بعيدا كأن يكون من مدينة أخرى أو عشيرة أخرى ويحرص أيضا على تقديم رأس الذبيحة - من الغنم - للدلالة على على الاحترام والتقدير والكرم .
    4 - يحرص أيضا على تقديم الذبيحة كاملة
    5 - من المظاهر أيضا بناء "المضيف" أو "الدينوانية" وأن يكون المضيف في مكان بارز بحيث يمكن رؤيته من بعيد ليتسنى للضيف رؤيته ويأتي اليه في وقت هو بحاجة الى أخذ قسط من الراحة وتناول الغذاء .
    6 - من المظاهر الواضحة لهذه السجية أيضا هو تباري الجميع لدفع ثمن الشاي أو القهوة أو العصير فيما لو كانوا جالسين في مقهى أو وجبة غذاء في مطعم , وغالبا ما تجد أن دفع الثمن يأخذ وقتا وفتح سجال بين أفراد المجموعة أنفسهم وبين صاحب المقهى أو المطعم وحتى صاحب سيارة الاجرة .. أما اذا كان بعضهم ضيوفا فلا يُسمح بحال من الأحوال أن يدفعوا .. والضيف في هذه الحالة قد تعني أنه صديق من منطقة أخرى والتقوا بالصدفة ولا يعني بالضرورة أنه قصد الضيافة .. ودائما ما يكون هذا اللقاء الصدفة مدعاة لأن يأخذ الصديق صديقه الى البيت أو أقرب مطعم أو مقهى .. ولو كان الشخص مستعجلا ولديه أداء مهمة جاء لمتابعتها وليس لديه وقت , فلا مناص من شرب عصير أو شيء بارد من أقرب محل . مجرد الشعور بالكرم والضيافة ولو كان الامر رمزيا .
    7 - من المظاهر الأخرى الجلية أيضا هو حفلات الزواج واقامة المآتم على الموتى ولعلي أظن أن هذه من خصوصيات العراقيين بشكل واضح .. ففي حفلة الزواج يتم تقديم الدعوة الى الاقارب والاصدقاء وأبناء القرية أو الشارع أو المحلة وهذا في المدن , الا أن الأمر في الريف والقرى والمحلات الشعبية في المدن فتقديم الغذاء يتراوح بين 3 الى 7 أيام في كل يوم يذبحون العديد من الذبائح والدعوة مفتوحة للجميع . وهذا أمر في ظاهره اسراف وتبذير فما معنى أن يتم ذبح عشرات الذبائح ويتم تقديمها كل ذبيحة كاملة على طبق واحد ! بما يُسمى بـ"المفطح" . ولأيام أقلها ثلاثة وأكثرها سبعة ! ومن الغريب جداً أن تجد صاحب الفرح أو المأتم فقيراً لكنه يقترض لأداء هذه التقاليد ولا تجد علي محياه أدنى أسف بل دائما يشعر بأنه لم يقدم الأفضل ولم يفي حق الكرم والضيافة .. انه طبع وانها سجية من ملازمات هذا المجتمع .
    8 - من المظاهر أيضا - وهي عند بعض المناطق - أن لا يقدم للضيف الماء اثناء الأكل كي لا تشبع بسرعة ! وبعض آخر يؤخر وجبة الغداء او العشاء لساعة أو ساعتين من وقتها الطبيعي والسبب في ذلك حتى يجوع الضيف ويأكل أكثر !! .
    9 - العديد من مناطق العراق وهي النواحي الصغيرة لا يوجد فيها فندق أو مطعم لأن الغريب الذي يصل الناحية تلك لأي سبب من الاسباب لابد أن يكون ضيفا عند أي من قاطني هذه المنطقة ولو كان الوقت ليلاً فالمبيت ووجود مطعم أو فندق في هذه المناطق يعتبره أهلها نقصا في سجية الضيافة والكرم عندهم ومن هذه المنطقة قضاء الهوير في البصرة حتى الثمانينات لعلمي بالأمر وقضاء عفك حتى منتصف التسعينات والتاريخ لا يعني أن الامر تغير .. وبالتأكيد هناك مناطق أخرى لا أعرفها ..

