جريدة الاتحاد الاماراتية-العدد 10224 الخميس 3 جمادى الأولى 1424 هـ / 3 - 7 - 2003 م http://www.alittihad.co.ae/details.a...urnal=7/3/2003
------------------------------------------------------------------------------------
حوار - شيرين الفايدي:
لم أفكر يوما أن أحاور الداعية الإسلامي الشهير الدكتور أحمد الكبيسي في السياسة ومتاهاتها ومزالقها وكواليسها، وعندما توجهت لمقابلته لاجراء هذا الحوار لم أكن أود أن أضع الداعية الإسلامي الجليل في موقف المدافع ليرد ويبرر عشرات التساؤلات الحرجة التي حملتها إليه، ولكنني لم أتخل عن ثقتي به في جرأته وصوغ الحقيقة كما هي بكل مصداقية وجرأة·
ظلت صورته وهو يلهب حماس المصلين في أول صلاة جمعة نقلتها الفضائيات من مسجد الإمام أبي حنيفة النعمان بحي الأعظمية بوسط بغداد فور سقوطها تداعب خيالي وحيث أطلت مئذنة المسجد الشهير تشكو حالها إلى مسلمي العالم وقد أصابها القصف والتشويه والتدمير·
تخلى الكبيسي عن حياته المترفة في الإمارات، ورحل سريعا ليرد دين الوطن المغلول في عنقه، ورأيناه رجل سياسة، ولنقل داعية اسلامي مسيس يدعو إلى اقامة دولة علمانية بجرأة وشجاعة ومنطق يستند إليه·
تحدث بصراحة عن علاقته بالنظام السابق، وكيف هرب من بطش النظام، ولماذا هاجم أوساط وشخصيات عربية وعالمية، وكيف واجه الانتقادات والاتهامات التي وجهت إليه؟ وكيف فسر سقوط بغداد؟ ولماذا يرى أن صدام سلمها بموجب صفقة؟ ولماذا أيضا اضطر إلى مهادنة أميركا، وأسباب توجس العراقيين من المعارضة القادمة على دبابة أميركية؟
لم يفتني أن أنتقده لوقوفه جانب صدام حسين خلال أيام الحرب، وسرعان ما فتح النار عليه بعد سقوطه·· فأجاب وقدم تبريراته·
وأجاب عن طموحات الاسلاميين في حكم العراق·· وحقيقة التنسيق المكثف بين زعماء القوى الوطنية لصياغة مستقبل العراق، وملامح الحكومة الانتقالية القادمة، ولماذا ينحاز إلى عودة الملكية الدستورية مرة أخرى؟ وتساؤلات كثيرة أخرى عن الحالة العربية والخليجية والشأن العراقي الداخلي الشائك·
فتح الدكتور الكبيسي قلبه، وكشف كثيرا من أوراقه، بينما فشل في أن يسيطر على حبات من الدموع التي فلتت عنوة حزنا على العراق، وألما على فراقه أرض الإمارات·· إنه الوطن·· وكان لنا معه هذا الحوار:
أمضيت سنوات ما قبل الحرب مهادناً النظام العراقي السابق ومسترخياً في فيلا أنيقة بحي الجميرا في دبي، وتفرغت للدعوة والانتشار الجماهيري، إلى أن سقطت بغداد فرأيناك تذهب إلى هناك سريعاً، ويتهمك البعض بأنك أردت أن تستغل الفراغ السياسي الذي حدث، وتظهر كبطل قومي أمام الأميركان·· كيف ترد، وهل توقعت سيناريو الحرب كما رأينا؟
لا أنكر أنني بالفعل عشت في الإمارات سنوات طويلة مسترخياً، وفي مأمن وبعيد عن الساحة العراقية من الناحية الشكلية، ولم أنفصل بوجداني ووطنيتي وإنتمائي ومشاعري عن معاناة وهموم الوطن، وكنت بالفعل أعيش مرفهاً رفاهية لم ينعم بها أحد، وما قمت واجتهدت فيه للدعوة الإسلامية فهذا دوري وواجبي، أما ما تردد من اتهامات وأقاويل· فهو أمر طبيعي، وقد وصلني بعضها، ولكن في المقابل نجد ألسنة الحق في كل وقت وكل مكان فقد قال أستاذ جليل يعيش هنا في الإمارات معلقاً في دفاعه عني: إذا كان أحمد الكبيسي يعيش حياة رغدة يتمناها الأمراء، فإنه بالرغم من ذلك ترك كل شيء وعاد إلى بلده لأنه في حاجة إليه·
