بعد أن امتثل حزب الفضيلة لأمر المرجعية الرشيدة بان يسعى لتكوين الائتلاف العراقي الموحد ولم شمله و التأكيد على إدخال التيار الصدري فيه ضحى حزب الفضيلة بخمس مقاعد في سبيل ذلك على ان يتم تعويض الفضيلة من قبل الائتلاف في المقاعد التعويضية في انتخابات مجلس النواب فلم يتم ذلك فكان التهميش واضحا من قبل الائتلاف وما ان اعلن الدكتور نديم الجابري عن ترشحه لرئاسة الوزراء حتى انهالت عليه الكتل الكبيرة في الائتلاف باختلاق التهم حتى وصل الأمر إلى ممارسة الضغوط عليه بعد أن كان العنصر الأساسي لاعادة تكوين الائتلاف ولم شمله ،هذا مضافا الى تحرك الفضائيات المسعورة إلى اختلاق الأكاذيب و لصق التهم بهذه الشخصية التي لطالما ساهمت في حل مشاكل العراق سواء على المستوى الداخلي كما في طرح مشروع التكنوقراط في تكوين الحكومة السابقة وطرح مشروع حكومة الإنقاذ الوطني في حكومتنا الحالية و على المستوى الإقليمي حينما أنقذ الائتلاف في مؤتمر الوفاق الوطني في القاهرة حين وصل الائتلاف إلى طريق مسدود مع الكتل السنية حول أعمال العنف و الإرهاب و ما يقابلها من مقاومة شريفة فكان موقف الفضيلة حاسما و مستنقذا للعراق حينما ثبّت أن الاعمال التي تطال الابرياء هي اعمال ارهابية بنفس الوقت أن مقاومة الاحتلال حق مشروع للشعوب المحتلة فكانت هذه العبارة مما اتفق عليه سائر الوان الطيف العراقي بالرغم من تنصل بعض الكتل الكبيرة في الائتلاف من هذا الحل في تلك اللحظة العصيبة و اعتبرته قرارا فرديا للفضيلة و موقف آخر على المستوى الدولي و الذي حدث في ايطاليا حينما اجتمعت العديد من الكتل ومن بينها الائتلاف فكان احد المسئولين الايطاليين قد تعدى على الكتل والأحزاب الشيعية واصفا لها بالأحزاب الديكتاتورية فانبرى له سفير مصرمتسائلا حتى حزب الفضيلة من ضمنها ؟(لان للسفير المصري علم بموقف الفضيلة المشرف في مؤتمر القاهرة واطلاعه على مدى وعي قادة الفضيلة ) فأجاب المسؤول الايطالي : حتى حزب الفضيلة من ضمنها، فانبرى له الدكتور نديم الجابري بعد صمت جميع القادة السياسيين متسائلا عن سبب هذه النظرة السيئة عن الأحزاب الشيعية فأجابه المسؤول الإيطالي لأنها تتبع المراجع و المرجع يعتبر فرد واحد متسلط على الأمة فأجابه الدكتورنديم الجابري جوابا شافيا عبر عنه الدكتور الجابري بأنه بتسديد من الله تعالى حيث قال له انتم تؤمنون بآلية الانتخاب فنحن عندما تقتنع امتنا بشخصية احد العلماء بعد اجتماع الشروط فيها تختار الأمة هذا الشخص قائدا لها و مرجعا في جميع الأمور، فالمرجعية ليست دكتاتورية و متسلطة بل هي بانتخاب واختيار الأكفأ و الأصلح و لكن ليس بالاقتراع و إنما بالإتباع مباشرة و البيعة له فما كان من المسؤول الايطالي إلا أن صدم بهذا الجواب فهذه مواقف الفضيلة و هذه حلولها كلها قد استلهمتها من مرجعيتها الرشيدة و خصوصا مرجعية سماحة آية الله العظمى الشيخ محمد موسى اليعقوبي (دامت بركاته).
