التحفظات هل تغير أوراق الجولة المقبلة ؟
بغداد - الصباح
جمود في المفاوضات والأزمة قد تستغرق أربعة أسابيع
اعترف سياسيون في جبهة التوافق ان قائمة الائتلاف أخرجت الكرة من ملعبها، لتكون بين القوائم الاخرى في اشارة منهم الى انتقال الخلاف على مناصب رئاسة الجمهورية ورئاسة البرلمان بعد ان كان مكرسا على رئاسة الوزراء.
وعقب تأجيل اجتماع مجلس النواب الى اشعار آخر بدأ احساس بعدم الارتياح يطفو في مظهر الشارع العراقي، واعتبر محمود عثمان ان الازمة اصبحت اعمق.
ولم يكتف النائب حسين الفلوجي -التوافق- بالقول: ان الائتلاف دفعت الكرة من ملعبها، وانما قال: انها استطاعت ان تصدع القوائم الاخرى التي كان شكلها يبدو متراصا وموحدا ومتفقا بالرأي.
وكان الخلاف بدأ على خلفية اعتراض التوافق على ترشيح الدكتور اياد علاوي الى منصب نائب رئيس الجمهورية، والاعتراض على ترشيح الدكتور طارق الهاشمي لرئاسة البرلمان، وقد تسرب ان شخصيات سنية حاولت استثمار الاعتراضات للمطالبة بمناصب.وقالت عالية نصيف عضو مجلس النواب عن القائمة العراقية : (ان جبهة التوافق خرقت الاتفاقية التي توصلت اليها الكتل السياسية في جبهة مرام). ونسبت وكالة نينا للنائبة قولها: ان القائمة العراقية كانت تأمل ان تخلق جبهة التوافق نوعا من التوازن ولكن الذي حصل هو ان التوافق خلقت مشروعا طائفيا في توزيع المناصب).واوضحت نصيف : ان جبهة التوافق العراقية رفضت ترشيح الدكتور اياد علاوي لمنصب نائب رئيس الجمهورية باعتبار انه ينتمي الى الطائفة الشيعية، ولا يمكن ان يتم اختياره لهذا المنصب على اعتبار ان هناك مرشحا آخر من الشيعة لهذا المنصب.وبينت : ان التوافق لم تراع الاستحقاق الانتخابي بل راعت الاستحقاق الطائفي.واشارت نصيف الى ان القائمة العراقية اختارت هذا المنصب كي تشارك مشاركة حقيقية في صنع القرار وليس المشاركة الاسمية.لكن الناطق باسم جبهة التوافق الدكتور ظافر العاني اوضح ان رفض قائمته تولي علاوي منصب نائب رئيس الجمهورية ظهر لانه جاء على حساب استحقاقات التوافق. ورفض ان تتحول الكرة الى ملعبها - التوافق -وانما هي في وسط الملعب بين الائتلاف والتوافق على حد تعبيره، ولم يوضح ما اذا كان يقصد ان الاعتراض على الهاشمي رئيسا للبرلمان يعادل رفض الجعفري رئيسا للوزراء.
وقال: ان التوافق كانت تتمنى ان تدعم الائتلاف رفضها بالادلة المقنعة، واضاف ان جبهتنا لا يعجبها ان تكون عقبة، بيد اننا مصرون على موقفنا وترشيح الهاشمي، ملمحاً ان القوائم الاخرى لم تعترض على اسمي الدكتور عدنان الدليمي والشيخ خلف العليان.
وازاء هذه التطورات علمت” الصباح “ من مصادر في مجلس النواب ان القوائم الاربع - التحالف، والتوافق، والعراقية، والحوار - ستلتقي بينها لتدارك الموقف وايجاد السبل الكفيلة بالخروج من الازمة التي يعتبرها محمود عثمان بانها اصبحت اعمق مما كانت عليه، وان مشاكل عدة برزت الى السطح ولا يعرف كيف سيتم حلها.
في هذا الوقت استقبل المواطنون قرار تأجيل جلسة البرلمان التي كان مقررا لها امس الاثنين بالاستياء (تقرير مفصل ص3). ولم يتمخض عن رئاسة البرلمان او الحكومة ما يشير الى موعد آخر، الا ان الدكتور جواد المالكي قال: ان ترتيب الرئاسات سيتطلب يومين او ثلاثة، وقال: ان الائتلاف ما زالت متمسكة بالدكتور ابراهيم الجعفري.وثمة ما يدفع الى الاعتقاد بان الساسة عادوا الى اطلاق المواعيد وتمديدها تعبيرا عن حجم الازمة الذي يكبر كلما تأخرت العملية السياسية عن حسم متطلبات الحكومة.
وتبدو نبرة الامين العام للحزب الشيوعي حميد مجيد موسى حزينة وهو يتحدث عما اسماه بمحاولة استئثار القوائم الثلاث الكبرى بالمناصب وفق منطق المحاصصة، واعرب عن رغبة القائمة العراقية بتوزيع المناصب بصورة عادلة وبشكل يعبر عن النية في تشكيل الحكومة، موضحا ان العراقية قدمت مرشحيها لتولي منصب نائب رئيس الجمهورية ومنصب نائب رئيس الوزراء.
في هذه الاثناء توقع سياسيون ان تشكل الحكومة في غضون اسبوعين الى اربعة اسابيع، وقال الدكتور عدنان الباجه جي في حديث اعلامي: ان السياسيين العراقيين خذلوا الشعب في عدم الاتجاه بالسرعة الكافية لتشكيل الحكومة وتوقع ان الامر قد يتطلب اربعة اسابيع، لكن هوشيار زيباري وزير الخارجية توقع تشكيلها بحلول نهاية نيسان.
ورأى زيباري ان بعض القوى داخل وخارج العراق ترغب في عرقلة العملية السياسية وانه يتعين على العراقيين عدم السماح بحدوث هذا .