وإذا كان البعض زعم بأنني ذهبت للاستفادة، فأنا بدوري أسأل: ماذا سأستفيد في هذا العمر··؟، فمعظم أموالي التي ادخرتها نفذت خلال هذه المدة القصيرة، لقد ذهبت لأعطي، ولا أنتظر أن آخذ، أنا من حقي كمواطن عراقي أن أعود لوطني بعد انقشاع الغمة بعد أن كنت مطارداً ومحروماً من وطني لسنوات طويلة وأشعر أنني مدان بالكثير، ولدي الكثير فيما يمكن أن أقدمه لبلدي في هذه المحنة التي يمر بها ونتمنى من الله ألا تطول كثيراً·
أما بالنسبة لسيناريو الحرب، فكنت أتابعها لحظة بلحظة من خلال الفضائيات ووسائل الإعلام حالي حال كل الناس، ومهموماً وحزيناً وأنا أرى بلدي وشعبي يدمر ويباد، وكنت أتوقع سقوط بغداد ولكن ليس بهذه السرعة، إذ كان منتظراً أن تقاوم لمدة عام كامل، لأنه ليس من المعقول أن نجد أم قصر التي تعادل في مساحتها ربع مساحة حي الجميرا تقاتل سبعة أيام قتال الأبطال، ونجد البصرة الصامدة تقاتل لمدة عشرين يوماً، والناصرية وغيرها·· وفي المقابل نجد بغداد لم تقاتل لساعات معدودة، وعلمنا أن بغداد غابت عنها الحكومة وفقدت السيطرة قبل سقوطها تماماً بيومين·
أين الجيش، وما كنا نسمع عنه من فدائيي صدام، وقوات الحرس الجمهوري وميليشيات النظام وقواته المسلحة·· كل هؤلاء اختفوا فجأة دون مقدمات، وكأن الأرض انشقت وابتلعتهم (اللغز لايزال محيراً، وسيظل هناك سؤالً يطرح نفسه، ماذا جرى؟·· وإن كنت أعتقد أن هناك خيانة كبرى قد حدثت، وأن اختراق منظم قد حدث، فما حدث لا يصدقه عقل، وأندهش عندما أرى هذا النظام الذي كان بمقدوره أن يستمع ويطلع على همس الزوجين، أن يحدث له ما حدث، ويخترقه الأميركان بهذه السرعة والسهولة·
نعود بك للسياق الزمني للأحداث إلى ما قبل أيام الحرب وسقوط بغداد لم نراك طيلة إقامتك في الإمارات تدلي بتصريح أو تنتقد نظام صدام حسين؟
أنا يا ابنتي أعيش في دولة الإمارات كضيف، ومن أهم واجبات الضيافة أن أحترم هذا البلد الذي احتضنني وقد جئته لاجئاً، وكرمت فيه إكراماً لم يحظ به أحد، ولم يكن من المقبول أن أدخل في انفعالات وأهاجم نظام صدام حسين المخلوع أمام أجهزة الإعلام حتى يقال عني أنني ضده، فيكفي أن العالم كله يعلم أنني هربت بجلدي من هناك، والإعلام الناجح اليوم الذي يعتمد على الصيغ غير المباشرة والكتابة في التعبير عما يريد أن يقول في خطابه الإعلامي·
قصة الهروب
كيف كانت علاقتك مع النظام السابق؟ وكيف نجحت في الهروب والإفلات من قبضة النظام الحديدية؟
في سنوات ما قبل 1997 لم يكن لي أية علاقة مباشرة أو غير مباشرة معه، ولكنني علمت بأن هناك أمراً بالقاء القبض عليّ دون سبب محدد، وإن كنت أعتقد أن عدي الابن الأكبر لصدام حسين كان وراء هذا القرار لوجود عدم راحة، ومشاحنات كثيرة بيننا لرفضي الظهور على شاشة تليفزيون الشباب الذي كان يديره، ومن ثم اعتبر عدي هذا الرفض تمرداً مني، وتوعدني، ولكن العناية الإلهية وقفت لتحرسني ونجحت في الهروب، وبعد عودتي إلى بغداد مؤخراً، قابلت أحد ضباط المخابرات السابقين وأخبرني بأن أمر القبض عليَّ كان صادراً من صدام حسين نفسه، وقد قال لهم بالحرف الواحد: أحضروا هذا الرجل حياً أو ميتاً!!·
