ستدركون كل هذا في حينه ، و ستحتفلون بولادة معصوم و وفاة آخر ، و ستطبخون الطبيخ كل حين ، ستفعلون كل هذا و أكثر و لكن بعد حين ، فقط أجلوا هذا الآن و احزموا أمركم و وفروا وقتكم و مالكم و جهدكم لحماية أنفسكم ، فوجودكم مهدد و أكبر قوة عسكرية في البلاد اعترفت أنها "عاجزة" عن حماية العراقيين ، و تذكروا ماذا حل بالبوسنة و راوندا حينما ركنوا إلى حسن الظن و القانون الدولي بدل العدة !
القضية ليس لها علاقة بأغلبية و أقلية ، أو أخلاقية أو حسن نية ، لم يثبت التأريخ أن هذه العوامل تدخل في حسابات الربح و الخسارة ، القضية لها علاقة بميزان القوى و الإستعداد الصحيح. كثرة قدور الطبيخ و الزناجيل و البيارق و الرايات السود و الحمر و الوردية ، و الصور و المعلقات و الهوسات ، و تمني ظهور "المهدي" لن يحل المشكلة ، اتركوا هذا المخدرات الثقافية و استعينوا "بتقوى الله و نظم أمركم" ، فكل ما عندكم لن يقف أمام عدو مسلح و مجهز و متربص بكم و بأطفالكم و نساءكم و شيوخكم !
لا يوجد جيش كي يحميكم ، و لا توجد حكومة كي تدافع عنكم ، و لا يوجد قانون تحتكمون إليه ، إنه صراع القوى كما كان أبداًً و يكون ، و ما لم تفهموا هذه المعادلة البسيطة ستساقون إلى المذبح كما تساق الإبل يوم النحر. عدوكم مدجج بالسلاح و العزيمة التي تغذوها ثقافة إجرامية استئصالية تمتد في عمق التأريخ ، هذه الثقافة لن تغيرها دعوة استهجان من هذا أو ذاك ، فعدوكم يتحرك من عقيدة تدميرية.
أعدوا لهم ما استطعتم من قوة ، و هذه دعوة للدفاع عن النفس بشكلها الشرعي و ليست للهجوم العشوائي على الآخرين و أخذ الأبرياء بذنب المجرمين. كونوا جماعات فالإسلام قام على الجماعة ، اقتنوا السلاح و العتاد و حصنوا أنفسكم ، احموا بيوتكم و مساجدكم و أسواقكم و تجمعاتكم من القتل و الخطف و التدمير ، و لتكن لكم هيبة و ثأر يتتبع المجرمين إلى عقر ديارهم و يحرقهم بالوقود على قارعة الطريق ، فمن أمن العقوبة أساء العمل