 |
-
الضارط يحلم بقطع الفرات ودجلة عن الجنوب
فالثروات موزّعة في كلّ أنحاء العراق, فإذا كان النفط في الجنوب مثلاً فالماء في الوسط والشمال يمكن حبسه حتى يُبادَل برميلٌ من النفط ببرميلٍ من الماء، ويمكن أن ينفرِط عقده فيغرق الجنوب كله
http://www.iraq-amsi.org/news.php?ac...ad1bc37f6a246c
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
الايستشيرون احدآ عندما يتحدثون عن هكذا امور
هل يعتقدون ان هكذا امر ممكن التحقيق والى متى يستمرون بحبس الماء
شهر اكثر وماذا بعدها هل يستمرون الى ان يغرقون
ومالي الاّ ال احمد شيعة ومالي الاّ مذهب الحق مذهب
-
الرسالة مادة ثمينة لقراءة النفسية الطائفية السنية، والعقلية الإستئصالية الشريرة التي تتوفر على جنباتها. لا تستطيع تقبل المختلف، و تستعد أن تمارس اقصى اساليب القمع بما في ذلك اساليب التدمير الشامل، الإغراق أو قطع الماء . منها:
نساء من الشيعة تزوّجن من عوائل سنية, والعكس كذلك, وأن هناك نساء كرديات تزوّجن من عوائل عربية، (لاحظ أن الطائفي لا يستطيع تقبل أن يذكر أن سنيات تزوجهن شيعة أو سنيات تزوجهن أكراد)
إنّ الحادث الأليم الذي استهدف القبة الذهبية لمرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما من الله الرضوان والسلام,
وما تَبِع ذلك من فعل أثيم استهدف فيه أصحابه بيوت الله, وكتاب الله, والآمنين من عباد الله بالهدم والحرق والقتل كان الفخّ الذي عقد عليه أعداؤنا - بالتواطؤ مع قوى أخرى - الآمال لتحقيق ما عجزوا عنه من قبلُ من إحداث الفتنة والاحتراب الداخلي (مساواة الإعتداء برد الفعل دونما إدانة واضحة، بينما تضخيم الموضوع ما يخص مواخيرهم).
إنّ ثمة مكوناً معروفاً من شعبنا يقع عليه الظلم اليوم على نحوٍ أقسى من الآخرين, فـتُرسل عليه الطائرات لتحصد بنيرانها شيبه وشبابه، وتداهمه الدبابات لتهدِم بيوته, وتتلف مزارعه, وتأتيه فرقُ الموت لِتغتالَ أبناءه وأجهزةُ الأمن والحرس الحكومي لِتمارسَ في حقّه أبشع أنواع التعذيب والقهر والإذلال في تواطؤ مكشوف بين هذه القوى جميعاً وقوى إقليمية أخرى على تطهيره طائفياً, لكنّ ما يجب أن نذكّر به دائماً هو أن هذه { معركة الله } وأنها بـ { منـزلة معركة بدر }؛ لأن المحتلّ جاء لِيطمسَ معالم الإسلام من خلال الهيمنة على هذه البقعة التي يمكن وصفها بأنها { قلب العالم الإسلامي }. (الإرهابيون السنة هم أهل بدر، ومن يواجههم فهم المشركون)
فالشرف كلّ الشرف, والعزّ كلّ العزّ لمن وفّقه الله ليكون في الطرف المدافع عن دين الله ثمّ عن الوطن, والخزي كلّ الخزي والعار كلّ العار لمن رضي لنفسه أن يكون في الطرف الآخر مشاركاً أو مؤيداً أو تابعاً ذليلاً. (تكرار لمنطق صدام بن صبحة)
رسالة زرقاوية بكل معنى الكلمة....تنتظر من يرد عليها بالإستئصال!
رسالة مفتوحة إلى الشعب العراقي
بسم الله الرحمن الرحيم
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين. وبعد:
فيا أبناء شعبنا الكريم:
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته..
تمرّ هذه الأيام الذكرى الأنجلو أمريكية على بلدنا الحبيب, هذه الحرب التي ستبقى سُبَّة وعاراً في تأريخ كلّ الدول التي شاركت فيها لما انطوت عليه من ظلم وعدوان وفضائح وانتهاكات فاقت بشرورها وآثامها ما جناه المغول في حقّ العالم الإسلامي من قبلُ، لكنّ هذه الحرب ذاتها ستبقى غُرَّة مضيئة في جبينكم يا أبناء العراق إذ لم ترضخوا لجبروتها, ولم تنحنِ هاماتكم لقضّها وقضيضها, بل هبّ أبناؤكم البررة وفلذّات أكبادكم يقابلون رصاص العدوّ بالصدور الممتلئة بالإيمان ويناطحون دباباتهم برؤوسهم التي لم تسجد لغير الرحمن حتى جعلت من جموعهم فلولاً مذعورة, ومن معدّاتهم وعتادهم حطاماً بائساً مخذولاً.
تذكّروا حقيقة قرآنية عظيمة, وهي أنّ الله يختصّ برحمته من يشاء، وما نرى إلا أنّ الله اختصّكم بهذه الرحمة؛ لأنكم بدفعكم هذا الطغيان, وتقليمكم مخالبه, وصبركم على أذاه من دون الخضوع له تساهمون إلى حدّ كبير في إزاحة ظلمه وظلامه عن العالم العربي والإسلامي والإنساني، وستسجّل لكم هذه العوالم كلّها هذا الموقف بأحرف من نور.