تعددت الاحتمالات حول مصير صدام، في رأيك أين يوجد صدام الآن، وهل تعتقد أنه سيمثل أمام المحاكم الأميركية؟
مصير صدام مجهول، وهناك الكثير من التكهنات، هناك من يقول إنه قُتل، وآراء تزعم أنه مختبئ في العراق والأميركان يحاولون الايحاء بأنهم لا يعلمون مصيره ولا نعلم إذا كانوا صادقين أم لا، ولكن عندما يصل الأميركان إلى شخص مثل عبد حمود سكرتير صدام الشخصي وهو أقرب الناس إليه، ليس من المعقول إنهم لم يستطيعوا الوصول إليه، وما يحدث الآن يذكرنا بقضية أسامة بن لادن، فليس من قبيل المصادفة أن كلا الرجلين لا يظهران، وأغلب الظن أن الأميركان أخذوا صدام معهم في الأيام الأخيرة قبيل سقوط بغداد، لأن الشواهد تؤكد على هبوط طائرة أميركية وصعد بها مجموعة من الناس لم تعرف هويتهم، ومن المحتمل أن صدام حسين معهم·
الحسناء والوحش
أعلنت في بداية الحرب أن سقوط بغداد سيكون سقوطاً لكل الأنظمة العربية·· كيف ترى الوضع العربي الآن؟
لازلت مقتنعاً حتى الآن لو أن بغداد قاتلت كما قاتلت أم قصر والبصرة وغيرها لاستمرت المعركة لمدة عام أو أكثر، إلا أن هذا السقوط أصاب المواطن العربي في كل مكان بالدهشة والحيرة والاحباط والذهول، ولا نعرف من أعطى أوامره للجنود بالانسحاب والاستسلام أو الهروب؟ السؤال نفسه نسأله إلى من أعطى الجيوش العربية بالانسحاب من فلسطين عام 1998؟ ومن أفرغ البترول من اللواء المصري المدرع في سيناء ولا نعرف··· ولا نعرف···، حتى على المستوى الداخلي فهناك أمور كثيرة لا نفهمها، فقد تقابلت مع وزراء عرب كثيرين قالوا: كنا وزراء ولكننا لا نعرف من يدير الوزارة، فلم نكن أصحاب قرار حقيقيين، وأذكر مرة أخبرني صائب سلام الذي تولى منصب رئيس الوزراء في لبنان 16 مرة أن هناك غرفة في مقر رئاسة الوزارة التي أترأسها لم يسمح لي بالدخول إليها ولو لمرة واحدة، ولا أعرف ماذا يجري فيها؟ فقط أرى أناس من جميع الأشكال والجنسيات يدخلون ويخرجون منها ولا أعرف ماذا يفعلون؟ونحن العرب نباع ونشترى، وكل ما يحدث لنا ما هو إلا رواية هزلية، من أحداث، ما هي إلا مسرحيات هزلية، وإذا أردنا معرفة الحقيقة علينا أن نشاهد المسلسل التليفزيوني الحسناء والوحش، وهذا الوحش القابع تحت الأرض هو الذي يدير الدنيا حولنا، ومن معه هم الذين صنعوه، وهذا الطفل الصغير الذي أبلغوه أنه سوف يحكم العالم، هو الذي سيحكمه، واليهود وصلوا إلى مرحلة تحقيق حلمهم الأزلي، فالعالم محكوم ويسير بالصفقات، والثورات والانقلابات التي شهدناها ما هي إلا صفقات، وما حدث للعراق صفقة على الطريق نفسه·
مهادنة أميركا
في خطبتكم الشهيرة نالت الولايات المتحدة أيضاً نصيبها من الانتقادات والتحريض، لكن موقفك هذا لم يدم طويلاً، فبعد أقل من أسبوع تراجعت وخففت من لهجة انتقاداتك واتهمك البعض بمهادنة أميركا؟
