النتائج 1 إلى 5 من 5
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الدولة
    زيورخ
    المشاركات
    105

    افتراضي من تراث الخالدين : رسـالــتــنـا والدعـــاة ..الشهيد محمد باقر الصدر

    إن للرسالة الاسلامية خصائص ومميزات في كل الحقول والميادين تبرهن على انها أكفأ الرسالات وأجدرها بالدعوة والنجاح والخلود . ومن تلك الميادين التي تبرز فيها خصائص الرسالة الاسلامية قوية رائعة , الميدان العملي ميدان الدعوة وحمل لواء الرسالة , فان الدعوة الى الرسالة الاسلامية تمتاز على اكثر الدعوات الى مختلف الرسالات الاخرى بانها تستمد من الرسالة نفسها وطبيعتها الخاصة عناصر قوتها وشروط نجاحها , ومقوماتها الروحية في مجال الجهاد والكفاح .
    فالرسالة الاسلامية تمون الدعوة بهذه العناصر والشروط والمقومات بما لا يمكن لرسالة أخرى ان تقوم بذلك , ولهذا تضطر كثير من الدعوات ان تستجدي بعض تلك المقومات الروحية من جهات اخرى غير رسالاتها التي تتبناها وتحمل رايتها . وأهم تلك المقومات الروحية التي تحتاجها كل دعوة ذات رسالة مهما كان لونها هي :
    أولا : العقائدية التي تسبغ على الرسالة في نظر الدعوة طابعا تقديسيا يقينيا فبمقدار ما يرسخ هذا الطابع التقديسي اليقيني في نفوس الدعاة , تزداد اندفاعاتهم وتتضاعف طاقاتهم ولذلك يجهد قادة كل دعوة ان يضغطوا على الرسالة التي يحملونها لونا من التقديس العميق , ويغذوا في نفوس الدعاة اليقين المطلق وغير المحدود بصحة الرسالة وتفوقها على كل نقاش وجدال , ليتولد من هذا الايمان اليقيني طاقة حرارية دافعة في مجال العمل والتبشير .
    ومن الواضح ان طبيعة الرسالة الاسلامية تكَّون لها هذا الطابع في نفوس الداعة , لأنها ليست نتيجة لاجتهاد معين يكون عرضة للخطأ , أو حصيلة تجارب محدودة قد لا تصور الواقع تصويرا كاملاً , وإنما هي الرسالة الخاتمة التي اصطفاها الله سبحانه للانسانية وبعث بها خاتم رسله صلى الله عليه وآله , فهي مع كونها مذهبا للحياة والمجتمع تتمتع بالطابع الديني الذي يحيطها بالتقديس واليقين المطلق , وهذا هو الفارق بينها وبين سائر مذاهب الحياة التي لا تصل في عقيدة أصحابها الى درجة الدين ولا تحظى بما يحظى به الدين لدى المتدينين من يقينية مطلقة , وفي ضوء هذا الفرق يتبين السر في ما نطالعه من صلابة عقائدية في حملة رسالة الدين المخلصين وميوعة او انخفاض عقائدي في حملة الرسالات الفكرية الاخرى بالرغم من نبوغهم وعبقريتهم , فليس عجيبا أن نرى ماركس وهو منشيء مذهب ودعوة من اشهر مذاهب التاريخ ودعواته ويقول ( انني لست ماركسيا ) بينما يقول داعية مسلم كعلي عليه السلام ( لو كشف لي الغطاء لما ازددت يقينا ) فإن عقيدة علي عليه السلام كانت دينا ومن طبيعة الدين ان يشع في نفوس رجاله المخلصين بهذا اليقين , ويكتسب هذه العقائدية المطلقة وأما الماركسية فلم تكن على أبعد تقدير الا اجتهادا علميا خاصا , ولذلك لم تستطع ان تجعل من ماركس نفسه ماركسيا , ولم تستطع بعد ذلك ان تكتسب العفة القطعية والقدسية العقائدية الا بعد أن لعب الماركسيون دورا كبيرا في رفع الماركسية الى مستوى ديني في عقائديته وقدسيته . وهكذا نعرف ان الامتياز الديني للرسالة الاسلامية يجعلها قادرة على خلق جو عقائدي كامل في اجواء الدعوة .

    ثانيا :
    يتبع

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    58

    افتراضي

    أكمل أخي شاكرين لك
    زودنا بلآليء هذا السفر الخالد .

    ما أحوجنا اليها هذه الأيام ونحن نعيش هذه المحنة العصيبة وهذا الدهليز المظلم

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Apr 2003
    الدولة
    زيورخ
    المشاركات
    105

    افتراضي

    ثانيا : الامل , فان الامل هو بصيص النور الذي لا تستغني عنه كل الدعوات واذا فدقت الدعوة أملها في الفوز والنجاح فقدت وجودها ومعناها الحقيقي , لأن الدعوة الى ما لا أمل في تحقيقه ضرب من العبث واللهو . ولهذا كان لابد لمختلف الدعوات ان تفتش عن هذا الامل وتغذيه في ضوء الظروف والاحداث , وأن تتصيده من الظروف والاحداث بنفسها , وأما الدعوة الى الرسالة الاسلامية فهي وان كانت تعتمد في آمالها على الظروف والملابسات ولكنها تعتمد قب ذلك على الامل الذي تزوده بها الرسالة الاسلامية نفسها , فإن هذه الرسالة تفتح بنفسها للدعاة أجواء من الأمل , وتقوي من عزيمتهم ورجائهم , ولا أدل على أن الدعاة الاسلاميين يقتبسون أملهم من الرسالة نفسها قبل أن يستوحوه من الظروف والاحداث , ان الطليعة الاسلامية التي عاصرت محنة الاسلام في مكة وهو يومئذ وليد ضعيف قد تجمعت القوى على سحقه , وتألب الاعداء على خنقه , كانت هذه الطليعة تهتز أملا بل يقينا بتهديم عروش الظلم - كل العروش - وانقاذ بلاد كسرى وقيصر من كسرى وقيصر . ولا نبالغ ان قلنا ان هذا الامل الحي القوي من اكبر القوى المعنوية التي كان يتمتع بها اولئك المسلمون ويستعينون بها على الصبر والاستبسال في المحنة , ولم يكن من الممكن أن يخلق هذا الأمل في نفوس الدعاة شيء سوى رسالة لها طبيعة الرسالة الاسلامية , وطابعها الالهي اليقيني ومددها الروحي والمعنوي فلم يكن المسلم ليستهين أو يضعف أمام الشدائد وبيده مشعل السماء ومن ورائه الوعود الالهية بالنصر والتأييد ولا زالت حتى الآن الرسالة الاسلامية - كما كانت - قادرة على بعث الامل في نفوس الدعاة بل هي تبعثه فعلا لما يشع في نصوصها القرآنية والنبوية من وعد بالنصر اذا خلصت النية واحكمت الخطة على اساس الاسلام .
    وثالثاً : الدافع الذاتي , فإن الانسان العادي مهما تصل به دوافعه المثالية فإن للدافع الذاتي أثرا بليغا في حياته واندفاعه , ومن هنا تنشأ المشكلة في كثير من الدعوات والرسالات , لأن الرسالة تتطلب المثالية في الدوافع وروح التضحية والمفاداة , والدعوة تتطلب شيئا من الدوافع الذاتية التي تزيد من حرارتها وقوتها واندفاعها . ولأجل ذلك نجد أن الدعاة كثيرا ما يغرقون , بعد زمن قصير أو طويل من دعوتهم أو انتصارهم في الدوافع الذاتية وتخبو في نفوسهم تلك الدوافع المثالية بالتدريج لتحتل مكانها دوافع الذات لتصبح الرسالة اداة ومبررا لتلبية هذه الدوافع , بعد أن فقدت في نفوس الدعاة دوافعها المثالية , وأما الاسلام فهو يختلف عن بقية الرسالات في قدرته على تسخير الدوافع الانانية والمثالية معا لصالحه . فإن من طبيعة الرسالة الاسلامية اقناع المسلم بأن الاخلاص لهذه الرسالة والدعوة اليها والتضحية في سبيلها مكسب شخصي قبل ان يكون مكسبا مثاليا او اجتماعيا , وربح لجزاء ونعيم لا حدود له قبل ان يكون عاطفة مثالية أو اندفاعا تحمسيا , وهكذا تجند الرسالة الاسلامية جميع الدوافع الانسانية لصالحها , وتجعل من الدوافع الانانية دوافع خيرة تواكب الدوافع المثالية في مقتضياتها ومتطلباتها . فالرسالة الاسلامية اذن !
    رسالة عقيدة وإيمان
    رسالة أمل ورجاء .
    ورسالة تجنيد لكل الدوافع والقوى الانسانية .

  4. #4
    تاريخ التسجيل
    Feb 2003
    المشاركات
    30,109

    افتراضي

    بابي انت وامي يا اباجعفر00

    رحمة الله وبركاته عليك وعلى اختك المظلومة السعيدة وعلى اجدادك الطيبين الطاهرين

    عوضنا الله عنك بمن يرفع عنا هذا الحنين اليك والى اخلاصك وعلمك ورساليتك00

    اللهم تقبل من موالي محمد وال محمد هذا الشهيد السعيد واحشرنا في زمرته ولاتمتنا الا على ما مات عليه من نية مخلصة مباركه وعلى خطه المبارك

  5. #5
    تاريخ التسجيل
    May 2003
    المشاركات
    58

    افتراضي

    بارك الله فيك يا ارض السواد على هذا النقل

    انه تراث الخالدين

    سلاما ابا جعفر فقد ظلموك فقالوا عنك التقاطي

    وحاربوك فقالوا عن تفسيرك أموي

    وحسدوك فقالوا اسقاطي ومنحرف فكريا

    سلاما ابا جعفر أيها الخالد من نسل الخالدين

    سلاما أبا جعفر يا عز ورمز العراقيين الشرفاء

    سلاما وعهدا أن لن نغفر لاعدائك وقتلتك جسديا ومعنويا

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني