|
-
في ذكرى إنتفاضة الصـدر المقدس.....17-3
[align=center]بسمه تعالى[/align]
الحمد لله رب العالمين.
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين
لعدة قرون ، قُدّرَ للعراق أن يقبع تحت نير التخلف والجهل من جهة ، والاستبداد والطغيان السلطوي من جهة أخرى...تخلف وظلامية حاولت أن تسلب الإنسان كل شيء حتى كرامته وإنسانيته... وسلطات قمعية توالت على حكم بلاد الرافدين أحرقت الحرث والنسل وجعلت أهلها شيعاً يقتِّلُ بعضهم بعضا،ويظلم بعضهم بعضا ، وكان أن استولت العصابة البعثية على مقاليد الحكم في العراق ، فعاثت في الأرض فسادا ، وأهلكت الحرث والنسل ، وأدخلت البلاد والعباد في متاهات الحروب والقتل الجماعي ، واكتظت السجون بأحرار العراق ، ذُبِحَ ابناءه ، واستُحيَت نساءه ، وظل العراق غارقاً في بحر من الدماء ، وتوالت قوافل الشهداء تشكو الى بارئها ظلم الهدام اللعين وزبانيته الطلقاء ، وتواطؤ الدول الاستعمارية الكبرى ومن تسمي نفسها بالدول الاسلامية ، وتهاون وسكوت من كان يرجى منهم أن لا يقرّوا على كظّة ظالم ولا سغب مظلوم ...
ولما آلت الأمور في النهاية الى أن يواجه حسين عصره (السيد الشهيد محمد باقر الصدر ) الطغمة البعثية بنفسه ، أقدم الهدام اللعين على قتل هذا المفكر العظيم والمرجع الرسالي ليضيف الى سجل جرائمه ما لا تمحيه حوادث التاريخ على مر العصور..
وباستشهاد السيد الشهيد الصدر الأول (رض) أستتب الأمر لحكومة الطلقاء من آل الهدام اللعين ، فرفعوا شعارهم سيء الصيت (لا شيعة بعد اليوم) و غطى العراق صمت رهيب وسكون مرير وفقد الغيارى من أبناءه الأمل في أن تنجلي سحب الهموم والظلام عن قائد رسالي يقود العباد الى التخلص من أئمة الشر والطغيان...
ولكن اللطف الإلهي تدارك العراقيين في نهاية المطاف...
محمد محمد صادق الصدر.....صدرٌ آخر مزق الصمت القاتل وأنبرى بسيف جده أمير المؤمنين ليحق الحق ويزهق الباطل....
محمد الصدر ، وحده من يحمل هموم المسلمين عامة والعراقيين خاصة....
محمد الصدر، وحده من يشعر بثقل المسؤولية الرسالية التي تشرف بها سيد الخلق محمد (ص) وحمّلها أمانة في أعناق الأمناء على البلاد والعباد الى يوم الدين.
وحده محمد الصدر كان يذكرنا برسول الله وبأمير المؤمنين والميامين من ولده...وحده كان يثير في نفوسنا التأهب والاستعداد ليوم الظهور المقدس ولو كلفنا ذلك حياتنا....
محمد الصدر كان يؤدي تكليفه أمام الله....أن ينهض بالمجتمع نهضة اسلامية واعية تزيح عن كاهله ترسبات قرون من الاستبداد والظلم والتعسف ، أن يطلق صيحات الحق في شتى مجالات الحياة....أن يرسل سهام الحق الى الرئيس والى المرؤوس والى الكبير والصغير ، الى المراجع والموظفين والكسبة ورجالات الدولة ...وحتى الى الغجر... (لعلهم يهتدون) ... (لعلهم يتقون) ...(لعلهم يتذكرون).
هكذا كان كليفه الشرعي (قده) ، ومن تكليفه أيضاً أن يواجه النظام!
عاجلا أم آجلا سوف تكون المواجهة الأخيرة....وتتطور الأحداث يوماً بعد آخر وتزداد الحلقة ضيقاً بمرور الوقت...وصولاً الى المواجهة الأخيرة...
إنها سنة الله في خلقه ، إنه العقل البشري بفطرته ، إنه التاريخ يخبرنا بأنه لا بد من اللحظة الحاسمة التي يقف فيها الإيمان كله....بوجه الظلم كله.
ولعلنا كنا موقنين بذلك....السيد نفسه كان يخبرنا...
(سوف أذهب وضميري مرتاح ،يكفي أن في موتي شفوةً وفرحاً لأمريكا واسرائيل وهذا غاية الفخر في الدنيا والآخرة) ، (أين الرصاصة التي تمنحني الشهادة) (لقد استشهد في هذا الطريق الشيخ البروجردي والشيخ الغروي ولعلي أكون ثالثهما..)
أجل كنا موقنين بالشهادة....لأنه أختار طريق الحسين (ع) وطريق الحسين مضرج بالدماء!!!
ولكنا كنا ندعو الله ونمني أنفسنا بأن تطول مدة بقاءه معنا....ذلك العصر الذهبي للدين والمذهب والحوزة الذي ربما لن يتكرر حتى يوم الظهور المقدس...
وكان ذلك اليوم المشهود.....
محمد الصدر لم يكن يمتلك مالاً ولا سلاحاً سوى كفنه !!!
هذا الكفن الذي واجه به الشر في كل صوره....أمريكا واسرائيل والاستعمار والشيطان !!!
(...نحن ماذا عندنا ؟! ...الله تعالى )..
في ذلك الوقت كان هناك شد وجذب مفتعل بين النظام العفلقي وبين إدارة ( كلينتون) وكان من تداعيات هذه الأزمة المفتعلة أن قام النظام بتدابير أمنية ووقائية ملحوظة ومثيرة للإنتباه بصورة لم يسبق لها مثيل في عقد التسعينات الذي شهد الكثير من الأزمات والمشادات المفتعلة بين النظام وبين الولايات المتحدة .
ولم تكن تلك التدابير ونصب السيطرات ونشر قوات الأمن و الحزب والجيش في كل مكان لا سيما في المحافظات الوسطى والجنوبية إلا بمثابة رأس (جبل الجليد) الذي يظهر للعيان وأما ما خفي فهو الاستعداد والاستباق الذي كان يهيء له النظام لاقتراف الجريمة العظمى بحق الولي الطاهر...
لقد أدرك النظام أن جريمة كهذه لن تمر دون مضاعفات قد تؤدي الى نهاية حكم فراعنة البعث الكافر، ولذلك قام بتلك الاجراءات الاستباقية كي يسيطر على الشارع المتفجر والغاضب حين يقوم بتنفيذ جريمته النكراء.
وأريقت الدماء الزكية الطاهرة....السيد الشهيد الصدر مع نجليه الطاهرين دفعوا ثمن الثورة الاصلاحية العظمى التي قادها أعظم مرجع عرفته النجف على الإطلاق.
وكان وقع الخبر على الموالين كالصاعقة....البعض لم يصدق ، والبعض لم يستوعب هول الصدمة إلا بعد حين....، والبعض الى الآن لا يستطيع أن يتصور أن قبراً في الأرض يمكن أن يحوي كل هذه المبادئ والقيم والشجاعة!!
لقد بدء محمد الصدر بنفسه وانتهى الى أمة تأمر بالمعروف وتنهى عن المنكر ولا تهادن الباطل ولا تسكت عن قول كلمة الحق ولن يهدأ لها بال إلا بظهور الموعود (عج)!
ترنح النظام فيما سبق نتيجة سلسلة من الخطوات التي قام بها المصلح العظيم السيد محمد الصدر ،وباتت مسألة إزاحته عن صدر العراق مسألة وقت ليس إلا .وكانت عملية الاغتيال الآثم هي وحدها المخرج للنظام من محنته مع قائد المجاهدين .ولذلك تصور النظام انه بعملية الاغتيال سيتخلص من التهديد المستمر الذي كان يمارسه السيد الشهيد (قده) على سلطته الغاشمة.ولكنه لم يدرك بأن النخبة المؤمنة التي رباها محمد الصدر على رفض الباطل وأهل الباطل لن يقرّ لها قرار إلا بأخذ الثأر من أزلام البعث المجرم وقواه الأمنية.
وكان للبصرة الحظ الأوفر من ثورته (رض)...من حيث الولاء والمسارعة الى طاعة الحوزة العلمية الناطقة المجاهدة متمثلة بالسيد الشهيد (قده) ، ومن حيث وقع الخبر والزلزال الذي احدثه ، و الأنتفاضة الشعبية الكبرى فيما بعد.
كان أئمة الجمعة في البصرة أو (القادة الراشدون) كما كان السيد الشهيد يسميهم هم المفزع الوحيد في هذه المصيبة الكبرى للموالين والمجاهدين...تماماً كما كاونا في حياة السيد الشهيد (رض).
