النتائج 1 إلى 3 من 3
  1. #1
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    77

    افتراضي مشروعية البناء على قبور الصالحين

    بسم الله الرحمن الرحيم

    الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله

    وجدت هذا الموضوع في شبكة الانترنت وأحببت نقله لكم لما فيه من رد على الخوارج الدونكيشوتيين المشتغلين بحرب القبور والمولعين بنكفير المسلمين أصلحهم الله وهداهم

    فإليكم

    بسم الله الرحمن الرحيم
    الحمد لله
    والصلاة والسلام على سيدنا رسول الله وآله ....... وبعد :



    لفضيلة الاستاذ العلامة أحمد القطعاني حفظه الله كتاب اسمه ( الإهابة بمن دفن فى البلاد الليبية من الصحابة) نشرته مكتبة النجاح بإطرابلس سنة 1994م ، عقد فى احد فصوله مبحثا قيما عن مشروعية البناء على قبور الصالحين ، ومبحثا اخر لحديث ( لاتشد الرحال ) ، انقل لكم المبحث الاول ثم الثانى بإذن الله :



    مشروعية البناء على قبور الصالحين



    ولابأس وقد جرنا الحديث الى تشييد المباني حول قبور السادة الصحابة من الحديث قليلا عن هذا الامر الذى بثه وغيره من السموم علماء التفرقة - هداهم الله - فى عقول السطاء والسذج بعد ان ادخلوا فى تلافيف ادمغتهم انهم هم الفرقة الناجية وكل من جاء قبلهم وبعدهم من مليارات المسلمين الفرقة الهالكة .
    فتجد احدهم لايعرف الوضاع من الوضيع والضالع من الضليع ومع هذا فكل مسلم يزور وليا يكفره وان توسل بصالح لله تعالى جعله مشركا وان وقف على قبره متفكراً كان على احسن الاحوال مبتدعا واتبع هؤلاء المساكين آراء وأهواء الذين لايعلمون وتمسكوا بقشور دون الجوهر المكنون .
    نحن لانستفيد أى خير من إقامة الدنيا وإقعادها لأجل مسلم أسدل إزاره وإن كان خالف سنة أو أمسك فى يده مسبحة ليداوم ورد التزمه وإن كان أتى بقربة ، ولانجاح لأمة تقام المعارك بين أبنائها باليد واللسان من اجل العصيدة وهل تعصيدها فى ذكرى المولد النبوي الشريف جائز أو بدعة أو شرك أو كفر أو... أو .... أو....
    والغريب انك تجد هؤلاء المساكين لايحركون ساكنا لما أهم المسملين وأغمهم من أهوال مدبرة ومخاطر مبيتة وحروب داخلية وخارجية واستعمار ضارب باطنابه فى اقتصادها وسياساتها ومجتمعاتها وتمزق وتشتت وفقر مدقع ومعيشة ضنكاً فى معظم بقاع أهل القبلة بالذات فى وسط آسيا ووسط افريقيا وديون خارجية تذهب بالأخضر واليابس من عرق أبنائها وجهل باحكام دينها وأمور دنياها .
    ناهيك عن التدهور الاخلاقي الملفت للنظر والمشير بأصبع بل باصابع الاتهام الى جهات لم تعد خافية على أحد ، والدعوة الصريحة للاباحية والفجور المقدمة على اطباق بث الاقمار الصناعية ، وارتكاب الموبقات ، واخطبوط الرذائل الممسك بخناق شاب المسلمين الا من رحم ربي ، وخراب الضمائر وتجارة المحرمات ، ومشاكل التصحر ونضوب المياه محور ابحاث العالم فى القرن الحادي والعشرين .
    الا ما احوجهم واحوج من يحركهم من هناك بخيوط الدمي المتحركة الى برميل من الماء البارد يصب على رأس كل واحد منهم يوميا لمدة سنة على الاقل حتى يفيقوا من رفاتهم وينهضوا من غطيط سباتهم .
    ان التقوى حددها رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله ولاكلام مع كلامه ولافعل مع فعله حيث اشار الى صدره الشريف وقال (( التقوى ها هنا )) ، وما أغنانا عن كل جاهل متعالم معشر الموحدين .
