جلال الدين الصغير كان صغيرا أمام جمعته الدامية
أرض السواد : زهير الزبيدي
نعم جلال الدين كان مهيناَ للدين وليس مجلا له،، فقد خرج عن طورة بدوافع الأنانية، وتحول إماما مهينا للدين ولمنبرجمعته، بعيدا عن النضج الديني والسياسي، ومخجلا للشيعة أمام أعدائهم.
لقد خرج الصغير من سكوته الطويل، ليظهرلنا حقيقته وخلفيته العدائية لشخص الدكتور الجعفري. فكون الشيخ الصغير شيخا اسلاميا، تترتب عليه أخلاقية الأسلام ومبادئه وقيمه:
أولا: وكونه مؤتلفا مع كتلة الدكتور الجعفري يترتب عليه الوفاء لهذا الأئتلاف، والألتزام بنظامه الداخلي الذي وقعته جميع الكتل المؤتلفة ،والمجلس الأعلى الذي ينتمي اليه الصغير ويترأس الأئتلاف سيده الحكيم.
ثانيا: ووفق القيم الأسلامية اذا كانت الأهداف واحدة، والعقيدة واحدة، تبقى الممارسة داخل الأئتلاف تتباين، وهناك نظام داخلي كما ذكرنا يضبط هذا التباين، وقّعت عليه كل مكونات القائمة والتزمت به بعد التوقيع ، ليتحول عهدا ملزما للجميع، وعقدا مقدسا لها وفق المفهوم الأسلامي الذي يؤمن به الشيخ الصغير ويدرسه في دروسه الحوزوية.
لكننا للأسف نرى مارد الحقد الدفين ــ المعروف لدينا بمايختلجه صدر الشيخ الصغير مسبقا ــ يخرج لنا من قمقمه ليستغل منبرا شريفا كمنبر الجمعة المقدسة،هو الآخر يرتب عليه التزام خطيب الجمعة عليه احترامه، وان لايستغله لتسويق غايات سياسية، وافتراءات ما أنزل الله بها من سلطان، اذا عرفنا أن شخص الدكتور الجعفري شخصية متدينة تمتلك من العلم الفقهي والتأريخ الناصع، ما تفتقد اليه شخصية الشيخ الصغير.
لقد أوغل الصغير بالحقد على شخصية كان الأجدر به أن يفتخر بها، لما حازعليه هذا الرجل العصامي من شعبية شملت كل أطياف المجتمع العراقي وأفسدت خطة المحتل باتباع هذا المحتل لنظريته المعروفة بـ (فرق تسد)، ما دعاهم بالتدخل بالشأن العراقي بوقاحة، طالبا من الفرقاء السياسيين رفض السيد الجعفري، مبتدئين برئاسة الأئتلاف التي خانت العهد وبدأت بجولة التآمر من شمال العراق مع الطالباني أول الخارجين على الدستور، الذي وقع عليه بعد أن حقق مكاسب قومية وعاد ليطالب بصلاحيات مخالفة لهذا الدستور. وبمعية البعثي المعروف نديم الجابري، الذي سيندم على فعلته تلك التي أسس لها وهي حكومة انقاذ وطني، ورماها علكة بفم علاوي يهدد بها الشعب والوطن كلما ارتفع أداء الجعفري بالحوار، ومعروف عن الجعفري امتلاكه الحجة والدليل الشرعي أمام الأئتلاف، والديمقراطي أمام علاوي وصحبه، ممن لم يحققوا نسبة تقويهم على غرمائهم الأسلاميين في عملية الأنتخابات الأخيرة، والتي أجج أوار رفضها علاوي نفسه، ولحق به المفلسين ولو كانوا مفكرين اسلاميين.
فراح الصغير يفتري من على منبر الجمعة ملعلعا بصوته النشاز قائلا ((بان اصوات اتباع ومقلدي المرجعية هي التي اوصلته لهذا المنصب ، مؤكدا بان الشخصيات والرموز السياسية وصلوا الى ماوصلوا اليه باصوات هؤلاء الذين وضعوا قلوبهم مع اصواتهم ، فليس من حق احد ان يقصر في خدمة هؤلاء او ان يصادر حقوقهم))
أولا: ان الشيخ الصغير ربط الممارسات التي نسبها الى جهة فلسطينية معروفة وقد أصاب ، ربطها بممارسات رئيس الوزراء الذي ينبغي أن يكون ممثل الأئتلاف، كتلة الشيخ نفسها ووزير داخليته منها، بل أن وزير الداخلية عضوا فعالا في المجلس الأعلى ومن قيادييه البارزين، ترى لماذا هذا الربط المجحف؟ والقاء اللوم كله على رئيس الوزراء ولم يذكر مسؤولية وزير الداخلية زميله في المجلس الأعلى ، أو وزارة الدفاع صاحبة الصلاحية بأمن منطقة براثا.