كانوا هم قادة المجتمع الحقيقيين ..وكانت مهمتهم هي الأصعب في هذا الجزء الحساس والمهم من حياة الأمة...
كان لا بد لهم من أن يهدءوا النفوس ريثما تهدأ الأوضاع قليلاً...وكانت مهمة صعبة بحق، فعلى الفرد منهم أن يكابد لوعة فقد المولى المقدس ويكظم غيظه ويحبس دموعه وصولاً الى أن يهدئ من روع مقلدي ومحبي السيد الشهيد حتى يستطيع التفكير بصورة صحيحة عما ينبغي ان تكون الأمور عليه...
ويا لها من مهمة شاقة....فلم تكن تلك المصيبة تفارق خيال كل من عرف السيد الشهيد الصدر المقدس....كان يرونه في عيني كل من يلتقونه ...وكانوا يشعرون به عند كل أذان وتكبيرة للصلاة!
لقد وصل الأمر بمحبي السيد الشهيد أنهم جنـّوا به كما جنّ عابس بمولانا الحسين سلام الله عليه...
لقد فقدوا الإمام والأب والموجه والقائد والأخ الناصح والمرجع المهيب...الذي كان بحق سلطان المراجع...أبيض الحية والوجه والقلب.
ولهذا كانت مهة أئمة الجمع غاية في الصعوبة...اجهزة النظام كانت تعد عليهم أنفاسهم، ومجبي ومقلدي السيد الشهيد (قده) يطالبونهم بالقصاص والثأر من البغاة البعثيين...
وكان أئمة الجمعة يحاولون الظهور بمظهر الهادئ والمسيطر على أعصابه...وحقيقة الأمر أنهم كانوا كالثكلى التي قتل وليدها في حجرها....على أنها لا تستطيع أن تندبه وتبكيه كما ينبغي!!!
وذلك لأن الظرف السياسي والاجتماعي آنذاك كان يملي عليهم هذا التصرف لأنه التصرف الوحيد الذي يمكن أن يحفظ دماء الثلة المؤمنة التي رباها قائدهم ومرجعهم.
وهنا تتدخل العناية الإلهية مرة أخرى ، السيد كاظم الحسيني الحائري يلقي خطاباً في الرابع عشر من ذي القعده /1419 هـ على مجموعة من مجاهدي العراق جاء فيه :
(ان الجهاد والمواجهة المسلحة هو الطريق الوحيد للنصر وهو واجب وضروري ومهم إلا أنه يجب ان يكون بتدبير وحكمة وحساب وتخطيط حتى يكون مضمون النتائج وان السبيل المناسب لنا في المهجر هو الإرتباط بأية جهة مجاهدة منضوية تحت راية الولاية وأما أخواننا المجاهدين في العراق فلهم تكليفهم الخاص ).
و(ان جميع وكلاء المرجع الشهيد الصدر الثاني (رضوان الله عليه) في داخل العراق هم وكلائي بشرط ان يراجعوني لإمضاء الوكالة ).
ثم جاء البيان الذي وضع النقاط على الحروف وهو ما يعرف بالبيان الثالث الى الشعب العراقي الثائر الذي اصدره آية الله العظمى السيد كاظم الحسيني الحائري حيث تعرض فيه الى خطط النظام العفلقي الكافر في تصفية الحوزة العلمية ورموزها ، ومما جاء فيه :
(فعليكم يا أبطال الجهاد ويا فرسان الهيجاء أن تحصدوهم حصداً وتلاحقوهم حتى في بيوتهم ما لم يتوبوا الى الله من جريمتهم النكراء وذلك حفاظاً على حوزتنا العلمية المباركة ومراجعنا الاعلام الذين ينيرون طريق الحق فلقد قتل منهم في الآونة الاخيرة كما تعلمون ثلاثة ممن كانوا يتلألؤون في سماء العلم والتقى وكان آخرهم سماحة آية الله العظمى المجاهد السيد محمد الصدر تغمده الله برحمته.
يا أبنائي المجاهدين الأعزاء عليكم بضرب مصالح النظام العراقي اللئيم وتأديب هؤلاء الأقزام لعلهم ينتهون عن غيّهم وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون).
وهكذا أستعد الأحرار والمجاهدين من ابناء الرافدين الغيارى لأخذ الثأر لمرجعهم وليردوا الصاع لمن عاث في الأرض فساداً وقتل الأخيار والعلماء وزج الفضلاء في أتون سجونه الرهيبة.
بسم الله الرحمن الرحيم
(أُذِنَ لِلَّذِينَ يُقَاتَلُونَ بِأَنَّهُمْ ظُلِمُوا وَإِنَّ اللَّهَ عَلَى نَصْرِهِمْ لَقَدِيرٌ) (الحج:39)
وكانت الإنتفاضة التي هزّت عروش الظالمين وزلزلت الأرض تحت أقدام العفالقة وكادت أن تطيح برأس النظام وتقتلع البعث الكافر من أرض الرافدين الى الأبد.
لقد مر العراق بتجارب ثورية كثيرة استخدمت الجهاد المسلح كوسيلة للتغيير أو التعبير عن الرفض ...لكن إنتفاضة أبناء البصرة في 17/3/1999 تميزت بالدقة والتخطيط المنظم ولأول مرة في تاريخ الجهاد الإسلامي في العراق تشهد الساحة عمليات إنتحارية-استشهادية غاية في التخطيط والذكاء.
ففي الساعة الحادية عشر من مساء 17/3 /1999 إنطلق أبطال الجهاد وفرسان الهيجاء ليلقنوا النظام البعثي الباغي الدرس الأكثر تأثيراً في عمر النظام عسكرياً وسياسياً وليثبتوا للعالم أن ابناء العراق لم ولن يسكتوا عن ظلم الظالمين وبطش المجرمين.
ولم تفلح كل اجراءات النظام ومفارزه الأمنية التي كان يشرف عليها رؤوس النظام القذر ،لم تفلح في السيطرة على الأوضاع المتفجرة،وخرجت الامور من زمامها فتساقطت الرؤوس العفنة لزبانية البعث الكافر وقواته الأمنية تحت نير ضربات المهاجمين الأبطال الذين اختاروا طريق الحسين في مواجهة الظلم والأنحراف.
أستشهد في هذه الإنتفاضة التي أطلق عليها فيما بعد (إنتفاضة الصدر المقدس) خيرة المؤمنين من مجاهدي البصرة العزيزة....
والتحقوا بمولاهم ومرجعهم المولى المقدس (رض) فرحين مستبشرين شاكرين الله تعالى أن وفقهم الى الشهادة التي يقول عنها السيد الشهيد (قده) بما مؤداه :( إذا كان الموت هو النتيجة الطبيعية لحياة الفرد ، فمن الأجدر بالانسان أن يختار الميتة التي ترضي الله سبحانه وتعالى وترفع من شأن الفرد في الدنيا والآخره).
بسم الله الرحمن الرحيم
(مِنَ الْمُؤْمِنِينَ رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلاً)(الأحزاب:23).
لقد نجح وكلاء السيد الشهيد (قده) وأئمة الجمع في التخطيط والتنفيذ والمشاركة في هذه الثورة الصدرية المباركة ولكن الوسائل التي اتبعها النظام الملعون في التنكيل والتعذيب للمؤمنين وعوائلهم وحملات الأعتقال التي طالت المؤمنين والمجاهدين وعمليات تهديم الدور جعلت البعض منهم يلجأ الى إيران الإسلام حفاظاً على البقية الباقية من طلاب السيد الشهيد (قده) ووكلاءه ومن كان له التأثير الكبير فيهم وذلك لشعورهم أن المسألة لم تنتهي بعد ، وأن النظام الكافر لا بد أن يزول عن صدر العراق الحبيب.
وفيس مواجهة هذه الانتفاضة المباركة لجأ النظام الى اسلوبه التاريخي القذر في مواجهة الرفض الشعبي العارم له ....الأعتقالات العشوائية ، والتنكيل بالمؤمنين وذويهم ، وهدم الدور التي تأوي عوائل المجاهين كانت سلاح النظام في مواجهة الانتفاضة المباركة.
وقد بلغ عدد الدور التي تم هدمها في محافظة البصرة وحدها أكثر من ثمانين بيتاً توزعت على مختلف أنحاء المدينة....
وهنا وبإيعازات من النظام والبعض من ذوي النفوس الضعيفة بدأت الشائعات والتشويه تأخذ طريقها في الشارع العراقي وذلك لأمرين غاية في الأهمية بالنسبة للنظام :
الأمر الأول : تشويه صورة الإنتفاضة عن طريق الطعن في شرعيتها وأن الذين قتلوا فيها ليسوا بشهداء وهي الوسيلة الأكثر تأثيراً في القضاء على حيوية الأنتفاضة وآثارها الآنية والمستقبلية .