    ان البناء على قبورالصالحين وتشييدها واقامة المساجد عليها اثبته الله تعالى فى محكم تنزيله ودلنا عليه وندب لنا فعله فقال متحدثا على لسان المؤمنين الذين غلبوا على امرهم فى سورة الكهف " وكذلك اعثرنا عليهم ليعلموا ان وعد الله حق وان الساعة لاريب فيها ، اذ يتنازعون بينهم امرهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم اعلم بهم ، قال الذين غلبوا على امرهم لنتخذن عليهم مسجدا " واثبته النبى صلى الله عليه وسلم وآله حين وضع على قبر عثمان بن مظعون رضى الله عنه صخرة عظيمة حملها بيده الشريفة بعد أن أمر أحد الصحابة الكرام بحملها فلم يستطع وقال (( اعلم بها قبر اخي وادفن اليه من مات من أهلي ))[1]
    واثبته الخلفاء الراشدون المهتدون من بعده فقد روى الحافظ ابن حجر وأصله فى طبقات ابن سعد عن الواقدي بسنده الى ثعلبة بن ابى مالك قال : مات الحكم بن ابي العاص فى خلافة عثمان فضرب على قبره فسطاطا[2] ولاخفى ان فعل الخليفة عثمان بن عفان من سنة النبي صلى الله عليه وسلم وآله لقوله صلى الله عليه وسلم وآله (( فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء المهديين الراشدين تمسكوا بها وعضوا عليها بالنواجذ ))[3]
    وضرب أيضا فسطاطا فى عهد الخليفة عمربن الخطاب رضى الله عنه على قبر أم المؤمنين السيدة
    زينب بنت جحش[4]
    وضرب السيد محمد بن الحنفية رضى الله عنه على قبر ابن عباس رضى الله عنهما فسطاطا[5].
    وضربت السيدة فاطمة بنت الحسين السبط رضى الله عنهما حسب ما ذكر البخاري حباء - اى بناء - على قبر زوجها السيد الحسن المثنى ابن الحسن السبط رضى الله عنهما زمنا ذكر بعضهم انه عام .
    واثبته الصحابة رضوان الله عليهم بدفن رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله وصاحبيه ابي بكر وعمر فى حجرة السيدة عائشة وهي مبنية مسقوفة وما نزعوا من بنائها او سقفها عوداً واحداً فيما نعلم ، ولازالت حجرة رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله والقبة المبنية عليها زاهرة عامرة يتمنى لثم ترابها المسلمون الصالحون قاطبة .
    واثبته كبار علماء الامة التي لاتجتمع على ضلالة فقال بجوازه ابن مفلح تلميذ الشيخ ابن تيمية فى كتاب الفروع ، والزيلعي فى شرح الكنز ، وابن القطار فى شرح المختصر ، والعز بن عبد السلام ، والسيوطي ، والحافظ فى الفتح ، والحافظ عبد الله الغماري فى العديد من مؤلفاته وغيرهم .
    نعم أفتى كل هؤلاء وغيرهم ممن لايحضرني ذكرهم فى هذه العجالة بجواز البناء على القبور ولم لايفعلون ؟ وها هو النبي صلى الله عليه وسلم وآله يأمر أن يدفن فى البناء فيقول (( ماقبر نبى الا حيث يموت ))[6].
    وان تعجب فعجب أن يتكلم هؤلاء باسم العلم فتجدهم يتركون كل مر بك من أدلة الجواز ويتمسكون بقول الامام على كرم الله وجهه لأبي الهياج حسب ماروى مسلم وهو حديث فى اسناده خلاف معروف عند أهل العلم :
    الا أبعثك على ما بعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وآله الا تدع تمثالا الا طمسته ، ولا قبراً مشرفا الا سويته .
    ويستطيع كل تلميذ فى المرحلة الابتدائية أن يرى أن المقصود هي قبور المشركين التي كانوا يقدسونها فى الجاهلية بدليل ذكر التماثيل معها ، والدليل الآخر على ذلك أن الصحابة تركوا قبور الانبياء على حالها من البناء فى البلدان التي فتحوها ولم يهدم بناء على قبر نبي قط كقبر سيدنا ابراهيم الخليل وبنيه وقبر سيدنا داود وغيره ولاولى ولا عالم قط ولا أمروا بنبش قبورهم منذ عهد الصحابة حتى تاريخ ميلاد علماء الفتنة والشقاق ، هداهم الله وصرف المخدوعين بهم الى وجهة الحق .
    --------------------------------------------------------------------------------