    كل هذه مظاهر كرم حث عليها الاسلام ( من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفه ) وليس تقديم الأكل والتفنن فتقديمة كما وكيفا وحدها من مظاهر الكرم والضيافة فـ "الدخالة" التي تم ذكرها في أصل الموضوع تدخل في هذا الحيز أيضا , ومن مظاهر الكرم والضيافة أيضا أن تقوم بكل واجبات الضيف لكن مسألة تقدير الضيف في قضية تقديم الأكل هو الأمر الغالب في المجتمع العراقي ولا يلغي الجوانب الأخرى فهي من البديهيات ..
    ومظهر أخير أو آخر وهو أن تزور بيتا أو صديقا لسبب ما في وقت غداء أو عشاء أو ما يقترب من وقتهما فهذا يعني أن صاحب الدار سوف لا يتركك الا أن تتناول الوجبة معه ومن غير المقبول أن ترحل ولو كنت أتيت لمجرد سؤال بسيط ! وهو مالم تجده في ثقافة أكثر الشعوب .

    عُرف في العراق بشكل من الاشكال أن أهل مدينة الموصل وهي مدينة عربية تتكون من قبائل عربية معروفة , عُرف أنهم بخلاء لا يتصفون بالكرم .. الحقيقة أن شيئا من هذا موجود وملحوظ عند أهل هذه المدينة ولكن في الوقت ذاته لا ينبغي التعميم .. وقد عايشت أهل الموصل لأكثر من سنة وحصلت بعض صداقات مع بعضهم وتطرقنا الى هذه المسألة .. وجدتهم لا يقبلون هذه الصفة بشكل عام ووجدت آخرين منهم يعطي لها أسباباً .. وسعى بعضهم للتدليل على عكس ماهو معروف عنهم سعى الى اجراء وليمة في بيته ودعانا لها - مجموعة من ابناء الجنوب - ووجدنا كرما وضيافة وقد حصل من أكثر من واحد .. واجهت في الموصل مصداقا للبخل ففتحت النقاش معه بعد معرفة فأجاب بأن حصار الموصل الشهير قبل أكثر من قرن على ما أتذكر وأنا غير ملم بتاريخ هذا الحصار لكن الرجل شرحه حينها ,يقول أن الحصار الذي تعرضت له الموصل كان قاسيا وقد أخذ الناس عبرة منه فكانت كلمتهم الشهيرة "الفلس الابيض في اليوم الاسود" وبالتالي فهو نوع اقتصاد . ومرة التقيت صاحب محل في سوق الموصل وأنا أبتاع منه تجاذبنا الحديث وكان صريحا بشكل غريب وكان رجلاً وقوراً ومتدينا .. قال لي أننا - أهل الموصل - أصلنا يهود وهذه حقيقة فنحن ننحدر في الاعم الاغلب من أصل يهودي - والكلام لصاحبي الموصلي - واليهود بطبيعتهم بخلاء ونحن ورثنا هذه السجية من أسلافنا !! .. بينما كان الرجل كريما في تعامله لكنه على كل حال سبب ذكره أحد أبناء المدينة .. والحقيقة أنا أرجح السبب الأول وهو الاستفادة من تجربة الحصار الذي تعرضت له الموصل وليس السبب الثاني الذي يُعزي القضية الى وراثة البخل من أسلافهم , لأن الموصل لم يكن فيها اليهود بهذا الكثرة بحيث أن أهل الموصل هم أحفاد اولئك ولو كان فالزمن طويل وطويل جداً تبتعد عنه المسألة الوراثية .. يمكن القول أن ماهو شائع عن الموصل - والحديث عن مركز المدينة لا أريافها وقبائلها - يمكن وصفه بتقنين الكرم والضيافة على عكسه في بقية مناطق العراق فقد يراه البعض اسرافا ظاهرا .

    يتبع وسأحاول أن أكتب عن الوعي السياسي أو التعاطي مع السياسة في المجتمع العراقي حتى يمكن أن نعده من طبائع وسجيات هذا المجتمع .