يا أبناء شعبنا الغيور رجالاً ونساءً شيباً وشباباً:
لقد بذل أعداؤنا ما في وسعهم من حيلة ومكر وخُبث وخديعة لتقسيمنا شِيَعاً وكانتونات وفق معايير طائفية وعرقية في دعوى ظاهرها الحفاظ على حقوق الجميع, وحقيقتها التمكّن من السيطرة على الجميع لسلب ثروات الجميع وهدر قيم الجميع, وقد اخفقوا - بفضل الله - حتى هذه اللحظة, فهذا الشعب – عبر التأريخ – لم يكن يقبل القسمة, فالعراق بلد يختلف عن غيره، فإنه إذا كان يشابه بلداناً أخرى بتنوّع الأعراق والطوائف والأديان, فإنه يختلف عنها بنسيجه الفريد, وقدرته على التعايش والامتزاج, وليس هذا وليد العصر الحديث, بل له امتداد في عمق التأريخ, والواقع الذي عاشه العراقيون معاً فوق الانتماءات في الحقبة الأخيرة من الزمن ما هو إلا حلقة في سلسلة متصلة الحلقات.
في آخر إحصائية أعدّها مختصّون في علم الاجتماع العراقي شخّصوا أن نسبة 26% من الزيجات العراقية متشابكة الأعراق والطوائف بمعنى أنّ هناك نساء من الشيعة تزوّجن من عوائل سنية, والعكس كذلك, وأن هناك نساء كرديات تزوّجن من عوائل عربية، والعكس كذلك, ولذا تجد في المدينة الواحدة والحيّ الواحد مختلف الأعراق والطوائف والأديان, ولم تَرِد إلى أسماعنا يوماً شكوى جارٍ من جارٍ؛ لأنه من الدين الفلاني أو الطائفة الفلانية أو العرق الفلاني. وبغداد اليوم فيها مئات الألوف من أعراق شتّى وطوائف شتّى وأديان شتّى فضلاً عن وجود شيء من هذا التنوّع في العشائر ذاتها.
أما الأرض التي يعيش عليها العراقيون فهي الأخرى لا تقبل التجزئة, فالثروات موزّعة في كلّ أنحاء العراق, فإذا كان النفط في الجنوب مثلاً فالماء في الوسط والشمال يمكن حبسه حتى يُبادَل برميلٌ من النفط ببرميلٍ من الماء، ويمكن أن ينفرِط عقده فيغرق الجنوب كله, وإذا كان الشمال يملك الطبيعة الخلابة فلا قيمة لهذه الطبيعة ما لم تحظَ بأمن جيرانها, وتنفتح لها المسالك لحركة السياحة والتجارة وهكذا.
وإذا شاءت إرادة الله أن يكون العراق واحداً، ولن يُكتب له استقرار وازدهار في ضوء المنظور من غير هذا الإطار. وها قد مضى على العراق ثلاث سنوات وهو ممزّق الأوصال, فلم يحدث أيّ تطور أو تقدّم, بل إنّ الخلل في كلّ مرافق الحياة بدأ يطال أماكن كانت تسمّى آمنة.
يا أبناء شعبنا الكرام:
إنّ الحادث الأليم الذي استهدف القبة الذهبية لمرقد الإمامين علي الهادي والحسن العسكري عليهما من الله الرضوان والسلام, وما تَبِع ذلك من فعل أثيم استهدف فيه أصحابه بيوت الله, وكتاب الله, والآمنين من عباد الله بالهدم والحرق والقتل كان الفخّ الذي عقد عليه أعداؤنا - بالتواطؤ مع قوى أخرى - الآمال لتحقيق ما عجزوا عنه من قبلُ من إحداث الفتنة والاحتراب الداخلي, لكنّهم - بفضل الله - فشِلوا في ذلك فشلاً ذريعاً. قال الله تعالى: (( كُلَّمَا أَوْقَدُوا نَارًا لِلْحَرْبِ أَطْفَأَهَا اللَّهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَادًا وَاللَّهُ لا يُحِبُّ الْمُفْسِدِينَ )).
لقد كان لهذه المحنة فوائد جـمّـة منها:-
أنها كشفت للشعب العراقي عناصر الإفساد، ومن يمارس الإرهاب حقيقة, ومن يسعى لبعث الشرّ والفتنة في كلّ مكان. نعم... إنّ ثمة مكوناً معروفاً من شعبنا يقع عليه الظلم اليوم على نحوٍ أقسى من الآخرين, فـتُرسل عليه الطائرات لتحصد بنيرانها شيبه وشبابه، وتداهمه الدبابات لتهدِم بيوته, وتتلف مزارعه, وتأتيه فرقُ الموت لِتغتالَ أبناءه وأجهزةُ الأمن والحرس الحكومي لِتمارسَ في حقّه أبشع أنواع التعذيب والقهر والإذلال في تواطؤ مكشوف بين هذه القوى جميعاً وقوى إقليمية أخرى على تطهيره طائفياً, لكنّ ما يجب أن نذكّر به دائماً هو أن هذه { معركة الله } وأنها بـ { منـزلة معركة بدر }؛ لأن المحتلّ جاء لِيطمسَ معالم الإسلام من خلال الهيمنة على هذه البقعة التي يمكن وصفها بأنها { قلب العالم الإسلامي }.
فالشرف كلّ الشرف, والعزّ كلّ العزّ لمن وفّقه الله ليكون في الطرف المدافع عن دين الله ثمّ عن الوطن, والخزي كلّ الخزي والعار كلّ العار لمن رضي لنفسه أن يكون في الطرف الآخر مشاركاً أو مؤيداً أو تابعاً ذليلاً.
يا أبناء شعبنا الكرام:
إننا واثقون من نصر الله, وإننا نراه قريباً جداً, وإننا ندعوكم بكل أطيافكم إلى مؤازرة أبنائكم البررة الذين أقسموا أن لا يغادروا ساحة الميدان حتى يُنجِزَ الله سبحانه لهم وعده بالنصر, ولعدوّهم بالجلاء.
ندعوكم خشيةَ أن يأتي اليوم الذي تجدون فيه أنفسكم في موقع الملامة, فيحدّث أحدكم نفسه: لماذا لم أقدّم في سبيل الله ومن أجل تحرير وطني ما قدّمه الآخرون؟. وإنّ فرصةً مثل هذه يتعاظم فيها أجر العاملين أضعافاً مضاعفة لا تتكرّر عبر التأريخ إلا نادراً، ومن فاته السعي فيها فقد فاته حظّ عظيم، وحينئذٍ لا ينفع الندم.
اللهم احفظ شعبنا كله... واحفظ له وطنه كله... واهده السبيل لِينالَ عفوك ورضاك.
اللهم ثبّت أقدام المجاهدين في سبيلك... وارحم الشهداء منهم... وأسكِنهم في علِّيِّين... وارزقنا جميعاً النصر الذي وعدت... يا ربّ العالمين... آمين.
الأمانة العامة
20 صفر 1427هـ
20/3/2006م
"أن تشعل شمعة خير من أن تلعن الظلام" كونفوشيوس (ع)
-
شكرا لك ياضارط ياشيخ مشايخ الحشرات على افصاحك عن هذا السر الاستتراتيجي العسكري المهم فقد تنبه اهل الوسط والجنوب وبدؤا بخزن المياه بمادة الاسفنج لقابليتها الفائقة لخزن المياه.....صدق من قال اخذ الشور من راس الثور.....اذا كان امين هيئة علمائهم يتحدث هكذا فكيف يكون حال امين هيئة جهالهم.....ويقولون وحدة وطنيه......عجبي
-
ليش ما تقولون أننا أبناء وطن واحد
وأخوة بدلا من التناحر والتقاتل
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة الفاطمي
ليش ما تقولون أننا أبناء وطن واحد
وأخوة بدلا من التناحر والتقاتل
ليش ماتوجه هذا الكلام الى الضاري الذي يحرض على التناحر و التقاتل
-
الآ تستحي وتسمي العلماء بهذه الأسماء القبيحة وتعلم أن الموقع يشترط على المنتسبين إليه عدم سب الناس أم أن الأمر يختلف إذا كان الذي يسب ليس من علماء الشيعة ما هذا التطرف والغلو المنهي عنه شرعا.
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة طه علي
الآ تستحي وتسمي العلماء بهذه الأسماء القبيحة وتعلم أن الموقع يشترط على المنتسبين إليه عدم سب الناس أم أن الأمر يختلف إذا كان الذي يسب ليس من علماء الشيعة ما هذا التطرف والغلو المنهي عنه شرعا.
الاخ طه علي
الاخ العقيلي وجميع من في المنتدى
يعلم ماهي الشروط ويلتزمون بها
بكل دقه
وقد اسمى الضارط جميع من في المنتدى
لانه ليس عالم كما تعتقد بل هو ارهابي
طائفي حاقد غير مشمول بالشروط لعدم انطباقها عليه
اتمنى ان اكون قد وفقت بالايضاح وشكرآ
ومالي الاّ ال احمد شيعة ومالي الاّ مذهب الحق مذهب
-
[align=center]لكم نفطكم ولنا ماؤنا :حين تدخل المحاصصة الطائفية عالم الجغرافية والاقتصاد ! [/align]
[align=justify]
البديل العراقي / كأنما سمعنا ، أو قرأنا قبل يومين ، او اكثر ، من وقف ليقول فجأة ، (لكم نفطكم ولنا الماء ) ، وكما هو متوقع للطرافات العجيبة ، وفي اجواء عربية كالتي نعيشها اليوم ، تناقلت الصحف ، ووكالات الانباء ، تصريح هذا الخطيب العراقي المفوه ، وقامت صحف كبيره ، بوضع ما قد تكرم به على العراقيين ، وامة العرب من المحيط الى الخليج ، في صدر صفحاتها الاول، لانعرف باي دافع ، ولا لأي سبب ، وجد التصريح المذكور طريقه الى الاعلان ،غير ان جهة ما ، ارادت على مايبدو ان ترد على آخرين ، اي ان تحافظ على "موقعها" ، او على مكانتها ، كمدافع عن حقوق "طائفتها" ، واذا سئل المذكور ، او الجهة التي يمثلها اوالتي تقف وراءه ، فانه سيرد بالقول قاطعا ، "هم بداوا " ....وطبعا ، الباديء اظلم .
ولانريد ان نحاجج اصحاب هذا المنطق على حججهم ، لانها في الحقيقة اكثر تهافتا ، من ان تخضع للنقاش ، ويكفي ان يقال هنا ، بان منطق الطائفية في العالم ، وفي كل مكان ، واحد وهو يتكرر كالعادة ، معزوفا على نغمة "هم بداوا والباديء اظلم " ، البعض يقولون ، عندما يبادرون ل"التصريح المضاد " معددين تجنيات وتجاوزات الطرف الآخر، ويذكرون بصبرهم عليه ، وسكوتهم على تعدياته ، ولاينسون طبعا ، ان يذكروا بانهم ليسوا بطائفيين ، وان الطرف الآخر ، قد اجبرهم على الرد ، او على التصريح بما لم يكونوا يريدون التصريح به ، الغريب الذي لاينتبه له هؤلاء عادة ، هو نوع "الرد" الذي يلجاون اليه عادة ، ولماذا ياتي من طينة مايصدر عن الطرف الآخر المعتدي ، اي : لماذا يرد هؤلاء ، بنفس المنطق ، واللغة ، والحجج "الطائفيه" التي يستعملها الطرف الاول ، "االمتعدي " ، وال"الطائفي" ، الاظلم .
