حكومة كردستان الموحّدة حلم زائل وفريق سياسي يجلس على الخازوق



كتابات - سمير عبيد



(( يا أكراد العراق الشرفاء إتحدوا وإرفضوا صرح الرمال الذي سيدفنكم بعد حين))



من قال إن صاحب نظرية إكذب إكذب حتى يصدقك الناس، ووزير دعاية هتلر السيد ( غوبلز) قد مات ورحل؟.



أنه لم يمت بل وجدناه حيا ويُمارس السياسة في المنطقة الشمالية من العراق، والتي يسميها البعض ( كردستان)، فهو هناك وبنسخ متعددة ملّ منها ومن كذبها الشعب الكردي، بحيث إن آخر كذباته هو الإعلان عن ( الحكومة الموحدة) وكلمة موحدة تعني إتحاد حزب طالباني مع حزب بارزاني، بشرط أن يكون فتى وقمر كردستان نيجرفان رئيسا لها، فتعالوا نلقي نظرة على تضاريس هذه الحكومة ثم نحلل الأبعاد الأخرى:



أولا:



منح المجلس الوطني الكردستاني ( البرلمان) الثقة للحكومة الكردية الموحدة وبالإجماع (111 نائبا).



ثانيا:



تكلم قمر بني كردستان نيجرفان البرزاني وقال ((لدينا أربعون وزيرا في الحكومة، وهي فترة إنتقالية ، وسوف نعمل على ضم جميع المناطق الكردية التي تعرضت لعملية التعريب، ونطالب الحكومة المركزية في بغداد بميزانية تعويضية للأضرار التي لحقت بإقليم كردستان أبان حكم صدام))



ثالثا:



وقال قمر بني برزان ( سنقيم أفضل العلاقات مع دول الجوار، وسوف لا نقبل أي تهديد بعد اليوم ومن أي مكان)



رابعا:



تتكون الحكومة الموحدة من (27 وزيرا) ومعلومات أخرى تقول (32 وزيرا) حيث حصة حزب برزاني 11 وزارة ومصادر أخرى تقول 13 وكانت حصة حزب طالباني 11 وزارة ومصادر أخرى تقول 14 وزارة، والعدد المتبقي الى الأحزاب الصغيرة.



خامسا:



هناك 13 وزير إقليم من دون وزارة ( يا ساتر... ماهي مهام هؤلاء؟)





سادسا:



رئيس الحكومة هو قمر بني برزان نيجرفان برزاني، ونائبه هو أسد وادي رانيه عمر فتاح.



سابعا:



حضر تنصيب قمر بني برزان وأسد وادي رانيه حاكم العراق الفعلي وحاجب بوش في العراق والمنطقة ــ زلماي خليل زاد ــ ووراءه وبالدور فريق حكومة المنطقة الخضراء سُمح لهم بفتح الآذان فقط كي يسمعوا تهديدات ووعيد قمر بني برزان.



مناقشة هادئة مع قمر بني برزان...!



هناك مثل عتيق يتداوله العراقيون منذ زمن بعيد يقول ( الحامي عثران) والذي تطوّر مع الزمن ليكون ( في التأني السلامه وفي العجلة الندامة) أي العثرة تصاحب المُسرع لا محال، كونه يقود ويتحرك خارج النظام العقلاني والمعمول به بين الناس والدول، ومن هنا نبشّرك بالعثرات كونك مسرعا ومتسرعا في الأمور السياسية والإستراتيجية، وكونك ( إمكوّش على كل شيء) وعلى طريقة عدي صدام حسين وإن هذه المعلومة ليس من الكاتب بل من الأكراد أنفسهم، لذا أنصحك بدراسة مسيرة صدام عندما تسرّع ورفض سماع الآخرين ،وكذلك عليك دراسة مسيرة عدي صدام حسين الذي بنى أمبراطورية إعلامية ومالية وسياسية ومواخيرية وكانت النهاية التي عرفتها أنت وعرفها العالم كله، فإن لم تسمعها من قبل أقولها لك لأكسب من وراءك حسنة من الله تعالى، وهي إن هناك آلاف الشباب والعائلات والرجال من الشعب الكردي يمقتون طريقتك في الحكم والسياسة والمجتمع ... فإرحم الشعب الكردي.



أما المثل العتيق الآخر والذي يتداوله العراقيون هو ( عشرة إبرحل وواحد بحمار) أي هو مثل حكيم يشرح فيه عملية الإستحواذ دون حق ودون إكتراث، أي تكون حصة عشرة رجال أو عشرة من الناس هو الرحل أي السرج فقط، وتكون حصة أحدهم هو الحمار، وهذا ما هو حاصل في العراق أي عندكم ( دولة ونصف) وللعراقيين جميعا وبجميع أطيافهم ( نصف دولة) وطبعا مع تقديرنا وإحترامنا للعراق وترابه، والذي هو أغلى ما في الوجود.



بأي حق تعوضكم بغداد؟



فيا قمر بني برزان.... بأي حق تحمل الشعب العربي والتركماني ومن معهم في العراق بأن يدفعون لك ولحكومتك فصل ( ديّة) عن أفعال صدام حسين ونظامه، ومن ميزانية العراقيين؟



فهل كان صدام حسين يحكم باسم السنة أم باسم الشيعة أم باسم العرب أم باسم التركمان أم باسم المسيحيين ضدكم؟



وهل لوحدكم أنتم الذين عاقبكم نظام صدام حسين، أم هناك تاريخ طويل من السياسات الخاطئة والمتعمدة والديكتاتورية ضد الشيعة في الجنوب، وحتى ضد السنة وبشكل أدق حتى في تكريت، وعليك معرفة ما حل بعائلة الهزاع ومخلص وعائلة اللواء محمد مظلوم الدليمي وغيرهم، وكذلك عليك عدم نسيان ما حل بعد إنتفاضة عام 1991 في الجنوب ، وماحصل للأهوار العراقية، ناهيك عن مسلسل الدم الذي كان يفوق تضحياتكم بكثير، ولكن لم يذهب الشهيد محمد باقر الصدر أو الشهيد عارف البصري أو الشهيد محمد مظلوم الدليمي وحضن صدام حسين مثلما فعلتم أنتم بعد أحداث عام 1991، ولم يطلب أحد شيوخ العراق من العرب نجدة من صدام حسين ليذبح أهله العرب مثلما فعل مسعود البرزاني عندما طلب النجدة من صدام ليذبح أكراد السليمانية، ومن ثم يساندكم بحرب ضروس ضد أكراد السليمانية الذين يمثلهم جلال الطالباني، فهناك (4 آلاف) شهيد كردي لم يُحسم أمرهم سقطوا نتيجة هذه الحرب التي فتحتها أنت وعمك ضد أكراد السليمانية، وها أنتم اليوم تطاردون وتذبحون أبناء جلدتكم في حزب العمال الكردي المعارض لنظام تركيا؟



فهل تريد التعويض لتزيد بإستثماراتك وتجارتك أم تريدها لتحول الجبل الذي تسكنه الى قصر ملكة سبأ ( بلقيس)؟



فنحن معك نطالب حكومة المركز ( بغداد) بتوزيع التعويضات والحصص على شرائح الشعب الكردي التي تضررت من نظام صدام ومنكم مباشرة، ولكن ليس من خلالكم وخلال دوائركم، بل يكون عن طريق لجنة دولية يشرف على عملها فريق من النزهاء، وبشرط أن يعمم التعويض ويشمل جميع الضحايا في الجنوب والوسط ودون المرور على المذهب والعرق والمنطقة.



وكذلك بأي حق تتكلم وتوحي بأنك ستحارب من أجل ضم الأرض التي أسميتها ( التي تعرضت للتعريب) فماذا تسمي هذا...هل هي إشارات حرب أم هي تبشير بنظرية كردية مستنسخة من النظريات الصهيونية التي تؤمن بالإستحواذ ونهب الأراضي وعدم الوقوف عند حدود معينة؟



وهل كلامك يعني أنكم أصبحتم دولة كي تقول ( نمد اليد الى دول الجوار ولا نقبل التهديد من أحد) فبمن تستقوي أنت، فهل إستقوائك بالأميركيين أم بقاعدة دوكان الإسرائيلية، أم بترسانة الاسلحة والطائرات والصواريخ والدبابات والأعتدة المختلفة التي سيطرتم عليها وسحبتموها الى المنطقة الشمالية بعد سقوط النظام ( والكاتب شاهد ذلك بعينه ويمتلك صور وشهادات حول هذه المآساة )



فلو كانت هناك في بغداد حكومة وطنية ورجال وطنيون فعلا، و ينتمون الى العراق لقالوا لكم أن التعويض الذي تريدونه لكم هو عبارة ( إذهبوا وإعلنوا دولتكم الآن.. وإنسحبوا من بغداد.. وسنراهن على الزمن) وحينها أتحداك أن تعلن دولتك يا نيجرفان، لأنك تعرف ستسقط في اليوم التالي، ولن تعمّر طويلا، وعليك سؤال الإستراتيجيين والعقلاء والمتابعين، فحتما سيشرحون لك صدق كلامي.



فريق حكومي يجلس على الخازوق...!



أنتم تمارسون ديموقراطية إسرائيل في المنطقة الشمالية في العراق، أي الديموقراطية الخاصة بمنتسبي أحزابكم فقط وبأقربائكم ،أما شرائح الشعب الكردي الأخرى، فهي مظلومة وتعيش في حالة لا تختلف عن الحالة التي يعيشها إبن البصرة والناصرية ومدينة الصدر بفرق المشاكل الأمنية المعقدة هناك، والتي أنتم سببا رئيسيا بها.



من خلال القراءة السياسية المتأنية لسياسات حزبكم نستطيع الخروج بفلسفة معقولة تجانب الحقيقة، وهي أنكم لن تهدأوا ولن يعيش شعبكم بأمان و حتى بعد إعلان دويلتكم، وحتى بعد ضم مدينة كركوك النفطية ــ لا سمح الله ــ الى خارطتكم، حينها ليس لديكم ما تقدمونه للشعب الكردي، وسوف تمارسون طريقة الحكم العربية وهي ( الرمز والحاشية) وليذهب الشعب الى الحجيم، بل ليعيش جائعا كي يكون طموحه رغيف الخبز والوظيفة فقط ، ومثلما يُمارس من قبل أغلب القادة العرب، ولهذا سوف تلجأون حتما ونحن متأكدون من هذا الى إفتعال أزمات وحروب مع الجيران، والهدف هو لإشغال الشعب الكردي عنكم، وعن بحبوحتكم، ومن ثم لإبتزاز الدول المجاورة تحت إستراتيجية ( الربح المادي للنخبة الحاكمة)، ونتوقع أن العراق المتبقي في حالة إنفصالكم سيكون على هدى، وسوف يرى النور وستكون الناس هناك بألف خير، أما أنتم فسوف تدخلون بمتاهات سياسية وجغرافية ومستقبلية لا تُحمد عقباها، خصوصا وإن إسرائيل لا تدوم لنفسها ولا تدوم لكم وإن حاخاماتها الحقيقيون يعرفون هذا جيدا، وهناك وعدا صريحا في القرآن الكريم يؤكد على زوال إسرائيل الغازية والمغتصبة والحاقدة على كل ما هو مسلم وعربي، ولقد أخذتم منها الكثير في هذا الجانب، وهنا لسنا نحرض الناس ضد اليهود واليهودية، فهؤلاء الناس لا ذنب لهم خصوصا عندما يكونوا من المسالمين والمحبين للسلام الحقيقي.



