 |
-
رهانات السّـنة - السلطة وألغاء الاخر
رهانات السّـنة - السلطة وألغاء الاخر
كتابات - حيدر حمزة
(( أتكلم هنا فقط عن القيادات التي طرحت نفسها لتمثيل السّنة وليس عن عموم السّنة ))
لم تكن حقبة حكم صدام سوى نتاج المرحلة الاخيرة من حكم استبدادي أقامه أو أرتضى به السّنة العرب والقائم على الغاء الآخر المختلف في القومية أو الدين أو المذهب ولم يتفرد في هذا حكم السّنة في العراق فقط بل في جميع الدول العربية السّنية, ألغاء الشيعة في السعودية وكذلك في البحرين, تحجيم الاقباط وأعتبار التشيع جناية قضائية في مصر, ابادة الجنوب في السودان, والغاء البربر كقومية في جميع دول المغرب.
في العراق الحديث هنالك في رأي أربع محطات اصبحت فترات تؤرخ اليها الاحداث ومازلنا في المحطة الرابعة والتي لم تنتهي بعد, كان نشوء الدولة العراقية على خارطة العالم ميزة المحطة الاولى وبها استلم السّنة السلطة بعد أنضمام الضباط السّنة العرب في الجيش العثماني الى حركة علي بن الحسين القومية وتحالفهما معا مع بريطانيا المستعمر الجديد ضد العثمانيين أخوتهم في الدين والمذهب, هنا تقفز الى الذاكرة مقارنة ابن العلقمي أن صحت حكايته فلماذا يتشبث السّنة بأبن العلقمي وينسون تحالفهم مع البريطانيين ضد اخوة الدين والمذهب أنه تاريخا مازال في ذاكرة الكثير من الاحياء.
في هذه المرحلة صودرت الثورة الشيعية ضد المستعمر البريطاني وبأرادتهم واستغلها السّنة وملئ العسكر السّني الفضاء السياسي العراقي وانسحب ذلك الى الفضاء الاقتصادي والثقافي أيضا وبقيّ الشيعة في الصف المعارض السلبي.
قيام الجمهورية الاولى والحكم الوطني الاول كانت تمثل المحطة الثانية, لم ينتظر الضباط السّنة طويلا وأشعلوها ضد هذا الحكم الوطني ليعيدوا العراق الى قفص القومية العربية القميء, عاد الحكم الى النسق القديم بأدي الضباط السّنة سليلي ووارثي الضباط العثمانيين, كانت تلك بداية تأسيس الحكم البعثي الاخير ونهاية حكم السّنة وتلك كانت المحطة الثالثة.
السّنة أختاروا دوما السلطة, ولم يتصدى لها غيرهم وكان أشتراكهم في المذهب مع الاكراد وفي العروبة مع الشيعة فقههم للحصول على السلطة والبقاء فيها وحينما يستتب الامر لهم ينكرون على الشيعة تلك العروبة وعلى الاكراد قوميتهم.
لم تشهد الساحة العراقية أبان الحكم البعثي الصدامي أيّ تحرك سّني معارض يتخذ هيئة حزب سياسي ولم تكن السّنة في حاجة لان تعارض نفسها وهذا منطقي أذا علمنا بأن السّنة في العراق وعلى أختلاف مشاربها وأهوائها السياسية كانت تندمج وتتبنى أي حكم تكون لهم فيه السلطة من الرئاسة الى الكناسة.
نشأت الاحزاب العراقية وأنتهت بها أيدلوجياتها – نتيجة الى ظروف معروفة- الى قومية أو مذهبية أما العلمانية فهي لاتملك في الشارع العراقي رصيدا يذكر, وبقى السّنة بدون حزب واضح الا ما انتج على عجل في بداية المحطة الرابعة والتي أعقبت سقوط الطاغية ونهاية حكمهم.
قبل أن يفتحوا حوارا مع الشيعة والاكراد تسارع السّنة فرادا وأفواج, عشائر وأصحاب رايات دينية الى المحيط العربي السّني لكسب الدعم السياسي والتأييد لعودة السّنة الى حكم العراق وكأن العراق بات أرثا سّنيا خالصا لايجوز المشاركة فيه. لم يقدم لهم العرب سوى النظرية الصدامية في الحكم ففتحوا ابواب مدنهم وقراهم وبيوتهم لكل من لفظته تلك الانظمة من متطرفيين وقتلة.