لايخطر لغير الطائفي ، من الطرف ـ الغريب اصلا هو الحديث عن الاطراف والاصرار على تكريسها ـ الثاني المعتدى عليه ، كما يقول ، ان يرد بالطريقة التي رد بها قبل يومين ، هذا البليغ الذي اتحفنا بدرس جغرافي عجيب ، وزع بموجبة الثروة العراقية وغير العراقية ، بطريقة مثيرة للضحك ، قبله ومنذ اشهر ، قال احد الطائفيين ، ممن يصرون على انهم يكرهون الطائفية اشد الكره ، بان الجغرافيا تقف من الناحية "الكمية "، بصالح من "يمثلهم" ، فالمحافظة الفلانية ، هي الاكبر مساحة ، اما اليوم فقد جرى تطوير المنطق الجغرافي الكمي ، لان المتحدث هو "مرجع فعلي " ، وقائد موجود على الارض ، لايحق له اطلاق التصريحات على عواهنها ، وبخلاف الاول ، الذي اكتفى بالتلويح بقوة المساحة برغم انها صحراء قاحله ، قال صاحب التصريح الجديد ، ان الماء موجود في الشمال ، وانه سوف يبيع اهل الجنوب ، كل برميل ماء ببرميل نفط ؟؟
من حسن حظنا ان يكون اصحاب المنطق الطائفي ، بمثل هذه السذاجه ، وان يكون هؤلاء اقل بكثر من ان يعتبروا اصحاب راي ، او وجهات نظر مدروسة وممحصه ، واضح انهم مازالوا يتعلمون ، وانهم نبت طاريء ، لاماضي لهم ، فلا وجود ابدا في التاريخ العراقي ، لترسانة ، او حتى لاوليات تنم عن ارضية من الحجج الصالحة للاستعمال ، في مجال التقاذف ، او التنابز "الطائفي" ، ومايفعله البعض ويتحفوننا به ، بين فترة واخرى اليوم ، هو من قبيل التجريب ، والارتجال المضحك ، وغير المقنع ، واذا كانت "الثقافة " نتاج الحاجه والضرورة ، فها نحن نعثر من هذا المدخل ، على دليل اكيد ، لايقبل الخطا ، على انعدام الحاجة ، لثقافة "التنابز الطائفي" ، في التارخ العراقي ، اي الى كون مسالة الطائفيه في العراق ، امرا عارضا ، وظاهرة غير اساسيه في تكوين العراق ، وفي ثقافة وتاريخ هذا الشعب .
لن نقول بان قدرا ما من "التنابز" الطائفي ، لم يكن موجودا على الاطلاق ، ففي بلاد متعدده بامتياز ، تقوم حتما مستويات متدرجة من الوعي ، تبدا من الدوائر الصغرى ، لتصل الى الدائرة الاعلى ، وفي العراق ، تتنابز الاديان ، والطوائف ، والقوميات ، لكي تميز نفسها ، وتحافظ على استقلالها ، وتؤكد ذاتها ، وقد تتصاعد موجات التصادم الكلامي ، او غيره ، بين المجموعات ، او التكوينات المختلفة في بعض الاحيان ، وبسبب ظروف ما ، او تحولات معينه ، وقد تتراجع ليحل محلها الوئام والوحده ، غير ان المحرك الاعلى للثقافة العامة التي تجمع الكل ، وتؤطرهم ، وتعين توجهاتهم ، كانت وماتزال ارقى واعلى من حدود الوعي الجزئي ، ومن الثقافة العصبوية المحدودة ، وابعد بكثير ، من وسائل الدفاع عن الخصائص ، التي تميز المجموعات ، والمذاهب ، والاديان ، والقوميات العراقيه ، ومن غير الصعب التاكد من سطوة المستوى الاعلى ، "الوطني " للوعي العراقي ، والتثبت منه ، ومن قوة مفعوله ، متجليا عبر مسار تاريخ مديد ، وطويل للغاية ، لابل والاهم من ذلك ، هو الطابع الابعد من "وطني" ، للوعي المميز للفكر، والثقافة ، وللوطنيه العراقيه ، كما تجلت في الحضارة والتاريخ العراقيين ، ونقصد بذلك الوعي الكوني العراقي ، وتطابق هذا البعد وتلازمه ، مع الوعي الوطني .
وكما كان الامر في الماضي ، مايزال ايضا في الحاضر ، فما نسمعه من تصريحات ، يطلقها الطائفيون الطارئون اليوم ، قد تكون مفيده ، لانها تكشف عن مدى تهافت ، واستحالة مثل هذا المنطق ، او "الوعي التعيس" ، المراد تكريسه من دون جدوى ، ووفق اليات تحركها خطة "الصناعة " العمد ، والرعاية المباشرة ، من قبل اطراف وقوى عديده ، في مقدمتها الاحتلال ، ناهيك عن مختلف القوى ، والجهات ، والاطراف الضالعة اقليميا ، وعريبا ، في خلق هذه البضاعة ، صعبة الترويج بين العراقيين ، الاحتلال بالطبع ، يقوم باشاعة القتل المتبادل ، وهذا اخطر وجوه صناعة الطائفيه ، وصولا الى الحرب الطائفية ، الا ان التصريحات الطائفيه ، ومحاولات التاسيس لمنطق طائفي ، لها خطورتها غير العاديه ، لانها تقدم المبررات على مستوى الوعي العام ، ويمكن ان تساهم في اشادة اسوار بين الجماعات العراقيه .