الأمر الثاني : محاولة تسقيط أئمة الجمعة وتشويه صورتهم في الرأي العام العراقي خصوصاً ، وهذا الأمر غاية في الأهمية بالنسبة للنظام خصوصاً أنهم قد أفلتوا من قبضة النظام ولا يعلم على وجه التحديد ما يخططون له أو ما يسعون اليه في المهجر.
وفي هذه المرحلة كانت أجوبة السيد الحائري حازمة وتقطع الطريق على كل من يريد أن يسيء الى أبناء الصدر المقدس ،ففي استفتاء وجه الى سماحته حول تشكيك البعض بشرعية الانتفاضة وأن الذين قتلوا ليسوا بشهداء أجاب بما نصه :
(إنهم شهداء عند الله ومن أفضل الشهداء لأنهم أدوا ما عليهم من الواجب وبقي علينا أن نؤدي واجبنا أسأل الله تعالى أن نوفق لذلك كما وأسأل الله تعالى أن يوفق المتقولين للتوبة).
وفي استفتاء أكثر تفصيلاً وجه الى سماحته من قبل أئمة الجمعة في البصرة بتاريخ 24/ربيع الأول/1420 هـ أجاب سماحته بما نصه :
(ما قام به أئمة الجمعة في البصرة لضرب مصالح النظام البعثي من أفضل القربات الى الله وهم مأجورون عند الله أجراً عظيماً ومن سقط منهم أو من أتباعهم قتيلاً فهو شهيد عند الله وترويج الإشاعات ضد عملهم الذي كان على خلاف مصالح النظام من أعظم الحرمات).
هذه –باختصار- قصة مدينة مجاهدة عانت الأمرين من الحكومات المتعاقبة التي انفردت بالسلطة في العراق ، ولما منّ الباري عليها وعلى المؤمنين في العراق بالشخصية الأكثر تأثيراُ في الشارع العراقي منذ زمن الغيبة وعلى الاطلاق ،اغتالته يد الشر والظلام فما كان من ابناء الصدرين العظيمين إلا أن يهبوا ليثأروا لمرجعهم وقائدهم ووهبوا الغالي والنفيس في سبيل ذلك ولسان حالهم يردد:
يا نفس من بعد الحسين هوني فبعده لا كنتِ ولا تكوني
فحري بنا ونحن نمر على الذكرى العطرة لانتفاضة الصدر المقدس في 17-3 أن نسلط الضوء على مظلومية هذه الانتفاضة من ناحيتين:
الناحية الأولى: وتتعلق بالظلم البعثي التسلطي الذي وقع على المجاهين الغيارى وعلى عوائلهم والأساليب القمعية التي مارسها بحقهم وبحق عوائلهم ومحبيهم حتى بلغ عدد الدور التي تم هدمها أكثر من ثمانين داراً ،عدا الاعتقالات العشوائية والإعدامات التي طالت خيرة ابناء هذه المدينة المجاهدة.
الناحية الثانية: المظلومية (التاريخية) أو ما وقع على هذه الانتفاضة المباركة من تعتيم إعلامي .سواء في زمن تسلط البعث الكافر ، أو حتى بعد زواله .فإن كان الاول له ما يبرره من تسلط ودموية وقمع النظام ، فإن الإهمال الإعلامي لا زال يلقي بظلاله على هذه الانتفاضة التي تمثل بحق مرحلة مشرقة ونقطة تحوّل في تاريخ العمل الجهادي.
تكفي الإشارة الى عدم وجود الرواية (الرسمية) أو التاريخية لتفاصيل هذه الصرخة الحسينية في وجه الذل والانحراف.
أن تسليط الضوء على جزئيات الانتفاضة لا يكفي وحده ، بل أن رعاية عوائل المجاهدين من الشهداء الذين ضحوا بدمائهم الزكية لينيروا لنا الطريق هي مسؤولية الجميع ممن يدعي الولاء لنهج المولى المقدس (رض) .
حريّ بنا أن لا نهنأ بمأكل أو ملبس وأولاد شهدائنا يعانون ضيق المعيشة في ظل هذه الظروف الصعبة التي نعيشها اليوم.لأنهم أمانة في أعناقنا ولسوف نًسأل عنها.
وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين
وصلى الله على سيدنا ونبينا محمد وآله الطاهرين .
-
سلام عليك ابا المصطفى ..... روحي لك فداء واهلي فدا
مشكور اخي الفاضل على الموضوع الرائع
السلام على الشهيدين الصدرين
السلام على العلوية الطاهرة بنت الهدى
السلام على الشبلين الشهيدين مصطفى و مؤمل
السلام على شهداء الصدر
السلام على شهداء العراق
-
لو كل ال البيت في العراق
مع التيار الصدري لكان حالنا
أفضل بكثير
-
بسم الله الرحمن الرحيم مع احترامنا واجلالنا لكل التضحيات والدماء الطاهرة التي سقطت في هذا الطريق 00 طريق الحسين 00 طريق الجهاد والثوره على الظالمين00 الا اننا يجب ان نتحلى بروح الموضوعيه ,ونبتعد عن المبالغه00 تحدث الاخ عن السيد الشهيد ووصفه باوصاف كثيره وما بقي له الا ان يقول انه علي ابن ابي طالب, وانه امام معصوم00وان الحوزه لم تنجب مثله , فمهلا ماهكذا تورد يا سعد الابل!! هل السيد الشهيد افضل من الامام محمد باقر الصدر؟؟ انا اعتقد لا , ويخيل لي ان السيد الشهيد لا يقبل بذلك ,نعم اخي العزيز لقد قام السيد الشهيد بانجاز عظيم كانت ثماره هذه الصحوة الاسلاميه التي انتشرت في الطبقات الشعبيه من المجتمع التي كانت بعيده عن الاسلام, ولكن يجب ان لا نبالغ في ذلك الى حد الغلو والخروج عن القصد . اما بخصوص الانتفاضة المباركه لااهلنا في البصره الفيحاء فهي صفحة مشرقه في تاريخ الحركه الاسلاميه تستحق ان ننحني اجلالا واحتراما لاابطالها ,ولكن يجب ان لانبالغ ايضا فكلنا يعلم ان انتفاضه البصره استمرت 24 ساعه وقضى عليها النظام ,فاين هي من الانتفاضة الشعبانيه المباركه,التي استمرت اسبوعين ومن ثم قمعها النظام فكانت حصيله الشهداء مايقارب من 300 الف شهيد.ولا تنسى الدور الكبير الذي لعبه الامام الخوئي في قيادة هذة الانتفاضة ,وقدم ماقدم حتى استشهاده على يد النظام, في تلك الانتفاضة الكبرى لم يكن السيد دور فيها كما يعلم الجميع , وذهب الشهداء من خيره علماء الحوزه ,حتى ان ال بحر العلوم قدموا 16 شهيد كلهم علماء اخيار ابرار اطهار,وتعرض الامام الخوئي الى الاعتقال من قبل جلاوزة النظام وجيء به في مديريه الامن العامه وعومل اسؤا معامله,وللمزيد اقرا ماكتبه وفيق السامرائي الذي كان انذاك مدير الاستخبارات العسكريه. فيجب اخي العزيز ان لانبالغ حين نحب شخص ما فنخرج عن الطوق, ويجب ايضا عدم الغاء الاخر, واهمال تضحياته .والسلام عليكم
-
اخي العزيز مؤمل السلام عليكم ان المدح للسيد الشهيد جاء نتيجة التعايش مع هذا العلم من اعلام الحوزه الناطقه لاننا لم نرى في غيره مارايناه فيه اتى في وقت كان الشخص يضع يده على فم اخيه حتى لايسمع كلامه لانه من المحتمل ان يكون من ازلام النظام فوسط كل هذه الزحمه والتسقيط والتشهير بالسيد الشهيد شق طرقه في المجتمع اننا لم نعاشر السيد محمد باقر الصدر بصوره مباشره ولم نتعود ان نعاشر المراجع بالصوره التي عاشرنا بها محمد الصدر لاننا تعلمنا ان المرجعيه خيره وحقوق وفقه فقط حتى ان دروس الاخلاق توقفت في وقت السيد الشهيد في حوزة النجف فهو مرجع المجتمع وليس مرجع الحوزه نزل الى الساحه واخذ يربي المجتمع تربيه اسلاميه صحيحه
اما عن دور السيد في الانتفاضه فيبدو انك تجهله فراجع كتاب الشيخ اليعقوبي اعتقد ان اسم الكتاب السيد الشهيد كما اعرفه (لست متاكد من الاسم)يشرح كيف كان دور السيد في هذه الانتفاضه
[movek=right]اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمه تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك[/movek]
-
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مؤمل الخاقاني
,فاين هي من الانتفاضة الشعبانيه المباركه,التي استمرت اسبوعين ومن ثم قمعها النظام فكانت حصيله الشهداء مايقارب من 300 الف شهيد.ولا تنسى الدور الكبير الذي لعبه الامام الخوئي في قيادة هذة الانتفاضة ,وقدم ماقدم حتى استشهاده على يد النظام, في تلك الانتفاضة الكبرى لم يكن السيد دور فيها كما يعلم الجميع