    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    67

    افتراضي

    شكرا أخي الخزاعي على هذا الموضوع الشيق الجميل

    كما أني سمعت أن العراقيين يقدمون الشاي في (استكانة) و تكون مملوءه جدا و لو خرج الشاي منها يكون أفضل، فهل هذا صحيح و لماذا؟

    و كذلك لا توضع الملعقة في الشاي أثناء التقديم، فهل هذا صحيح و لماذا؟

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    الاخ العزيز سميح
    شكرا لك ويسعدني أن الموضوع أعجبك .. أحاول أن القي شيئا من الضوء على طبائع وسجايا المجتمع العراقي من أجل أن يكون القاريء في الصورة والاستفادة منها في الرؤى وما يتعلق بالوضع الحالي والمستقبلي في العراق .
    أما عن سؤالكم بالنسبة لتقيدم الشاي في "استكان" فهو صحيح وأن يكون مملوء مملوء جدا لا أن يخرج الشاي ليقع في الصحن فلو وقع تم تفريغ الصحن .. هنا تقليد أن الاستكان الناقص يُعد في عرف - بعض المناطق - يُعد أمراً معيبا وهو ما لا يقبله الضيف لربط نقص استكان الشاي بشخصية الضيف !!!! .
    أما المعلقة فلا يضعون الملعقة في الشاي بمعنى أن تكون داخل "الاستكان" بل في الصحن وفي الوقت ذاته من غير المقبول نوعا ما أن يُقدم الشاي دون ملعقة .
    تحياتي لك
    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  6. #6
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    شكرا اخوي الخزاعي على هذا الموضوع الشيق

    تعقيبا على سالفة الشاي وضرورة عدم وجود الملعقة في داخل الاستكانه نقل لي احد الاخوة ان احد العلماء العراقيين الكبار كان جالسا في مجلس ما وعندما احضر له المضيف الشاي 00قدم له استكانة الشاي مرتبه بشكل كامل يعني لاتحتاج لا لسكر ولالملعقه لاذابته فالشاي كان محضر وخالص مثل مايقولون وذلك ظنا من المضيف بانه زاد في اكرام هذا العالم بهذه الخصوصية فما كان من العالم العراقي الكبير الا ان مسكه وهو متاسف عليه وناظرا في وجه الشخص المضيف وهو يقول له ويشير للحضور بصراحة بالطريقة هذي يعتبر الشاي ماله اي قيمة لانك ضيعت لذة الشاي 00 وقيمة الشاي بهالرنة الي يسمعها الواحد يوم ياخذ الملعقة بنفسه واذوب السكر 00فابتسم الجميع00يعني الشاي اذا ما انشرب بكل تقاليده وبحذافيرها اروح طعمه لان التقاليد بعد فترة ترتبط بالشخص الى الدرجة الي تخليه مايقدر احس بطعم الحياة ولذتها الا ببمارستها0

    وعذرا على الاطالة000

    واكمل الموضوع اخوي الحزاعي احنا متابعين المسلسل00

    :=

  7. #7
    تاريخ التسجيل
    Nov 2002
    المشاركات
    4,192

    Thumbs up

    احسنت اخي الخزاعي على هذا الموضوع الذي نحتاج حقا اليه في هذه الظروف

    تقبل تحياتي

  8. #8
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965

    افتراضي

    الاخ سيد مرحوم رحمك الله في الدنيا والآخرة ..
    وشكرا لك للاضافة الجميلة والحمد لله أن المصداق الذي ذكرتموه كان عالم ديني وبالتالي فالشاهد يضفي على الموضوع شمولية أكبر .. وفعلا التقاليد والطبائع والسجايا التي يحملها المجتمع لابد وأن تؤثر في نظرته وتعامله مع أمور حياته ولأن العراق قادم على متغيرات كثيرة وربما تكون حياة جديدة أثرت هذا الموضوع علنا نستلهم شيئا من الاقتراب الى التحليل الصحيح لقضايا هذا المجتمع التي يمر بها .. شكرا لاضافتك أخي العزيز مرة أخرى وشكراً لمواضيعك ومشاركاتك الموضوعية في هذه الشبكة وقد وعدتنا بتنزيل كتاب عادل رؤوف وطال انتظارنا ;)

    الاخ العزيز العقيلي
    شكرا لك آمل أن أكون عند حسن ظنكم

    لقد شوقتماني لمواصلة الموضوع مع العلم أن حلقاته الآتية لا تخلو من صعوبة

    تحياتي لكما



    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

  9. #9
    تاريخ التسجيل
    Jun 2003
    المشاركات
    57

    افتراضي

    اخي الفاضل الخزاعي
    موضوع جميل جدا
    اسأل الله ان يوفقك ويجعلك متألق دائما

  10. #10
    تاريخ التسجيل
    Sep 2002
    المشاركات
    965
    شكرا جزيلاً أخي الفاضل أبو زينب وفقنا الله واياكم لما فيه الخير .