غير ان هذه "الحجج" ، او موضوعات "المماحكه" الطائفيه ، من شانها ان تكون ذات فعاليه اكبر وامضى ، اذا كانت ترتكز بالفعل ، الى اساس تاريخي ، او الى ترسانة راسخه ، او اذا كانت هي بحد ذاتها ، وكما تطرح اليوم ، ذات قيمة ، او مصداقيه ، او هي قابله لان تكون كذلك ، لقد سمعنا مؤخرا و خلال السنوات الثلاث الاخيرة ، عن مسالة "الثروة الوطنيه " ، وتوزيعها الطبيعي على الارض التي يتشكل منها العراق ، وتحدث اشخاص عن النفط لمرات كثيره ، كما تحدث اخرون ، عن قوة المساحة ، واليوم ، تحدثوا عن "الماء مقابل النفط " ، فاكتشفنا فجاة ، ان دجلة والفرات ، ينبعان من ارض العراق .
اول مايلفت النظر في الدعاوى الطائفيه ، انها لاتستند الى اي اساس موثوق ، ولانها نسيج من افكار وردود افعال متهافته ، وبدائيه ، وغير صالحه للفعل على المستوى الوطني ، فان ماتذهب اليه ، يثير في كثير من الاحوال الضحك ، فهنا يتجلى اسوا اشكال الوعي الخرافي المحدود ، البعيد عن اي ترو او عقلانيه ، مقاربة للحقيقة ، او العلم ، وقد رأى احدهم من قبل ، ان المساحة التي تشغلها جماعته من ارض العراق ، هي الفصل ، فجرى الرد عليه بالقول ، خذها فهي مجرد صحراء ، مما اثارحمية اصحاب التصريحات الاخيرة ، ودفعهم لان يطوروا "خطابهم" الطائفي ، بحيث جعلوا انفسهم ملاك "الماء " ، يقول هؤلاء تجاوزا على الواقع : "اذا كان النفط موجودا في الجنوب ، فان الماء موجود في الشمال " ولابد للمرء وقتها من ان يسال مستغربا : اي شمال ؟ سوريا ام تركيا ؟
يفترض صاحب التصريح العجيب ، انه قد حل المشكله ، وان المطروح اليوم ، او من هنا وصاعدا ، هو قانون جديد للمقايضة على اساس (النفط مقابل الماء ) ، و"كل برميل نفط مقابل برميل ماء " ، دون ان يفكر بالكارثة التي وضع نفسه والعراق فيها ، فمجرد اطلاق مثل هذا المبدا ، او المطلب ، يعني انه سيكون عرضة للتعميم ، واذا كان ابناء البلاد الواحدة ، يتعاملون بمثل هذه الطريقه ، فالاحرى بسواهم من الدول ، الاخرى ان تفعل هي الاخرى بهم ، مايفعلون ببعضهم واكثر.
وبما ان "الفرات " العظيم مصدر الخير ، يمر متوغلا لمسافات في الاراضي السوريه ، اذن فمن حق سوريا ان تطالب العراقيين ، الذين لا يملكون النفط ، اي اهل الشمال الغربي خصوصا ، بمايطالبون به ابناء بلدهم واهلهم ، كما ان من حق تركيا ، ان تطالب هؤلاء وغيرهم ، بما في ذلك الاكراد ، وسواهم من ابناء الاديان ، والقوميات الساكنة على ضفاف دجله ، بهذا المبدأ الجنوني والاجرامي الخطير ، والذي لايتورع عن الحاق الخراب بالبلاد برمتها ، فقط لانه يرفض البحث عن مستويات اخرى من التفكير، تتجاوز منطق التنابزالمباشر ، والاحقاد المتبادلة للفئات البدائية ، داخل الجماعات العراقية المختلفة .
هذا مع العلم ان تلك الاقوال ، لايمكن ان تطبق ، وانها ستخلق لاصحابها ، او من يدعون تمثيلهم ، مشكلات كارثيه ، تصيبهم قبل ان تصيب سواهم ، وتؤدي لاضعاف الجميع ، مع ان حظ "اهل النفط " والثروة يظل اكبر ، وفرصهم بفعل الثروة المتاحة لهم ، اعظم بكثير ، في حال فكروا بالبدائل ، وارادوا اللجوء اليها . هذا علما بان الانهار لها مساراتها الطبيعيه ، وليس هنالك من بمقدوره حجبها ، او تغيير مجاريها ، كان هذا من المبايء الطبيعية الخارجة عن ارادة البشر في الماضي ، و"القانونيه" الخاضعة لاحكام المواثيق ، والاتفاقات الدوليه ، في الوقت الحاضر ، ونعلم جميعا ان العراق وسوريا وتركيا ، مثلهم مثل دول حوض النيل ، يشتركون في خير الانهار ، واشكالاتها ، وان موضوع "المياه " ، وحروبها المتوقعه ، تنفي ماقاله صاحب التصريح الغريب ، عن "اغراق الجنوب " ، فالعراق باعتباره جهة المصب ، يعاني اليوم من شحة ، وقلة مايصله من مياه ، بعد تركيا وسوريا ، والافق الذي يواجهه العراق افتراضا ، على هذا الصعيد ، سيء الى حد بعيد ، لان تركيا تعتزم اقامة سدود جديده على الفرات ودجله ، ستؤدي الى تقليص حصة العراق ، وسوريا ، من الماء ، وقد تجعل موضوع (النفط مقابل الماء) مطروحا بالفعل ، ولكن ليس بين اهل الجنوب واهل الشمال من العراقيين ، بل بين العراقيين كلهم ، بشمالهم ، وجنوبهم ، ومعهم اشقاءهم السوريين ، وبين تركيا ، وفي مثل هذه الحاله ، سيكون النفط هو السلاح الذي يملكه هؤلاء بوجه تركيا وغيرها ، والنفط واحتياطه ، موجود في جنوب العراق ، والافضل ان يستعمله العراقيون جميعا ، وهم متحدون ومتراصون .
في يوم 3/12/2003 التقى وفد من "التيار الوطني الديمقراطي العراقي " ، في العاصمة اليابانيه طوكيو ، رئيس وزراء اليابان جيوشيرو كويزومي ، بعد ان كان عرض على الحكومة الياباينه مشروعا ، التقى مع اغراض سياسيه للحكومة ، ولرئيس الوزراء الياباني ، وقد سعى الطرف العراقي ، الى انتهاز الفرصة ، لدفع اليابان بعيدا عن الالتحاق بمشروع الاحتلال ، فاقترح برنامج "صداقة وتعاون " ، يقوم على ان تتعهد الحكومة اليابانيه ، بتنفيذ مشروع مائي شامل في العراق ، مكون من ثلاث مراحل :
1 ـ احياء منطقة الاهوار في جنوب العراق ، وهي منطقة جرى تجفيفها على يد النظام السابق ، وخسر العراق بذلك ، واحدة من اهم معالمه السياحية ، ومن اجمل مناطقة ، ومصدرا زاخرا من مصادر الثروة الحيوانيه ، وموئلا لنمط عيش ، وحضارة عريقة ، ونقطة حفظ للتوازن البيئي في العراق والمنطقة ، ومصدر ممارسة حياتيه وتشغيل وعيش ، لاكثر من نصف مليون انسان ، شردوا ونزحوا للمدن المجاوره فارهقوا وارهقوها ، ومحطة هامة ، من محطات خط سير الطيور العالمي ، وواحدة من اغنى بقاع العالم في الارث الحضاري ، ومساحات من الخضرة ، والاستنبات القابل للاستثمار في صناعات مهمه مثل الورق والسكر ، وتوليد صناعات واشكال زراعة اخرى ، ونقطة جذب سياحي لاتضاهى .
2 ـ هذه كانت المرحلة الاولى ، من المشروع ، والجزء العاجل منه ، اما قسمه الثاني ، فيتمثل في اقامة معامل ضخمه لمعالجة المياه الذاهبة الى الخليج ، تقام قبل شط العرب ، وبعد القرنه ، حيث ملتقى النهرين ، يتم فيها اعادة تاهيل المياه الخارجه من الاهوار ، على ان يعاد تدويرها واعادتها للاستعمال ، عبر شبكة انابيب ، تضخ فيها المياه باتجاه الشمال ، للاستفادة منها في السقي واغراض اخرى .
3 ـ القسم الثالث ، ويتركز على البحث عن الاحتياطي المائي المخزون ، وهو مع القسم الثاني انف الذكر ، يمثلان عناصر ضمان ستراتيجي ل"الامن المائي " للعراق ، بظل ،ظروف قادمه ، تشير كلها الى قرب الدخول في مرحلة الشحة ، والجفاف ، وقد استند المشروع في مراحله الثلاث ، على اراء خبراء في هذا المجال ، واعتمد في هذا القسم الاخير ، على معلومات خاصة ، تقول بان بحثا اوليا جرى في الخمسينات ، عن المياه الجوفية ، وان التحريات الاوليه ، اثبتت وقتها وجود مخزون احتياطي هائل ، الا ان الحاجة له في حينه ، لم تكن ماسة ، ولقد تجدد البحث في هذا الموضوع ، ايام حكم صدام حسين ، من دون ان يوضع الامر موضع التنفيذ ، لاسباب قد تكون هي نفسها ، التي ادت الى الاعراض عن المشروع في الخمسينات ، او لاسباب ستراتيجيه ، تتعلق بالمفاوضات مع تركيا ، او لاية لاسباب اخرى ، مع ان بعض المعلومات تشير ، الى وجود كميات من المياه ، تقارب جريان نهر دجلة لمدة قرنين كاملين ، او جريان النهرين معا ، لمدة مائة عام ، وقد تضمن المشروع المقدم لحكومة اليابان ، طلب التزام الاخيرة باجراء المسوحات ، والتنقيب اللازم عن المخزون الجوفي من المياه .
4 ـ ومقابل ذلك ، وبعد الاعلان عن تبني حكومة اليابان للمشروع ، يمكن لليابانيين ان يحضروا الى العراق ، كبعثة "مدنيه "غير مسلحه ، على ان يلتزم الطرف العراقي ، بتامين حياتهم وسلامتهم ، وتوفير امنهم في المناطق التي سيجري فيها بداية، العمل في احياء الاهوار.
ليس في هذا المشروع اي بيع للبراميل ، مابين ابناء العراق الواحد ، وهو لايقوم على تقسيم لخارطة العراق ، ولا تفضيل لمنطقة على اخرى ، وكما هو معروض من نقاط ، فان المشروع ، يتعامل مع الارض العراقية ، والشعب معا ، كوحدة لاتنفصم ، ومع هذا ، فلقد اثار المشروع ، في حينه حفيظة الكثيرين ، سواء منهم اصحاب الحقد الاسود ، ممن فتحوا ابواب بغداد للغزاة ، وهربوا ، ومن سرقوا اموال الشعب باسم المقاومه ، ممن بدات تكر مسبحة "المتعاونين " مع الاحتلال من بينهم ، او من الطائفيين الشيعه ، الذين ذهبوا وقتها في وفد ضم اكثر من عشرين شخصا ، برئاسة السيد بحر العلوم ، خلال فترة رئاسته لمجلس الحكم الانتقالي.