وثانيا : راح يفتري محض افتراء، ويتلاعب بالألفاظ عندما قال ( بان اصوات اتباع ومقلدي المرجعية هي التي اوصلته لهذا المنصب ) نعم هذا صحيح لكن ليثبت لنا الصغير ما هي علاقته بالمرجعية؟ ، ولماذا رفضت المرجعية استقبال عضوي المجلس السيد عبد العزيز وعادل عبد المهدي؟ بينما لم نسمع يوما أن المرجعية رفضت استقبال السيد الجعفري، بل أن كل زياراته تطول في حضرته.
وكم يكون عدد مصليه الذين نجلهم وبكينا دما على مصابهم ونحترم آرائهم ؟ وهوينسى ويتناسى بتعمد مفضوح وهو يمتطي منبر الجمعة المقدس بأن لولا شخصية الجعفري لما كان للأئتلاف هذه الحصيلة ونشاهد كل يوم التظاهرات التي تخرج وخرجت في كل محافظات العراق حتى الموصل السنية والرمادي الساخنة، تؤيد هذا السيد الشجاع والعادل، ولولا التيار الصدري الذي يكتسح شارع الوسط والجنوب ، وجماهير حزب الفضيلة وحزب الدعوة والآخرين لو أحصيناهم لظهر ان الشيخ ومجلسه الأعلى أقل بكثير مما لو رشح لحاله وسيكون هذا في الدورة القادمة انشاء الله عندها يعرف الصغير حجمه.
ويتابع الصغير من على منبر الجمعة المقدس افتراءاته وسقوطه الديني والسياسي بعد أن خرج عن طوره وانسانيته بكلمات بذيئة لاتتناسب وجلسه خاصة فيها من المؤمنين ما يفرض عليه الأدب فضلا عن منبر الجمعة فيقول((" ان الائتلاف يجب ان يكون خياره قرار المرجعية، وليس العكس ، ولاحظنا اسفافا واساليب واخلاقيات هابطة جدا للتسويق لشخصيات " ))
نعم الأئتلاف يجب أن يكون خياره قرار المرجعية ، فهل التزم الصغير ومجلسه الأعلى بخيار المرجعية الذي اجتزء منه الكلام وقد أكدت المرجعية الألتزام بالطريقة الديمقراطية التي ترشح فيها الجعفري الى منصب رئاسة الوزراء، ولم يكن خيار المرجعية التآمر مع جلال الطالباني الذي يخطط بكل لؤم وأنانية الى ذبح الشيعة لتأسيس دولة الكرد التي يريدوها على حساب الوطن العراقي.
لقد أكد السيد سامي العسكري مكر وخداع المجلس الأعلى وخيانة الأمانة ومخالفة رأي المرجعية حيث صرح لقناة العالم يوم 16 \ 04 (( ان قرار ازاحة الجعفري من هذا المنصب تشترك فيه عدة دوائر اجنبية واقليمية وقوى محلية لافتا الى وجود اشارات من السفير الاميركي لبعض هذه القوائم بعدم القبول بتولي الجعفري لهذا المنصب خلال الدورة القادمة.)) ومعروفة من هي تلك الدوائر الأقليمية ، أنها تلك التي دعاها سيده الحكيم لتتشاور مع أمريكا بالشأن العراقي، فهل ينكر الصغير هذا؟
واضاف العسكري: احمل بعض الاطراف في الائتلاف مسؤولية عدم القبول بارسال الردود على رسائل المعترضين على ترشيح الجعفري لرئاسة الحكومة المقبلة منوها الى وجود بعض التسريبات والانباء حيال تورط هذه الاطراف في دفع القوائم المعترضة على اتخاذ هذا الموقف )) نعم يدفع المجلس الأعلى مجلس الصغير القوائم الأخرى لرفض الجعفري ويتأخر هو بالرد برسائل مكتوبة لأحراج موقف الجعفري ومناصريه داخل الأئتلاف، هذا فضلا عن النكوث بالعهد الذي أبرمته كتلة الأئتلاف عندما ترأس عبد العزيز الحكيم رئاسة الأئتلاف، وقتها كان قد وافق على الأبتعاد بمجلسه عن رئاسة الوزارة، لكن للأسف كانت مواعيد مقصودة للعب مع الآخرين ضد الشرف العراقي، فكان المجلس محسوبا على الأئتلاف ومتأمرا عليه مع الطالباني فهل هذه وصايا المرجعية أيها الصغير؟
أما ما تتحدث عنه من اسفافا واساليب واخلاقيات هابطة جدا للتسويق لشخصيات فالجعفري أيها الصغير يربأ بنفسه عن مثل هذه الأساليب، واذا كنت تعتبر المظاهرات المليونية التي خرجت له في عموم محافظات العراق اسفاف وأساليب وأخلاقيات هابطة ؟ فقد قالها قبلك البعثي المتأسلم عادل عبد المهدي برده لصحيفة الصباح بأن طرح الشعبية للجعفري طرحا خطيرا معتذرا بأن لاعب كرة قد لديه شعبية والفنان لديه شعبية فتصور أي خيبة أ،تم فيها.