    كنت قد قلت في المداخلة السابقة أن سأتطرق الى الوعي السياسي أو تعاطي المجتمع العراقي مع السياسة ولكني أجد أن يكون هذا المحور متأخرا وسأحاول اليوم أن أتعرض الى :

    الوطن عند العراقيين

    حالتان على ما أعتقد يمكن أن يخففا من وهج الحنين الى الوطن ومن فك آصرة الألتصاق بالأرض .. الأولى هي البداوة حيث لا أرض للبدوي ولا وطن له فهو متنقل فحيث وجد الماء والكلأ كان له وطن وبالتالي فأوطان البدوي موسمية متنقلة .. لا بيت له سوى قطعة منسوجة من الوبر تقيه حر الشمس وتظلله عن الأمطار . والثانية هي النسيج الاجتماعي العائلي المترابط فكلما قوى هذا النسيج واستأصلت روابطه كان أكثر شداً للانسان لأرضه وأهله والنسيج العائلي المقصود هنا ما يتعدى اطار الاسرة المتكونة من الأب والأم والابناء الى إطار الأعمام والأخوال وأبنائهما ثم الى الجيران والاقارب الأبعد حتى تتصل بالعشيرة في الريف وبأهل المحلة في المدينة .. وكمثال على انعدام تلك الميزة المجتمع الأوربي بشكل عام فلا روابط اسرية ولا جيرة ولا نسيج اجتماعي مترابط .
    يفتقر المجتمع العراقي الى الحالتين معاً فهو ليس مجتمعا بدوياً إنما ثابتا مستقراً في أرض الرافدين منذ آلاف السنين , كما ويمتاز بروابط اجتماعية ونسيج اجتماعي متماسك قل نظيره في غيره من الشعوب .. هذان الأمران مضافاً الى رهافة الحس جعلت من المجتمع العراقي يعيش الارتباط بأرضه ووطنه ارتباطاً وثيقاً .. حتى أن المعروف عن المجتمع العراقي قلة السفر والتنقل من غير مناسبات ضرورية ! ولكن شاء القدر الصدامي العقود الثلاثة الأخيرة أن في يتوزع ملايين العراقيين على بقاع الأرض مهاجرين من أعتى دكتاتورية عرفها التاريخ وسوف لن يعرف أسوء منها في المستقبل ! ويمكن القول أنهم توزعوا على كل العالم باستثناء اسرائيل - وفي هذا الاستثناء مغزى عظيم - .. وكثير من العراقيين المهاجرين هاجر الهجرتين والثلاثة والأربعة وأكثر من ذلك بحثاً عن وطن لكنهم لم يجدوه بمعنى أن تلك الأوطان التي أغلبها وفرت لهم عيشاً كريما وملاذاً آمنا لكنها لم تستطع أن تستحوذ على حنينهم الى وطنهم العراق ! بالرغم من أن الكثير من العراقيين المهاجرين عاشوا أكثر سني عمرهم في أوطان الهجرة ! ولعل دراسات الدوائر المتعلقة بالهجرة واللجوء والتي تؤكد أن أقل الجاليات المهاجرة اندماجا في المجتمعات الغربية هي الجالية العراقية ! .. وهنا تروى الحكايات العديدة الصحيحة بكل تأكيد تلك التي يعرفها العراقيون المهاجرون سواء قبل ثلاثة عقود أو عقدين أو عقد واحد الكل حين يهاجر من العراق يعيش في أمل يردده دائما ( سنعود قريباً ) وكل عيد يمر على العراقيين في المهجر يرددون ( يوم العودة الى الوطن ) وهكذا عاش العراقيون في الخارج عقوداً على هذا الأمل وهو إن دل على شيء إنما يدل على عمق الترابط بين الانسان العراقي ووطنه وأرضه وأهله ! بالرغم من الانقطاع شبه الكامل عن الوطن من مثل الابتعاد عن الاتصالات لأنها مراقبة وكذا المراسلة فضلاً عن انعدام السفر ! .. لفتت نظري قبل سنوات وخاصة فيما بعد التسعينيات ظاهرة الموت في الوسط العراقي في المهجر .. لا أقصد عموم الموت بل سبب الموت اذ أن غالبية أسباب الوفاة عند العراقيين هي السكتة القلبية ! وكنت اذا التقيت أحدهم لا يبرح حتى يفصح لك عن أمنيته وهي أن يموت ويّدفن في أرض العراق ! .
    ان العراقي ذو احساس قوي مفرط بكرامته , لا يتحمل أن تناله أي أهانة مهما كانت تافهة وهذا هو السر وراء مئات الآلاف من المقابر الجماعية ووراء هجرة 4 ملايين عراقي - طبعا في الأعم الأغلب - ومن هنا عاش العراقي بين نارين نار الحنين للوطن والالتصاق بالأرض ونار الحفاظ على كرامته ! .. ومن هنا تجد أن من هاجر عمل ما في وسعه للحفاظ على هويته العراقية وتختلف من مكان الى آخر وعاكسة للوطن وما يذكرهم بالوطن فتجد حسينياتهم ومواكبهم مسماة بأسماء الماضي الذي يربطهم بالوطن وتجد مدارسهم كذلك ونواديهم وصحفهم وجمعياتهم لا تخلو من اسماء تعود بهم الى الوطن ويحرصون كل الحرص على المحافظة على تقاليدهم كما هي أو أقرب ما يكون الى ما كانت عليه في العراق منذ عقود من الزمن في الأفراح والأحزان .. كلها مظاهر لا تدل الا على عمق الانتماء الى الوطن والارض والأهل عند العراقي .
    الحنين الى الوطن تجده ظاهراً في كتابات العراقيين في أدبهم نثره وشعره .. ولا تكاد تجد عراقي لا يردد أبيات السياب