وما هذه الأباطيل التي قام بنشرها الصديق قبل العدو في الصحف و الفضائيات من اتهام الدكتور نديم الجابري بأنه بعثي و كان يدرس الفكر العفلقي فهذا مما نسبته نفس الأطراف إلى شهيدنا الصدر المقدس حين اتهمته بالعمالة لنظام البعث في حين كان السيد محمد الصدر يعد لمشروع كبير لإعادة الحياة للعراق و بث روح الوعي و الإخلاص في المنطقة تمهيدا للدولة الكريمة ،و في تلك الفترة تحديدا عند إقامة الشهيد الصدر لصلاة الجمعة طرح الدكتور الجابري بحثا على السيد الشهيد بعنوان الإمام و الرئيس كاشفا عن تلاقح الكفاءات و الكوادر النزيهة مع حركة الشهيد الصدر و قد نفى العديد من الطلاب الذين احتكوا بالدكتور الجابري إبان كان يمارس عمله في التدريس في كلية العلوم السياسية بأنه بعثي، بل أنه نتيجة عدم انخراطه بصفوف البعثية قد كان يعاني من بغض العديد من الأساتذة البعثية المتملقين للنظام السابق وكان و ما زال يعيش البساطة والتواضع ،فمن أين جاء عملاء الخارج بهذه التهم أم أن كل من في داخل العراق في زمن الطاغية هو بعثي وعميل فمالكم كيف تحكمون؟؟!!
حتى وصل الأمر إلى إجبار الفضيلة على قبول إبراهيم بحر العلوم وزيرا للنفط بعد أن طرحت الفضيلة مرشحيها و أجبرت على أن تقبل ببحر العلوم و الذي عاث في وزارة النفط فسادا مما اضطر الفضيلة بعد أن أمهلته مهل متعددة أن قامت بإقالته، و هذا العمل مما انفردت به الفضيلة من بين كل الأحزاب باقالة وزيرها و استبداله بغيره لسوء تصرفه مما أقام الدنيا ولم يقعدها بتوالي الاعتراضات من رئاسة الوزراء و قيادة الائتلاف وما أن تسلمت الفضيلة ملف وزارة النفط حتى بدأت الحكومة و المفتش العام على الوزارة بعرض إخفاقات وزارة النفط إبان تسلم إبراهيم بحر العلوم للوزارة و لكن هذه المرة جاءت متأخرة عما أرادته الفضيلة من عرض هذه الأمور في نفس فترة الوزير السابق أو حين إعلان الفضيلة لأقالته كما أنهم أهملوا التواريخ مما أدى إلى وجود شبهات على الفضيلة بالسرقة والفساد الإداري وغير ذلك إلى حين حدوث حرق في السقوف الثانوية لأحد غرف وزارة النفط مما أثار حنق السذج من الناس فأخذوا يكيلون الإتهامات إلى الفضيلة بأنها حرقت المستندات لإخفاء سرقاتها، فهل أن مستندات الوزارة ووثائقها في غرفة وبنسخة واحدة ، هذا لو صح احتراق الغرفة لأن الأحتراق حدث في السقوف الثانوية والذي لا يعلم هل بتدبير اعداء الإسلام والمرجعية.
ولما لم يندمل الجرح بعد أن أعلن حزب الفضيلة انسحابه من التشكيلة الوزارية للحكومة لأن العقلية السائدة في تكوين الحكومة هي المصالح الحزبية والفردية ، بعيداَ عن الإهتمام بمصالح الشعب ومعاناته مضافا الى الأقصاء الذي تعرض له حزب الفضيلة بحجة أنه يجب ان يكون المرشح لوزارة النفط مستقلاَ (لكي يسهل حجزه في غرفة الوزارة ويعيثون في الوزارة فساداَ ونهباَ لأنه وزارة النفط ليست في بناية الوزارة وغرفة الوزير بل جيش يمتد من الشمال إلى الجنوب وعندما وجدت الفضيلة نفسها مؤهلةَ لذلك لما تمتلكه من قاعدة شبابية واعية ومخلصة لمرجعيتها قدمت مرشحيها لتلك الوزارة والتي تمثل العصب الرئيسي لأقتصاد الدولة لاسيما حين رفعت الفضيلة معدل انتاج النفط في العراق وقللت استيراد المشتقات النفطية في فترة الشهرين التي استلمت فيها الفضيلة قبل تشكيل الحكومة الحالية ) ونتيجة لهذه العقلية بشكل أساسي ولتهميش الفضيلة كالمعتاد بشكل ثانوي اضطر الفضيلة إلى الإنسحاب وتكون بمثابة المراقب لعمل الحكومة وناقداَ ومقوماَ له من الخارج ، وبالرغم من هذا وإذا بالسذج والمنافقين يؤولون انسحاب الفضيلة لأنها لاتقبل إلا بالنفط أو أن تنسحب من الحكومة كما يدعون.
وأخيراَ ونحن في هذه الأزمات ما أحوجنا إلى الإتحاد والأخوة لا تبادل الإتهامات ورفع شعار المصالح الثابتة بل لنجعل شعارنا المباديء الثابتة لا المصالح الثابتة كما أوصت مرجعيتنا الرشيدة وأكد ذلك سماحة المرجع الديني آية الله العظمى الشيخ اليعقوبي (دام تأييده).