لكن اليك ايها المتغطرس بالسراب، والمتقوقع في خيال الجاه والمال والسلطة ، اليك اساليبكم الرخيصة بعد أن نهبتوا نصف العراق وهذه ملفات تنتظر وقتها انشاء الله . لقد عدت للتو من العراق الجريح والمخدوع فيكم ورأيت الآتي:
جائني أحد أقاربي الكبار وهو رجل أمي واشتكى لي بعضا من أساليبكم الهابطة حيث قال : جاءنا المجلس الأعلى يدعونا لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام مجانا وعندما وصلنا النجف الأشرف بمجموعة من الباصات فوجنا بأن القوم قد جلبوا من المحافظات الأخرى مئات الباصات مثلنا واذا بهم يزجونا في مكان قرب قبر السيد محمد باقر الحكيم رحمه الله تحت منصة السيد عبد العزيز الحكيم وكامرات اعلامهم بانتظارنا، يقول هذا الكهل المريض بعد أن شتم المجلس : لقد أفلت من هذا الجمع وذهبت الى الزيارة وبعدها أتخمونا بما لذ وطاب من الأكل والشرب والمرطبات.
ومثلهم جرى مع أحبائي المؤمنين، وقد كانت لديهم حوزة، قد أسسها وزوجته المؤمنة. يقول: لقد جاءنا مسؤول المجلس الأعلى عارضا علينا خدمة أستاذة حوزوية، فقلت له متشكرا بأننا لانريد أن ندخل حوزتنا بالسياسة، فأقسم بأنه هو كذلك. يقول وفعلا جاءت المرأة وأعطت درسا، وفي اليوم الثاني جاءت للشاب زوجته تخبره بأن هذه الأستاذة دعتهن لزيارة أمير المؤمنين عليه السلام، وسألتني بماذا تقول: فجاء ردي بأنني أرى أن هذه الزيارة ليست لله ولكم الخيار في السفر أو عدمه. وفعلا سافرن النسوة لكنهن عدن وهن يذكرن له مثلما ذكره أقاربي الكهل بما فعلوا بهم. فانا لله وانا اليه راجعون.
وأخيرا دخلت محل استنساخ للسلام علي صاحبه ، وجدت تحت يده عملا هو هويات لأعضاء منظمة بدر ، وعندما طالعت أحداها لفت نظري رقم التسجيل حيث كان رقما بعدد شباب العراق يحمل رقم ((10008118)) فسألت صاحبي اذا كان رقم هذا البدري هكذا فما نفوس العراق اذن؟، فضحك صاحبي وقال ( دعنا نعيش).
وقد زارني الكثير ينقلون لي مثل هذه الأفعال ومنهم شيوخ عشائر ضٌحك عليهم الى بغداد. يقول لي أحدهم: وعندما وصلنا الى مقر المجلس الأعلى في الجادرية وجدنا الكامرات موجودة واذا بالسيد الحكيم جاءنا ليلقي السلام علينا وغادرنا على الفورطالبا العذر لوجود موعد مرتبط به.
واعلم أيها الصغير ان خطبتكم العصماء في تلك الجمعة السوداء عليكم لاعلى غيركم، التي تلت جمعتنا الحمراء، لم تكن إلا مصداقا للآية الكريمة التي تقول (( لاَ تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ يَفْرَحُونَ بِمَا أَتَواْ وَّيُحِبُّونَ أَن يُحْمَدُواْ بِمَا لَمْ يَفْعَلُواْ فَلاَ تَحْسَبَنَّهُمْ بِمَفَازَةٍ مِّنَ الْعَذَابِ وَلَهُمْ عَذَابٌ أَلِيم (آل عمران) 188))
وأختم لأقول للصغير: المثل الصيني المعروف ( اذا كان بيتك من زجاج فلا ترمي الناس بالحجارة ) والمثل الشعبي العراقي الذي يقول ( احنه ولد الكرية وكلمن يعرف أخية ) فكن أخا ناصحا، وعالما عاملا، يجزيك الله أجرا جزيلا ويدخلك مدخل الصالحين يوم لاينفع فيه مجلس أعلى ولد ولادة غير شرعية، ولا رئاسة وزارة لنهب العراق والعاقبة للمتقين.