    الشمس أجمل في بلادي من سواها
    والظلام ..
    حتى الظلام هناك أجمل فهو يحتضن العراق .

    وتجد العراقي يردد بيتاً لشاعر عراقي آخر .

    بلادي وإن جارت عليَّ عزيزة ..... وأهلي وإن شحوا عليَّ كرام

    أو بيت الجواهري

    يا دجلة الخير يا أم البساتينِ .... حييت سفحك عن بعدٍ فحييني

    أو شاعر آخر في منفاه

    وطنٌ لا ينام النخل فيه
    اذ تنتشي بالنعاس العيوم
    وطن ليس يدري سوانا هواه
    اذا غلف العشق صوت الجنون
    وطنٌ لا نبوح بأوجاعه
    لكننا نشتهيها
    ونمشي على صوته اذ ينادي
    ولا نسأل الاذنَ .. من يطلبون ؟
    وطنٌ كلنا والجنان منافِ
    ونشتاقه حدَّ أنا نحب اللصوص به !
    والسكارى وحر الزنازين في صيفه .

    فالاحساس والهم والشعور بالانتماء للارض والوطن عند العراقيين طبع وسجية من سجايا هذا المجتمع ومن دون شك أن حضارة ضاربة في جذور التاريخ لابد وأن تولد انتماءً كهذا .. وتجد هذا ظاهراً في كل البلدان صاحبة الحضارات العريقة وإن تفاوتت النسب بتفاوتها وارتباطها مما ذكرته من الحالة الثانية تلك هي الرابط والنسيج الاجتماعي العائلي القوي الأواصر الذي يمتاز به العراقيون على الكثير من غيرهم من بلاد الحضارات .
    والانتماء للأوطان وحبها وحب الأهل ليس أمراً معيباً ولا يتنافى مع الاسلام في شيء ويروى أن ( حب الوطن من الإيمان ) وكمتن فهو متين .. ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم نزلت دموعه على عيناه حين خرج من وطنه مكة مهاجراً الى المدينة .. ولعل في تشريع الدفاع عن الوطن واستشهاد من يُقتل دفاعاً عن وطنه دليلاً كافياً على أهمية حب الأوطان والشعور بالانتماء لها والا كيف يدافع المرء عن وطن لا يحبه ؟! ..
    من هنا ومن هذه الاسطر غير المترابطة كثيرا يكون الوطن هماً يحمله الفرد والجماعات وينبغي أن يكون ولاءه لوطنه قبل الولاءات الأخرى وبالتأكيد فالولاء للاسلام فوق الولاءات الأخرى . وقد ثبت عدم التعارض والتقاطع بين الولاءين ..


    إنَّ أكرمكم عند الله أتقاكم

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني