عودة لخطاب الجعفري الذي ألقاه في مؤتمر القاهرة للمصالحة المزعومة
حيث قال السيد الجعفري :
نحن أبناء المقاومة ، مَن الذين يزاودنا على المقاومة ؟ ومن يملك تاريخاً أطول من تاريخ العراقيين في المقاومة؟ ومواجهة الدكتاتورية مَن ؟
نحن أبناء الصدر، الصدر الذي صمم على الشهادة وقال اقدم نفسي شهيداً وهذا آخر خطابي معكم ، نحن أبناء عبد العزيز البدري الذي قطعه صدام اوصالاً ، نحن أبناء هؤلاء ، نحن نمشي بطريق ونعي جيداً الخطورة التي ألمت بنا ، هناك ثقافة في البعث الذي ورث في العراق هذه الممارسات السيئة ، الثقافة التي جاءت باسم العرب في العراق وقطعت أوصالنا وهدرت ثرواتنا واعتدت على كراماتنا ، لذلك وضعنا خطاً احمر لامجال للبعث في العراق ، هذا ليس قراراً شخصياً أطلقه من على منصة الجامعة العربية، هذا واقع عراقي
من الاخطاء الجسيمة التي يرتكبها البعض هي خلط المفاهيم بقصد أو من دون قصد .. نحن نلاحظ أن الكثير من الاعضاء في هذا المنتدى بل وحتى خارج هذا المنتدى يعلق على جرائم البعث والوهابية التكفيرية التي توقع العديد من العراقيين الابرياء في كل يوم بإطلاق عبارة ( هذه مقاومتهم الشريفة ) ... والحقيقة أن هذا الارهاب الذي يقوم به البعثوهابية يجب إعطاءه أسم واحد فقط ( جرائم قتل ) لا غير .. وهذه مصطلحات ومسائل قانونية مهمة .. وعليه يترتب مطاردة هؤلاء البعثيين وملاحقتهم من دار الى دار بل ومتابعة كل من يحرض على القتل ضد أبناءنا .. هؤلاء المجرمون يتلحفون اليوم بغطاء "مقاومة" المحتل ونجوم السماء أقرب لهم من تلك المهمة الانسانية العظيمة .. كما وتجلب هذه العبارة ( هذه مقاومتهم الشريفة ) لصاحبها الشبهة بأنه مع الاحتلال والعياذ بالله ..
لكن من جهة أخرى يجب أن يتضح للجميع أن من يقاوم المحتل يجب أن ينطلق من رحم الامة ومعاناتها .. ولا يكون كأبناء الليل في الغدر والقتل والخطف ..
من يريد المقاومة يجب أن يدعوا على الملئ كل أهل العلم وأهل الحل والعقد ، يدعوهم للأتفاق على مصير البلاد وما هو مقدم عليه..
لقد قرأت اليوم مقالة للمدعو موسى الحسيني يدعي فيها لنفسه من أنه مقاوم للمحتل .. ولكن بين الاسطر وجدته يمتدح حزب البعث ويقول أن حزب البعث لا نختلف معه ، فقد أنـُشأ حزب البعث في القرن الماضي لمقارعة الاستعمار وأن الاخطاء التي حدثت من بعض قياداته ما هي الا سلوك أفراد على حد تعبيره ... هذه المقالة موجودة على موقع المنفرون ( الممهدون للبعث )
وهنا لا أستطيع الا القول بكلمة واحدة ، أن حزب البعث الماسوني هو صنيعة الاستعمار وأن الملحد ميشيل عفلق مؤسس ذلك الحزب المشؤوم لم يكن سوى صنيعة صهيونية لإفراغ الامة من محتواها الديني الاسلامي ..
ومن كلام المدعو موسى الحسيني هذا نتسائل هل ينطلق هذا المقاوم الجهبذ من رحم الامة ؟ رحم الامة الذي عانى ما عانى من هذا الحزب الاستعماري .
مسألة المفاهيم الصحيحة ، مسألة مهمة للتاريخ وللأجيال .. لقد قرأت قبل يومين مقالة لكاتب آخر يقول فيها أن تسمية هيئة الضاري بـ "هيئة علماء المسلمين" تدعو الى الوقوف والتسائل : هل غير هذه الهيئة ليسوا بمسلمين ؟ .. هل تشمل هذه الهيئة كل علماء المسلمين؟ بكل أطيافهم ؟ هل أرسلوا رسائل لكل العلماء المسلمين في العراق للأنضمام لهذه الهيئة ؟ لقد أستطاعت هذه الهيئة أن تنتزع هذه التسمية بصورة غير شرعية.
وختاماً أن ما جاء بخطاب الجعفري من أيماءه مهمة وهي أنه لا أحد يستطيع أن يزايدنا على المقاومة .. سؤال مطروح لهؤلاء
أين كنتم في زمن الهدام ؟ أين كنتم في زمن كان الشعب العراقي يعيش القتل والتشريد والظلم وأنتهاك الحرمات والكرامة ... من منكم دافع عن الشعب العراقي ؟ من منكم قال "لا" للظالم صدام وطالب بحقوق هذا الشعب؟
وثمة كلمة أخيرة .. أن البعث والوهابية التكفيرية قد قدموا خدمة كبيرة للمستعمر المحتل .. لقد قالها بوش .. أن الحرب على الارهاب طويلة .. ولهذا فأن قوات الاحتلال باقية في العراق ما دام البعثيين يمارسون قتلهم بالنيابة عن المحتل في أكبر عدد ممكن من هذا الشعب المنكوب .. وهذا هو هدفهم المنشود.