هناك كتاب اصدره عبد العزيز الحكيم ضد الشهيد الصدر تم توزيعه على المجاهدين في الاهوار و فيه رغم العداء البالغ اعتراف بدور سريع و منفعل للشهيد الصدر الثاني في الانتفاضة الشعبانية
الشهيد افتى بوجوب الجهاد فيه و اعتبرت فتواه قوية جدا بداها بالاية الكريمة اذن للذين يقاتلون بانهم ظلموا و ان الله على نصرهم لقدير الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم
الى اخر فتواه الجهادية
و اعتلى كيشوانية في الحضرة الحيدرية المطهرة و القى خطبة ثورية فاين موقفه هذا من موقف العلماء الذين رايت ان لهم دورا في الانتفاضة
و السيد كان من ضمن من اعتقلوا بسبب تصديه لدعم الانتفاضة في حينه و لا ادري كيف كتبت ما كتبت دون تبصر او معرفة دقيقة للاحداث التي وقعت في حينه
يا اخي يقولون الفضل ما شهدت به الاعداء فراجع كتيب عزيز الحكيم
و انت معذور في تصورك ان الجميع يعلم انه لم يكن للصدر دور في الانتفاضة و هو المتربص بالنظام و الحاقد العظيم انت معذور لانك لا تعرف محمد الصدر في ذلك الوقت لاننا امة لا تعرف الا الاسماء الكبيرة و في وقته لم يكن الصدر مرجعا مشهورا و المشهورون تقاعسوا تقريبا عن النهوض مع الامة هذا اذا استثنينا فتوى السيد السبزواري المعروفة
و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى
-
السلام عليكم ورحمه الله اخوتي الكرام وتحيه حب معطرة للاخوة الوطني والاخت وسن وارجو منهما ان يتسع صدريهما لبعض الملاحظات:1-يزعم الاخ الوطني انني اجهل دور السيد الشهيد في الانتفاضة ودعاني الى مراجعه كتاب الشيخ اليعقوبي (دام ظله) ((الصدر الثاني كما عرفته)) وهو كتاب من ثمانين صفحه من قطع النصف ويذكر فيه الشيخ اليعقوبي هذه المعلومه التي انقلها لكم بتصرف((عندما اندلعت الانتفاضه رايت عبد المجيد الخوئي يقود جموع المنتفضين)) وفي لقاء مع الشيخ بمناسبه الانتفاضه يتحدث عن ذكرياته في تلك الايام فيقول:استدعاني الشهيد الصدر وكلفني ان ادعو الناس الى التجمع فا خبرته ان سماحته ليس له مقلدين فاعتزل الامر.وعندما قمعت الانتفاضه خرج الينا السيد الشهيد من على شاشه التلفاز وتكلم علىالانتفاضه بكلام اجبرته السلطة على قوله .وهذا مايذكره الشيخ.ولو فرضنا ان السيد ساهم في الانتفاضة هل يتركه صدام يعبش ام يعدمه على الفور,والدليل انه اعدم 16 عالم من ال بحر العلوم كلهم ايه وحجه وذلك لدورهم في الانتفاضه وانا ادعو الاخ الوطني ان يقرا الكتاب بصوره جيده كي يتاكد من صحه كلامي 2-الاخت وسن ايضا ادعوها الى ان تقرا كتاب الشيخ اليعقوبي وليكن بعلمها انا عرف السيد الشهيد وقرات سيره حياته في عدة كتب وسمعت اغلب خطبه ولقاءاته واذا ارادت الاخت اي شيء عن السيد فانا على استعداد ان ازودها به 3- تقول الاخت ان المشهورين تقاعسوا فماذا فعل السيد الخوئي؟؟؟الم يشكل هيئه من ثمان اشخاص القيت على عاتقها قيادة الانتفاضة في تلك الفتره ومنع اعمال السلب!!وهذه اللجنه تتكون من كل من:السيد محي الدين الغريفي 2-السيد جعفر بحر العلوم 3-السيد عز الدين بحر العلوم 4-السيد محمد رضا الخرسان 5-السيد محمد السبزواري 7-السيد محمد رضا الساعدي 8- محمد تقي الخوءي وعن مساله تصدي الامام الخوئي نداءا وجهه للثوار, وهذا البيان نقله عادل رؤوف في كتابهالعمل الاسلامي والفضل ما دانت به الاعداء كما تقول الاخت وسن نص النداء ك((بسم الله الرحمن الرحيم ابنائي الاعزاء المؤمنين السلام عليكم ورحمه الله وبركاته.. ولا شك في ان الحفاظ على بيضه الاسلام,ومراعاه مقدساته امر واجبعلى كل مسلم,وانني بدوري اذ ادعو الله تبارك وتعالى ان يوفقكم لما فيه صلاح الامه الاسلاميه,اهيب بكم ان تكونوا مثالا صالحا للقيم الاسلاميه اللافيعه برعايه الاحكام الشرعيه رعايه دقيقه في كل اعمالكم وتصرفاتكم,وجعل الله تبارك وتعالى نصب اعينكم في كل ما يصدر منكم,فعليكم الحفاظ على ممتلكات الناس واموالهم واعراضهم,وكذلك جميع المؤسسات العامه لانها ملك الجميع والحرمان منها حرمان للجميع.كما اهيب بكم دفن الجثث الملقاه في الشوارع ووفق الموازين الشرعيه, وعدم المثله با حد ,فانها ليست من اخلاقنا الاسلاميه, وعدم التسرع في اتخاذ القراراتغير المروسه والتي تنافي الاحكام الشرعيه والمصالح العامه حفظكم الله ووفقكم لما يحب ويرضى انه سميع مجيب.والسلام عليكم ورحمه الله وبركاته.في 18 شعبان 1411 ه))هذا هو الدور الذي لعبه (بعض المشهورين) وانا ادعو ا لاخت ان تقرا عن الانتفاضه الشعبانيه وانتفاضه صفر عام 1977 وعن دور المرجعيه منذ عام 1920 عندما اطلق المرجع الشيرازي فتواه الشهيره والتي اطلقت شراره ثوره العشرين مرورا بدور السيد محسن الحكيم في التصدي للشيوعيين عندما حرم الانتمكاء الى الحزب الشيوعي وصراعه مع الانظمه العارفيه والبعثيه والسيد محمد باقر الصدر وصراعه ضد الطغمه البعثيه فهذه هي المرجعيه وهذا هو دورها في تاريخ العراق السياسي المعاصر فهلا كلفتم نفسكم قليلا من الوقت للقراهءه كي تعلموا دور الاخرين؟؟!!![B]
-
مقتطف مما كتبه الشيخ اليعقوبي عن الدور المشهود الذي لعبه السيد الصدر في الانتفاضة
وقد سبقت مدينة البصرة في حصول الانتفاضة حيث حصلت مواجهات مسلحة بدأها الجيش المنسحب من الكويت بكل مهانة واحتقار والذي نجا باعجوبة من قصف الطائرات الامريكية وحليفاتها التي كانت تحصد العراقيين وهم يلوذون بالفرار حفاة منهوكين حيث اعلنت القيادة العراقية الانسحاب من طرف واحد قبل ان يعلن الحلفاء وقفاً لاطلاق النار وحين دخول الناجين من هؤلاء مدينة البصرة حصل ارباك وفوضى فارادت القوات المرابطة بالبصرة وقوات الأمن والجيش الشعبي التي تدافع عن النظام السيطرة على الموقف ومنع التدهور فحصل اشتباك مسلح حتى بالاسلحة الثقيلة بين الطرفين واشتعلت المواجهة وأمتدت إلى مدن البصرة الاخرى واما النجف فقد انطلقت المظاهرات فعلاً ظهر يوم الاحد 3 / 3 / 1991 المصادف 16 شعبان 1411 ولم يكن الشعب مسلحاً بشكل معتد به الا ان معاقل السلطة في مركز المدينة كمديرية الشرطة وبعض مراكزها ومقرات الحزب سرعان ما تهاوت امام تضحيات الشعب الاعزل فغنم المجاهدون اسلحتهم ثم اتخذوا الصحن الحيدري الشريف مقراً للقيادة وباتت الانفاس محبوسة تلك الليلة فغداً يوم المواجهة بين الشعب والنظام الذي ما زالت الكثير من اوكاره كمديرية الامن ومقر الجيش الشعبي ومقر ادارة المحافظة قائمة وما ان حل صباح يوم الاثنين حتى انطلقت جماهير الشعب بموكب حسيني يردد شعارات الولاء والثار لأهل البيت ((عليهم السلام)) ويتقدم الموكب مجموعة من المسلحين وقد اعتلى بعضهم سيارة اطفاء وتابع الموكب سيره على شارع الكوفة الذي تقع عليه اكثر مراكز النظام كمديرية الامن ومقر قيادة الجيش الشعبي ومقر ادارة المحافظة مع بعض جيوب المقاومة لأفراد الحزب المغرر بهم الذين تحصنوا في بعض الابنية لمقاومة زحف الثائرين واخذ المجاهدون يطهرون الموقع تلو الاخر حتى تمت السيطرة عليها جميعاً عصر ذلك اليوم فعاد المجاهدون الى الصحن الحيدري الشريف ليحتفلوا بالنصر وتخليص المدينة المقدسة من براثن النظام.
وهنا بدأ التساؤل عن المرحلة التالية فلم تكن الانتفاضة مخططاً لها ولمستقبلها ولم تكن لها قيادة تذكر فكان من الطبيعي ان يلتجأ زعماء الحركة الجماهيرية الى علماء الدين وظنوا انهم سيستقبلونهم بالزهور لما حققوه من نصر لكن الامر كان بالعكس فقد قوبلوا ـــ بحسب ما نُقِل لي ـــ بالاعراض والجفوة والاستهجان والتقريع على هذه التصرفات واختفى كثير من ائمة الجماعة في بيوتهم ولم يبق احدٌ منهم مستمراً على صلاة الجماعة إلا السيد الصدر فيما اعلم حيث كان يقيم صلاة المغرب والعشاء في الروضة الشريفة وصلاة الظهر والعصر في مسجد الهندي وسارع الى اصدار بيان يدعو فيه الى نصرة الثورة الإسلامية المباركة في العراق وكان الاخ زيد البغدادي احد المجاهدين المتحمسين ومن الساهرين على حماية الصحن الحيدري الشريف ولعله الذي استصدر هذا البيان من السيد لايمانه بجدارة السيد للقيادة ولكي يطرح اسمه على الساحة اذ لم يكن السيد معروفاً اجتماعياً او حوزوياً بشكل واضح وان كان اسمه لم يغب عن ذهن الواعين وان غاب شخصه عقداً من الزمان، وكان بيان السيد السبزواري ((قدس سره)) حماسياً ايضاً اما بيان السيد الخوئي فقد كان متحفظاً يدعو الى الحفاظ على النظام الاجتماعي العام وصيانة ممتلكات الشعب وعدم ارتكاب مخالفات للشرع المقدس ونشرت البيانات جميعاً في العدد الاول من الصحيفة التي اصدرتها قيادة الانتفاضة واستمرت اربعة او خمسة اعداد، وكنت احتفظ بها الا انني اتلفتها مع امور اخرى حينما اقتحمت قوات النظام بيوتنا للتفتيش.
وبعد يوم او اكثر ارسل اليَّ سماحة السيد سيارة من تلك التي غنمها الثوار من المؤسسات الحكومية وفيها ولده السيد مؤمل والاخ زيد البغدادي يدعوني للاجتماع به فذهبت فوراً والتقيت به في داره وقال ان الذي دعاني الى هذا اللقاء امران :
احدهما : ضرورة تعيين قائد مدني او قل سياسي للثورة ولا يمكن ان تبقى الامور بلا قرار سياسي بعد استقرار الوضع العسكري في النجف.
وثانيهما : ضرورة الاتصال بايران وطلب النصرة والنجدة منهم، وحول الامر الاول فقد رشح الاخ الاستاذ محمد عبد الساعدي([9]) لذلك المنصب ولكنه اعتذر من قبول ذلك وكان السيد ((قدس سره)) متوقعاً لذلك فأمرني بتولي المنصب في حال رفض الاستاذ محمد ذلك، فابلغت السيد بالخبر وقلت له ان الخطوة الأولى هي التعرف على العناصر الرئيسية في الانتفاضة ودراسة ان كان بالامكان التأثير فيهم بهذا الاتجاه وذهبت الى الصحن الشريف واطلعت على الوضع عن كثب فوجدت ان فرصة السيد في ممارسة دور قيادي بعيدة فقد كان الاتجاه العام نحو السيد الخوئي ((قدس سره)) ولا يمكن تجاوزه او تحييده واصبح القرار فعلاً بيد مكتب السيد الخوئي وبالذات السيد محمد تقي الخوئي ((رحمه الله)) ومارس شيئاً من ذلك خلال ايام الانتفاضة وأخبرت السيد بذلك وقلت له باختصار ان دور العلماء يتسم بالحذر الشديد بانتظار انجلاء الموقف قال ومن الذي يجلي الموقف ؟! أي اليس العلماء هم الذين يقومون بتسيير الامور وقيادتها نحو وجهتها الصحيحة وليس دورهم التفرج.
وفي احد الايام لم يحضر السيد الى صلاة الجماعة في الروضة الحيديرية وسألته بعدئذٍ فقال ان السيد الخوئي دعا مجموعة من علماء وفضلاء الحوزة ليخبرهم بعزمه على تشكيل لجنة لادارة شؤون المجتمع في هذا الوضع المتأزم ودار النقاش ست ساعات وقد اقترح ان يكون السيد الصدر منهم الا انه رفض وقال لي ان السبب هو انه علم ان هذه اللجنة يكون دورها هامشياً وانما الأمر والنهي بيد السيد محمد تقي نفسه الذي كان سكرتير اللجنة ورفض معه السيد حسين بحر العلوم والسيد مهدي الخرسان ووافق الآخرون وكان بعضهم حياءاً من السيد الخوئي نفسه وهم جميعاً من تلامذته واتباعه (كالسيد محي الدين الغريفي ((قدس سره)) كما اخبرني هو فقد كانت تربطني به علاقة وطيدة وكان يائساً من استمرار الثورة فضلاً عن نجاحها بشكل كامل) وضمت اللجنة ايضاً السيد محمد رضا الخرسان والسيد عز الدين بحر العلوم والسيد جعفر بحر العلوم والسيد محمد رضا الخلخالي والشيخ محمد رضا شبيب الساعدي.
ولما بدأت قوات الحرس الجمهوري بالزحف على كربلاء ومحاصرتها نادى منادي الجهاد من اذاعة الانتفاضة ومقرها الصحن الحيدري الشريف وانطلق الآف المجاهدين من النجف باسلحتهم من مختلف الصنوف بما فيها الثقيلة وقد غنموها من قوات القدس التابعة للحرس الجمهوري التي كانت مرابطة حول مدينة النجف وكان في قيادتهم السيد عبد المجيد الخوئي وسبقهم العلامة الشهيد السيد محسن الغريفي فقرأ بيان السيد الخوئي من مكبرات الصوت في الحرم الحسيني الشريف وقال لي ((رحمه الله)) (وهو صهري والد زوجتي) انه رأى خلو شوارع مدينة كربلاء الا من المسلحين المستعدين للدفاع عن المدينة ونزح اغلب اهلها نحو الجنوب مروراً بالنجف وان الوضع متوتر، وخرجت مع قافلة غير المسلحين اذ لم اكن احمل سلاحاً ولا متدرباً على استعماله وكان معي ايضاً الشيخ قاسم الطائي (وهو زوج اختي، وكان مقيماً معنا في البيت طيلة مدة الحرب ولم يكن قد ارتدى الزي الديني)، ولا انسى الروح الثورية الجامحة والرغبة في الاستشهاد او النصر التي كانت تنطلق من حناجر الثوار وهم يقطعون الطريق من النجف الى كربلاء بالاهازيج والشعارات بما فيهم الصغير والكبير والشيخ الفاني والشاب وكنّا على طول الطريق نشاهد النازحين من كربلاء طلباً للنجاة وهم سائرون على الاقدام باتجاه النجف في ظل برد الشتاء وليس معهم الا ما خف حمله ويلّوحون بايديهم تشجيعاً للمجاهدين وكأنهم يخاطبونهم بقوله تعالى : ((ما لكم لا تقاتلون في سبيل الله والمستضعفين من الرجال والنساء ... )). حتى وصلنا مشارف كربلاء وانتشرت القوات في مراكزها اما نحن غير المسلحين فاعادونا الى النجف لعدم الحاجة الينا في المعركة ورجع هؤلاء على مضض وكلهم شعور بالخسران واخبرت السيد ((قدس سره)) ـــ حيث كنت اواصل زيارته ومراجعته ـــ بهذه التطورات فشعرت منه بعدم الرضا على زّج نفسي في المكان غير اللائق بي فلكلٍ دوره المناسب له ولما كتبت مقالاً حماسياً بعنوان (حيّ على الجهاد ايها العراقيون) الى صحيفة الثورة وسمعت بعض فقراته تتلى من الاذاعة المنطلقة من الصحن الشريف وسجلّت فيه بعض عواطف المجاهدين اخبرت السيد بذلك فرأيت علامات الارتياح عليه وان هذا هو العمل المناسب لي.
ولما شعر بعض زعماء المجاهدين ان الثورة بدأت تضمحل وتتميع في ظل هذه القيادة الدينية وقد جُردوا من الصلاحيات كما انهم لم يروا أي تفكير في توسيع الثورة الى بقية المحافظات والزحف نحو بغداد وتدعيمها أحسّوا بالحاجة الى قيادة (حركية) جديدة تجتمع فيها صفات الوعي والشجاعة والحزم والرصيد الاجتماعي فوجدوها متمثلة في شخص السيد الشهيد الصدر ((قدس سره)) ولا ادري ان كان ذلك باشعار من الأخ زيد البغدادي الذي كان معهم او غيره، المهم انهم التفتوا الى السيد ((قدس سره)) وعرضوا عليه الأمر فوافق عليه، لكن بعد فوات الاوان.
هذا وقد بدأت قوات الحرس الجمهوري بالزحف نحو مدينة النجف وبدأ قصف مدفعي بعيد يطول احياناً البيوت المتطرفة في شمال شرق المدينة (باتجاه مثلث الحدود بين النجف والحلة وكربلاء حيث عبرت القوات نهر الفرات جنوبي مدينة الكفل) كان ذلك بعد ظهر يوم الثلاثاء 12 / 3 / 1991 وفي يوم الاربعاء التالي وكانت اصوات قذائف المدفعية والدبابات تُسمع في ارجاء المدينة لكن من دون ان يطالها والشارع العام يتحدث عن معارك بالاسلحة الثقيلة وتراجع قوات الحرس الجمهوري الزاحف على النجف، أقول في ذلك اليوم صليت الظهر والعصر خلف سماحة السيد ((قدس سره)) في جامع الهندي وبعد انتهاء الصلاة أحيط بحماية مكثفة ورجال مسلحين وصيحات التكبير والتهليل والصلاة على النبي وآله تشايعه حتى الحرم الشريف ومذيع الانتفاضة يطلق كلمات الترحيب واستقبال الزعيم المجاهد سماحة آية الله السيد محمد الصدر وكنت ضمن المجموعة التي رافقته بعد أن صليت خلفه ولكن من دون ان اعلم بسر هذا التغيير الذي حصل اليوم رغم انه كان يخرج من المسجد يومياً بشكل اعتيادي من دون هذه الهالة والضجيج ومن غير حماية مسلحة.
وصعد السيد على سطح (الكشوانية) المواجهة لباب القبلة والناس تجتمع في الصحن الشريف وهم يقابلونه بالهتافات والقى كلمة ارتجالية مختصرة حثَّ فيها على نصرة الثورة الإسلامية المباركة ودعمها والمشاركة فيها لعل الله سبحانه يرحم هذا المجتمع وينشر لواء الاسلام في ربوع هذا البلد المقدس.
ثم نزل السيد ((قدس سره)) وركب سيارة (شوفرليت ـــ جي.ام.سي) وصعدت معه وشخص آخر عرفني عليه السيد هو (عبد الرسول الكرمي) واكتظت السيارة بالمسلحين واوصلنا السيد الى داره وامرني بمرافقة الكرمي وقال : انه سيعرفك على المطلوب، فاصطحبني الى بيته في الشارع الخلفي لدار السيد. هذا وقد اشتدّت اصوات القصف وبدأت بالدنو من المدينة فقال الكرمي: هذه قواتنا تحاصر قوات الحرس المهاجمة وقد امهلوهم حتى الساعة الواحدة ظهراً فاما ان يستسلموا او القضاء عليهم وبدأ الكرمي يشرح لي خطة الحركة بتشكيل مجموعة من اللجان تكون اشبه بالوزارات المصغرة واحدة للشؤون العسكرية وتشمل القوات التي بدأت الانتفاضة ولا زالت تقاتل في عدة جبهات واخرى لشؤون الدفاع المدني والمليشيات وأخرى لجنة الارتباط بالحوزة العلمية الشريفة والعلماء المجاهدين وأخرى اللجنة السياسية والاعلامية وأخرى لجمع التبرعات المالية ومساندة الثورة اقتصادياً، وكنت على رأس اللجنة السياسية والاعلامية، وأوكل اليَّ امر اختيار العناصر الكفوءة التي تنفع في هذا الاتجاه.
وغادرت بيته بعد انتهاء اللقاء والقذائف وشظاياها تنزل على المدينة كالمطر وازيزها يصك مسامعي والمسافة الى داري تحتاج الى ثلاثة ارباع الساعة بالسير الحثيث، وكنت قد تركت دراجتي الهوائية ـــ التي كانت وسيلتي للتنقل يومئذٍ بعد خلو الشوارع من السيارات الا قليلاً بسبب نقص الوقود الناتج من قصف الحلفاء ـــ قرب الصحن الشريف عند ما رافقت السيد الى بيته، وكثيراً ما أخذت وضع الانبطاح على الارض عند سماع ازيز القذائف، وفكرت بالاسماء التي يمكن ان تساعدني في هذه اللجنة وعرض الأمر عليهم الا ان القصف اشتد بشكل منع من الحركة واستمر الأمر كذلك صباح اليوم التالي وانا مهتم بتنفيذ الأمر فاستخرت الله تعالى في ان اقصد احدهم فكانت النتيجة غير جيدة ولم اكن اعلم ان السر في ذلك اعتقال السيد الشهيد الصدر ((قدس سره)) ووأد القيادة الجديدة في مهدها فقد دخل الجيش مدينة النجف من جهة شمال الشرق يوم الخميس 14 / 3 واسترجع المراكز الرئيسية على شارع الكوفة ووصل الى جامعة النجف الدينية حيث كان السيد وعائلته مع السيد محمد كلانتر وعائلته وبعض طلبة الجامعة يختفون في السرداب تحاشياً للقصف واعتقلوا جميعاً وسيقوا الى منطقة الرضوانية في الضواحي الشمالية الغربية لبغداد حيث خصصت لاحتواء (المعارضة) وكان وفد السيد ومن معه أول الداخلين الى المعسكر المخصص لاعتقال القادمين من النجف اما المعسكر المعد لأهالي كربلاء فقد كان يغصّ بالمعتقلين ـــ هكذا نقل لي ((قدس سره)) ـــ وفوجئت ظهر الخميس وانا استمع الى الراديو بالمذيع يجري لقاءاً مع السيد الصدر وتوقعت انه لقاء قديم اعلنوه للتمويه على المجاهدين الذين لا يزالون يقاومون حول بيت السيد الخوئي وقد حفروا الخنادق ووضعوا المتاريس لمواجهة القوات المهاجمة كما ان الصحن الحيدري وشيئاً من مركز المدينة كان لا يزال تحت سيطرة المجاهدين ولكنني لما انصتُ اليه وجدته جديداً فعلاً ويذكر احداث البارحة (ظهر الاربعاء) ويسأله المذيع عنها، ولم تنته المقاومة الا يوم الأحد 17 / 3 بعد ان هددوا باستعمال الغازات السامة في مركز المدينة وهددوا السيد الخوئي ان استمرت المقاومة حول داره فطلب من المجاهدين التفرق عن الدار وايكال الأمر الى مدبره الحقيقي وكنت أرى من سطح الدار الطائرات السمتية (الهليوكوبتر) وهي تحوم حول منطقة بيت السيد الخوئي والصحن الحيدري وترمي بصواريخها.
وليس هذا محل ذكر ما حل بالمدينة واهلها من فضائع، اما السيد فقد اخبرني انه أُجريَّ اللقاء التلفزيوني معه وهو بين مجموعة من الضباط بعضهم برتب عالية ثم حققوا معه وسجلوا بيانات كثيرة وأملوا صحائف عديدة وبعد ايام اطلقوا سراح السيد فطلب منهم امرين :
احدهما: اطلاق سراح جميع من اعتقل معه ففعلوا ذلك الا (الشيخ طالب اللبناني) حسبما علمت. وكانت نقطة القوة للسيد في التحقيق انه مجتهد مستقل وليس تابعاً للسيد الخوئي فهو ليس مشاركاً في قيادة الانتفاضة كما انه رفض الانضمام الى اللجنة التي شكلها ((قدس سره)) وكل هذه المعلومات انقلها عنه ((قدس سره)) بعد زيارتي له وفرح كثيراً بسلامتنا انا وابن عمي الشيخ حيدر وزيد وقد عبّر باسى عن ايام الانتفاضة قائلاً : ((ان الذين حولي لم يكونوا مخلصين الا اثنين وهما : زيد البغدادي ومحمد اليعقوبي)).
وبعد استقرار الوضع لصالح النظام طلبوا من المحافظات ان ترسل وفوداً الى بغداد للاعتذار من (صدّام) وتجديد الولاء فاجبر السيد على ان يكون ضمن وفد النجف ولم يجد بداً من الموافقة فقد كانت حياته على خطر شديد وهو مدان في نظرهم بما اصدر من بيان وخطاب لنصرة الانتفاضة.