لذا فما أعلن عنه الأكراد على أن هناك ( حكومة موحدة) هي نكته وهي مزحة لا تنطلي على الشعب الكردي الذي يعرف الحقيقة كاملة، وهي أن ليس هناك سلاما ووئاما بين حزب البارزاني ونظيره حزب طالباني، وإنما هو إتفاق سطحي والهدف منه لطي صفحة سياسية، ليتفرغوا الى الصفحة الجغرافية، والتي تكلم عنها نيجرفان برزاني متوعدا الجميع والخصوم، لذا فهم سارعوا بتسكين الملف السياسي بوريقات وإتفاقيات سيجف حبرها سريعا، والغاية يريدون كسب ملف الجغرافية ( الأرض) قبل أن تهرب الولايات المتحدة من العراق، وقبل تغيير ميزان القوى في المنطقة، وسوف نعطي بعض الشهادات التي تؤكد صدق كلامنا ومن المنطقة الشمالية نفسها ،وعلى لسان الأكراد أنفسهم ومن خلال لقاءات الصحفي ( سايمون أوستروفسكي) والتي نُشرت أخيرا في مواقع أجنبية وعربية وإنظر (www.middle-east-online.com) على سبيل المثال واليكم الشهود:



1- سردار محمد ( صحفي كردي) قال ــ كل السلطات ستبقى بيد الأحزاب السياسية، فأن الحزبين هما الآمران الناهيان... أيا من الحزبين لا يقبل أن يكون في المعارضة، كل واحد منهما يريد أن يكون المنتصر ــ .



2 - علي عمر ( شرطي) قال ــ الوحدة التي كرسوها هي وحدة شكلية والأمور لن تتغير، وأنهم لم يحققوا شيئا يًذكر للشعب الكردي ــ



3- سيد كردي آخر يقول ــ الوحدة أنشأت كأحدى أكبر البيروقراطيات في العالم... لأن أيا من الإدارتين لا تريدان التخلي عن شبر من السلطةــ.



4- شهادة أخرى تقول ــ فأن الإتصالات بين جزئي كردستان صعبة جدا، لأن كل حزب يسيطر على شركة هاتف مختلفة في منطقته ــ.



5 - شهادة أخرى ــ ستبقى ولاءات الأمن الكردية لكل من زعيميهما في حين لم يتم البت في المسائل الرئيسية المتعلقة بتقاسم السلطات ــ



6 - شهادة أخرى تقول ــ إن العديد من الأكراد يشككون في فرص حصول تغييرات على صعيد حياتهم الشخصية ــ



أما شهادة المراقبين للوضع الكردي تقول ( إن توحيد محافظات كردستان الثلاث أمر شكلي يزيد حدة البيروقراطية، ولن يتحقق شيئا لشعب مشتت ــ



والآن ما هو رأي قمر بني برزان بهذا الكلام، وما هو رأي الذين يغالون كثيرا ، وما هو رأي أصحاب القرصنة الألكترونية والتي تغزو المواقع العامة والخاصة حال حدوث أي خلاف في وجهات النظر مثلما حدث ضد كاتب المقال أخيرا، ألم نخبركم بأن وحدتكم شكلية وأنها وحدة ترقيعية لا تعطي نفعا ولا تجدي، بل ستزيد في مآساة الشعب الكردي المسكين الذي إبتلى بهكذا سياسيين لا يفكرون إلا بمصالحهم الشخصية والحزبية، وحتى الديموقراطية التي تتكلمون عنها أين هي، وهناك حزبا عشائريا ــ الحزب الديموقراطي ــ يقابله حزبا ديكتاتوريا ــ حزب الإتحاد ــ بدليل أن أمينه العام جلال طالباني بقي أمينا عاما لأكثر من ثلاثين عاما، ولم يتزحزح إلا من خلال إيجاد طريقة إبعاده الى بغداد وبإتفاق بين مسعود برزاني وكوسرت رسول، وأصبح في بغداد ( غوبلز) الجديد.



فمن هنا نقول أن حكومة المنطقة الشمالية والتي أطلقوا عليها ( حكومة موحدة) هي حكومة تجلس على بركان ،وفريق حكومي يجلس على خازوق، فأي حركة غير مدروسة ستكون النتائج وخيمة ومؤلمة.



نسأل الله الخلاص للشعب الكردي المسكين وخصوصا ( العقلاء والوطنيون) من مكائد هؤلاء السياسيين كما نسأله أن يمن على العراق بالسلام والوئام والرجال المخلصين، ونحو العمل الذي يجبر قوات الإحتلال على الرحيل وبسرعة.



كاتب ومحلل سياسي عراقي



samiroff@hotmail.com





13.5.2006