وكان هؤلاء قد فعلوا المستحيل ، لدى الامريكيين ، لكي يؤمنوا لهم تلك الزياره ، واللقاء مع السيد كويزومي ، الذي دام وقتها لعشرين دقية فقط لاغير، ـ لكل عضو اقل من دقيقه ـ انتهت بان قدم رئيس الوفد ، بحر العلوم ، خريطة لكويزومي ، تشير زورا وكذبا ، الى ان "الاهوار" قد تم احياؤها ، لقد كانوا خائفين من ان تشرع اليابان فعلا ، في تنفيذ مشروع "الامن المائي" للعراقيين ، وبما انهم لايحسنون سوى صناعة الخراب ، فقد اشتعلوا غيظا ، وارعبهم احتمال ان تقتنع الحكومة اليابانيه ، وتنفذ المشروع لصالح العراق والعراقيين فعلا .
يفعل الطائفيون كل شيء ، ويتوهمون شتى الاوهام والخرافات عن العراق ، لانهم لاينظرون اليه بوحدته ، وبعبقريته الجغرافيه ، والمكانيه التي لاتسمح على الاطلاق بالقسمه ، فمن يعلم هؤلاء جغرافيا العراق ، من يعيدهم الى مدرسة الوطنيه من جديد ؟ لاشك ان تهافتهم وسخف دعاواهم ، ستكون احدى مسببات حتفهم ، وايضا مسببات اعادة نهوض الوطنية العراقيه الآتيه ، حيث العراق كوني ، على قدر المعركة الكونيه التي يخوضها اليوم ، باسمه ، واسم تاريخه وتاريخ العرب ، وباسم العالم ...
ما اكبر العراق ...وما اعظم مايملك ، وما اصغر هؤلاء "الاغراب" في أرض لا يحسنون لغتها ، ولا يعرفون شعبها .. وقبلا لا يفقهون نبضها ...[/align]
يا محوّل الحول والاحوال ، حوّل حالنا إلى أحسن الحال......
-
 المشاركة الأصلية كتبت بواسطة منازار
[align=center]لكم نفطكم ولنا ماؤنا :حين تدخل المحاصصة الطائفية عالم الجغرافية والاقتصاد ! [/align]
[align=justify]
ما اكبر العراق ...وما اعظم مايملك ، وما اصغر هؤلاء "الاغراب" في أرض لا يحسنون لغتها ، ولا يعرفون شعبها .. وقبلا لا يفقهون نبضها ...[/align]
كلام جميل اسعد صباحي المثقل بما قرأت البارحه
مشاعر راقيه احس بوجدانيتها تنبع من بين الحروف
ومالي الاّ ال احمد شيعة ومالي الاّ مذهب الحق مذهب
-
[align=center]
فالثروات موزّعة في كلّ أنحاء العراق, فإذا كان النفط في الجنوب مثلاً فالماء في الوسط والشمال يمكن حبسه حتى يُبادَل برميلٌ من النفط ببرميلٍ من الماء، ويمكن أن ينفرِط عقده فيغرق الجنوب كله
هذا أغرب مقال قراته لحد الان !!!!!
هل معقول وصلت النذالة لهذه الدرجة عندهم ؟؟؟؟
ألله أكبر .. ألله أكبر عليهم
و من من ؟؟ من الضارط مرة أخرى يعود للشاشة ؟؟؟[/align]
-
وقبلها منعوا الفرات عن الحسين - الدكتور طالب الرمَّاحي
كلنا نتذكر ويتذكر أهلنا في الوسط والجنوب أن النظام السابق قد درج على قطع ماء الإسالة عليهم في المناسبات التالية : وقت الإفطار ووقت السحور في رمضان ، وعند كل مناسبة وفاة أو ولادة لأي إمام من أئمة أهل البيت عليهم السلام ، وفي العشرة الأولى من شهر محرم الحرام ، أما في يوم عاشوراء في كربلاء ووفاة النبي الكريم في النجف فإن زبانية النظام كانوا يقطعون الماء تماما بهدف إحراج الزوار ومن يهتم بإمورهم في تينيك المحافظتين المقدستين ، وكان البعثيون يتلذذون ويضحكون وهم يرون النساء في المحافظات الشيعية وهن يعانين من نقل الماء على رؤوسهن في داخل الأحياء أو من الترع والأنهار القريبة والبعيدة في بلد يعد من أغنى بلدان العالم بالماء والبترول . لقد تعلم البعثيون ذلك من الأجداد (الأمويين والعباسيين) الذين كانوا يستخدمون سلاح الماء ضد أعدائهم ولطالما كان الأعداء من أتباع أهل البيت ، وقديما منعوا الماء عن ابن بنت نبيهم الإمام الحسين عليه السلام وأطفاله وعياله وأصحابه من ماء الفرات ، ولذا فإن المتعة كانت مغرية وهم يرون الأبرياء يتضورون عطشاً بهدف الإذلال ولذا فإن الأحفاد الجدد في زمن ( صدام ) أتقنوا استخدام هذا السلاح وأضافوا الى عذابات الأحياء الذين ( فلتوا ) من حملات التصفية والدفن في المقابر الجماعية أو التغييب في السجون الرهيبة معاناة أخرى .
ولذا فإننا لا نستغرب اليوم في زمن مابعد صدام أن يُقدم ( البعثيون ) الجدد في ما يسمى بــ ( هيئة علماء السنة ) في استخدام سلاح الماء في المعركة ومحاولة إجبار خصومهم الشيعة على الإستسلام ليمهدوا لعودة ( جمهورية البعث الثالثة ) ، فقد ورد في الرسالة التي وجهتها ( الهيئة ) للشعب العراقي ما يلي : ( فإذا كان النفط في الجنوب مثلاً فالماء في الوسط والشمال يمكن حبسه حتى يُبادَل برميلٌ من النفط ببرميلٍ من الماء، ويمكن أن ينفرِط عقده فيغرق الجنوب كله ) وهذا يعني أن ثقافة القوم ( هي هي ) مع خصومهم مهما امتد الزمن وتغيرت الظروف ، لكن الشيء الغريب أن الأحفاد يحاولون تقليد الأجداد تماما ، وكما حدثنا التاريخ أن بني أمية قد قتلوا الكثير من الشيعة عطشا وكما فعلوه بالإمام الحسين عليه السلام ومنعوهم عن ماء الفرات ، فإنهم يحاولون تكرار فعلة جدهم ( المتوكل العباسي ) عندما أغرق قبر الحسين على أمل إخفاء معالمه ، ولذا فإنهم في ( تهديدهم ) الجديد لأتباع أهل البيت وهذا هو ما تعنيه مقولتهم (عقد الماء قد ينفرط فيغرق الجنوب ) .
إن لهذه الثقافة العدوانية التاريخية المتأصلة لدى القوم الكثير من المؤشرات والتي تجعل عملية التعايش مع من درجوا على التفنن في ابتكار الجرائم أمرا مستبعدا ، وهذا يعني أن القوم قد عقدوا العزم على تقسيم العراق لكن بطريقتهم ( الشيطانية ) الخاصة والتي طالما تدثرت بغطاء ( النفاق ) هذا الغطاء الذي ورثوه من الجد البارع ( عمرو بن العاص ) . ففي الوقت الذي يتهمون فيه الشيعة بالرغبة في تقسيم العراق من خلال الفيدرالية وهو حق مشروع ضمنته لهم القوانين الدولية فإنهم يصعدون من تصريحاتهم وتهديداتهم النارية معززة بهجمات ( كلاب مسعورة ) لقتل الأبرياء من النساء والأطفال وتخريب المنشآت المدنية للدولة ، ثم يطلقون على كل تلك الجرائم البشعة ( جزافا ) بالمقاومة .
إن هذه التصرفات الحمقاء والتي تذكرنا بتصرفات ( رمزهم ) صدام سوف تنقلب وبالاً عليهم ، لأن المسلمين الشيعة في العراق قد فهموا اللعبة وأدركوا جيدا كل ما يفكر به ( البعثيون الجدد ) من مخططات مستقبلية ، ولا أكتم سراً أن الشيعة في العراق أخذوا يفكرون بشكل جدي في دولة مستقلة يحققون من خلالها ( فك ارتباط ) مع الحوش الكاسرة التي لاتفهم في علاقاتها بالآخرين غير سفك الدماء وقطع الرؤوس والعبث والتخريب بممتلكات الدولة ، فالثقافة التاريخية (اليزيدية المروانية) التي درجت على إلغاء الآخر وتدربت على القتل والدمار وعدم التفكير بغير مصالحها الدنيوية لايمكن لها أن تتعايش مع ثقافة أهل البيت ومدرستها التي تربأ عن كل ما يمس الآخرين بالأذى بل إنها وجدت أصلاً لنشر المحبة والسلام والخير الذي نهلته من شرعة الإسلام المحمدي الإصيل . فليس ثمة مقومات للتعايش مع محافظات المنطقة الغربية التي اصبحت بيئة إجتماعية خصبة للإرهاب وللإرهابيين ، كل ذلك عمَّق الشعور لدى المسلمين الشيعة في الوسط والجنوب بضرورة البحث عن حل جذري يضمن وقف سفك الدماء وتخريب الممتلكات وتأخير إعادة الإعمار .
إن التهديدات الأخيرة (لهيئة علماء السنة) بقطع الماء عن الجنوب أو إغراقه إذا استوجبت طبيعة الصراع هي مكملة للمواقف السلبية التي درجت الرموز السنية الأخرى اتخاذها من العملية السياسية مما يوحي لبقية أبناء الشعب العراقي أن هناك نوايا غير سليمة مضمرة لدى الجميع على إبقاء العراق على ما هو عليه من الفوضى ، وهذا الأمر يقلق بقية الشعب العراقي ويعطيه الحق الكامل في التفكير بمستقبله وبالطريقة التي تضمن له مصلحته أولاً بعيدا عن شعارات الوحدة أو التوافق الجوفاء التي أصبحت تخدم رموز الإرهاب ودعاة القتل والترويع وعدم الإستقرار .
إن تاريخ العراق هو تاريخ المسلمين العرب الشيعة ، وأن البصرة والكوفة اللتان كان يطلق عليهما ( بالعراقَين ) ويمتدان من سامراء وحتى الخليج كانتا مقفلتان على الوجود العربي الشيعي ، وهما يشكلان العراق الحقيقي ، أما البقية فتشكل تخوم العراق وكان الأكراد يشغلون المثلث الشمالي الشرقي منه ، وما تبقى من المنطقة الغربية فقد كانت خليطاً من العرب والعثمانيين والديلم وبقايا المماليك وبعض الطوائف الأخرى غير المسلمة.
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
 |