لهم الحق في هذا، لكن كلامي هذا ليس تراجعاً أو تهاوناً لأنه في اليوم الثالث لوصولي كانت صلاة الجمعة وكنت متأثراً بما رأيته، وما رأيته شيء لا يتصوره عقل فقد كان هناك تدميرمنظم لكل شيء حتى لا يصبح هناك عراق إطلاقاً، كنوزنا نهبت، أمننا فقد، فماذا كان يفعل واحد مثلي لم ير العراق منذ سنوات عديدة، لذا جاءت خطبتي في صلاة الجمعة شديدة اللهجة وكان من يرى بغداد يتذكر شيئين بيتاً من الشعر ومثلاً مصرياً، بيت الشعر يقول: أنا الغريق فما خوفي من البلل· والمثل المصري يقول ضربوا الأعور على عينه قال: وما له خسرانة خسرانة وبعد الصلاة قمت بقيادة مظاهرة شعبية ضمت حوالى مليون ونصف المليون رجل لكنني أردت ألا نقطع مسافة طويلة حتى لا نحتك بالأميركان، لأنني أعرف حقيقة مشاعر العراقيين وشراستهم وشجاعتهم، حتى أن سيدنا عمر بن الخطاب كان كلما أشتد عليه ثغر من الثغور بالقتال، قال دلوني على عراقي أوليه هذا الثغر لأن العراق هو الشعب الوحيد الذي طالما بدأت معركة سيقاتل فيها ولا ينهيها إلا بالانتصار أو الموت ثم بعد ذلك اجتمعنا بالوجهاء والحكماء والعلماء وكبار القادة السياسيين وجلسنا نتشاور، ماذا نحن فاعلين، هل نقاوم؟ وكان الكل يريد المقاومة لأن العاطفة كانت تدفعنا لذلك حتى نفرغ ما في نفوسنا من شحنات الغضب وتناقشنا لمدة ثلاثة أيام ليل نهار واقتنعنا بأننا خاسرون وأننا محتلون، وأن الأميركان هم الأسياد ونحن العبيد، ووصلنا إلى أن العبد عندما يناكف سيده فهو الخاسر الأول والأخير، لأن الأميركي في كل زاوية، حتى أنك لو رأيت بغداد من الطائرة لرأيتها بستاناً مفروشاً بالدبابات، ولا نعرف كيف استطاع الأميركان ادخال هذه الأرتال وهذه الكميات من الأسلحة واتفقنا على أن ما خسرناه في الحرب علينا استرداده بالسلم ونعطي الأميركان فرصة ومهلة كما وعدونا من خلال إعلامهم الكاذب كما تبين لنا بعد ذلك، لكننا انتظرنا أن يقيموا حكومة وطنية ويعيدوا إعمار العراق، وليكن لهم اطماع في البترول الذي كان سبب النقمة علينا، لأننا لم نكسب منه شيئاً، فأنا كعراقي لم أستفد منه شيئاً لا في تحسين الخدمات والمرافق الأساسية ولا زيادة الرواتب وإنما ظل الشعب العراقي يعيش في الغلب لسنوات طويلة، مرة أموالنا ينهبها الانجليزي ومرات ينهبها حزب البعث ولم نعش فترة ازدهار إلا في فترة الملكية أؤيد الملكية لأنها ستمنع التقسيم الطائفي في العراق·
هاجمت المنظمات الدولية وطالبتها بإغلاق أبوابها·· لماذا؟
بالطبع هاجمتها لأن من كان يخطر ببالة أن هيئة الأمم المتحدة وجامعة الدول العربية ومنظمة المؤتمر الإسلامي كلهم لا يستطيعون أن يقولوا كلمة واحدة في بلد مفترس في وضح النهار وفي غياب الشرعية الدولية، معنى ذلك أن كل هذه المنظمات مصنوعات يصنعها أصحاب القوة لكي تكون في خدمتهم عندما يشاؤون وعندما لا يريدون منها شيئاً فإنها لهم على الاطلاق فالأمم المتحدة وغيرها من المنظمات أنشئت لكي يأخذ الكبار حقوق الصغار في إطار شرعي، والمنظمات تلك انتهى دورها وستلغى قريباً لأنها فقدت معناها ومصداقيتها وفقدت أسباب وجودها ولم يعد لهياكلها مبرر ·
ترددت أنباء عن لقاء تم بينكم وبين الحاكم العسكري السابق للعراق؟
في الحقيقة أتى جارنر الحاكم السابق إلى مكتبي مرتين لكي يزورني ولم أكن موجوداً بمحض الصدفة والمرتان لم أقابله، حتى أشاع الناس عني أنني تمردت عن مقابلته وهذه إشاعة جيدة وقد دخل مقر الحركة وتقابل مع جماعتنا وتحدثوا إليه بصراحة وكان في منتهى اللطف ومتجاوباً إلى أبعد حد، وكان سهل الاقناع والأميركان يا ابنتي شعب عجيب ما ألطفهم في التعامل والود كأنهم عرب مثلنا، ولكن إذا دخلوا الحكومة أصبحوا كالشياطين واسوأ شيء يؤخذ على الأميركان أمران الطريقة التي يعتقلون الناس بها وهو اعتقال قذر ومهين يطرحون الرجل على الأرض ويقيدون يديه للخلف ويضعون كيساً على رأسه· وهؤلاء الرجال من بينهم عمداء وأساتذة في الجامعات ومنهم مشايخ قبائل وعلماء دين·