    1. رواه ابو داود وابن ماجه
    2. الاصابة فى تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر ج1،ص345 ترجمة رقم 1781
    3. رواه ابو داود والترمذي والحاكم وابن حبان والدارمي وابن ماجه
    4. الاصابة فى تمييز الصحابة للحافظ ابن حجر ج1 ، ص 345 ترجمة رقم 1781
    5. انظره فى روح البيان
    6. رواه ابوداود وابن ماجه

    انتهى النقل من كتاب الاهابة فى من دفن فى البلاد الليبية من الصحابة / منشورات مكتبة النجاح سنة 1994م / ص49،48،47،46 .



    انتهى
    منقول

    وصلى الله وسلم على سيدنا محمد والحمد لله

  2. #2
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    77

    افتراضي

    كما وجت لكم أيها الإخوة هذا المقال الجميل المتعلق بنفس الموضوع للشيخ اللحميتي حفظه الله



    الصحابة يبنون المساجد على القبور


    . بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله المغدق علينا بفيوضات الصلاة على حبيبه صلى الله عليه وسلم ممتعنا بأنوارها ومكرمنا بأسرارها ومرقينا بعلومها وأخبارها. وصلى الله وسلم على الروح الباطن في جميع الأرواح والأرواح والسر الساري في سائر الكثائف والعقول والنفوس والأشباح. اللهم صلى على السر الذي انشقت منه أسرار الذات والنور الذي انفلقت منه أنوار الصفات اللهم صلى على أعظم الموجودات محبة في الله وأعلاهم معرفة بالله وأشدهم قربا لله. أما بعد فالسلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
    بناء المساجد على القبور:
    بناء المساجد على القبور أمر قال به جمهور العلماء، فتكاد لا تخلو بلاد إسلامية من قبة مبنية على ولي صالح أوضريح بجوار مسجد. وتجد أن مثل تلك الأثار وجدت منذ عصور ولم يفت أحد من علماء البلد بهدمها وهذا يعتبر كالإجماع السكوتي. وأما المانعون للبناء فيستدلون يستندون بمجموعة من الأحاديث التي قد تبدوا صريحة للبعض في حرمة البناء على القبور، ولكن العالم المطلع على مختلف طرق تلك الأحاديث، العارف بزيادات الثقات لا بد وأنه لن يخفى عليه جواز البناء على الأضرحة موافقة لجمهورا لأمة. يستدل هؤلاء القوم بأحاديث نبوية نذكرها:
    قال رسول الله صلى الله عليه وسلم في مرضه الذي لم يقم منه :"لعن الله اليهود والنصارى اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد". وهو حديث صحيح لا أشكك في صحته- أقول هذا وأنا أعرف أن سيدي عبد الله بن الصديق قد شكك في صحة هذا الحديث معتبرا أن فيه نكارة في المتن.- ولكن القضية تكمن في كيفية فهمه والإستدلال به:
    فأما الفهم الذي نعتقده صحيحا لهذا الحديث: فهو أن اليهود اتخذوا قبور أنبيائهم قبلة يصلون إليها أي راحوا يعبدون القبور ويسجدون لها، أي أن مفهوم مسجد في الحديث هو مفهوم لغوي لا إصطلاحي وهذا غير بناء مساجد على القبور إذ لو كان المقصود بالحديث بناء المساجد لجاء بصيغة لعن الله اليهود بنوا على قبور أنبيائهم المساجد. فلاحظ الفرق رحمك الله. وقد لاحظت أن للبخاري رحمه الله تعالى فهما ثاقبا فعندما أورد هذا الحديث جعله في باب ما يكره من اتخاذ القبور مساجد ( لاحظ كذلك أخي القارئ أنه أورد هنا "من" التبعيضية فيصير مفهوم ترجمة الباب أن بعض الإتخاذ للقبور مساجد هو المكروه فقط أما غيرها هذا البعض فليس مكروها. قال ابن رشيد الاتخاذ أعم من البناء فلذلك أفرده بالترجمة ولفظها يقتضى أن بعض الاتخاذ لا يكره فكأنه يفصل بين ما إذا ترتبت على الاتخاذ مفسدة.) فلاحظ رحمك الله كيف أنه قال فقط بكراهة البناء على القبر ونحن نعلم أن الكراهة غير التحريم وهذا سر من أسرار تراجم أبواب البخاري ففقهه في تراجمه كما يقال... وأما تلميذه مسلم فقد جعل ذلك في "باب النهي عن بناء المساجد على القبور واتخاذ الصور فيها والنهي عن اتخاذ القبور مساجد" فلاحظ كيف فرق بين البناء والإتخاذ، فعُلم بهذا أن بناء المساجد على القبور هو غير إتخاذها مساجد وقد أكد هذا أبو نعيم في المستخرج عندما بوب الحديث في باب كراهية أن تصلى إلى القبور فدل هذا على أنه استنبط من الحديث حكمين: أولهما أن الحديث يدل على الكراهة لا على التحريم. ثانيهما، أنه يدل على كراهة الصلاة متوجها إلى القبر لا على تحريم البناء على القبر. ويدل على ما قلناه حديث ابن عباس مرفوعا لا تصلوا إلى قبر الحديث (رواه الطبراني في الكبير وفيه عبد الله بن كيسان المروزي ضعفه أبو حاتم ووثقه ابن حبان.). وقد فهم ما فهمناه جمع لايحصى من العلماء ومن أشهرهم الخليفة عمر بن عبد العزيز حيث أمر في خلافته ان يجعل بنيان على قبر رسول الله صلى الله عليه وسلم محددا بركن واحد ليلا يستقبل القبر فيصلى اليه. وللحافظ المالكي ابن عبد البر كلام عجيب جميل في هذا الباب سبق ذكره في الباب السابق تجده في التمهيد (1/168) ودل على ما قلناه نحن أيضا حديث عن أبي سعيد الخدري أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد اشتد غضب الله على قوم اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد. ( (رواه ابن سعد عن أبي هريرة و مالك عن عطاء يسار وابن لأبي شيبة عن زيد بن أسلم هو حديث صحيح) فلاحظ كيف ربط النبي صلى الله عليه وسلم في هذا الحديث بين عبادة القبر بالسجود له وإتخاذ القبور مساجد، فدل هذا على أنهما مترادفان. وجازى الله ابن عبد البر خيرا إذ قال (التمهيد 5/ 45) : " فخشى رسول الله صلى الله عليه وسلم على أمته أن تصنع كما صنع بعض من مضى من الأمم كانوا إذا مات لهم نبي عكفوا حول قبره كما يصنع بالصنم فقال صلى الله عليه وسلم اللهم لا تجعل قبري وثنا يصلي إليه ويسجد نحوه ويعبد فقد اشتد غضب الله على من فعل ذلك وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحذر أصحابه وسائر أمته من سوء صنيع الأمم قبله الذين صلوا إلى قبور أنبيائهم واتخذوها قبلة ومسجدا كما صنعت الوثنية بالأوثان التي كانوا يسجدون إليها ويعظمونها وذلك الشرك الأكبر…وقد احتج بعض من لا يرى الصلاة في المقبرة بهذا الحديث ولا حجة له . اهـ وقد قال بمثل هذا العلامة البيضاوي (راجع قوله عند الزرقاني في شرحه على الموطأ 4/290). وقال بمثل ذلك العلامة التوربشتي (راجع قوله في تحفة الأحوذي 2/226) وقال به السندي في حاشيته على سنن النسائي (4/95) وقد حام حوله النووي في شرحه على صحيح مسلم (5/13) ويقول الحافظ في الفتح 3/200: ولهذا لما وسع المسجد جعلت حجرتها مثلثة الشكل محددة حتى لا يتأتى لأحد أن يصلي إلى جهة القبر مع استقبال القبلة.اهـ ويجب أن أذكر هنا مسألتين:
    أولا، أن القبر النبوي اليوم هو داخل المسجد النبوي باجماع الأمة من غير نكير بينها يعرف. وقد تم إدخاله في عهد الوليد بن عبد الملك.ولم يغير عمر بن عبد العزيز ذلك في خلافته. ول فعل ذلك اخلفاء بني العباس، ولا أرشد إليه أحد مع كثر زوار المسجد من الحفاظ والفقهاء والزهاد… وكان الإمام مالك مسموع الكلمة عند المنصور ولو أشار عليه بإقامة حاجز بين القبر والمسجد لأقامه. وهذا دال على الجواز…
    ثانيا، القصة التي تحدث عنها ابن حجر هي ما أورده البخاري في صحيحه يقول:"ولما مات الحسن بن الحسن بن علي رضي الله عنهم ضربت امرأته القبة على قبره سنة ثم رفعت فسمعوا صائحا يقول ألا هل وجدوا ما فقدوا فأجابه الآخر بل يئسوا فانقلبوا" فلاحظ أن القبة بقيت سنة من غير نكير من أحد من التابعين. وصله ابن حجر في تغليق التعليق (2/482).
    وروى الحافظ ابن عبد البر في الاستيعاب (4/1614) في معرض حديثه عن أبي جندل وأبي بصير أن هذا الأخير مات وكتاب رسول الله صلى الله عليه وسلم بيده يقرؤه فدفنه أبو جندل مكانه وصلى عليه وبنى على قبره مسجدا" .(كما رواها ابن سعد في طبقاته 4/134).
    واعلم، بأن مسجد خيف بمنى مدفون فيه سبعون نبيا (ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد ج: 3 ص: 297:" عن ابن عمر أن النبي صلى الله عليه وسلم قال في مسجد الخيف قبر سبعون نبيا رواه البزار ورجاله ثقات" وقال الحافظ البوصيري في إتحاف السادة المهرة (1/347) بأن إسناده صحيح.) والناس يصلون في من غير نكير من أحد والنبي صلى الله عليه وسلم صلى فيه وصلى من بعده الصحابة… فدل هذا على أن القبر ما لم يسجد له ويصلى إليه تعظيما له فالصلاة في مسجد فيه قبر جائزة بل قد تصير مستحبة باعتبار فضل المدفون فيه.
    • الحديث الثاني الذي يستدلون به هو: عن عائشة رضي الله عنها أن نساء النبي صلى الله عليه وسلم تذاكرن عنده في مرضه كنيسة رأينها بأرض الحبشة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم أولئك قوم إذا مات الرجل الصالح عندهم بنوا على قبره مسجدا ثم صوروا فيه تلك الصور فأولئك شرار الخلق عند الله. وهو حديث صحيح لا مطعن فيه. ونخالفهم في فهم الحديث أيضا وذلك لأن سبب المنع في الحديث هو الصور وليست المساجد لقوله صلى الله عليه وسلم "تلك الصور" فدل هذا على أنه أجابهم حقيقة عن مسألة الصور التي كانوا يعبدونها لا المسجد. خصوصا أن إقامة الصور تأتي بعد بناء السجد من حيث الترتيب الزمني ولنا على ذلك شاهد وهو أن سيدنا عمر لما ذهب إلى الشام دعاه راهب إلى طعام فقال له: إنا لا ندخل كنيستكم لما فيها من التصاوير. فدل هذا على أن الذم منصب على التصاوير لا على البناء.
