زيارة الوزيرين الامريكيين الى العراق وجهات نظر مختلفة

أرض السواد : علي الهماشي



قبل أن اُبين وجهات النظر حول مجيء الوزيرين الامريكيين الى العراق لابد من القول إنها لم تكن زيارة بمعنى الزيارات المتعارف عليها بين الدول وهذا دأب الزيارات التي قام بها المسؤولون الامريكيون الى العراق منذ تلسيم الحكم رسميا الى العراقيين وحتى يومنا هذا ولا أدري متى تنتهي هذه الممارسات

ويمكن حصر وجهات النظر في أربع وهي

أولا :وجهة النظر الامريكية

الامريكان يريدون الاشراف على العملية السياسية وان تأخذ طريقها دون تولد دكتاتورية جديدة وهي تريد للعراق ان يكون مثالا للديمقراطية في الشرق الاوسط وقد وجدت خلال السنتين الماضيتين أخطاءا تكتيكة تريد معالجتها مع تشكيل حكومة لدورة كاملة(أربعة أعوام)ولذلك كانت اولى طلباتها هو تولي وزارتي الدفاع والداخلية الى أشخاص مستقليين (مفضليين أمريكيا)وقد اقترح السفير بعض الاسماء في هذا المجال

لكن الملاحظ أن الادارة الامريكية حتى هذه اللحظة لم تستقر على وجهة نظر واحدة لمعالجة الملف العراقي نتيجة المنافسات بين وزارتي الدفاع والداخلية منذ تولي جون كارنر أول إدارة في العراق حتى يومنا هذا

بالاضافة الى تنامي شعور لدى الادارة الامريكية بأن الغالبية العراقية تكرهها نتيجة الوشاية المستمرة من الدوائر العربية والملحية إضافة لنتيجة الانتخابات التي سجلت خسارة فادحة لرجال امريكا المحسوبين على الطائفة الشيعية حيث لم يفز الدكتور الجلبي باي مقعد اضافة الى ليث كبة واخرين والنتائج الغير مشجعة لعلاوي بالرغم من الملايين التي صُرفت في الحملة الانتخابية وتحالف أكثر من شخصية وحزب معه وكانت النتيجة الغير مشجعة مما دفع الادارة الى الضغط المباشر لاشراك كل القوائم في الحكومة العراقية القادمة

حتى أن الكتور (عادل عبد المهدي)سقط في انتخابات الائئتلاف مما دفع أمريكا لافتعال ازمة استمرت كل هذه الشهور ومن ثم قبلت بالمرشح الجديد للائتلاف نتيجة عوامل داخلية كنت قد اشرت لها في مقال (امريكا بين الجعفري والمالكي)*1

ويأتي مجيء الوزيرين للاشراف المباشر على العملية السياسية والاطمئنان لمسارها والتعرف عن قرب لوجهة نظر رئيس الوزراء المكلف ورؤيته المستقبلية لشكل العلاقة بين امريكا والعراق

اما وزير الدفاع الهارب من الضغوط الداخلية المطالبة بنتحيه من قبل جنرالات ومسؤولين سابقين _وهي سابقة لم يتعرض لها وزير دفاع بهذا الحجم_فهو يريد الاطلاع المباشر على حجم تنامي قدرة الجيش العراقي للقيام بمهامه المستقبلية بدلا من القوات المتعددة الجنسية وإن كان بامكانه حماية حدوده والوقوف سدا قويا ضد الارهاب العالمي

وهناك وجهة نظر أمريكية غير معلنة ممكن قراءتها من خلال ممارسات وكتابات منظري السياسة الامريكية وهي أن العراقيين ما زالوا غير مؤهلين لادارة بلدهم بالشكل المقبول عالميا لذلك لابد من الاشراف المباشر على تفاصيل العملية السياسية!!0

ثانيا:وجهة نظر الموالين لامريكا

لاتختلف وجهة نظر أصدقاء أمريكا الى في التسويق المحلي حيث يرى هؤلاء أن امريكا هي الراعي الاول للعملية السياسة في العراق ومن هنا تأتي زيارة المسؤولين الامريكيين لدفع العملية السياسية كلما تعثرت أو بحاجة الى وجود المسؤولين لتلافي الاخطاء خاصة وان نتائج الانتخابات قد جاءت على اساس طائفي ولم تكن البرامج السياسية هي المعيار

كما ان وجود المسؤولين الامريكين في صلب المفاوضات يعطي دعما واضحا لهؤلاء مما يدفع بهم الى زيادة سقف المطالب في مفاوضات تشكيل الحكومة

وخالصة القول ان زيارة المسؤولين الامريكيين تمنع استحواذ (الاسلاميين )على مقاليد الامور وتُشعر الاخرين بالرعاية الامريكية للامور في العراق

ثالثا:وجهة نظر وطنية

وجهة النظر هذه تعتمد على القول بأن العراق بلد ذو سيادة وله حكومة ويجب أن تكون زيارات المسؤولين الامريكيين ضمن البروتوكولات المتعارف عليها بين الدول وإلافهم ضيوف غير مرغوب بهم وان لم تستطع الحكومة قول هذا في الوقت الحالي فعليها قول ذلك في المستقبل او على الاقل تمتنع من استقبالهم للتعبير عن عدم الرضا لهذا الشكل من الزيارات المفاجئة حيث لايعلم اي عراقي بالزيارة ويكون باستقبال المسؤولين الامريكان السفير الامريكي في بغداد والقائد العسكري فقط !!!1

وزيارة الوزيرين الامريكيين (الدفاع والخارجية)هي تدخل واضح وسافر في الشأن العراقي مما يعطي انطباعا سيئا للعراقيين بان هذه الحكومة شُكلت بادارة امريكية ،وهذه بادرة سيئة للمازعم الامريكية باحترام إرادة الشعب العراقي

رابعا:وجهة نظر واقعية

تتمثل وجهة النظر هذه بأن العراق مازال بلدا منقوص السيادة والوجود الامريكي وحضوره في قلب العملية السياسية امرا واقعا لايمكن لنا تجاهله وتأتي زيارة الوزيرين في هذا المجال ،وعلينا ان نتقبل الحجة الامنية التي يتمسك بها الامريكيون لان تكون الزيارات بهذا الشكل

وعندما يتعافى العراق كليا يتم التعامل الطبيعي مع هذه الزيارات وما يرافقها من ممارسات





alhamashi@hotmail.com