اصدرت منظمة العفو الدولية تقريرها الاعتيادي رقم 13|10|2006 والمؤرخ في 16 فبراير - شباط من العام 2006 حول انتهاك حقوق الانسان في ايران وخاصة بعد ان تسلم المتشددون السلطة وابروزا احمدي نجاد الى رئاسة الجمهورية الاسلامية حيث ازدادت في ظل الحكومة الجديدة الضغوط والممارسات اللانسانية
وحول ابناء الشعب العربي الاهوازي يقول التقرير :
2.1.1 – يشكل الشيعة من الاصول العربية ما بين 3-8 في المئة من مجمل السكان في ايران، ويقيم اغلبية المواطنين من اصول عربية في محافظة خوزستان (المعروفة باسم الأهواز في الاوساط العربية)، المتاخمة للحدود العراقية، وهي تمثل المصدر الاكبر لخام البترول في ايران.
وللمجتمع العربي شكاوى ومظالم كثيرة ضد الحكومات الايرانية المتعاقبة تزعم ان المجتمع العربي ظل محروماً من نصيبه في الموارد المخصصة للتنمية الاجتماعية من قبل كل هذه الحكومات.
وقد دفعت ظروف اليأس والمعاناة الاقتصادية في الاشهر الاخيرة الى انتشار موجة موجة من العنف تعبر عن رفض المواطنين من اصول عربية للواقع الذي تعيشه والتي من المتوقع استمرارها وتصاعدها ما لم تتبنى السلطات الايرانية خطوات ومعايير عملية لمعالجة الاوضاع الاجتماعية والاقتصادية للتخفيف من معاناة هؤلاء المواطنين التي ادت الى موجة العنف الراهنة
.
الحقوق الاقتصادية والاجتماعية والثقافية:
تعتبر المجموعات العربية من اكثر الاقليات حرماناً من النواحي الاقتصادية والاجتماعية في ايران، حتى انه في الاماكن التي توجد فيها اغلبية عربية يحرم على المدارس ان تستخدم اللغة العربية كوسيلة للتعليم، كما ان نسبة الجهل مرتفعة جدا خصوصاً في اوساط نساء الاهواز في المناطق الريفية.
ومن ناحية اخرى فان العرب حسب التقارير محرومون من العمل في القطاع العام كما ان القرى والتجمعات الاخرى لاتحصل الا على القليل من المياه النقية ولا توجد فيها خدمات للتصريف الصحي او امدادات الكهرباء.
وقد تلقت ً منظمة العفو الدولية ً تقارير تفيد ان مدينة الاهواز تخصع لانقطاعات متكررة في المياه نتيجة تحويل المياه من نهر (كارون) الى المدن الاخرى كاصفهان ورفسنجان. وتفيد التقاريرانه في ديسمبر 2005 بلغ الوضع حداً خطيراً حتي ان الناس لم يكونوا قادرين على الاستحمام لاكثر من مرة واحدة في الاسبوع، وكانوا يضطرون لشراء مياه الشرب النقية من صهاريج خاصة تقوم ببيعها في الشوارع. وبلغ الوضع حداً دفع بعض اعضاء المجلس(8) للمطالية باقالة وزير الطاقة بسبب التحويل المتكرر لمياه نهر كارون الى محافظتي اصفهان و رفسنجان، وبلغ بهم الامر في يناير 2006 حد التهديد بالاستقالة الجماعية من المجلس في حال استمرار تحويل المياه. وتجاوز الامر الى حد تحويل مياه نهر كرخه الذي يعبر منطقة الحويزة العربية في الاهواز لبيعها للكويت رغم شح المياه في هذه المنطقة.
اضافة الى هذا، فان سياسات الحكومة الايرانية الى اعادة تخطيط الاراضي تظهر ان وراء ذلك هدفاً لتجريد العرب من اراضيهم التقليدية في اطار استراتيجية ترمي الى نقل العرب الى مناطق اخرى وافساح المجال امام العناصر غير العربية للاقامة في مناطقهم (خوزستان). وهذا مرتبط بالسياسات الاقتصادية الرامية الى حرمان العرب من الاستفادة من الامتيازات الاقتصادية التي توفرها الحكومة لغيرهم ومنها القروض الميسرة التي تمنحها لهؤلاء من دون فوائد.
في اكتوبر 2005 اظهرت رسالة مؤرخة في 6 يوليو 2005 ، ان مؤسسة أروند للتجارة الحرة تخطط لمصادرة مائة وخمسة وخمسون كيلومربع من الاراضي تضم اجزاء كبيرة من الاراضي والقرى العربية، وذلك لاقامة مشروع للتجارة الحرة بين عبادان والحدود العراقية، ويعني هذا مصادرة اراضي كل الذين يقيمون في هذه المنطقة، وحسب القوانين الايرانية فانه لا يحق لأي مواطن الاعتراض على مصادرة اراضيه وانما له حق الاعتراض على قيمة التعويض المعروض عليه مقابل ذلك والذي لا يبلغ غالباً ربع القيمة السوقية للارض.
في مقابلة له بعد زيارته لايران في يوليو 2005، قال مفوض الامم المتحدة لحقوق الاسكان(( ... حين زار الاهواز... هناك الالاف من الناس يعيشون حول المجاري المفتوحة، لا توجد لديهم خدمات صحية ولا تتوفر لهم مياه جارية أو امدادات كهربائية او غازية... لماذا هذا؟... لماذا يحرم بعض المجموعات من هذه الخدمات؟ ... في حين اننا زرنا في خوزستان على بعد 20 كيلومتراً بالسيارة من المدينة مواقع لمشاريع تنموية كبيرة، مزارع لصناعة قصب السكر ومشاريع اخرى على امتداد النهر... وحسب التقديرات التي تلقيناها فان ما بين 200-250 الف من المواطنين العرب قد هجروا من هذه المناطق من اجل اقامة هذه المشاريع. والسؤال الذي ينطرح في ذهني هو... لماذا تقام هذه المشاريع على اراضي هؤلاء الذين ظلوا يقطنونها لأجيال؟ ولقد وجهت هذا السؤال للمسؤولين والمواطنين الذين كنا معهم وعلمت ان هناك اراض في خوزستان يمكن اقامة هذه المشاريع عليها بأقل قدر من التهجير)).
كما اشار مفوض الامم المتحدة الى محاولات الحكومة الرامية الى استجلاب غير العرب الى المنطقة العربية كما في حالة شيرين نشهرالمدينة الجديدة التي يقيم فيها غالبية من غير العرب استجلبوا من محافظة يزد، موضحاً المفارقة بين الثروات الطائلة التي توفرها حقول النفط الموجودة في خوزستان والبؤس الذي تعيش فيه المناطق العربية التي شاهدها.
استخدام القوة:
منذ تولي الرئيس احمدي نجاد فان عدداً من المواطنين قد قتلوا، وجرح العديدون بسبب استخدام قوات الامن للقوة في تنفيذ مهامها لاخماد الاحتجاجات المستمرة في محافظة خوزستان و الهجمات التي تعرضت لها المنشآت البترولية في سبتمبر 2005. بدأ هذا من ابريل 2005 (11) وشمل تفجير القنابل في مدينة الاهواز في اكتوبر 2005 ويناير 2006 ما ادى الى مقتل 12 شخصاً وجرح المئات.
وكانت الحكومة الايرانية قد اتهمت الحكومة البريطانية بتدبير هذه التفجيرات التي نفت اي دور لها في ذلك. في اواسط سبتمبر 2005 افادت التقارير ان سلطات الامن قامت باستخدام الرصاص الحي والغاز المسيل للدموع والهراوات في مواجهة المتظاهرين الذين كانوا يقومون بالقاء الحجارة على رجال الامن، ونتج عن ذلك مقتل شخصين وجرح العديدين. وافادت التقارير ان السلطات الايرانية قامت لاحقاً بقطع امدادات المياه لبعض القرى التي تقطنها قبيلة ( ابوغبيش )، وذلك للانتقام من مشاركة مجموعات من هذه القبيلة في المظاهرات.
في 4 نوفمبر 2005 ، (عيد الفطر)، قام مئات من العرب بمظاهرات توجهت الى
مدينة الاهوازفيما يعتقد انه كان احتجاجاً على الاعتقالات السابقة ( انظر ما بعده) حيث دخلوا في مواجهات مع قوات الامن التي قامت بالقاء القنابل المسيلة للدموع التي ذكر انها تسبب شللاً مؤقتاً عليهم مما ادى الى غرق اثنين من الشباب العرب الذين تعرضوا للغاز في نهر كارون، كما قامت قوات الامن باعتقال العشرات ان لم يكن المئات من المتظاهرين.
في فبراير 2006 بعثت ًمنظمة العفو الدولية ً برسالة احتجاجية الى السلطات الايرانية مطالبة بالتحري في حالة وفاة الشابين وتوضيح الاسس والقوانين التي تنظم عمليات استخدام القوة واطلاق النار التي تقوم بها قوات الامن الايراتية لتطبيق القانون، وما اذا قامت هذه القوات باستخدام وسائل اخرى لفض المظاهرات ، وما اذا كان المتظاهرون قد حذروا قبل استخدام الغازات المسيلة للدموع، الا انها لم تتلق رداً على ذلك.
في 11 و12 يناير 2006 ورد تقرير يفيد مقتل ثلاثة اشخاص في مواجهات بين قوات الامن الايرانية والمجموعات العربية الاهوازية في خوزستان، وكانت هذه المواجهات امتداداً للمظاهرات السلمية التي قام بها المواطنون العرب خلال عيد الاضحى مطالبين بوقف عمليات الاضطهاد التي تمارس ضدهم ورفع المعاناة التي يعيشونها بسبب الفقر والعطالة، واطلاق سراح السجناء السياسيين المعتقلين منذ ابريل 2005،
الاعتقال:
لقد تم اعتقال المئات من العرب منذ تولي الرئيس احمدي نجاد السلطة، وهناك مخاوف من ان العديدين منهم قد تعرضوا للتعذيب وسوء المعاملة. وتفيد المعلومات ان السجون في محافظة خوزستان وخصوصاً في العاصمة (اهواز) مكتظة بالسجناء نظراً للاعداد الكبيرة من المعتقليين. وقد افاد احد المعتقلين السابقين انه احصى حوالي 3 الاف سجين في سجن كارون المعد لاستقبال 800 سجيناً فقط. وقال ان الزنزانات مكتظة الى حد ان السجناء ينامون بالتناوب لعدم وجود اماكن تستوعبهم للنوم في وقت واحد، وان هذه الاوضاع ادت الى تردي اوضاع الخدمات الصحية بالسجن.
وتضم هذه السجون اطفالاً لايتجاوزون 12 عاماً محبوسين في مكان واحد مع الاخرين. ويعتقد ان بعض هؤلاء المعتقلين محكوم عليهم بالسجن او الاعدام بعد تقديمهم لمحاكمات صورية امام محاكم الثورة. وهناك اكثر من 250 سجيناً تلقت ًمنظمة العفو الدولية اسماءهم تم اعتقالهم بعد وصول احمدي نجاد الى الرئاسة، نورد تفاصيل اعتقال بعضهم كما يلي:
- في اغسطس 2005 تم اعتقال الحاج سالم باوي احد الزعماء العرب ورجال الاعمال مع ابنائه الخمسة وزوج بنته وآخرين من اعضاء الاسرة وقد تم اطلاق سراح الحاج باوي لاحقاً، الا ان اثنين من ابنائه، عماد وزامل قد حكم عليهم بالاعدام في اكتوبر 2005 ، ولا تعلم ًمنظمة العفو الدولية ً الاسباب التي حوكما من اجلها.
وقد افاد الحاج باوي بعد اطلاق سراحه انه التقى بثلاثة من ابنائه في سجن الامانية في الاهواز، وانه قد اتهموا فيما يبدوا انهم قد تعرضوا للتعذيب ولمعاملات سيئة في المعتقل. وحتى ديسمبر 2005 لم يتمكن اي من المعتقلين من مقابلة اي محام او افراد عائلته.
- حميد غاتئبور مدير المنطقة التعليمية الثانية من مدينة الاهواز تم اعتقاله في حوالي 15 سبتمبر 2005 في المنطقة الثاتية من مدينة الاهواز.
- محمد حزباوي محرر جريدة همساية المحلية تم اعتقاله في 18 سبتمبر 2005 بسبب مقال كتبه احتجاجاً حول حميد غاتئبور، واطلق سراحه بعد عدة ايام.
- في 3 نوفمبر 2005 اعتقل حوالي 81 شخصاً في الاسبوع التالي لشهر رمضان (عيدالفطر) اثناء حضورهم احتفالاً ثقافياً يدعى محيبيس الذي يتبع الفطر. ومن بين الذين تم اعتقالهم: زهرا ناصر طرفي مديرة مركز الاهواز الامجد الثقافي وذكر انها تعرضت للتعذيب في المعتقل.(انظر 1-4 ) ادناه.
حميد حيدري وهو شاعر وستة من اسرة واحدة هم، محمد ًمجدم، رسول ًمجدم، مهدي ًمجدم، خالد باني صالح وحسن نيسي. وقد ورد تقرير في 14 نوفمبر 2005 ان عدداً من هؤلاء قد تم اطلاق سراحهم بكفالة الى حين محاكمتهم من بينهم زهرا ناصر طرفي.
- في 11 يناير 2006 تم اعتقال مجموعة من الاشخاص من بينهم ثلاثة اطفال في اطار المظاهرات التي ذكرت آنفاً وادت الى مواجهات بين المتظاهرين وقوات الامن، وكانت تلك بقيادة الشيخ صالح الحيدري امام مسجد الدائرة في الاهواز، وهو واحد من اولئك الذين تم اعتقالهم في 25 يناير 2005 واقدموا في الاضراب عن الطعام احتجاجاً على اعتقالهم. وفي اليوم التالي 12 يناير تم اعتقال مجموعة اخرى بمدينة الحميدية لقيامهم بمظاهرات احتجاج على الاعتقالات التي تمت في اليوم السابق.
وفي الختام لا يسعنى الا انت نتقدم بخالص تحياتنا الى القائمين على منظمة حقوق الانسان لجهودها الحثيثة لايصال تقاريرها بشان انتهاك حقوق الموطن العربي في الاهواز كما شكر حاص للاخوة الذين ترجموا هذا التقرير الى العربية .
[email protected]
ترجمة منظمة حقوق الإنسان الأهوازية [email protected]