و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى
-
هل اصدر الخوئي بيانا يدعو فيه لنصرة الانتفاضة
و هل خطب في الصحن الشريف و القى خطبة يدعو فيها الناس لنصرة الثورة
و هل اانقطع عن الصلاة ايام الانتفاضة كما انقطع غيره
الاجوبة نعرفها قبل ان نقرا كتاب الشيخ اليعقوبي الموجه لاغراض بينة يرمي اليها الشيخ
اهل النجف يعرفون جيدا فتوى الصدر و انا اخبرني بداية بعض اهالي النجف
و صحيح ان الكثيرين لم يكونوا يعرفون السيد الصدر لان الامر الدين متروك في عرفنا للمرجعيات التي تنتشر بالصور و قوة الدولار
لو كان الصدر الثاني يمتلك شهرة الخوئي في حينه لحصل غير الذي حصل بالتاكيد و لما اكتفى بفتوى كان ينتظرها المؤمنون الذين يتوقف جهادهم على فتوى من مرجعهم وهل يرى احد في فتوى الخوئي شيئا قياديا او ثوريا متفاعلا او مؤيدا للانتفاضة
قسم من البشر يامرنا ان نترك الغلو في مراجع الدين الناطقين فيقول ان الصدر لم يكن له دور في الانتفاضة كما يعلم الجميع و بعد لحظات ينكر ما زعمه اولا ثم يعود للانكار و نحن نعلم ان الصدر الثاني في غنى بالغ عن اجتراحات الاراء السفيهة
هؤلاء يجعلون من الخوئي شهيدا كاي حالة من توزيع كرامة الشهادة الالهية على حسب المزاج العشقي لهذه الشخصية او تلك
يقولون ان الصدر لم يشارك رغم انه شارك و يرون ان الخوئي استشهد على يد النظام رغم ان هذا شيء لم يحصل و بعد هذا تاتي النصيحة بان لا نبالغ في حب الاشخاص فنخرج عن الطوق
الملاحظ في تاريخ الانتفاضة الشعبانية ان الخوئي اقحم اقحاما في مسالة قيادة الانتفاضة و لو كان الامر اليه دون ضغوط شعبية لما حرك ساكنا لكن الصدر الثاني على العكس تماما هو الذي اقحم نفسه ليشارك الثوار ثورتهم و هناك فرق بين الحالين عظيم
لكن للاسف انذاك لم تكن الامة العراقية تعرف المجاهد منذ نعومة اظفاره السيد محمد الصدر فاتبعت المرجعية الاكثر شهرة و هي مرجعية الخوئي
و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى
-
السلام عليكم اخوتي ورحمة الله وبركاته....
لعلي لا اضيف شيئاً على ما قاله الأخوة في الدفاع عن مظلومية سلطان المراجع محمد الصدر...ولكني اقول:لنترك امر السيد الخوئي والمعاصرين له...
فها هي مرجعية السيد محسن الحكيم وخي مرجعية عظيمة ملكت قلوب الشيعة داخل وخارج العراق وبأشارة منها كان يمكن ان تقلب الاوضاع...والدليل ان كل الحكومات المعاصرة كانت تخطب ودها...ولكن للأسف اقولها والمرارة تعتصرني....لم تحقق شيء للشيعة وخصوصا شيعة العراق رغم ان الوقت انذاك كان مناسب لأن يثبتوا حق شيعة العراق حتى لا يكونوا فيما بعد -وللاسف الشديد لقمة سائغة للحكومات الدكتاتورية ....وبدلا من ذلك انتشر الغناء في وقتها والملابس الخليعة !
-
بيسم الله الرحمن الرحيم ((كلما جاتهم ايه كانوا عنها معرضين)) العجب كل العجب لمن يرى الحق ولايتبعه!! او بعد الذي كل ماجرى في الانتفاضه الشعبانيه وتصدي السيد الخوئي لقيادتها بل اوامره بتشكيل اللجنه الثمانيه لقياده الانتفاضه ,ياتي قائل ويقول لم يكن بيانه تحريضيا,ولم يتصدى وانما زج بالانتفاضه زجا!! فماذا تفسر كلام اليقوبي الانف ان الثوار كانوا يحيطون ببيت الخوئي والمروحيات تقصف حول ذلك البيت,!!!.وبماذا تفسر كلمه الشيخ اليقوبي ,رايت جموع المنتفضين المسلحين يقودهم السيد عبد المجيد!!انكم تزعمون ان السيد الخوئي لم يكن له دور في الوقت الذي اعز ابنائه كان يقود جموع المنتفضين المسلحين!!!!!!!!!!!!هذا باعتراف اليعقوبي نفسه,مالكم ’كيف تحكمون .ثم من انتشرت مرجعيته بقوه الصور والدولار؟؟؟؟؟؟؟!!اهو السيد الخوئي الذي هو استاذ الاساتذه وزعيم الحوزه مده سبعين عاما وعلى يديه تخرج مءات العلماء وعلى راسهم الامام الشهيد الصدر,والكثير بما فيهم محمد الصدر نفسه!! فليت شعري ان اسائتك للخوئي بمثل هذه الاتهامات الرخيصه وبمثل هذا الاسلوب الغير مؤدب لهو اساءه الى هؤلاء الاعلام الذين درسوا بين يديه.كيف انتشرت مرجعيه الخوئي با الدولار!!هل لديك دليل ام انكم تطلقون التهم هكذا جزافا ثم ياتي الاخر ويقول لو كان للسيد ثقل كثقل الخوئي لانتصرت الانتفاضه!!الم يكن له ثقل عام 99 فلماذا افتى بوجوب الذاب مشيا في زياره الاربعين,ومن ثم وبعد اعتقال الالاف من اتباعه,تنازل عن تلك الفتوى؟؟؟ الم يكن يمتلك الثقل انذاك؟؟ الا تزعمون ان مقلديه كانوا اربع ملايين؟؟؟؟؟؟ فلماذا لم يعلن الجهاد ضد صدام ويسقط نظام صدام؟؟ ثم ان العبقري الاخر يقول ان السيد الحكيم كان باشاره منه يستطيع ان يقلب الوضع,فلماذا لم يفعلها مرجعكم؟؟الم تكن مرجعيته عظيمه؟ الم تكن الناس تحبه؟؟الم يكن المصلين خلفه في جامع الكوفه فقط اربع ملايين؟؟!! الم يكن مرجعا ناطقا والاخرين كانوا صامتين؟؟ فلماذا لم يقم بالثوره مادامت كل اسباب القوه بين يديه انذاك,المرجعيه ,والولايه,والمقلدين,والاقامه,والمدارس.....الى متى تبقون تقذفون مراجعكم بشتى انواع التهم الباطله التي لم يقم عليها دليل ,الاتخجلون من انتم حتى تتكلمون عن الخوئي بمثل هذا الكلام؟؟الخوئي مرجع الشيعه الاعلى واستاذ الاساتذه, الخوئي العضيم الذي يقول عنه محمد جواد مغنيه:((انه كالشمس ترسل اشعتها في كل مكان وزمان.انه استاذي واستاذ العلماء في النجف الاشرف,والقطب الذي تدور حوله الحركه العلميه وتدين له الحوزه با الشكر والولاء,وعرفان الجميل جزاء الصفرى اياديه ولولا وجوده ووجود القله من اهل التحقيق والتدقيق لاخذ العهد الذهبي للنجف الاشرف بالافول...واعني بالعهد الذهبي العهد الذي عرف الشيخ الانصاري , والشيخ الخراساني...)) ويقول عنه الامام الشهيد الصدر:((علاقتي بسيدنا واستاذنا ايه الله العظمى الامام الخوئي هذا الامام الذي ابصرت نور العلم في حوزته وذقت طعم المعرفه على يده ...ولءن كنت قد حصلت على شيء من هذه النعمه فان فضل ذلك يعود اليه فلست الا ثمره من ثمرات وجوده وفيضه الشريف وولدا من اولاده الروحيين..)) هذا هو الامام الخوئي في نظر علمائنا الاعلام ,اما بخصوص موقفه في الانتفاضه فانا الان القي بين يديكم احد التقارير الامنيه الذي هو عباره عن دراسه امنيه عن الحوزه في النجف تحت عنوان ((الحوزه العلميه بين الواقع والطوح)) من اعداد مفدم الامن حسن علي عباس -مدير شعبه15 يقول فيها ما نصه:((لقد انساق الخوئي واولاده مع صفحه الغدر والخيانه المدفوعه من ايرات محاوله منه ومن حاشيته,من العناصر الايرانيه,استغلال الظرف الذي مر به العراق لتحقيق نوايا تتفق مع النهج الايراني الطاءفي لبناء دوله طاءفيه في العراق فقد دعا الخوئي الى تشكيل هيءه عليا لاداره شؤون الجمهوريه الاسلاميه المزعومه,,-ومن ثم ذكر نداء السيد الذي وجهه الى الثوار)) هذا هو الامام الخوئي في نظر محبيه واعداءه,وتبا لتلك العقول المغلفه بغلاف الهمجيه والجهل والتعصب الاعمى,انى لهم ان يدركوا الحقيقه , وصدق امير المؤمنين اذ قال:((لسان العاقل وراءقلبه ,وقلب الجاهل وراء لسانه))[B][I]