استطاع السّنة ان يضخموا حجمهم بواسطة الارهابيين العرب وبمن تبقى من نظام صدام وأختاروا الصراع مع الشيعة قبل الحوار وكان هذا هو الرهان الاول لهم, علينا أن نعترف بأنهم قد نجحوا في ذلك حتى بات الكل يطلب منهم وبألحاح الاشتراك في حكم الدولة لكي يتوقفوا عن استعمال العنف وهم أنفسهم من رفضوا الاشتراك في العملية السياسية متخذين من العنف طريقا للوصول الى السلطة, رفضوا الاشتراك مبدئيا مادام هنالك محتل وهو ذاته المحتل الذي أستنجدوا به أكثر من مرة في تحقيق مطالبهم ويلفظونه أن حصلوا عليها وكان هذا الرهان الثاني مع المحتل, لعبة الند مع الند والقوة مع القوة.
لايمكن الشروع في الديمقراطية في غياب الامن رهان ثالث حققته قيادات السّنة وتعطيل الديمقراطية يمكن أن يوصل السّنة الى سدة الحكم مرة أخرى, للمحتل أجندة واضحة وهي تسليم البلد للأقوى وإن كانت تلك القوة مرحلية ولكنها قابلة لدعم المحتل – بعد أحداث سامراء تركت قوات الاحتلال المدن وتركت الساحة للمقاتلين من كل الاطراف ليمتلك الارض من هو الاقوى, أدرك السّنة ذلك وبدأوا في حرب أسقاط بغداد -.
ظاهريا السّنة هم الاقوى الان – نتيجة لاستعمال العنف المفرط أو استغلاله - وهم يمتلكون زمام أيّ مبادرة سياسية كانت أم عسكرية, وباتت دهاليز الصراع في العراق تبدأ وتنتهي بهم, واستطاعت القيادات السّنية أن تقلب التحالفات الموجودة على الساحة لصالحها مستفيدة من صراع العالم مع ايران المثيل المذهبي للأغلبية الشيعية الحاكمة, وحسرت النفوذ الشيعي الى الجنوب من بغداد فقط وسوف لن يطول الانتظار للزحف الى باقي الجنوب, أما الاكراد فصفقة تحييدهم جاهزة ,كركوك سوف تمنح بالتدريج الى الاكراد وبالتزامن مع استرجاع السيطرة على الجنوب – وإن كانت فقط سيطرة سياسية – وبعدها تعاد كركوك ويضرب التحالف مع الاكراد بعرض الحائط كما فعلت بتحالفها الاعلامي مع التيار الصدري, قد يخيل للبعض بأن هذا سيناريو خيالي فهل كان أسقاط الديمقراطية وتجريد الاغلبية من حقها في الحكم ديمقراطيا وأقامة حرب اهلية غير معلنة وتفجير المراقد سيناريوهات واقعية!!!!
القيادات السّنية تسعى وبواسطة ارهابي الاعراب الى السلطة المطلقة لتحاكي محيطها العربي وإن لم يتسنى لها تحقيق ذلك فسوف تدخل العراق الى أحد الخندقين فأما فوضى وأمارات على شاكلة طالبان أو حرب أهلية معلنة لتصفية الاخر وأن كانت قد بدأت بالفعل ومنذ زمن ولكن الطرف الآخر لايمتلك من الشجاعة النزر اليسير لدخولها.
التحالف السّني الكردي الجديد نتجت عنه عمليات الانقضاض العسكرية الاخيرة للحفاظ على أمن كركوك وأدامة تصدير النفط لتغذية الحرب الاهلية المفتوحة ولم نشهد وكما هي العادة أيّ تنديد بهذه العمليات من القيادات السّنية والتي تطالب بتحقيق دولي كلما مرت ذبابة أمام عدنان الدليمي أو عطس حارث الضاري.
haider49@yahoo.com
-
امتاز الشيعة ومنذ بداياتهم بالطيبة الزائدة غير المحمودة فخسروا كل أو معظم حقوقهم المشروعة حتى وصفوا بالغباء ، اعتقد انه أن الأوان لهم بان يتخلوا عن تلك الطيبة (السذاجة) ولو قليلا وذلك على الأقل من اجل البقاء ...
-
على القيادات السياسية الشيعية عدم التنازل بحكم ان الشعب انتخبها وضحى بحياته يكفي ان الشيعة في كل مكان مظلومين وخصوصا عند الدول السنية التي تدعي الاسلام والحق ولانصاف والعدل
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |