قاطعوا المثلث الوقح – زلماي – طلباني – جعفري
كتابات - باسم السعيدي
لم يكن أحد يتصور أن تصل القذارة ببعض الأطراف السياسية الى هذا المستوى الوضيع !
فتحويل المعارك السياسية والتنابزات الى معارك على أرض الواقع ليصبح الأبرياء وقوداً لها فهذه هي الضعة بعينها .
فبعد زيارة الجعفري لتركيا خلع الطلباني أقنعته وراح يؤلب هنا وهناك للإطاحة بترشُّح الجعفري لرئاسة الوزارة المقبلة ، ولو كان له حق في ذلك لكان أعلن تحفظه على ترشيح شخص الجعفري قبل الانتخابات داخل كتلة الائتلاف البرلمانية لكي يفسح المجال للأطراف السياسية داخل الائتلاف أن تعيد حساباتها مرات عديدة قبل التصويت للجعفري .
ونجح الطلباني في تأليب بقية الكتل البرلمانية لتخوض المعركة الموجهة نحو الائتلاف ليصبح شخص الجعفري مركز إستقطاب هذا العداء أو الاسقاط ، واستطاع الطلباني بحنكته المعهودة إدخال اللاعب الرئيس الى حلبة الصراع بشكل سافر الوجه بعد أن كان ملثَّماً وأقصد به السفير الأمريكي زلماي خليل زاد.
أما الجعفري فالحديث عنه وعن (فوبيا مغادرة الكرسي) التي أسرته أصبح مكروراً وبلا طائل أو جدوى ، فقد أثبت هذا الرجل تمسكه بمقعد رئاسة الحكومة متحدياً إرادة كل فرقاء الساحة السياسية بل وحتى إرادة زملائه في داخل الائتلاف إذا ما أخذنا بنظر الاعتبار السلبية المخزية التي تصرفت كتلة (مستقلون) على نحوها إبان أحداث التصويت ، ولو إفترضنا أن الدكتور الجعفري يُلزِمُ الائتلاف بنتائج التصويت الذي فاز به بفارق ( 0.0078) أي ثمانية في كل ألف ناخب وهي نسبة متدنية كما هو معلوم كانت ستلغى لو صوَّت الدكتور عادل عبد المهدي لنفسه ولم يترك الورقة بيضاء ، وعلى أية حال فهذه النسبة (0.0078) لا تقارن بنسبة الرافضين للجعفري من كل الكتل البرلمانية بما فيهم أعضاء الائتلاف حيث يبلغ مجموع تلك النسب (75.63 %) .
ولكننا نلزم الجعفري بأخلاقياته الوطنية (إن بقي منها شيء) فترشُّح الجعفري يقف حجر عثرة في طريق تحقيق الوحدة الوطنية لأنه لم يعد يستطيع أن يقنع الشارع العراقي بجميع مكوناته بأنه يمكن أن يكون مدافعاً عن مصالحهم وضامناً لحقوقهم وموفراً لأمنهم ، لا الشيعة ولا السنة ولا الكرد ولا حتى بقية الأقليات .
كما إن طرح إسم الجعفري لمنصب رئاسة الحكومة يستفز الفرقاء السياسيين وأعلنوا ذلك صراحة وبلا لبس .
القوى الإقليمية (بغالبيتها) والدولية اللاعبة في مجريات الساحة العراقية (ومنهم الولايات المتحدة) لن تقبل بترشُّح الجعفري رئيساً للوزراء ، والولايات المتحدة أرسلت مئات الرسائل السياسية لتعبِّر عن ذلك أضف اليها ما لم نطَّلع عليه من الرسائل الشفوية والتحريرية بينها وبين الائتلاف وزعمائه .
بعد أن أغلق الجعفري أذنيه عن سماع الدوي الهائل لتداعيات ترشيحه وراح يغمغم (بوصلة شعبي) ، وأغلق عينيه عن رؤية الانحدار الخطير بالملف الأمني الذي يرسل رسالة سياسية أخرى لتنحية الجعفري من قبل جماعات مسلَّحة فاعلة على الأرض العراقية ولاعبة في ملعب السياسة .
.. بعد كل ذلك وصلت الأمور مداها الأقصى من خلال استخدام القوة العسكرية المفرطة من قبل الجيش الأمريكي نحو المدنيين العزَّل والمصلِّين والأبرياء .. أيضاً برسالة موجهة نحو تخلِّي الجعفري عن الترشُّح ولكن صمت الجعفري لم يعد مقبولاً بخصوص هذا القتل وعليه أن يفعل شيئاً لدحر الارهاب وإيقاف حماقات زلماي عند حدوده من دون خجل ، فأرواح الشهداء لا يمكن إقناعها بالخجل ، ولا يمكن للجعفري مواجهة عوائل الشهداء وضحايا الطائفية الزلماوية بأحاديث دبلوماسية (يلفلف ) بها الموضوع كعادته في مؤتمراته الصحفية .
كما لم يعد ترشيح الجعفري مقبولاً لأنه لا يمكن للجعفري أن يساوي كل هذا الدم العراقي المسفوح جراء عنجهيته ، كما لايمكن إحتمال الصعوبات الكبيرة التي سيواجهها العراق في السنوات الأربع المقبلة لا إقتصادياً ولا عسكرياً ولا إجتماعياً ولا حتى سياسياً .. فالتخلي الأمريكي عن دعم العراق بديمقراطيته الوليدة هذه وإقتصاده المنهك بفساد العصابات الحزبية يعني نتيجة واحدة لا غير .. الخراب والخراب وحده .. وربحنا بالجعفري قائداً ومنظِّراً وشفّافا .
وبخصوص زلماي خليل زاد ، هذا الرجل لديه أجندة خاصة يُسَيِّرُ المصالح الأمريكية على وفقها ويتلاعب بالساسة العراقيين ومن خلالهم بمصائر أبناء الشعب العراقي وبنظرته المريضة القاصرة تلك فهو يعرض حياة العراقيين للخطر الداهم ، ويعرض وحدتهم الوطنية للتفتت والتفكك ، ويجعل الأمور أقرب الى الحرب الأهلية من أي وقت مضى .. ولو كان للائتلاف دوراً إيجابياً وطنياً لأعلنت مقاطعة كل جلسة تفاوض أو حوار وطني يحضره السفير زاد ، وعلى الائتلاف إرسال وفد الى واشنطن لإبلاغ الرئيس الأمريكي بوش بأن الشعب العراقي بغالبيته لم يعد قادراً على التعاون مع سفير الولايات المتحدة ، وإننا وهذه الحال نطلب من الرئيس الأمريكي تبديل سفيره في بغداد وإلا سنضطر الى طلب مغادرته الأراضي العراقية لأنه شخص لا يحترم تمثيله الديبلوماسي وأصبح مصدر تهديد جدي لمصالح الشعب العراقي ووحدته وإلا كيف يمكن تبرير وجود قوة عراقية مسلَّحة تخرج بدعم وإسناد أمريكي كاملين من الأرض والجو لمداهمة (مكان عبادة) وحصر المصلين وتصفيتهم جسدياً بعد تحقيقات أولية وإعتقال آخرين كل ذلك بدون علم غرفة العمليات المشتركة للدفاع والداخلية ، وبدون علم رئيس أركان الجيش العراقي ، وبدون علم وزير الدفاع ؟ وبدون علم القائد العام للقوات المسلَّحة ؟ أو رئيس الجمهورية ؟ إذن لمن تتبع هذه القوات ؟ هل هي تابعة للجيش الأمريكي ؟
هل هنالك حكومة أمريكية غير الحكومة العراقية ؟
هل تقوم غرفة عمليات (زلماي) بتربية (مرتزِقة) أو ميليشيا أمريكية تتسلم تسليحها وتمويلها وأوامرها من زلماي خليل زاد ؟ وإذا ما كشفت الأحداث الجارية يوم 26/3/2006 عن وجود هذه الفرق أو التشكيلات أو الميليشيات فمنذ متى وهي تمارس أعمالها ؟ وأية أحداث وأعمال قامت بها ؟ والى أين تروم الوصول ؟
يجب الاعتراف إن زلماي يخوض حرباً قذرة على أرضنا العراقية ، وقودها أبنائنا وعوائلنا والمتحاربون فيها هم المثلث الوقح – زلماي - الطلباني – الجعفري .
فللنجاة من هذه الاشكالية التي كان أقطابها هؤلاء الثلاثة يجب مقاطعة
زلماي – والطلباني – والجعفري ،
لأنهم باتوا جزءاً من كل مشكلة جديدة ومن تداعياتها وليسوا جزءاً من الحل ولسنا بحاجة الى المزيد من المشكلات والمعضلات بل علينا أن نبحث عن حلول أخرى .
بغداد
[email protected]
http://www.kitabat.com/i14857.htm