    • الحديث الثالث: عن أبي الهياج الأسدي قال قال لي علي بن أبي طالب ألا أبعثك على مابعثني عليه رسول الله صلى الله عليه وسلم ألا تدع تمثالا إلا طمسته ولا قبرا مشرفا إلا سويته في رواية ولا صورة إلا طمستها. ونحن أيضا نخالفهم في فهم هذا الحديث قال علماؤنا (أي المالكية) ظاهره منع تسنيم القبور ورفعها وأن تكون لاطئة وقد قال به بعض أهل العلم وذهب الجمهور إلى أن هذا الارتفاع المأمور بإزالته هو مازاد على التسنيم ويبقى للقبر مايعرف به ويحترم وذلك صفة قبر نبينا محمد صلى الله عليه وسلم وقبر صاحبيه رضي الله عنه الله عنهما على ماذكر مالك في الموطأ. وهكذا فالحديث ليس فيه دليل على منع البناء حول القبر بناءا.
    • الحديث الرابع: عن بن عباس قال لعن رسول الله صلى الله عليه وسلم زائرات القبور والمتخذين عليها المساجد والسرج. فهذا حديث منسوخ بحديث الزيارة الذي ذكره البخاري. راجع ناسخ الحديث ومنسوخه لأبي حفص عمر بن أحمد بن عثمان بن شاهين (1/227) هذا على افتراض صحة الخبر لأنه ضعيف لا تقوم به الحجة لأن فيه أبا صالح. هذه هي العلة الأولى، وأما الثانية فهي أن باذان هذا مشكوك في سماعه من ابن عباس.
    • الدليل الخامس: يستدلون بحديث : اللهم لا تجعل قبري وثنا يعبد. وما أدري كيف فهموا من هذا الحديث تحريم البناء على القبور. لأن الحديث يدل على تحريم عبادة القبور والسجود لها لا البناء عليها.
    ولنا دليل من الكتاب وهو قوله تعالى في سورة الكهف عن الفتية الذين أخلصوا لربهم (: فقال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا) والشاهد عندنا هنا أنه هؤلاء الذين قالوا هذا كانوا مسلمين روى ذلك الطبري في تفسيره (15/ 225) وابن أبي حاتم عن السدي وإلى هذا ذهب أبو السعود والواحدي والشوكاني (فتح القدير 3/277) وابن الجوزي في زاد المسير (5/123) ولاحظ أن القرآن والرسول صلى الله عليه وسلم أقرهم على ذلك.
    وللبناء على القبور فوائد منها أنه يسهل زيارتهم حيث يكون البناء مكانا يستظل به الزائر من حر الشمس أو من شدة البرد أو من غزارة المطر… كما أن البناء عليهم يجعل القبر محميا من أن تطمس معالمه. أضف إلى هذا أن البناء المتعارف عليه فيه إشارة إليهم فما من مار بقربهم إلا ويعرف أن هذا قبر ولي. كما أنه عندما فتحت القدس على يد سيدنا عمر بن الخطاب كان بها مجموعة من الأبنية على القبور فلم يطلب سيدنا عمر من أحد أن يهدمها بل بقيت على حالها وهذا معروف عند أهل التاريخ.
    ومعلوم أن النبي صلى الله عليه وسلم قد دفن داخل بيت السيدة عائشة رضي الله عنها، أي داخل حجرة مسقفة لها جدران والسيدة عائشة رضي الله عنها كانت تصلي في تلك الغرفة بعد موته صلى الله عليه وسلم ولم ينكر عليها أحد من الصحابة قائلا البناء على القبور حرام أو الصلاة بجوار القبور حرام. فافهم هذا!
    فإنت قرأت هذا علمت يقينا أن البناء على القبور جائز لا حرمة فيه على المذهب المختار وهو مكروه عند البخاري وغيره من علماء الحديث ولا بأس بهذا الرأي. ويقول العلامة الأبي في شرحه لصحيح مسلم (2/234):"وأما من اتخذ مسجدا قرب رجل صالح أو صلى في مقبرته قصدا للتبرك بآثاره وإجابة دعاءه هناك فلا حرج في ذلك.
    اللهم صلى على السر الذي انشقت منه أسرار الذات والنور الذي انفلقت منه أنوار الصفات اللهم صلى على أعظم الموجودات محبة في الله وأعلاهم معرفة بالله وأشدهم قربا لله