سوبر مان الإسلام
يتوجس العراقيون من المعارضة القادمة من الخارج على ظهور الدبابات الأميركية، ويتهمونها عادة بالعمالة·· كيف ترى ذلك؟
كل ما يقال عن المعارضة، - وأقصد هنا معارضة النظام السابق - قد يبدو مقبولاً من وجهة نظر معنية، والاتهامات المتبادلة بين الفصائل العراقية أمر طبيعي بالنسبة للعراقيين، فالعراق منذ أن خلقه الله وإلى يوم القيامة لن يصفو، ولن يهدأ، على خلاف أي بلد آخر مثل مصر التي حكمتها كليوباترا ولم تكن مصرية وعاشوا في ظلها مثل السمن على العسل ثم حكمهم عبدالناصر فعشقوه، وجاء السادات فأحبوه، وجاء مبارك ورحبوا به، ولأنهم يتعاملون مع الأمور بالعقل والهدوء، وكل شيء عندهم غواية، فما من أسعد ممن يحكم مصر، وما من أشقى من يحكم العراق، حتى سيدنا الإمام علي بن أبي طالب سوبرمان الإسلام الذي جمعت فيه فضائل العلم والأدب والفروسية والرجولة وغيرها، ورغم كونه ابن عم الرسول الكريم عليه الصلاة والسلام وزوج البتول و··· والكثير من الفضائل، عندما جاء إلى العراق قالوا لن ينفعنا، وتركوه ولم يلتفتوا إليه ولم يلتفوا حوله حتى قتلوه، وهو من قال عن العراقيين اللهم أرحمهم عني وأرحمني عنهم، لقد سئمتهم وسئموني وعندما سأل سيدنا علي بن أبي طالب سائلاً، لماذا يغلبك معاوية وأنت أبو الحسنين، قال: يغلبني لأمرين، الأول لأنه يكذب وأنا لا أكذب، وعندما نتفق، هو يخلف وأنا لا أخلف وثانياً لأن جيشه من الشام وهو لا يعصي وجيشي من العراق وهو لا يطيع·
هذا هو العراق، أعجوبة العجائب، فالقتال والاختلاف لديهم هواية، فإذا كان المصري عندما يتعب أو يكون لديه وقت فراغ فإنه يغني، أما العراقي فإن كان لديه وقت فراغ، فانه يقاتل·
-------------------------------------------------------------------------------------
لماذا رجال الدين يريدونها دولة علمانية؟
هل الكبيسي يؤيد عودة الملكية؟
ماهي حكاية الكبيسي مع أم محمد؟
لماذا استعان الكبيسي بسكرتير عدي الشخصي في رئاسة تحرير
الساعة؟
-------------------------------------------------------------------------------------
هذا ماسيجيب عنه الكبيسي في الجزء الثاني غدا انشاء الله
-------------------------------------------------------------------------------------
الكبيسي في سطور:-
الدكتور أحمد عبيد عبدالله الكبيسي.
ولد عام 1935 في محافظة الأنبار في العراق.
درس دراسته الجامعية والعليا في جمهورية مصر العربية بجامعة الأزهر.
عين كمدرس في كلية الآداب ثم كرئيس للدراسات العليا في جامعة الإمارات العربية المتحدة.
عضو في المجلس الأعلى للجامعة الإسلامية في المدينة المنورة في دورتها الثانية عشر.
له مايقارب الثلاثين إصدار من مؤلفات وأبحاث منشورة.
شعر وله ديوان واحد.
------------------------------------------------------------------------------------
-----------------------------------------------------------------------------------
ماهو تعليقك؟