-
لماذا لم يعدم السيد الخوئي وابنه عبد المجيد حسب تحليلك لم يعدا لانهما لم يشاركا في الانفاضه او ان هناك اسباب اخرى الله اعلم بها
[movek=right]اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمه تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك[/movek]
-
ان رد الاخ wsnواضع ولايحتاج الى مناقشه
اقدم شكري الجزيل له لنصرة الحق واهله
[movek=right]اللهم انا نرغب اليك في دولة كريمه تعز بها الاسلام واهله وتذل بها النفاق واهله وتجعلنا فيها من الدعاة الى طاعتك والقادة الى سبيلك[/movek]
-
ان صدام لايجرؤ على اعدام شخصيه بحجم شخصيه الامام الخوئي ,ولكنه لم يقصر فقد اعتقله واعدم ابنه الاصغر ابراهيم,وبعد اشهر من الانتفاضه رقد السيد الخوئي في مستشفى ابن النفيس وهناك توفي في ظروف غامضه واغلب الناس يعتقدون انه حقن بابره سامه ادت الى وفاته.اما بخصوص الشهيد عبد المجيد الخوئي فقد فر الى الخارج وافلت من قبضه الانتفاضه هذا بعد فشلها ومعه المئات من المجاهدين حيث ذهبوا الى السماوة ومن هناك غادروا العراق ,وبهذا لم يستطع النظام اعدامه, لكن ابشرك فان لم يعدمه صدام فقد تكفل بالامر السيد القائد المجاهد مقتدى الصدر حفظه الله ورعاه حيث قام انصاره (المجاهدون )!! بقتل السيد بعد ان اعتقلوه في صحن الامام علي وقاموا بطعنه 33 طعنه سكين وقام عبد الستار البهادلي امام جمعة البصره با طلاق رصاصه الرحمه عليه هذا بعد ان قام (المجاهدون)!!!بسرقته وهؤلاء كانوا بقياده المجاهد!!!!!!!!!رياض النوري وتحت مسمع ومراى من المجاهد!!!!!!!مقتدى الصدر عفوا السيد القائد وتركوا السيد عاريا تماما في ازقه النجف بعد ان قاموا بتجريده من ملابسه بعد ان قتلوه وبقي على هذه الحاله ثلاثه ايام لايستطيع احد دفنه فهذه هي اخلاق المجاهدين!!!!!!!!!!!![B][I]
-
اخي الخاقاني
سؤال موجه لك هل انت من طلبة الخوئي
و هل انت من طلبة العلم المعروفين بالدقة و التشخيص و وضع اللفظ ضمن سياقه اللائق و في مكانه الصحيح
انت تقولنا ما لم نقل يا اخي
و انت الذي تعرض عن الحق بعد نعرفك عليه و ساحاول معك مرة اخرى و اخيرة
انت الذي قلت ان الصدر لم يكن له دور في الانتفاضة
ثم تبين لنا انك تعرف جيدا ان الصدر كان له دور لكنك انتقيت شيئا ما طاب لك دون توضيح الصورة الصحيحة عن عمد
انا نقلت نص ما كتبه اليعقوبي في كتابه الشهيد الصدر كما اعرفه ليتضح للقارئ انك تحاول التقليل عفوا بل انكار دور الشهيد الصدر في الانتفاضة و كل ما اردت ان اقوله لك ان الصدر شارك مشاركة فعالة اقتحامية كان يتمناها قدس سره و لم يتنصل عن واجبه و يجلس في بيته بل خطب الناس في الحضرة الحيدرية و اصدر بيانا و فتوى جهادية و ليست فتوى متحفظة كالتي صدرت من الخوئي و قلت ايضا ان الصدر لم يكن مشهورا رغم فضيلته و جهاده و مبرزيته و كرامته لدى الصدر الاول ولذلك لم يكن بمقدوره ان يكون الموجه الرئيسي للانتفاضة الشعبانية لان الناس قليلة الوعي بعلمائها الناطقين و لا تعرف في ذلك الوقت الا الخوئي بالدرجة الاولى و من ثم السبزواري و الكل يشهد ان فتوى السيد السبزواري كانت فتوى جهادية عظيمة اما فتوى الخوئي فكل من يقراها يفهم ان السيد لم يفت بالجهاد و الفتوى كان ينتظرها طبعا المؤمنون بمثل هذه الفتوى بمثل هذه الظروف
و اخي في الله المخروع
يتقافز مثل اليربوع
يستفتي المفتي في هلع
هل قتل النملة مشروع
و لم تزل تستفهم مفتيها
ليهديها بما يروى
عن حكم من يثار من قاتله
بحجة التقوى
ليس هذا موضوعنا و لعلم جنابك ان الخوئي اساسا ليس محل حوارنا في هذه المشاركات بل السيد الصدر الذي انكرت على الاخ انه قدسه و بجله حتى كاد ان يقول عنه انه امام معصوم
كما وصفت و لكنك عدت و ارتكبت نفس الوصف بحق عالم مضى الى سبيل ربه و لم يخلد في ذاكرة احيال من الناس
محمد الصدر الشاهد و الشهيد و العارف المتصوف و الزاهد المتقشف و العابد الرباني المتحرق لشيعة ال البيت و الذي حارب رجال الدين الانتهازيين و بين للناس حقيقة التشيع العلوي الاصيل يستحق ان يبجل و يكرم ويعظم بل ان من الواجبات العظيمة ان تدرس الامة فكره و تسير على دربه المضئ و سيرته العطرة التي انتهت باستشهاده بطريقة غادرة جبانة
اوضحت كيف يكون العالم الرباني مخيفا مرعبا حتى لاشرس طواغيت الارض
في الانتفاضة الشعبانية اعتقل الخوئي و لم تؤثر هيبته و عالمية مرجعيته و شهرته و سجل له اللقاء مع صدام و اعتقل الصدر ايضا
لكن حينما ثني شيء من الوسادة للصدر الثاني لم يجرؤ صدام التعيس على اعتقال الصدر و لم يستطع ان يواجهه مواجهة رجل لرجل بل اغتاله ثم صار اصديم يوجه الاتهامات لهذه الجهة او تلك ليتنصل عن جريمته القذرة
حينما نذكر مرجعية الخوئي تتداعى لنا جرائم عديدة ارتكبت باسم هذه المرجعية و لا يخفى
نسبة الحرامية الكبار فيها و فجيعتنا بالمرجعية التي حاربت الصدر الاول يوم كان الخوئي
حيا و حارب ابناؤه الصدر الثاني بعد وفاة الخوئي
هل تنكر يا خافاني ان مرجعية الخوئي اصبحت في جيب اليهود و اسرائيل و هذا ليس رايي الشخصي بل راي بعض فضلاء حوزة النجف مستدلين بن مجيد الذي يمنح الملايين للاردن التي كانت و لازالت في الجيب الاسرائيلي و النتيجة واضحة
هل اتقيت الله يا خاقاني حينما قلت ان الخوئي وقدم ماقدم حتى استشهاده على يد النظام
على اية حال هذه الامة لا يدخل الى قلبها من العلماء الا من كان مجاهدا مضحيا متفانيا في خدمتها من امثال الصدرين اما الاخرون فغاية امرهم انهم سيذكرون في دروس بحث الخارج ان احتاج المحاضر ان يستعرض رايهم لا اكثر
و انصحك بان لا توزع الشهادة الالهية على من تشاء و بدون حساب
و اما عن الصدر الثاني و عدم اصداره فتوى بالجهاد بعد ان اتسعت حركته الجماهيرية فانت
تعرف _ رغم اسلوبك في المهاترة الكلامية _ ان الصدر و النظام المجرم كانا يستبقان الزمن
و الصدر ايضا كان محاطا بالاعداء من كل مكان من ورثة مدرسة الخوئي الى مجيد الخوئي الى اطراف مؤثرة في المعارضة العراقية الى اجهزة في الدولة الايرانية كلها كانت عوامل فعالة في اجهاض الثورة الصدرية الموشكة على الاندلاع
انت تعرف جيدا ان السيد الصدر كان يعد السلاح و يلتقي بالمجاهدين و ارسل السيد جعفر الى ايران لتعبئة الامة لكن لم يتم للصدر الثاني ما اراد في نهاية المطاف و هذا جواب ما سالت
و مراد النفوس أصغر من أن تتعـــــادى فيه و أن تتفــــانى
ضوابط المشاركة
- لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
- لا تستطيع الرد على المواضيع
- لا تستطيع إرفاق ملفات
- لا تستطيع تعديل مشاركاتك
-
قوانين المنتدى
|
|