  3. #3
    تاريخ التسجيل
    Sep 2005
    المشاركات
    77

    افتراضي

    كما ورد في فيض القدير، شرح الجامع الصغير، الإصدار 2.15 - للإمامِ المناوي
    الجزء الرابع >> حرف القاف.

    ما يلي نصه :

    5995 - (قاتل اللّه اليهود) أي أبعدهم عن رحمته لأنهم (اتخذوا قبور أنبيائهم مساجد) أي اتخذوها جهة قبلتهم مع اعتقادهم الباطل وأن اتخاذها مساجد لازم لاتخاذ المساجد عليها كعكسه وهذا بين به سبب لعنهم لما فيه من المغالاة في التعظيم وخص هنا اليهود لابتدائهم هذا الاتخاذ فهم أظلم وضم إليهم في رواية للبخاري النصارى وهم وإن لم يكن لهم إلا نبي واحد ولا قبر له لأن المراد النبي وكبار أتباعه كالحواريين أو يقال الضمير يعود لليهود فقط لتلك الرواية أو على الكل ويراد بأنبيائهم من أمروا بالإيمان بهم وإن كانوا من الأنبياء السابقين كنوح وإبراهيم قال القاضي: لما كانت اليهود يسجدون لقبور الأنبياء تعظيماً لشأنهم ويجعلونها قبلة ويتوجهون في الصلاة نحوها فاتخذوها أوثاناً لعنهم اللّه ومنع المسلمين عن مثل ذلك ونهاهم عنه أما من اتخذ مسجداً بجوار صالح أو صلى في مقبرته وقصد به الاستظهار بروحه أو وصول أثر من آثار عبادته إليه لا التعظيم له والتوجه نحوه فلا حرج عليه، ألا ترى أن مدفن إسماعيل في المسجد الحرام عند الحطيم؟ ثم إن ذلك المسجد أفضل مكان يتحرى المصلي لصلاته والنهي عن الصلاة في المقابر مختص بالمنبوشة لما فيها من النجاسة انتهى لكن في خبر الشيخين كراهة بناء المسجد على القبور مطلقاً والمراد قبور المسلمين خشية أن يعبد فيها المقبور لقرينة خبر اللهم لا تجعل قبري وثناً يعبد وظاهره أنها كراهة تحريم لكن المشهور عند الشافعية أنها كراهة تنزيه فيحمل ما تقرر عن القاضي على ما إذا لم يخف ذلك انتهى قال الشافعية وفيه أن لا يصلى على قبر نبي قيل وفي المطابقة بين الدليل والمدعي نظر إلا أن يقال إذا حرمت الصلاة إليه فعليه كذلك.
    (ق د عن أبي هريرة) وفي الباب جابر وابن عمر وغيرهما." اهـ

    فصلى الله وسلم على سيدنا محمد والحمد لله

ضوابط المشاركة

  • لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
  • لا تستطيع الرد على المواضيع
  • لا تستطيع إرفاق ملفات
  • لا تستطيع تعديل مشاركاتك
  •  
 
شبكة المحسن عليه السلام لخدمات التصميم   شبكة حنة الحسين عليه السلام للانتاج الفني